المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رمضان شلح والهجمة الفتحاوية وما وراء المصالحة



سميح خلف
06/11/2010, 10:29 PM
رمضان شلح والهجمة الفتحاوية وما وراء المصالحة
لاادري كم متحدث رسمي باسم فتح وكم متحدث غير رسمي باسم فتح، وعلى كل حال يبدو ان المتحدث باسم فتح او احدهم المسمى احمد عساف قد نسي بديهيات وجوده في هذه الحركة،هل كان انتماءه لهذه الحركة على قاعدة الايدي الناعمة ام على قاعدة الايدي الخشنة التي انجبت العاصفة وكتائب الاقصى " يبدو ان السيد عساف ليفقه شيئا عن سلوك قيادته ورئيسه،ولا يفهم حركة التاريخ وخاصة في مرحلة مواجهة الشعوب لظاهرة المتخاذلين والاتكاليين والانهزاميين والعملاء،سلوك الاسقاطات فهمه شعبنا وكوادرنا، الجمل التي ساقها شلح في خطابه تهدد القضية الفلسطينية بالتصفية على حد قوله،كلام في منتهى الغباء ومخارج غاية في الجهل عندما تكون المخارج لاموضوعية لموقف بات معروفا لقيادة هذا المتحدث التي عبثت فيه وعلى مدار عقدين او اكثر بمصير هذا الشعب وعبثت بل تفننت في صنوف القهر والابادة بشتى انواعها لقوى فتح العسكرية والكادرية.

من عمل على تصفية القضية الفلسطينية من خرج عن ثوابتها الحقيقية وليس ثوابتها المحورة والمفصلة على تطور النظرية الصهيونية واحتمال سقوط مشروعها على ارض فلسطين،بل حتما سيسقط المشروع الصهيوني امام قطار الاوفياء من شعبنا وهم كثر من خليل الوزير الى الشقاقي الى الرنتيسي الى ابو على مصطفى هؤلاء رموز الشهداء الاوفياء، وما زال القطار يسير وبثبات باوفياء شعبنا من شلح الى سعدات الى احمد جبريل الى قادة فتح الشرفاء في الداخل والخارج الى انوية حماس الصلبة هؤلاء من بفهمون المشروع الوطني ومتطلباته المرحلية والاستراتيجية.

لا يعلم السيد أحمد عساف أن كينونة وجوده هي وليدة من اختطاف القرار الفلسطيني وقرار فتح، ولأن فتح اختطفت من قادته، أما شلح فهو قائد فصيل مجاهد ثابت على المبادئ والأخلاق الوطنية والإسلامية وثابت على حتمية النصر على العدو الصهيوني وعلى أعوانه وعلى من يريدون تأمين مصالح العدو الصهيوني وأمنه في الأرض الفلسطينية.

نحن نعلم جيدا أن الحمق المصاب به أحمد عساف ومن خلفه قد أتى على قاعدة الوضوح والرؤية التي طرحها شلح في خطابه بمناسبة ذكرى الشهيد الشقاقي، عندما قال:"من لم يستطع تبني فكر المقاومة عليه بالتنحي"، أي الجلوس في بيته، وهذا موجه للسيد عباس الذي تلاعب بمصالح الشعب الفلسطيني منذ توليه الرئاسة ونجاحه في عملية الإنقلاب على حركة فتح وتصفية ركائزها التنظيمية في الخارج والداخل متوجا هذا الغدر بمؤتمر بيت لحم المشبوه الذي أفرز قيادات وأعضاء للمؤتمر لا تعبر عن رأي القاعدة الفتحاوية العريضة والمتناثرة في أصقاع الأرض، وفي نفس السياق من أتى إلى هذا المؤتمر المشبوه هم فئة المصلحجية في فتح والسلطة ومن أتى من الخارج فهم ذهبوا إلى الوطن على أمل ما وعدوا به وهو أن يحصلوا على رقم وطني من سلطات الإحتلال كما وعدهم عباس والشيخ، وتم الضحك عليهم بعد تصويتهم للعبة عباس في داخل المؤتمر بانتخابه رئيسا لحركة فتح بطريقة تخرج عن النظام، وبالتزوير الحادث الذي اعترف به كل منه قريع ونبيل عمرو وكثير من قيادات أوسلو التي فقدت مقاعدها في اللجنة المركزية على قاعدة الولاء أو عدم الولاء الشخصي للسيد عباس.

