المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا سمح للكيان الصهيوني بهذا الانتصار اللغوي؟



محمد باوزير
12/11/2010, 04:18 AM
ليس اكثر من تعليق ...
يبدو واضحا للراصد للصراع العربي-الصهيوني انه اخذ ابعادا متنوعة واصعدة مختلفة ، و من بين اهم هذه الاصعدة و الابعاد البعد اللغوي و خاصة ذلك الذي يتعلق بالاسماء و المسميات ، و بالاخص مسمى "دولة اسرائيل" و "اسرائيل" و "الدولة العبرية" الخ كمسميات سياسية لهذا النمو السرطاني المزروع في قلب العالم العربي . و قد نشأت انا في مرحلة –السبعينات وبداية الثمانينات- لم يكن يجرؤ خلالها اي سياسي او كاتب أوصحفي (على الاقل في بلدي الاصلي ، او فيما اطلعت عليه من كتابات نشرت في غيرها ) ان يستعمل احد هذه المسميات . و كنت اذكر ان المسمى الشائع آنذاك كان (العدو الصهيوني) في هذه الكتابات بغض النظر عن الاتجاه الفكري او الايدلوجي لكتابها . اما اليوم فقد اكتسحت هذه المسميات الخطاب المثقف بل وخطاب الشارع ، وهذا امر مؤسف ولكنه واقعي يجب الاعتراف به و التعامل معه بوعي و واقعية . و هو واقع يؤكد حقيقة مؤلمة تتمثل في قدرة صهاينة تلابيب على فرض مسمى "دولتهم" كما فرضوا "دولتهم" ذاتها على الجميع –اصدقاء و اعداء . و انا لا انتقد من يستعملها ، ولكني فقط اتعجب خاصة من اؤلئك الذين لايجدون حرجا من استعمال هذه المسميات في كتاباتهم التي تهاجم هذا الكيان . هذه المفارقة المؤسفة تثبت حقيقة هذا الانتصار على الصعيد اللغوي - وهو انتصار من نوع آخر ؛ انتصار لم تفرضه سياسة العنف و تكسير العظام و الاغتيال و كل انواع الارهاب الذي يمارسه هذا الكيان .
و سؤالي -او بالاصح - تساؤلي هو : لماذا سمح لهم بهذا الانتصار "الابيض أو السلمي" ؟ لماذا يتم استعمال هذه المسميات في الخطاب وخاصة الديني الذي يهاجم هذا التطبيع بكل انواعه بعد ان كانت هذه التسميات في يوم من الايام تزكم الانوف برائحة التطبيع ؟
مجرد تعليق ليس الا.

Jihad Al-Jayyousi
12/11/2010, 06:12 AM
ليس اكثر من تعليق ...
يبدو واضحا للراصد للصراع العربي-الصهيوني انه اخذ ابعادا متنوعة واصعدة مختلفة ، و من بين اهم هذه الاصعدة و الابعاد البعد اللغوي و خاصة ذلك الذي يتعلق بالاسماء و المسميات ، و بالاخص مسمى "دولة اسرائيل" و "اسرائيل" و "الدولة العبرية" الخ كمسميات سياسية لهذا النمو السرطاني المزروع في قلب العالم العربي . و قد نشأت انا في مرحلة –السبعينات وبداية الثمانينات- لم يكن يجرؤ خلالها اي سياسي او كاتب أوصحفي (على الاقل في بلدي الاصلي ، او فيما اطلعت عليه من كتابات نشرت في غيرها ) ان يستعمل احد هذه المسميات . و كنت اذكر ان المسمى الشائع آنذاك كان (العدو الصهيوني) في هذه الكتابات بغض النظر عن الاتجاه الفكري او الايدلوجي لكتابها . اما اليوم فقد اكتسحت هذه المسميات الخطاب المثقف بل وخطاب الشارع ، وهذا امر مؤسف ولكنه واقعي يجب الاعتراف به و التعامل معه بوعي و واقعية . و هو واقع يؤكد حقيقة مؤلمة تتمثل في قدرة صهاينة تلابيب على فرض مسمى "دولتهم" كما فرضوا "دولتهم" ذاتها على الجميع –اصدقاء و اعداء . و انا لا انتقد من يستعملها ، ولكني فقط اتعجب خاصة من اؤلئك الذين لايجدون حرجا من استعمال هذه المسميات في كتاباتهم التي تهاجم هذا الكيان . هذه المفارقة المؤسفة تثبت حقيقة هذا الانتصارا على الصعيد اللغوي - وهو انتصار من نوع آخر ؛ انتصار لم تفرضه سياسة العنف و تكسير العظام و الاغتيال و كل انواع الارهاب الذي يمارسه هذا الكيان .
و سؤالي -او بالاصح - تساؤلي هو : لماذا سمح لهم بهذا الانتصار "الابيض أو السلمي" ؟ لماذا يتم استعمال هذه المسميات التي كانت في يوم ما تزكم الانوف برائحة التطبيع في كتابات و خطابات تهاجم هذا التطبيع ؟
مجرد تعليق ليس الا.


