المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ذكريات ( قصة قصيرة )



حمادة البيلي
21/03/2007, 07:48 PM
ذكريات
توسلت إلي أن أجلس إليها قليلا فهي لم ترني منذ زمن ولم تشبع من حديثي بعد ولكني أصررت على أن أذهب فعملي يحتم علي أن أتجه إليه سريعا فما كان منها إلا أن نظرت لي بامتعاض وهي تنثر نحوي رذاذ أقاويلها ولعناتها وأنا أضحك مما تلقيه على مسامعي وقد توقعته قبل مجيئي لها فهي لا تتركنني إذا ما رأتني كأن الأمر كان ينقصها هي الأخرى لتتعلق بي . أسترسل في ذكرياتي . أبي ودراجته التي يحملني عليها دون أن أبدى له ألمي. صورة تريدها مدرستي ولم يلتفت أبي إلي مرضي قدر اهتمامه بالصورة . صورة بالأبيض والأسود. وفي رحلة العودة لم يغلق أبي عينيه رغم زحف تلك الحشرة اللعينة لعينيه وهو حائر بين عينيه التي تؤلمه بفعل حشرة اتخذت عينيه مأوى لها وابنه المريض . أسير وحدي إذ يروق لي الأمر وأنا خائف أن يتعلق ما أسمته أمي حذاء وما هو كذلك إنما هو بقايا حذاء فرحت به لما أحضره لي أبي والآن عمره خمس سنوات أحسده على أنه لا يزال حيا في قدمي . أخاف أن يتعلق بأي فتحة كيوم رحلتنا إذ لعن أستاذي يوما رآني وأشار لصاحبه أن لا تشغل نفسك إلا بهذا المجنون الذي قد يحتسب علينا فردا وزاد لعناته لما تعلق الحذاء بفتحة القطار وأصررت أن أتوقف لأنجي رفيق رحلتي . الحذاء . من أن يقضى عليه القطار . كنت وفيا إليه آملا أن يرد وفائي إليه . وفتاة أعجبني لونها الأسمر الحلو الذي أعطاها نضوجا كثمرة آن قطافها ولكنها لعنتي وتمنت أن أفقد عيناي بدلا من النظر إليها بكل هذه الوقاحة وكنت مستعدا لذلك !!
ولم يطق صمتي وصرخ في وجهي فالكل عهدني ثرثارا وبدأت تروق لهم ثرثرتي ولكني مواصل صمتي أذكر يوم أن وقفت منتظرا إياها إذ كنت أعي قدومها من ذات المكان ولكنها تركتني وواصلت طريقها وخطواتها وهي توليني ظهرها غلب عليها الدلال . في الصباح تنظر لي من العربة جذلة بما أقدمت عليه معي . تودعني أمي براحتها بعدما ظلت تحتويني وقتا في صدرها تبكي ابنها وآماله التي فرقت بينها وبينه والسفينة تبتعد بي فلا يبقى لي منها إلا سرابا . وأهبط تطاردني الهراوات والطلقات . أشعر برائحة الدم وهو ينزف مني . أظل على حالي أياما بعدما ضمد أحدهم جراحي وأذكرها فأبتسم . ما أعجبنا إذ تنبع السعادة من مخاض الألم . وأعود منكسرا لا يحدوني أي أمل في أي شيء . يهز كتفي آملا أن يستعيد ما افتقده في هذه المرة . هيلدا لم تفارقني قط تريد الفرعون أن يختار حفيدة نيرون وموسوليني . وكلاهما لي منهما بعض مضغة ولكني أنفر منهما كما ينفر الدم النقي من الفاسد !!
ولكنها لا تزال تحاول إقناع الفرعون بأن يقدم قربانا لابنة نيرون إذ تراه مفتونا بها بحكم أنه يملك قوة ليقهر بها وقتما أراد !!
