المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا تفصلوا (ما-أين-من) عن المستفهم عنه



منذر أبو هواش
23/03/2007, 01:33 AM
القرآن الكريم أساس النحو وأساس القواعد
لا تفصلوا (ما-أين-من) عن المستفهم عنه
الاخوة الاعزاء،

عندما سمع الوليد بن المغيرة وهو أحد رجالات قريش القرآن الكريم قال: (والله إن له لحلاوة. وإن عليه لطلاوة. وإن أعلاه لمثمر. وإن أسفله لمغدق. وإنه ليعلو ولا يعلى عليه. وإنه ليحطم ما تحته. وما يقول هذا بشر). وهذه عينة من رأي فصحاء قريش في القرآن الكريم، ويأتي اليوم من يسفهنا ويحاججنا عليه!

لقد كُتِب القرآن بلسان قريش، وقٌعِد للنحو في القرن الثاني الهجري، فلا يجوز الاحتجاج على القرآن بقاعدةٍ اتخذته دليلاً، بل على العكس من ذلك يجب أن نرى قصورًا في القاعدة إذا خالفته، ولنتذكر هنا بأن الخليل حين قعد لعروض الشعر أضطر لاستبعاد ما لم يتفق مع قواعده، فالإبداع هنا سبق التنظير له، وهو الحال في القرآن، فلا يُعقل أن محمدًا أتى بما تستغربه قريش في كلامها، ولم تظهر هذه المشكلة إلا بعد التقعيد الذي ربما لم يع كل الحالات التي كانت تستخدمها قريش رغبةً في جعل القاعدة تتفق مع منطقٍ ما.

قال تعالى: {الْحَاقَّةُ، مَا الْحَاقَّةُ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ}[الحاقة : 1 ـ 3 ].
وقال تعالى: {الْقَارِعَةُ، مَا الْقَارِعَةُ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ}[القارعة : 1 ـ 3 ].
وقال تعالى: (قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها) البقرة - 69
وقال تعالى: (يقول الإنسان يومئذ أين المفر) القيامة [10]
وقال تعالى: (أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون) الأنعام [22]
وقال تعالى: (قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللَّهُ ...) الرعد 16
وقال تعالى: (قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) المؤمنون 86

الصواب أن نقول (من أول شهيد) والخطأ أن نقول (من هو أول شهيد)، لأن القرآن الكريم هو الأساس، وهو القاعدة التي ينبغي اتباعها، ولا يجوز القياس بوجود القاعدة، ولا يجوز الاحتجاج على القرآن بالقواعد التي اتخذته دليلاً، ووضعت بعده بقرنين، بل على العكس من ذلك يجب أن نرى قصورًا في القاعدة إذا خالفت القرآن، ومع أن القرآن معجز إلا أنه لم يأت بما تستغربه قريش في كلامها.

وبناء على ذلك فإن إقحام أو استخدام حروف التوكيد أو الضمائر أو ضمائر الفصل (هو أو هي أو غير ذلك) خلافا للقاعدة القرآنية المذكورة، وخاصة في العبارات والجمل الاستفهامية التي تبدأ بـ (ما – أين – من) ليس صوابا، ويعد نشازا، وهو غير جائز، وغير مستساغ، ولا مبرر ولا مسوغ بلاغي له في اللغة العربية.

وأما سبب استخدام هذا الأسلوب الخاطئ في الاستفهام فيعود إلى المترجمين الأوائل الذين عمدوا إلى صياغة عباراتهم بشكل حرفي، والتزموا بالأساليب اللغوية الأجنبية، فكانوا إذا أرادوا ترجمة (is) مثلا أقحموا ضمائر الفصل (هو أو هي). وذلك أن المترجم الحرفي حين يترجم عبارة (The boy is tall) فإنه يقول (الولد هو طويل)، بينما الصواب أن يقول (الولد طويل) طبقا لقواعد اللغة العربية الفصيحة الصحيحة.