عزيزي محمد،

إن أردت معرفة الجواب (وهو ليس بمنفصلٍ تماماً عن السياسة ودهاليزها) فما عليك إلا مراقبة وسائل إعلامنا المختلفة، وستعرف حينها من هو المسؤول عن تسويق كل ذلك "الزِّنا اللغوي" الذي نشهد. (آسف للتعبير الجارح)

التوقيع
مراقب غيور

علاء خير
12/11/2010, 09:10 AM
يا محمد يا أخي
مهما تغافلنا و تناسينا و صممنا الآذان عن دولتهم
فهي دولة حقا و صدقا
و خير من كل دولنا مع شعبها
عادلة و منصفة و فيها بعض من الحق و يسودها قانون
الناس كلهم أمامه سواسية حتى ساستهم يخضعون له
و دولنا نحن و إن كانت دول شعوبها مسلمة
و لكن أنظمتها متخاذلة منبطحة خائفة على كراسيها
يدعون العدل و الكرامة و الإسلام
و هي منهم براء
فاليهود أحببنا أم كرهنا أسسوا دولتهم على ترابنا و هي دولة فعلا لها اسم
و لها دستور و لها قوانين و أنظمة و لها جيش
و لها و لها و لها ...
و دعني أقل لك هذه الحقيقة التي تعرفها
و يعرفها كل أحد
إن حياة دولتهم التي لا تحب أن تسميها باسمها
أولى بالبقاء و بالرقي و الازدهار من دولنا الظالمة الغاشمة
التي يحيا فيها عشرة منعمين و يعيش الملايين مأسورين جوعى عراة حفاة غرل
و الخلاصة سمها أو لا تسمها : هي دولة
و هم انتصروا فعلا
و مجرد الاعتراف أنهم انتصروا علينا و أن جزماتهم فوق أنوفنا
بداية للتعرف على طريق الخلاص و النجاة بدل المكابرة و النكران
نعم لهم دولة و اسمها إسرائيل
و نعم يجب علينا كما تفعل حماس و المجاهدون جميعا
من الاقتناع بهذا
و من ضرورة الجهاد كسبيل أوحد للتحرر لا جلوس مخنثين على طاولات التخنث
و الانبطاح العربي .

Jihad Al-Jayyousi
12/11/2010, 01:49 PM
يا محمد يا أخي
مهما تغافلنا و تناسينا و صممنا الآذان عن دولتهم
فهي دولة حقا و صدقا
و خير من كل دولنا مع شعبها
عادلة و منصفة و فيها بعض من الحق و يسودها قانون
الناس كلهم أمامه سواسية حتى ساستهم يخضعون له
و دولنا نحن و إن كانت دول شعوبها مسلمة
و لكن أنظمتها متخاذلة منبطحة خائفة على كراسيها
يدعون العدل و الكرامة و الإسلام
و هي منهم براء
فاليهود أحببنا أم كرهنا أسسوا دولتهم على ترابنا و هي دولة فعلا لها اسم
و لها دستور و لها قوانين و أنظمة و لها جيش
و لها و لها و لها ...
و دعني أقل لك هذه الحقيقة التي تعرفها
و يعرفها كل أحد
إن حياة دولتهم التي لا تحب أن تسميها باسمها
أولى بالبقاء و بالرقي و الازدهار من دولنا الظالمة الغاشمة
التي يحيا فيها عشرة منعمين و يعيش الملايين مأسورين جوعى عراة حفاة غرل
و الخلاصة سمها أو لا تسمها : هي دولة
و هم انتصروا فعلا
و مجرد الاعتراف أنهم انتصروا علينا و أن جزماتهم فوق أنوفنا
بداية للتعرف على طريق الخلاص و النجاة بدل المكابرة و النكران
نعم لهم دولة و اسمها إسرائيل
و نعم يجب علينا كما تفعل حماس و المجاهدون جميعا
من الاقتناع بهذا
و من ضرورة الجهاد كسبيل أوحد للتحرر لا جلوس مخنثين على طاولات التخنث
و الانبطاح العربي .




