المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أريد أن أسمع من عقلاء العراق!



عامر العظم
22/03/2007, 09:18 AM
أريد أن أسمع من عقلاء العراق!
هناك مئات الأكاديميين والمثقفين والمبدعين العراقيين في الجمعية وآلاف من خارجها يتابعون!
أنا لم أفهم بعد لماذا أعيدت محاكمة طه ياسين رمضان وحكم بالإعدام وأعدم سريعا!
ما هي الجرائم التي ارتكبها؟
لا أريد كلاما إنشائيا أو عاما!
أريد أن أسمع تفاصيل وحقائق وأرقام!
لن أنتظر إعداما آخر!
أريد أن أفهم كمثقف عربي!
لن أظل حائرا وصامتا!
إن لم أفهم، سأُفهم المالكي والعالم الأخرس!

غالب ياسين
22/03/2007, 10:25 AM
من عائلة السيد طه ياسين رمضان إلى المحكمة الأوروبية

السادة رئيس وأعضاء المحكمة الأوربية المحترمون

الموضوع / التدخل لمنع إعدام إنسان بريء

في يوم12/2/ 2007 أصدرت محكمة الجنايات في العراق حكما بالإعدام على السيد طه ياسين رمضان نائب رئيس جمهورية العراق حتى وقوع الاحتلال، بعد أن كانت قد أصدرت حكما علية بالسجن المؤبد في قضية الدجيل رغم أن مجريات المحكمة لم تقدم دليلا واحدا ولو ثانويا يثبت الاتهامات التي وجهت إليه في هذه القضية، إننا عائلة السيد طه ياسين رمضان نود لفت عنايتكم إلى الحقائق التالية :-

1- أن الأمم المتحدة وعلى لسان أمينها العام السابق السيد كوفي أنان قد اعترفت رسميا ومرارا بأن العراق محتل وأن الاحتلال لم يتم وفقا لقرار من مجلس الأمن، وهذه الحقيقة تترتب عليها نتيجة معترف بها وهي أن الوضع الحالي في العراق هو وضع احتلال، وأن القانون الدولي لا يسمح بأجراء تغييرات على النظام العام في الدولة المحتلة، خصوصا نظامها القضائي، من هنا فأن المحكمة التي أنشأت بقرار من سلطة الاحتلال غير شرعية وباطلة، وبهذا تكون كافة قراراتها غير شرعية وباطلة.

2- لقد برز أجماع عالمي خصوصا في أوساط الهيئات القضائية الدولية ومنظمات حقوق الإنسان على أن محاكمة الدجيل لم تستوفي شروط المحاكمة العادلة وفق المعايير القانونية الدولية، بالإضافة لذلك لم تلتزم هذه المحكمة غير الشرعية بقانونها الخاص، ومن أبرز تلك الخروقات القانونية عدم السماح لهيئة الدفاع بتقديم الدفوعات القانونية قبل صدور الحكم، ونتيجة لهذا فأن بيانات إدانة واستنكار ورفض لمجريات المحكمة قد صدرت من مختلف الجهات في العالم، وبالأخص من منظمة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، ومنظمة (هيومن رايت ووتش)، وطالبت بوقف تنفيذ الأحكام لكل من صدرت بحقه، وبالأخص السيد طه ياسين رمضان، وقبلها طالبت بإيقاف المحاكمات ونقلها إلى خارج العراق لضمان احترام معايير العدالة الدولية.

3- أن تنفيذ أحكام الإعدام بسرعة بالإضافة لكون الإعدام عقوبة ترفضها أغلب حكومات العالم، فأنها تشير إلى أن الأهداف السياسية هي التي تحرك الاحتلال والحكومة الحالية وليس تطبيق القانون.

وبناء على ما تقدم نناشدكم بالتدخل الفوري لوقف تنفيذ هذا الحكم غير القانوني الجائر بأسرع وقت لأن التنفيذ قد يتم في أي يوم من الأيام القادمة.

أن العدالة وحقوق الإنسان ولاعتبارات الإنسانية تدعوكم للتدخل لمنع ارتكاب عملية قتل لإنسان بريء.. نتقدم بشكرنا وتقديرنا لكم.



عائلة السيد طه ياسين رمضان

14/3/2007

غالب ياسين
22/03/2007, 10:28 AM
اغتيال" طه ياسين رمضان: تفسيرات ومفارقات

معن بشور - لبنان

20/3/2007

في ظل محاكمات صورية وفاقدة للحد الأدنى من مقاييس العدالة والشفافية والشروط القانونية، وفي ظل ظروف غير طبيعية يواجهها محامو الدفاع حيث يقتل بعضهم، ويسجن بعضهم الآخر، فيما يطرد آخرون منهم من جلسات المحاكمة أو يمنعون من دخول العراق، وفي سابقة غير معروفة في التاريخ القضائي المعروف حيث تشدد محكمة التمييز من العقوبة المتخذة في المحكمة الجنائية وتحيلها من السجن المؤبد غالى الحكم بالإعدام، كما كان الحال مع نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان، ووسط اعتراضات دول ومنظمات وبينها ابرز هيئات حقوق الإنسان، ألا يحق لنا أن نسأل: ما الفرق بين إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش وأعوانه وبين أي عصابة إرهابية تحتجز رهائن (أو أسرى حرب في حالة العراق) ثم تبدأ بتنفيذ حكم الإعدام بحقهم الواحد تلو الآخر دون أن تنسى قطع الرؤوس بعد ذبح أصحابها أحياناً.

ربما الفارق الوحيد هنا، هو أن "للعصابة الإرهابية" عادة مطالب ولا تعمد إلى إعدام رهائنها إلا إذا تعذر تحقيق هذه المطالب، أما في حالة إدارة بوش والمتعاونين معها فهم الخاطفون، وهم المُطالبون في الوقت ذاته، مُطالبون من الشعب الأمريكي بسحب القوات، ومطُالبون من شعب العراق بإنهاء الاحتلال.

في ضوء هذه التساؤلات يأتي إعدام طه ياسين رمضان وفي الذكرى الرابعة لغزو العراق ليطرح هو الآخر التساؤل الأكثر خطورة: هل هذا الإعدام تتويج لانتصار مؤزر حققته جيوش الاحتلال وأدواتها في العراق، أم تعبير عن واقع مأزوم، بل عن حالة احتضار يعيشها المحتل في العراق ويسعى إلى الهروب منها إلى القرارات السهلة باغتيال جبان لقادة النظام السابق للاحتلال وهم واقعون في أسره منذ سنوات.

قد يقول قائل أن المحتل قد صدق كذبة أعوانه مجدداً الذين اعتبروا يوم احتلال بلدهم قبل أربع سنوات "عيداً وطنياً"، فأراد أن "يحتفل" معهم "بعيدهم" الوطني بإعدام نائب الرئيس العراقي في أول أيام الغزو، بعد أن "احتفل" معهم بإعدام الرئيس نفسه في أول أيام الأضحى المبارك.

وفي جميع الأحوال، هناك تفسيران لإعدام رمضان، وهو الرابع في لائحة الإعدامات بين قادة البعث في العراق، إذا استثنينا من قضى منهم تحت التعذيب كرئيس الوزراء السابق، ابن المحاويل في الحلة، محمد الزبيدي بالإضافة إلى عدد من كبار ضباط الجيش العراقي، أو في المنفى كرئيس الوزراء السابق الآخر، ابن كربلاء الدكتور سعدون حمادي:

التفسير الأول هو ضيق ممزوج بالحقد والثأر يملأ كيان المحتل وأدواته من صلابة رمضان، كسائر إخوانه المعتقلين من قيادة البعث وكوادره، وتمسكهم برئيسهم ورفاقهم ووطنهم، ورفضهم أن يلعب أي منهم دور التنصل أو الوشاية أو الإدلاء بشهادة ضدهم.

إن هذا الضيق لا يفهمه إلا من كان يتابع التضليل الإعلامي الممهد للاحتلال والذي كان يفسر صمود أركان القيادة العراقية (لاسيما خلال سنوات الحصار الـ13) آنذاك بأنهم إما خائفون من بطش رئيسهم أو انتهازيون متنعمون بامتيازات السلطة، فإذ بسنوات السجن والتعذيب التي أعقبت الغزو تكشف تهافت هذا التفسير أو الادعاء بل تظهر حقيقة معاكسة لهما تماماً.

أما التفسير الآخر فهو إن المحتل وأعوانه يريدون التخلص بسرعة من أركان النظام السابق للاحتلال، من خلال إعدامهم بتهمة ما جرى في "الدجيل" التي هي التهمة الأقل أهمية بين سائر الاتهامات الأخرى الموجهة إليهم، لكي يدفنوا بإعدامهم تلك الحقبة الطويلة من تاريخ العراق بكل ما فيها من أسرار وأخبار وخفايا لا تنحصر تداعياتها داخل العراق، بل قد تمتد لخارجه، ولا تكشف دور بعض أركان النظام الأمريكي والإقليمي والعربي، بل تكشف أيضاً دور بعض أركان ما يسمى "بالعملية السياسية" ذاتها خاصة أن بعضهم اليوم يتبوأ ارفع المراكز في حكومة "المنطقة الخضراء".

لكن هذين التفسيرين لا يغيران بالمقابل من حقائق بارزة رافقت هذا الإعدام الذي بات "الانجاز" الوحيد الذي يقدر الرئيس بوش على تقديمه للأمريكيين وهو يدعوهم إلى "الصبر" و "الانتظار" قبل تحقيق النصر الموعود منذ سنوات في العراق.

الحقيقة الأولى أن طه ياسين رمضان (الذي يحمل اسمه الثلاثي إيحاءات مثقلة بالرموز التراثية المقدسة المعبّرة عن البيئة الإيمانية التي جاء منها) قد قابل الإعدام، هو أيضاً، برباطة جأش وإيمان عظيم، مدركاً أن الموت على يد المحتل شهادة يكرم الله بها من يحب من عباده.

الحقيقة الثانية أن طه ياسين رمضان ذي الأصول الكردية يستكمل مع سائر رفاقه الشهداء أو الأسرى، صورة حزب البعث الذي نجح قبل الاحتلال وبعده أن يكون صورة للعراق للواحد بكل أعراقه وطوائفه ومذاهبه، وكان بأعضائه وقادته من العرب والأكراد والتركمان، من السنة والشيعة، من المسيحيين والصائبة واليزيديين، تعبيراً ملموساً عن الحقيقة الوطنية الموحدة للشعب العراقي الذي حاول المحتل عشية الغزو وبعده أن يمزقها بالمصطلحات العرقية والطائفية والمذهبية تمهيداً لما نشهده اليوم من توترات أهلية، ووصولاً إلى ما خطط له المحتل، ومعه الموساد الصهيوني، من فوضى تقسيمية وتوجهات فيدرالية.

الحقيقة الثالثة ان طه ياسين رمضان الذي تولى منصب وزير الصناعة العراقية في السبعينات، نجح مع رفاقه في إطلاق نهضة صناعية واسعة في العراق شملت العديد من المؤسسات الصناعية التي شكل إنتاجها قسماً كبيراً من دخل العراق غير النفطي والتي وفرت فرص عمل واسعة لمئات الآلاف من شباب العراق وشاباته.

ومن المفارقات الصارخة أن إعدام رمضان (مهندس الصناعة العراقية) قد تم في الفترة ذاتها التي تشير فيها دوائر أمريكية في البنتاغون (بول برنلكي احد مساعدي وزير الدفاع) إلى ضرورة إعادة تشغيل فورية لأكثر من 143 منشأة عراقية عائدة للقطاع العام والمتوقفة عن العمل (من أصل 193 منشأة) من أجل معالجة أزمة البطالة بين العراقيين والتي بلغت أكثر من 50% خارج المنطقة الكردية، خصوصاً أن الشباب العاطل عن العمل يشكل مورداً بشرياً هاماً لتنظيمات المقاومة كما تشير هذه الدوائر التي لا تخف أسفها من أن كلفة التشغيل برمتها لا تزيد عن 100 مليون دولار وهو نصف ما تنفقه الإدارة الأمريكية على قواتها المحتلة كل يوم (راجع مقالة فريد زكريا في عدد "النيوزويك" 5 مارس/آذار 2007) بالإضافة إلى أن هذا المبلغ لا يشكل سوى نسبة ضئيلة من الموارد التي يتم هدرها او سرقتها على يد رموز الاحتلال من أن أمريكيين وعراقيين..

أما المفارقة الأخرى التي لا تقل أهمية عن تلك فهي أن إعدام طه ياسين رمضان قد تم قبل أيام من انعقاد القمة العربية في الرياض، وقد كان رمضان العضو الثابت في كل الوفود العراقية الى قمم ما قبل الاحتلال فلم يستحق إعدامه من المسؤولين كلمة إدانة واحدة على غرار ما فعله وزير الخارجية الروسي لافروف، بل أن رمضان كان المسؤول العربي الأبرز في حمل ملف التكامل الاقتصادي والتجاري العربي إلى معظم العواصم العربية حيث نجح في عقد أكثر من سبع اتفاقيات للتجارة الحرة مع عدة دول عربية أبرزها مصر التي كان طه وغيره من قادة البعث يشددون على مركزية دورها في الحياة العربية.

فهل يمكن أن نعزو إعدام طه ياسين رمضان، بتهمة لم تنجح المحاكمات في إثباتها، لدوره في بناء الاقتصاد العراقي وفي السعي لتحقيق التكامل الاقتصادي العربي، بل هل تم إعدامه ورفاقه لأنهم تجرأوا، فيما تجرأوا، على تأميم نفط العراق في 1 حزيران 1972، ففتحوا في جدار الاحتكار النفطي الغربي كوة للعراق ولكل الدول المنتجة للنفط ووفروا للتنمية العراقية موارد كبيرة انعكست في النهضة العلمية والاجتماعية والاقتصادية التي شهدها العراق.

فأياً يكن حجم الأخطاء والخطايا التي يمكن ان تلصق بتجربة البعث في العراق، فان احداً لا يمكن ان ينكر ان هذا الحزب حزب عابر للأعراق والطوائف والمذاهب، بل هو ضمانة لعروبة العراق التي بدورها ضمانة لوحدة العراق في السبعينات والثمانينات.

يبقى أن يتذكر المحتل وأدواته حقيقة تاريخية كبرى، أن اغتيال القادة والرموز هي فكرة قديمة ومتخلفة وتؤدي إلى عكس أهدافها، تماما مثلما النيل من حياة القادة لا يمكن أن ينهي الأفكار التي حملوها، أو يلغي الأحزاب التي أسسوها أو شاركوا في نضالها.

فهل أنهى إعدام ضباط المربع الذهبي الأربع (صلاح الدين الصباغ ورفاقه) في أوائل الأربعينات حركة النضال الوطني في العراق ضد الاستعمار البريطاني ام انه مدها بقوة وقدرة مكناها من طرد المستعمر وضرب مشاريعه وأحلافه بعد ثورة 14 تموز 1958.

وهل أدى مصرع قائد ثورة الموصل عام 1959 عبد الوهاب الشواف وإعدام زميليه ناظم الطبقجلي ورفعت الحاج سري ورفاقهما في ساحة "أم الطبول" في بغداد، إلى إخماد حركة النضال القومي العربي ضد حكم الزعيم عبد الكريم قاسم أم أنها أعطت تلك الحركة زخماً ومدداً نجحت بهما في إسقاط ذلك الحكم 8 شباط 1963.

وهل أدى إعدام فهد زعيم الحزب الشيوعي في أواسط الخمسينات إلى نهاية هذا الحزب أم حوّله في حينها إلى واحد من أهم الأحزاب الشيوعية العربية ، وهل قاد إعدام العلامة السيد محمد باقر الصدر وشقيقته المتميزة السيدة بنت الهدى في أوائل الثمانينات، إلى الإجهاز على حزب الدعوة الذي أسسه أم انه أعطاه دفعة إلى الأمام رغم ما يشهده اليوم من انقسامات بسبب تعامل بعض قادته مع الاحتلال، والأمر ذاته ينطبق على المرجع السيد محمد صادق الصدر (والد السيد مقتدى الصدر) الذي شكل اغتياله علامة فارقة في اتسّاع التيار المنسوب إليه.

أن السير في إعدام قادة البعث، وجلّهم بات على مشارف السبعين من العمر، هو بدون شك أسرع الطرق لانبعاث البعث من جديد بدلاً من اجتثاثه، فأياً تكن طبيعة الاتهامات المنسوبة لهؤلاء القادة، فان الشعوب لا يمكن أن تنسى أبناءها وقادتها الذين يغتالهم الاحتلال وأدواته، بل أنها تدرك أن هذه الاغتيالات ستحولهم إلى رموز بين شعوبهم، التي بدورها تسامحهم على ما اقترفوه، لتشعل بدمائهم نار المقاومة التي لا بد أن تنتصر بإذن الله.


--------------------------------------------------------------------------------

محمد عنوز
22/03/2007, 06:14 PM
وحدة موقف أهل الدار
أولاً أم
وحدة موقف دول الجوار ؟!

الحقوقي / محمد عنوز
M_aliraqi13@hotmail.com

تعود بنا الأحداث في ايامنا الحالية إلى تلك الطروحات التي سبقت التغيير في 9 نيسان / ابريل 2007، ولم يتخلص منها الكثيير من السياسين العراقيين للأسف الشديد، رغم عدم نجاعتها عملياً، فبعد أربعة سنوات من تبديل سلطة القمع والقتل والإستبداد والتهجير المنظم، نعيش في ظل سلطة الفوضى الخلاّقة التي أسست لها ونشرتها الولايات المتحدة الأمريكية بالإرتباط والإنطلاق من مشروعها في المنطقة بشكل عام، وهي المقصودة كانت بالعامل الدولي الذي دعى إليه البعض الكثير وليس البعض القليل، ذلك المشروع الذي غابت خطورته عن الكثير من القوى التي ركزت على ضرورة إزاحة نظام صدام أو مجرد صدام من دون الحديث بشكل جدي وفي إطار برنامجي وبآليات عمل محددة ماذا ستعمل هي وما هو دورها و... و... ؟!!! وتتوالى الأسئلة بهذا الإتجاه ....
وكأن الهّمْ العراقي هو إزاحة ذلك النظام المقيت والحصول على موقع بعد التغيير وليس الخلاص منه ومن آلياته وإجراءاته وبالتالي بناء دولة تحترم إرادة الشعب وتلبي حاجاته وخصوصاً حاجته للأمن والخدمات الأساسية التي توفرها أفقر بلدان العالم، وفي ذات الوقت جري الحديث ولا يزال يجري عن رفض المشروع الأمريكي من منطلق الحفاظ على النظام الدكتاتوري دون النظر إلى حجم مأساة أبناء الشعب جراء سياساته الخرقاء وعظمة ما أنزله بالوطن من البلاء.
وفي ضوء ذلك يجري وصف السجال العسكري بما فيه من إرهاب وأعمال دموية ومداهمات عشوائية وقصف وإعتقالات وتهجير قسري بأنه صراع طائفي وتدخل أٌقليمي، من دون النظر لحقيقة الهّم وطبيعة هذا الهّم الذي تضاعف ويتضاعف جراء الإبتعاد عن مصالح الشعب والوطن، وما يدلل على ذلك هو إستمرار عملية غياب وتغيب المشروع الوطني الذي يتجسد في تحقيق الخلاص النهائي من الدكتاتورية وتوفير الإمكانية لإعادة بناء البلد عن طريق مشاركة جماعية لكل الرافضين للدكتاتورية والجادين في تصفية أثارها من حروب وإعدامات وسجون وتعذيب ومنع الحريات وحرمان من الحقوق وأبعاد للكفاءات وتمييز طائفي أو قومي أو حزبي أو مناطقي .
وفي هذا السياق نحن لا نشك في توفر الإمكانيات المالية، ولا نريد أن نخلق سجالاً حول موضوع الوطنية وتوزيع صكوكها، ولكن نقول، إن ما يجري بالعراق اليوم هو نتاج لطبيعة المشروع الأمريكي البعيد عن مصالح شعب العراق أولاً وأخيراً، علماً إن إزاحة النظام السابق كانت مدخل المشروع، بدليل معاناة شعبنا مضت عليها أكثر من ثلاث عقود والولايات المتحدة الأمريكية لم تحرك ساكناً، وبمشروعها الجاري لم تعتمد على القوى العراقية بل وضعتها خلفها في التخطيط والتنفيذ ولا تزال تعمل في أكثر من المجالات بهذه الطريقة .
كما إن هذه النتائج التي نحن نعيشها الآن، هي نتاج لتجاوز عملية عقد المؤتمر الوطني العام في بادئ الأمر، لا بل جرى تجاهل مثل تلك الدعوات والإجرار وراء الغطرسة الأمريكية، علماً أن عامل الزمن له أهمية قصوى في العلاج، بدليل لم تنفع محاولات لجنة الـ 99 وعقد مؤتمر الـ 1000 عضو، لآنها متأخرة من جهة وغير شاملة ولم تبدأ من القواعد الشعبية، ولم ينفع الحديث عن نقل السيادة آنذاك حيث كان الأمر شكليا، ولا الذهاب حد تشكيل حكومة إنتقالية، كما ولم تنفع حتى الإنتخابات بدليل خرجت عن نتائجها القوى الفائزة وغير الفائزة بالمقاعد ولم تعمل في ضوئها، وفي أخر المطاف جرى طرح موضوع " المصالحة الوطنية " وعقدت مؤتمرات لذلك الغرض وليس مؤتمر واحد، ونقول بأن كل ذلك لم يف بالغرض، وبذات لم يكن هو العلاج المطلوب.
إننا إذ نركز على ضرورة المؤتمر الوطني العام أولاً، إنما نتوخى تحقيق موقف الحد الأدنى، الجامع للطاقات والفاعل بإتجاه إعادة سيادة البلاد وحفظ كرامة العباد، وبذات الوقت ضمان مصالح أبناء العراق على وجه الخصوص قبل تطمين مصالح دول الجوار أو الدول الأخرى، كما ندرك كامل الإدراك إهمية المؤتمرات الدولية والإقليمية، ولكنها ليست قبل المؤتمر الوطني، ليست قبل برنامج عمل وطني يضع كل القوى أمام المسؤولية التأريخية بكل وضوح، ويتم الفرز ويتحقق الإصطفاف الذي في ضوء ذلك بين القوى التي تستخدم العنف من أجل العنف وتمارس الإعمال الدموية وبين القوى التي تعمل على تحقيق ما تم الإتفاق عليه بوسائل متعددة بدأ بالسلمية وإنتهاء بالمسلحة.
وفي ذات الوقت ننطلق من حقيقة عملية بأن الشعوب وقواها الموحدة هي أساس عملية بناء أوطانها وحمايتها، والدعم الدولي هو مساعد وغير مقرر، وفي حالة حصول العكس فالعلة في ضعف القوى الوطنية وبالتالي ضعف موقفها، فهذا لا يبح للعامل الدولي أن يكون مقرراً للأمور كبديل عن العامل الوطني، وبذلك لن تبنى الأوطان أو تتم حمايتها بل تعيش حالة من السجالات العسكرية او السياسية من دون جدوى.
وهنا نتسائل حول الإرهاب والأعمال الدموية التي يجري رمي تبعاتها على دول الجوار، إليست لها قواعد داخل العراق وعناصر عراقية فاعلة وأساسية؟! أم إن الوافد يعرف كل شيء ويلبس طاقية إخفاء وبالتالي يعفل ما يشاء؟! جواب الأول بنعم والثاني بلا، وعكس ذلك كما نعتقد هو محض هراء.
فبسبب عدم الوصول إلى برنامج عمل جدي ويقوم على تحديد آليات العمل وطبيعة المسؤوليات، تغدو المؤتمرات الدولية والإقليمية، في أحسن الأحوال، عبارة عن مضيعة للجهد والوقت والمال، إذا لم نقول تعقيد الأوضاع من خلال خلق مشكلات جديد وعدم حل المشكلة التي إنعقد المؤتمر من أجلها، حيث لدينا كم هائل من أوراق المؤتمرات واللقاءات التي عقدت في واشنطن وعمان والقاهرة وشرم الشيخ، وكان مؤتمر مكة المكرمة أخر المؤتمرات.
وبعد غداً في بغداد وسوف لن يكون الحال أفضل مما كان بسبب إستمرار نزعة البحث عن الحل الدولي على حساب الحل الوطني، نعم نحن بحاجة ماسة للدعم الدولي مهما كان ولكن ليس كيف ما كان، وهذا الكيف يتطلب جهد مثابر يصل إلى موقف موحد للعراقيين يتعامل مع دول الجوار وقوات الإحتلال ولا يكون أداة يبد أي طرف منها، وهناك فرق شاسع بين تلاقي المصالح وبين إن تكون أداة للتعبير عن مصالح الغير.
فقبل تلك المؤتمرات، وفي سنوات المعارضة، جرى الترويج بكل الطاقات بأن القضية العراقية أصبحت دولية، وان الشعب العراقي لا يتمكن من تحقيق الخلاص من نظام صدام، وهناك قرارات دولية بحق العراق منها القرار 688 الصادر في 5 نيسان / أبريل 1991، الذي حاول الكثيرين أفراد وأحزاب أضفاء القوة الإلزامية عليه من دون جدوى، وحصل التغيير في 9 نيسان / ابريل 2003 بقوة عسكرية من دون قرار دولي كما هو معروف، حيث أجاب الأمين العام لهيئة الأمم المتحدة كوفي عنان، عن سؤال حول مشروعية تلك الحرب في 3 نيسان / أبرايل 2003 بالقول ( واضح أن هذه الحرب لم تقرها الأمم المتحدة. ولم يؤيد المجلس هذه الحرب، وأعتقد أن ذلك أمر واضح) .
ورغم خيّبت الأمل لا بل الخيّبات المتكررة، لم يتجاوز السياسيين العراقيين من مختلف الأطراف حالة الإعتماد على العامل الدولي إلى درجة تسويغ التدخل العسكري الأمريكي البريطاني، الذي كان واضح لنا قبل بدأ العمليات بأن القادم هو إحتلال من دون شك في ضوء ميثاق الأمم ومبادئ القانون الدولي، ولذلك فإن الأمنيات الطيبة والأمال العريضة التي يطلقها العديد من السياسيين من مختلف الأطياف حول المؤتمر الدولي لن يخفف من قسوة وإستمرار أسباب المأساة، ولا بد من التأكيد على ضرورة إن يتحلى الأطراف المشاركة في مؤتمر بغداد بالشجاعة الكافية بإعتماد لغة الجوار وأخلاقيات الجوار التي تستلزم إحترام مصالح شعب العراق، الذي يعتبر من أحوج شعوب الأرض قاطبة للسلام والأمان بعد عدة حروب وحصار وتسلط قسري وإستبداد وإحتلال.
إن تداعيات الأوضاع وإستمرار عقد المؤتمرات الدولية والإقليمية، ومنها مؤتمر بغداد، يجعلنا ندعو بكل إخلاص، إلى ضرورة عقد مؤتمر وطني عام، يعالج كل المشكلات من خلال عقد مؤتمرات المحافظات وقبلها مؤتمرات الأقضية وقبلها مؤتمرات النواحي، بالتتابع ومحافظة بعد أخرى، للإستفادة من التجربة العملية وتطويرها، والقيام بعملية إنتخاب الهيئات المحلية، في ظل حكومة وحدة وطنية تضم الكفاءات وليس ممثلي الأحزاب، تعمل من أجل سبيل حقوق الشعب في حياة حرة كريمة، لأن وحدة موقف أهل الدار تسبق موقف الجارفي كل الأحوال .
7 / 3 / 2007

محمد عنوز
22/03/2007, 06:15 PM
الوزارة الخامسة
وزارة برنامج عمل أم حصة من "جمل"