أحزن لوفاة شيختى الضريرة كما لم أحزن من قبل فيعجب لي .
لا يزال ناقما علي ومع أول مفترق افترقنا . لم تنقطع رسائلها عني قط ترجوني أن أعود إليها ولكني أخبرها أن الفرعون لم تزل تحكمه تقاليد لا تراها تناسبني فأخبرها أن الفرعون الأول غرق في اليم لما كابر موسى ولما رأى الموت نصب عينيه آمن إيمان الخوف الذي لا يجدي ولست مستعدا أن أجعل الفرعون المتعقل أن يجعل مصيره في يد حفيدة نيرون .
طردني أبي فبت إلي جوار عمي في تلك الليلة . ما كنت أملك قرارا فإما أن أتزوجها أو أظل مطاردا وأين المستقر لمن فر طلبا للرزق فطالته رصاصة في أول نهار رآه هناك . رأيتها تذكرت الإبريز وصاحبه لما وطأ موطن بونابرته وعاد مفتونا مأخوذا وغاضبا وهذا كله . إن دمعها له أثر لا يمحى في ذهني . رن هاتفي فإذا هي . قدمت حفيدة نيرون لأرض الفرعون إما لتأخذه لموطنها أو لتبقى إلي جواره وهو صاحب الإرادة بالبقاء أو الذهاب وما الملاذ لرجل من امرأة تطارده تحبه ولا تريد سواه وهو بها مفتونا يرجو القرب والخلاص في آن واحد !!
أذهب إليه لا أبالي بما يحمله ذهابي إليه من خطر تغشى وجهه سكينة وحب ويضمني لصدره في قوة . لم يزل إلي كتبه يعاود الكرة في القراءة . حكاء بفطرته. أنين شاحب وتأوه مكتوم في صوته المتحشرج وذقنه التي ابتلت بدموعه وما أقساها من لحظة يبكي فيها الرجال الذين كانوا أشداء وبفعل زمن ما ألفناه بكوا !!
وأنظر إليه لما لحق بي متعبا . أعاود ثرثرتي مجددا أحكي عن الجميلة التي انتظرت فتاها في ضحى النهار أمام بيتها لكنه بدل طريقه إذ الخوف قرينه لم يقو أن يصارحها بحبه وهي تدركه ولو بنظرة خجلي من عينيه !!
ويرجوني مزيدا فأحكي له عن الرملة التي غدت جبلا أثقل قوما لأنه سد في وجوههم السبل ويسألني المزيد ولكني أرنو إلي الصمت لائذا به من قسوة الزمن
حمادة البيلي
عضو نادي القصة
رئيس رابطة الكتاب العرب
نشرت بالأهرام المسائي

ريمه الخاني
25/03/2007, 03:43 PM
في احيين كثيرة تكون طاعتنا على حساب روحنا وحياتنا ...ولكن نتقبل لان امرا ما ربما جرى برضى لله.....
اسجل حضوري واعجاببي
تحيتي

حمادة البيلي
05/04/2007, 02:21 PM
أشكر لك مرورك الطيب
تحيتي
وتقديري

حمادة البيلي
05/04/2007, 02:21 PM
أشكر لك مرورك الطيب
تحيتي
وتقديري

حمادة البيلي
14/04/2007, 05:26 AM
في احيين كثيرة تكون طاعتنا على حساب روحنا وحياتنا ...ولكن نتقبل لان امرا ما ربما جرى برضى لله.....
اسجل حضوري واعجاببي
تحيتي
أعود ثانية للترحيب بك ..
وأشكر لك الحضور والاعجاب
آملا أن يكون ما هو آت عند رضا الجميع
تحيتي
واعتزازى
حمادة البيلي
قاص وصحفي
عضو نادي القصة
رئيس رابطة الكتاب العرب
نائب رئيس منتدى الثقافة الدولي

حمادة البيلي
30/04/2007, 08:17 PM
جميل ما جاء في الرد الأوحد هنا
حمادة البيلي