فأدوات الاستفهام (ما – أين – من) في بداية الجمل الاستفهامية ينبغي أن يتبعها المستفهم عنه مباشرة، وأن لا يفصل بينها وبين المستفهم عنه أي شيء كحرف توكيد أو ضمير فصل أو أي ضمير من أي نوع أو غير ذلك، سواء لهدف التوكيد أو لغيره طبقا للقاعدة القرآنية، والآيات الكريمة المثبتة لها.

وذلك لأن العرب إذا أرادت السؤال عن شيء جعلته مسبوقا مباشرة بإحدى أدوات الاستفهام (ما – أين – من) وقالت: ما الحج؟ ومن الحاج؟ وأين الطريق؟ إذ هكذا يستفهم عن الشيء الواحد، أما إذا أريد الاستفهام عن شيئين فينبغي أن يفصل بينهما حرف عطف. يمكنك أن تقول من هو؟ للاستفهام عن أحدهم، ويمكنك أن تقول: من أحمد؟، لكن ليس من المنطقي ولا يصح ولا يجوز ولا ينبغي لك أن تقول: من هو أحمد؟ إذ ما الحكمة في السؤال عن هو، بينما نريد السؤال عن أحمد؟ فإما أن تقول: من هو؟ وإما أن تقول: من أحمد؟

إذ لو جاز لنا أن نستفهم عن الغائب بقولنا: من هو أحمد؟
لجاز لنا أن نستفهم عن المخاطب بقولنا: من أنت هلال؟
ولجاز لنا أن نستفهم عن المتكلم بقولنا: من أنا منذر؟

فتأملوا في ركاكة العبارات بأعلاه والحالة هذه،
وتأملوا في مدى سخفها وضعفها.

الصواب هو أن نستفهم بقولنا:
عن الغائب: من هو؟ أو من أحمد؟
وعن المخاطب: من أنت؟ أو من هلال؟
وعن المتكلم: من أنا؟ أو من منذر؟

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

منذر أبو هواش

منذر أبو هواش
23/03/2007, 09:09 AM
القاعدة المنذرية الذهبية
للجمل الاستفهامية
لا يجتمع المعرفة المستفهم عنه وضميره المنفصل في جملة استفهامية أولها إحدى أدوات الاستفهام
(ما-أين-من)
وينبغي الاستغناء في هذه الحالة بأحدهما عن الآخر
ولا يجوز أن يفصل بين أداة الاستفهام والمعرفة المستفهم عنه أي ضمير منفصل أو أي حرف توكيد

Subhi Wassim Tadefi
23/03/2007, 10:15 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأستاذ الفاضل منذر
مفيد .. جميل .. ممتع
شكر الله لك على هذ التوضيح والتصحيح.
وننتظر من سعادتك المزيد من المفيد والجميل والممتع.
صبحي وسيم تادفي من سراييفو - البوسنة والهرسك

د. لينة
23/03/2007, 10:31 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


بارك الله بك اخي منذر وجزاك عنا خير الجزاء .
:

غالب ياسين
23/03/2007, 10:48 AM
أخي د. منذر اثابكم الله على هذا التوضيح :vg: :fl:

سيد سليم
23/03/2007, 11:15 AM
بارك الله فيك أستاذنا الحبيب منذر
لي همسة: في توضيحكم جاءت العبارة الآتية: ( لم يعي ) أعتقد بحذف الياء بسبب الجزم والتعويض عنها بكسرة تحت العين
أكرمكم وأكرمنا جميعا الله ورزقنا جميعا حب أعظم لغة والذود عنها
تلميذكم

عبلة محمد زقزوق
23/03/2007, 01:40 PM
جزاك الله عنا خيرا أستاذنا الفاضل ـ منذر ابو هواش
عُلم؛ وسنتبع بمشيئة الله هدي خطاكم .
دمت لنا، وأدام الله عليكم السعة في العلم بثوابت البَيَان .
تلميذتكم :fl:

منذر أبو هواش
23/03/2007, 03:21 PM
الاخوة الأعزاء،
شكرا لمروركم
:fl:

هلال الفارع
24/03/2007, 10:47 AM
أستاذ منذر أبو هواش.
تحية طيبة.
أحييك أنك أصبحت الوصيّ الشرعي الأول على اللغة العربية الحديثة.
وأعزّي كل من يستخدم الضمير (هو) بين المبتدأ والخبر - كما تنص القاعدة صراحةً -
لأن مقصّ الوصي قد بترهم جميعًا من فضاء اللغة.
وأهنئ كل الذين يدعمون قرارك التاريخي هذا.
ولو كنت مكانك يا أخي منذر لتواضعت قليلاً، وقلت:
الله أعلم، ولتركت لنفسي مخرجًا، أو خطّ رجعة، مهما كان ضيّقًا،
لأنك فيما تقول غير دقيق، ولو كنت كذلك، فإنك تقضي بشطب أكثر من نصف العبارات التي وردت في تاريخ اللغة العربية، وتحمل ضمير الفصل فيها...
ليتك تترك أمر الحسم في المختلف عليه،
ولا تتحمل عبء ما قد لا تقدر على حمله...
هذا الذي أقوله خوفٌ عليك.. لا اختلافٌ معك أسوقه إليك.
ودمت سالمًا.
أخوك هلال.

منذر أبو هواش
24/03/2007, 11:50 AM
أستاذ منذر أبو هواش.
تحية طيبة.
أحييك أنك أصبحت الوصيّ الشرعي الأول على اللغة العربية الحديثة.
وأعزّي كل من يستخدم الضمير (هو) بين المبتدأ والخبر - كما تنص القاعدة صراحةً -
لأن مقصّ الوصي قد بترهم جميعًا من فضاء اللغة.
وأهنئ كل الذين يدعمون قرارك التاريخي هذا.
ولو كنت مكانك يا أخي منذر لتواضعت قليلاً، وقلت:
الله أعلم، ولتركت لنفسي مخرجًا، أو خطّ رجعة، مهما كان ضيّقًا،
لأنك فيما تقول غير دقيق، ولو كنت كذلك، فإنك تقضي بشطب أكثر من نصف العبارات التي وردت في تاريخ اللغة العربية، وتحمل ضمير الفصل فيها...
ليتك تترك أمر الحسم في المختلف عليه،
ولا تتحمل عبء ما قد لا تقدر على حمله...
هذا الذي أقوله خوفٌ عليك.. لا اختلافٌ معك أسوقه إليك.
ودمت سالمًا.
أخوك هلال.

أستند إلى القرآن الكريم ولا أبالي
ولي الأجر والثواب على أي حال
الأستاذ هلال الفارع حفظه الله،

تحية طيبة.

ليست وصاية على أي شيء يا أخي ... ولا علاقة لهذا الأمر بالكبر كما يوسوس إليك شيطانك ... ولعلك تلاحظ أنتهاء معظم مشاركاتي بعبارة (والله أعلم) ... إلا ما ندر بسيي النسيان أو السهو. ولعلمك أنا إنسان حر ثائر لا يقيدني شيء ... وليس لدي أية غايات دونية أو سفلية أو سلبية ... فلا أدعي وصاية على أحد ... ولا أقبل ولا أرتضي وصاية من أحد ... ولا تأخذني في الحق لومة لائم ...

إنها مجرد بحوث واجتهادات ... وليس هناك شيء قطعي ... والأمر معروض ومشرع على المنتديات ... يراه الجاهل ويراه العالم ... فمن رأى في مشاركاتي خطأ فليصوبه، ومن رأى في اعوجاجا فليقومه ...