الحقوقي / محمد عنوز
M_aliraqi13@hitmail.com

كي نتجنب الوباء المنتشر في الساحة العراقية في تأويل ما لا يحتاج إلى تأويل، وبسبب سيادة الأنانوية، وعدم الإكتراث بالأحداث المأساوية من الناحية العملية لا القولية، وإبتعاداً عن لغة التراشق بالإتهامات، أقللنا من الكتابة لأن ما نشهده ونسمعه ونقرأه في الأعم الأغلب هو عين الرتابة. فلا الحل يوحدنا، ولا نتوحد لإيجاد حل. وفي ظل هذه الحالة التي طال عمرها، وعلى ما يبدو سيطول، تكثر الأحاديث في الكواليس حول تغيير التحالفات وتبديل الوزارات، ويسمع المواطن عن ذلك الأمر بالقطّارة من السياسيين بأعتبارهم كاملي الشطّارة، وكأن الشعب غير معني بما يدور وليس بالضرورة إن يعرف، فهو وفق إعتبارات أولئك السياسيين قد أعطى تفويضاً ، وكأنه تفويض مدى الحياة، لتلك القوى والشخصيات، ولا حاجة للإعتراف أمام مصدر السلطات ومصدر السيادة في كل الأوقات، الا وهو الشعب، نعم الشعب، ولا الرجوع إليه لتقييم الحال وتحديد المسار القادم، فليبقى غائب كما هي حال مصالحه، لا بل هناك من يعمل بالضد من مصلحة الشعب وهو ينطق بأسم الشعب أو يعتبر نفسه ممثلاً له من دون أن يفكر بكيفية أخراجه من هذه المحنة.
إن مجرد التفكير بمنحى أنانوني والبحث عن حصص في المقاعد النيابية والحقائب الوزارية هو دليل على غياب البرامج التي تلبي حاجات الناس وتحقق الأمان لهم، وهذا ما قامت عليه عملية تشكيل القوائم الإنتخابية التي تنافست سواءً في 30 كانون الثاني / يناير 2005 أو في إنتخابات 15 كانون الأول / ديسمبر 2005، أو ما أتخذ من إجراءات وظهر من نتائج في عملية تشكيل الوزارة الرابعة حيث شهدنا في تلك الأيام تبديل لمواقع الكثير من الأشخاص والأحزاب بدافع نزعة الحصول على حصة وليس بدافع ترسيخ العملية الديمقراطية وبناء دولة القانون الناتج عن إرادة وطنية عامة والقائم على أساس مشاركة المواطنين بشكل واعي في إدارة البلاد وحمايتها ورعاية أبنائها وتلبية حاجتهم دون تمييز.
فالوزارة الثالثة تأخرت عدة أشهر بسبب توزيع الحقائب الوزارية، وعاد أغلبية الأشخاص بمواقع جديدة المقاس من ذات الكتل والقوى والأحزاب، من دون الإستفادة من الوزارة الأولى التي شكلها الحاكم المدني الأمريكي بول بريمر كممثلين لأعضاء مجلس الحكم الـ 25، ولا من تجربة الوزارة الثانية التي أعتبرت حكومة إنتقالية مؤقتة، وكأن الحال هو إستنساخ مشوه، والنتيجة، تشكيل حكومي لا علاقة له بطبيعة المرحلة التاريخية والمهام التي تستلزمها، والتي تتلخص في ضرورة الخروج من شرنقة سلطة الإحتلال لا تسويغ وجود هذه الشرنقة على قاعدة بأن التغيير حصل هكذا وبالتالي النتائج هكذا، فهذا تفسير جبري لا علاقة له بوجود الإنسان ووعيه ودوره لا بل بدور الإحزاب والتجمعات التي لا بد أن تعمل على تصحيح المسارات لا البحث عن تمريرات تفسد الوعي الإجتماعي العام في أقل تقدير وتدع النزيف مستمر إذا لم تجعله يزيد، أو بالذهاب أبعد والإيتان بمذهب شرعنة الإحتلال الذي لا وجود له على الإطلاق في تاريخ وفقه القانون، لا بل لا يخطر على بال لأنه محال، ويضاف إلى ذلك الجهد المبذول لحجب الحقائق وعدم كشف حجم الصلاحيات التي تمتعت بها الوزارات المتعاقبة، وإسماع الناس ما لا علاقة له بالحلول، مثل، أن هذه الوزارة منتخبة وكأن الإنتخاب هو عملية إعفاء من المسؤولية وليس مضاعفة للمسؤولية، وقلنا وكتبنا في حينها، إن الأمر في العراق لا يتعلق بموضوع الإنتخاب في الظروف الحالية، إنما يتوقف على يد من تقرر سيادة العراق ومن يمثلها؟! أهي سيادة وطنية عراقية أم سيادة لقوى محتلة أجنيبة؟! وأشرنا في أيلول 2003 بكل وضوح إن نقل السيادة الوطنية في ظروف العراق اليوم، إي إعادتها إلى العراقيين، تتجسد في عملية نقل القرار السياسي وليس بوجود القوات الأجنبية، وأكدنا على ضرورة الإنتهاء من نقل القرار السياسي أولاً، لا أن يترك الأمر بين موقعين خدمة لبعض الأطراف والمجاميع على حساب أمن الوطن والمواطن وحاجاته الأساسية، والتحجج بتصرفات الأجنبي وعدم العلم بها، أو بالدكتاتورية البغيضة وإرثها، دون التصدي الحازم للأول عبر مواقف سياسية واضحة وصريحة وصادقة، ولا نقول عبر حمل السلاح كي لا ينبري لنا الكثير من عرابي المشروع الأمريكي ويتحدثون على القدرة وعدم القدرة وتاركين الناس تعيش بالقدرة، وفي ذات الوقت تقديم قوة مثل في معالجة الأوضاع وإتخاذ القرارات وعدم تكرار ما كان يفعله الثاني.
وبهذا المعنى، نحمد الظروف التي كشفت المعنى الحقيقي للسيادة الوطنية ومكنت المسؤولين من فهم ذلك وهو ما إنعكس على تصريحاتهم المثقلة بالشكوى من عجزهم على إتخاذ ما يلزم أو عدم معرفة ما يحصل وهم في مواقع حكومية وبرلمانية، طبعاً بعد خسائر جمة في المال والأرواح، لذلك نشدد على أهمية ذلك المفصل الحيوي في جوهر السيادة الذي يتجسد في بداية ونهاية المطاف بمدى إستقلالية القرار السياسي، بحجم ومضمون الصلاحيات التي يمارسها العراقيين عبر هيئاتهم الفعلية أو المنتخبة.
ففي ظل تسارع تطورات الأوضاع وشدة تناقضاتها، إنطلقت وتنطلق بين حين وأخر تصريحات عجائبية، حيث هناك من يعتبر السيادة قد تم نقلها من الناحية القانونية في حزيران 2004 في ضوء قرار مجلس الأمن رقم 1483 الذي اتخذه في جلسته رقم 4761 التي عقدت في 22 أيار/ مايو 2003، حيث غادرنا الحاكم المدني الأمريكي للعراق بول بريمر ووصلنا بعده سفير أعلنت لمقدمه في البلاد حالة نفير، من دون أن يدرك إن القانون ليس الحبر على الورق إنما هو إجراء عملي له أثار ويتطلب أدوات للتنفيذ والحماية، ولا يجوز في ظروف العراق الحالية، حيث الدماء تستباح نشر ثقافة خرقاء عن القانون بعد أن جعله النظام السابق خرقة بيده للعبث متى وكيف يشاء بحقوق وكرامة المواطنين، فإن الأوضاع الحالية تفرض نشر ثقافة قانونية رصينة تشكف عن المسؤولية وتحددها بكل دقة، وتفسر كل غامض من النصوص وعن توضيح العبرة، وإلا، ماذا نكون قد قدمنا إذا لم نعيد للقانون معناه الموضوعي المفقود سابقاً، وإذا لم نكون حريصين على مصالح ابناء الشعب والأجيال القادمة منهم ؟!
أما الذين يعتبرون السيادة منقوصة بسبب وجود القوات المحتلة، ولذلك يطالبون بإخراجها، دون أن يحددوا كيف أو يؤشروا طبيعة الإمكانيات المتوفرة في ظل هذا الإختلاط السياسي، فهم مخطأون. فالجوهر الحقيقي للسيادة يكمن في الجهة التي تتملك حق إتخاذ القرار السياسي، وفي ظروف العراق لم يكن وجود القوات المحتلة المجرد هو السبب الوحيد الذي يجعل سيادة البلد منقوصة أو مسلوبة إنما كل أشكال التدخل في شؤون العراق من قبل أي دولة قريبة أو بعيدة يفرز ذات النتيجة، ولذلك نزعم أن العلة ليس بخروج أو في بقاء القوات المحتلة إنما في القرار السياسي، فخروج القوات مع إرتهان القرار، وبقاء القوات مع إرتهان القرار السياسي سيان لا يختلفان بالطول أو العرض مهما حاول المؤلون، في حين خروج القوات أو بقائها في ظل قرار سياسي مستقل يعني ان السيادة كامله بدون جدال وإن اصر المنجمون، وفي هذا السياق نؤكد الحاجة للموضوعية لا للتصريحات العاطفية التي تدفع بإتجاه إعتبار الحال جيدة والأمور تسير على المرام، أما الملاحظات المفيدة والإنتقادات الحريصة فهي تصدر من أولاد الحرام.
إن أكثر هذه الأطراف التي تصرح بهذا وذاك يجلس تحت قبة برلمان واحد، ويشارك في وزارة واحدة، وهناك أفراد في قائمة واحدة، فنجد الجميع مختلفين في وصف الحال وبالتالي في علاجه، بعد أن كانوا متفقين في الوصف ومختلفين في العلاج، ولحد هذا اليوم لم تحسم موافقهم ( موقف القوى السياسية العراقية ) وسبب ذلك يعود إلى عدم قدرتهم على إدراك حجم مسؤولياتهم وطبيعة مهامهم ولم يدركوا الطبيعة الحقيقية للقرار السياسي العراقي، أهو قرارً وطني مستقلً والمسؤولية تقع على الجميع أم هو قرار مرهون بالقوات المحتلة، تلك القوات التي لم تنقسم في وصف نفسها بنفسها في مشروع القرار الذي قدمته كل من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة ودولة أسبانيا بأنها قوات إحتلال، الذي صدر من قبل مجلس الأمن بالرقم 1483 من دون إعتراض اي دولة من دوالدول الأعضاء في مجلس الأمن آنذاك، والذي أكد فيه مجلس الأمن الدولي تسليمه بالصلاحيات والمسؤوليات والإلتزامات المحددة بموجب القانون الدولي المنطبق على كل من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية كسلطة إحتلال، علماً إن العراق كدولة لم يكن طرف في تلك العملية بإعتباره فاقد للسيادة.
ومع كل ما تقدم، نُذَكر بحالة تأخر عملية تشكيل الوزارة الرابعة لعدة أشهر بعد إنتخابات 15 كانون الأول / ديسمبر 2005، التي كان يجب، نعم يجب أن تشكل في ضوء المدة الزمنية المقررة في الدستور، فوجدنا جهداً جباراً بذل لغرض التحايل على الدستور، وليس العمل على إحترامه وترسيخ قواعده الحالية على علاتها من خلال سلوك عملي بجعل المجلس في حالة إنعقاد مستمر من دون أدنى تفكير بما يعنيه إحترام الدستور ومعنى تشكيل وزارة لحياة المواطنين ناهيك عن توفير مستلزمات تلبية حاجاتهم، حيث تمت المصادقة على التشكيلة الوزارية في جلسة مجلس النواب رقم 6 بتاريخ 20 / 5 / 2006 بالأغلبية بعد إعتراضات تدعو للتأجيل، علماً إن التشكيلة تلك لم تكن مكتملة، وإستمر الأمر لأكثر من شهر واحد بين التدوال والتلميح والتصريح والتهديد لإختيار وزيري الدفاع والداخلية، إلى جانب ذلك الجهد المبذول لإختراع وزارات ترضية لأطراف وأشخاص لا تلبية لحاجات وحفظ كرامات الناس، علماً إن هذه الوزارات الزائدة عن اللزوم تستنزف خزينة الدولة، أي تأخذ من قوت العراقيين وعلى أقل ما نقدر 250 ألف دولار شهرياً للوزارة الواحدة كراتب للوزير ووكيليه والمدراء العامين والموظفين والحراس والقرطاسية والبنزين والإيفادات والمؤتمرات والنثريات و .. و..
وفي سياق موضوع السيادة وتشكيل الوزارة، وكدليل على أزمة المفاهيم السائدة في عراق اليوم وإستمرار السكته الفكرية، حيث تنثر المصطلحات وتجري الإجراءات من دون سند ولا قرار والكل له تفسير مقرون بتبرير لا علاقة له بالعلم من قريب أو بعيد، فقد برز في ساحة الجدال مصطلح الوزارة السيادية والوزارة الخدمية، وتسمع ذلك من المسؤولين الحكوميين والبرلمانين وبالتأكيد من بعد إستشارة مستشاريهم من خبراء القانون والسياسة.
وهنا نسأل لغرض عدم تكرار ذات الأمر في الوزارة القادمة، ما هو المعيار في تحديد طبيعة الوزارة على هذه الشاكلة؟!!!!! فالوزارة أما إنتاجية كالزراعة والصناعة والنفط والمعادن بإعتبارها تقدم موارد لخزينة الدولة، أو خدمية كالصحة والتعليم والدفاع والداخلية والتخطيط .. بإعتبارها تأخذ من خزينة الدولة، وكل الوزارة بمعزل عن مهماتها هي بمثابة السلطة التنفيذية، والسيادة هي للشعب يفوض الحكومة ( الوزارة ) بتمثيلها بالإشتراك مع ممثلي السلطتين التشريعية والقضائية، وهي غير قابلة للتجزئة، فلو كانت الوزارة ليست واحدة لكان الأمر هين بالقول هذه وزارة سيادية والأخرى غير سيادية، هذا من جهة، ومن جهة أخرى هل يعقل بأن تكون السيادة ممثلة في وزارة الدفاع، على سبيل المثال لا الحصر، ومن المعروف أن أحدى مهماتها التصدي للعدوان الخارجي وأبناء المجتمع وبناته تتفشى بينهم الأمية أو تنتشر بينهم الأمراض ؟!!!!! أليس المجتمع الذي يتمتع بتعليم جيد ومتطور أكثر قدرة على صيانة سيادته وكذا الحال بالنسبة للمجتمع الذي يتمتع بصحة جيدة ؟!!!!! ومن هذا المنطلق تصبح وزارة التعليم والصحة والتخطيط وزارة سيادية أيضاً بسبب كونها جزء من وزارة واحدة ذات مهام متكاملة.
إن الوزارة الخامسة التي يجري الحديث عن تشكيلها عن طريق التعديل الوزاري المرتقب، ندعو مخلصين أن تكون :
1- وزارة برنامج عمل، وليس وزارة تقوم على توزيع حصص، وتأكدينا على برنامج العمل نابع من فهمنا لجدوى التشكيل الوزاري ومهامه الإدارية، وفي هذا الصدد نؤكد إن لا جدوى ولا ضرورة لأي إدارة من أي مستوى معين إذا لم تلب حاجات الناس وتصون كرامتهم، وهذا هو المعنى الفعلي للإدارة وجدواها وعكس ذلك هو العبث والتبذير والفساد بكل المجالات الحياتية.
2- وزارة تضم كفاءات وطنية علمية وعملية تحرص على مصالح المواطنين دون تمييز، وتحترم برنامجها وتخضع للقانون والدستور، ولا تضم ممثلي أحزاب ليس لديهم إختصاص ولا علاقة لهم بطبيعة مهام الوزارة.
3- وزارة يتم تحديد عدد وزرائها في ضوء الحاجة الفعلية من الناحية الإجتماعية والإقتصادية للمجتمع وليس في ضوء ما يُرضي الأحزاب السياسية، ومن دون التجاوز على دستور البلاد والخلط بين تشكيل مفوضية مستقلة وبين تسمية وزارة لبعض المهام.
4- وزارة برنامجها يتضمن أولاً إعادة حقوق ضحايا النظام السابق من عوائل الشهداء وأبنائهم والمعتقلين والمفصولين السياسيين والمهّجرين والمهاجرين بعدل وإنصاف بعيداً عن الفئوية والحزبية والمحسوبية، فهؤلاء يشكلون القاعدة الإجتماعية للسلطة الجديد، ومن دون ذلك سوف نكون أمام سلطة أخرى لا علاقة لها بكل طموحات الشعب بتحقيق الخلاص الحقيقي من الإستبداد والظلم والتمييز.
5- وزارة تخفف من شدة مرارة معاناة المواطنين، وتتجاوز الأخطاء الفاحشة وخصوصاً عملية التمييز في التعيين وتعالج مشكلة بقاء المفسدين، وتكافح ظاهرة الرشوة المنتشرة في أروقة الدوائر الحكومية من دون إستثناء.
6- وزارة تعمل بروح نضالية وليس بنزعة تقاولية، وزارة تدرك إنها وزارة العراقيين مهما كان لونهم القومي والديني والطائفي والسياسي، وتعمل على توفير الأمن والأمان للمواطن أولاً من خلال إشراكه في عملية إدارة البلاد وتوفير حاجاته.
إن النقاط المذكورة وغيرها مما يطرحها السائل أمام المسؤول، وما يكتب ويذاع عن صنوف المعاناة، لا تجد طريقها إلى التحقق إذا لم يدرك الجميع ضرورة إستعادة سيادة البلاد من خلال قيام عمل وطني مخلص بعيداً عن إملاءات القوى الأجنبية بكل الوانها وقوتها وقربها وبعدها يتمخض عنه برنامج وطني محدد، يتضمن المتفق ويؤجل المختلف عليه، برنامج يخلص المجتمع من أثام الدكتاتورية ويؤسس لحياة ديمقراطية تقوم على إحترام كرامة الإنسان في كل الأحوال.
وفي الختام نأمل أن تكون عملية التعديل ناجعة وبالتالي منتجة.
15 / 3 / 2007

عبد الجبار البياتي
22/03/2007, 06:17 PM
الأخ عامر ، عمت صباح مساء
قضيت الفترة السابقة أراقب (جمعيتكم) من خلال الأفكار التي تطرح فيها ، حتى أتمكن من معرفة الاتجاه العام لها ، وأعتقد أن هذا حق شخصي ، خصوصا وأن وسطنا غرق بالإتجاهات (الفكرية) وإختلط فيها الحابل بالنابل .
ولما كنت وبفضل أساتذتي الأكاديميين العراقيين قد تعرفت على المدارس الفلسفية ومن ثم علم الإجتماع ومدارسه ، فقد صرت أُخضع كل شيء للمنطق ، لدرجة أستطيع معها القول أنني قد تخلصت من الأمراض الفكرية والأوبئة الثقافية والسفسطة العربية التي لم تخترع ولم تبتكر علما منذ ما يزيد على 500 عام ولم تقدم خدمة للبشرية غير القتل والترويع والترهيب والكذب والمبالغة والتحريف والتزوير ، والدجل والسفاقة والنفاق والجهل والبلادة والتفاهة .
وحتى لا أطيل عليكم الحديث ، فإن ما قرأته هنا من موضوع متعلق بـ (المرحوم ) طه ياسين رمضان . يكفي لأتعرف على إتجاه هذه الجمعية الموقرة ،
وسأهديك في الملفين المرفقين حلقتان من سلسلة حلقات نشرتها العديد من الصحف والمواقع
وكان آخرها موقع (إيلاف) . حتى تكتشف (بشكل عام) حجم الجريمة التي إرتكبت بحق العراقيين على مدى ثلاث عقود ونصف ،
ويبدو منطقيا ومن الآن ، أني سأتعرف على القيم الأخلاقية لكل حامل فكر من خلال موقفه من نظام البعث ورجالاته . والأسئلة التي لديّ كثيرة وكثيرة ولكن أهمها :
- هل روح طه رمضان التي أزهقتها المنشقة أهم من ملايين العراقيين الذين إعدموا منذ عام 1968 ولغاية نيسان 2003 ؟
- هل بإعدام رمضان خسرنا ( واحد من أبطال التاريخ ) الذي كان سيجعل العرب أمة نهضة فكرية وعلمية ؟
- هل رمضان أعمق فكرا من الرفاق البعثيين الشرفاء الذين أعدمهم صدام في 1974 ، و1979 ؟
- هل رمضان أرفع شأنا من الحكيم (راجي التكريتي) ورفاقه رحمهم الله الذين أطلق عليهم صدام الكلاب السوداء الجائعة لتنهش لحمهم وهو يجلس على كرسي هزاز وراء سياج مشبك ليتلذذ بهذا المشهد الذي لم يتكرر منذ أزمنة الأباطرة الرومان ؟
- وإعدامات السامرائيين والجبور والطيارمحمد مظلوم الدليمي بطل جبهة المواجهة العربية الإسرائيلية في حرب تشرين ؟
كل الذي أتمناه منكم (حفاظا على القيم والشرف) ألا يبحث أحدكم في الشأن العراقي دون أن يكون قد عاشه ساعة بساعة ، في فقره وجوعه وخوفه ورعبه وجهله وتخلفه وضياعه وتشرده وموت أبنائه ، ويكفي أن نشاهد اليوم شعب كامل أنتجه الله بعد 1968 في العراق ، درس في مدارس صدام وتثقف في إعلام صدام ، ليتحول الى غبي ومهزوز ومجرم وقاتل وحشاش وكذاب ومنافق وجبان ودموي وناقص ذمة وظمير ... ثلاث أجيال لا يصلح حالها إلا معجزة إلهية .
أما السادة غالب وبشور ، فهم ذات الأصوات التي كانت ضمن فرق العزف والتطبيل والتحريف والتزوير والرقص العربي على الحبال ، والذين كانوا أحد أهم الأسباب التي أوصلتنا الى ما نحن عليه من كوارث ، بل وأن جريمة أصحاب القلم لا تقل هولا عن جرائم حكلمنا الطغاة .
تقبل خالص أسفي وإعتذاري لما شعرت به من إحباط وأنا أقرأ ما قرأت .
مع فائق إحترامي
عبدالجبارالبياتي
( لم أنتم طوال حياتي الى حزب أو دين أو مذهب أو عقيدة إطلاقا) . فقط كان إنتمائي وسيظل الى العقيدة الإنسانية .

عبد الجبار البياتي
22/03/2007, 06:19 PM
حتى لا نزوّر التأريخ
(3)
الى أخوتي وأحبائي البعثيين أبناء وطني

عبدالجبارالبياتي
(( الى كل أخوتي وأحبائي وأبناء وطني ممن إنتموا الى حزب البعث العربي الإشتراكي :
لقد أمسكتم بمقدرات السلطة لثلاث عقود ونصف من الزمن ، وأوصلتم بالعراق وبالعراقيين الى ما وصل إليه ، فلماذا لا تتصالحوا مع ضمائركم أولا ، وتبدون إعتذاراتكم الى مواطنيكم وأخوتكم العراقيين وتطلبون الصفح من ضحايا نظامكم ، وتتركون الساحة لغيركم ، حتى وإن كان بدلاؤكم حكام العراق الجدد يتعثرون في خطواتهم أو هم فشلوا ، أو هم لم يحققوا لنا ما نحن نطمحه منهم ، أو هم (متآمرون) على العراق ، أو هم لصوص مال عام أو هم خونة أمانة وطنية أو باعة وطن ؟.
ذلك لأنكم أخذتم فرصتكم بما زادت على الكفاية ، فتعثرتم وفشلتم ، ولم تحققوا لنا ما كنا نحن نطمحه منكم ، وكنتم تآمرتم على العراق ، وكنتم خونة للأمانة الوطنية وكنتم لصوص للمال العام وكنتم باعة وطن .
فدعونا نحن عامة الشعب ( لا أنتم ) ننتقد ونعارض ونحاسب بدلائكم في حكم العراق مهما كانت أخطاؤهم ، وذلك لسببين أراهما منطقيين، الأول إن هؤلاء البدلاء ( ليس بينهم دكتاتورا حاكما بأمر الله الى الأبد) وجاءوا عبر صناديق الأقتراع ، وإن العراق الجديد قد كفل لنا حرية التعبير والنقد والتظاهر والعصيان وهذه وسائل كافية لنقلب الدنيا على رؤوسهم ونحرق الأرض تحت أقدامهم كلما تطلب الأمر ذلك ، أما أنتم أيها الأخوة الأحبة فكنتم تقطعون رأس سابع قريب أو جار لنا ، إن نحن تجرأنا و..... إنتقدناكم همسا .
والسبب الثاني أخوتي البعثيين الأفاضل هو ، أنكم أنتم وحدكم المسؤولون أمام الله والتاريخ عن كل ما حصل ويحصل اليوم في العراق من تدمير وتقتيل وترويع وترهيب وتهجير وتشريد وتجويع وإحتلال ، ومن فواجع وفتن وفوضى وفلتان وفساد وفجور وفسق وإنحلال)) . (1)

لسنا بحاجة الى معجزة إلهية توقف مكابراتنا ومهاتراتنا وإستعداء بعضنا لبعض قدر حاجتنا الى مصالحة ذواتنا والى أن يكون كل منا شريف أمام نفسه قبل كل شيء ، فنحن أيها السادة نعيش أزمة شرف ، أزمة قيم إنسانية ، قيم يبدو أننا قد تركناها وراء ظهورنا بإنتظار أن يفوز كل واحد منا بنصيب من السطوة والغنى والأبهة والرفعة والشهرة ، ولا يهم أن يكون ذلك على حساب وطننا وأهله وسمعته ، هذا الوطن الذي لو تجسد اليوم بصورة كائن بشري لبصق بوجوهنا كل صباح عشرات المرات .

لو كانت الكلمة اليوم لفقهاء التحليل النفساني وعلم النفس الإجتماعي وفلاسفة علم الإجتماع لوضعوا على طاولاتنا نتائج فحوص (مختبرية) تصدم الجميع ، نحن مرضى أيها السادة ، مرضى أكثر من أي وقت مضى ، ولأن محيطنا الشرقي والعربي أرض خصبة تشجع على إنتشار الأوبئة الفكرية الهدامة ، ولأن محيطنا العربي مريض وموبوء وغير متصالح مع ذاته نتيجة تعاقب السلاطين المجرمين عليه منذ آلاف السنين . فإننا سنبقى نذر الرماد في العيون ونكابر ونغالي ونرائي ونبالغ ، وسيبقى الحال على ما هو عليه الى ماشاءالله ، وسيظل الكذب وتزوير الحقائق وإطلاق النعوت المزوقة والشائعات الملفقة سلوك لا يخجل منه أحد.

ولعل أكثر ما يدعو الى الإستغراب هو سلوك قسم كبير من البعثيين ، فهؤلاء الأخوة إخوتنا وأبناء جلدتنا إستولوا على الحكم في العراق لمرتين ، ففي شباط من العام 1963 إستولوا للمرة الأولى على السلطة لمدة تسعة أشهر بمساعدة المخابرات المركزية الأميركية ، فأنزلوا الموت والرعب بالشعب ، وعاثوا وعبثوا بالأرض ومن عليها فسادا، والكل يتذكر كيف لاحقوا خصومهم في الرأي في طول العراق وعرضه وصفوهم جسديا ، بل ووصل إيغالهم في الجريمة حد التنكيل بالأعراض والحرمات ، كما ذهب الكثير من العراقيون الأبرياء ضحايا لمجرد الشبهة أو لعدم تأييدهم أوالتصفيق لهم .

ولكن ،
يبقى هناك فارق كبير بين بعثيي الأمس وبعثيي اليوم، وربما يجهل معظم أبناء الأجيال اللاحقة على مرحلة البعث الأولى، أو العراقيين الذين عاصروها وضعفت ذاكرتهم ، يجهلون حقيقة أن (رفاق) التجربة الأولى الذين (تورطوا) بالإنتماء لحزب البعث حتى عام 1963قد سارعوا متطوعين دون ضغوط من أحد الى تقديم إعتذاراتهم وبرائتهم من حزب البعث ، فكانت الصحف العراقية اليومية تمتلأ كل يوم بمئات الأسماء ممن يعلنون برائتهم من البعث وينعتون حزبهم بالعصابة المجرمة والعميلة (3) . فكانت ردة فعل العراقيين الضحايا قبول إعتذاراتهم ، فعمت المصالحة الوطنية كل أركان هذا الوطن ، دون مؤتمرات مصالحة دون وساطات (أخوتنا) العرب والمسلمين ، دون دعوات مناطحة من قبل (جامعة) الدول العربية .

فهل تغير شيء في بناء الشخصية العراقية وأخلاقها ؟ أوجه هذا السؤال الى البعثيين وخصومهم على السواء ، ولماذا إختلف بعثيوا الأمس عن بعثيوا اليوم ؟ فما زلت أتذكر الى اليوم وبالأسماء أحيانا كيف كان أخوتنا البعثيين في ذلك الوقت يجلسون في المقاهي ويعددوا جرائم حزبهم وسيئاته ، ويعلنون برائتهم على رؤوس الأشهاد وندمهم وأسفهم على تورطهم وإنتمائهم الى هذا الحزب الفاشي .

ولكن ،
عندما إستولى عّرابي هذا الحزب على السلطة مرة ثانية عام 1968(وأيضا بمساعدة المخابرات المركزية الأميركية) (4) أصبحوا أكثر خبرة في بناء الدولة الفاشية وفي صناعة الموت وتفتيت مفردات الحياة ، فانزلوا الهلاك بالجميع ، كما لم ينسوا هذه المرة ملء الساحات والشوارع والبيوت والجامعات والمدارس والمعامل والدوائر الرسمية وواجهاتها بالشعارات ، وإستخدموا المال العام لإغراق العراق بالملايين الملايين من أصداراتهم وكتبهم ومنشوراتهم (الأيدولوجية) ولم يوفروا وسيلة إعلامية وغير إعلامية إلا وإستثمروها ، بل إشتروا ذمم العديد من الصحف والمجلات العربية ومن الكتاب والشعراء و (الشعاعير) للتطبيل لهم ، والتي ثبت في النهاية ( لمن لا يعرف طقوس الفاشية) إنها لا تعدوا غير أباطيل سفسطائية وغسيل أدمغة ، فلا شيء غير الرعب والترهيب والملاحقة والإعتقال والقتل وتحطيم الذات الإنسانية والوطنية والإجتماعية بل وحتى الأسرية ، لخلق إنسان البعد الواحد والرؤيا الواحدة ، الأنسان الأشبه بحصان العربة الذي وضعوا على جانبي عينيه حاجبات جلدية حتى لا يرى أبعد من الخطوات التي أمامه والتي عليه السير فيها .

فأنتجوا في النهاية شعبا من ثلاث أجيال منكفئا في غالبيته على ذاته لا ينتمي للعراقية وللإنسانية بشيء ، طوابير من أميي الثقافة ومعتوهي الذاكرة ومتخلفي العقول وفاقدي الذمة وناقصي الضمير.

هذه حقيقة أيها السادة البعثيين ، والحقيقة كانت دائما مُرة المذاق ، فلنتجرعها ولنعترف بها ولو لمرة واحدة ، وكفانا دجل ومنافحة ومبالغة وكذب . لأنكم تعاملتم مع الوطن مثل تعاملكم مع عاهرة عجوز، تناوب الكل على جسدها ، ولكنه حال أن يفرغ كل منكم شهوته وكبته يبصق بوجهها .

ونود هنا أن نشير الى حقيقة مهمة ، لاسيما وأننا وجدنا أن معظم محللي ومنتقدي النظام الفاشي السابق من العراقيين وغير العراقيين يجهلون التراتبية السلطوية التي حكمت سنوات البعث الخمس والثلاثين، وكان هذا الجهل في طليعة الأسباب التي كانت وراء القرارات الخاطئة التي إتخذتها القيادات الجديدة ( التي كانت قد تركت العراق منذ وقت مبكر ولم تدرك عن قرب التفاصيل اليومية للحاكم والمحكوم ) ، فاخطأت في معالجة ملف النظام السابق وأتباعه ، وخصوصا ملف أعضاء حزب البعث وهو الملف الأخطر . أما الأخطاء الأخرى التي يتحدث عنها من يريد أن يدعي الموضوعية ، مثل حل الجيش والأجهزة الأمنية وغيرها فهي لا ترتقي الى حجم الأزمة والى حجم ما دار حولها من لغو كبير وسفسطة سياسية .

فما هي تراتبية الحكم الفاشي وكيف حكم الفاشيون العراق ؟.
كانت السنتان 68/ 1969 وعقد السبعينات هي سنوات الرفاق البعثيين بإمتياز ، الذين أمسكوا البلاد من شمالها الى جنوبها ، من أعلى تفصيل حياتي الى أدناه ، فلم يعلوا عليهم أحد . حتى إذا ما فرغ منهم الزعيم الفاشي جرى إنزالهم من عرشهم وتجريدهم من تيجانهم وتهميشهم وتحويلهم الى تابعين وخدام .
أما عقد الثمانينات فقد كان عقد العسكر بإمتياز ، فأنعم عليهم النظام بكل أنواع الرفعة والجاه والمال والدلال ، وأيضا لم يعلوا عليهم أحد ، وأيضا عندما فرغ منهم النظام عقب إنتهاء حرب الخليج الأولى جرى إنزالهم من عرشهم وتجريدهم من تيجانهم وتهميشهم وتحويلهم الى تابعين وخدم يأتمرون بأوامر مفوض الشرطة (حسين كامل المجيد) ومن بعده العريف الآلي (علي حسن المجيد) ومن بعدهم الشاب الوريث قصي صدام حسين .
أما عقد التسعينات وما تلاها فقد كانت تلك سنوات قرية (العوجة) وتوابعها وتابعيها وتابعي تابعيها وحاشيتها ، عقد القبيلة التي لم يعلوا عليها أحد ، بل ولم يتجرأ لأحد أن يرفع صوته في حضرتها .
أما مصير القاعدة الأكبر من الأخوة البعثيين الخائبين (موضوع البحث) فقد بدأت بالتبخر منذ منتصف الثمانينات ، أما من بقي منهم محتفظا بإنتمائه فذاك يعود لأسباب معروفة للجميع منها ، إما إرتباطه الوظيفي أو لقلة حيلته في تدبير أموره الحياتية خارج الحزب أو ممن أخذتهم العزة بالأثم ، أو ممن لا قيمة إجتماعية لهم خارج الصفة الحزبية ، ومعظم هؤلاء حولتهم سلطة القبيلة الحاكمة الى مرتزقة وجواسيس وعسس على أبناء جلدتهم ، والمصيبة كل المصيبة هنا إن معظمهم كانوا مرتزقة بلا مقابل ، أو كما كان العراقيون ينعتوهم حينها بأنهم (شرطة ببلاش) !!.

ولكن ،
هل كان البعثيون خائفون على نظامهم عندما قرعت طبول حرب الخليج الثالثة التي جاءت للأطاحة به ؟ والجواب هو ، كلا . برغم أن جواب النفي هذا ليس دقيقا وعليه بعض التحفظات ، والسبب أن معظم هؤلاء البعثيين كانوا يعانون من قلق له ما يبرره ، فهم من جهة كانوا يتطلعون الى الخلاص من سلطة القبيلة التي خذلتهم وحولتهم الى مجرد فزاعة عصافير ليس أكثر، يتطلعون الى الخلاص من عبوديتهم وفقرهم وعوزهم وجوعهم وخيبتهم ، ويرغبون في نزع رداء البعث المتسخ من على جلودهم ، ولكنهم من جهة أخرى كان خائفون من أن يعاملهم النظام الجديد معاملة (أهل السلطة) وهم لم يكونوا كذلك لدرجة كبيرة .

ونحن نثبت هذا هنا دفاعا عن الحقيقة ، لأننا كنا وسط المعمعة البعثية ، وقريبين جدا من المعمعة الصدامية ، وكنا نشخص ونستطلع آراء البعثيين عن قرب ، وكنا نعرف ظروفهم ، بل وكثيرا ما كنا نتلمس لهم العذر لكونهم مازالوا مرتبطين بالحزب ، وساعة أعلن (رسميا) سقوط النظام الفاشي ، كنت ومعي أحد الأصدقاء عند نقطة العبور على الحدود السورية العراقية في مدينة القائم ، وتحديدا عند الحاجز(العارضة) التي تفصلني خطوات معدودة عن حرس الحدود السوري ، من هناك هرب البعثيون ، ولكن ، من هم هؤلاء البعثيون الهاربون ؟

كان هؤلاء ممن إقترفوا جرائم بحق الشعب العراقي وبضمنهم قادتهم الكبار ، لأنهم كانوا متأكدين من مصيرهم إن هم بقوا داخل العراق ، وبعد ثلاث أيام من توقف آخر رصاصة للحرب عدت الى بغداد ، وعلمت يومها أن القسم الأعظم المتبقي من أعضاء هذا الحزب قد غادروا مساكنهم للأحتماء مؤقتا عند أقارب لهم ، ينتظرون بترقب وحذر شديد ما سيؤل له المشهد السياسي .

(في الحلقة القادمة نجيب على سؤال نحتاج معه الى أحترام الحقيقة :
من أخطأ بحق من في العراق الجديد ، البعثيون أم خصومهم القادة الجدد ؟ )

حتى لا ننسى : (غالبا ما كانت الحقيقة مؤذية ، ولكن دائما كان الشرفاء وحدهم فقط من يحترمها ويتقبل أذاها ويتجرّع مرارتها ) . (جورج حاوي)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) جزء من رسالة كنت قد حررتها الى صديقي الكريم البعثي الدكتور(ض. ح ) .
(2) (4) راجع العراق السياسي ج3 / حنا بطاطو .
(3) راجع الصحف البغدادية الصادرة بعد هزيمة الحرس القومي (البعثي) في 18تشرين 1963 .

motanabi66@yahoo.com

عبد الجبار البياتي
22/03/2007, 06:20 PM
حتى لا نزوّر التأريخ
(4)
منْ أخطأ بحق منْ ، البعثيون أم القادة الجدد؟

عبدالجبارالبياتي

(دخل أحد الرجال على الأمام زين العابدين (ع) سائلا : أني نويت حج البيت الحرام هذا العام فهل ستقبل حجتي ؟ فسأله الإمام وأي معصية كنت عليها ؟ فرد الرجل أني كنت في صف الجيش الذي قاتل أباك الحسين (ع) ، ولكن يشهد الله أني لم أشهر سيف ولم أطلق سهم ولم أرم برمح ، فرد عليه الإمام : لا تقبل لك حجة . فسأل الرجل ولماذا ؟ فرد عليه الإمام : لأنك أكثرت السواد في عيني أبا عبد الله يوم الواقعة) .

تلك هي الحقيقة الأكثر مرارة وغصة في قلوب كل العراقيين والتي يتحمل وزرها البعثيون ، فبرغم أن غالبية البعثيين كانوا من الناقمين على صدام وسلطة القبيلة أو من المحايدين أو من الصامتين إلا أنهم كانوا يشكلون في عيون العراقيون كثافة وسوادا وجمعا أعظم ، وهو ما كان كافيا لأن يرهب العراقيين ويحبط في نفوسهم أي رفض أو إحتجاج أو رأي سالب في السلطة الفاشية .

ولكن برغم مرارة هذه الحقيقة التي عززها منطق هذه الرواية التاريخية التي أفحمني بها أحد الأصدقاء الإسلاميين ، كان علينا أن نعضّ على جراحنا ونتعامل مع الملف البعثي الشائك تعاملا منطقيا وعقلانيا إستجابة الى ضرورات وإملاءات الواقع العراقي الجديد الذي ينتظرنا ، وهو أحد أهم التعاملات التكتيكية التي يفرضها القاموس السياسي القديم والحديث شئنا أم أبينا ، إضافة الى ما نحن مطالبون به من سلوك إنساني يدعم أخلاقياتنا التي نريد منها أن تقف بالضد من سلوك الطغمة الفاشية.

يوم 9 / 4 / 2003 خرج معظم العراقيون من قمقم العبودية تؤسرهم البهجة حد الصدمة ، حد تقبيلهم لجنود الإحتلال في الشوارع ومعانقتهم ونثر الورود عليهم ، وكان هناك من يصرخ بصوت عال بوجه الجنود الأميركان (لقد تأخرتم كثيرا) !!.

وربما لم تعش أمة من الأمم هذه التجربة التي عاشها العراقيون في مشهد إستقبالهم لقوة جاءت تحتل بلادهم ، فكان هذا المشهد الشكسبيري وحده كافيا لإعطاء الصورة الحقيقية لما كان عليه العراقيون في عهد الطاغية الفاشي صدام حسين ، وهي واحدة من أكثرمفارقات التاريخ تراجيدية ومأساوية. وربما قد يفاجأ البعض ــ وبالأخص الأخوة القادة الجدد المغتربين ــ إذا ما قلنا أن هناك بعثيين كانوا بين المحتفلين بهذا المحتل !!!، برغم القلق والتوّجس الذي كانوا عليه لضبابية مصيرهم الذي سيؤلون إليه ، فالكثير منهم إحتفظ بمشاعر مختلطة ومخاوف مشروعة ، تلك التي تنم عن خشيتهم من أن يعاملهم عراقيو النظام الجديد على أنهم كانوا (أهل سلطة) ، والحقيقة الواقعة أنهم لم يكونوا كذلك الى حد كبير كما أسلفنا القول في الحلقة السابقة .

سنحاول هنا أن نجيب على سؤال متأخر أكل عليه دهرالشارع العراقي المضرج بالدماء وشرب وهو: من أخطأ بحق من ، سواد البعثيون أم القادة الجدد ؟ ولا بأس هنا من نبش بيدر الصور العراقية المتراكمة والمتلاحقة للوقوف على الحقائق حتى لا تضيع وسط هذه الأعاصير التي تضرب بنا منذ ما بعد ( 9 / 4 / 2003 ) حتى تفتح أمامنا فسحة من المراجعة عساها تثمر عن شيء من علاج لمصاعبنا وإن كانت متأخرة .

مذكرين قبل أن نمضي في سردنا هذا ، بما بيناه في الحلقة السابقة من أننا كنا شهود حدث عند نقطة العبور الحدودية العراقية السورية في الأيام القليلة التي سبقت وأعقبت إنهيار النظام السابق . كنا نشاهد هناك بأم أعيننا هروب الأعداد الكبيرة من البعثيين ، ومنطقيا ما كان لهؤلاء أن يهربوا لو لم يكونوا ممن أرتكبوا الجرائم بحق أبناء شعبهم وممن أدركوا المصير الذي ينتظرهم إن هم بقوا داخل العراق ، ومنطقيا أيضا لم يكن ليظل من ظل من القسم الأعظم من البعثيين بيننا لو لم يكونوا متأكدين من برائتهم من الجرائم التي إرتكبت في عهدهم المقبور.

وللإجابة على هذا السؤال المتأخر الذي أشرنا إليه ننقل هنا واقعتين تصلحان لأن تكونا نموذجين يعكسان الصورة التي كان عليها الشارع العراقي في الأسابيع والأشهر الأولى التي أعقبت هزيمة الفاشست صدام حسين ، لنقف على حقائق مؤسفة أسست وساهمت لاحقا في قتامة الصورة التي تؤطرنا الآن بالدماء .

