على البعد يطير لنا ، حبّ التّراب... حماما

[جمال عبد القادر الجلاصي]

على البعد يطير لنا ، حبّ التّراب... حماما



سلام علينا
قبيل الحياة وجدنا
و نحن أوجدنا الوجود
لنحيا ،
و يحيا الجميع ،
فكيف تقولون اليوم موتوا
و نحن إذا صحنا بالموت مت
كاد يطيع ...
سلام على غزّة مشتل العطاء
و أمّ لكلّ شهيد
إذا مات شبل بكت دمعتين
بصمت ،
و زغردت في وجوه العدى
و غنّت للصّباح الجديد
كذا تقتلون لتحيوا فرادى
و نحن نموت ليحيا الجميع
سلام علينا
أوجدنا الوجود لنحيا و يحيا الجميع ،

سلام على قدسنا
أمّ الأمم
قدت من صبرها حلمها
و علت فوق الذّرى أبناءها
فصانوا البلاد
و كانوا العلم
و كانوا حماما إذا السّلم ساد
و حين الحرب كانوا حمم
و كانوا زهورا إذا الشّوك أغشى
و كانوا البناء إذا ما البناء انهدم
و كانوا دفئا يسكن أضلعهم
إذا كسا الدّنيا الصّقيع
سلام علينا
قبيل الحياة وجدنا
و نحن أوجدنا الوجود
لنحيا
و يحيا الجميع
سلام مقام الخليل
يا موطن الأنبياء
سلام الكنيسة و الدبر و الصّومعةْ
سلاما
و إن شتّتوا في المدائن شملنا
غدا معا نجمعهْ ...
سلام عليها بلادي نجمة في الفؤاد
يهدي الضّوء منها جميع البلاد
تظلّ و إن أرمدت نارنا
تضرمها بعد الرّماد ،،
سلام عليها
و إن طال بنا في الرّجوع الطّريق
لنا بحرها ، شمسها و الجبال
و تاريخها جديدة و العتيق
لن تنسها و إن غبنا دهرا
ففي العمق منا دروب إليها
تضج حياة مكان العروق
و في العمق منا تحدو الأماني
كما يحدو رعدا وميض البروق
و في العمق منا يضلّ سؤال
من يا بلادي يطفئ في العمق منك
تلك الحروف ؟


و من يا بلادي
إذا قلت آه كان المجيب السّميع ؟
سلام علينا
قبيل الحياة وجدنا
و نحن أوجدنا الوجود
لنحيا
و يحيا الجميع ،،
سلام عليكم إن تزرعوا بفلسطين قمحا ،
و لن تفعلوا
فأنتم بذار بغير لقاح
و أنتم دروب بغير وصول
و أنتم ليال بغير صباح
و أنتم خريف بكلّ الفصول
و نحن بكلّ الفصول ربيع
فكيف تقولون موتوا
و نحن إذا صحنا بالموت مت
كاد يطيع ...
سلام على الكلّ حتّى العدى
و إن صهينوا في أرضنا و البيوت
غدا يعرف الزّيتون غارسه
فتغدو حميما تلك الزّيوت
سلام عليكم
و إن تستطيعوا إلينا سلاما
فأنتم و إن في السّماء بتمّ أذلة
و نحن و إن سقطت سماء علينا
بتنا قياما
و أنتم في أرضنا عدوّكم التّراب
و نحن على البعد
يطير لنا حبّ التّراب حماما
و نحن و إن طال بعد سنرجع
و أنتم و إن ساكنون
فغربة تلك الإقامة
و نحن و إن طال حزن سنفرح
و أنتم و من يزرع الموت
يجني الدّموع ...
سلام علينا
قبيل الحياة وحدنا
و نحن أوجدنا الوجود / لنحيا
و يحيا الجميع
فكيف تقولون موتوا
و نحن إذا صحنا بالموت / مت
كاد يطيع.

[د. جمال مرسي]

أخي جمال عبد القادر
أهلا بك من جديد
و أحيي فيك هذه الروح الشعرية الهادفة في هذه القصيدة
القصيدة تدور في فلك بحر المتقارب
بدا لي ذلك من أول شطرين
سلامٌ علينا
قبيل الحياة وجدنا
ثم ابتدأ الايقاع يهتز و يختلف
و هنا عنَّ لي سؤال :
أكان هذا من باب التجديد و التمرد في نظرك على انسيابية التفعيلة فعولن
أم أنك ( على ثروتك اللغوية و غزارتها ) تكتب الشعر بدون معرفة بعروضه .

أخي الفاضل جمال
أرجو ألا تأخذ مداخلاتنا و حواراتنا معك من باب التحامل أو الحقد عليك لا سامح الله كما قرأت في ردك على الشاعر هلال الفارع في قصيدتك "الشاعر" .فنحن لا نعرفك شخصيا لنبني علاقة عدائية معك لا قدر الله و لكننا هنا نتعامل كأخوة و كثيرا ما تولدت بيننا علاقات أخوية حميمة رغم أننا نجلس وراء جهاز . فنحن نخاطب العقل و نستمع إليه . و جميعنا كشعراء نحمل لواء الشعر و التنوير دائما ما نسعى للأفضل . و الأفضل لا يأتي إلا بالحوار الإيجابي البعيد عن العصبية أو التعصب و لم يزعم أحد في واتا أنه أفضل أو أشعر من غيره فهذه الأفضلية يقيمها المتلقي . أما نحن كبشر نعبد الله الواحد الأحد فلا فرق بين عربي و لا أعجمي إلا بالتقوى . و من منطلق هذه التقوى فأننا كشعراء أو أدباء نحاول أن نبتعد في كتاباتنا أو أدبنا عما يمكن أن يؤخذ علينا فنؤاخذ و نحاسب عليه
( و ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ).
و ثق أخي أننا لسنا ضد التجديد في الشعر و لا في مضمونه ما دام ذلك سيرقى بذائقتنا و لا ينزلق بها
إلى ما لا يعلمه إلا الله .
فطب نفساً يا أخي و ثق أننا قراء جيدون لك و لغيرك قبل أن نكون شعراء أو نقاداً .. ثم يأتي بعد ذلك دورنا كمشرفين بعد التشاور فيما بيننا بأداء الدور المنوط بنا والذي كلفنا به من قبل إدارة واتا الحبيبة . فإما كنا قدر هذا المكان الذي نشغله أو تركناه لمن هم أكثر كفاءة منا .
دعني أحييك و أرحب بك من جديد في واتا بين أخوتك و أصدقائك و كن معنا يداً بيد لنبني لا لنهدم
لنحب لا لنكره
فهل تعاهد ؟
تحياتي و مودتي و تقديري
د. جمال مرسي

[جمال عبد القادر الجلاصي]

المبدع المحترم جمال مرسي:

كلماتك سيدي تشفّ عن روح نقية وقلب معطاء
كتبت في بداياتي التي لم أتجاوزها قصائد عمودية وقصيدة التقعيلة
ولكن اقتناعا منى بضرورة التجاوز أكتب الآن نصوصا أحاول من خلالها أن أتحرر من الخليل هذا العظيم الذي طالما أسرنا... هي ذي طريقتي في الكتابة
أرجو أن تقبلها على علاّتها دون أن تحرمني ملاحظاتك القيمة
مودتي

[جمال عبد القادر الجلاصي]

على البعد يطير لنا حب التراب حماما

[جمال عبد القادر الجلاصي]

سلام علينا
قبيل الحياة وحدنا
و نحن أوجدنا الوجود / لنحيا
و يحيا الجميع
فكيف تقولون موتوا
و نحن إذا صحنا بالموت / مت
كاد يطيع.