المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اسمي تيزر . قصة قصيرة



شكري الميدي
06/12/2010, 03:32 AM
في الماضي قالوا بأني اسمي " كبابو " أنا لا أعرف معنى هذه التسمية ، ثم أسموني بـ " ص . برو " و لا أشعر بأني أفهم هذه التسمية أيضاً ، كل التسميات لم تكن تعطيني حقي من الجمال .
فقد بقيت لسنوات طويلة مراحاً للعابرين ، كنت أغيب لقرون و عندما أشعر بجسدي الرملي يتوق للارتواء أعرض ذاتي على أول قافلة ، لست بشرية و لا تهمني تلك الآراء التي كنت أسمعهم يهذون بها و هم يمتطونني ، كانوا يرتعشون في أحلامهم البعيدة و يذكرون أسماء نساءهم بألم ، كانوا يحتاجون للشفقة و كنت أشفق عليهم و أطعمهم من ثماري .
ثماري أشهى الثمار و ظلالي تصل للسماء ، فأنا أعرف العالم ، رحلاتي كانت دائماً عبر الصحراء تصل بي لدنيا من الدماء و الدمار ، كانوا مثل الوحوش التي كنت أعبر الصحراء بجوارهم ، الشياطين المشتعلة على سبيل الدعابة ، الدعابات المميتة ، امتهنها الكثيرون لأجل الموت ، لطالما كنت الأغنى و الأكثر روعة من بين الواحات ، فأنا كما وصفني أحد عشاقي : " فتاة بخصر رشيق يدور العالم حوله " جاذبيتي أسطورية و أحلامي دائماً تصل النجوم ،
العالم عرفني و لكني كنت دائماً الممتنعة الجبارة ، جسدي أروع من أجساد العارضات و الموديل في الأغاني التي يستمع إليها شبابي . أصابعي الطويلة المرتوية كانت نخيلي العالي ، بطني و ظهري كمال جسدي : الرمال الناعمة الممتدة بامتداد الأجساد ، أي شخص يستطيع مجاراتي في انحناءاتي ، كما أستطيع مجاراة كل الأساليب .
جبلان عظيمان يرتكزان في أعلى صدري ، لم يكتشفهما الكثيرون ، كانوا مسحورين بساقاي و ذراعي فأنا حتى بداية القرن كنت ساحرة في الأحلام البريئة ، أتى الأوروبيون بحثاً عني ، كانوا مسحورين بي و بعظم جمالي . " هل كنت من أساطير أوليمب في الزمن السحيق ؟ "
أنا أقول لكم : " كنت أكثر من أساطير أوليمب ، أولئك المتبطرين الرقعاء ، لم يكونوا يعرفون معنى الجمال ، أنا الابنة الوسطى و القصية الأكثر روعة ، كنت في الخفاء لسنوات ، كنت أقضي وقتي خلف والدتي البهية " ليبيا " ألعب كما أشاء وحيدة ، في عزلتي أتخيل الأبطال " ألي ألماى " كان في الزمن السحيق يطارد انتشاءاتي على ظهري ، كانت معه فتاة تدعى - تيزر - لم يكن اسمها تيزر ، مثلي ، و لكني لم اعد اذكر اسمها الأخر ، و كنت أعرفها جيداً ، كانت من أولئك الفتيات اللائي تعرف بأنهن يعتمد عليهن ، جسد مروي و بشرة هادئة و حنونة ، فرحت لنزواتهما قربي ، الأفراح و الليالي المضيئة بنيران نباتي ، و أعواد غابي ، اغترافا من أحزاني ، شربا بحيرة دموعي الحلوة و وحدتي ، قالت له :
" بأنها هاربة من شياطين جبارة " .
فقال لها : " لا تخافي فأنت بأمان معي في تيزر " .
قالت له : " ما معنى تيزر ؟ " .
كانت قد تفاجأت بالكلمة مثلي : سألتْ من صميم روحي ، شعرتُ بأنها أنا البشرية .
نظر إليها بعينين مشتعلتين و تحادثا بلغة أفهمها جيداً إنها لغتي : التدغاء .
" أنتِ ، قال ، أنتِ تيزر و سأسمي هذه الواحة الساحرة ذات الاسم "
إنها أنا البشرية هكذا فكرتُ في نفسي ، سبحا عميقاً في أحزاني ، كنت دموعي تبلل جسديهما في وحدة هائلة في أعماق صحرائي ، موجة و موجتين أرسلتهما بأنفاسي حركت في شعورهما نيران الحب اللاهبة ، توقفا عن السباحة و اتكأ عاريين على نخيلي ، أصابعي المرتوية ، كانت الحياة أئنذاك مثل الحلم ، كانت أنفاسهما تتلاحق من فرط انتشاءهما ، ألقيت حبات التمر عليهما فأكلاها بهدوء ، سرى طعم السكر و الحلاوة العظيمة في عروقهما ، أغمض ألماى عينيه و قال :
" قبل سفرتي الأخيرة حلمت بهذا المكان " ابتسمت و قالت " لوحدك ؟ " لا أدري لم بدا حزينا و هو يقول " لم أكن يوماً لوحدي " شعرتُ في أعماق روحي بالغصة و قالت الفتاة
" مع من كنت ؟ " كانت الغيرة تأكلني فتح عينيه و نظر إلى نهدي المكشوفان في أعلى صدري ، الجبليين العظيمين أحسست به يغزوني حتى الأعماق و يهزني بقوة ألف فارس ، قال : " كنت دائماً مع أوهامي ، الأشباح تترصدني على الدوام ، لم اشعر أبداً بهذه الحرية إلا معكِ هنا "
نظرتْ إليه للحظات ثم قفزتْ فوقه ، فالتقطتها بمهارة و غاصا عميقاً ، كانا شابين و عظيمين في الروعة ، ليلتي لم تكن طويلة ، شعرت بروحي تتشرب متعة عظيمة ، لذة هائلة جعلتني أفقد أعصابي و صرخت حتى طبقت البلاد صرختي كنت أشعر بهما يحركان أعمق متعي الغائبة منذ قرون ، في تلك الليلة قررت أن استقر هنا أن أكبر و أهرم و أموت في مكاني ، تركت رحلاتي السرمدية و غيابي الدائم ، قلت في نفسي :
لقد وجدت ذاتي ، فأنا تيزر " .

الحاج بونيف
13/12/2010, 11:12 PM
أخي الفاضل القاص شكري الميدي
أرحب بك
لعلك راهنت في كتابتك على المعنى أكثر مما يتطلبه القص من وسائل جمالية كثيرة منها جمال العبارة وسلامة اللغة. فالقصة جميلة غير أن الأخطاء الكثيرة أثرت على جمالها الفني.
أدعوك بكل ود إلى مراجعتها.
وسأشير فقط إلى بعض الهنات: يذكرون أسماء نساءهم الصحيح نسائهم.. بساقاي الصحيح بساقيّ.. أولئك المتبطرين الصحيح المتبطرون.. واتكأ الصحيح اتكآ..الخ.
كل الاحترام والتقدير.

شكري الميدي
14/12/2010, 04:20 AM
الإستاذ الحاج بونيف.
سعيد جداً بمرورك .
و أقول :
بأني نشرت هنا في واتا الحضارية
لكي أصوب أخطائي اللغوية .
بمساعدة الأساتذة الأفاضل .
أشكرك جداً .
و ادعوك لمساعدتي دوماً .
لأنه لدى رغبة في انتاج نص سليم من أية سقطات .