المسألة برمتها مسألة قناعة ومبدأ ورأي ... فهل من العيب أن أقف دون رأيي ... لكي تتهمني بالكبر وعدم التواضع لا سمح الله ...؟ ألا تلاحظ أن في عباراتك شيئا من التحامل حين تخاطبني ساخرا ومستهزئا (ولو ضمنا) بقولك: (أحييك أنك أصبحت الوصيّ الشرعي الأول على اللغة العربية الحديثة) ... فلماذا هذا التحامل غير المبرر ...؟ أليس بإمكانك أن تنتقد رأيي باستخدام أدواتك ومعرفتك اللغوية بدون أن تلجأ إلى أسلوب هو أقرب إلى التجريح والتسفيه ...؟

الأمر بين، والحقيقة واضحة، وكلامي مستند إلى القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا خلفه، فلا مجال لطاعن متحذلق، فأي دقة بعد دقة كلام الله، ولماذا أخاف أو أتردد في أمر يتعلق بكتاب الله ...؟ ليس هناك ما أخافه أو أخشاه ... فكل الاجتهادات تحتمل الخطأ مثلما تحتمل الصواب، وتعلم أن للمجتهد الأجر والثواب في كل الأحوال.

لست جبانا ولا خوافا ... ولا يهمني في الحق لومة لائم ... هذا هو رأيي ... فمن صوبه فعلى الرحب والسعة ... ومن خطأه بالدليل القاطع فعلى الرحب والسعة أيضا ... ونحن لا نفعل عيبا حتى نستحي من شيء.

المقاتل المجاهد المؤمن لا يفكر في مخارج أو مهارب، أو خطوط رجعة أو انسحاب من أي نوع وأي قياس. لذلك فإن مثلي في غنى عن مثل هذه النصائح الانهزامية وغير الصادقة.

لقد طرحت رأيك في هذه المسألة الخلافية ببسالة عز نظيرها، وربما كان لك بعض الفضل في توصلي إلى هذه النتيجة، ونظرا لأنني عرضت رأيي بشكل مبسط وواضح وموسع مدعوم بالأمثلة فقد كنت أتوقع منك ردا غير هذا الرد، ولم أكن أتوقع أن تزداد تشبثا برأيك، وأن تزداد عنادا على عناد، وإصرارا على على إصرار!

أنا مدرك يا أخي كل الإدراك لما أقول وأفعل، لكن الخلاف في هذه المسألة قد طال كثيرا، لذلك فقد رأيت أن أضع هذه القاعدة المبررة والمستندة إلى الأسلوب القرآني، وأتوقع لها أن تكون عنصر حسم لهذا الخلاف المزمن.

إن احتجاجك على القرآن بالقواعد التي يشترط مراعاتها للقرآن غير جائز لا من الناحية العلمية ولا من الناحية الدينية، وإن خوفك وحزنك على النصوص والعبارات المصحفة أو الضعيفة التي تحمل ضمير الفصل التي وردت في تاريخ اللغة العربية، ليس في محله، وذلك لأن الهدف من هذه القاعدة هو القضاء على الخطأ نفسه، لا على النصوص التي ورد فيها، ومن حق الناس يا أخي أن يميزوا الخبيث من الطيب، وأن يعرفوا الصحيح من الخطأ، والقوي من الضعيف. وليس من حقنا أن نبرر لهم الاستمرار على ما وجب تداركه واستثناؤه، وعلى ما ثبت خطأه بالأدلة القاطعة من القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه، ولا من خلفه.

إنها مسألة عقيدية يا أخي، والخوف ينبغي أن يكون عليك لا علي!

ودمت سالمًا بكل خير.

أخوك :fl:

منذر أبو هواش

هلال الفارع
24/03/2007, 12:05 PM
لقد طرحت رأيك في هذه المسألة الخلافية ببسالة عز نظيرها، وربما كان لك بعض الفضل في توصلي إلى هذه النتيجة، ونظرا لأنني عرضت رأيي بشكل مبسط وواضح وموسع مدعوم بالأمثلة فقد كنت أتوقع منك ردا غير هذا الرد، ولم أكن أتوقع أن تزداد تشبثا برأيك، وأن تزداد عنادا وإصرارا على على عنادك وإصرارك!
ــــــــــ
أخي منذر.
تحية طيبة.
كان ينبغي عليك أن تضع رابط المسألة التي تم النقاش فيها هنا أيضًا، إلى جانب نظريتك في النحو العربي الحديث، ليطّلع من أراد على النقاش، ويخرج برأي لا توجهه إليه أنت، خاصة وأنك تعلم أن معظم من يكتبون هنا ليسوا عارفين باللغة مثلك، وهم يستأنسون برأي من لديهم مثل هذه المعرفة.
أنا لم أتحامل عليك.. لكنني استهجنت منك أن تخرج علينا بمثل هذه الصيغة الإعلانية، وكأنك في انتخابات محسومة النتائج..
يا أخي منذر.. منذ مئات السنين والخلاف قائم في مئات، بل آلاف المسائل اللغوية، لكن هذا الخلاف لم يدفع ( بصريًا ) واحدًا ولا ( كوفيًا ) واحدًا إلى القول: أنا الصواب فقط! هذا ما أردته منك، وهذا ما قصدته بقولي أخاف عليك، لا من باب الاستهزاء، ولا من نافذة الغمز واللمز، لكنك - للأسف - تحمّل الأمور أكثر مما تحتمل، وترى نفسك أكثر مما ترى غيرك، ويشغلك كثيرًا أمر الانتصار والفوز، في الوقت الذي يجب أن تنشغل بالفائدة دون غيرها، وأن تكون حريصًا على إبداء آراء الآخرين، لأن تغييبك لها لن يكون لك، لكن عليك.
شكرًا لك.. ووفقك الله.
أخوك هلال.

منذر أبو هواش
24/03/2007, 12:48 PM
[I]
أخي منذر.
تحية طيبة.
كان ينبغي عليك أن تضع رابط المسألة التي تم النقاش فيها هنا أيضًا، إلى جانب نظريتك في النحو العربي الحديث، ليطّلع من أراد على النقاش، ويخرج برأي لا توجهه إليه أنت، خاصة وأنك تعلم أن معظم من يكتبون هنا ليسوا عارفين باللغة مثلك، وهم يستأنسون برأي من لديهم مثل هذه المعرفة.
أنا لم أتحامل عليك.. لكنني استهجنت منك أن تخرج علينا بمثل هذه الصيغة الإعلانية، وكأنك في انتخابات محسومة النتائج..
يا أخي منذر.. منذ مئات السنين والخلاف قائم في مئات، بل آلاف المسائل اللغوية، لكن هذا الخلاف لم يدفع ( بصريًا ) واحدًا ولا ( كوفيًا ) واحدًا إلى القول: أنا الصواب فقط! هذا ما أردته منك، وهذا ما قصدته بقولي أخاف عليك، لا من باب الاستهزاء، ولا من نافذة الغمز واللمز، لكنك - للأسف - تحمّل الأمور أكثر مما تحتمل، وترى نفسك أكثر مما ترى غيرك، ويشغلك كثيرًا أمر الانتصار والفوز، في الوقت الذي يجب أن تنشغل بالفائدة دون غيرها، وأن تكون حريصًا على إبداء آراء الآخرين، لأن تغييبك لها لن يكون لك، لكن عليك.
شكرًا لك.. ووفقك الله.
أخوك هلال.

حريتك تنتهي عند النقطة التي تبدأ فيها حرية غيرك
أخي هلال الفارع حفظه الله،

هذا النقاش شيء، وما أنشره في أمكنة أخرى شيء آخر، والواقع أن العكس هو ما حصل.

فنحن يا أخي لم نكن نتناقش هنا في أراء تخصنا، بل كنا نتناقش في طروحات مختلفة تخص غيرنا، وكل منا كان ينتصر لرأي من الآراء التي سبق أن طرحها غيره، وأظن أننا قد تمكنا من تشريح المسألة، وأن نقاشنا فيها قد اكتمل بشكل جيد جدا.

أما هذه الفكرة التي تولدت لدي من خلال هذا النقاش، فقد وجدت أنها فكرة مختلفة جديدة، وأنها طرح مختلف جديد، وقد رأيت (ورأيي هو شأن خاص بي وحدي) أن أقوم بنشرها في مكان منفصل يخصني، من خلال مشاركة منفصلة تخصني، ولأنني وجدت أن هذه الفكرة الجديدة، وهذا الطرح الجديد ينبغي (في تقديري) أن يناقش على منتدى آخر.

