غالب ياسين
20/03/2007, 11:01 AM
استعراض شريط طويل من ذكريات الحياة (نصف قرن) مع المناضل المفكر الانسان طارق عزيز ذو العلم والفضل والثقافة والنبل كان خلالها يبشر بوعي، ونهضة، واستقلال .. مشخصا وباء الوصولية، والصعلكة والغوغائية، ليس بالأمر السهل عبر مقال.
الحديث عن المناضل الأنسان طارق عزيز كالحديث عن البحر، لا تدري هل تكفيك شطآنه لتبحث بين حبات رملها عن أيام أمضيناها في سجون ومعتقلات عسكرية (66 ـ 67)، أم تغوص في أعماقه لتقف علي عظمة الخالق في تكوين المخلوق.
طارق عزيز رغم خلافنا بالرؤي السياسية في السبعينات، هو ذو الثقافة والاصالة ومن قيادات الحركة الوطنية، في سبيل امته وقضاياها التحررية، بذل الوقت والجهد والعرق غير طامع في نيابة او وزارة أو ثروة او زعامة، بل كان يعمل بجد وايمان، وهو الذي كان يري امامه المنافي ـ تفتح اشداقها ـ والسجون والمشانق تنصب هنا وهناك في جشع وشراسة.. ويبرز طارق كشاب من انشط واذكي عناصر الشباب العربي الذين ساهموا في تنظيمات حزب البعث العربي الاشتراكي والحركات الوطنية علي رهبة المصير ـ وتعرض للاخطار في سبيل وطنه وامته وحريتها ووحدتها ثم يصبح من ابرز كوادر حزب البعث العربي الاشتراكي، ثم يصبح رئيسا لتحرير جريدة الجماهير العراقية.
طارق عزيز مدرسة للفكر القومي العربي تنتقل في معارجها لتتعلم المناحي الكثيرة التي تنقل بينها فارس الكلمة طارق ليخرج بها علي العالم درة عصماء تتغني بها الاجيال، وستظل كلماته: (أتشرف بأنتمائي للبعث ونظامه وافتخر بالعمل بقيادة البطل الشهيد صدام حسين). أنشودة ترددها قيثارة الزمن.
يتميز المناضل طارق عزيز بقلمه وفكره القومي العربي وجرأته ووفاءه وحبه للعراق والأمة العربية، وهو من أبرز رجال الفكر والأعلام والدبلوماسية وذاعت شهرته لتتعدي وطنه الي العالم بأجمعه، وهو الذي حاور جيمس بيكر وزير خارجية امريكا بعهد جورج بوش الأب في جنيف وقال له: (أمريكا تستهدف تفتيت الوطن العربي وتجزئته الي دويلات طائفية وعرقية، وجنون الرياح الامريكية الصهيونية تستهدف تفكيك أوصال العراق وأثارة الفتن الطائفية في الاقطار العربية من أجل ضمان أمن اسرائيل والسيطرة علي منابع النفط). والكل من العقلاء والشرفاء يذكر مقولة جيمس بيكر في جنيف (ان لم تسيروا بركب أمريكا سنعيد العراق خمسون عاما للوراء). وكان المناضل طارق عزيز في خضم الاحداث يدافع عن العراق والامة العربية وقضيتها المركزية فلسطين. وعندما نذكر جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده وعبد الرحمن الكواكبي والثعالبي وغيرهم نذكر طارق عزيز المفكر العربي المسيحي الذي يري الاسلام ثورة دينية وسياسية وأجتماعية واقتصادية. وسلسلة مقالاته في منتصف السبعينات (المنطقة الي أين) كانت تعبيرية عن واقع وتصويرية لمرض يتغلغل في الجسد العربي، وربط بين الاصالة والمعاصرة ربطا فكريا محكما قلما تأتي لغيره.
هذه شوارد غيض من فيض سقناها هنا لنري ان قلم وفكر ودبلوماسية طارق عزيز تندرج تحت ركنيين اساسيين: الفكر والنفس القومي العربي والمعني الأخلاقي ليخلص الي تسجيل احداث العصر من منطلق الفهم للدور الحضاري للتاريخ.والمناضل المفكر الانسان فارس الكلمة الشريفة طارق عزيز دائم البحث في تاريخ الحضارة العربية الاسلامية عن المثل الأعلي.