الأخ الكريم علاء خير،

مع علمي بأنك تتألم للواقع المرير الذي نعيش، ومع يقيني بأنك تعي ذلك وتسعى - وحسب قدراتك وإمكاناتك - للتغيير "شبه" المستحيل، ولا أقول المستحيل، فإنني أختلف معك بخصوص التسليم بتلك التسميات والمسميات التي فُرِضت علينا من باب الأمر الواقع، وأول تلك الكلمات كلمة "إسرائيل"، يتلوها جيشٌ من الكلمات والتعابير التي ما عُدنا نتحرج من استعمالها حتى أصبحنا - وبدون أن نقصد - أدواتٍ مجانية لترسيخ ذلك الواقع الرهيب.

أنا أعلم أنهم وبمهارةٍ ولؤمٍ قَلَّ نظيرهما استطاعوا أن يكونوا دولةً لهم على أشلائنا، وأنا أعلمُ بأنهم أسموها "إسرائيل" ! لكن من باب عدم الاعتراف بالأمر أمام نفسي وأمام الآخرين - وهذا مهم - أقول أنها "الكيان الغاصب" أو "فلسطين المحتلة" أ, أصفها بـِ "الكيان المُحتَلْ لفلسطين" أو ربما "دولة الاحتلال".

أنا أعلمُ الواقع، وأعيشه، وأسمع أهلنا في الأرض المحتلة 48 و 76 يستعملون كلمة "إسرائيل" بعفويةٍ عندما يقولون مثلاً أن أحدهم يعملُ في "إسرائيل" أو اشترى شيئاً ما من "إسرائيل" أو أن له أقارب في "إسرائيل"، غير أنهم لا يقصدون الترويج لها، بل هي عادةٌ سلبيةٌ اعتادوا عليها بحكم المعايشة اليومية للوضع. أنا لا أستطيعُ قولها في غير إطارها، وربما -وبحكم السن- أصبح لدي المناعة الطبيعية لذلك.

لكن، أوَلَسْنا نغرسُ التطبيع في أجيالنا القادمة بتجاهل أمر التسميات تلك؟ أوَلا يفعلُ إعلامنا ذلك عندما يُجري مقابلة تلفزيونية مع "شلومو مْنَشّي" و "مَردخايْ سِمْخا" من "القدس" ومن "تل أبيب" ليكرر ترحيبه بالسيد فلان وفلان وشكره على مشاركته، وكأنَّ ما بيننا خلافٌ في الرأيِ لا يُفسِدُ للوُدِّ قضية؟!

أَوَلا يفعَلُ إعلامُنا ذلك في كل حين؟ أوَلا يترُكُ هذا أثراً في أجيالنا الناشئة؟ أوَلا يتركُ هذا انطباعاً ليسَ بالجيد في غير العرب مِمَّن لهم إلمامٌ بقضيتنا أو يراقبون الوضع عن كثب؟

الواقع أنني لن أُفاجأَ هنا لو علمتُ يوماً بأن الساسة الصهاينة على استعدادٍ لدفعِ ألوف الدولارات مقابل كل مقابلةٍ من هذا النوع لو طُلِبَ منهم ذلك، ولا أستغربُ بأنهم فعلاً يفعلون. كما أؤكد لك بأنهم يسعدونَ جداً بكل تلك التسميات التي بِتنا نرددها على الملإِ وبدون تحفظ، هديّةً مجانيةً على درب التطبيع القاتل.

