المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حمامرة .. صحفي دفع ثمن أمانة الكلمة بصورة "فيسبوك" ملفقة



عائشة صالح
10/11/2010, 06:35 PM
حمامرة .. صحفي دفع ثمن أمانة الكلمة بصورة "فيسبوك" ملفقة

http://www.paltimes.net/data/news/images/deb9f20ff42e98baefb6432e709cf133.jpg
الصحفي ممدوح حمامرة خلال عمله في بيت لحم

بيت لحم – مراسلنا - خاص


لم يكن يدري الصحفي ممدوح حمامرة مراسل قناة القدس الفضائية في مدينة بيت لحم أن صورة أرسلت لها من خلال موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" من شخص مجهول الهوية ستودي به إلى اختطاف من قبل أجهزة فتح أمضى فيه ما يقارب الشهرين .



الصحفي حمامرة (27 عاماً) من سكان قرية حوسان غرب بيت لحم، تعرض لاستدعاءات عديدة من قبل مختلف أجهزة فتح في المحافظة، خاض خلالها "حربا نفسية" وضغوط لإجباره على التعامل معها حول عمل القناة وطواقمها لكنه رفض ذلك من مبدأ الأمانة الصحفية التي يفترض بكل صحفي أن يحملها لمهنته وكلمته .



فخ الفيسبوك


وسلطت "فلسطين الآن" الضوء على مراحل ومحاولات تلك الأجهزة الضغط على الصحفي حمامرة ، والتي بدأت خلال حملة الاعتقالات الأخيرة حيث اعتقل من منزله في البلدة من خلال قوة من مخابرات فتح وأمضى عدة أيام دون أن يتعرض لأي سؤال، وكان ذلك بعد عملية الخليل البطولية، ثم أفرج عنه .



ولكن سرعان ما تلقى أقاربه طلباً له بالحضور الفوري إلى مقر ذات الجهاز، لكنه لم يتمكن من التوجه لوجود مناسبة عائلية لأحد أقاربه وأبلغهم بذلك، وبعد انتهائها توجه لمقر مخابرات فتح، حيث انقطعت أخباره منذ ذلك اليوم بشكل غامض وبقي ممنوعاً من الزيارة لأكثر من عشرين يوماً.



مصادر من قناة القدس قالت لـ"فلسطين الآن" أن حمامرة بقي قيد الاعتقال لدى مخابرات فتح عدة أيام تم خلالها إجباره على فتح بريده والمواقع المسجل بها ومن بينها التركيز على موقف فيسبوك ما يعني أنه كان مخطط للإيقاع به والانتقام من رفضه التعامل معهم .



انتقام أمانة الكلمة


وتؤكد المصادر أن مخابرات فتح حاولت الانتقام منه من خلال تحويل قضيته إلى محكمة مدنية لإبعاد "شبهة" الاعتقال السياسي عن قضيته، والثأر بعيدا عن الضغوط الإعلامية التي كانت تتوقعها، وهو ما يفسر لجوء قناة القدس التي يعمل بها إلى الصمت حيال قضية اعتقاله في الأيام الأولى .



وتشير المصادر إلى أن ما جرى على موقع "الفيسبوك" كان تلقي حمامرة صورة من شخص تحتفظ "فلسطين الآن" به وتمتنع عن نشره للخصوصية، وهو مجهول الهوية بالنسبة للصحفي حمامرة، وهي صورة مركبة تجمع بين محمود عباس والممثل السوري المعروف بشخصيته في مسلسل باب الحارة المعروف باسم "مأمون بيك"، في إشارة إلى وجه التشابه بينهما في الدور .



ونقلت المصادر عن حمامرة أنه لم يكترث للصورة وبقيت موجودة لأيام قليلة لكنه لم يتوقع أن تكون فخ نصبه عناصر مخابرات فتح للإيقاع به واختطافه تمهيدا لمحاكمته بتهم باطلة وملفقة.



محاكمة باطلة قانوناً


وأمضى حمامرة أكثر من 53 يوما في الاعتقال كان معظمها في سجن للمعتقلين الجنائيين من قتلة وتجار للمخدرات، وعرض عدة مرات على محكمة الصلح في بيت لحم ومنعت قناة القدس من تغطية المحاكمة، ووجهة لهم تهمة "الذم والقدح وإطالة اللسان على محمود عباس ".



ومن الناحية القانونية فأكدت مصادر قانونية لـ "فلسطين الآن" أن ما جرى محاكمة باطلة قانوناً كون التهم الموجهة إليه حتى وإن كانت صحيحة فهي لا تخضع للمادة التي كانت نيابة المحكمة عليها لمحاكمته، كون الشخصية التي يتهم بأنه وجه إليها "ذم وقدح" هي "شخصية عامة" حسب عرف القانون الفلسطيني .



وتؤكد المصادر أن ما جرى محاكمة باطلة حيث أنه في القانون " الجنح التي يرتكبها أشخاص لا تسمع فيها الشكوى إلا إذا كان تقديمها من الشخص المتضرر نفسه، ويطلب ادعاء بالحق الشخصي" وهو ما لم يجرِ في قضية حمامرة .



وبقي ممدوح يخضع لمحاكمة ومساومات مختلفة، كان لنيابة المحكمة دور كبير في محاولات منع الإفراج عنه بأي كفالة رغم سماح القانون بذلك، حتى أفرج عنه بتاريخ 7/11 بكفالة قدرها أربع آلاف شيكل، وعلى أن يحضر جلسات محاكمة قادمة ستكون أولها في الثالث والعشرين من تشرين الثاني الجاري .