نعم ان حركة فتح مختطفة والقرار الفلسطيني مختطف منذ الخروج من بيروت في عام 1982 لقد ركب القرار الفلسطيني مع البواخر الخارجة من بيروت، ركب الوعاء الأمريكي وصودر القرار الوطني الفلسطيني منذ الدخول في حلبة التنازلات على قاعدة اعتراف أميركا بمنظمة التحرير أو بقيادة منظمة التحرير، هذه الإتصالات التي كانت كما يقولون من تحت الطاولة كانت على قاعدة الإعتراف بهم وليست على قاعدة الإعتراف بالحقوق الفلسطينية أولا، على تلك القاعدة دمروا ما دمروه في حركة فتح والبنية التحتية للشعب الفلسطيني في خارج الوطن عن طريق سفرائهم وداخل الوطن عن طريق ما عرضوه في السوق من دولارات لشراء الذمم والأخلاق وشراء من يتنازل عن الأخلاق الوطنية.

يتحدث عساف عن استقلالية القرار الفلسطيني في عصر أبو مازن، ولكن ماذا عن فضيحة أبو مازن عندما صرح أمير دولة قطر أبان العدوان على غزة بأن عباس قال له "إذا حضرت إلى مؤتمركم سأذبح من الوريد إلى الوريد"، إذا أين استقلالكم واستقلال قيادتكم؟، أين القرار المستقل عندما تقوم الدبابات الإسرائيلية والمداهمات الليلية لأفراد الشعب الفلسطيني وهم في بيوتهم آمنين، هل هناك موقف مجابه لتلك الأعمال العدوانية، هذه المواقف التي تدخل في صلب استقلالية القرار الفلسطيني، بل قد تمادت قيادتكم في عملية التنسيق الأمني والوفاء لبنود خارطة الطريق إلى أن أصبحت كم من المتعاونين والعملاء في ملاحقة شرفاء المقاومة الفلسطينية من الكتائب إلى القسام إلى السرايا وباقي فصائل المقاومة.

أين القرار الفلسطيني المستقل عندما تتحدث قيادتكم الآن ورئيسكم بأنه لا نية في حل السلطة، ولن يكون خيار قيادتكم، ومنهم من ذهب وقال بأن السلطة ولدت باتفاق دولي ولا نستطيع حلها، أي بمعنى أن تبقى السلطة كنتون أمني لحماية إسرائيل، حتى لو ذهبت قيادتكم بعد أن استنفذت طاقاتها وولائها في خدمة مآرب العدو الصهيوني.
يتحدث عساف عن شرعية أبو مازن بأنه منتخب من شعبه، لا أدري هذا الرجل يضحك على من؟، هل انتخب عباس من 6 مليون فلسطيني في الخارج؟، أم أنهم خارج الحسابات وليسوا فلسطينيين؟، هل تم التصويت القانوني على رئاسته لمنظمة التحرير الذي يحتاج إلى انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني، أم تم التحايل بذلك مع من يتلهفون على موازناتهم وموازنة فصائلهم في المجلس المركزي.

هل شارك كل الشعب الفلسطيني في الإنتخابات في الضفة الغربية وغزة، أم عدد محدود هم الذين شاركوا في ظل امتناع كثير من القوى الحية من المشاركة في تلك الإنتخابات.
يا عزيزي القرار الفلسطيني مختطف منذ العام 1982 والقرار الحركي مختطف من قيادتها التي خرجت عن النظام وعن الأهداف والنصوص والمبادئ، ومن العار أن تتحدث عن اختطاف القرار الفلسطيني وخطر تصفية القضية الفلسطينية وتتهم من هم محافظين عليها وعلى شعبها وعلى تاريخها، وكان الأجدر أن تصمت إذا لم تحسن الدفاع عن مواقف حركتكم المهترئة، فمن اعترف بحق الشعب اليهودي بالوجود على 82% من أراضي فلسطين لا يحق له أن يتحدث عن الشرفاء، ومن وعد الشعب الإسرائيلي بالعيش على أرضه لا يحق له أن يتحدث عن مستقبل الشعب الفلسطيني ورغباته وإرادته.