في غمرة الإنشطة الوطنية المحمومة الساعية لإعادة تشكيل المؤسسات الرسمية وشبه الرسمية العراقية عقب الفوضى التي صاحبت إنهيار النظام الفاشي ، سعى عدد كبير من تلك المؤسسات وهي تعيد هيكليتها الى عمليات إنتخاب رؤسائها ومدرائها تماشيا مع ما رفع من الشعارات الجديدة كالديمقراطية وسلطة الشعب وحريات التعبير والإختيار، وكنتُ قد تابعت بعض من هذه الإنشطة في بغداد ، فحضرت إجتماعا لمنتسبي الشركة العامة للنقل البري ــ إحدى شركات وزارة النقل ــ المُعد لإنتخاب مديرا عاما لها، وكان الدكتور(محمد صابر الموسوي) أحد أبرز المرشحين الذي سبق له إن شغل هذا المنصب في العهد السابق وكان الرجل أكاديميا بحتا ويحمل عدة شهادات تخصصية عليا من دول غربية في مجال النقل والموانيء (1) ، وهكذا تم إنتخابه بأغلبية كبيرة ، أما منظم عملية الإنتخاب هذه فهو السيد (بهاء أحمد المياح) وكان مقربا من حزب المؤتمر الوطني في حينها .

وفي اليوم التالي رافقت السادة الموسوي والمياح الى نادي الصيد العراقي في مدينة المنصور( المكان الذي إختاره الدكتور أحمد الجلبي مقرا مؤقتا له ولحزبه حزب المؤتمر الوطني العراقي ) وذلك من أجل الحصول على الدعم المعنوي من هذا الحزب الذي كان وقتها محج العراقيين كلهم والجهة الأبرز في العراق الجديد ، وبينما نحن جالسون في إحدى قاعات هذا النادي فإذا بعصبة مسلحة ( من المراهقين) تابعة للجهاز الأمني الذي شكله الجلبي يقودها عبد العزيز الونداوي أحد أعضاء حزب المؤتمر الوطني (2) ، تداهمنا وتطلب منا مرافقتهم الى مكتب (الأمن) ، وكان بإنتظارنا هناك (العميد) همام القريشي رجل (الأمن) الثاني بعد ( آراس حبيب ) مدير أمن الجلبي ، وإذا بالسادة المنوه لهم متهمين بالعمالة للنظام السابق ولحزب البعث ، وبذلت قصارى جهدي لأبعاد الأهانة عن الدكتور المنتخب ولإنقاذ ماء الوجه لصاحب فكرة الأنتخاب الصديق ( بهاء المياح ) وإغلاق ملف القضية وعودة الدكتور الى منزله ، ولكن قبل أن يأخذ السادة الونداوي والقريشي حصتهم الكافية من إلقاء المحاضرة السياسية ( التهديدية ) على الحضور متهمين الأخ الدكتور بعضويته بحزب البعث ، ومن أنهم سيقضون على كل البعثيين إن عاجلا أو آجلا !! (3).

بعد أقل من شهرين من هذه الحادثة كنت حاضرا ومتابعا لعملية إعادة تشكيل الهيئة الإدارية للإتحاد العام للتعاون ( وهو إتحاد يضم عدد كبير من الجمعيات الإستهلاكية والخدمية في عموم العراق ) ، وبعد صراع وسجال إمتد طويلا بين طابور القيادات القديمة وموظفي هذا الإتحاد الذين توزع بعضهم على عدة أحزاب لتلقي الدعم (المعنوي) منها ، تم إنتخاب هيئة تحضيرية مهمتها تسيير أمور الإتحاد وشؤونه المالية وإنقاذ موظفيه من الجوع والبطالة والعطالة بسبب توقف رواتبهم لعدة شهور أعقبت سقوط النظام السابق ، على أن تقوم هذه الهيئة بالتحضير لأنتخاب إدارة جديدة للإتحاد بكامل الصلاحيات ، ولم يمض أسبوع على ذلك حتى داهمت مقر الإتحاد العام للتعاون عصبة من الشباب تحمل معها كتاب تهديد بالقتل للهيئة المنتخبة موقع من قبل ( لجنة القصاص من أزلام النظام السابق) مطالبين الهيئة المنتخبة بترك الإتحاد لأنهم بعثيين وبخلافه سيكون الموت مصيرهم !! .

وبعد بحث ومتابعة لمعرفة الجهة الرئيسية الراعية للجنة القصاص هذه ، تبين أن رجل الدين ( م . خ ) إمام أحد المساجد هو مرجعيتها ومباركها ، فصاحبت رئيس الهيئة المنتخب وبعض أعضائها الى هذا المسجد ، وهناك إستمع إمام المسجد بشيء من الكياسة والأدب للتفاصيل التي طرحها زائريه ، وبعد أن إطلع الإمام على كتاب التهديد فاجأ الحضور الزائر بأنه لا يشك بمصداقية (معلومات) هذه اللجنة وشرعية ما قاموا به ، فرد رئيس الوفد عليه ( سيدي إذا تركنا لكل جهة أن تقاضي وتقتص من المواطنين بهذا الشكل فهذه فوضى وإلغاء لدور القضاء وسيادة القانون الذي جئنا لإحترامه وتفعيل دوره في العراق الجديد ، وإلا فما الفرق بيننا وبين مجرمي صدام ؟ ) . فظهرت علامات الغضب والإستهجان على ملامح شيخ المسجد لسماعه هذا الرد فنهض ونفض عبائته قائلا ( إنتهى اللقاء ، لديّ محاضرة أهم من زيارتكم ) !!.

تحمل هاتان القصتان في طياتهما نموذجين للطريقة الخاطئة التي وقع فيها السادة المتنفذين في العراق الجديد ، والتي ستكون فيما بعد السبب الرئيس وراء التدمير الذي لحق بالعراق والعراقيين ، بل والخطورة التي شكلتها على العملية السياسية بمجموعها .

وقبل وبعد أن إخترع النظام الجديد ( هيئة إجتثاث البعث) بصلاحيات تحكمّت فيها الإمزجة الشخصية الى حد كبير، كان هناك أكثر من متطوع لألقاء الفتاوى السياسية ضد البعثيين والتحريض على طردهم من وظائفهم وملاحقتهم ( ليدفعوا ثمن ما نحن دفعناه من الضحايا الذي تساقطوا على أرض السواد ، وثمن القهر والظلم والعبودية والفقر والجوع الذي لحق بأهلنا ) .
ولكن ،
هناك حقيقة مازال العفر والضباب يغلفها ، وربما قد غابت عن الكثير من الساسة العراقيين أولي الأمر اليوم ، وهي أن نصف التحريض ضد البعثيين ــ إن لم نقل جله ــ جاء من أعضاء بعثيين !!. وكانت تلك إحدى مخططات عصابات صدام لأعادة القاعدة البعثية الى أحضانهم بعد أن كانت قد (كفرت) بصدام وحكومة القبيلة الفاسدة التي همشتهم منذ ما يزيد على عقدين من الزمن ، وقد نجحت عصابات صدام في ذلك أيما نجاح (4)، وهكذا نقول للتاريخ ــ حتى لا نزوّره ــ أن القادة الجدد للعراق الجديد هم من أخطأ التعامل مع البعثيين بعد هزيمة زعيمهم صدام وليس البعثيون ، فالكثير من أخوتنا الذين أمسكوا بأدوات السلطة كانوا يفتقرون الى المعايير والرؤى الستراتيجية لكيفية التعامل مع ملف البعثيين ، الملف العراقي الأخطر والأهم على الإطلاق في عراق ما بعد التحرير(5) .

وهكذا أعاد قادتنا الجدد ــ بهذا الخطأ ــ قاعدة البعث العريضة هدية الى الصداميين مرة أخرى ، ليشكلوا القسم الأعظم من مشاهد القتل والتدمير والتشريد والتهجير، والتفتيت والتهديم لكل مسعى وطني لبناء العراق الجديد ، وكان الكم الهائل من مليارات الدولارات التي سرقتها وأخفتها عصابات صدام مع مخططات مسبقة منذ عام 2001 (6) تكفي لأن تشتري ذمم هؤلاء المرتدين البعثيين الذين واجهوا عسف الإدارة العراقية الجديدة .

ولم تنته إنشطة البعثيين (العائدين) عند الترويع والقتل والأرهاب ــ وكان هذا سلاحهم الأول ــ بل توزع على العديد من مظاهر التدمير الذي نواجهه .
فالفساد المالي والإداري على سبيل المثال حلقة من حلقات التآمر البعثي على مؤسسات الدولة الجديدة ولهم فيه مساهمة حقيقية فاعلة ، وكان هذا سلاحهم الثاني (7)، أما السلاح الثالث فكان يتمثل بالطابور الخامس ، الذي نجح فيه البعثيون نجاحا كبيرا جدا في دس السموم وبث الإشاعات وزرع الفتن وتحريض المواطنين بعضهم ضد بعض (ومعروف أن بث الأشاعات والأكاذيب والتحريض واحد من أساسيات العقائد الفاشية) .

اما الإعلام فكان السلاح الرابع والأخطر الذي عوّل عليه البعث ، فالمليارات من الدولارات المخبأة في الداخل والخارج تصرف بسخاء منقطع النظير على مختلف وسائل الإعلام ، صحف وإذاعات وقنوات فضائية ، وعلى منظرين وكتاب ومحللين ومحرريين ومراسليين ، عراقيا وعربيا ، للتحريض ضد العملية السياسية الفتية في العراق ، مستفيدين من المناخات الحقوقية الجديدة التي وفرّت حرية الصحافة والتعبير ( حد الفلتان ) وهذا جانب مهم آخر حقق فيه البعثيون الفاشيون نجاحا كبيرا، والمصيبة ( وما أكثر مصائب العراق) إن أخوتنا إداريو العراق الجديد يقدمون كل يوم الهدايا تلو الهدايا لعصابات صدام من خلال أخطائهم ومطباتهم وعثراتهم التي صارت مستعصية على الإحصاء !!. ، وليس أقلها إعلام الدولة المعلول بل والمحرّض أحيانا دون قصد ، وهذه مفاجأة أخرى ربما لا يدركها إلا ذوي الإختصاص .

وننوه هنا على سبيل المثال الى واحدة من أهم وأخطر ما قام به الإعلام (المشبوه تمويليا ) عندما أطلقت في ذات صباح شرارة ستكون لاحقا السبب وراء حرائق كبيرة نئن من جحيمها اليوم وستستمر طويلا وربما لعقود زمنية طويلة، فمعظم المحللين لم ينتبهوا الى حقيقة أن العراقيين لم يكونوا ليعيروا كثير إهتمام في يوم من الأيام طوال تاريخهم ليدققوا في الهوية المذهبية لمدراء الحكم في العراق لولا إن إحدى الصحف قد ظهرت صبيحة تشكيل مجلس الحكم المحلي لتحمل جدولا فيه أسماء كل عضو من الأعضاء مع الإشارة أزائه الى قوميته ودينه و(مذهبه) وهو ما حصل للمرة الأولى في تاريخ العراق ، وكانت تلك هي الشرارة الأولى للفتنة التي إستقطبت إهتمام عامة العراقيين ودفعتهم منذ ذلك الحين الى الحديث عما سمي بالمحاصصة والطائفية إلخ .

وأخيرا ، مازلت أتذكر ما قاله لي أحد القادة الكبار من أقرباء صدام عام 2005 من أن (هدفنا هو أن نوصل العراقي الى قناعة يترّحم فيها على النظام السابق حتى لو ألبسوه اليوم ذهبا ) !!.... وعندما نسمع اليوم وعلى لسان معظم المواطنين البسطاء ، العبارة المؤلمة ( والله لو باقين على نظام صدام أرحم لنا من هذه الحالة المأساوية التي نعاني منها ليل نهار) ، ندرك حجم النجاح الذي حققه البعثيون على الأرض وهذه حقيقة لا يحجبها غربال مكابراتنا .

في حلقتنا القادمة سنحتاج الى الإجابة على سؤال آخر، منْ قلبَََ لمنْ ، ظهر المِجَنْ ، العراقيون أم العرب ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) من خلال أكثر من لقاء جمعنا مع الدكتور الموسوي قبل إنتخابه بيّن لنا الرجل من أنه أكاديميا لا يفقه في السياسة والأحزاب أي شيء ، لكن ضرورات منصبه الوظيفي فرضت عليه قبول درجة نصير في حزب البعث ولم يكن له أي نشاط حزبي إطلاقا .
(2) هو الآن مديرعام في هيئة إجتثاث البعث .
(3) كان لحزب المؤتمر الوطني جهاز أمن يحتل مبنى وغرفة توقيف ، وكنت من المقربين من هذا الحزب وكتبت تقريرا من ثلاث صفحات الى الدكتور أحمد الجلبي خلاصته ( إن هؤلاء القياديون العابثون من حولك ( بلا إستثناء) يتصرفون مع المواطنين بعقلية وأساليب سلطة لا بعقلية تنظيم حزبي ، وإذا ظلوا من حولك وبهذه العنجهية فستجد نفسك لوحدك بعد حين ، وستخسر كل هذه الملايين التي هبّت تحييك من مختلف أرجاء العراق وسينفضون من حولك بسبب هذه العصابات !!) .
(4) وهو ذات الأسلوب الذي أتبعته الحركة الصهيونية ضد يهود العراق لحملهم على الإلتحاق بدولة إسرائيل .
(5) لمن لا تعجبه مفردة التحرير ، عليه البحث في إشكالية الأنظمة الفاشية ، التي لا تهزم ولا تسقط ولا تحرر شعوبها إلا بغزو جيوش خارجية ، ومن أشهر النماذج الفاشية هي (ألمانيا هتلر وإيطاليا موسوليني وأوغندا عيدي أمين) ، وهناك دراسة مقارنة للزميل عباس المؤمن عنوانها يفند فيها طبيعة الانظمة الفاشية .
(6) المعلومات من السياسي المخضرم القديم ( أ . ر) والمنشق عن البعث منذ 1964 ، أخبرني بها عام 2003 .
(7) كانت مؤسات الدولة بطبيعة الحال تغص بالبعثيين ، وكان المدير الذي يعفى من منصبه لكونه بعثي ، يدير الدوائر (كردة فعل طبيعية) على المدير الجديد المعّين مكانه (وكثيرا ما كان المدراء الجدد قليلي الخبرة) ، وكثيرا ما كان الموظفين (وأغلبهم من البعثيين) هم أدوات إفساد للمدراء الجدد ، خصوصا وأن الفساد كان قد إستشرى ونخر كل مؤسسات الدولة العراقية منذ ثمانينات القرن الماضي ، وهؤلاء الموظفون كانوا مهرة وذو باع وخبرة في الفساد والإفساد .

عبدالله محمود
22/03/2007, 06:54 PM
الاخ العزيز عامر العظم والعزم

انا افهم ان اعادة محاكمة واعدام طه ياسين رمضان ومن سبقه ومن سيلحقه ما هي الا نماذج لتخويف كل من تخول له نفسه ان يشق عصى الطاعه ويرفض الانصياع لاوامر الام الجباره امريكا ونزوات ابنتها الحاكمه بها اسرائيل او ان يفكر ببناء بلده ليكون مستقلا وقويا من اي بلد كان حتى ولو كان من دوله كبرى اما ان كان عربيا مسلما فلا سبيل امامه الا الموت حيث لا احد يدافع عنه او ان يحميه الا الله. وبما اننا نحن الذين تخلينا عن سبيل قوتنا والتمسك بحبل القوة الموصول بيد الله عز وجل فلا يجب لنا ان ننزعج مما حصل ويحصل وما سيحصل لنا من قبل اي كان. فنحن الان غثاء حتى السيل يلفظنا لا قيمة لنا ولا وزن. رحم الله زمان كان يكتب فيه حاكم المسلمين في دمشق لحاكم الروم: ان لم تفعل ساتيك بجيش اوله عندك واخره عندي و اخر يكتب من هارون الرشيد الى نقفور كلب الروم ورحم الله زمان المعتصم وزمان سيف الدوله. ورحم الله هذه الامه النائمه بيقظة حقيقيه تعيد لها مجدها التليد:
يصفع الذئب جبهة الليث صفعا ان تلاشت انيابه والاظافر
عبدالله محمود

عادل العاني
22/03/2007, 08:29 PM
الأخ الأستاذ عامر العظم

تحية صادقة , ولو أن ما يهمنا هو أكبر من اغتيال عراقي آخر , فقوافل الشهداء تمضي من أجل تحرير العراق , ولا أريد التعليق على ماورد في ردود الأخ عبدالجبار البياتي لآنه يبدو بعيدا عما يجري في العراق , ولكن للرد على تساؤلكم : لماذا أعيدت محاكمة السيد طه ياسين رمضان ولماذا أبدا الحكم عليه فقد أجاب عن ذلك بيان أصدرته القيادة القومية لحزب البعث :

البعث: اقرار الحكم بالقائد طه ياسين رمضان وصمة عار


دورية العراق


بسم الله الرحمن الرحيم
حزب البعث العربي الاشتراكي
امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة

القيادة القومية مكتب الثقافة والإعلام
16/03/2007
وحدة ... حرية ... اشتراكية

إقرار تنفيذ الإعدام بالقائد طه ياسين رمضان وصمة عار أخرى في جبين أمريكا

أيها المناضلون
أيها الأحرار في الأمة
أيها المجاهدون على أرض الرافدين
هاهي قوات الاحتلال الأمريكي في العراق تُقر عبر جهاز قضائي صوري ( محكمة التمييز )، حكم الإعدام الذي صدر بحق الرفيق المناضل الأسير طه ياسين رمضان عضو القيادتين القومية والقطرية لحزبنا ، رغم أن المحاكمة غير الشرعية بالأصل لم تجد أي دليل ولو ثانوي يثبت التهم الموجهة للرفيق المناضل رمضان . انها خطوة مسرحية إجرامية أخرى لمواصلة مجزرة قتل ( الأسرى ) من قادة العراق ورموزه الوطنية والقومية ، فبعد اغتيال القائد الشهيد صدام حسين الأمين العام للحزب ، واغتيال الشهيدين برزان التكريتي وعواد البندر السعدون ، يأتي دور الرفيق المناضل طه ياسين رمضان في حملة التصفيات الجسدية الأمريكية في العراق .

لقد فضحت مهازل ما يسمى ( محكمة ) ، الطبيعة الديكتاتورية والدموية للسياسة الأمريكية ، والتي تعامل معها العالم الحر بكل احتقار وازدراء ، نتيجة خرقها لكافة قواعد العدل والقانون والمنطق واعتمادها الكلي على سياسة الانتقام وإفراغ العراق من رموزه القيادية الوطنية ، في إطار خطة الصهيونية الأمريكية لشرذمة العراق . ورغم هذه الفضيحة فان الإدارة الأمريكية مصممة على مواصلة خطتها التصفوية هذه ، خصوصاً وان قادة العراق الأبطال رفضوا عقد مساومات على حساب تحرير العراق واستقلاله ، وبالأخص المناضل طه ياسين رمضان الذي عرض عليه الاحتلال أن يكون رئيساً للجمهورية مقابل الشهادة ضد الرئيس الشهيد صدام حسين فرفض بإباء وإصرار مما دفع الاحتلال إلى تعريضه لعمليات تعذيب بشعة لا يقوم بها إلا وحوش مجردين من القيم الإنسانية واحترام أبسط حقوق الإنسان .

إن رفض رفاقنا قادة العراق الأبطال عقد مساومات مع الاحتلال وتمسكهم بتحرير العراق ، واقتران ذلك بتزايد مظاهر هزيمة الاحتلال في العراق قد دفع الإدارة الأمريكية إلى زيادة وحشيتها ونزعتها الانتقامية وتنكيلها بشعب العراق ، اعتقاداً منها أن هذه الأساليب ستوفر لها فرصة تحقيق مكاسب ولو جزئية . لكن ظنها خاب مرة أخرى نتيجة اتساع نطاق المقاومة الوطنية العراقية وسقوط كل محاولة جديدة لإشعال فتنة داخلية ومحافظة شعب العراق على وحدته الوطنية.
إن القيادة القومية لحزبنا – حزب البعث العربي الاشتراكي – إذ تحيي الرفيق المناضل طه ياسين رمضان على موقفه البطولي ، تعيد التأكيد على أن مناضلي الحزب هم مشاريع استشهاد من أجل الأمة العربية وتحررها ووحدتها ، ولن تتوقف هذه المسيرة الجهادية الفريدة في العراق باغتيال قائد آخر ، بل على العكس ، وكما أثبتت تجربة اغتيال قائد الثورة الشهيد صدام حسين التي شهدت الفترة اللاحقة لها تصعيداً كمياً ونوعياً في عمل المقاومة ، فان اغتيال القائد المناضل طه ياسين رمضان سيعمق الإصرار لدى المجاهدين في العراق على التمسك بالبندقية كخيار حاسم لدحر الاحتلال .

وحزبنا بهذه المناسبة يعيد إلى الأذهان حقيقة أن اغتيال قادة الحزب في العراق ليس مسألة تخص الحزب وحده ، بل هي قضية وطنية وقومية وإنسانية ، مادام موضوعها وسببها هو قضية مناهضة الاحتلال ورفض التعاون معه والتمسك بالبندقية المقاتلة حتى تحرير العراق . واستناداً إلى ذلك فإننا ندعو القوى الوطنية والقومية والإسلامية كافة إلى رفع صوتها بسرعة للتنديد بالحكم الجائر الصادر عن تلك المحكمة المهزلة التي صممت فصولها وقراراتها في البيت الأبيض ونفذتها أدوات ودمى الاحتلال الأمريكي الفارسي .

إن وقوف هذه القوى بحزم ضد تنفيذ قرار الاغتيال سيعزز فرص وحدة القوى الوطنية كافة ويعجل برحيل الاحتلال مدحوراً .

- المجد والخلود لسيد شهداء العصر القائد المجاهد صدام حسين .
- تحية اعتزاز للبطل طه ياسين رمضان .
- المجد والخلود لشهداء المقاومة في فلسطين والعراق .
- العار لأمريكا وعملائها .
- عاشت الثورة العراقية المسلحة .

القيادة القومية
لحزب البعث العربي الاشتراكي
مكتب الثقافة والإعلام
في 16 / 03 / 2007

................................

عادل العاني
22/03/2007, 08:38 PM
ولمعرفة توقيت اغتيال السيد طه ياسين رمضان , فقد اختير في فجر يوم 20/3 أي في ذكرى العدوان الغاشم , وهو تكرار لما حدث في اغتيال الرئيس الشهيد صدام حسين في فجر أول أيام عيد الأضحى , ويظنون أنهم بهذه التوقيتات سيحبطون همة الغيارى من العراقيين , ونقول لهم لا وألف لا , فالمشانق دربنا نحو الشهادة, ولن تخيف المشانق رجال العراق واسود الرافدين:

وهنا ما كتب الدكتور إبراهيم علوش :

دروس استشهاد طه ياسين رمضان (مع صور)
د. ابراهيم علوش
شبكة البصرة

التوقيت هو فجر يوم الثلاثاء الموافق في 20/3/2007، والجريمة الجديدة هي شنق نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان، وكان رمضان قد حكم بالسجن المؤبد حتى قامت محكمة الاستئناف التابعة لحكومة المالكي بتشديد الحكم إلى الإعدام شنقاً بعد أربعةٍ وأربعين يوماً بالضبط من تاريخ استشهاد الرئيس العراقي الشرعي صدام حسين.

طه ياسين رمضان كان قيادياً مخضرماً استلم مناصب عديدة في حزب البعث والدولة العراقية، وكان قائد الجيش الشعبي، الجناح العسكري لحزب البعث الذي تشكل عام 1991، ولكنه كان قبل كل المناصب موضع ثقة الشهيد صدام حسين، وقد أثبت صدام حسين مرة أخرى أن ثقته برمضان كانت في مكانها. والبارحة ليلاً، مساء الاثنين الموافق في 19/3/2007، كانت وصية الشهيد رمضان أن يدفن بجوار صدام حسين، وهو تجسيدٌ لمعنى الوفاء، لمن يفهم الوفاء، ليس فقط لصدام، بل للعراق وفلسطين، وللمقاومة، وللنهج القومي.

كان طه ياسين رمضان فلاحاً مثل جدي وجد جدي، وكان يؤخذ عليه أنه لم يكن ينمق كلامه في المحافل الديبلوماسية، ولم يجامل في الموقف السياسي، وإذا كانت وسائل الإعلام العربية والعالمية قد بذلت مجهوداً غير عادي في تشويه أعضاء القيادة العراقية، وفي تصويرهم كأشخاص لا لون ولا طعم لهم ولا كفاءة، وفي تكريس فكرة مفادها أن ميزتهم الوحيدة هي تبعيتهم الشخصية للرئيس صدام، فإن أداء برزان التكريتي في المحاكمة، وموقف عواد البندر، والآن موقف طه ياسين رمضان، وغيرهم من القياديين العراقيين الذين ثبتوا على الحق بالرغم من التهديدات والإغراءات، يثبت أن الذين كانوا يتقولون على القيادة العراقية كانوا ثلة من الكذابين والأفاقين العاملين ضمن أجندة خارجية تستهدف تفكيك وحدة العراق.

طه ياسين رمضان عرضت عليه المناصب، لو كان هذا هدفه، فرفضها، واغتيل محاميه عباس الزبيدي في بغداد بالرصاص، فلم يخف، وقابله وفدٌ من الكونغرس الأمريكي في شهر نيسان/ أبريل عام 2005 عدة ساعات، فلم يتلون أو يتحول أو يتبدل، وقد ثبت الآن بدون أدنى ريب أن ما كان يجمع القياديين العراقيين لم يكن المال أو الجاه أو النفوذ أو المواقع، ولا التبعية الشخصية لصدام، بل العقيدة والمبدأ ومصلحة العراق والأمة.

ومن حق هؤلاء الشهداء علينا، من قضى نحبه ومن ينتظر، أن نقدر عطاءهم وأن نجلَّ شهادتهم حق قدرها، وأن نعترف بدورهم المتميز فرداً فرداً.

ومن حقنا على أنفسنا أن نتعلم الدرس: من يسر على طريق الحق يوسم بالتبعية لشخص أو لقائد حتى ينحرف، وبعدها يتم الاعتراف به "شخصية مستقلة"، أليس كذلك؟ وكأن المطلوب هو أن تنحرف كما تشاء ما دمت تمسك بكل شيء إلا العروة الوثقى.

وهي على كل حال أزمة المترددين وأصحاب المشاريع الذاتية فقط لأن المجاهد الحق والمناضل الثوري يسره أن يجد من يسير معه، أمامه أو خلفه أو بجانبه، لا فرق، على طريق العمل الجماعي المنظم الذي لا يترك مجالاً للمشاريع الفردية بالتعريف.

سياسياً، لا بد من استلال الدروس من إعدام طه ياسين رمضان، وإعدام برزان التكريتي وعواد البندر من قبله.

والدرس الأول هو أن أحداث السنوات الأخيرة منذ احتلال العراق وإلقاء القبض على القياديين العراقيين أثبتت دون أدنى ريب أن القيادة العراقية كانت كتلة متماسكة وكفوءة وأنها لم تجتمع على حب المناصب أو الخوف من صدام كما حاول البعض أن يروج، ولو كانوا كذلك، لخانوا صداماً بعد إعدامه على الأقل، إن لم يجرؤا على خيانته قبل إعدامه، وكانت الفرص أمامهم للتفريط والخيانة لا تعد ولا تحصى، ولكنهم رفضوا مجرد التفوه بكلمة ضد صدام، ولا بد أن هذا يغيظ البعض كثيراً الآن، ويشفي صدور قومٍ مؤمنين.

والدرس الثاني هو أن إعدام طه ياسين رمضان، وإعدام برزان والبندر وصدام من قبله، يثبت أن هذه الجرائم ترتكب على أرضية تعاون وثيق بين المحتل الأمريكي والنظام الإيراني، والدم المسفوك في رقبة الطرفين، وليس في رقبة المحتل الأمريكي وحده. وإذا كان المحتل الأمريكي هو الذي سمح لأحكام الإعدام أن تنفذ، فإن المحتل الإيراني، من خلال زبانيته في العراق، هو الذي شدد الحكم من مؤبد إلى إعدام في محاولة لابتزاز رمضان، بعد استشهاد صدام، وهو الذي قام بالتنفيذ فعلياً.

والدرس الثالث هو أن القيادة العراقية تحاكم ويعدم أفرادها لأنها كانت تمتلك مشروعاً قومياً نهضوياً مقاتلاً، ولأنها رفضت التفريط بالعراق لإنقاذ نفسها أو حكمها، فالإعدام هو رسالة لنا، كأبناء الشعب العربي، ورسالة لكل من يحمل مشروعاً قومياً نهضوياً، ومن يلتزم بنهج المقاومة. أي أن سلسلة الإعدامات هنا، التي أظهرت المعدن الحقيقي لكل فرد من أفراد القيادة العراقية المعدومين، لا تستهدفهم شخصياً إلا لأنهم كانوا يحملون مثل هذا المشروع.

والدرس الرابع هو أن النظام الإيراني يحمل أحقاداً تاريخية تبدد أي شك بأن مشروعه هو مشروعٌ مناهض للإمبريالية والصهيونية، وأن له مصلحة بضرب وشطب الحكم المركزي في العراق، تماماً مثل الولايات المتحدة، وإن وجد تنافس بين النظام الإيراني والولايات المتحدة والكيان الصهيوني من أجل الهيمنة على الإقليم، فإن ذلك لا يجعل مشروع النظام الإيراني مشروعاً مناهضاً لمخططات الهيمنة الأمريكية-الصهيونية.

والدرس الخامس هو أن الذين كانوا يتقولون على القيادة العراقية عليهم أن يخجلوا من أنفسهم الآن، أما وقد أصبح القياديون العراقيون شهداء، ورموزاً حية للمقاومة، فإن الحري بمن يستمر بالإساءة إلى ذكراهم أن يتحلى بشيءٍ من التواضع، شفقة على نفسه فقط، لأن القياديين الشهداء لم يعودوا بحاجة لشهادة حسن سلوك من أحد.

رحمك الله يا طه ياسين رمضان، وأسكنك فسيح جنانه. وأشكرك أيضاً لأن استشهادك سمح للذين لا يحبون امتداح القيادات في الحكم أن يمتدحوها في المقاومة والشهادة.

أخوكم إبراهيم علوش


.................

سعيد الحفاظي
22/03/2007, 09:18 PM
الاستاذ عامر العظم المحترم
يبدو من خلال طرحك للموضوع بانك لا تريد ان تفهم ولو جئنا لك بالاف الادلة ولكن تريد ان تفرض رأي نشم منه رائحة التعاطف مع المجرمين الذين تسلطوا على رقاب الناس لعقود من الزمن وفعلوا ما يندى له جبين البشرية من جرائم وابادة للشعب العراقي من مختلف الطوائف واظن ان الاخ عبد الجبار البياتي وضح كيف كانت هذه الطغمة تتعامل مع العراقيين ولم ينج من ظلمهم حتى البعثيين المقربين منهم . ان العراقيين وان اختلفوا بالاراء فهم طيبون ويحبون بلدهم ولكن ما يؤذينا نحن كعراقيين هو تطفل بعض المثقفين العرب الذين يضعون انوفهم في مواضيع تؤجج الصراع الداخلي بكل الوسائل التي يمتلكونها . ولكن تبقى ارادة رب العالمين هي الاقوى

عامر العظم
22/03/2007, 09:24 PM
أهلا بالحرية على الطريقة الأمريكية!
عندما تعدم حكومة طه ياسين رمضان في الذكرى السنوية الرابعة للاحتلال، فهي أعلنت عن نفسها أنها حكومة احتلال! لا يحتاج الأمر إلى محلل استراتيجي!

من كان ضد صدام ونظامه، لا يجب أن يرتمي في حضن المحتل وحكومته العميلة أو لا يدينها ويشجب تصرفاتها!

لم أر في مداخلة الأستاذ عبد الجبار أي إدانة لنظام الحكم العميل ولم أخرج من مداخلته بأجوبة على أسئلتي!

يقول الأستاذ عبد الجبار البياتي:
"كل الذي أتمناه منكم (حفاظا على القيم والشرف) ألا يبحث أحدكم في الشأن العراقي دون أن يكون قد عاشه ساعة بساعة ، في فقره وجوعه وخوفه ورعبه وجهله وتخلفه وضياعه وتشرده وموت أبنائه"
رد عليه الشاعر عادل العاني من داخل العراق!

يقول الأستاذ عبد الجبار في رسالته:
لم أنتم طوال حياتي الى حزب أو دين أو مذهب أو عقيدة إطلاقا) . فقط كان انتمائي وسيظل الى العقيدة الإنسانية.

ويقول في مقال حتى لا نزوّر التأريخ!
مذكرين قبل أن نمضي في سردنا هذا ، بما بيناه في الحلقة السابقة من أننا كنا شهود حدث عند نقطة العبور الحدودية العراقية السورية في الأيام القليلة التي سبقت وأعقبت إنهيار النظام السابق .

و
وفي اليوم التالي رافقت السادة الموسوي والمياح الى نادي الصيد العراقي في مدينة المنصور( المكان الذي اختاره الدكتور أحمد الجلبي مقرا مؤقتا له ولحزبه حزب المؤتمر الوطني العراقي ) وذلك من أجل الحصول على الدعم المعنوي من هذا الحزب الذي كان وقتها محج العراقيين كلهم والجهة الأبرز في العراق الجديد".

الأستاذ عبد الجبار لم ينتم لأي حزب وكان على الحدود قبل وبعد انهيار النظام وكان يزور مقر الجلبي (طبعا بعد سقوط النظام وعوة الجلبي المظفرة!)..معادلة صعبة الفهم! أليس كذلك؟!

في هذه الأثناء، أدعو جميع الأعضاء إلى الاطلاع على قائمة العلماء العراقيين المسجونين على رابط "شارك في حملة الدفاع عن الأستاذ الجامعي العربي (http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=6273&page=6)"

ورابط قوائم الحقد (http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=5377)التي تضم 600 عالم وأكاديمي وأديب وكاتب وروائي عراقي مدرجين على قوائم التصفية.

قالوا عن صدام أنه قتل وهجر العراقيين وأشياء كثيرة خلال ثلاثة عقود!
الآن وخلال أربع سنوات فقط!
قتل مليون عراقي والقتل جارِ على قدم وساق!
1200000لاجئ عراقي في سوريا!
800000 لاجئ عراقي في الأردن!
عشرات الآلاف هاجروا إلى دول أخرى!
عشرات آلاف السجناء في العراق!
مئات آلاف العراقيين تعرضوا للتهجير الداخلي!
أمريكا التي كانت تزعم أنها ستعيد اللاجئين العراقيين قبل الغزو ستستقبل أكثر من 7000 لاجئ عراقي هذا العام! تقدم كبير بعد أربع سنوات!
والمالكي والربيعي والجلبي والحكيم والصدر يصولون ويجولون وعدي الحكيم ورث عدي صدام!