ألا فليعلم كل عربيٍّ ومسلم بأن مثل ذلك التَّبَني "اللفظي" الذي أفرزهُ الواقع الذي أُكْرِهنا عليه إنما هو في نفسِ سياقِ التطبيعِ والهَرْوَلةِ المؤدي إلى "إسرائيل"، لِيَنأى بِنا في ذات الوقت عن الدربِ المؤدي إلى فلسطين العربية؛ فلا نستهينَنَّ بهذا "فمعظمُ الشّرِّ مِنْ مُسْتَصْغَرِ الشَّرَرِ."

بارك اللهُ فيك أخي علاء، وتحياتي لأهلنا الصامدين في فلسطيننا المحتلة.

محمد باوزير
12/11/2010, 05:06 PM
أخي جهاد أولا اشكرك على مرورك الكريم و قد اسعدتني مداخلتك ، و اسمح لي ان اعلق علي ما قلت .
اذا اهلنا في فلسطين – وغيرها من بلدان العرب- "يستعملون كلمة "اسرائيل" بعفوية " كما تكرمت و ذكرت فما عذر من يستعملها من دون "عفوية" و خاصة ممن يرفض محاولات التطبيع بكل اشكاله و ألوانه ، و خاصة في الخطاب الديني ؟ فما عليك الا ان تتصفح المساهمات المتعلقة بهذا الموضوع في منتديات هذا الملتقى و ستجد بغيتك . ستجد مساهمات ساخنة يخيل اليك ان ستشتعل بما تحويه من كلمات نارية ضد هذا الكيان و من يحاول تكريس وجوده من العرب في نفس الوقت التي تعمل هذه الاقلام على ماوصفته انت "غرس التطبيع في اجيالنا القادمة" عن طريق تكريس هذا الوجود باستعمال هذه المسميات التي فرضها بذكائه و ماله كما قررت انت ايضا .
انا لم اقصد الاعلام العربي في مساهمتي الأولى بل قصدت الذي ينتقدون هذا الاعلام ويشهرون به و يحاربون محاولاته للتطبيع . هؤلاء الناقدون يحتاوجون الى وقفة صادقة مع النفس و محاسبة ذاتية لمشاركتهم –غير المقصودة طبعا و غير المباشرة – في هذه المحاولات لتكريس واقع ما يسمى "بدولة اسرائيل" و فرض وجودها على العقول ايضا و ذلك عن طريق استعمالهم هم هذه المسميات ذات الابعاد النفسية والايدلوجية . وهذا يشبه موقف ممارسي العهر الديني هنا في استراليا ممن يهاجم الدول الغربية وخاصة سياسة منح اللجوء و استقدام العقول بأنها مؤامرة نصرانية-يهودية ترمي الى اخلاء العالم الاسلامي من العنصر المجاهد و المتعلم متجاهلا انه هو ايضا يساهم في هذه المآمرة بوجوده في ذات البلدان .

محمد باوزير
12/11/2010, 05:31 PM
اخي علاء خير، اسعدني مرورك الكريم و اضحكني قولك – وشر البلية ما يضحك كما يقال . لقد عريت الواقع بدون رحمة عن آخر ورقة تين كانت تتستر بها الحقيقة . والحقيقة مرة دائما و لا تستساغ و أنا مندهش ان قولك - لم يقابل لحد الان على الاقل- بما كنت متوقعه من انكار و استنكار و تصفية معنوية الخ .
ان ما ذكرته لا يجادل فيه الا محب للجدال ، واذا كان الاعتراف بالواقع هو ضرورة لتغييره فلا ضير اذا من استعمال هذه المسميات لأنها واقع يجب الاعتراف به والتعامل معه بواقعية بغية ازالته .
والحقيقة هي انه ليس فقط الحكام هو من باع الارض والعرض الـ"جالسين جلوس المخنثين" ، بل هم رجال الدين الذي سوغوا لهم هذا الانبطاح و أجازوه بفتاوي فصلت في تلا بيب و خيطت في واشنطن و علبت في لندن ولبست في الرياض و القاهرة و غيرها من عواصم العرب .