لقد قمت بصياغة القاعدة المذكورة، ونشرتها على منتدى منفصل جديد للغاية المذكورة، لكنني ارتأيت بسبب العلاقة بين الأمرين أن أضع نسخة منها في هذا المنتدى للفائدة، لا للنقاش، حيث أننا قمنا بالواجب هنا، وحيث أن النقاش في المسألة القديمة على هذا المنتدى قد اكتمل وانتهى، ولم يعد هناك ما نضيفه على ما أظن وأعتقد.

أرجو أن أكون قد وضحت ما خفي على أخي، وأن يعذر لي عدم الربط بين هذا المنتدى وذاك، لأن لي في هذه المسألة رأيا آخر. فهذا النقاش موجود ومفتوح لمن أراد. أما تلك الفكرة فأعتقد أنها موضوع منفصل مختلف، ينبغي أن يناقش في منتدى مختلف، وفي جو مختلف.

نحن هنا لسنا في مجمع اللغة العربية، وليس كل ما يكتب صحيحا ولا ملزما لأحد، والأمر هنا برمته يعود إلى تقديرات القراء الشخصية.

للأسف الشديد فالرؤية مختلفة تماما، وأنت تحمل الأمر أكثر مما يحتمل، وحريتك تنتهي عند النقطة التي تبدأ فيها حرية غيرك.

وأرجو أن تكف عن محاولات تحليل شخصيتي أو اتهامي بما قد يخيل إليك من الأمور التي لا أصل لها، والتي لا فائدة منها سوى محاولة تسفيهي وإظهاري بصورة سخيفة مضحكة وغير حقيقية أمام الناس مثل ادعاء التفرد بالصواب، ورؤية نفسي أكثر مما أرى غيري، وانشغالي بأمر الانتصار والفوز على سبيل المثال لا الحصر.

أرجو أن تتركك من سفائف الأمور وصغائرها، وأن تحتفظ بنصائحك الغالية لمن لم يخبروا الحياة بعد، وأن تركز وتلتفت إلى ما ينفع الناس.

شكرا لك، والله الموفق،

أخوك

منذر أبو هواش

هلال الفارع
24/03/2007, 01:12 PM
وأرجو أن تكف عن محاولات تحليل شخصيتي أو اتهامي بما قد يخيل إليك مثل الأمور التي لا أصل لها، والتي لا فائدة منها سوى محاولة تسفيهي وإظهاري بصورة سخيفة مضحكة وغير حقيقية أمام الناس مثل ادعاء التفرد بالصواب، ورؤية نفسي أكثر مما أرى غيري، وانشغالي بأمر الانتصار والفوز.