تحية عربية

بنت الشهباء
22/03/2007, 09:50 PM
طه ياسين رمضان يعدم ويدفن الى جوار صدام وكالات

Tuesday 20-03 -2007
http://www.grenc.com/media/Taha5988Elan.jpg

اعدم النائب السابق للرئيس العراقي طه ياسين رمضان الذي كان مقربا من الرئيس الراحل صدام حسين فجر الثلاثاء في الذكرى الرابعة للاجتياح الاميركي للبلاد التي لا تزال تشهد اعمال عنف.
واعلن باسم رضا الحسيني مستشار رئيس الوزراء نوري المالكي ان رمضان الذي حكم عليه بالاعدام بتهمة قتل 148 شيعيا في الثمانينات، شنق في الساعة 03:05 بالتوقيت المحلي (00:05 تغ) فجر الثلاثاء.
وقال ابن طه ياسين رمضان ان والده سيدفن في مدينة تكريت العراقية قرب مكان دفن صدام حسين.
وقال الابن لقناة الجزيرة هاتفيا من صنعاء "عملية الاعدام لم تكن اعداما ولكنها اغتيال".
وتابع الحسيني ان "الاعدام تم من دون اي انتهاكات في حضور مسؤولين من مكتب رئيس الوزراء ووزارة العدل مشيرا الى "حضور قاض ومحام عملية الاعدام شنقا".

واضاف ان عملية الشنق تمت في بغداد انما في مكان مختلف مؤكدا "استخدمنا مكانا مختلفا هذه المرة لم يكن المكان ذاته حيث تم اعدام صدام والاخرين".
ومضى الحسيني قائلا "اتخذنا احتياطات خاصة لئلا يتكرر ما حدث لبرزان، وقبل الاعدام قمنا باخذ وزن رمضان لكي يكون الحبل مناسبا بما فيه الكفاية بعد استشارة احد الخبراء، لم يحدث اي انتهاك هذه المرة".

وختم قائلا ان "ثياب رمضان واغراضه الشخصية تم تسليمها الى محاميه في حين سيتم تسليم جثمانه الى اقاربه في وقت لاحق اليوم (الثلاثاء)".
وكانت المحكمة الجنائية العليا قضت باعدام رمضان شنقا "لارتكابه جرائم قتل عمدا"، وذلك بعدما طلبت محكمة التمييز تشديد الحكم عليه بالسجن المؤبد في قضية الدجيل.

وفي القضية ذاتها، حكم بالاعدام على صدام حسين ومساعديه برزان التكريتي وعواد البندر بعدما صادقت هيئة التمييز على الحكم الصادر بحقهم.
واعدم الرئيس العراقي الراحل في الثلاثين من كانون الاول/ديسمبر الماضي، فيما اعدم برزان وعواد في الخامس عشر من كانون الثاني/يناير.
وقد اعلن بديع عارف، المحامي من هيئة الدفاع عن صدام حسين الاثنين، ان رمضان "سيعدم بحلول فجر الثلاثاء".
واوضح ان "الاميركيين ابلغوا احد محامي الدفاع عن رمضان ضرورة ان يكون جاهزا لان نائب الرئيس السابق سيعدم فجر الثلاثاء".
وتابع عارف ان رمضان "اجرى اتصالا هاتفيا بعائلته هذا المساء وابلغهم انه سيعدم وسيواجه الموت لانه لا يهابه (...) كان هادئا وطلب من الاصدقاء الدعاء له".

وكانت محكمة التمييز صادقت الخميس الماضي على الحكم الصادر بإعدام رمضان، متجاهلة الجدل الداخلي والخارجي الذي اثاره اعدام صدام حسين واثنين من معاونيه.
وكان القاضي منير حداد اعلن ان "الهيئة التمييزية صادقت بالاجماع على الحكم بالاعدام شنقا حتى الموت بحق طه ياسين رمضان" الصادر عن المحكمة الجنائية العليا في 13 شباط/فبراير الفائت.
واضاف حداد ان "بالامكان تنفيذ حكم الاعدام في اي لحظة، لكن الفترة الرسمية لتنفيذ الحكم هي ثلاثون يوما من تاريخ المصادقة عليه من جانب محكمة التمييز".
ولفت القاضي الى ان "دور هيئة التمييز انتهى هنا"، والامر اصبح "بيد السلطة التنفيذية".
وقد حضت منظمة هيومن رايتس ووتش ومقرها نيويورك، الحكومة العراقية على عدم تنفيذ حكم الاعدام بحق رمضان، معتبرة ان الادلة غير كافية لاثبات علاقته بعمليات قتل مدنيين في الدجيل.

وقال ريتشارد دكير من برنامج العدل الدولي التابع للمنظمة الشهر الماضي "تم الحكم على رمضان في محكمة غير عادلة، وتشديد الحكم عليه من السجن المؤبد الى الاعدام مسألة انتقام".
لكن المسؤولين العراقيين نفوا ذلك، وقال احدهم "ليس هناك اي انتقام في قرار اعدام رمضان او اي مسؤول في النظام السابق".
واضاف ان "جرائم هؤلاء جعلت الاف النساء ارامل، واعدامهم هدية للملايين من العراقيين الذين عانوا في ظل حكم صدام".
ورغم الضجة التي اثارتها احكام الاعدام، اصر القادة العراقيون وخصوصا رئيس الوزراء نوري المالكي على انزال العقوبة باركان النظام السابق.
وطه ياسين رمضان (سني كردي) اعتقل في آب/اغسطس 2003 على ايدي مقاتلين اكراد في الموصل (370 كلم شمال بغداد) وسلم الى القوات الاميركية.

وكان قريبا من صدام حسين واسس عام 1970 "الجيش الشعبي"، القوة شبه العسكرية التابعة لحزب البعث، وكان عضوا في مجلس قيادة الثورة اعلى هيئة حاكمة في العراق.
وشغل منصب نائب الرئيس منذ عام 1991 وكان احد ابرز المعارضين لعمليات التفتيش عن اسلحة الدمار الشامل التي تولتها الامم المتحدة.
كما اتهمه عراقيون في المنفى بارتكاب جرائم ضد الانسانية خصوصا بسبب ضلوعه في قتل اكراد عام 1988.
واعلن مصدر مقرب من عائلة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الثلاثاء دفن جثمان نائب الرئيس السابق طه ياسين رمضان بجوار قبر صدام في بلدة العوجة، شمال بغداد، بحضور مئات الاشخاص.
وقال الشيخ علي الندى زعيم عشيرة البيجات التي ينتمي اليها صدام "بدأت مراسم دفن طه ياسين رمضان فور استلام جثمانه من القوات الاميركية في تكريت" موضحا ان "مروحية نقلت الجثمان من بغداد الى قاعدة اميركية شمال تكريت".

واضاف "سيتم دفن رمضان في الباحة المجاورة لقاعة المناسبات حيث دفن صدام وبجوار قبور كل من عواد البندر وبرزان التكريتي ونجلي صدام عدي وقصي".
واكد ان عشيرة البيجات "ستتولى اقامة مجلس عزاء على روح رمضان لمدة ثلاثة ايام".
ورافق عشرات الاشخاص من العوجة وتكريت الجثمان.
وقال زكي احمد من سكان تكريت "شرف لنا دفنه هنا لانه من المناضلين مع الرفيق صدام حسين".

غالب ياسين
22/03/2007, 09:51 PM
الاستاذ عامر العظم المحترم
يبدو من خلال طرحك للموضوع بانك لا تريد ان تفهم ولو جئنا لك بالاف الادلة ولكن تريد ان تفرض رأي نشم منه رائحة التعاطف مع المجرمين الذين تسلطوا على رقاب الناس لعقود من الزمن وفعلوا ما يندى له جبين البشرية من جرائم وابادة للشعب العراقي من مختلف الطوائف واظن ان الاخ عبد الجبار البياتي وضح كيف كانت هذه الطغمة تتعامل مع العراقيين ولم ينج من ظلمهم حتى البعثيين المقربين منهم . ان العراقيين وان اختلفوا بالاراء فهم طيبون ويحبون بلدهم ولكن ما يؤذينا نحن كعراقيين هو تطفل بعض المثقفين العرب الذين يضعون انوفهم في مواضيع تؤجج الصراع الداخلي بكل الوسائل التي يمتلكونها . ولكن تبقى ارادة رب العالمين هي الاقوى
العراق امة وحده ...... هذا ما قاله الشهيد طه ياسين رمضان في احدى المؤتمرات التي انعقدت في تركيا قبل الاحتلال بقليل , واذكر جيدا ان عملاء اميركا المشاركين في المؤتمر من بقايا بني قينقاع في الكويت وما تبقى من سلالة ساسان المجوس , قد خيم عليهم صمت مطبق لدى سماعهم هذه الجملة , فارعبتهم لانها الحقيقة .

وفي لقاء اخر على احدى القنوات الدولية سمعته ينتقد الديمقراطية الامريكية المتوحشة بكل ما ترتكبه الادارات الامريكية والدول الراسمالية من جرائم بحق الشعوب والانسانية , باسم الديمقراطية ,

نعم العراق امة وحده كما قال الشهيد , وقادة العراق ايضا وهو منهم كانوا بجدارة امة وحدهم , بعظمة الامة قاطبة فاستحقوا المجد باحلى صوره وحازوا الخير كله في الدنيا والاخرة , احبوا العراق فاحبهم وكانوا اوفياء له فاوفى لهم ,

شهيد الحج الاكبر القائد صدام حسين , ورفاقه الميامين في القيادة الشرعية والشهيد طه ياسين رمضان رضي الله عنهم اجمعين , كانوا الاكثر وفاءّ لنهج النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في صدق الالتزام بالمباديْ والشجاعة في قول الحق وقمة الرجولة في ساحات الوغى عندما قال صلى الله عليه وسلم ( والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على ان اترك هذا الامر لما تركته او اهلك دونه ) او كما قال رسول الله ,بهذا النهج حافظت القيادة الشرعية على العراق ولم تسلمه للاحتلال والغزاة بشيْ من حطام الدنيا , هذا النهج النبوي الكريم الذي كان يستبشر بالنصر لدى استشهاد القادة في منازل اللقاء , كيف والعراق العربي العظيم قدم اربعة من خيرة قادته شهداء باذن الله قدموا ارواحهم ولم يفرطوا بحبة تراب واحدة من ارض العراق الطاهرة,

ان شهادة المجاهد طه ياسين رمضان وقبله القيادة الشرعية هي بشارة النصر المبين , انما النصر صبر ساعة , وحري بنا ان نبقى على العهد الذي استشهدوا من اجله اوفياء كما كانوا , وكما تقول القاعدة السياسية زرعوا فاكلنا ونزرع فياكلون __ فالى جنات الخلد ايها البطل طه ياسين رمضان , واللقاء عند حوض المصطفى ان شاء الله

عاشت المقاومة العراقية الباسلة

المجد والخلود لشهدائنا الابرار

عامر العظم
22/03/2007, 10:04 PM
قضاة اليوم في العراق ...
مجموعة من الأغبياء والحاقدين والمعقدين والمتخلفين عقليا!

"القاضي" الكاره لنفسه رؤوف رشيد عبد الرحمن قيل أنه طلب اللجوء في بريطانيا!

"القاضي" الذي أصدر حكم الإعدام على طه ياسين رمضان لم توحي تصرفاته الانفعالية وشكله إلا أنه حاقد أو معقد أو متخلف عقليا مبرمج أوتوماتيكيا!

"القاضي" الولد الذي كان يحاكم صدام في قضية الأنفال ويحاكم بقية المسؤولين العراقيين الآن لا توحي تصرفاته وشكله إلا أنه غبي أو سخيف أو متخلف عقليا!

"المدعي العام" الذي لم نعد نسمع أخباره لم توحي تصرفاته ولا شكله إلا أنه حاقد أو مجرم حرب!

هل هذا هو العراق العظيم؟!
أي غبي يثني على نزاهة القضاء العراقي؟!
هل يبني الأغبياء والحاقدون أوطانا؟!

مها النجار
22/03/2007, 11:45 PM
لست عراقية ولكنى عندى تساءل

سألته بيني وبين نفسي وجسدي كله يرتجف من ذلك المشهد المأساوي الذي هز القلوب هزا .. ذلك المشهد الذي يظهر فيه حاكم متجبر مستبد .. يساق إلى حبل المشنقة .. وهو رابط الجأش لايشك كل من رآه من المحيطين به لحظة إعدامه أو المرتجفين في بيوتهم أمام شاشات الفضائيات وهم على بعد مئات و آلاف الكيلومترات .. لايشك أحد من هؤلاء وأولئك من أن الرجل يحمل قلب أسد .
. بل ربما لا يحمل قلبا من الأساس .. طاغوت بلا قلب ولا إحساس بلحظات الحياة أو الموت .. لم يختلف كثيرا في مشيته أو هيئته وهو يساق إلى الموت سوقا .. عن هيئته ومشيته وهدوء أعصابه وهو يشاهد جثماني ابنيه الذين ماتا في مواجهة مع العدو .. لم تختلف هيئته ولا مشيته ولا هدوء أعصابه في عز صولجانه وملكه .. وسائر حياته .. رجل يستوي عنده الفرح والحزن .. والحياة والموت .. وترف القصور عنده ، كتراب القبور .. هل نحن أمام ساحر أم أمام المعري الشاعر ، الذي تذكرت شعره الذي خلده التاريخ وهو يقول .. غير مجد في ملتي و اعتقادي نوح باك ولا ترنم شاد .. وشبيه صوت النعي عندي إذا قيس بصوت البشير من كل ناد ؟؟


تساءلت بيني وبين نفسي .. لماذا تغيرت نظرتنا نحو هذا الرجل الذي عشت حياتي كلها مؤمنة بأن له أخطاء جسام .. وأن الرجل يعمل ككل حكام العالم من أجل الدنيا .. هل يمكن للمرء أن يمثل في لحظات وقوفه وحبل المشنقة يلتف من حول عنقه رافضا ان يوضع القناع على وجهه .. كأن الرجل يريد أن يثبت للجميع أن له وجهاً واحدًا .. وليست وجوه كثيرة ككل حكام الدنيا . الذين حوله لحظة الإعدام ارتدوا أقنعة ، وهتفوا هتافات طائفية ، مع أنهم من المفترض يمثلون حكومة شرعية تحترم القانون والأعراف ؟؟

تساءلت نفسي ، وقلت لها : هل اختلفت أخطاء الرجل عن باقي الأخطاء التي ارتكبها حكام العرب بل والدنيا بأسرها ؟؟

هاهو بوش بعد أن ألقى بآلاف الأطنان من الصواريخ والقنابل المحرمة وغير المحرمة .. وعاد ببغداد عاصمة الخلافة العباسية إلى ما قبل القرون الوسطى .. وقتل الآلاف وشوه الملايين .. وعذب وانتهك كل الحرمات .. مما لا مجال للمقارنة بينه وبين ما فعله صدام في العراق .. ومع ذلك لا يستحي ولا يستحي من يقف خلفه وتحت قدميه .. من أن يسوقوا نفس المبررات للقتل والتدمير ..
وهاهم كل حكام الدنيا .. عندما يواجهون تمرداً مسلحاً أو حركة عصيان ومحاولة انفصال .. يقتلون ويعتقلون وينتهكون الأعراض بذات المبررات ؟؟
بل وهاهي إسرائيل أيضاً تدمر وتقتل وتعذب وتعتقل وتنتهك وتسوق نفس المبررات ؟؟
لماذا صدام إذن .. تساءلت بيني وبين نفسي وقلت:
ربما لأن الرجل هو الذي تصدى لكل محاولات التجزئة والتفتيت خلافا لخطة بوش الشرق أوسطية .. ربما لأن الرجل هو الذي تصدى للأطماع الفارسية .. لذلك تآمرت علي إيران ..
وتآمر عليه بعض الشيعة الذين من المعروف أنهم الطابور الخامس لإيران في العراق ؟؟
وتآمرت عليه أمريكا لأنه رفض أن يدخل في بيت الطاعة الأمريكي ..
ماذا كان بوسعه أن يفعل مع هذه التركيبة السكانية المعقدة ؟؟

وهاهي الأحداث تثبت أن صدام ، و رغم كل ما ارتكبه من أخطاء ..هو الأصلح أو هو النموذج الأصلح لحكم العراق ذات الطبيعة الخاصة والتاريخ الدموي والحزين ..
هاهي العراق تتمزق بين شيعة وسنة وأكراد وتركمان .. هاهي العراق توشك أن تنسلخ عن عروبتها وإسلامها .. لتتفتت ويذهب ريحها ؟؟

ربما يكون احتلاله للكويت هو الخطأ الكبير في حياة الرجل ..
وربما يكون تأميمه لنفط العراق هو الخطأ .. وربما قصفه لعاصمة الكيان الصهيوني ..
وربما محاولته إنتاج الذرة وقنبلتها .. والأرجح أنها كلها مجتمعة ،
ولكن الخطأ الأكبر في حياة أمتنا أن يكون فيها مثل تلك الدويلات ، التي تحولت إلى رأس حربه .. لتبديد ثروات الأمة ، وجسر تعبر من خلاله قوات الاحتلال إلى السيطرة على الأمة كلها ..
قلت لنفسي بعد الحوار الذاتي معها .. هل كان صدام بطلا مظلوما .. أم كان ديكتاتورا يستحق الإعدام ؟؟
وهل أجابت وقائع الإعدام الهمجية عن مثل هذا التساؤل ؟.

إذا كان صدام طاغية فماذا يكون بوش بعد كل ما فعله بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر في العالم

عامر العظم
22/03/2007, 11:55 PM
الحرف أقوى من مشانق الأغبياء في المنطقة الخضراء!

العزيزة مها،
أشكرك على هذا المقال القيم. ها هو العالم يقرأ ما يفكر به ويقوله المثقفون والمبدعون والمفكرون العرب!

لقد انتهى عصر الندم والشرح والتحليل والتكرار وجاء وقت الرد والفعل والتنفيذ!

لم تعد تنفع "لو" و "لكن" ولقد آن أوان الرد على الأغبياء!

معاذ أبو الهيجاء
23/03/2007, 12:52 AM
يقول الله تعالى في محكم التنزيل
((وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَـئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا )) النساء
صدق الله العظيم و هذا حكم الله في الموضوع .

عبدالله محمود
23/03/2007, 02:13 AM
الاخ ابا الهيجا
امل ان لا تنس قوله سبحانه ( وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ . الاعراف156 ) وقوله صلى الله عليه وسلم (من كان اخر كلامه لا اله الا الله دخل الجنه) او كما قال عليه الصلاة والسلام.

عبدالله محمود

غالب ياسين
23/03/2007, 09:53 AM
الاخ ابا الهيجا
امل ان لا تنس قوله سبحانه ( وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ . الاعراف156 ) وقوله صلى الله عليه وسلم (من كان اخر كلامه لا اله الا الله دخل الجنه) او كما قال عليه الصلاة والسلام.

عبدالله محمود

احسنت اخي:fl:

غالب ياسين
23/03/2007, 10:09 AM
في رسالة سربها من الأسر وخص بها "المجد" و"المحرر"..

طه ياسين رمضان يروي بالتفصيل وقائع اعتقاله وتعذيبه واستجوابه



* عناصر الاتحاد الكردستاني داهموا مقري بالموصل واحتجزوا أحد أطفالي قبل أن أظهر لهم بنفسي

* تحقيقات الأمريكان تركزت حول سؤالي عن مكان اختفاء الرئيس صدام وكنت أجيبهم: لا أعرف

* حين أوشكت على الموت جراء التعذيب، قالوا لي: لن ندعك تموت بل سنوصلك للموت ثم نعيدك

* قلت للمحققين الأمريكان إن تعذيبكم يفوق عشرة أضعاف التعذيب الذي لقيته أيام عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف

* مترجم أمريكي من أصل عربي هو الذي أنقذ حياتي لأنه كان يدس لي الطعام خلسة بين حين وآخر

* عرضوا عليّ التعاون معهم لاعتقال الرئيس صدام مقابل الإفراج عني، وحين رفضت قالوا لي ستبقى معتقلاً للأبد

تعتز "المجد" و"المحرر"، بأن تكونا موضع ثقة رموز القيادة العراقية الشرعية والأسيرة التي اختارت أن تطل على الرأي العام العربي والأجنبي من خلالهما.

وكما بعث الرئيس صدام بتحياته وتقديره، عبر المحامي خليل الدليمي، لهذين المنبرين القوميين، فقد اختارهما أيضاً نائبه المجاهد عزت الدوري، قائد قوى المقاومة العراقية المظفرة، لتكونا إطلالته الأولى على الشعب العربي بعد طول تكتم واختفاء.

واليوم اختار القائد الأسير طه ياسين رمضان، نائب الرئيس العراقي الشرعي، أن يبعث برسالة استطاع تسريبها من خلف القضبان، إلى "المجد" وشقيقتها "المحرر" كي يصار إلى نشرها لغرض كشف أنواع التعذيب الأمريكي البشع، وفضح المزاعم الأمريكية حول العدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان.

وفيما يلي نص هذه الرسالة المؤثرة جداً التي كتبها نائب الرئيس الأسير:



بسم الله الرحمن الرحيم

((وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)) سورة البقرة 155 – 156 (صدق الله العظيم).

قبل أسابيع اطلعتم على رسالتي التي تحدثت فيها عن معاناة الأسرى والمحتجزين الإنسانية وتحدي السلطات الأميركية لاتفاقية جنيف وخاصة المعاهدة الثالثة والرابعة منها ذات الصلة بالأمر ونوهت عن تعذيب جسدي وقع علينا وخاصة خلال 22 يوماً الأولى من اعتقالنا. وبما أني قد تحدثت لأكثر من محقق أميركي وللصليب الأحمر خلال أول زيارة قاموا بها إلينا بجانب كبير عن تفاصيل ذلك التعذيب الغريب، وجدت من المناسب أن أتحدث لكل من يهمه الأمر وخاصة المهتمين بحقوق الإنسان، وكل الخيرين من أبناء شعبنا وأمتنا، بعض تفاصيل ذلك التعذيب لكي يكونوا على بيِّنه، ومن خلالها على عمق الحقد والكراهية التي يحملها الأمريكان لكل عربي مسلم مخلص لوطنه وأمته، ويرفض التبعية والعمالة، ويحرص على أمن إخوانه ويعتز بكرامته، وتكتشفوا النوايا الخبيثة لديهم ضد شعبنا وأمتنا، وما يجري الآن على أرض العراق من تمزيق للبلد وغرس للطائفية والعنصرية مَثَلٌ صارخ ونموذج حتماً هو المنظور الأميركي لعموم الساحة العربية، وما يتوجب اليقظة والحذر وتحمل المسؤولية من الآن تجاه ما يجري في العراق.

وقد أطلقت اسم (22 يوم في منتجع أميركي) لفترة التعذيب التي مورست ضدنا خلال هذه الفترة، وسأحاول الإيجاز جهد الإمكان لأن ما جرى خلال الـ22 يوماً الشيء الكثير من تنوع في التعذيب الجسدي والنفسي وطبيعة للأسئلة التي كانت تطرح في بداية كل حلقة تعذيب تمارس لساعات ونترك التفاصيل الكاملة لوقتها المناسب إن شاء الله.

22 يوماً في منتجع أميركي

إن الفترة الواقعة بين 17/8/2003 و9/9/2003، فترة يظهر بها أو عرفت فيها أنا شخصياً وبالملموس عمق الحس الإنساني واحترام حقوق الإنسان كبيراً كان أو صغيراً رجلاً أو امرأة عند الأميركان وعلى ضوء ما كنا نسمعه، ويمكن أن يسمعه الأخوة الذين خارج المعتقل، ويسمعون ما يبثّه الإعلام الأميركي من قيم ومبادئ منها الدفاع المستميت عن حقوق الإنسان في العالم، وفي هذه الأيام في العراق، بعد أن قامت باحتلال العراق البلد المستقل دون وجه حق، وتحت غطاء أكذوبة أسلحة الدمار الشامل، فإنها اليوم تقول بأنها تدافع عن حقوق الإنسان وإقامة الديمقراطية في العراق ليكون نموذجاً في المنطقة.

وسأقدم للأخوة نموذجاً واحداً، وليس الوحيد، الذي وقع علينا خلال الفترة بين 17/8/2003 إلى 9/9/2003 من صيغ وأساليب احترام حق إنسان عمره 65 عاماً وله مكانته وتاريخه عراقياً وعربياً على الأقل ولمدة أكثر من أربعين عام.

وقد قلت بعد تلك الأحداث، بأقل من أسبوع لمحقق أميركي، أو بالأحرى لاثنين من المحققين الأميركان، بأن التعذيب الذي واجهته لديكم وأنا في سن الخامسة والستين يزيد عشرة أضعاف ما واجهته أنا شخصياً من تعذيب لثلاث مرات سابقة في عهد عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف وأنا بعمر 20 سنة و24 سنة و25 سنة آنذاك، لكي تعرف شكل وبشاعة التعذيب الأميركي الحديث ونحن في القرن الحادي والعشرين.

أما إذا أردتم أن تعرفوا شيئاً من تفاصيل ما واجهته في المنتجع الأميركي لمدة 22 يوماً متصلة، وهذه المرة المنتجع الأميركي يقع في العراق في مطار بغداد الدولي، بعد أن أصبح العراق تحت الوصاية الأميركية والاحتلال العسكري.

في حدود الساعة العاشرة من مساء يوم 17/8/2003، وبينما كنت مع أطفالي في أحد الدور السكنية في مسقط رأسي في مدينة الموصل الحدباء، تم تطويق المسكن من قبل عناصر الاتحاد الكردستاني العميل، واندفعوا داخل المسكن وألقوا القبض على ولدي الصغير وعمره حينذاك أحد عشر سنة، وكادوا يقتلونه لولا أن أظهرت نفسي لهم وقلت لهم أتركوا الولد.

وبعد أن اقتادوني إلى موقع قريب، وسرقوا ما أحمله من ساعة يدوية ومحبس وقلادة ذهبية في عنقي، وهذا كل ما كان لديَّ، حضرت مدرعة أميركية وسُلِّمت إليهم. وانتقلت المدرعة على الفور إلى مطار الموصل، ومن المدرعة مباشرة إلى طائرة هليوكوبتر. وبعد أن تم ربط الأيدي من الخلف، والأرجل، وعُصِّبت العيون، ووضع كيس طويل في الرأس، وتم ربطي بهذه الحالة على كرسي للطيارة من الصدر والأرجل بالكرسي، وأربعة من الحراس على رأسي حسب ما كنت أسمع أصواتهم. وانطلقت الطائرة إلى بغداد واعتقد وصلت بحدود الثانية بعد منتصف الليل، وأنا ارتدي الدشداشة فقط. وحال هبوط الطائرة وبعد أن رفعوا رباط الأرجل مع بقاء ربط اليد من الخلف، وكذلك بقيت الأعين معصوبة، ساروا بي بمسافة أقدرها لا تزيد عن عشرين متراً، وإذ رفعوا معصم العين والكيس من رأسي، ووجدت نفسي في غرفة وهناك أربعة ضباط وعسكرييْن اثنين أميركان، ومترجم يرتدي الملابس العسكرية الأميركية، وأحدهم يحمل سياط ألمنيوم. وقالوا لي فوراً (أبرك) على الركب. قلت لهم كيف أبرك ويدي مشدودة إلى الخلف فرفعوا الرباط. وحال (بروكي) سألوا سؤالاً واحداً: أين هو صدام حسين؟ قلت لهم لا أعلم. حال انتهاء كلامي هذا بدأ الضرب بالعصاة الألمنيوم، ودفعت على الأرض المبلطة بالسجن، وقالوا: أزحف. واستمر الحال لما يقرب من ساعتين بدأت الدماء تسيل من مرافق اليدين والركبتين. وكل ربع ساعة يكررون ذات السؤال: أين صدام حسين؟ يجب أن تمكننا من إلقاء القبض عليه. وعندما أقول لهم لا أعرف، وهي الحقيقة، يبدأ الضرب بالعصا والركل بالأقدام على (خاصوة) الجسم. وقال الضابط إنه لا يزحف جيداً وتعيقه الدشداشة عن الزحف. فسحب أحدا الجنود حربته، ومزق الدشداشة وحوَّلها إلى شرائط بحيث أصبح جسمي شبه عاري.

طلبت منهم الماء. قالوا حالاً. ولكن لم يسمحوا لي بالنهوض وأنا ممتد على الأرض. رفعوا رأسي، ووضعوا قنينة الماء في فمي، فإذا هو ماء حار. سحبت فمي قلت لهم: أحتاج إلى ماء بارد. قالوا: حالاً. وإذ أجد قنينة ماء مثلجة تسكب على ظهري وجسمي، مما خلق عندي رجفة وقشعريرة غريبة وأنا متعرق. وقالوا: هذا هو الماء البارد، وسيستمر ما دمت لا تقول لنا أين هو صدام حسين. بعد حوالي ساعتين أخرى، أوقفوني، ووضعوا الكيس في رأسي بعد أن عصبوا العيون، وربطوا يديَّ، وقادوني إلى غرفة أخرى. بعد أن ساروا بي بضع خطوات، وشعرت بأن الأربعة المحققين قد ذهبوا وهناك حراس آخرون (عرفتهم) من أصواتهم، وعندما أردت الجلوس منعت من الجلوس، وطلب مني الوقوف والسير ذهاباً وإياباً في الغرفة، وكنت أرتطم في كل مرة بالجدار لأني لا أرى شيئاً ولا أستطيع التلمس بالأيدي لأنها موثقة، واستمر الحال لبضع ساعات بحيث أصبحت لا أشعر بأخمص قدمي. طلبت دورة المياه لم يُستجب لي رغم أنه كان قد مرَّ على إلقاء القبض علي، والتنقل بالطائرة والتعذيب، بحدود عشر ساعات. ونتيجة فقدان الوعي نزل الإدرار مني وأنا واقف. وعندما شهد الجنود الأميركان ذلك أتوا على الفور وأسقطوني على الأرض وسحبوني من العنق على الإدرار ذهاباً وإياباً عدة مرات وأنا شبه عاري كما ذكرت، حيث الدشداشة التي أرتديها قد مزقت إلى أن جففوا الأرض بجسمي وأنا شبه فاقد الوعي.

وبعد ذلك طلبوا مني الوقوف وبعد جهد كبير لبضع دقائق بالكاد استطعت الوقوف وأمتنع الجنود الأميركان عن مساعدتي في النهوض تعمُّداً.

وطلبوا مني استمرار المسير في الغرفة ذهاباً وإياباً، وبعد ساعة اقتادوني إلى دورة المياه، وأدخلوني ورفعوا الكيس من الرأس، ولم يطلقوا يدي، وبذلك لم أستطيع أن أفعل شيئاً، وثم أعادوني إلى الغرفة دون أن أقضي حاجتي لأنهم أبقوا يدي مقيدة رغم إلحاحي الشديد بإطلاق يدي. بعد بضع ساعات جاء الأربعة المحققون الأميركان وكما ذكرت أحدهم مترجم واقتادوني مرة أخرى إلى نفس الغرفة الأولى، وكرروا نفس السؤال، حيث قالوا: هل فكرت جيداً وتقول لنا أين صدام حسين لكي نطلق سراحك؟ أكدت لهم بأنني لا أعرف أين هو وهي الحقيقة.

قالوا نأخذك معنا في الطائرة ونشير لنا إلى المواقع التي يمكن أن يكون صدام حسين مختفياً فيها. قلت لهم: لا أفعل هذا، لأن هذا التصرف لا يليق بي، ويمكن أن يكون هناك آخرون يقومون بهذه المهمة. وبكل الأحوال أنني لا أعرف أين يمكن أن يكون، أو المكانات المتوقع أن يكون مختفياً فيها. استمر الطلب مني البروك على الأرض والزحف ذهاباً وإياباً كما في الحال الأولى. وقد بأن الجهد عليَّ وصعوبة التنفس حتى أيقنت أن المنية قريبة، فرفعت إصبعي ونطقت الشهادة. كما يظهر المترجم قال للمحققين ماذا أقصد بذلك، وجدت أحد الجنود يضع قدمه على إصبعي حتى كاد يكسرها، ولا يزال شيء من أثار الجرح عليها. وقال: لا تفعل هذا، إننا لا ندعك تموت، بل نوصلك إلى الموت ونعيدك، وهكذا إلى أن تستجيب لمطالبنا، وتتعاون معنا، لأن هناك غيرك قد وافق على التعاون دون أي إيذاء أو قسر. وقد تجنبوا الوضع الذي أنت عليه. فقلت: ما هو التعاون ومن هم المتعاونون؟ ذكروا لي أسمين من الأخوة، لا أجد مناسباً ذكر أسمائهم هنا. وقالوا: تعاون معنا واستجب للأسئلة التي نوجهها إليك. وهذا أول سؤال هو: تمكننا من إلقاء القبض على صدام حسين لأنك نائبه، وقريب منه، وزميله منذ أربعين عاماً. قلت لهم: إذا كنت لا أعرف، ولا أستطيع التعاون كيف الحال؟ قالوا: ستبقى هكذا إلى الأبد.

وأيضاً استمر الحال بحدود ساعتين، والدماء تسيل من اليدين والرجلين، وصب الماء المثلج على جسمي مستمر. وأُعدت إلى الغرفة الثانية للمسير إياباً وذهاباً كما كنت. وبدأت أفقد الوعي وأسقط على الأرض بقوة، ويطلب مني الجنود الأميركان النهوض لوحدي وباستعمال الضرب والشتيمة البذيئة.

بعد ما يقرب من يومين، حسب تقديري، وضعوا كيس طعام معلبات أمامي، ورفعوا الكيس، وفتحوا عيني، وقالوا: هذا طعامك. قلت لهم: ارفعوا الرباط من يدي. قالوا: لا. قلت: كيف أفتح الأكياس وأتناول الطعام؟ قالوا: أنت حر، لك عشر دقائق، وسنعيد شد أعينك، ووضع الكيس على رأسك. وفعلاً تم هذا، ولم أتناول الطعام، ويعد بضع ساعات جاء الأربعة، أي المحققون الثلاثة والمترجم، وقالوا لي: هل أكلت؟ قلت لهم: كلا، لأني لم استطع، وبنفس الوقت لا أستذوق هذا النوع من الطعام، إن كان محلياً، تأتون لي بقطعة من الخبز وكوب شاي أو بيضة مسلوقة. قالوا: هذا هو طعامنا، ويجب أن تتناوله إذا شئت، وبدأ المترجم يفتح إحدى العلب، ويحاول أن يضع الطعام في فمي لأنهم لا يريدون فتح يدي. لم استسغ الطعام، وتركوني، واستمر الحال ما يقرب من ثلاثة أيام على هذا الحال دون جلوس على الأرض والزحف على الأرض والمسير ذهاباً وإياباً، وكان الانهيار بيناً. وأبلغوني أن السماح لي إلى المرافق كل 24 ساعة فقط. ووضعوا قنينة ماء في الغرفة من الحجم الصغير، أي بحدود ثلاثة أرباع اللتر. وكانت هذه للشرب، وكذلك عندما أذهب إلى المرافق لأغسل، ولذلك كل مدة الـ 22 يوماً لم أضع الماء على وجهي وعلى جسمي مطلقاً.