Jihad Al-Jayyousi
12/11/2010, 07:28 PM
أخي جهاد أولا اشكرك على مرورك الكريم و قد اسعدتني مداخلتك ، و اسمح لي ان اعلق علي ما قلت .
اذا اهلنا في فلسطين – وغيرها من بلدان العرب- "يستعملون كلمة "اسرائيل" بعفوية " كما تكرمت و ذكرت فما عذر من يستعملها من دون "عفوية" و خاصة ممن يرفض محاولات التطبيع بكل اشكاله و ألوانه ، و خاصة في الخطاب الديني ؟ فما عليك الا ان تتصفح المساهمات المتعلقة بهذا الموضوع في منتديات هذا الملتقى و ستجد بغيتك . ستجد مساهمات ساخنة يخيل اليك ان ستشتعل بما تحويه من كلمات نارية ضد هذا الكيان و من يحاول تكريس وجوده من العرب في نفس الوقت التي تعمل هذه الاقلام على ماوصفته انت "غرس التطبيع في اجيالنا القادمة" عن طريق تكريس هذا الوجود باستعمال هذه المسميات التي فرضها بذكائه و ماله كما قررت انت ايضا .
انا لم اقصد الاعلام العربي في مساهمتي الأولى بل قصدت الذي ينتقدون هذا الاعلام ويشهرون به و يحاربون محاولاته للتطبيع . هؤلاء الناقدون يحتاوجون الى وقفة صادقة مع النفس و محاسبة ذاتية لمشاركتهم –غير المقصودة طبعا و غير المباشرة – في هذه المحاولات لتكريس واقع ما يسمى "بدولة اسرائيل" و فرض وجودها على العقول ايضا و ذلك عن طريق استعمالهم هم هذه المسميات ذات الابعاد النفسية والايدلوجية . وهذا يشبه موقف ممارسي العهر الديني هنا في استراليا ممن يهاجم الدول الغربية وخاصة سياسة منح اللجوء و استقدام العقول بأنها مؤامرة نصرانية-يهودية ترمي الى اخلاء العالم الاسلامي من العنصر المجاهد و المتعلم متجاهلا انه هو ايضا يساهم في هذه المآمرة بوجوده في ذات البلدان .


عزيزي محمد،
لست أنوي قول المزيد هنا حول تسرب الأسماء والألفاظ والمفاهيم الإسرائيلية إلى ألسنتنا وأقلامنا ثم ربما إلى عقولنا، لتخف حدة رفضنا لها فيما بعد، ثم لتكتسبَ بعداً آخر أكثرُ تقدماً قد يتمثلُ في تقبلنا لما تمثله تلك الألفاظُ والأسماءُ والمفاهيم.

ما أودُّ الحديث عنه هنا هو ما جاء في نهايةِ ردِّك على مساهمتي السابقة بقولك:

(وهذا يشبه موقف ممارسي العهر الديني هنا في استراليا ممن يهاجم الدول الغربية وخاصة سياسة منح اللجوء و استقدام العقول بأنها مؤامرة نصرانية- يهودية ترمي الى اخلاء العالم الاسلامي من العنصر المجاهد و المتعلم متجاهلا انه هو ايضا يساهم في هذه المآمرة بوجوده في ذات البلدان.)

صحيحٌ أن هنالك فئةٌ من المتدينين يسيرونَ في فلك النظام، غير أن هؤلاءِ قِلَّةٌ إن قارنتهم بالأمة. كما أن هنالك فئةٌ من المتدينين يميلونَ إلى التشددِ والتعصب وتكفير الآخر غيرةً منهم على الدين ومن غيرِ نوايا خبيثةٍ أو أغراضٍ دنيوية، إنما هو اجتهادٌ أو فهمٌ متشددٌ فيهِ بعض المبالغةِ والتزمت.

أما فيما ذكرتَ في نهايةِ ردك من أن مثل إولئك ممن اجتهدوا بتزمت يذهبون لاتهام الدول الغربية بالتآمر على شباب المسلمين والعملُ على "تطفيشهم" من ديارهم، فلا أراهُ يخلو تماماً من الدقة، وإن لم يكن في سياق التخطيط والتدبير الواضح وكما يرى البعض منا، متدينين وغير متدينين.

