بشير الشعيبي
21/03/2007, 03:59 PM
"داخلهُ ... مشنقةٌ أبدية"
كان عليه أن يواجه الواقع، الذي جرده في لحظةٍ واحدة من ذاته و كينونته و شخصيته و 16 عاما من وجوده. في لحظة فقط، فقد كل معاني الحب و الأسرة و الانتماء و الحقيقة. سقطت على رأسه عشرات الأسئلة التي تحتاج إلى إجابات منطقية مقنعة، إذا وجد إجابة لسؤال فندها الشك و عدم الثقة و الرفض لكل شيء، بداية بالرفض لذاته و اسمه ومعنى وجوده.
بدأ الأمر طبيعيا ... تشاجر مع أخته كما يتشاجر كل الإخوة، في لحظة عراك دفعها على الأرض، وعلى صياحها ثارت الأم، و كانت ثورة الغضب التي لا تبقي و لا تذر. بدأت بـ "يا ابن العاهرة" و انتهت بتناثر أوراق تبني رسمية للقيط كان هو ذات يوم. لم يصدق ما يسمعه. كل شيء أصبح غامضا و غريباً. حاول كل جهده أن يصدق أو يتجاهل أو ينسى كل ما جرى، لكن كل ذلك صعب و مستحيل. و تناثر هو بدوره على الأرض، ترقبه عيون ذاهلة ... حطام إنسان وقع عليه عقاب أبدي لجرمٍ أرتكبه غيره، ليعيش حياة الخزي و الحرمان، و في داخله نصبت مشنقة أبدية.
و استقرت حالته بعد أيام عانى فيها من الانهيار العصبي الحاد، تطلب نقله إلى المستشفى. و حالما أستعاد وعيه، أنفجر بالبكاء يغسل بدموعه كل الخطايا ماعدا خطيئة وجوده. جاءت إليه من كان يناديها "أمي". اعتذارها و ندمها و بكاؤها ووعودها كلها لم تكفي ليعفي و يعود إلى بيتها. و في اليم التالي خرج من المستشفى بيده أوراقه الرسمية متوجهاً نحو الميتم.
خالص مودتي
بشير الشعيبي-اليمن
كان عليه أن يواجه الواقع، الذي جرده في لحظةٍ واحدة من ذاته و كينونته و شخصيته و 16 عاما من وجوده. في لحظة فقط، فقد كل معاني الحب و الأسرة و الانتماء و الحقيقة. سقطت على رأسه عشرات الأسئلة التي تحتاج إلى إجابات منطقية مقنعة، إذا وجد إجابة لسؤال فندها الشك و عدم الثقة و الرفض لكل شيء، بداية بالرفض لذاته و اسمه ومعنى وجوده.
بدأ الأمر طبيعيا ... تشاجر مع أخته كما يتشاجر كل الإخوة، في لحظة عراك دفعها على الأرض، وعلى صياحها ثارت الأم، و كانت ثورة الغضب التي لا تبقي و لا تذر. بدأت بـ "يا ابن العاهرة" و انتهت بتناثر أوراق تبني رسمية للقيط كان هو ذات يوم. لم يصدق ما يسمعه. كل شيء أصبح غامضا و غريباً. حاول كل جهده أن يصدق أو يتجاهل أو ينسى كل ما جرى، لكن كل ذلك صعب و مستحيل. و تناثر هو بدوره على الأرض، ترقبه عيون ذاهلة ... حطام إنسان وقع عليه عقاب أبدي لجرمٍ أرتكبه غيره، ليعيش حياة الخزي و الحرمان، و في داخله نصبت مشنقة أبدية.
و استقرت حالته بعد أيام عانى فيها من الانهيار العصبي الحاد، تطلب نقله إلى المستشفى. و حالما أستعاد وعيه، أنفجر بالبكاء يغسل بدموعه كل الخطايا ماعدا خطيئة وجوده. جاءت إليه من كان يناديها "أمي". اعتذارها و ندمها و بكاؤها ووعودها كلها لم تكفي ليعفي و يعود إلى بيتها. و في اليم التالي خرج من المستشفى بيده أوراقه الرسمية متوجهاً نحو الميتم.
خالص مودتي
بشير الشعيبي-اليمن