بعد اليوم الرابع أخذوني إلى غرفة أخرى، بعيدة خطوات عن غرفتي، ورفعوا الكيس عن رأسي، وجدت نفسي أمام محققيْن آخرين غير أولئك الأربعة المجرمين. كانوا ثلاثة أحدهم مترجم، ومن حديثة عرفته من أصول عربية ويحمل الجنسية الأميركية ويرتدي الملابس الأميركية، وفي هذه المرة أجلسوني على كرس وهم جلوس كذلك على كراسي وطاولة للكتابة، وتحدثوا معي بشكل طبيعي، وطرحوا أولاً نفس السؤال بالنسبة لمكان وجود الرئيس صدام حسين. ولكن بتفاصيل متى التقيت به أخر مرة وأين ومن معه، واستمر التحقيق حوالي ساعتين بدون نتيجة وتمت إعادتي بعد وضع الكيس في الرأس إلى غرفتي، وأمارس نفس الشيء في المسير ذهاباً وإياباً. وفي اليوم الثاني كذلك التقيت بهذه اللجنة التحقيقية، وفي هذه المرة أرادوا معرفة كيف وأين كنت أختفي خلال الأربعة الأشهر الماضية. وحاولوا معرفة من تعاون معنا أو ساعدنا على الاختفاء، لم يفلحوا، وتمت إعادتي إلى الغرفة وأعتقد ما يقرب من أسبوع حسب تقديري على نفس المنوال من التعذيب، وثلاث مرات تحقيق مع هذه اللجنة التحقيقية الجديدة، هذا بالإضافة إلى اللجنة الأولى وصيغ تعذيبها الذي شرحت بعضه أعلاه.

فوجئت في يوم، جاء أحد الأربعة، وهو نفسه حامل العصا، لأني لا أنسى شكله، قال لي: يسمح لك في الجلوس ولكن لا تستلقي، وعندما جلست في زاوية الغرفة كأني انتقلت من حال إلى حال آخر لما كنت أعانيه من إعياء، وأخذني النوم في الحال، ولكن الجندي الأميركي أيقظني على الفور وهكذا كلما استغرق في النوم يوقظني الحرس.

في هذا اليوم الذي سمح لي الجلوس على الأرض، ثم أيضاً نقلوني إلى الغرفة التي يتم الزحف على الأرض والضرب فيها، وعرضوا عليّ سؤالاً آخر غريباً، وهو أين هو الطيار الأميركي الذي وقع أثناء العدوان عام 1991 في الصحراء العراقية؟ قالوا: إنه حي ومسجون لديكم وعليك أن تقول لنا أين هو؟ قلت لهم: لا أعرف عن هذا الموضوع شيئاً، واستمر الزحف والضرب وهذه الحالة لمدة أسبوع آخر تقريباً دون أن أطيل عليكم، ولكن بنفس الروتين. وفي نهاية الأسبوع بدأ طرح سؤال ثالث وهو: قل لنا أسماء قيادة العمل الفدائي في الموصل وبغداد لأنك كنت مسؤولاً عن ذلك وبالدرجة الأولى في الموصل، قلت لهم: لا أعلم ولا أعرف عن هذا شيئاً، وإني كنت خلال تلك الفترة مختفياً لا أستطيع الحركة، بدأ الضرب والزحف كما أسلفنا وبدأ التدرج في هذا السؤال مرة يقولون أذكر لنا أربعة أسماء ومرة اسمين وأخيراً قالوا: قل لنا اسماً واحداً فقط، ولا نقول بأنك اعترفت عليه. قلت لهم: إنكم تظلموني بهذا التعذيب، وإني غير مستعد أن أظلم أي إنسان لا أعرفه آتي به ظلماً لكم، توقعون العذاب به. وهذا الحال استمر حوالي خمسة أيام وأكدوا أن هذا أهم سؤال: إن تعاونت معنا في ذكر اسم واحد، ولكن يكون حقيقياً، سنطلق سراحك خلال ثلاثة أيام، وبعدها تركوني وللتاريخ أقول لكم كيف عشت دون طعام دون أن أتناول كيس الطعام الذي كانوا يقدموه لي يومياً. في اليوم الرابع أو الخامس مرَّ على غرفتي، التي أسير فيها إياباً وذهاباً وأنا معصوب العين، المترجم الذي كان مع اللجنة الثانية، (العربي الأصل)، وقال لي: لماذا لا تتناول الطعام يا أستاذ طه؟ هذا بالحرف الواحد وبصوت هادئ. وقال عدم تناولك الطعام سيؤذي صحتك. قال ذلك وأنا معصوب العينيين. قلت له: أنني لا أستسيغ هذا الطعام. أنت تعرف مذاق طعامنا نحن العرب وفي العراق، أرجو أن تساعدني بقطعة خبز أو أي شيء، إن لم يكن بيضاً مسلوقاً فشيء من المربى. قال: فهمت قصدك. وفعلاً بعد ساعتين جاء بقطعتي خبز وكمية من المربى في قنينة صغيرة. وأصبح كل يوم تقريباً يأتي مرة بسرعة يضع الخبز وأحياناً علبة عصير أو كيكة ويذهب. وأكثر من مرة جاء بكوب شاي ويغادر على الفور بعد السلام. وفي الأخير قلت له: هل أبقى شبه عار؟ ليس لديكم دشداشة أو شيء أرتديه؟ قال: سأحاول. وفعلاً قبل أن أغادر الموقع بيومين جاء ببدلة عمل زرقاء مع لباس وفانيله وارتديتها.

في الأسبوع الثالث نقلت إلى غرفة ووضعوا على الأرض (دوشك)، وقالوا: يمكن أن تمتد عليها، وكان طول الغرفة لا يزيد عن متر ونصف، وعرضها متر، لأني عندما كنت أستلقي كنت أضع رأسي على العتبة وارفع أرجلي على الجدار المقابل أي أقصر من قامتي.

خلال كل تلك الأيام أني لا أعرف الليل من النهار لأن الضوء مفتوح، وليس لدي ساعة ولا أحد يجبني عن الوقت والزمان واليوم.

في يوم جاء المترجم الأميركي العربي الأصل. وجدته فرحاً يقول لي: أستاذ طه بعد دقائق ستنقل إلى موقع آخر أفضل، وستلتقى بإخوانك، وتعرف الليل من النهار. قلت له: أشكرك، قل لي ما هو تاريخ اليوم؟ قال لي: اليوم 9/9/2003. قلت له: إذن أنا هنا منذ 22 يوماً. وغادر الغرفة بسرعة. وفعلاً بعد أقل من خمس دقائق، جاء الجنود ووضعوا القيود، وأعصبوا عيني، واقتادوني إلى سيارة، ومسير بحدود عشر دقائق بالسيارة تم إيصالي إلى (معسكر كروبر)، وسُلّمت لإدارة المعسكر، ورفعوا الكيس الأسود الذي في الرأس، ورفعوا قيد الأيدي، وبعد أن ثبت اسمي في إدارة المعسكر غادرت المجموعة التي اقتادتني من المنتجع إلى (معسكر كروبر). واقتادتنى مجموعة أخرى وأنا مطلق اليدين إلى غرفتي، وهي إحدى غرف (معسكر كروبر) الانفرادية، والتي تقرب مساحتها من 6م 2م. لا يوجد فيها شباك تهوية، وتوجد فتحتان صغيرتان في الباب على الأغلب (تبقى) مفتوحة. ولكن بالنسبة لي، حال استقراري في الغرفة أغلقوا الفتحتين بالكامل، وبقيت لمدة ثلاثة أشهر لا ألتقي بأي من الأخوة الآخرين، عندما كانوا يخرجون إلى الرياضة كمجاميع، بل كانوا يفتحون الباب كل أربع وعشرين ساعة، نصف ساعة للرياضة لوحدي، ومرتين كل يوم إلى المرافق لكل منها عشر دقائق وبأوقات غير منتظمة، وبدأ التحقيق معي من جديد في اليوم الثاني من وصولي إلى (معسكر كروبر). وكنت أذكر لهم، أي للمحققين، ما هو سبب فصلي عن الآخرين، وغلق فتحات الباب حيث بدأت تؤثر على وضعي الصحي. قالوا: عليك أن تتعاون. والحديث حول هذا الموضوع يطول شرحه. آمل أن تتاح فرصته مستقبلاً، وبدأ في (معسكر كروبر) التعذيب النفسي بعد أن انتهى التعذيب الجسدي في المنتجع.

إلى هنا أتوقف وأكرر الاعتذار للإطالة رغم تجاوزي الكثير من صيغ التعذيب والكلام البذيء الذي كنت أسمعه من الجنود والضباط، وضرب الباب بالأيدي والعصى ليل نهار، والموسيقى الصاخبة والمرعبة، وأصوات الحيوانات والكلاب، التي كنت أسمعها دون توقف ليل نهار، لها فعلها وأثرها لا يقل عن التعذيب الجسدي، لكي تطلعوا على مدى تقدم صيغ التعذيب والتفنن بها عند أكبر دولة في العالم تقول عن نفسها أنها تدافع عن حقوق الإنسان في العالم، وتهدد العديد من حكومات العالم تحت غطاء تجاوزها حقوق الإنسان والتعذيب وتطالب بتطبيق الديمقراطية.


http://www.al-moharer.net/moh240/ramadan_letter240a.htm

عبد الجبار البياتي
23/03/2007, 10:57 AM
حياك الله أخي عامرالعظم
يبدو أنكم لم تتفحصوا ما كتبت جيدا ، وهو في فحواه مسائلة مشروعة للحكام السابقين والحاليين ، بل فيه تعريض واضح وبالأسماء الصريحة لحوادث كنت شاهدا عليها ، ولكن يبدو أننا العرب مصرون على إستخدام الإنشاء اللغوي والسفسطة البلاغية على طريقة البيانات الحزبية المفرقعة ، وهذا ما يدفعني للتوقف لاحقا عن الرد بعد هذا الرد ، لأن الردود التي طالعتها تفتقر تماما للموضوعية والمنطق .
وقبل أن أرد على أخي الشاعر عادل العاني فأني أكرر عليك أيها الصديق ما قلته من أني لم أنتم الى أي فصيلة من الفصائل المتناحرة ، لا سابقا ولا حاليا ، بل أني أصبحت مستهدف من قبل أكثر من جهة بسبب البحث عن الحقيقة وكشفها بكل صراحة .
ولا أدري لم تستغرب من كوني كنت عند الحدود ، وما علاقة ذلك بالجلبي ، وحتى تتضح الصورة أمامك وأمام الآخرين فأني أقول لك أخي : أنني إعلامي مستقل وأتواجد في كل مكان يمدني بمعلومة ، أنني مجرد مراقب مستقل يا عامر ، وتوقعتك أن تستشف معنى أن يعنى أحدنا بعلم الإجتماع وعلم النفس الإجتماعي إضافة الى شغفه بالعمل الإعلامي ، لقد توفرت لي صداقات طيبة مع مسؤولين وأصحاب قرار من شتى الفصائل (سابقا وحاليا) وهو ما وفر لي مناخا مفيدا من المعرفة لأكون شاهدا على حدث ، افلا يكفي أنني سأتحمل مسؤولية وعواقب كشفي لأسماء متنفذة حاليا ، ولو أن زملائي وأصدقائي وسكنة محلتي قد طالعوا ما جاء في ردك ، لأنابوا عني في الأجابة عليك وقالوا لك أنني برغم كل ما تعرضت له من ملاحقات وإعتقال من قبل عصابات صدام وأعضاء بعثيين ، فأني بذلت قصارى جهدي وإستخدمت كل علاقاتي من أجل إعادة العديد من البعثيين الى وظائفهم ، والمفارقة أن بين هؤلاء من كان يراقبني سابقا ويكتب عني التقارير الإستخباراتية، وحال ما تحقق له ما أراد عانقني بكل مودة وإعتذر مني عما فعله بحقي سابقا !!. فعلت كل هذا ، لا لشيء سوى إحترامي لمبادئي الإنسانية ، وحتى أريحك أخي الفاضل وأريح أخي الشاعر عادل العاني وكل الأخوة القراء ، فأني سأذكر لكم ما لا يعرفه إلا القلة القليلة من زملائي ، فانا يا أصدقائي تعرضت الى الإعتقال والتعذيب في زمن صدام لأكثر من مرة ، وبعد دخول قوات الإحتلال بأيام إعتقلتني قوة أميركية وزج بي في الموقف الذي كان فيه ( برزان ووطبان وصابرالدوري ومحمد مهدي صالح وهمام عبد الخالق وسعدون شاكر وطارق عزيز ومحمد حمزة الزبيدي وعبدالأله ..(وزير الزراعة) ، الذي طلب مني بعد إطلاق سراحي بأيام أن أزور أهله وأطمئنهم عليه ( وهو ما فعلته عندما زرت أخوانه في بيته في الحارثية ) ، وبعد أقل من عام عاد الأميركان وإعتقلوني لمدة ستة أشهر في سجن أبي غريب ومن ثم في سجن بوكا جنوب العراق ورقمي في السجن هو (161349 ) وكان رفيقي وأقرب أصدقائي في السجن هو اللواء كريم الندا (إبن عم صدام حسين) قائد قوات النداء في العهد السابق ، ولم يكن إعتقالي لسبب سوى أني إعلامي باحث عن الحقيقة ،
وقبل شهرين إختطف أحد أبنائي من قبل فرق الموت ، وبأمكانكم مراجعة أرشيف موقع قناة الحرة ، برنامج برج بابل ، الحلقتان الخاصة بعمليات الإختطاف لتطلعوا على مداخلتي فيها ، ولا حاجة لي لأعيد القصص التي شرحتها في هذه الحلقة التلفزيونية ، فالأرشيف موجود وبأمكان الجميع الرجوع إليه .
والمفارقة المؤلمة الأخرى هو أن بيتي يتعرض بين فترة وأخرى للدهم والتفتيش من قبل القوات الأميركية . فهل هذا يكفي أم تريدون المزيد ، فهناك العديد من هذه القصص .
والأطالة في سردها أخوتي الأفاضل لا فائدة منها .
وبعد ،
ستظل مشكلتكم أخوتي العرب هو (أحادية التفكير، والتعصب والهروب من الحقائق وتحريفها وتزيين ما أنتم عليه ، بل وستأخذكم العزة بالأثم ما حييتم ) ولن أقول أكثر من ذلك ، فكل واحد منكم يرى الحقيقة من جانبه فقط . ويتعمد العمي عما سواها ، وإن بقيتم على ما أنتم عليه ،
فلا تتوقعوا أن يكتب الله لكم مستقبلا كباقي أمم الأرض ، ولن أضيف هنا بعد هذا أي رد .
وأخيرا أتمنى للجميع السلام الإنساني والمحبة ومصالحة الذات .
مع إعتذاري الشديد لكل من يتصور أني جرحت مشاعره .
وداعا .

حمزة الجواهري
23/03/2007, 10:59 AM
جرائم طه الجزراوي لا تنحصر بجريمة الدجيل، رمضان كان يوما ما رئيس محكمة الثورة التي تحكم بالإعدام على جموع من البشر دون محاكمة، ولا أدري كيف يكون رئيس محكمة شخص لا يحمل سوى الإعدادية؟ الجزراوي كان له أيضا دور كبير في قمع انتفاضة الجنوب عام91 تلك التي خلفت المقابر الجماعية، أضف إلى ذلك يا عقلاء االعرب عليكم أن تصطفوا مع الشعوب لا مع جلاديها، أما أن تكونوا مع الجلادين، فالأمر لا علاقة له بالعقل، ربما بمصالح سياسية تريد للحقائق أن تكون قابلة للتشكيل على وفق رؤية التنظيم السياسي أو المصلحة.

إن الحقائق التي حدثتك عنها لا دليلا عليها بين يدي الآن سوى أني شاهد عيان فيها، ولا أدري كيف أوفر هذا الدليل لأقدمه لمحكمتكم العادلة، فهل أقتلع عيوني وأبعثها لكم؟ ربما ستطلب مني أن أفعل ذلك، لأن من يسأل عما فعله الجزراوي بعد كل ما فعل، لابد سيطالب باقتلاع العيون التي شاهدت من أجل تقديم الدليل، وهذا الأمر قد اعتدنا عليه منذ أن سقط تمثال هبل في العراق وحتى الساعة.

لا تنسى يا سيدي إن الموقف الصحيح والمستقيم هو الاصطفاف مع الشعوب بقضاياها، وحين يقول العراقيون أن فلان أو علان مجرم بحقهم، عليكم أن تصدقوا لا أن تكذبوا بلا مسوغ من أي نوع ومن ثم تطلبون بالدليل وتحكيم العقل، فهل من العقل أن تقفوا بصف الجلادين ضد الشعوب؟! ربما يكون الأوربي مظلل، لكن العربي قريب ويعرف حق المعرفة ما هو النظام السابق وماذا فعل زبانية جهنم آن ذاك، تعرفون لكن تسدون آذانكم وعيونكم وعقولكم، أما أن يتطور الأمر وتصدقون الوقر بآذانكم تجاوزا على الحقائق والواقع، ومن ثم تطلبون بالدليل وليس الإنشاء! فهذا والله هو العجب العجاب!!!!!!

حمزة الجواهري

أحد ضحايا النظام البعثي بلا سبب إلا لكوني رفضت أن أكون بعثيا، فقط لا غير، وبعد أن هربت من العراق كنتيجة للضغوط الدامية، صودرت أموالي المنقولة وغير المنقولة، وأسقطت حقوقي بالخدمة، وأغلت صفحتي في السجلات المدنية، وحرمت من الحصول على تجديد لجواز سفري، حيث مازال أبنائي الأربعة الذين ولدوا في الخارج بعد هروبي لا يملكون وثيقة تثبت عراقيتهم، في حين هم سليلوا عائلة الجواهري العريقة إما وأبا.

د. محمد قيصرون ميرزا
23/03/2007, 11:04 AM
لقد آن الآوان للأمة أن تنظر للأمام ... مامضى قد مضى ... فقد انتهى عصر صدام ... فهناك من يعتبره شهيداً وبطلاً .. وهناك من يعتبره قاتلاً مجرماً .. ومذكراته ورسائله بعد الاعتقال يوجد ما يقابلها ممن اعتقلهم نظامه .. ولو سمحوا لمن مات في تلك الزنازين لكتبوا أكثر بكثير .. (وهناك سجون عربية الآن وفي هذه اللحظة فيها قصص لأجهزة القمع والتسلط العربي .. بما يتجاوز أفلام الرعب بسنوات ضوئية !) .. ولكن هذا قد مضى .. وراح .. وانقضى ...ولانريد أن نصير مثل الذين يبكون سيدنا الحسين رضي الله عنه ويلعنون قتلته ويحرضون عليهم حتى يومنا هذا .. وكأنهم لازالوا أحياء ! .. ويعيشون حالة حقد تاريخي لم يستطيعوا أن يخرجوا منه وإلى يوم القيامة (لغايات في نفوس بعض متنفذيهم لإبقاء الأغلبية من الأخوة الشيعة ترضخ لابتزازهم وتؤدي الأتاوات لهم !!!) ..
عراقنا الحبيب مغتصب من المحتل المجرم الذي لايخاف الله ويعيث في الأرض فساداً .. والعراق الحبيب مهدد بالتقسيم من قبل عنصريين وطائفيين من كافة الملل والنحل والأجناس .. وهناك من ينفث نار الحقد والطائفية والكراهية .. من كل الجهات ! ... والخطر يتجاوز بلاد الرافدين العريقة .. ويتهددنا كلنا .. فلنقلب صفحة الأحقاد .. ولننظر للأمام ... ونترك أمر صدام ... ومن قبله .. لله عزوجل .. وهذا واجب .. وحق الميت علينا .. أياً كان ....

أبو إيمان

غالب ياسين
23/03/2007, 11:07 AM
جرائم طه الجزراوي لا تنحصر بجريمة الدجيل، رمضان كان يوما ما رئيس محكمة الثورة التي تحكم بالإعدام على جموع من البشر دون محاكمة، ولا أدري كيف يكون رئيس محكمة شخص لا يحمل سوى الإعدادية؟ الجزراوي كان له أيضا دور كبير في قمع انتفاضة الجنوب عام91 تلك التي خلفت المقابر الجماعية، أضف إلى ذلك يا عقلاء االعرب عليكم أن تصطفوا مع الشعوب لا مع جلاديها، أما أن تكونوا مع الجلادين، فالأمر لا علاقة له بالعقل، ربما بمصالح سياسية تريد للحقائق أن تكون قابلة للتشكيل على وفق رؤية التنظيم السياسي أو المصلحة.

.
الجلادون هم المالكي ورؤوف وشلة الصدر واخوانهم ألامريكان
ولن يقف معهم أحد ولا حتى الشعب العراقي

عامر العظم
23/03/2007, 11:25 AM
حتى لا يختلط الحابل بالنابل وحتى نخرج من البعد الشخصي للمسألة!

ماذا تقول كمثقف أو مبدع أو مفكر عربي لحكومة المالكي الآن؟!

هذا هو السؤال!

تحية مباشرة!

عادل العاني
23/03/2007, 12:02 PM
أخي الفاضل حمزة

قرأت تعليقك , وربما أتساءل إن كنت قد هربت من العراق بسبب أفعال النظام , فلماذا لاتعود الآن مع أولادك إليه بعد أن بزغت " شمس الحرية " التي جاء بها بوش ومن ارتمى بأحضانه ؟
ولا أريد أن أبحث هنا أسباب خروجك من العراق , ولكنني أسألك : هل كان يضايق عليك أثناء الدراسة , ألم تكن تمارس انتماءك الحزبي بين الأعوام 69 - 72 دون مضايقات ؟؟؟
وحقيقة أخي حمزة أستغرب هذا الطرح منك , وإن تذكرت فتذكر الكلية التي درست بها , ألم نكن نمارس حقنا في الإنتماء , ألم تكن صورة القائد جمال عبدالناصر معلقة في نادي الكلية مع صورة الرئيس البكر جنبا إلى جنب ؟ أم تريد أن أذكرك بالمزيد ... وتذكر من رفع صورة ناصر من مكانها هل هم البعثيون أم الشيوعيون ومن والاهم حينذاك , والسبب معروف هو الحقد على القومية العربية .

من كان يحاكم النظام السابق , ؟ هل كان يحاكم الوطنيين ؟

أم كان يلاحق ويحاكم من باع وطنه وارتمى بأحضان أسياده ؟ وهاهم اليوم حفنة من العملاء المجرمين وهم نسخة محسنة ممن كان يلاحقهم النظام السابق ...

أخي عبدالجبار , قلوبنا مع كل عراقي شريف ولا حاجة للإنتماء لحزب معين بل يكفينا شرفا أن نكون منتمين للعراق العظيم وأمة عربية مجيدة ...
ولأنك حاولت إبراز إن النظام السابق هو وراء كل ما حدث سابقا ويحدث حاليا , أتساءل أخي الكريم :
هل البعثيون هم الآن من يسرق نفط العاق ويهربه لإيران ؟
هل البعثيون هم الذين سرقوا مليارات الدولارات من خزائن وزارة المالية ؟

هل البعثيون هم من نهب المتاحف وحرق المكتبات ؟

هل البعثيون هم من يخطف المواطنين على الهوية ليلقي بهم في سجون سرية ويمارس عليهم شى أنواع التعذيب والقتل ؟

هل البعثيون هم الذين يختطفون الفتيات الآن ليغتصبوهن ويقتلوهن ؟

هل البعثيون هم الذين رهنو نفط العراق للشركات الأجنبية ؟

هل البعثيون هم الذين سرقوا مليارات الدولارات المخصصة لإعمار العراق ؟

هل البعثيون هم الذين هجروا الآن ملايين المواطنين ؟

هل البعثيون هم من زرع الطائفية والتمزق العرقي والأثني ؟

والقائمة أخي ستطول وتطول وتطول ...

نعم كلنا كنا ننادي بالديمقراطية , وكلنا كنا نشخص أخطاء كانت تمارس من قبل بعض المحسوبين على النظام السابق , لكن هذا لا يبرر أن نرتمي بأحضان الصهيونية وأحضان الصفوية وأحضان الأطماع الغربية.

أشرت إلى اغتيال الدكتور راجي التكريتي رحمه الله , وأسأل كم من العلماء قتل الآن وذبج وهجر ؟

ماذا أضاف الحكام الجدد لبلدهم الآن ؟؟؟

وإذا كنتم لحد الآن ترمون بما يحدث على البعثيين , وبعد أربع سنوات من الإحتلال وبوجود آلاف العملاء والخونة ومن يساندهم من الشرق الأصفر الحاقد ومن الغرب اللعين , فعلى ماذا يدل ذلك؟

آن الآوان لكل عراقي أن يثوب إلى رشده , ففي العراق مقاومة شريفة لن تتوقف إلا بدحر كل أشكال العدوان وتطهير العراق من رجس الإحتلالات الثلاثة ( الصليبية والصهيونية والصفوية )
وما يوم النصر ببعيد ...

والله أكبر , ونصر من الله وفتح قريب.

فؤاد بوعلي
23/03/2007, 12:14 PM
أخي عامر ....الإخوة الفضلاء
عدنا مرة أخرى إلى عراقنا الحبيب لنزيده جرحا آخر فوق جراحه اليومية .....
هل يا ترى عندما نعتبر أحد رموز النظام القديم شهيدا نكون قد حققنا انتصارا ؟
هل يا ترى عندما نخونه نكون قد بنينا عراقا جديدا ؟
في الاتجاهين معا لن نزيد غير أن نكون نموذجا لواقع طائفي مذهبي يخون أحدنا الآخر ... والدليل ما قاله أحد الإخوة الذي كان يبحث عن توجه الجمعية .... وكان يكفيه أن يطالع ميثاقها التأسيسي وليس حديث المنتديات ...
الحديث بأكمله هو حول عراقين : عراق صدام وعراق الطوائف .... فهل نحن ملزمون على الاختيار بين أحدهما ؟ ...أليس من حق العراقيين أن يؤسوا كيانا غير هذين الكيانين المشوهين ؟
العراق الأول شرد العلماء ...قتل الأطفال .... ذبح الأساتذة ...وانظروا إلى أوربا كم تمتلئ بالثائرين عليه وعلى زمنه .... والذين يتحدثون من عواصم أوربا لم يفروا اختيارا بل أجبروا على ذلك ...
والعراق الثاني ملأ الدنيا دما ونارا .... وقتل ولا زال يقتل ....
فأي العراقين أفضل ؟
أتمنى أن يبحث العراقيون عن عراق ثالث ...وندعهم يبحثون هم أنفسهم لا أن ننصب لهم محاكم التفتيش باسم العروبة والاسلام والمقاومة
وكل عام وأهلنا في بغداد الرشيد بألف خير

معاذ أبو الهيجاء
23/03/2007, 12:34 PM
حتى لا يختلط الحابل بالنابل وحتى نخرج من البعد الشخصي للمسألة!

ماذا تقول كمثقف أو مبدع أو مفكر عربي لحكومة المالكي الآن؟!

هذا هو السؤال!

تحية مباشرة!

أقول لهم أتركوا العمالة لأمريكا و اتقوا الله و كونوا مع الصادقين .

د. محمد قيصرون ميرزا
23/03/2007, 12:57 PM
حتى لا يختلط الحابل بالنابل وحتى نخرج من البعد الشخصي للمسألة!

ماذا تقول كمثقف أو مبدع أو مفكر عربي لحكومة المالكي الآن؟!

هذا هو السؤال!

تحية مباشرة!

ماأقوله لحكومة المالكي .. هو نفس الذي أقوله لكل حكومة عربية يوجد على أرضها قوات أجنبية أوعلم إسرائيلي يرفرف فيها بينما فلسطين تذبح يومياً .. والعراق ينفجر كل لحظة !! ... هل يتبرع أحد الأخوة بتعداد هذه الدول؟؟

تحية غير تطبيعية !

عامر العظم
23/03/2007, 12:59 PM
السيد نوري المالكي،
"رئيس الحكومة العراقية"
المنطقة الخضراء،

أرجو أن يسمح لي هذا الجمع العظيم بتوجيه رسالة علنية لك وأترك للمعنيين توصيلها إليك!

تمهيد:
أنت رئيس "حكومة عراقية طائفية" ونحن جمعية دولية حرة للمترجمين واللغويين العرب!
أنت تتحدث باسم حكومة أقلية طائفية وأنا أتحدث باسم أعظم صرح فكري حضاري على وجه الأرض!
أنت تملك "المنطقة الخضراء" ونحن نملك الأجواء!
أنت تتحدث سياسة ونحن نتحدث فكراً ومبادئ!
أنت لا تتمتع بأية مصداقية لا محلية ولا خارجية ونحن نتمتع بمصداقية دولية!
أنت ستذهب أو يذهبون بك في أي وقت أو تطلب اللجوء عندما تنهي مهمتك أو المهام الموكلة إليك ونعرف أننا سنظل قوة فكرية تزداد تأثيراً كل ساعة!
لديك جيش من المؤلفة قلوبهم ونحن جيش جرار من المترجمين واللغويين والمفكرين والصحفيين والمثقفين والكتاب والأدباء والإعلاميين!
لديك وزارة إعلام عميلة وناطقين رسميين لا يأبه بهم أحد ونحن إمبراطورية إعلامية وفكرية نصل إلى من نشاء!
أنت غير قادر على مبارحة المنطقة الخضراء ونحن قادرون على الوصول إلى أي مكان!
وبعد!

فإننا نطلب منك ما يلي:
التوقف فورا عن جرائمك بحق العراق، جميع العراق، أو تقديم الاستقالة الفورية لمن وظفوك!
إيقاف هذه المحاكم الهزلية والمخزية فورا لأنك ترتكب جرائم بحق أهلنا من الشيعة قبل السنة!
إطلاق سراح جميع العلماء والأكاديميين العراقيين فورا!
إطلاق سراح جميع المسئولين العراقيين فورا!
إطلاق سراح جميع الأسرى العراقيين فورا!

إننا نحملك ونحمل جميع الطائفيين في عراق اليوم مسؤولية ما يجري فيه ونعدك بأننا سنلاحقك ونلاحقهم ما حيينا إن لم تستجب لطلبات الجمعية! ولتعلم أن العراق أرض عربية وحقها دفاعنا عنها فهي لم تكن يوما "مالكية"!

عامر العظم
رئيس الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب

نسخة إلى 55000 من صفوة المترجمين واللغويين والمبدعين والأكاديميين والأساتذة الجامعيين والخبراء والعلماء والمفكرين والمؤرخين والباحثين والمستعربين والكتاب والشعراء والأدباء والقاصين والمثقفين والمحامين والصحفيين والإعلاميين والناشرين والمراكز والمؤسسات والمنظمات والفعاليات الثقافية والفكرية والعلمية والاقتصادية.

www.arabswata.org

سمير عبيد
23/03/2007, 01:24 PM
الأخوة الأكارم
تحياتي ورائع ما تقدمتم به لهذا العميل ونحن معكم وبدورنا حولناه الى مكتب أياد علاوي والى الخارجية العراقية الكردية والى رئيس البرلمان والى 7 أعضاء من البرلمان والى بعض المواقع والى هيئة النزاهة وموقع السيستاني الكهنوت.
وتقبلوا تحياتي
الصحفي والإعلامي والباحث العراقي
سمير عبيد

بنت الشهباء
23/03/2007, 02:11 PM
حتى لا يختلط الحابل بالنابل وحتى نخرج من البعد الشخصي للمسألة!

ماذا تقول كمثقف أو مبدع أو مفكر عربي لحكومة المالكي الآن؟!

هذا هو السؤال!

تحية مباشرة!


كل أحرار العالم والشرفاء لديهم إجابة واحدة على سؤالكَ النزيه الحرّ
أخي عامر
ألا وهو : كفاكم نفاقًا وخيانة وعمالة ....
كفاكم خداعًا وكذبًا بأنكم ستجلبون الحرية والديمقرطية بحجة محاولة الإرهاب ...
كفاكم قتلًا لشعبكم الأبي في العراق وتشريده والاعتداء على حرماته وأعراضه ...
كفاكم سرقة ونهبًا لثروات بلادكم ........
والله والله مكانكم في مذابل التاريخ
يا من وقفتم ضد شعبكم , وسمحتم للأعداء أن تمتطي ظهوركم
بحجة تحرير العراق من النظام السابق .......

تحية جريئة

عبدالكريم يحيى الزيباري
23/03/2007, 05:12 PM
السيد عامر العظم المحترم
رئيس الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب
بارك الله فيك ووفقك الله وجزاك عن شعب العراق خيراً.
لكن هل تسمح لي بسؤال يتكرر في أقنعةٍ جديدة ويبقى السؤال نفس السؤال؟
هل يكفي القول والمقال مع أمثال مَنْ تخاطب؟
هل تعتقد أنَّه سيقرأ رسالتك؟
ألم تسمع بقصيدة الحارث بن عباد بعد أن قتل ابنه جبير :
قربا مربط النعامة مني ليس قولي يُراد لكن فعالي
متى سينتقل مثقفونا إلى الفعل؟
أليس صحيحاً أنَّ المثقفين هم أجبن الناس؟
لماذا لا تبحث عن محكمة تقبل برفع دعوى ضد جريمة واحدة من جرائمه تكريم مغتصبي صابرين، واختطاف أكاديمي وزارة التعليم وقتل السنة منهم وإطلاق سراح الشيعة وتبديد أموال الشعب حتى وصل العراق إلى ثاني دولة في الفساد بعد هاييتي؟
هل تظنُّ أنَّه بقيت لديه ذرة من الإنسانية؟
وإذا كان إنساناً أفلم تقرأ قوله تعالى( وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ {179)الأعراف
ألم تكرم جمعيتكم أناساً من الطائفيين أو ممن يطبلون لهم ويسيرون في ركبهم؟ ألم يقل العرب في الجاهلية تنهانا أمنا عن البغي وتغدو فيه؟
لو لم يكن أهل البوسنة مسلمين كالعراقيين هل كان المجتمع الدولي سيصمت أمام مليون قتيل(هذا المعلن)خلال ثلاث سنوات، وأربع ملايين مهجرين في الداخل وثلاثة ملايين مهجرين في الداخل؟
القائمة طويلة والعراقيون لا يحتاجون قولا بل فعلاً على الأقل افصل عن جمعيتك من يعمل في هذه الحكومة التي تقول عنها طائفية أو ارفع دعوى في إحدى محاكم الدول العربية كمصر التي تدعو بوش للبقاء في العراق بل وتتوسله، والخليج الذي انطلقت القوات الغازية منه، ولا زال يستقبل بوش استقبال الفاتحين، ألا تحتمي الدول العربية القوية ببوش للحفاظ على كراسيها؟ لماذا رفضتا تركيا وإيران تقديم مساعدة للقوات الغازية؟ بينما احتفلت معظم الدول العربية بسقوط بغداد؟ ليس العيب في من تنادي لكن العيب فيمن سكت وتجاهلت عنهم وهم الذين يعترفون به كأي كائن آخر شرعي شريف وطني، وإذا كان الزعماء يعترفون بالزعماء فأنتم تعترفون بل وتكرمون أذيال من تهجو وتنادي...
أرجو أن لا تغضب من كلامي كي لا تكون من الذين هم للحق كارهون وأن لا تسألني عمن أعني فإذا كنت لا تعرف أعضاء جمعيتك فعليك طلب فورم جديد لهم مع التأكيد على المهنة الحالية لتتعرف عليهم أكثر ولا تطلب منهم الاستقالة لأنَّهم يأكلون بها خبزا وحلاوة ولا ولن يهمهم لو سقط مليون قتيل آخر أو خمسة ملايين
والسلام عليكم

علي سيدو رشو
23/03/2007, 06:21 PM
السيد الفاضل الأستاذ عامر العظم المحترم
تحية طيبة وبعد،
لقد أصبتم في الفكرة والتصرّف مع هكذا مجموعة من البشر قادت العراق إلى هذا الوضع المأساوي الذي بدأ يئن تحت وطأة العنصرية والطائفية المقيتة التي لم يشهد لها البشرية في تاريخها من مثيل. إننا في الداخل نتعرض إلى أبشع ما يتصوره عقل الإنسان من خطف وقتل على الهوية والأفتقار إلى المحروقات والكهرباء وفي الأخير قطع المواد التموينية. إننا لم نكن مع النظام السابق في تصرفاته ولكن ليشهد علينا الله بأننا بدأنا نحّن عليه ونتمناه. لكم منا كل التقدير وأتمنى أن يتم تطوير هذا المشروع كعامل ضغط كبير وقوى دولياً وتفعيله بشكل كبير لإرجاع هيبة العراق العظيم إليه.
إن وضع الأقليات الدينية والعرقية يمر الآن في أخطر مرحلة من حياتها، وتحت أسم الديمقراطية يتم نهب الحقوق الأساسية التي نصت عليها المواثيق الدولية. الله اكبر على الذي يجري بحق الإنسانية في العراق (الجديد)، فلقد سمعتم بالذي جرى في الشيخان بحق الإيزيدية في 15/2/2007 وكيف هوجموا من قبل متطرفين إسلاميين من الأكراد على مرأى ومسمع من القيادة الكردية وكان عدد المهجمين أكثر من الفي مسلح في مركز قضاء الشيخان ولمدة يومين لا يستطيع أي إيزيدي الخروج من داره ناهيك عن حرق الرموز الثقافية والاجتماعية ونشر الرعب والخوف بين الأطفال والنساء وقذف المراكز الدينية الإيزيدية بالأحذية والتجاوز على بيت الإمارة وحرق الممتلكات الخاصة والعامة. إنها مأساة يعيشها العراقي أينما كان في ظل (الديمقراطية الجديدة، والعياذ بالله منها فيما إذا استمرت بهذا الشكل).

