تخـــوم الأرق

[مولاي رشيد العلوي]

دخلنا قبة كبـرى

أنا والشمس واليمنى مع اليسـرى

وبعض الحلم والذكـرى

وأشياءُ لنا أخـرى

وكانت عَفَّةً سَكْـرى

تضم الماء والبشـرى

وعين ترصد الدهـرا

فيدنو طائف المسـرى

¯ ¯ ¯

جلسنا دون أن نسـأل

وقلنا: ما لنا نجهـل؟

لأي كان فـي أول؟

فلابد بأن يرحـل

وكل يبتغي أفضـل

ولو في الموت والحنظـل

تَقَرَّبْ لا تكن في الغابة الأَوْغَـلْ

فبعض التيه قد يقتـل

وتمتمنا بما نـدري

وما كان بلا حَبْـرِ

وما ظل لذي حِجْـرِ

بعيدا بُعْدَ ما يسـري

وأخرجنا صدى وكـر

وألحانا من الفجـر

وعشقا بات في صبـر

يناجي طلعة النَّهْـر

أبَحنا غير ما سـرِّ

وجبنا ملتقى الصخـر

ورقَّصْنا حَشَا البـدرِ

على أرجوحة النـذر

فباحت دونما أمـر

وبثت من هوى صـدر

وأدنت بعض ما يغـري

ولم تَنْفِرْ لما يجـري

بدا للعلم أن يبـدي

بما يلقاه من وجـد

فأدنى لمسة الخـد

إلى ما رفَّ من وعـد

وما قد رقَّ من نَـدِّ

وقول: ليس من بُـدِّ

غدا سقياه من شهـدِ

وخفَّت نكهة الـوردِ

تريه النجم في المهـد

أعرني دعوة القصـد

وخذ عني سنا نهـدي

وما لملمتُ من رِفـد

ألا لم تُدْرِكَا جهـدي

وما فَتَّقْتُ من رصـد؟!

لقد عتَّقْتُ ما يجـدي

فهيَّا فادخلا عهـدي