الواقع أن مُجمل هؤلاء الشاب إنما "طفشوا" لأسباب أخالها لا تزيدُ عن ثلاثة:

أولها أن أوطانهم ضاقت بهم وبأحلامهم لما فيها من ضيق العيشِ وانعدام الفرص الذي انما جاء من إهمال سادتنا لرعاياهم، وانشغالهم عنها بمصالحهم الشخصية وسرقة كل ما تصل إليه أيديهم من خيرات تلك الأوطان المقهورة.

ثاني تلك الأسباب هو ضيق مساحة الحريات في بلادنا (سياسياً وعَقَدِيّاً وفكرياً)، ويوازي ذلك توفر تلك الحريات في الغرب مُضافاً إليها وجود الفُرَص لكل طموحٍ مُجِد، وبعيداً عن الواسطةِ والمحسوبيةِ والروتين.

ثالث تلك الأسباب وآخرها في رأيي هو ما يتعلق بالفلسطينيين بالتحديد، وهو تضييق الخناق على الشبابِ منهم من قِبَل العدو الصهيوني في المُحتَل من أرضنا، ودفعِهِم قَسراً والضغطِ عليهم وبدونِ مواربة لمغادرةِ الوطن والهجرة إلى استراليا أو كندا أو أمريكا أو إلى الدول الاسكندنافية أو حتى إلى دول الخليج العربية.

أما في ما يتعلق بالنوايا أو التخطيط لهذا، فلا أستطيعُ الجزم بهذا، غير أنني لا أستبعد أن يكون بالأمر نوعاً من التنسيق خاصةً بالنسبةِ للفلسطينيين في الأراضي المحتلة. الحق أنني لستُ أرى ذلك بالأمر المُستَهجَن لحرص الصهاينة الشديد على تفريغ الأرض من أصحابها حيث أن كل فردٍ يُغادر هو مشروع عائلةٍ مستقبلية ثم أخرى وهكذا دواليك، وهو لا ينامون ليلهم قبل أن يحسبوا كم من الفلسطينيين وُلِدوا في ليلتهم تلك! هذا ومما يدعمُ مثل هذا الاحتمال هو أن للصهاينةِ من النفوذ والعلاقاتِ الحميمة مع تلك الدول ما يسمحُ لهم بالتأثير عليها أو إبداء المشورةِ في الأمور التي لهم فيها ألفُ ناقةٍ وبعير.

لكن، ومن سُخرياتِ القدر أن كل أولئك الذين غادروا الوطن وسوف يغادرونهُ في شبابهم إنما يُصبِحونَ دعماً عظيماً متنوعاً ومتنوراً لفلسطين ولأوطانهم فيما بعد، وسيكونُ لهم وبلا شك أثرهم في إحداثِ التغيير في بلدانهم ولو من على البُعد، فنحنُ نعيشُ في عالمٍ ما عاد يقبلُ التقوقُع ولا تكميم الأفواه ولا فرض الرقابةِ على العقول.

هي إذاً سنةُ الحياة ولا بد أن تأخذ مجراها شئنا أم أبينا، بتخطيطِ الصهاينةِ أو بمباركةٍ منهم ومن أتباعهم، وربَّ ضارةٍ نافعة.