حمزة الجواهري
23/03/2007, 06:44 PM
لعمري كم كنت صادق السريرة معهم حين أجبت، لكني على يقين الآن أن الحديث مع البعثيين مضيعة للوقت، وقد لا أكون مغاليا لو قلت أنه يعد ضربا من ضروب الرذيلة، لأنه يعطيهم الفرصة لكي يقدموا للتاريخ مزيدا من الأكاذيب، فالحديث معهم، والله، كما الصلاة في حظيرة الخنازير، مهما كانت صادقة فهي مرفوضة موضوعيا، لأنها تشرف المكان الذي من المحال أن يكون نظيفا.
أيها الأخوة العرب اسمعوني فأنا في حالة من الصراحة قد لا تسمعوها من شخص آخر، لقد عاد لي الوطن قبل أربع سنوات، وهذا هو صلب الموضوع.
كما أسلفت في رسالتي السابقة، كغيري من الملايين الخمسة التي هجرت الوطن قسرا بعد ملاحقات واعتقالات وسجون وتعذيب، الكثير منا فقد أسرته ووظيفته وما يملك حتى لم يبقى له ما يفقده، ومع ذلك كنا أفضل حال بكثير ممن تم تهجيرهم بثياب النوم أو حتى بلا ثياب، وهؤلاء كانوا أفضل حال بكثير ممن تم إزالة مدنهم من الأرض وملئت الأرض بأجسادهم في عمليات قتل جماعية وتصفيات عرقية وطائفية لم يشهد التاريخ لها مثيلا، وهذه الفئة تعتبر أيضا أسعد حالا من ألائك الذين تم دفنهم أحياء.
وفي الغربة، أو الوطن الجديد كانت أحلى مجالس السمر عندنا هي التباري بعظم المصيبة، ومن كانت مصيبته أعظم كان يخشى من الحديث عن مصائب الغائبين عن الجلسة، لأن مهما عظمت مصيبته كانت هناك مصائب أكبر، وأخرى لا يستطيع المرء التحدث عنها، وهذه كانت أشد المصائب إيلاما لأنها بقيت حتى اليوم تكتم على نفوس أصحابها.
طال بنا المقام في المهاجر القسرية حتى أضحت الغربة وطن، وقد ولد لنا أبناء لم يروا لحد الآن ذلك الوطن العجيب الذي مازال أبناءه متعلقين به رغم قسوته عليهم، بقينا عقودا طويلة لم نرى خلالها حتى الحدود، وكان الأمل بالعودة قد مات، لأن صدام كان ممتنع عن الموت، وهو ماض بتهيئة أبناءه لوراثة الملك العظيم.
خلال السنوات الطويلة نسينا الأصدقاء والأقارب والجيران وشطبت السجلات العائلية للبعض وحجزت سجلات آخرين حتى لم يعد باستطاعتنا تسجيل أبنائنا في الوطن المستباح لغيرنا من سقط المتاع في أوطانهم.
في التاسع من نيسان عام2003، وبغفلة من الزمن، سقط النظام، وسقط التمثال، وذابت الأجهزة القمعية تحت الأرض، وهرب البعثي أينما كان خوفا من الانتقام في مشاهد تاريخية لم تتكرر.
أتذكر يومها كنت في العمل ومعي زملاء عرب، وبعد أن اتصل بي صديق ليبلغني الخبر العظيم أن النظام البعثي قد سقط، صرخي بأعلى صوتي....
- لقد عاد لي الوطن من جديد...... يا ألله .... هل حقا ذهب صدام إلى الجحيم؟!........
يومها كنت ارقص فرحا رغم أني كنت واثقا من سقوط النظام هذه المرة.
- لقد جن الرجل حين سقطت بغداد .....
سمعت زميلي العربي يحدث شخصا آخر مبديا تعاطفه معي لأني جننت......
بغداد لم تسقط، فالذي سقط هو النظام ..... فقد كان ردي حاسما وحادا بهذه الكلمات على زميلي العربي الذي استنكر دموع الفرح في عيوني.
لكنه الاحتلال.......!؟!
أجاب الرجل وقد اتسعت عيناه من تحت النظارات المعظمة، أجاب وهو غير مصدق.
عن أي احتلال تتحدث، كان ردي حاسما، وهل هناك احتلال يعيد الأوطان لشعوبها؟ نعم لقد عاد لي الوطن بعد أن سلب مني؟! لقد عاد الوطن، ألا تفهم؟ أما الاحتلال فإنه سوف يذهب يوما ما، لكن صدام لو بقي لاستمر حكم العوجة للعراق ألف عام أخرى.......
قلتها وأنا أترك مكتبي دون أن أعتذر عن حضور اجتماع كان معدا منذ مدة، ولكن لا أعرف أين أمضي، فأنا أشعر بالحرية وحسب........
رغم أني مازلت خارج الوطن..... ورغم أن الوطن مازال يتفجر حقدا طائفيا وانتقاما من قبل فلولهم، لكني أشعر فعلا بالحرية وأملك إرادتي كاملة وأشعر أن الوطن قد عاد حتى لو كان ركام.
أتمنى لكم أيها الأخوة العرب أن تروا يوما يذهب فيه الجلادون في أوطانكم إلى صقر، صدقوني أتمنى من أعماقي هذا الأمر، رغم أنكم تريدون لنا الموت تحت سياط الجلادين.
بالله عليكم لا تفسدوا فرحنا باليوم العظيم، يوم سقوط النظام البعثي، واتركوا الشعوب تقول كلمتها دون أن تدسوا لها السم البعثي الزعاف.

عادل العاني
23/03/2007, 08:24 PM
أحييك أخي الأستاذ عامر العظم ,

وهي ليست تحية شخص وإنما تحية شعب هو شعب الرافدين العظيم من زاخو إلى الفاو ,

وقد أرسلت المذكرة إلى بعض المواقع , وسيتم إيصالها إلى داخل العراق وطبعها ونشرها .

وأقول لأخي حمزة الجواهري , ليس غريبا على من باع وطنه أن يعتبر احتلاله عيدا ,

وأتحداك أن تثبت إنك هجرت قسرا , بل أنت من ترك وطنك راحلا لبلاد أنت رغبت بها.

وهكذا كان حال من جاء اليوم على دبابات الإحتلال بعد أن ارتضى لنفسه أن يكون مطية لأسياده.

وسيبقى التاسع من نيسان يوما أسودا في تاريخ الأمة العربية .

ولكن يوم التحرير بات قريبا عندها سنرى أين سيختبئ هؤلاء المجرمون بحق شعبهم وأمتهم ووطنهم.

والله أكبر وليخسأ الخاسئون

ونصر من لله وفتح قريب

عادل العاني
23/03/2007, 08:38 PM
الأخ الأستاذ فؤاد بوعلي

قرأت ردك , وأستغرب حقيقة هذا المقطع الذي ورد فيه :

العراق الأول شرد العلماء ...قتل الأطفال .... ذبح الأساتذة ...وانظروا إلى أوربا كم تمتلئ بالثائرين عليه وعلى زمنه "

ولست أدري عن أي عراق تتحدث ؟ هل عراق صدام هو الذي هجر العلماء , وقتل الأطفال , وذبح الأساتذة ؟ بالله عليك هل قرأت تاريخ العراق إبان هذه الفترة ... أم تكرر ما يقوله بعض من خان أرضه ووطنه , والعراق الذي كان يشهد له القاصي والداني بمتانة تعليمه وكفاءة علمائه , وكثرة جامعاته , وبنائه لصناعة متطورة , أما ما تفضلت به من صفات فهي التي يوصف بها عراق اليوم , العراق المحتل من قبل كل أعداء القومية والإنسانية والإسلام ...
ونظام تعليمه الذي خضع للجان التفتيش المدسوس فيها عملاء لإسرائيل ... فلماذا ؟
وأرجو أن تعيد قراءة التاريخ إبان الفترة السابقة ليتسنى لك الحكم على عراق صدام حسين , العراق الذي كان شوكة في خاصرة الأطماع الفارسية , وشوكة في أحلام الأطماع الصهيونية وشوكة في عيون ساسة البيت الأسود وعملائه ومن تربع بأحضانه.

وإن أردت المزيد فهناك ما يملأ الكتب والصفحات ...

وتقبل تحياتي وتقديري

عادل العاني
23/03/2007, 08:41 PM
واقرأوا إخوتي هنا ما يكتبه السيد علي الصراف ...

كتابة الواقع وكتابة البيانات

على الصراف


أفضل الدكتاتورية، وأرفض الديمقراطية رفضا حازما، اذا دعتنى الى ان استخدم اللغة نفسها التى يستخدمها مجرمو حرب مثل ديك تشينى وتونى بلير. ولسان حالي، فى هذا، هو لسان حال الشيخ عبد الحميد بن باديس، الذى قال، فى غمره المقاومة ضد الاحتلال الفرنسى للجزائر: لو قال الفرنسيون لا إله إلا الله محمد رسول الله، لما نطقت بها. وخسر الفرنسيون، وانتصر الجزائريون.

لا يجتمع أربعة مثقفين، فى صالة فندق، إلا وتكون مسودة البيان الختامى للمناقشات قد أصبحت جاهزة للتوقيع. وبطبيعة الحال، فان حشدا من النوايا الطيبة سوف ينهمر من الجهات الست، ليغدق المعنيون على شعوبهم بالعثور على حلول ناجعة لجميع الأزمات.

ولا شيء صعب. ذلك ان ثمة لغة مسبقة، تكفل التوصل الى تحقيق كل الطيبات من الأماني، بأقرب الطرق، وأسهل المعجزات. ويستطيع ان يعيش المرء فى ماناغوا، او هونولولو، او ساحل العاج، إلا انه يظل يستخدم اللغة نفسها، من دون ان يشعر بأن الكرة الأرضية تدور، أو انها ليست مسطحة كما تبدو.

وهكذا، فبوسع المرء، فى أى مكان كان، ولدى معالجة أى أزمة، فى اربع جهات الأرض، بكل ما فيها من قارات، ان يؤكد "التزامنا بالتنوع والتعددية الفكرية والثقافية والاجتماعية والسياسية والدينية، وبالعمل من اجل تحقيق مبدأ التداول السلمى للسلطة واعتماد ذلك منهجا ثابتا، ورفضنا الحازم للدكتاتورية ولأى نمط حكم استبدادى لا يعتمد على الارادة الشعبية الحرة، ووفقا لما تقرره صناديق الاقتراع".

هل لديك أزمة؟ خذ النص أعلاه، وستجد انها انحلت. وكان الله يحب المحسنين. هكذا بجرة قلم. فالمثقفون ليسوا "شوية"، ولا يجب فى جميع الأحوال الاستهانة بقدراتهم على اجتراح الحلول الكونية لجميع المعضلات. انما انطلاقا من تلك اللغة، كاملة القدرة، التى كل مثقال ذرة منها فيه ما يكفى لكى يهز الجبال، ويجعل أسوأ الأمور عال العال.
والحال، فللمفارقة العجيبة أحيانا، ان "رفضنا الحازم للدكتاتورية" يكون هو المشكلة، وذلك بما انه رفض مشترك يجعل الفارق بيننا وبين الرفيق جورج بوش قدس الله سره، ليس كبيرا الى تلك الدرجة التى يجوز من أجلها سفك الدماء، فما بالك بالمقاومة؟ والواقع، فان المحافظين الجدد فى البنتاغون لا يقولون الشيء نفسه بمجرد الصدفة. فهم أيضا يمارسون الرفض الحازم نفسه للدكتاتورية، وكل الفارق هو ان المثقفين، مثل بابا الفاتيكان ليس لديهم دبابات، فى حين ان أشقاءهم، على الضفة الأخرى لأيديولوجيا "التنوع والتعددية الفكرية"، يملكون دبابات ولا يترددون فى استخدامها.

شخصيا، كنت مثل أولئك المثقفين، إنما بفارق واحد، هو إننى رأيت ما تفعله الدبابات، فلم تعد الأرض مسطحة، كما كانت تبدو. قبل الدبابات، كنت سألعن تراجيديا الحظ العاثر التى دفعتنى للذهاب الى صالة فندق آخر لأخسر "المنعطف التاريخي" الذى شقه ذلك البيان.

بعد الدبابات، فإنى لأحمد الله، على انى لم أعد انتمى الى تلك الفئة المباركة من المثقفين الذين يكتبون معلقاتهم التاريخية ويوقعون عليها كما يوقعون على دفتر الشيكات.

أسوأ من ذلك، فأنا أفضل الدكتاتورية، وأرفض الديمقراطية رفضا حازما، اذا كان من شأنها ان تجعلنى أقف على مسافة ميل واحد قريبا من دونالد رامسفيلد، أو اذا دعتنى الى ان استخدم اللغة نفسها التى يستخدمها مجرمو حرب مثل ديك تشينى وتونى بلير. ولسان حالي، فى هذا، هو لسان حال الشيخ عبد الحميد بن باديس، الذى قال، فى غمره المقاومة ضد الاحتلال الفرنسى للجزائر: لو قال الفرنسيون لا إله إلا الله محمد رسول الله، لما نطقت بها.

وخسر الفرنسيون، وانتصر الجزائريون، ليس بفضل قوالب المثقفين التى تصلح لكل زمان ومكان، بل بفضل صلابة الموقف المناهض للاحتلال؛ بفضل التبرؤ ليس من الاحتلال وحده، بل ومن ثقافته أيضا.

ولئن كانت ثقافة المثقف "وحلوله" تغلب عليه كما يغلب الخدرُ على السكران، فلا يعود قادرا على التحكم بدوران الأرض، فالعيب، من وجهة نظره "بما انه دائم الصواب" لا يكمن فى انه سكران، بل فى الأرض التى لا تثبت على حال.
هكذا، اتحفنا عدد من المثقفين والأكاديميين والشخصيات... ببيان، عالجوا فيه كل مشاكل العراق، وانهوا فيه كل أزمات الاحتلال وحكومة مليشياته الطائفية، وأقاموا حكومة جديدة، واقترحوا بداية لا تقل عن تنحية المقاومة بعيدا عن السلطة "شوف الغطرسة" وإيلائها للذين لم تتعفر جباههم بالتراب، انما من دون ان يلاحظوا ان عدد التكنوقراط "غير المنحازين" لأحد طرفى الصراع لا يكفى لتشكيل مجلس بلدية.

ولا تقل لى أين يكمن العيب فى هذا. فالمرء لا يتناول كل هذه الجرعة من المسكرات الثقافية ليجد نفسه يجانب جادة الصواب.

وهل من المعقول ألا تكون "القضية الفلسطينية "كما ورد فى البيان" هى القضية المركزية للأمة العربية"، فبرغم ان عدد اللاجئين العراقيين فى دول الجوار صار أكبر من أن تستوعبهم المخيمات، فان القضية الفلسطينية "لا الاحتلال الامريكى للعراق" ما تزال هى القضية المركزية.... للعراقيين، ولكن هل تعرف لماذا؟ لأن الأرض مسطحة. ولأنها لم تدر، لا على نفسها، ولا حول الشمس، منذ أربع سنوات، ولا لمرة واحدة، فظلت الأشياء، كإيقونات جميلة، على حالها فى متحف الزمان. وكما هو متوقع من بيان مثقفين، فانه، كالعادة، "تضمن كل ما هو جديد ومفيد. إلا ان جديده غير مفيد، ومفيده غير جديد".

فهم عرضوا حلولا لكل ما يتمنى ان يراه، وقالوا "فى نص نشرته "القدس العربي" يوم 9 آذار (مارس) الجاري" انهم يعلنون "بلهجة عراقية مسؤولة" انهم يرفضون الاحتلال الأجنبي، كما يرفضون "جميع ما ترتب عليه من نتائج بكل السبل الممكنة والمتاحة" ويدعون الشعب العراقى الى مقاومة الاحتلال لإجباره على الانصياع لإرادته... الخ، ولكنهم رغم الرفض لجميع ما ترتب على الاحتلال، اقترحوا تشكيل حكومة انتقالية من الكفاءات المستقلة وغير الحزبية لإدارة دفة البلاد الى شاطئ السلام و..." بقية الكلام الجميل، الذى يصلح لإنهاء ليس الحرب الأهلية فى سيريلانكا، وانما لانهاء النزاع فى ايرلندا الشمالية أيضا، حتى ليكاد يعجب المرء، كيف ان الأمم المتحدة، وحكومات العالم المختلفة، لا تستفيد من هذا البيان فى صياغة دساتيرها ولحل مشاكلها المستعصية.

ما يهم فى الأمر، هو ان رفض كل "ما ترتب على الاحتلال"، يعنى ان الاحتلال باطلٌ. وباطلٌ كلُ ما بُنى على باطل. وهذا يجب ان يعني، لكل رافض، ان "النظام السابق" "على الباطل" هو وحده النظام الشرعي. ولئن أُستشهد الرئيس الذى كان يقف على رأس هذا النظام، فنائبه ما يزال حيا يرزق، وهو نائبُ بسالةٍ وجهاد، وحتى لو اختلف المختلفون فيه "كما نختلف فى كل خلق الله" فهذا لا ينزع عنه شرعيته الدستورية ولا شرعيته الجهادية، انه عزت الدوري، بالإسم، والجسم، ولا أحد سواه. تحبه أو لا تحبه، لا يهم. ولكن، اذا شئت ألا تتواطأ مع ما "ترتب على الاحتلال"، فلن يكون بوسعك أن تستولى على حقه القانونى والدستورى والجهادي.
وقد أصوّت أو لا أصوّت له، فى أقرب انتخابات. فهذا شأنى أنا وحدي. أما المحرمات الدستورية، فهى محرمات. وأما المحرمات الجهادية، فهى على قدسية أشد. ولهذه القدسية رجالها ونساؤها وفتيانها من المناضلين والأحرار الذين لا تساوى أقلامنا قيمة قطرة واحدة من دمائهم تلك التى يبذلونها رخيصة من أجل تحرير العراق... وهم يفعلون ذلك، ليس من صالات الفنادق، وانما فى العراء، فى الحر والبرد والطين والغبار، وبالجوع والحرمان. اذا كان يجب ان تكون هناك حكومة انتقالية، من أى نوع، فانها يجب ان تكون حكومة هؤلاء. حكومة ترتضيها فصائل المقاومة والجهاد. حكومة يقرر قادتها أى نوع من أنواع "التعددية" و"الديمقراطية" او الدكتاتورية والاستبداد هو الأنسب للعراق. إذا سألونا رأيا، سنجيب.
وإذا لم يسألوا، فلن نصمت، على أى حال، فنحن سنظل نثرثر وننتقد ونقترح الى ما شاء الله. ومثلما ان الكلام قدرنا، فان مواجهة الكلام قدرهم أيضا.

ولكن الحق حق. لا يجدر بأحد ان يشكك بوطنية موقعى ذلك البيان. وليس من اللائق التعريض بهم كأشخاص. والتجريح قبيح، وهو مفسدٌ لعدالة كل قضية. فمن حقهم ان يقترحوا حلولا، ومن حق المقاومة ان تقول كلمتها. هم قد يكتبون بيانات، ولكن المقاومة هى التى تكتب الواقع.

ولعلهم أخطأوا فى ثلاث. الأولى، فى التوقيت. فهم أصدروا بيانا، والرصاص يلعلع. وحيث المقاومة فى أوجها. حتى بدوا كمن يقترح عرسا وسط مراسيم العزاء. والثانية، فى الاتجاه. فهم وضعوا المقاومة جانبا، ليخاطبوا ذلك الآخر الذى لا تجدر مخاطبته، حتى الآن على الأقل، بغير الرصاص "والأحذية، إذا زادت عن حاجة الحفاة". والثالثة، فى اللغة. فقد كانوا مخمليين، أنيقين، وحاولوا أن يبدوا "معقولين"، إنما فى بيئة جنون مطلق ووسط كابوس مرعب.

وبالأحرى، كما حاولوا ان يظهروا كـ"مثقفين" قادرين على الإتيان بحلول لا يأتيها الباطل، وشديدة الصلاحية الى درجة شديدة الفساد. ولكن، كم كان من الأجدر بهم، وهم الذين رأوا ما يفعله الاحتلال من أعمال قتل وتعذيب واغتصاب، ان يقولوا: تسقط الديمقراطية، تعيش المقاومة، لا بل يعيش التطرف، ويعيش الإرهاب. كم كان من الأجدر بهم، وهم يرون أولئك الذين تختلط دماؤهم بالتراب دفاعا عن شرف العراق، ان يخلعوا القفاز المخملى لتلك اللغة البائدة، و"يدوسوا" بأحذيتهم على كل الشعارات القديمة، ويبصقوا فى وجه كل الأفكار "الديمقراطية" التى تجعل منهم إذاعة "صوت أمريكا" أخرى تتواطأ مع السم الزعاف او تجد للاحتلال أعذارا باسم محاربة "الدكتاتورية والاستبداد".

وكم كان من الأجدر بهم ان يقولوا "تففف" على كل تونى بليرٍ سافلٍ خلقه الله. وكم كان من الأجدر بهم ان يقولوا للإحتلال وللأمم المتحدة: حتى اذا قلتم "لا إله إلا الله، محمد رسول الله"، فلن ننطق بها، وسنتبرأ من الإسلام نفسه. بهذه اللغة، كان يجدر بالأكاديميين بالذات ان يخاطبوهم، لتكون كلماتهم رصاصا، ولتكون تعبيرا عن غضب جامح ضد غزاة وعملاء أنذال وأنجاس.

لماذا؟

لأنهم أحقر من أحقر دودة فى الأرض. ولأنهم مصاصو دماء. ولانهم فاشيون، بالمفرد والجملة. ولأنهم منافقون "عينى عينك". ولأن لغتهم وثقافتهم وأفكارهم كلها أدوات قتل وتعذيب وإغتصاب.

عندما يغيب العقل والمنطق فى كل عمل من أعمال الجريمة التى يرتكبها الاحتلال، وعندما يصبح الموت كابوساً يلقى بكلكله على صدر كل أب وأم وأخ وأخت فى بلد ينزف حتى عنان السماء، وعندما يصبح النهب والاغتصاب والقتل العشوائى هو لغة العمالة والانحطاط، فبأى معلقات "ديمقراطية" كان يجدر ان يبدأ البيان؟ وكم كان من الجميل، لوطنى جليل، مثل خير الدين حسيب او لشيخ جليل مثل جواد الخالصي، أن يقف فى وجه الغزاة، او ممثليهم، او من ينقلون عنهم، ليقول لهم: تفففٌ عليكم. تفففٌ على وحشيتكم وجرائمكم.

وتفففٌ على عملائكم وعمائمكم، وسنبنى العراق بالقذائف والمتفجرات وليس بالترهات. لو كانت الأرض تدور، لوصلت الى هنا، ولكانت هذه هى لغة الثقافة الحقة... أوالرصاص.

العرب اونلاين 16/03/ 2007

عادل العاني
23/03/2007, 08:46 PM
وإلى أخي عبدالجبار البياتي وأخي حمزة الجواهري , هذا ما يقوله كاظم الجبوري وهو الذي حمل معولا في يوم 9 نيسان 2003 ليساهم في تحطيم تمثال الرئيس الراحل صدام حسين في ساحة الفردوس :

بعد 4 سنوات من اسقاط التمثال: نادم نادم نادم
دورية العراق
كاظم الجبوري رافع الاثقال العراقي الذي اشتهر في فيديو اسقاط تمثال ساحة الفردوس حيث كان يحمل شاكوشا للمساعدة في تكسير قاعدة التمثال.

قال في التلفزيون البريطاني هذا الاسبوع :" اني نادم حقيقة حول مساعدتي في اسقاط التمثال . الامريكان اسوأ من الدكتاتورية . وكل يوم اسوأ من سابقه ".

وقد روى ان سبب اسراعه للمحاولة في اسقاط التمثال في ساحة الفردوس يوم 9 نيسان 2003 انه كان قد سجن "ظلما" كما يرى وان بعض من اقاربه كانوا قد اعدموا او سجنوا ولهذا كانت امنيته منذ ان نصب هذا التمثال ان يأتي اليوم الذي يسقطه فيه .

وأضاف :"لكني اليوم افضل ان اعيش في ظل نظام صدام حسين بدلا من تحت الاحتلال . انك لا تعرف عدوك من صديقك الان . الوضع يتدهور ولا يتحسن . الناس فقراء والغلاء يزيد يوما بعد يوم ."


تعليق الدورية : حسنا فعل اذ اعترف بندمه . ولكن كما كان يبدو من مسرحية اسقاط التمثال انه لم يذهب تلقائيا فقد كان مهيئا من قبل الامريكان او عملائهم للقيام بذلك . فكيف عرف انه سيسقطون التمثال ليظهر مع الشاكوش ؟ وكيف ارتدى هذا الزي الذي يرتديه الملاكمون او المصارعون او رافعو الاثقال في ذلك اليوم بالذات حيث الدبابات تدخل بغداد والناس تحت وطأة وصدمة ما يحدث ؟

عادل العاني
23/03/2007, 08:53 PM
ولمن يريد أن يعرف من هو صدام حسين , هذه هي الحلقة الثالثة , وإن رغبتم وضعت الحلقتين الأولى والثانية هنا أيضا وهي أمور كانت بعيدة عن الإعلام :
ما لاتعرفه عن الرئيس الشهيد صدام حسين - 3

اذهب للقاء المسؤول الذي عمل الى جانب الرئيس الشهيد لمدة 30 عاما واقترب منه كثيرا منذ التسعينات وحتى الاحتلال ، دون ان تكون لدي اسئلة جاهزة ، ولهذا ربما اتهمني اني لا اجيد صناعة الحوار ، ولكن عذري اني اريد ان اعرف كل شيء عن سيرة حياة رجل اكبر من الحياة ، رجل اسمه صدام حسين.

ومن جانب آخر فمحدثي لديه الكثير ويحتار من اين يبدأ ولهذا ربما جاء الحوار عبارة عن شذرات من هنا وهناك ، ولكن كل منها يروي جانبا من شخصية الشهيد .


*

لماذا اعدم الوزير ؟

اعدم احد وزراء الصحة بسبب دواء فرنسي قيل انه لعلاج تسمم الجروح التي تسببها المقذوفات وقد استخدم للجنود اثناء الحرب العراقية الايرانية ولكن بعد ذلك لاحظ مسؤولو المستشفيات العسكرية ان المصابين يشفون من جروحهم هذه بسبب الدواء ولكنهم يموتون بعد ذلك بسبب مضاعفات الدواء . وحين ابلغوا وزير الصحة بذلك أشر على التقرير بكلمة (اطلعت) وحفظه . وحين وصل الامر الى الرئيس صدام حسين قدم الوزير الى المحاكمة وحكم عليه بالاعدام .

---
علاقة المسؤول بأهل بيته

احد الوزراء كانت امه العجوز تعيش معه وقد كبرت وخرفت حتى ضجر منها وأجبر احد افراد العائلة اخته او شقيقه بأخذها من بيته لأنه وزير وتزوره الناس ولايصح ان تبقى امه وهي على هذا الوضع معه .

سمع الرئيس صدام بذلك فسأله شخصيا عن سبب اخراجد امه من بيته فأجاب :

- انها امرأة كبيرة وخرفة .
- وهل لأنها كبيرة ترميها ؟
- لم ارمها انها عند اختي
- وهل تزورها ؟
- كلا لأني مشغول .

فقال له الرئيس بالنص :

- الماعنده قرصاغ (صبر) لأمه وأبوه ماعنده قرصاغ للبلد .

وأخرجه من الوزارة ولم يسأل عنه حتى مات الرجل . وكان حين يعاقب احدا يراجعه بعد فترة ويسأل عنه الا هذا .

---
واقعة اخرى لكادر من كوادر الحزب . جاءت امه وقابلت الرئيس الشهيد وقالت له ان زوجة ابنها تسيء معاملتها وتحرمها الاكل وتضربها وتمنعها حتى من استخدام الحمام.

وقالت له : تقبل خالتك يصير بها هذا الشي .. ؟

فسألها الشهيد : هل يدري بما يحدث ؟

قالت - نعم

طلب منها الرئيس ان تبيت الليلة في بيته وكان هناك اجتماع مجلس الوزراء في اليوم التالي . وكان بعض الضيوف قد يحضرون الاجتماع ويجلسون على جانب من القاعة . وحين حضرنا اجتماع ذلك اليوم وجدنا الكادر المعني جالسا خارج القاعة ينتظر . فتعجبنا .

ابتدأ الاجتماع ودخل الرئيس صدام وقال للمرافق : نادي على أم فلان ..
فدخلت الام (وكان الرئيس قد احضرها معه من البيت)
-هل تتحدثين امامه ؟
فأجابت بالايجاب وهنا نادى على الكادر فدخل وسلم وفوجيء بوجود امه .
قال لها الرئيس :
- احجي حجية .
فروت شكواها وقالت انه ليس لديها شخص آخر تلتجيء اليه هربا من المعاملة السيئة في البيت .
ولكن ابنها تعذر بأنه لم يكن يدري ان هذا يجري في بيته .
فقال له الرئيس : اذا لم تكن تعرف ما يجري في بيتك لا تصلح ان تكون قائدا .

وفصله من الحزب مع انه كادر قديم فيه . ولكن بعد ذلك تدخل الرفاق واعاده للحزب برتبة اقل .

---

آداب الجلوس

كان دقيقا في التزامه بآداب الجلسة والحوار والاجتماع وكان شديد الكياسة ودمث الخلق . وكان لايضع ساقا على ساق ابدا في حضور اي ضيف (ولهذا لم نر له صورة وهو يضع ساقا على اخرى ابدا) . وكان الضيوف العرب والعراقيون يراعون هذا أمامه او انهم يفعلون كما يفعل . ولكن الضيوف الغربيون بشكل خاص لم يكونوا يراعون ذلك .

قلت له - ولكنهم لا يرون في وضع الساق على اخرى اهانة للجالس امامهم وكان على الرئيس الشهيد ان يتفهم ذلك ؟!
- هو يعرف ذلك ولكنه على اية حال كان يريد منهم ان يراعوا تقاليدنا . وكان ينبههم الى ذلك بكياسة
- ماذا كان يفعل ؟
- كان اولا يضع هو ايضا ساقا على اخرى ثم يبدلها ويتململ وينزلها وهكذا ولكن اذا لم يتنبه الضيف يلجأ رحمه الله الى حيلة لطيفة كانت تأتي بنتيجة فورية !

سألته وقد ازددت فضولا : اخبرني ماهي تلك الحيلة ؟

- كان يفتعل انه يريد ان يكتب ملاحظات مما يقوله الضيف او انه تذكر شيئا يريد ان يطلبه من مكتبه ، فيطلب من مرافقه دفترا وقلما . ثم يقول لجليسه : استأذنك ان اضع ساقا على اخرى حتى استطيع اسناد الدفتر والكتابة . وكان هذا تنبيها لا يخطئ فهمه احد.

ايضا لم يكن يحب التصوير المفتعل مع الضيوف . اي كما نرى الان مع بعض الرؤساء ومنهم الرئيس الاميركي حين يدخل المصور لالتقاط صورة رسمية مع ضيف فيصافحه بوش وينظر الاثنان للكاميرا ويبتسمان ثم يستأنفان الاجتماع . لم يكن يفعلها الرئيس الشهيد . ولا نجد له صورة بمثل ذلك .

----

الفرق بين الحنطة والنخلة

بعد انتهاء الحرب العراقية الايرانية في 1988 جاء وفد امريكي برئاسة عضو في مجلس الشيوخ . وكانت اشبه بجلسة تفاوض ، عرض فيها الامريكان ان يبسط الامريكان الحماية على العراق بشرط ان يعترف باسرائيل .

قال لهم : انتم في امريكا تزرعون الحنطة ونحن نزرع النخيل . لكننا في العراق تعلمنا زراعة الحنطة ولم تتعلموا او تحاولوا زراعة النخيل ، فازرعوه ثم تعالوا فاوضوني .
(يقصد ان العراقيين مثل النخيل : صبورون وشامخون واقوياء)

واضاف مخاطبا رئيس الوفد: اننا منذ ان كنا طلاب مدارس كنا نطالب باسترجاع فلسطين التي منحتوها لليهود وليس من حقكم ان تفعلوا ذلك . فتعلم زراعة النخيل وتعال فاوضني .

بالطبع ، ذهب الوفد ولم يرجع .

---

فلسطين في القلب

كانت فلسطين قضيته الشخصية وقد ظل على موقفه دون ان يتزحوح منذ عام 1958 حين انتمى للحزب . كان دائما يقول (فلسطين عربية) وكان يرى ان حل المأساة يكون بالطريقة التالية :

- الغرب واسرائيل لا يعرفان غير القوة
- العرب بحاجة الى 5000 مدفع توضع على اماكن منتخبة على حدود الدول المتاخمة لاسرائيل (سوريا - لبنان - الاردن) تضرب باستمرار حتى يضطر الصهاينة الى الانسحاب الى حدود 1967 اي تطبيق قرار الامم المتحدة . بقوة السلاح وبدون تفاوض لأن هناك قرار أممي بذلك .
- في هذه الاثناء على العرب تعويض خسائرنا بالسلاح . علينا الرجال وما نستطيع توفيره من اموال وعلى العرب السلاح
- اذا وصل الصهاينة الى حدود 1967 وارادوا التفاوض تكون شروطنا هي :
1- عودة كل اليهود الذين هاجروا الى فلسطين الى اوطانهم الاصلية
2- بقاء اليهود الفلسطينيين الاصليين
3- عودة الفلسطينيين المهجرين الى ديارهم .