أما عن الوحدة الوطنية والمصالحة لا أعتقد أن هناك فلسطيني يرفض ذلك، ولكن للمصالحة قواعد وأصول وخاصة بين مشروعين، مشروع مقاوم ومحافظ ومشروع تنازلي يصل إلى حد الخيانة، هل المصالحة الآتية هي على قاعدة التقاسم الوظيفي والمؤسساتي أم على قاعدة البرنامج السياسي الذي يريده الشعب الفلسطيني وهو المقاومة ثم المقاومة ثم المقاومة التي يرفضها عباس حتى آخر تصريح له في البحرين.
إننا نخشى هنا من كلمة مصالحة من سيناريو رهيب يمكن أن تتعرض له القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني في غزة وخارج غزة، من بديهيات التحرك اتجاه المصالحة ما اعترف به أعضاء اللجنة المركزية بأن المصالحة كانت مرهونة بالقرار الأميركي والموقف الأميركي، والغريب أن المتحدث باسم ما يسمى فتح يتحدث على أن القرار مرهون بيد إيران، ما هذا التناقض بين المتحدثين باسم حركة فتح.

نحن نعلم أن التسارع في عملية المصالحة أتى على قاعدة إيماءة من أميركا لها احتمالين، أن أميركا تريد أن تكون بعيدة عن السيناريو الرهيب الذي يمكن أن يحدث لقطاع غزة في ظل التهديدات المستمرة التي يصرح بها قادة العدو، وأن تكون إجراءات المصالحة هي المبرر لإجتياح قطاع غزة، وخاصة أن إسرائيل ودول عربية ترفض وجود حماس الأمني في الضفة، لقد استدركت حركة حماس المخاطر القادمة وكذلك حركة الجهاد الإسلامي، ولقد عبر هؤلاء عن فهمهم للمرحلة عندما قال خالد مشعل:"نحن نوافق على ما يوافق عليه الشعب الفلسطيني" بخصوص المفاوضات، وقال أيضا:"نحن لم نرفض المبادرة العربية"، خطوات تكتيكية لاحتواء ما هو قادم سياسيا على قاعدة لا مفر من مواجهة مع غزة، وذكرت بعض الصحف أن قوات من أمن السلطة تتواجد الآن على حدود غزة مع قوات العدو الصهيوني، نخشى من المصالحة أن تكون هي تبويب لإجتياح قطاع غزة وتجديد في قيادة العملاء في الضفة الغربية في قيادة السلطة تحت منطق أن السلطة أتت باتفاق دولي.

ولذلك نقول أن ما تحدث به الدكتور رمضان شلح بأن على عباس أن يجلس في بيته هو طرح منطقي لفهم مرحلة وما يتوجب أن يتخذه محمود عباس من قرارات تحرج العدو الصهيوني وتضعه تحت المساءلة كدولة محتلة وأن يقطع الطريق عن بنية أمنية سخرت لخدمة الإحتلال في الضفة الغربية، وما يدبره فياض وغير فياض على نار هادئة في الضفة، نخشى من المصالحة أن تعود بقيادات التعامل على ظهر الدبابات إلى قطاع غزة وبمساعدة خلايا نائمة في غزة.

الوحدة الوطنية يا سيد عباس هي وحدة المشروع الوطني على قاعدة أن فلسطين وكل فلسطين للفلسطينيين ولا سبيل لتحرير فلسطين إلا بالمقاومة طويلة الأمد، وليس غير ذلك، فلقد انتهى برنامجكم وسقط واستنفذ الوقت الذي منحكم اياه الإحتلال لتحقيق مصالحكم الشخصية والذاتية وعليكم الآن بالرحيل، وعلى حماس أن تدرك أن التسارع في عملية المصالحة بقدر ما تحققه لها من استفادة فإن الطرف الآخر هرول إليكم على قاعدة أمرين، اما تطويل عمره الزمني وانقاذه من أزمته أمام الشعب الفلسطيني، أو هو مقدمة وغطاء لعدوان كبير على غزة تدخل معه قوى الأمن من الضفة الغربية إلى غزة كما يطالب بعض المشعوذين من قادة قوى الأمن بتحرير غزة، وياليتهم قد قالوا بتحرير تل أبيب مثلا، فالحذر الحذر مما سيترتب على هذه المصالحة خاصة في وجود اللاعب الرئيسي وهو الإحتلال.

بقلم/سميح خلف

عائشة صالح
07/11/2010, 12:43 AM
اخي الفاضل
بوركت عل مقالك وتحليلك
أعاننا الله على ما هو آت وندعو الله أن ينصر المقاومة وينصر الحق ،وأن يأتي الخلاص الأبدي من هذه الخيانة ومن الاحتلال .
احترامي وتقديري