مع أرق تحياتي

محمد باوزير
13/11/2010, 10:04 AM
أخي الاستاذ المجاهد جهاد
لقد قلت فأجدت فأقنعت ، وانا اتفق معك بنفس نسبة فوز الزعماء العرب في الانتخابات الهزلية – أي 99,99%
أما الحديث عن "فئةٌ من المتدينين يميلونَ إلى التشددِ والتعصب وتكفير الآخر" فهو حديث ذو شجون وشؤون و لا أريد الخوض فيه مرة أخرى و اكتفي بما قلته في موضع آخر في هذا المنتدى الكريم حيث احسن السادة القائمون صنعا باغلاقه بعد أن اخذ النقاش منحا شخصيا حيث حاول محاوري اغتيالي معنويا ، ولكنني لم استغرب ذلك منه بعد أن تبين لي انه ينتمي الى هذه الفئة ويعيش في الغرب "الكافر المحارب " كما يتشدقون هم – فرنسا .
فقط اريد أن اصحح ما قلته انت عنهم بحسن نية و محبة أخوية اسلامية بريئة تجهل حقيقتهم وهو ان هذه التشدد نتيجة " غيرةً منهم على الدين ومن غيرِ نوايا خبيثةٍ أو أغراضٍ دنيوية، إنما هو اجتهادٌ أو فهمٌ متشددٌ فيهِ بعض المبالغةِ والتزمت." . ولكن هذه الفئة الموجودة في استراليا - على الأقل- عكس ذلك تماما . و هذا الجزم مني عن تجربة شخصية و معايشة دامت سنين و معرفة بادبياتهم ، وأقل ما يثبت نواياهم الخبيثة و اغراضهم الدينوية هو التناقض الصارح بين فعلهم وقولهم . فهم لا يكتفون فقط بنسب كل المصائب النازلة بالمسلمين الى الغرب "الكافر" و"المحارب" ، بل انهم أيضا يتهمونه بمحاربة المسلمين المقيمين في الغرب و التشديد عليهم و تضييق مساحة حرياتهم ، و بهم بهذا يردون عليك عذرك و تبريرك لهم في الاقامة في الغرب وهو "ضيق مساحة الحريات في بلادنا (سياسياً وعَقَدِيّاً وفكرياً)، ويوازي ذلك توفر تلك الحريات في الغرب " . فكيف توافق بين هذا العذر وبين اتهمامهم هم بمن رد لهم انسانيتهم وقيمتهم كبشر اولا ومسلمين ثانيا بمحاربتهم و ملاحقتهم في هذه البلدان . ولكنك لم تبعد عن الحقيقة في الشق الثاني من هذا التبرير و هو قولك "مُضافاً إليها وجود الفُرَص لكل طموحٍ مُجِد، وبعيداً عن الواسطةِ والمحسوبيةِ والروتين" باختصار شديد دنيا ودينار و دولار: دفعات الضمان الاجتماعي التي تجبى من كل شي حرام (في قاموسهم) ، و الدراسة المجانية ، والجواز السحري الذي يفتح لهم ابوابا موصدة و لكن بثمن : قسم الولاء و الطاعة لهذا الغرب و قوانينه و سياساته . فهل هناك نوايا اخبث من هذا ، و اغراض اكثر دينوية من هذه؟
ولك مني دوام محبتي

عمر أبو حسان
13/11/2010, 12:22 PM
هذه التسميات تصدر من فئتين
الأولى : هي العملاء الذين يعملون لدى الإستراتيجيين الصهاينة على المستوى الدولي، ، ومظمهم يمثل سلطات "عربية " أخذت على عاتقها
وظيفة تنفيذ السياسات الدولية الخاصة بتنفيذ المشروع الصهيوني..على المواطن العربي البسيط ..
و يمثل هؤلاء "الكلاب" وسائل إعلام الصهاينة الناطقون باللغة العربية .
الفئة الثانية: هي فئة الفارغين من قضايا الواجب و الضمير و الإنتماء ، الخارجين من التاريخ إلى المراعي ..
و رغم أن نسبة كبيرة من هؤلاء تمثل مادة خام للجواسيس و العملاء(عملاء دون جوائز- و عملاء بجوائز)،
إلا أن النسبة الأكبر هي ضحية للفئة الأولى و يمكن لها أن تعي هذا الأمر و تتلافاه في المستقبل .
في بعض الأحيان تبدو بعض عباراتي و كأنها من غير الواقع ، لا بل هناك من يصفها بالإبتعاد عن الأدب ،
و الحقيقة أنني سيد نفسي تماماً ، و أعي ذلك و أعمل على هذا الاساس ، و لذلك فإن جوابي لهؤلاء أقل ما يمكن أن يكون هو أنهم كثيري أدب و قليلي شرف..
و هناك من يحاول و بكل الوسائل ( الناعمة) أن يمنحني جرعته و ذلك ليس إلا لإنه فعلاً يخشى على الأدب ،
أشعر بصدق هؤلاء، و حقيقة"أشفق" على أرواحهم و أعاتب قلمي.. ولكني ...أمضي ..ضاحكاً..
ألتفت إلى من أحبهم وأمشي ضاحكاً..كما لوأني أريد القول:
الله يعطيك العافية.. جميل كلامك .. و كل مافيك جميل..حتى أفكارك التي لم تلتقي بها بعد..

أما أنا فماض، من أجل سؤال الخالق عز و جل..عن حاجته لأرواح أطفال أمتي..