وكان يسهب في ذلك في اجتماعات القمة التي تدور حول فلسطين ، وكان الحكام العرب يصمتون دون ان يبدو على محياهم اي ردود افعال الا رئيسا واحدا (لم يشأ محدثي ان نعلن اسمه) كان يكتفي برسم ابتسامة ساخرة على وجهه دون ان يناقش
---

كان لايريد ان يقدم العراق على اية خطوة حتى لو كانت في صالح العراق ولكن قد يفهم منها تقربا من اسرائيل . ومثال ذلك انه حين بدأ الحصار يؤثر على الشعب العراقي منذ 1995 سمحت الامم المتحدة بتصديرالنفط الى الاردن بالشاحنات وقد عملت الكوادرالعراقية دراسة مد انبوب الى العقبة. فقال لهم :

- لماذا تضعون انفسكم موضع شك . لأنه سيقال ان هذه اشارة الى اسرائيل لتخفيف الضغط مع ان جدواها لفائدة العراق ولكن اتركوها للمستقبل .

والشيء بالشيء يذكر ، كان يزود الاردن بنفط مجاني ونفط بسعر تفضيلي ، وحين ظهر موقف الاردن الخياني في واقعة حسين كامل ، وجه اليه طارق عزيز اللوم في استمرار امداد الاردن بالنفط فقال :" نحن نعطي النفط لشعبنا واهلنا في الاردن وليس للملك"

وكان في شهر كانون الاول من كل سنة يأتي وزير خارجيتهم او وزيرالتجارة والاقتصاد الاردني لتجديد الاتفاق ولزيارة الرئيس وتقديم الشكر اليه .
___

اسباب ذعر امريكا من العراق

يقول محدثي ان قضايا السلاح التي توصل اليه العراق ليس مجال بحثها الان وانما هو ينوي اصدار كتاب فيما بعد عن ذلك .

ولكن مايستطيع كشفه الان هو صناعة الطائرة المسيرة في 2002 وقد جعلتها امريكا من ضمن المبررات لغزو العراق زاعمة ان الطائرة يمكن تحميلها بسلاح كيماوي او بيولوجي لضرب مدن امريكية واوربية.
ومنها تركيبة الطلاء المستخدم في طائرات مقاتلة امريكية من شأنه ان يصد اشعة الرادار فلا يكشف عن مكانها وكيف استخدمه العراقيون في طلاء الكثير من معداتهم والتمويه عن اماكنها الحقيقية .
وصواريخ جو جو التي كانت تضرب الطائرات المنطلقة من القواعد في السعودية قبل وصولها الى الاراضي العراقية وكان مداها 80 كم حتى توقفت الطائرات عن الانطلاق من تلك الجهة واصبحت تحلق من تركيا فقط .

--

تنويع مصادر السلاح: الدبابات الصينية المستعملة

كان رأيه تنويع مصادر السلاح حتى لا يتحكم فينا مصدر وحيد . وكان معظم السلاح يأتي من الاتحاد السوفيتي ، وفي عام 1968 كان سلاحنا قليلا فذهب وفد الى الاتحاد السوفيتي لطلب سلاح فاشترط السوفيت ان يكون الدفع نقدا فاتجهنا الى الصين وفرنسا ودول اوربية مثل النمسا (احسن المدافع صناعة نمساوية) . وقد ارسل وفدا برئاسة العقيد عبد الجبار شنشل الى الصين لطلب 7000 دباباة اضافة الى معدات اخرى . وروى لي شنشل انه نسي وهو في الصين العدد المطلوب من الدبابات (يبدو ان الرسالة كانت شفوية ) وجلس مع نفسه يفكر : كان هناك رقم 7 .. لايمكن ان يكون 70 دبابة لأنها قليلة ولايمكن ان يكون 7000 لأنها كثيرة فلابد ان العدد هو 700 . وهكذا طلب من الصين هذا العدد وارسل برقية من السفارة العراقية يقول فيها (وافقوا على 700 دبابة التي طلبناها).

فكتب الرئيس الشهيد حين استلم البرقية : أي 700؟ لقد طلبنا 7000 . ارجع اليهم . ولكن الصينيين تعذروا ان صناعة 7000 دبابة تحتاج الى سنتين من الزمن ، وحين ابرق شنشل مرة اخرى الى بغداد جاءه الرد من الرئيس صدام ان يقول للصينيين : اعطونا المستعمل في جيشكم وانتم لستم في حالة حرب ويمكنكم تصنيع دبابات جديدة لكم .

ووافقت الصين وجمعت من جيشهم 7000 دبابة مستعملة وهذه الدبابات هي التي جعلت الغرب يقول ان جيشنا خامس اقوى جيش في العالم

---

امريكا سقطت يوم احتلال بغداد

كان يؤمن ان على امريكا ان تبادر بنزع سلاحها للدمار الشامل لأنها متفوقة بسلاحها التقليدي وهي متربعة على القمة . وليست في حاجة الى سلاح دمار شامل .

وكان يقول ان امريكا سقطت حين ضربت بغداد ، وكان يرى ان امريكا تسير تاريخيا على نهج الامبراطوريات ، لأنه من قديم الزمان وامبراطوريات العالم تعتقد ان الاستيلاء على جهات العالم الاربع لايستتب الا بعد الاستيلاء على بغداد . اي انها تكرس احتلالها للعالم باحتلالها بغداد.

ولكنه كان يؤمن ايضا ان امريكا لن تستطيع البقاء في العراق حتى اذا احتلته كله فسوف يحاربها العراقيون الى الصحراء حتى تنسحب خلف الحدود من المناطق التي جاءت منها .

--

أين تكمن قوة العراقيين ؟

كان دائما لاينسى ان العراق سليل الحضارات وان العراقيين احفاد السومريين والبابليين والاشوريين وكان يؤمن بان سبب تغلب العراقيين على المصاعب هو الفسيفساء الملونة التي يشكلونها بتنوعهم الممتد من ذلك الوقت
كان يقول ان الفسيفساء حين تتجمع متناسقة الالوان تكمن فيها قوة تهزم العدو ولكن حين تتفكك يهزمها الاعداء ولكنها تعود فتتجمع وهكذا وان العراق محط نظر كل الاعداء المتآمرين على مر التاريخ .

كانت الحضارة العراقية حاضرة في وجدانه دائما . مرة كنا في اجتماع مجلس الوزراء وبدأ الجلسة قائلا : شفت احد طلاب العلوم اول البارحة وفهمت من عنده ان قسم الرياضيات الغي . لماذا واحنا اهل الرياضيات وطلب اعادة القسم الا اذا كان لوزيرالتعليم العالي وجهة نظر يقنعنا بها .

قال الوزير : العلوم التطبيقية هي التي يحتاجها البلد اما العلوم الصرفة (الرياضيات) فلا يحتاجها البلد .

ولكن الرئيس صدام اصر على اعادة تدريس الرياضيات . كما سأل عن تدريس علم الفلك ولم يكن يدرس وقال : احنا اهل الفلك والبابليون اكتشفوا سبع كواكب .
ودخل الفلك في كليات العلوم في 2002 .

---

معرفة الرجال بالفطرة

قال محدثي ان الرئيس الشهيد كان يعرف معادن الرجال بالفطرة . كان يقرأ الافكار .

قاطعته : ولكن بعض من كان يعرفهم قد انقلبوا وخانوا .

- ولكن ذوي المواقف الصلبة لم يخطيء بهم . ولا واحد من القيادة او الوزراء او القادة العسكريين خان مع كل المغريات . ويكفي ان نتابع المحاكمات الصورية التي تجري هذه الايام لاركان الحكم والجيش لنرى صلابتهم وثباتهم وتفضيلهم الموت على خيانة وطنهم وقائدهم حتى بعد استشهاده .

----

اربعة يكرههم

-هل كان يكره احدا ؟
- هو لم يكن يكره حسب علمي الا اربعة . وكما قال في وصيته "اكرهوا الفعل ولكن لا تكرهوا الفاعل ". حتى عبد الكريم قاسم الذي شارك الشهيد باستهدافه لم يكن يكرهه وفي سنوات تالية سأل عمن بقي من عائلة عبد الكريم قاسم واكرمه بسيارة وراتب شهري .

ولكنه كان مع ذلك يكره اربعة:

اولهم عبد السلام عارف لخيانته الحزب وكما قال الشهيد لاساءته لمن احسن اليه. ولكنه مع ذلك رعى عائلته واعتبرها جزءا من عائلته وعامل بناته كأنه ابوهم مع رعاية صحية وراتب شهري .
وثانيهم جلال الطالباني لفعله الخياني الدائم
وثالثهم الصهاينة لتآمرهم وخيانتهم
ورابعهم الفرس لمعاداتهم للعرب طيلة تاريخهم.

وأذكر انه بعد عام 1986 وكانت الفاو محتلة والحرب على اشدها مع ايران وقد زار الرئيس الشهيد مدرسة ابتدائية وسأل التلاميذ في احد الصفوف :
- من عدونا الاساسي ؟
فردوا بصوت واحد : المجوس والفرس
فقال لهم : كلا .. عدونا الاساسي .. الصهاينة .

---

يعرف ابناء شعبه بكنياتهم

كان يفتخر مع نفسه وامام الاخرين بأنه الحاكم العراقي الوحيد الذي استطاع ان يقيم علاقات مع ابناء شعبه ووجهائهم حتى اصبح يعرفهم بالاسم . وكان دائم الاجتماعات مع العشائر والوجهاء وحتى عموم ابناء الشعب ممن يطلب مقابلته . وفي احدى المرات في ايام التسعينات كان الاجتماع عصرا مع بعض العشائر وحين انتهى الاجتماع دعاهم الى العشاء معه ثم المبيت في نفس المكان وكان كما اذكر قاعة الخلد وقد فرشت الحديقة للعشاء وكان جالسا على مائدة جمع عليها اكبر الوجهاء وكان امامه مكرفون يتحدث فيه فيسمع الاخرون حديثه وجرى الحديث عن الصمود في الحصار واذا بواحد من مكان آخر من الحديقة تأخذه الحمية فينهض (يهوّس) فقاطعه الرئيس الشهيد قائلا :

ابو عبد الاله من فضلك ترة الفكرة تروح ..!

ثم نظر الى السماء وقال : الحمد لله الذي جعل صدام حسين يعرف شعبه حتى بالكني.

---

انشطة السيدة الاولى

قلت لمحدثي ان احد اعضاء الدورية سأل عن دور السيدة الاولى وهل كانت تقوم بنشاطات عامة ؟

- لم يكن الرئيس الشهيد يحب ان تكون العائلة بالواجهة . لم يكن هناك توجيه مكتوب ولكن هذا كان نهجا جاريا واذكر مرة ان موظفة في ديوان الرئاسة بعثت الى مكتبنا قصاصة ورق تذكر فيها ان السيدة الاولى وزعت بمناسبة احد الاعياد الدينية ملابس وهدايا على دور الايتام . وكان مطلوبا نشر تلك الواقعة ولكننا لم نفعل فاشتكت الموظفة للسيدة الاولى وفي يوم ضرب التليفون الخاص لدي وكانت السيدة الاولى التي قالت لي :" جاءت لك ورقة نشر خبر ولم توجه لنشره ؟" قلت لها "اكو شبه توجيه غير مكتوب ولكن ماشيين عليه ان السيد الرئيس لا يحب ان تكون العائلة بالواجهة ." فشكرتني قائلة "صحيح .. انا ممنونة "

ويمكن القول ان كل ظهورها في التلفزيون بما فيه استقبالها مع السيد الرئيس السيدة ابنة القذافي وسفينة السلام وزيارات مرة او مرتين لعوائل الشهداء اضافة الى زيارة الشهيد عدي في المستشفى بعد اصابته. كل مرات ظهورها لا تتعدى اصابع اليد الواحدة .

---

مذكراته هي رواياته

سألت محدثي عن رواياته مرة اخرى .. قال انها مذكرات كتبها على قصاصات او في دفاتر وكان يتركها في اكثر من مكان .. وفي اكثر من بيت وحين قرر ان يكتب مذكراته بشكل روايات .. استعان بثلاثة او اربعة اصدقاء ادباء ممن حوله لترتيب الاجزاء حسب تسلسلها الزمني . ولهذا فإن من يريد ان يعرف عنه الكثير يجده في رواياته ففيها آراؤه وأفكاره ووقائع حياته واضاف ان فكرة كتابة المذكرات بشكل روايات بدأت في عام 1975 حين اشتدت عليه آلام ديسك في ظهره وكان الاطباء العراقيون يخشون اخضاعه لعملية قد تكون خطيرة ولكنه اخيرا استعان بأطباء فرنسيين وكوبيين وعراقيين ونجحت العملية . وفي فترة النقاهة زارته وفود كثيرة من ضمنهم وفد من الادباء فقال لهم انه سيحكي لهم جزءا من حياته طالبا منهم ان يكتبوه بشكل رواية . وتحدث لهم عن محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم ثم الهروب ثم ثورة 1963 ، وطلب ان يكتبها من يشاء وتصدى الشاعر عبدالامير معلة وكتب (الايام الطويلة ) وقد قرأها الشهيد وعدل فيها كما غير الاسم الذي كان قد اختاره الكاتب وهو على وزن (صدام) الى (محمد الصكر) .

وللحديث بقية

***
خاص بدورية العراق


ملاحظة : الوزير المشار إليه هو دكتور رياض حسين العاني.

Sheikh M.Sarmad ABDULWAHID
24/03/2007, 08:14 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

إلى أخي الكريم عامر العظم يحفظك الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تحية من عند الله مباركة طيبة وبعد

لقد قلت مرار وتكرار ان العراق أصبخ خاليا من العقلاء والمفكرين إلا من رحم ربي!

أخي الكريم عامر.. العراق اليوم يحكمه جهلة وبلطجية بل حثالة بشرية أتت من الشرق، من العدو الصفوي الذي يطمع أن يحتل منطقة الشرق الأوسط بأفكاره الهدامة والطائفية التي ما أنزل الله بها من سلطان وقلت قبل سنة أو أكثر أن الموجودين في العراق وخاصة الذين ينتمون إلى الشيعة والصفويين ما هو إلا تقصيرنا نحن أهل السنة الذين سمحنا لهم بنشر سمومهم بين مجتمعاتنا وذلك عن طريق فكرة التقريب. وأنا هنا لا أدعو إلى الشقاق والفرقة بين أوساط العراقيين، فهنالك الشرفاء من السنة والشيعة والأكراد. ولكنني أقول لكم كفاكم تهاونا مع هؤلاء الطائفيون الذين ما جاءوا وراء الدبابات المحتلة إلا لتدمير العراق ونهب ثرواته وآثاره وقتل علمائه ومفكريه.

يا سادة! العراق أصبخ خاليا من المفكرين والأذكياء ..أصبح مليئا بالخونة والمتأمرين..اسألوني فأنا من أهل البلد. فو الله لو لا المجاهدين الأبطال لأصبحت رؤسنا في التراب وأنا أقصد جميع الرؤؤس ، رؤؤس العراقيين والعرب والمسلمين لأن العراق جمجمة العرب وكنز الإسلام كما قال سيدنا عمر بن الخطاب

والسلام ختام

اخوكم محمد الخالدي

غالب ياسين
24/03/2007, 08:32 AM
صنعاء ـ القدس العربي ـ من خالد الحمادي: حضر أحمد طه رمضان، نجل نائب الرئيس العراقي السابق طه ياسين رمضان، إلي صنعاء قبل أيام من عملية تنفيذ حكم الإعدام في والده، لمشاركة بقية أفراد عائلته مجلس العزاء الذي فتح في العاصمة اليمنية التي احتضنت جميع أفراد عائلته لأول مرة.
القدس العربي انتهزت فرصة وجود أحمد في صنعاء وهو النجل الأكبر (من الذكور) لطه ياسين رمضان، فأجرت معه هذا اللقاء حول الأيام الأخيرة والساعات الدقيقة لحياة والده قبل تنفيذ حكم الإعدام به.
وأكد أن العراق ليس محتلا فقط من قبل القوات الأمريكية وإنما أيضا من قبل القوات الإيرانية التي لا تقل خطرا من نظيرتها الغربية، والتي تتجاوزها في استهداف تفتيت وحدة الصف العراقي.
هنا نص اللقاء:
ما هو تعليقكم علي تنفيذ حكم الإعدام في والدكم؟
في البداية أحب البدء بقوله تعالي بسم الله الرحمن الرحيم ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ، والدي كان شهيدا والعملية لم تكن إعداما وإنما هي اغتيال سياسي في حقه وفي رفاقه وعلي رأسهم شهيد العيد السيد الرئيس القائد صدام حسين، وخصوصا وأننا في العراق محتلون في الوقت الحاضر، وهذه المحكمة غير شرعية وحتي وإن كانوا يريدون أن يعملوا محكمة شرعية فيجب أن تكون في وقت تكون للعراق سيادة كاملة وحتي الآن لا توجد سيادة للعراق بسبب الاحتلال من قبل دولتين معروفتين.
كيف تصفون الحكم والمحاكمة بشكل عام في حق والدكم ورفاقه الآخرين؟
المحاكمة بشكل عام وبجواب بسيط أنشئت بقرار من الحاكم المدني للعراق بريمر، وهو يمثل الاحتلال فكيف يكون الوصف لها، بالتأكيد تكون غير شرعية، وخصوصا التهم الموجهة كقضية الدجيل وغيرها، كانت كلها في فترات نعيش فيها حالة حرب مع دولة جارة، وهي إيران، حيث أن قضية الدجيل كانت هي اعتداء علي شخص السيد الرئيس في حالة الحرب، وأن من نصب الاعتداء عليه كان من الطرف الآخر، الذي هو الجانب الإيراني، والذين هم في الوقت الراهن القابضون للحكم في العراق، أما بقية التهم الأخري، الموجهة ضد والدي وحتي ضد السيد الرئيس مثل قضية الأنفال فهي أيضا كانت في حالة حرب، والجانب الإيراني هو الذي استعمل السلاح الكيماوي، أما حرب إيران فهي من ضمن التهم الأخري، فمعروف أن الجانب الإيراني هو الذي بدأ الاعتداءات تحت شعار تصدير الثورة الإسلامية وهذا الموضوع لن يتوقف علي العراق فقط، وإنما في المستقبل سوف تتبين الحقيقة، حيث أنه سيتعدي مدي هذه الثورة، أو ما تسمي بالثورة الإسلامية، إلي خارج نطاق العراق.
هل يعني ذلك أن الحكم والمحاكمة برمتها كانا حكما سياسيا؟
بالتأكيد، لأنه مثلما أشرت سلفا أننا محتلون، والعراق ليست لديه سيادة، ومن أنشأ المحكمة هم الأمريكان أو الاحتلال.
ما هي آخر المعلومات وآخر ما تلقيتموه من والدكم قبل إعدامه؟
آخر شيء تلقيناه من والدنا هو اتصال هاتفي منه قبل ساعات من استشهاده وقبلها كان قد كتب لنا وصية، وطلب مني في وصيته أن أقوم بأداء الحج عنه لأنه لم يكن لديه مجال لأداء الحج في حياته، وطلب منا أن ندعو له بأن يكون مع الشهداء والصديقين، وآخر شيء طلبه مني شخصيا وربما من بقية أفراد العائلة أن نبقي علي نفس المبادئ التي تربّينا عليها وهي مبادئ حزب البعث، وألا ننحرف عنها مهما كانت الظروف قاسية علينا.
هل تلقيتم هذه الوصية مكتوبة بخطه أم عبر الهاتف فقط؟
تلقينا هذه الوصية خطّياً، بخط يده، وأيضا كما ذكرت اتصل بجميع أفراد العائلة قبل ساعات وكان يريد أن يسلم علينا ويودعنا، وفي الحقيقة كنت لا أريد أن أتحدث معه، لأن الظرف كان صعبا وكنت لا استطيع التحدث معه في هذه اللحظات الأخيرة، لكن كان هو من يقوّيني وعندما تكلمت معه لم أحس أنه سوف يعدم، بالعكس كان أكثر قوّة من الأول، وكان إيمانه بالله عز وجل عاليا جدا.
ألم يسرّب إليكم مذكرات شخصية كتبها أثناء قضائه فترة السجن؟
نعم، لدينا الكثير من مذكراته وأنا إن شاء الله سوف أطبعها وأنشرها علي شكل كتاب، وسأضيف إليه حياته قبل ثورة تموز (يوليو) وما بعدها وأضيف إليها أيضا الفترة التي قضاها في السجن بالمعسكر الأمريكي، لكن إذا تسألني عما ذا كان يطلب من عنده داخل السجن، فلا أذكر جميع الأشياء، لكن من أبرز الأشياء التي طلبت منه هو أين مكان السيد الرئيس؟ هذا هو السؤال المهم الذي كان يوجه ضده، ومن ضمن الأسئلة الأخري: كيف كنتم تمولون المقاومة الفلسطينية في فلسطين؟ ومن أين كنتم تبعثون لهم الأموال ومن أي بنوك؟ هذا ما أذكره وهذه من ضمن الأسئلة التي كانت توجه ضده.
هل تعرف أنه سئل أو استجوب عن مدي ارتباط المقاومة العراقية بشخص والدكم وببقية رفاقه؟
القيادة العراقية كانت تتوقع أن الحرب ستستمر ستة أشهر، أي أنها كانت تتوقع أن مقاومة الجيش العراقي فيها ستستمر ستة أشهر، وكان العراق مهيأ لحرب تستمر مدة ستة أشهر بما في ذلك توفير المواد الغذائية لهذه المدة، لكن حصل انهيار سريع لظروف عديدة، وبعد الاحتلال انتقل والدي إلي محافظة الموصل مسقط رأسه، وبدأ بتنظيم الحزب من جديد هناك، وبدأ ارتباط بين الموصل وبغداد، وهذا كان عمل السيد الرئيس أيضا، وكان من المفترض أن يلتقي والدي بالشهيد السيد الرئيس، لكن حدث في وقتها استشهاد عُدي وقُصي صدام حسين، ولم يتحقق اللقاء بينهما وبعدها تم أسر والدي من قبل الأحزاب الكردية.
هل المكالمة الأخيرة مع والدكم كانت الوحيدة، أم أنه كانت هناك العديد من المكالمات التي سبقتها؟
كانت هناك مكالمات عديدة سابقة، حيث اتصل بنا في السنة الأخيرة مرات عديدة، وكان يسلّم علي الأهل والعائلة، وكان هذا هو الكلام الذي يدور بيننا.
هل كانت هذه المكالمات تستمر مدة طويلة، أم أنها كانت مقتضبة؟
في كل مكالمة كان الكلام يستمر مع كل شخص بين ثلاث إلي أربع دقائق.
هل كان كل الكلام الذي يدور بين والدكم وبين الذين يتحدث إليهم في مكالماته كلاما شخصيا بحتا، أم أنه كان هناك نوع من نقل معاناته في السجن؟
كانت المكالمات عائلية فقط، لأن الفترة التي تم تعذيبه فيها كانت في الثلاثة أشهر الأولي لاعتقاله، وفي هذه الفترة لم نتلق منه أي مكالمة مطلقا، حتي أننا عندما كنا نبعث له أغراضا لم تكن تصل إليه، حتي الملابس الداخلية التي كنا نرسلها لم تكن تصل إليه ولا أي شيء آخر، أما بعد السنة الأولي بدأ الاتصال بنا وكان يتصل بين الفترة والأخري، لأن التعذيب الذي تعرض له كان خلال الثلاثة أشهر الأولي من اعتقاله.
كيف كان وضعه النفسي وكيف كانت مشاعره وهو يودعكم في المكالمة الأخيرة التي أجراها معكم؟
كانت معنوياته مرتفعة في المكالمة الهاتفية الأخيرة التي تلقيناها منه، فكما ذكرت كنت لا أستطيع أن أتكلم معه لكن هو الذي طلبني، وكان يقوّيني ولاحظته أكثر صلابة من السابق، وقال لي هذا هو التلفون الأخير بيننا، وكانت هذه الكلمات مؤثرة عليّ، وقال إن شاء الله نحن مع الشهداء، والشخص العربي المسلم يتمني الشهادة، وهذا كرم من رب العالمين، ونحن نفتخر به، والحمد لله علي كل شيء.
هل هناك جملة أو كلمة معينة كانت أشد وقعا وأكثر أثرا عليك في هذه المكالمة الأخيرة؟
مدة هذه المكالمة كانت دقائق معدودة، لكن الجملة الأكثر تأثيرا عليّ قوله هذا هو التلفون الأخير بيننا، فصعوبة هذا الموقف كانت شديدة الأثر، ثم بعدها أوصانا أن نصمد علي نفس المبادئ التي ربّانا عليها وألا ننحرف عنها مهما تكون الظروف الموجهة ضدنا.
أشرتم قبل قليل إلي أنه تعرض للتعذيب في السجن، ألم يوضح لكم لماذا تعرض للتعذيب، وهل لانتزاع معلومات محددة منه، أم أنه نوع من الانتقام منه؟
أوضح لنا أنه تعرض لتعذيب شديد جدا، وكان من أبرز الأسئلة الموجهة إليه السؤال عن مكان تواجد السيد الرئيس صدام حسين، وكانوا يريدون أسماء قادة المقاومة، لأن والدي أعاد تنظيم حزب البعث عندما انتقل بعد الاحتلال إلي مسقط رأسه بمحافظة الموصل، إضافة إلي ذلك كانوا يريدون أن يعرفوا كيف كان العراق يموّل المقاومة الفلسطينية، ومن أي بنوك ومن هم الأشخاص الذين يقومون بحلقة الوصل بين القيادة العراقية والمقاومة الفلسطينية، هذا ما أتذكره، لكن هناك أسبابا عديدة أخري، أما طريقة التعذيب فكانت شديدة جدا، حتي أنه في يوم من الأيام كان الذي يعذبه شخص أمريكي لا يعرف ماذا يتكلم والدي إلا عبر مترجم، وكان الأمريكي يسأل المترجم عما يقوله والدي، فيجيب عليه المترجم أنه ينطق بالشهادتين، وأن المسلمين يتشهّدون بالشهادتين عندما يحسّون أن الموت أصبح قريبا منهم، فأجاب الجندي الأمريكي الذي يعذبه عبر المترجم نحن لا ندعك تموت، سوف نوصلك إلي الموت ولكن لا ندعك تموت، واستمرت هذه الحالة معه فترة الثلاثة اشهر الأولي التي قضاها في السجن، حتي أنه في فترة من الفترات كان لا يستطيع المشي علي قدميه، وعندما كان يتشهّد ضربه الجندي الأمريكي وداس علي اصبعه التي يتشهّد فيها وكسر أصبعه أيضا وهذا ما ذكره في المحكمة.
هل كنت معه أثناء عملية اعتقاله؟
أنا كنت معه طيلة فترة الحرب، وحتي بعد الاحتلال، وذهبت معه إلي محافظة الموصل، لكني افترقت عنه قبل شهر واحد من أسره.
هل افترقت عنه في تلك الفترة لوحدك أم أيضا بقية أفراد العائلة؟
أفراد العائلة أساسا قبل الحرب كانوا في مكان آخر، وأنا كنت مع والدي، وأيضا انتقلنا إلي المقر المخصص لنا في منطقة اليرموك بوسط بغداد، وبدأنا التحرك من تلك المنطقة.
هل روي لكم والدكم الكيفية التي تمت فيها عملية اعتقاله؟
عملية اعتقاله كانت من جانب الأحزاب الكردية، ووالدي لم يكن مختبئا في بيت أو ما شابه ذلك، بالعكس كان يقوم باجتماعات دورية لأعضاء حزب البعث، وبسبب أصحاب النفوس الضعيفة بفعل الاحتلال استطاعوا أن يبلغوا عن الأشخاص الذين كانوا مع والدي وخصوصا السائق المرافق له الذي كان يجلب له الطعام، ومن خلال الوصول إليه استطاعوا أن يصلوا إلي المكان الذي كان يقيم فيه والدي، وتمت عملية أسرهما، وذلك في مسقط رأسه بمحافظة الموصل.
هل شرح لكم كيفية معاملته في المعتقل الذي قضي فيه فترة السجن؟
معاملته كانت سيئة جدا خصوصا في البداية كما ذكرت، حيث كانت الأشهر الثلاثة الأولي فترة تعذيب قاسية جدا، أما بعد ذلك فأصبحت المعاملة عادية، مثل أي سجين آخر.
ألا تعتزمون نشر مذكراته بالجرائد قبل نشرها في كتاب؟
حتي الآن لم نقرر متي يكون وقت النشر، لكن بالتأكيد سوف أبعث منها نسخا وبالذات لجريدة القدس العربي ليأخذوا منها ما يريدون وما هو صالح للنشر منها.
متي وكيف خرجت وبقية أفراد العائلة من داخل العراق؟
أفراد العائلة أصبحوا كل واحد في مكان معيّن، وأما أنا فقد خرجت من العراق بعد الاحتلال، بعد أسر والدي بفترة طويلة، تقريبا بعد سنة أو أكثر قليلا.
وماذا بشأن خروج بقية أفراد العائلة؟
أفراد العائلة ليسوا في مكان واحد، كل واحد منهم أصبح في مكان معيّن بسبب الظروف الأمنية التي نعيشها، وحيث أنه غير مسموح لنا بالدخول إلي العراق بالإضافة إلي أن جميع بيوتنا التي في العراق تم اغتصابها وأخذها من قبل قوات الاحتلال الموجودة حاليا في العراق.
متي انتقلت إلي اليمن؟
بالنسبة لي أنا انتقلت إلي أكثر من دولة، ووصلت إلي اليمن قبل فترة وجيزة من إعدام والدي، وتحديدا قبل أيام من ذلك.
وماذا بشأن بقية أفراد العائلة، متي وصلوا إلي اليمن؟
قسم من أفراد العائلة صار لهم فترة طويلة هنا وقسم آخر موزع بين أكثر من دولة وجاءوا لليمن حاليا لحضور مجلس العزاء.
كيف تمكنتم من الفرار أو الإفلات من أيدي القوات الأمريكية عند خروجكم من العراق؟
في الحقيقة نحن لم نفر من العراق، لكن بعد انهيار الجيش العراقي لم تكن لنا هناك ساحة للقتال، نحن لم نفر لكن لا نستطيع أن نستمر هناك بسبب ملاحقتنا من قبل الجانب الإيراني بالتحديد، أما الجانب الأمريكي بعد أسر والدي لم يعيروا أي أهمية لأفراد عائلته، وفي بداية الأمر كان الخروج من العراق مسألة عادية، وكان بإمكان أي شخص الخروج منه، لأنهم لم يكونوا حينها فارضين سيطرتهم بالكامل علي العراق.
هل بالفعل عرض الأمريكيون علي والدكم الرئاسة مقابل الإدلاء بشهادة ضد صدام حسين؟
نعم استعملت مع والدي سياسة الترهيب والترغيب، لكن في الحقيقة كانوا أغبياء في هذا الشيء، لأنهم لا يعرفون مدي علاقة والدي بالسيد الرئيس، ومدي ولائه للسيد الرئيس، ومدي ولائه لبلده، ولو أعطوه الرئاسة لأكثر من بلد لما قَبِل بذلك، وأنا أعرف صلابته، وقوة موقفه من هذه الأمور.
متي تعتقدون سيكون العراق جاهزا لعودتكم إليه والاستقرار فيه؟
برأيي الشخصي أنه طوال حكم الرئيس الأمريكي جورج بوش لن يكون هناك انسحاب للقوات الأمريكية من العراق، أما بعد تنحيه عن الرئاسة فبالإمكان أن يكون هناك انسحاب أمريكي، وبالتالي إذا انسحبت القوات الأمريكية من العراق فسينسحب الإيرانيون الموجودون في العراق كذلك، لأنهم لا يستطيعون المكوث في العراق، ومن خلال الحروب السابقة معهم لم يستطيعوا التمكن من الانتصار علي العراق، لكن بسبب وجود القوة الأمريكية هم موجودون حاليا في العراق.
هل يعني هذا أن العراق يعاني من احتلالين، احتلال أمريكي واحتلال إيراني؟
بالتأكيد، فلولا الاحتلال الإيراني لما استطاع الاحتلال الأمريكي الاستمرار في العراق، ولولا الاحتلال الأمريكي لما استطاع الاحتلال الإيراني الدخول إلي العراق، حيث أن الاحتلال الإيراني ليست هذه المرة الأولي التي يدخل فيها إلي العراق، فهذا هو الدخول الثالث لهم إلي العراق، حيث كان الأول عام 1980 في الحرب الطويلة المعروفة مع العراق، وكانت الثانية بعد حرب الكويت التي سميت بالغوغاء والآن الدخول الثالث لهم في ظل الاحتلال الأمريكي للعراق.
من وجهة نظركم هل تعتقدون أن الخطر الأشد الذي يواجهه العراق الآن هو الخطر الأمريكي أم الخطر الإيراني؟
في الحقيقة الخطر هو واحد، لكن كل واحد له أسلوب مختلف عن الآخر، فالجانب الأمريكي يهتم بمصادر النفط ويهتم بتمزيق العراق إلي دويلات، أما الجانب الإيراني فيحاول القضاء علي المواطنين العراقيين بتصفيتهم تصفية جسدية، حتي لو كان عددهم بالملايين، وهي في النتيجة حرب ضد الإسلام، كما أعلنها الرئيس الأمريكي جورج بوش، وهم يستعملون نفس الشيء لكن بأسلوب مختلف، فالجانب الإيراني يحاول دائما إشعال حرب طائفية في العراق، وهذا الشيء لم يكن موجودا في العراق، وجميع العراقيين يعرفون هذا الشيء، والعراقيون كلهم إخوة بمختلف أطيافهم، وحتي حزب البعث نفسه كان فيه خليط من العرب السنة ومن الشيعة ومن الأكراد ومن المسيحيين وكانوا إخوة، وعلي مدي التاريخ أيضا كانت هناك ثورات عديدة في العراق كثورة العشرين، ولو لم يكن العراقيون متلاحمين لما استطاعوا دحر الاحتلال الانكليزي حينها، فلم تكن هناك فوارق في أوساط الشعب العراقي، كما يعلن في الإعلام الغربي، لكن هذا حدث بعد ظهور الثورة الإسلامية في إيران بمجيء الخميني، وفي اعتقادي أن هذا الموضوع لن يقف عند العراق فقط، وإنما سوف ينتشر في كافة الدول العربية، لأن الهدف منه هو القضاء علي الإسلام.
هل بلغكم المحامي أي شيء عن والدكم وعن آخر لقاء جمعه به؟
نعم، أحد المحامين حضر مع والدي اللحظات الأخيرة، ووصف لنا موقف والدي عندما صعد الي منصة الإعدام وقال لي بأن والدي كان شجاعا جدا، ولم يأبه للموت وإن شاء الله عما قريب سوف ينشر هذا الكلام عن طريق أحد محامي هيئة الدفاع عن والدي.

د. محمد قيصرون ميرزا
24/03/2007, 11:43 AM
ولمن يريد أن يعرف من هو صدام حسين , هذه هي الحلقة الثالثة , وإن رغبتم وضعت الحلقتين الأولى والثانية هنا أيضا وهي أمور كانت بعيدة عن الإعلام :
ما لاتعرفه عن الرئيس الشهيد صدام حسين - 3


وللحديث بقية

***
خاص بدورية العراق


ملاحظة : الوزير المشار إليه هو دكتور رياض حسين العاني.