نصري حسين كساب
براتسلافا ـ سلوفاكيا
الحديث عن المناضل الأنسان طارق عزيز كالحديث عن البحر، لا تدري هل تكفيك شطآنه لتبحث بين حبات رملها عن أيام أمضيناها في سجون ومعتقلات عسكرية (66 ـ 67)، أم تغوص في أعماقه لتقف علي عظمة الخالق في تكوين المخلوق.
طارق عزيز رغم خلافنا بالرؤي السياسية في السبعينات، هو ذو الثقافة والاصالة ومن قيادات الحركة الوطنية، في سبيل امته وقضاياها التحررية، بذل الوقت والجهد والعرق غير طامع في نيابة او وزارة أو ثروة او زعامة، بل كان يعمل بجد وايمان، وهو الذي كان يري امامه المنافي ـ تفتح اشداقها ـ والسجون والمشانق تنصب هنا وهناك في جشع وشراسة.. ويبرز طارق كشاب من انشط واذكي عناصر الشباب العربي الذين ساهموا في تنظيمات حزب البعث العربي الاشتراكي والحركات الوطنية علي رهبة المصير ـ وتعرض للاخطار في سبيل وطنه وامته وحريتها ووحدتها ثم يصبح من ابرز كوادر حزب البعث العربي الاشتراكي، ثم يصبح رئيسا لتحرير جريدة الجماهير العراقية.
طارق عزيز مدرسة للفكر القومي العربي تنتقل في معارجها لتتعلم المناحي الكثيرة التي تنقل بينها فارس الكلمة طارق ليخرج بها علي العالم درة عصماء تتغني بها الاجيال، وستظل كلماته: (أتشرف بأنتمائي للبعث ونظامه وافتخر بالعمل بقيادة البطل الشهيد صدام حسين). أنشودة ترددها قيثارة الزمن.
يتميز المناضل طارق عزيز بقلمه وفكره القومي العربي وجرأته ووفاءه وحبه للعراق والأمة العربية، وهو من أبرز رجال الفكر والأعلام والدبلوماسية وذاعت شهرته لتتعدي وطنه الي العالم بأجمعه، وهو الذي حاور جيمس بيكر وزير خارجية امريكا بعهد جورج بوش الأب في جنيف وقال له: (أمريكا تستهدف تفتيت الوطن العربي وتجزئته الي دويلات طائفية وعرقية، وجنون الرياح الامريكية الصهيونية تستهدف تفكيك أوصال العراق وأثارة الفتن الطائفية في الاقطار العربية من أجل ضمان أمن اسرائيل والسيطرة علي منابع النفط). والكل من العقلاء والشرفاء يذكر مقولة جيمس بيكر في جنيف (ان لم تسيروا بركب أمريكا سنعيد العراق خمسون عاما للوراء). وكان المناضل طارق عزيز في خضم الاحداث يدافع عن العراق والامة العربية وقضيتها المركزية فلسطين. وعندما نذكر جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده وعبد الرحمن الكواكبي والثعالبي وغيرهم نذكر طارق عزيز المفكر العربي المسيحي الذي يري الاسلام ثورة دينية وسياسية وأجتماعية واقتصادية. وسلسلة مقالاته في منتصف السبعينات (المنطقة الي أين) كانت تعبيرية عن واقع وتصويرية لمرض يتغلغل في الجسد العربي، وربط بين الاصالة والمعاصرة ربطا فكريا محكما قلما تأتي لغيره.
هذه شوارد غيض من فيض سقناها هنا لنري ان قلم وفكر ودبلوماسية طارق عزيز تندرج تحت ركنيين اساسيين: الفكر والنفس القومي العربي والمعني الأخلاقي ليخلص الي تسجيل احداث العصر من منطلق الفهم للدور الحضاري للتاريخ.والمناضل المفكر الانسان فارس الكلمة الشريفة طارق عزيز دائم البحث في تاريخ الحضارة العربية الاسلامية عن المثل الأعلي.
نصري حسين كساب
براتسلافا ـ سلوفاكيا