د/ وفاء خنكار
30/10/2010, 12:12 AM
الى الأخوة والأحبة بواتا الحضارة .. اقدم لكم اليوم قصيدة - شرفة لوركا - اصور فيها قصة ملهمي شاعر الحب والأنسانية والحضارة الشاعر الأسباني فرديريك جارسيا لوركا وهذه القصيدة هي من ضمن مجموعة النصوص الشعرية التي طرحتها بالمنتدى وهي جميعها من ديوان - حدائق لوركا - الذي دشنه وزير الأعلام السعودي مؤخرا ضمن اصدارات نادي الطائف الأدبي الثقافي بالسعودية .. اتمنى ان ينال اعجابكم .. مع كل الود أبعثه لكم من أرض الورد الطائف ..
شرفة لوركــــا
لوركا .. ملاكي الأندلسي ..
تركض كل صباح بحذائك الأسود ..
وجواربك الطويلة إلى منتصف ساقيك الشاردتين ..
أوراقك الصفراء الباكية ..
في حقيبتك ذات المقبض الجلدي الأنيق ..
معلم الرياضيات ..
يكيل لك الصفعات :
"غبي ..
أحمق ..
لا تفقه المعادلات .."
عيناك السوداوان تختبئان خلف يديك ..
وقلبك الصغير يرتعش خوفا ..
كقط سكب قارورة الحليب ..
وتكور تحت كرسي هزاز ..
ينتظر من سيدة البيت العقاب ..
كنت خلف مقعدك ابكي في صمت ..
وددت لو لكمت معلم الرياضيات ..
دقت أجراس الحرية ..
انطلقت فراشات اشبيليا ..
هربنا معا يدا بيد ..
رمينا حقائبهم المشئومة
على عتبة باب أرسطو ..
طائر الإوز الأبيض حملنا إلى المروج ..
سنجاب شقي سرق فردة حذائك ..
وأرنب ابيض يقرض شريطة شعري ..
ضحكنا وضحكنا ..
حتى وكزنا الجوع بعكازه ..
أشجار الكرز من حولنا تمطر ..
محار يتفتح ..
كرزة تراقص خصر لؤلؤة ..
أطعمتك فاكهة البراءة بيدي
ثم غفوتَ تحت فطر عملاق ..
زهرة يطوق خصرها تُلَ أبيض ..
تدور حول هالتك البنفسجية ..
كراقصة باليه عاشقة ..
فراشة غيورة تقف على أنفك ..
تتحداني أن أوقظك ..
قطط رومية بيضاء
تطارد ستائر السماء ..
لؤلؤ يتدحرج على زحاليق قزح ..
تأملتك حتى اليقظة ..
كفي الباردة تحتضن أصابعك ..
التي كانت تفرقع
تحت مسطرة معلم الرياضيات ..
لوركا .. لوركا ..
موعد حصة اللغة الأسبانية ..
التي رسبت فيها ..
أنغام الفلامنكو تصدح ..
ريش مروحتي يقبل أنفك الصغير ..
عطسة حب طفولية ..
وضحكة شقية ..
لوركا .. لوركا ..
أهرب .. أهرب ..
جاء سائقي المفتول الشارب ..
لن نستطيع إكمال الدرس ..
***
تخرج لوركا من حدائق غرناطة ..
وأبحر بأشرعة جزر مالقا ..
تابعت أخباره على شاشات العالم ..
وعلى خشبات المسارح ..
وبكل المدن التي زارها ..
وبكل الأحياء التي مشى بها ..
مع الزنوج والفقراء ..
مع الساسة والشعراء ..
***
قبيحة أنت يا نيويورك ..
لم تنظفي أزفلت شوارعك
الدبقة بدموع ودماء البؤساء ..
ألا تعلمين أن ملائكة الأندلس ..
لا تعيش بين قاذوراتك ..
وحديدك وأسمنتك ونارك ..
***
قبيحة أنت يا نيويورك ..
زنجي عاري ..
يلبس سروالا أحمر ..
يحمل دبا مقطوع الرأس ..
بكى على صدر ملاك غرناطة ..
لوث بذلته ببقايا الطعام
على شفتيه الغليظتين ..
***
قبيحة أنت يا نيويورك ..
لوركا..
لا تنس الهارمونيكا بجيبك ..
اعزف أغاني الأطفال ..
وانشد أشعار الفلكلور ..
اعزف تحت كل أشجار الزيتون ..
وفوق كل المنصات والمسارح ..