معقول؟؟ بعد أن قرأت ماتقدم ... أتسأل ..ألم ينسى الكاتب أن يضيف لألقاب صدام هذا عبارة ... صلى الله عليه وسلم ... على هذا المجرم السفاح .. وآله .. من عدي وقصي الذين ماتركوا كبيراً ولاصغيراً .. ولا شاباً ولا بنتاً ولا زرعاً .. ولاحتى الجماد في العراق .. دون أن يجعلوا حياته جحيماً بهمجيتهم وجرائمهم ! وماتركوا العراق إلا بعد أن أدخلوا الأمريكان للجزيرة العربية وإلى الأبد .. بعد جريمة احتلال الكويت .. (آسف .. كان يقصد تحرير فلسطين عن طريق الكويت ... ويبدو أنه لم يكن يعرف بالجغرافيا!!) ..
وانتهى بهم الطاف بتسليم العراق (بدبابتين فقط دخل الأمريكان عاصمة الخلافة العباسية .. وعجزت اسرائيل عن احتلال قرية في جنوب لبنان خلال شهر كامل !!!!!!!!!) ...

ولا حول ولاقوة إلا بالله ... لم كن أتوقع أن تصل محاولات زبانية البعث ومن لف لفهم استحماقنا لهذه الدرجة ... ولكن يبدو أننا لازلنا بأول الطريق ...

ابراهيم الداقوقي
24/03/2007, 01:57 PM
الاخ الاستاذ عامر المحترم
الاخ الاستاذ فؤاد بوعلي المحترم
كلاكما على حق في جدوى هذه الاعدامات - رغم ايماننا بمقولة " وباشر القاتل بالقتل " - وفي تساؤل الاخ بوعلي " هل يا ترى عندما نعتبر أحد رموز النظام القديم شهيدا نكون قد حققنا انتصارا ؟
هل يا ترى عندما نخونه نكون قد بنينا عراقا جديدا ؟
في الاتجاهين معا لن نزيد غير أن نكون نموذجا لواقع طائفي مذهبي يخون أحدنا الآخر ... والدليل ما قاله أحد الإخوة الذي كان يبحث عن توجه الجمعية .... وكان يكفيه أن يطالع ميثاقها التأسيسي وليس حديث المنتديات ...
الحديث بأكمله هو حول عراقين : عراق صدام وعراق الطوائف .... فهل نحن ملزمون على الاختيار بين أحدهما ؟ ...أليس من حق العراقيين أن يؤسوا كيانا غير هذين الكيانين المشوهين ؟ " .
لان من لم يعش في العراق خلال الثلاثين عاما الماضية ، لا يمكنه تفسير قيام احد الحكام العراقيين بقتل ابنه - اقصد صهره الذي هو بمثابة الابن - مع اهله وعائلته ، وقيام العراقيين بنهب الاموال ودوائر الدولة ومؤسساتها ، بعد انهيار النظام . فهل حدث مثل هذه الاعمال في عهد موسوليني وهتلر ؟
لا اعتقد ذلك .... ومن هنا يجب ان نجد التفسير المنطقي لكل هذه التناقظات ، التي لا يمكن تفسيرها الا من خلال تناقض نزعات البشر وتغلب الشر وروح البداوة المقيتة في الغزو والسلب والنهب والقتل فينا ، لاننا جهلاء ولم نرتق - قيد انملة - في مراتب التقدم والمدنية والحضارة .
انني لا اقول ذلك من باب تجليد الذات او محاولة القاء تبعة تلك الاحداث على الاخرين ، وانما لنتأكيد وجود الازدواجية - التي اكدها الاستاذ بوعلي اعلاه - في شخصية الفرد العراقي - بخاصة والعربي بعامة - ومن هنا يتعجب معظم القراء من انتقادي لاعمال حكومة المالكي الطائفية العنصرية وتأكيدي بان نصف اعمال الارهاب الممارسة في العراق اليوم ، هو من صنع الاحتلال واعوانه ...لان الاحتلال لا يمكن ان يقوم بنشر الديموقراطية ولا الحريات . فاذا كانت امريكا قد قضت على دكتاتور واحد ونظامه المقيت ، فانها قد خلقت عشرات الدكتاتوريين : زعماء الاحزاب الطائفية - العنصرية ، قادة الميليشيات ، زعماء مافيا الخطف والاغتصاب والارهاب ، ومليونيري ناهبي اموال الشعب العراقي .

عامر العظم
24/03/2007, 02:21 PM
أخي الدكتور الداقوقي،

اسمح لي أن أشكر جميع الأساتذة والزملاء على مداخلاتهم ورسائلهم سواء أكانت مؤيدة أو معارضة ويعذروني على عدم القدرة على الرد على كل مداخلة ورسالة.

أنا معك. لا ينفع الحديث في الماضي لأن لكل قناعاته. العراق بحاجة الآن إلى زعيم يتحلى بثلاث صفات لا غير وستحل جميع مشاكله:
وطني
عادل
حازم

هذه هي المعادلة وحتى يصل إلى حكم العراق هذا الشخص، سنظل نرى ما نرى ونسمع ما نسمع ونقرأ ما نقرأ ونناقش ما نناقش!

تحية وطنية وعادلة وحازمة!

د. عبد الوهاب حميد رشيد
24/03/2007, 05:35 PM
بعد أربع سنوات من الاحتلال: لا رعاية صحية في العراق
ترجمة: د. عبدالوهاب حميد رشيد

أوضاع الرعاية الصحية في العراق، ليست أقل من كارثة. تدهورت الأرقام القياسية الصحية إلى مستويات الخمسينات، حسب Joseph Chamie- مدير دائرة قسم السكان- الأمم المتحدة. تتقرر الحالة الصحية للناس بالعلاقة من الظروف الاجتماعية، الاقتصادية والبيئية، وهذه العوامل تدهورت في ظل الاحتلال.
كشفت دراسة مؤخراً مدعمة من ألـ UNDP أن ثلث العراقيين يعيشون في حالة فقر. نسبة تتجاوز 5% يعيشون في فقر مدقع. بينما تتحدث تقارير أخرى عن ثمانية ملايين عراقي يعيشون تحت خط الفقر بمعدل دخل يقل عن دولار يومياً. أكثر من نصف سكان بغداد يحصلون على الماء ساعات قليلة. أغلب العراقيين يحصلون على الكهرباء ثلاث ساعات يومياً، مقابل 20 ساعة يومياً قبل الاحتلال.
* تدهور الرعاية الصحية لأطفال العراق
أدت المقاطعة والحرب إلى زيادة معدلات وفيات الأطفال دون الخامسة من 50 طفل لكل ألف عام 1990 إلى 125 لكل ألف عام 2005 و 130 لكل ألف عام 2006، حسب بيانات وزارة الصحة العراقية.
وحسب اليونيسيف واحد من كل عشرة أطفال دون أطوالهم الطبيعية بسبب سوء التغذية. "الكثير من أطفال العراق يُعانون من جوع خفي hidden hunger- نقص فيتامينات حيوية ومعادن لبناء جسم الأطفال وعقولهم، حسب Clair Hajaj- ضابط ارتباط اليونيسيف لدعم العراق ISCA-عمان. ويضيف "يصعب قياس هذه النواقص، لكنها تجعل من الطفل أكثر ضعفاً ورخاوة وتعرضاً للمرض وأقل احتمالاً من الاستمرار والنجاح في المدرسة." بينما يشير حيدر حسين- موظف كبير في وزارة الصحة العراقية- إلى أن حوالي 50% من أطفال العراق يعانون من شكل من أشكال سوء التغذية.
كذلك تمثل الآثار النفسية للاحتلال أهمية بالغة. ففي دراسة بعنوان: الآثار السيكولوجية للحرب على العراقيين لرابطة أطباء النفس العراقيين AIP أن حوالي 60% من مجموع 2000 تمت معاينتهم، ذكروا أن أحداث العنف سببت لهم الرعب ومنعتهم الذهاب خارج المنزل. كما وجدت 92% من مجموع 1000 طفل تمت معاينتهم يعانون من أشكال الإعاقة impediments نتيجة بيئة الخوف وغياب الأمن. "الشيء الوحيد في أذهانهم هو السلاح، العتاد، القتل والخوف من الاحتلال الأمريكي.
* تواجه المستشفيات نقصاً في الإمكانيات
في تقرير لرابطة الأطباء العراقيين أن 90 من مجموع 180 مستشفى في العراق تعاني نقص المعدات. مستشفى اليرموك ببغداد إحدى أهم المستشفيات التي تستقبل كثرة من المراجعين، تحدث فيها خمس حالات موت يومياً بسبب نقص المعدات لمعالجة الأمراض والحوادث العادية، حسب طبيب المستشفى حسام عبود. حسن عبدالله أحد كبار أطباء الصحة في محافظة البصرة يقول ما بين يناير/ ك2- يوليو/ تموز 2006 مات حوالي 90 طفل مقارنة بموت 40 طفل لنفس الفترة في السنة السابقة بسبب نقص الأدوية. بينما ذكرت ماريا فريناندز- المتحدثة باسم منظمة حماية الأطفال في فينا "الأطفال يموتون لعدم توفر أكياس لحفظ الدم."
* المستشفيات معرضة للهجمات العسكرية والاحتلال
تعتبر المستشفيات وفق معاهدة جنيف مؤسسات حيادية ومفتوحة للجميع، بخاصة المدنيين، وعندما تخضع لاحتلال المليشيات وقوات رسمية عندئذ لا يستطيع المدنيون دخولها، حسب Cedric Turlan- موظف معلومات لجنة التنسيق في العراق NCCI- NGO.
في الأسبوع الأول من نوفمبر/ ت2 2006 عندما دخل 13 مدنياً للمعالجة في مستشفى الرمادي، قتلوا جميعاً برصاص القناصين الأمريكيين. انخفض كادر المستشفى إلى أقل من 10%. غارات القوات الأمريكية على المستشفى مستمرة ليلاً ونهاراً. والآن قلّما يذهب الناس إلى المستشفى خوفاً من الاعتقال والقتل.
ووفق تقارير أخرى تسلمتها NCCI احتلت قوات المليشيات مستشفى الموصل، بينما كانت سيارات الإسعاف هدفاً لهجمات منتظمة في النجف، الفلوجة وأجزاء أخرى من الأنبار. كما وهوجمت مستشفى الفلوجة مرات عديدة من قبل قوات الاحتلال مع إساءة معاملة الأطباء.
وزير الصحة الحالي من حركة الصدر.. مليشيات جيش المهدي داخل المستشفيات محصنون في ممارساتهم بخطف مرضى ومصابين ثم قتلهم. وبالنتيجة يزداد عدد الناس الممتنعين عن مراجعة المستشفيات: "نفضل الموت على الذهاب للمستشفى... أصبحت المستشفيات ساحات للقتل" حسب أبو نصر أحد المقيمين في ضواحي بغداد.
كذلك يظهر أن وزارة الصحة تتعامل بشكل عنصري/ تمييزي في مجال توفير المواد الطبية لمستشفيات المحافظات. يقول طارق الحيالي متألماً- موظف صحي في بعقوبة- "إن وزارة الصحة لا تجهزنا بالأدوية والمعدات الطبية- يعتبروننا إرهابيين." بينما ذكر جمال قدوري- أحد العاملين في بنك الدم- نفس المحافظة "سيارات الإسعاف التي أرسلناها إلى بغداد كانت محل اعتراض عناصر جيش المهدي."
أُقفلت وحدة الطوارئ في المستشفى التعليمي في البصرة على مدى خمسة أشهر بعد تعرضها لهجمات مسلحين وقتل عدد من الأطباء فيها أثناء تأدية واجبهم.
* تعرض العاملين في مجال الصحة إلى: المضايقات، الاعتقال، الاختطاف والاغتيال
وأيضاً، ففي ظل معاهدة جنيف/ المادة 18، تعتبر المستشفيات مجالاً لرعاية المصابين والمرضى والعجزة والولادات. يجب أن لا تتعرض للهجمات تحت أية ظروف. أن تكون محل احترام في كل الأحوال ومحل احترام الأطراف المتصارعة.. أما على أرض الواقع في عراق اليوم فالأمر مختلف جداً.
"رجال مسلحون يندفعون نحو غرف العمليات مجبرين الأطباء التفرغ حالاً لمعالجة مرضاهم بتهديد السلاح..."، حسب ندى دوماني- المتحدثة باسم لجنة الصليب الأحمر الدولية ICRC. الدكتور واشدي محمود- مستشفى ابن سيناء ببغداد- اتصل تلفونياً بتاريخ 27 فبراير/ شباط وقال "أمس صباحاً صرنا محل تهديد مسلح من قبل أقرباء مريض، وجهوا سلاحهم إلى رأس أحد الأطباء.. لم يكترث حراس أمن المستشفى، عليه قررنا الإضراب." بينما يقول الدكتور سلمان إسماعيل "نعاني من مضايقات مليشيات أحزاب معينة. لا تفعل الحكومة أي شيء معهم. يدخلون غرف المرضى مع أسلحتهم، يصرخون على الأطباء، ويهددون بقتلهم."
رجال مسلحون دخلوا مستشفى تلعفر في 9 مايس/ أيار 2006 شمال العراق. هددوا وهاجموا كادر المستشفى. وجه أحدهم سلاحه إلى رأس طبيب يعالج طفلاً وأمره الانتقال إلى معالجة زميل له أصيب بجرح خفيف في قدمه نتيجة إطلاق النار. أخذ المسلحون بكسر أجهزة المستشفى. اعتدوا على عدد من سائقي سيارات الإسعاف. ركلوا وضربوا صيدلي المستشفى. أطلق أحدهم النار على طبيب أخطأ رأسه بمسافة قليلة.
حادث مماثل حصل في مستشفى اليرموك بتاريخ 28 سبتمبر/ أيلول 2006 عندما هاجم شرطة الحكومة المستشفى وأجبروا أحد الأطباء التفرغ حالاً لمعالجة زميل لهم.. اتصل الأطباء، بعد إعلانهم الإضراب، بوزارة الداخلية طالبين تحريم دخول المسلحين إلى المستشفى.
كتب الدكتور إبراهيم- عالم في طب القلب ببغداد- يقول: قُتل زميلي في حين كان يفحص مرضاه.. عصابة مسلحة هاجمت المستوصف وأطلقت عليه النار ثم غادرت."
يُضاف إلى هذه الأحداث جرائم الاختطاف والاغتيال بحق هؤلاء المهنيين في ظل الاحتلال. بتاريخ 9 نوفمبر تم اختطاف رئيس إدارة الصليب الأحمر الدولية في بغداد الدكتور أنس العزاوي أمام منزله. كان ثمن إطلاق سراحه 750 ألف دولار فدية.
الدكتور عمر- عالم في جراحة القلب- ترك عمله في بغداد. يعمل حالياً في مستوصف بسوريا. يقول ماذا أفعل "كنت مهددا من قبل عناصر مليشيات.." ويضيف "كنت طبيباً متخصصاً والآن أعمل كطبيب مبتدئ..."
* هروب مكثف لأصحاب المهن الطبية
في مارس 2006 ذكرت المنظمة البريطانية NGO Medact أن 18 ألفاً من بين 43 ألف طبيب هربوا من البلاد منذ بداية الحرب. بينما ذكر فاروق ناجي- طبيب سريري- عضو في IMA "ُقتل حوالي 200 طبيب سريري منذ عام 2003." كل يوم نخسر أفضل أطباءنا في العراق.
كذلك الحال في البصرة. وحسب موظف الصحة حسن عبدالله: لا توجد إحصاءات رسمية بعدد الأطباء وأطباء الأسنان ممن غادروا المنطقة، لكن الإحصاءات غير الرسمية تشير إلى ما لا يقل عن 200 من أصحاب المهن الصحية تركوا عملهم منذ يناير فقط. يحاول بعضهم الحصول على عمل في منطقة أكثر أمناً داخل البلاد. تقول رزان سيدا- وزارة صحة إقليم كردستان- أن الوزارة عينتْ 600 طبيب ممن هربوا من المناطق غير الآمنة في البلاد، وهناك 320 آخرين على قائمة الوزارة انتظاراً للعمل.
إن نقص الكادر الطبي يولد آثاراً كارثية على المرضى. ففي تقرير لبعض أطباء كلية الطب في الديوانية "يعترف الكادر الطبي أن أكثر من نصف من ماتوا كان يمكن إنقاذهم لو توفر كادر متخصص."
* إعادة البناء في ظل الاحتلال
عشرات المستوصفات الجديدة تُركت دون إكمال بنائها. معدات تكنولوجية ثمينة بقيت قابعة في المستودعات عاطلة. لا توجد مستشفيات جديدة، فقط تم بناء بضعة مستوصفات محلية. مبلغ ألـ 200 مليون دولار لبناء 142 مركز صحي انتهى إلى بناء 20 مركز صحي فقط لنفاد الرصيد.. نتيجة وصفتها منظمة الصحة العالمية بـ "الصدمة."
في تقرير مؤثر من قبل Corp Washly انتقد بحدة طريقة إعادة الاعمار التي قادتها الولايات المتحدة في مجال بناء الهياكل الأساسية الصحية في العراق. أوضح التقرير كيف أن شركات أمريكية مثل Paraso Global و Bechtel و Abt Associates فعلت القليل جداً قبل أن تستكمل الحصول على قيم عقودها 70 و 50 و 43 مليون دولار على التوالي وتهرب.
يُضاف إلى ذلك وصول 150 مجموعة من المعدات الطبية إلى المستودعات في أبو غريب، منها 130 مجموعة للمستوصفات لم ترَ النور. كما لوحظ أن 46% من المخزون مفقود أو في صناديق متضررة..
كانت شركة Abt Associates متعاقدة لإصلاح المستشفيات العراقية، ولكن لم يتحقق شيء من هذا القبيل. سلّمت الشركة المعنية العمل إلى متعاقدين محليين من الباطن تنقصهم الكفاءة أو فاسدين. وعندما تزايد تدهور الوضع الأمني في إبريل 2004، تركت الشركة البلاد بعد أن حصلت على 20.7 مليون دولار.
ممممممممممممممممممممممممممـ
Four years into the occupation: No health for Iraq, (Dr Bert De Belder, Global research.ca), uruknet.info- 22 March,2007.

فؤاد بوعلي
24/03/2007, 06:00 PM
الإخوة الأجلاء
وجدت أننا نكرر أنفسنا ونكرر واقعنا المقيت : عراق يذبح ودماء تسيل والبعض منا يبرر ما يحدث تحت مسميات عدة .... تعبنا من الحاضر ومآسيه ...تعبنا من الماضي وجرائمه ...فدعونا نؤسس لثقافة التجاوز علها تؤسس لنا عراقا نحلم بزيارته والإقامة فيه ... دعونا من العنف والطائفية والتجريم والتخوين ووووو ...ونتفق على ميثاق عقلاء العراق يوحدنا ونناهض العالم بأكمله من أجل تثبيته ...بعد أن فشل السياسيون بمختلف طوائفهم ...وفشل علماء الدين بمختلف مذاهبهم في اتفاق مكة ... لم لا يجرب المفكرون والعلماء والمثقفون في إقامة سلم أهلي والنهوض بثقافة الاختلاف؟ ....صدام ذهب ... وطه ياسين ...والمالكي سيذهب عندما ينتهي دوره في اللعبة ...لكن نحن الباقون ولنا الخلود ...نحن ضمير الأمة في زمن النهوض ...نحن قادة الفكر ورموز الحداثة الحقيقيون ...دعونا من الماضي وهيا بنا نحو مستقبل نبنيه بكل قوانا وأفكارنا وأحلامنا ... ولا تنسوا ان الوطن وطننا قبل صدام وبعده ...قبل المالكي وبعده ...
تحية وطنية حارة

عادل العاني
24/03/2007, 08:31 PM
أخي فؤاد بو علي

وأنا هنا أضم صوتي لصوتك , لنؤسس لوحدة المثقفين العراقيين ضمن هذه الجمعية العربية , فعسى أن تكون نواة لوحدة شعب مزقه السياسيون والطامعون والغاصبون.
نعم كلنا ذاهبون , ومن منا سيخلد إلا ما قدمه من عمل صالح , ويبقى الوطن هو الذي سيخلد إلى ما شاء الله ...

ولكن هل ستلقى دعوتك هذه آذانا صاغية من عقلاء وحكماء ومثقفين ينظرون للوطن ويعطونه الأولوية , ويتجاوزون كل ما يمكن أن يفرقهم من نظرة سياسية أو عقيدة طائفية أو انتماء عرقي أو مذهبي ,...

أضم صوتي لصوتك وأضع اسمي في أول قائمة موحدة لمثقفي العراق من شماله إلى جنوبه لنؤسس لنواة عراقية واحدة لا تجزئها الميول ولا الإنتماءات ولا الشعارات .

لقد تعب العراق أرضا وشعبا , نهرا ونخيلا , تعب من كل شيء ...
أما آن الأوان أن ينتفض ويعيد صياغة دربه ,

عندها سيتساقط الأعداء ويتساقط من لايريد لهذا العراق أن يتعافى.

تحياتي وتقديري

عامر العظم
25/03/2007, 12:15 AM
أخي عادل العاني،

يعجبني حماسك وطرحك ومنهجك العقلاني. دعنا نضيء شمعة في هذا الظلام الدامس! ضع إعلانا (أو الدعوة لتأسيس هذا التجمع أو الجبهة) على باب "إعلانات إدارية"ونحن سنعلن عن الدعوة أو الإعلان عبر مجموعة الجمعية (http://groups.google.com/group/arabswata) إن شاء الله.

في هذه الأثناء، أشكر وأحيي الدكتور فؤاد بوعلي الذي أحبه برغم أننا نختلف في قضايا عديدة.

تحية تنفيذية

زاهية بنت البحر
25/03/2007, 02:06 AM
اللهمَّ ارفق بالعراق وأهل العراق وألِّفْ بين قلوبهم ياأرحم الراحمين يارب

آمين اللهمَّ آمين

صبيحة شبر
25/03/2007, 02:38 AM
العراق الان بحاجة الى وحدة وطنية تضم كل ابنائه المخلصين
العراق عانى كثيرا ، وان له ان يرتاح وان يتمتع بالحياة ككل شعوب الارض
العراق بحاجة الى وحدة تضم كل ابنائه دون تفريق بين فريق واخر
الكل عراقيون يوحدهم الاخلاص للوطن

عادل العاني
29/03/2007, 11:20 AM
أخي عادل العاني،

يعجبني حماسك وطرحك ومنهجك العقلاني. دعنا نضيء شمعة في هذا الظلام الدامس! ضع إعلانا (أو الدعوة لتأسيس هذا التجمع أو الجبهة) على باب "إعلانات إدارية"ونحن سنعلن عن الدعوة أو الإعلان عبر مجموعة الجمعية (http://groups.google.com/group/arabswata) إن شاء الله.

في هذه الأثناء، أشكر وأحيي الدكتور فؤاد بوعلي الذي أحبه برغم أننا نختلف في قضايا عديدة.

تحية تنفيذية


الأستاذ عامر العظم

شكرا لتجاوبك الرائع , وأنا هنا أضع هذا النداء والذي سيثبت أيضا في " إعلانات إدارية "

نداء إلى مثقفي وأدباء وكتاب العراق

بسم الله الرحمن الرحيم
" واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا "
صدق الله العظيم

أيها الإخوة والأخوات مثقفي وأدباء وكتاب العراق
لن أتحدث كثيرا على ما يحدث في عراق الرافدين , ولن أعيد فتح جراحنا وآلامنا وأحزاننا فكلكم على تماس بما يحدث , وتعرفون جيدا ما آلت إليه الأمور , وما يمر به شعبنا الأبي , بعد أن تنامت التفرقة وتعددت الولاءات , وأغرقتنا المحاصصة الطائفية والعرقية ببحار من الدماء الطاهرة .
وتشتت أبناء الشعب إلى تكتلات وفرق لا تحصى ولا تعد , وهجّر الكثيرون من الكفاءات والعلماء والأساتذة والأطباء , وعجز ساستنا وعلماء الدين والمشايخ من أن يعيدوا اللحمة لأهل الرافدين , بل وبعضهم بدأ يزيد الحطب للنار المشتعلة.
وما يحدث اليوم لا يمكن السكوت عليه , وأنتم المثقفون الذين يضع الوطن والشعب آمالهما فيكم ,

فهل تستطيعون الحفاظ على وحدة العراق شعبا وأرضا ووطنا ؟

هل تستطيعون أن تنجحوا فيما فشل فيه السياسيون ؟

أوجه من هنا نداء لكم جميعا , لنعلن وحدتنا من خلال رابطة أو جبهة للمثقفين والكتاب والأدباء العراقيين مشكلة نواة لوحدة العراق أرضا وشعبا , و تأخذ على عاتقها محاربة الفتن أيا كان نوعها
وتبصير أبناء شعبنا بالمنزلقات الخطيرة التي يجرهم إليها بعض السياسيين والمشايخ والذين أرتضوا لأنفسهم خدمة جهات معينة وتحقيق أهدافها في تمزيق وتفتيت العراق وأهله.
وترفع شعاراتها بعيدا عن الإنتماءات الفكرية والمذهبية والقومية , ويكون ولاءها للعراق الحر الموحد.
العراق اليوم يناديكم يا أبناءه الغيارى , فهل ستستجيبون لندائه ؟

وأوجه نداء إلى إدارة واتا بأن تخصص ركنا خاصا لهذه الرابطة أو الجبهة ليمارس فيها كل كاتب أو أديب أو مثقف دوره الوطني بعيدا عن أي منزلقات قد تؤدي إلى تفريق الشمل.

وليكن شعارنا : عراق واحد , وطن واحد , شعب واحد


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سمير عبيد
02/04/2007, 03:26 AM
صدام.. لم يُعدَم على ديكتاتوريته
بقلم: سمير عبيد *

لقد سبّب موضوع إعدام الرئيس العراقي صدام حسين هزة في الفكر السياسي، وعلى الأقل في الملف العراقي بشكل خاص، والملف الشرق الأوسطي بشكل عام ،لأننا لو ذهبنا لبحث ديكتاتورية وأخطاء صدام حسين فهي كثيرة، وهي السبب الذي جعل هناك معارضة واسعة جدا ضد نظام صدام حسين ( عراقية وعربية وإقليمية وعالمية) وهو النظام العربي الوحيد الذي كانت له معارضة بهذا الحجم ، بحيث لو بحثتم في أرشيف وسائل الإعلام، والصحافة العربية والعالمية ستجدون أن صدام حسين ونظامه حصلا على حصة الأسد من الأخبار والتقارير والندوات والنقاشات، ومنذ عام 1979 ولحد هذه اللحظة، لهذا فالرجل كان غير طبيعي، ونظامه هو الآخر كان غير طبيعي، وهو ليس موضوعنا ، بل موضوعنا يتعلق بهزة الفكر السياسي عندما تحول صدام حسين من الديكتاتور الى الشهيد الخالد، وعندما أصبح المعارضين له يمدحونه ويدافعون عنه منذ لحظة إعدامه ولازالوا، و من خلال وسائل الإعلام والمواقف الإجتماعية والسياسية والمذهبية والوطنية .

ومن ثم يتعلق موضوعنا بــ ـــ لماذا لم يُعدم صدام حسين بتهمة ديكتاتوريته؟ ـــ فنتيجة عدم محاسبته، وحتى إعدامه على أخطاءه بحق الشعب العراقي والعراق والمنطقة والأمة العربية زادت شعبيته مقابل النقمة على الولايات المتحدة وبريطانيا، وعلى الحكومات والأنظمة الغربية والإقليمية والعربية التي شاركت بالحروب والمؤامرات ضد العراق والشعب العراقي ولا زالت، فهذا هو السبب الذي جعل معظم المعارضين له ولنظامه يقفون معه بعد إعدامه، أما السبب الآخر هو صلابته وقوته وشموخه أثناء عملية الإعدام، هو الآخر وحد الناس والمعارضين تقريبا معه بل غفرت له الأكثرية التي نالت الأذى من نظامه، لأن تلك اللحظات التاريخية شفعت للرجل ولتاريخه السياسي، و أشفت نوعا ما غليل الشعب العراقي والعربي من المحتلين والعملاء والمستوطنين والمستعرقين الوافدين من خارج الحدود.

ولقد لعب بترسيخ هذه القناعة لدى معظم العراقيين هو طبيعة الثقافة الإجتماعية لدى الشعب العراقي والعربي ،والذي يستند على الرجولة والشجاعة والشهامة والصمود عند الشدائد ،وفي مقدمة هؤلاء الذين عارضوا نظام صدام حسين ليس من أجل قتل صدام ، بل من أجل إصلاح العراق وأنتشال العراقيين من مؤامرات الأعداء والدول الكبرى والإقليمية التي غفل عنها صدام في محطات معينة وكانت النتائج كارثية. ولهذا نشاهد انه هناك مئات المآتم على روح الرئيس العراقي المرحوم صدام حسين وقد إنتشرت في جميع أنحاء العالم إنطلاقا من داخل العراق نحو العواصم العربية، ثم الدول الغربية، والكل يردد ( نعم كان ديكتاتورا ,, ولكنه مات واقفا و شجاعا وشامخا) هذا من جانب.

أما الجانب الآخر، فالرئيس العراقي صدام حسين لم يُحاسب على قضية واحدة كان الشعب ينتظرها وينتظر أسرارها مثل قضية تصفية خصومه السياسيين بشكل جماعي، و قضية الأنفال ،والحرب العراقية الإيرانية، وقضية أحداث عام 1991 وما تلاها من أحداث تتعلق بالشأن العراقي السياسي والإقتصادي والجغرافي، وكذلك تتعلق بشأن الأمن القومي العربي، لهذا جاءوا على قضية بسيطة جدا في عرف النظام السياسي في منطقة الشرق الأوسط بشكل خاص، وفي العالم الثالث بشكل عام ،وهي قضية الدجيل، لذا هي ردة فعل عنيفة ومبرره في عالمنا الثالث و ضد من يعترض مواكب الرؤساء والملوك والأمراء ( علما أننا ضد جميع ردات الفعل العنيفة من قبل السلطات والأنظمة، فالإنسان هو الإنسان، ولا يختلف من الناحية الإنسانية، لذا يحرّم قتله أو الإعتداء عليه وعلى كرامته) فلقد تم إختيار هذه القضية التي هي شبه منسية وصغيرة جدا لو قورنت بالأخطاء والتصرفات وردود الأفعال الأخرى، ولكنهم أرادوها حجة للقضاء على شخص صدام حسين ثأريا ، وأرادوها كارت أحمر بوجه الرؤساء والملوك والقادة العرب وغير العرب في منطقة الشرق الأوسط كي لا يجرأوا على قول كلمة لا ، وللعلم فإن من ثأر من صدام وبدوافع شخصية هم ( جورج بوش الأب والإبن ، وعبد العزيز الحكيم، وحزب الدعوة، ومقتدى الصدر، وآل صباح في الكويت، والملالي في أيران ، وآل برازاني الأكراد ) وكل جهة لها أسبابها المقتنعه بها ،ولكنها جميعا تصب في خانة الثأر الشخصي، وكأن فقط دماء ذوي وكرامة هؤلاء هي المنزلّه من الله وبشكل خاص وإعتباري، وإن الباقين مجرد بشر من الدرجة العشرين ولا قيمة لدمائهم، لأن الضحايا كثر ومن جميع المذاهب والأحزاب والأقوام والأعراق، فلماذا يمنعون هؤلاء من معرفة أسرار مقتل ذويهم ومطاردتهم والحكم عليهم سجنا فعليا أو غيابيا ، ولماذا طمروا حقبة طولها 35 عاما بهذه السرعة وهذه البربرية والهمجية؟.


لهذا فإن المحاكمة وخاتمتها التي كانت بالإعدام جاءت ليس بسبب ديكتاتورية صدام حسين ،أو بسبب أخطاء صدام حسين بحق شعبه وشعوب المنطقة ، بل جاءت لأنه كان عنيدا وتمرد على الولايات المتحدة والغرب، ولأنه قال للولايات المتحدة ولإسرائيل وللحركة الصهيونية العالمية وللدول الغربية المارقة التي ركبت في مركب الإدارة الأميركية (لا) نعم قال لهم جميعا ــ لا للإستسلام ـــ ولهذا حصل الحصار والحرب والتجويع والإذلال للعراقيين ، ومن ثم مسلسل إذلال صدام حسين من الحفرة الى المحكمة ومحطاتها وصولا لحبل المشنقة المهزلة، والذي تحول من خلالها الى إسطورة أمام الشارع العربي، ومن خلال تحديه للموت بإباء وثبات وهو يقاوم بلسانه أي حتى لحظات الإعدام وهو يردد ( لا للإحتلال .. وعاش الشعب ، وعاشت فلسطين والأمة) لذا شنقوا الرجل نتيجة صموده على كلمة ( لا) التي تشبث بها حتى الموت، وهي قضية ليست بسيطة إطلاقا بل هي تحتاج الى باحثين في علم الإجتماع والنفس والبيولوجيا والفقه والأديان لمعرفة أسرار الصمود حتى الموت.

ولهذا فإن الذي عذبهم هو وليس هم،و من خلال الصمود والثبات والتحمّل ، فعندما يصمد المتهم أمام التعذيب والحرب النفسية يتحول ليكون هو المُعَذّب للجلاد وليس العكس، وإن الطرف المهزوم هم وليس هو ،لأنهم إخطأوا سياسيا وأخلاقيا ودينيا ومذهبيا وإستراتيجيا ودستوريا ووطنيا عندما قرروا إعدامه في هذا التوقيت، وبهذه الطريقة، وبتلك الخطوات اللاإنسانية .

فإفتضحوا بين الأمم والشعوب بحق.... ومُدح المرحوم صدام حسين من قبل الشعوب والأمم بحق.

فإن كاتب السطور من ضحايا النظام الذي كان يديره الرئيس الراحل صدام حسين وعلى المستوى الشخصي والعائلي، فلا زالت آثار التعذيب في الجسد ،ولقد فقد أعز أحبابه إعداما وموتا بالتعذيب، ناهيك عن الحكم عليه بالإعدام، وحرمانه من رؤية ذويه 15 عاما، ولكن والله الشاهد سامح الرئيس الشرعي للعراق المرحوم صدام حسين بسبب صموده وكبرياءه وهو يتقدم للموت صامدا محتقرا للمحتلين والعملاء والوافدين من وراء الحدود....!.فنحن لا نقبل أن يحاكم من قبل المحتلين والعملاء والوافدين من وراء الحدود، وإن كان لنا معه ثأر أو خلاف ، بل كنّا نريد أن يحاكم من قبل العراقيين وعلى حقبة كاملة دون إنتقاء أو قفز على المراحل كي يُقر الحق والعدل والقانون، لهذا نحن ضد إنتقائيتهم وإستهتارهم بنا وبدماء ضحايانا وبمناسباتنا الإسلامية المقدسة ، فليس من حقهم إهانة الإسلام والمسلمين والمسيحيين الشرقيين بأعيادهم، وليس من حقهم إهانة العروبة والعرب بهذه الطريقة الهمجية الحاقدة ، فنحن ضد محكمتهم المهزلة وإحتلالهم للعراق ومنذ البداية وضد حمايتهم لحكم العملاء ، لذا نحن نغفر للمرحوم صدام حسين ونقف مع الشرفاء والأبطال الذين يقاومون الإحتلال الأميركي والإيراني والتدخل من دول الجوار، والنصر قادم وقريب جدا بعون الله ، وستجدون العراق الموحد وبغداد الشامخة إن شاء الله.

كاتب عراقي
2/1/2007
no4occupation2@hotmail.com