د. فدوى
20/03/2007, 03:43 AM
فتحت عينيها على اول خيط نور يتسلل من النافدة في حياء .....لم تدرك على وجه التحديد في اي وقت استيقظت من نومها لكنها كانت تود لو غفت مرة ثانية لتعانق احلامها ....كان ذلك الصراع اللامتناهي بين الظلمة و النور يموج في اعماقها و هي تنتظر ميلاد النور الابدي و نهاية اول فصل من فصول معاناتها... حلمها الاول كان صراعا ذاتيا ما بين الانا و الاخر..و الثاني كان تاملا و استكشافا و الثالت كان ورديا و الرابع كان مئساويا.... توقفت قليلا لتستعيد الذكرى ....لم تتعود ان تثق في احلامها و لا في الاخرين...ابتعدت و ابتعدت حتى انطوت في دائرة الاحلام لا تكاد تغادرها الا طالبة العودة اليها...كانت تنتظر الليل باشتياق لتجريب ذلك العالم الاخر حيث يغيب الحضور و يتجسد الاوعي في ابهى حلله...حيث تعيد اكتشاف ذاتها و كل ما يحيط بها من عوالم...يكفي ان تغلق عينيها و تحلم بانها ملكة للعالم وفي ابهى الحلل تتجول من مملكة لمملكة لتصل في نهاية المطاف لمملكة واحدة سمتها مملكة النساء ......تفتح عينيها من جديد...تبتسم في حياء.......هل يعقل ان تحلم بان تكون ملكة في مملكة للنساء ...لم لا ...لتغلق عينيها من جديد تاركة للوعي ان ينحسر ليترك المجال للاوعي ليخلق حلما اخر......تمضي في سبات عميق.......تجد نفسها في جنة الخلد .......جنة الحلم المفقودة ....تتحرك بين جنباتها ....يبهرها جمال الطبيعة و عبق الرائحة و هدوء المكان.....تبحث في جنباتها عن من يقاسمها بهاء المكان و سحره ...........تطيل النظر وتتعب من التنقيب.......لا تجد ضالتها....و لامؤنسها.....تتحول الجنة ببهائها لاحدى نغصاتها ....هل غادرها الاخرون باحثين عن العناء ...!و ظلت حواء وحيدة ....تائهة.
.... نعم هي حواء.........هكذا كان يخاطبها الاخر المغيب في داخلها ....حواء المنكسرة ...الجميلة....المتهمة ...الاثمة ....لم يتركها ادم في سكينتها.....تحول لشيطان يحاصرها اينما حلت و ارتحلت....فدعت ربها ان يطرده من الارض لتظل وحدها ملكة في مملكة النساء الفاضلة... تقلبت من جديد في فراشها....و استيقظت فجاءة لتجد النور قد اغرق الغرفة ضياءا و الستائر المسدلة تنادي صاحبتها لازاحتها و اكتشاف الحياة من جديد بعيدا عن احلامها الوردية .
كانت تود لو ظلت في الجنة و لو ظل ادم الى جانبها ...كانت تود لو ان الشيطان لم يغرهما ...كانت تود لو تحول ادم في الارض لبطل قاهر للشيطان الاخرس .....لا يهم ستعود لكي تحلم من جديد....هذه المرة ستحلم ان ادم قد خرج في جهاد ضد الشيطان اللعين ....استنفر كل القوات و الجيوش و لم يترك النساء في المخابئ بل دعاهن للجهاد جنبا الى جنب الى ان يطردا الشيطان و ينتقلا من جديد للفردوس المفقود.
الساعة تقارب السابعة ....كان عليها ان تغادر الفراش قسرا للاتحاق بعملها لان ادم لن يغفر لها تاءخيرها.....نهضت مثقلة باحلام و هموم الليلة الماضية و اسرعت لتعد نفسها لمغادرة بيتها الخالي ... الا منها و من احلامها.....شربت قهوتها بعجالة.....و غادرت مسرعة للعمل.......... لكنها وصلت جد متاخرة لمقر الادارة.......وجدت قصاصة ورقية على المكتب .....كان المدير يدعوها للاتحاق فورا بمكتبه................و كانت ترتعش من شدة التاثر لان ادم لن يغفر لها هذه المرة تاخيرها:
- سيدي المدير كنت مريضة و لم ات الا لاخذ اذن بالانصراف ?
هكذا كانت حواء تكذب على ادم و ادم يحملق فيها بذهول ......................!