لوركا .. لوركا ..
استمر في عزفك ..
إني أسمعك ..
فقد تركت شرفتك مفتوحة ..
وتفاحك وفلك وياسمينك ..
يتساقط على أرضية شرفتي كل صباح ..
سأظل أذكرك لوركا ..
فهداياك تأتيني على جناح ملاك ..
من جنائن الخلود ..
شرفة لوركــــا
لوركا .. ملاكي الأندلسي ..
تركض كل صباح بحذائك الأسود ..
وجواربك الطويلة إلى منتصف ساقيك الشاردتين ..
أوراقك الصفراء الباكية ..
في حقيبتك ذات المقبض الجلدي الأنيق ..
معلم الرياضيات ..
يكيل لك الصفعات :
"غبي ..
أحمق ..
لا تفقه المعادلات .."
عيناك السوداوان تختبئان خلف يديك ..
وقلبك الصغير يرتعش خوفا ..
كقط سكب قارورة الحليب ..
وتكور تحت كرسي هزاز ..
ينتظر من سيدة البيت العقاب ..
كنت خلف مقعدك ابكي في صمت ..
وددت لو لكمت معلم الرياضيات ..
دقت أجراس الحرية ..
انطلقت فراشات اشبيليا ..
هربنا معا يدا بيد ..
رمينا حقائبهم المشئومة
على عتبة باب أرسطو ..
طائر الإوز الأبيض حملنا إلى المروج ..
سنجاب شقي سرق فردة حذائك ..
وأرنب ابيض يقرض شريطة شعري ..
ضحكنا وضحكنا ..
حتى وكزنا الجوع بعكازه ..
أشجار الكرز من حولنا تمطر ..
محار يتفتح ..
كرزة تراقص خصر لؤلؤة ..
أطعمتك فاكهة البراءة بيدي
ثم غفوتَ تحت فطر عملاق ..
زهرة يطوق خصرها تُلَ أبيض ..
تدور حول هالتك البنفسجية ..
كراقصة باليه عاشقة ..
فراشة غيورة تقف على أنفك ..
تتحداني أن أوقظك ..
قطط رومية بيضاء
تطارد ستائر السماء ..
لؤلؤ يتدحرج على زحاليق قزح ..
تأملتك حتى اليقظة ..
كفي الباردة تحتضن أصابعك ..
التي كانت تفرقع
تحت مسطرة معلم الرياضيات ..
لوركا .. لوركا ..
موعد حصة اللغة الأسبانية ..
التي رسبت فيها ..
أنغام الفلامنكو تصدح ..
ريش مروحتي يقبل أنفك الصغير ..
عطسة حب طفولية ..
وضحكة شقية ..
لوركا .. لوركا ..
أهرب .. أهرب ..
جاء سائقي المفتول الشارب ..
لن نستطيع إكمال الدرس ..
***
تخرج لوركا من حدائق غرناطة ..
وأبحر بأشرعة جزر مالقا ..
تابعت أخباره على شاشات العالم ..
وعلى خشبات المسارح ..
وبكل المدن التي زارها ..
وبكل الأحياء التي مشى بها ..
مع الزنوج والفقراء ..
مع الساسة والشعراء ..
***
قبيحة أنت يا نيويورك ..
لم تنظفي أزفلت شوارعك
الدبقة بدموع ودماء البؤساء ..
ألا تعلمين أن ملائكة الأندلس ..
لا تعيش بين قاذوراتك ..
وحديدك وأسمنتك ونارك ..
***
قبيحة أنت يا نيويورك ..
زنجي عاري ..
يلبس سروالا أحمر ..
يحمل دبا مقطوع الرأس ..
بكى على صدر ملاك غرناطة ..
لوث بذلته ببقايا الطعام
على شفتيه الغليظتين ..
***
قبيحة أنت يا نيويورك ..
لوركا..
لا تنس الهارمونيكا بجيبك ..
اعزف أغاني الأطفال ..
وانشد أشعار الفلكلور ..
اعزف تحت كل أشجار الزيتون ..
وفوق كل المنصات والمسارح ..
لوركا .. لوركا ..
استمر في عزفك ..
إني أسمعك ..
فقد تركت شرفتك مفتوحة ..
وتفاحك وفلك وياسمينك ..
يتساقط على أرضية شرفتي كل صباح ..
سأظل أذكرك لوركا ..
فهداياك تأتيني على جناح ملاك ..
من جنائن الخلود ..