_ لا داعي للادعاء سيدتي فانت دائما في تاخير متواصل و متصل و في اهمال متكرر
للعمل
_سيدي انا اسفة ....ظروفي صعبة و ساحاول ان انتصر عليها.....
حدق فيها ادم ساخرا .............عن اية ظروف تتحدثين ....ما شاء الله....كل مرة نفس الحجج الواهية ..... انصرفي بدون عودة فانت مفصولة من العمل!!!!!!
_سيدي لم تظلمني كما ظلم ادم حواء مند البدئ ....لم لم لم ??????
كانت تلك اخر كلماتها ..لم تتمالك نفسها و هوت على الارض...كانت تستعد لرحلة جديدة و لحلم
جديد لم يحققه لها ادم على وجه الارض ....لعلها تجده هناك في جنة الخلد ...لعله يكفر عن اخطائه
يوما ما و يبحث عن الطريق نحو الجنة ..لعله يعود و في يديه تفاحة محللة يهديها لحواء بعد طول غياب.....لعل الله يغفر لكليهما بعد طول غربة و اغتراب !!!
في 19-3-2007
.... نعم هي حواء.........هكذا كان يخاطبها الاخر المغيب في داخلها ....حواء المنكسرة ...الجميلة....المتهمة ...الاثمة ....لم يتركها ادم في سكينتها.....تحول لشيطان يحاصرها اينما حلت و ارتحلت....فدعت ربها ان يطرده من الارض لتظل وحدها ملكة في مملكة النساء الفاضلة... تقلبت من جديد في فراشها....و استيقظت فجاءة لتجد النور قد اغرق الغرفة ضياءا و الستائر المسدلة تنادي صاحبتها لازاحتها و اكتشاف الحياة من جديد بعيدا عن احلامها الوردية .
كانت تود لو ظلت في الجنة و لو ظل ادم الى جانبها ...كانت تود لو ان الشيطان لم يغرهما ...كانت تود لو تحول ادم في الارض لبطل قاهر للشيطان الاخرس .....لا يهم ستعود لكي تحلم من جديد....هذه المرة ستحلم ان ادم قد خرج في جهاد ضد الشيطان اللعين ....استنفر كل القوات و الجيوش و لم يترك النساء في المخابئ بل دعاهن للجهاد جنبا الى جنب الى ان يطردا الشيطان و ينتقلا من جديد للفردوس المفقود.
الساعة تقارب السابعة ....كان عليها ان تغادر الفراش قسرا للاتحاق بعملها لان ادم لن يغفر لها تاءخيرها.....نهضت مثقلة باحلام و هموم الليلة الماضية و اسرعت لتعد نفسها لمغادرة بيتها الخالي ... الا منها و من احلامها.....شربت قهوتها بعجالة.....و غادرت مسرعة للعمل.......... لكنها وصلت جد متاخرة لمقر الادارة.......وجدت قصاصة ورقية على المكتب .....كان المدير يدعوها للاتحاق فورا بمكتبه................و كانت ترتعش من شدة التاثر لان ادم لن يغفر لها هذه المرة تاخيرها:
- سيدي المدير كنت مريضة و لم ات الا لاخذ اذن بالانصراف ?
هكذا كانت حواء تكذب على ادم و ادم يحملق فيها بذهول ......................!
_ لا داعي للادعاء سيدتي فانت دائما في تاخير متواصل و متصل و في اهمال متكرر
للعمل
_سيدي انا اسفة ....ظروفي صعبة و ساحاول ان انتصر عليها.....
حدق فيها ادم ساخرا .............عن اية ظروف تتحدثين ....ما شاء الله....كل مرة نفس الحجج الواهية ..... انصرفي بدون عودة فانت مفصولة من العمل!!!!!!
_سيدي لم تظلمني كما ظلم ادم حواء مند البدئ ....لم لم لم ??????
كانت تلك اخر كلماتها ..لم تتمالك نفسها و هوت على الارض...كانت تستعد لرحلة جديدة و لحلم
جديد لم يحققه لها ادم على وجه الارض ....لعلها تجده هناك في جنة الخلد ...لعله يكفر عن اخطائه
يوما ما و يبحث عن الطريق نحو الجنة ..لعله يعود و في يديه تفاحة محللة يهديها لحواء بعد طول غياب.....لعل الله يغفر لكليهما بعد طول غربة و اغتراب !!!
في 19-3-2007