أرجو أن تتركك من سفائف الأمور وصغائرها، وأن تحتفظ بنصائحك الغالية لمن لم يخبروا الحياة بعد، وأن تركز وتلتفت إلى ما ينفع للناس.
ــــــــ
أخي منذر العزيز.
تحية طيبة.
لا تنس يا أخي الكريم، أن الناس معي ومعك هنا يقرؤون، ويجيدون القراءة، ويحسنون فهم ما يقرؤون..فكيف يكون ما كتبته إليك يثير حولك الضحك، أو يشكّل استهزاءً بك؟ وسأضع هنا أما القارئ ما كتبته إليك:
(يا أخي منذر.. منذ مئات السنين والخلاف قائم في مئات، بل آلاف المسائل اللغوية، لكن هذا الخلاف لم يدفع ( بصريًا ) واحدًا ولا ( كوفيًا ) واحدًا إلى القول: أنا الصواب فقط! هذا ما أردته منك، وهذا ما قصدته بقولي أخاف عليك، لا من باب الاستهزاء، ولا من نافذة الغمز واللمز، لكنك - للأسف - تحمّل الأمور أكثر مما تحتمل، وترى نفسك أكثر مما ترى غيرك، ويشغلك كثيرًا أمر الانتصار والفوز، في الوقت الذي يجب أن تنشغل بالفائدة دون غيرها، وأن تكون حريصًا على إبداء آراء الآخرين، لأن تغييبك لها لن يكون لك، لكن عليك).
فليقل لي أحد غيرك، أي أحد، أن في كلامي هذا أيّ نوع من الاستهزاء بك!!
أم أن هذا الذي تدّعيه إنما تسوقه توطئة وتبريرًا لقولك:
( أرجو أن تتركك من سفائف الأمور وصغائرها، وأن تحتفظ بنصائحك الغالية لمن لم يخبروا الحياة بعد، وأن تركز وتلتفت إلى ما ينفع للناس )
هل تعرف يا أستاذ منذر معنى الصّغائر؟!
أمّا السّفائف، فقد قصدت بها السفاسف،
لأن السّفائف جمعٌ مفرده سفيفة، وهي نسيجة الخوص وما شابهه،
بينما السفاسف مفردها السّفْساف، وهو الدقيق من التراب والغبار.
لا يا أخي منذر، ما أقوله لك ليس من سفاسف الأمور، ولا من الصغائر،
إنه الذي لا تريد أن يقوله لك أحد.
أرجو أن ننتهي من هذا، لأنه لايفيدني، ولا يفيدك، بل لا يفيد أحدًا.. وإذا شئت، فلن أدخل في نقاش في أية مسألة أنت طرف فيها، كي لا يزعجك وجودي.
تحيتي لك.
أخوك هلال.

بسام نزال
24/03/2007, 01:18 PM
أستند إلى القرآن الكريم ولا أبالي
ولي الأجر والثواب على أي حال
...................
الأمر بين، والحقيقة واضحة، وكلامي مستند إلى القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا خلفه، فلا مجال لطاعن متحذلق، فأي دقة بعد دقة كلام الله، ولماذا أخاف أو أتردد في أمر يتعلق بكتاب الله ...؟
.........
إن احتجاجك على القرآن بالقواعد التي يشترط مراعاتها للقرآن غير جائز لا من الناحية العلمية ولا من الناحية الدينية، وإن خوفك وحزنك على النصوص والعبارات المصحفة أو الضعيفة التي تحمل ضمير الفصل التي وردت في تاريخ اللغة العربية، ليس في محله، وذلك لأن الهدف من هذه القاعدة هو القضاء على الخطأ نفسه، لا على النصوص التي ورد فيها، ومن حق الناس يا أخي أن يميزوا الخبيث من الطيب، وأن يعرفوا الصحيح من الخطأ، والقوي من الضعيف. وليس من حقنا أن نبرر لهم الاستمرار على ما وجب تداركه واستثناؤه، وعلى ما ثبت خطأه بالأدلة القاطعة من القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه، ولا من خلفه.

إنها مسألة عقيدية يا أخي، والخوف ينبغي أن يكون عليك لا علي!

ودمت سالمًا بكل خير.

أخوك :fl:

منذر أبو هواش


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعتذر أولاً لتطفلي في موضوع طال النقاش فيه بين أستاذين وأخوين عزيزين، لكنني لا أستطيع الصمت طويلاً على أمر لا يقنعني، كيف ونحن نراه يتحول إلى قاعدة أو نظرية يتم نشرها وتمريرها عبر منتديات جمعيةٍ تحترم أعضاءها وقراءها؟!
فاسمح لي أخي وأستاذي القدير منذر أن أستوضح منك بعض ما لم أقتنع به علك تستطيع إقناعي أنا العبد الفقير إلى الله قبل إقناع أخي وأستاذي القدير هلال، ولا تقل لي: (إن اقتنعت فعلى الرحب والسعة وإن لم تقتنع فأنت حر!) لأنك تعلن هنا عن نظرية جديدة وكل صاحب نظرية يريد أن يثبت نظريته ليقنع بها العالم.
تقول أخي أن كلامك مستند إلى القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا خلفه، وتعني هنا طبعاً أنك بنيت قاعدة بعدم جواز قولنا: (من هو أول شهيد؟) ودليلك أن ذلك لم يرد في القرآن، وإنما ورد في غير مكان في كتاب الله استعمال (ما) وتبعها المعرفة المستفهم عنه ولم يُفصل بينهما بـ (هو) أو (هي)، فأنت تبني قاعدتك على أساس عدم وجود مثال يستخدم فيه (ما - من - أين) يتبعها (هو - هي - أنا .....) ثم المُستفهَمُ عنه. وهذا ما لا أقتنع به، إذ يفهم من قاعدتك وطريقتك بإثباتها أن لا يجوز الكلام بما لم يرد مثله في كتاب الله الكريم، فهل تقنعني بذلك؟ وهل كل ما نقرأ ونكتب ونقول ورد عليه مثال في القرآن الكريم ؟؟ لا أعتقد ذلك أبداً ولا أظن أحداً سيتفق معك في هذا.
لذلك، فإما أن تستند في نظريتك على قاعدة غير هذه ويكون دليلك فيها هو خطأ استعمالنا للضمائر بعد (ما - أين - من)، وإما أن تثبت لنا أن ما لم يرد ذكره في القرآن الكريم لا يجوز لنا قوله.
ومن ناحية أخرى ما زلت أرى أنه يجوز قولنا: (مَنْ هو بسام) كما يجوز قولنا: (مَنْ بسام)، لا بل أنني أرى فرقاً في المعنى بين القولين، فللقول الأول معانٍ ودلالات وللقول الثاني معانٍ ودلالات، ولا أعتقد أن قولنا الثاني: (مَن بسام) أصح من قولنا الأول: (مَن هو بسام) إذا أردنا وضع عنوان لبحث نُعرف به على (بسام).

(َّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
المائدة، الآية 17

(ذَلِكَ مَبْلَغُهُم مِّنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن
سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى)
النجم، الآية 30

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ)
لقمان، الآية 33

هذا والله أعلم.

منذر أبو هواش
24/03/2007, 03:05 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعتذر أولاً لتطفلي في موضوع طال النقاش فيه بين أستاذين وأخوين عزيزين، لكنني لا أستطيع الصمت طويلاً على أمر لا يقنعني، كيف ونحن نراه يتحول إلى قاعدة أو نظرية يتم نشرها وتمريرها عبر منتديات جمعيةٍ تحترم أعضاءها وقراءها؟!
فاسمح لي أخي وأستاذي القدير منذر أن أستوضح منك بعض ما لم أقتنع به علك تستطيع إقناعي أنا العبد الفقير إلى الله قبل إقناع أخي وأستاذي القدير هلال، ولا تقل لي: (إن اقتنعت فعلى الرحب والسعة وإن لم تقتنع فأنت حر!) لأنك تعلن هنا عن نظرية جديدة وكل صاحب نظرية يريد أن يثبت نظريته ليقنع بها العالم.
تقول أخي أن كلامك مستند إلى القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا خلفه، وتعني هنا طبعاً أنك بنيت قاعدة بعدم جواز قولنا: (من هو أول شهيد؟) ودليلك أن ذلك لم يرد في القرآن، وإنما ورد في غير مكان في كتاب الله استعمال (ما) وتبعها المعرفة المستفهم عنه ولم يُفصل بينهما بـ (هو) أو (هي)، فأنت تبني قاعدتك على أساس عدم وجود مثال يستخدم فيه (ما - من - أين) يتبعها (هو - هي - أنا .....) ثم المُستفهَمُ عنه. وهذا ما لا أقتنع به، إذ يفهم من قاعدتك وطريقتك بإثباتها أن لا يجوز الكلام بما لم يرد مثله في كتاب الله الكريم، فهل تقنعني بذلك؟ وهل كل ما نقرأ ونكتب ونقول ورد عليه مثال في القرآن الكريم ؟؟ لا أعتقد ذلك أبداً ولا أظن أحداً سيتفق معك في هذا.
لذلك، فإما أن تستند في نظريتك على قاعدة غير هذه ويكون دليلك فيها هو خطأ استعمالنا للضمائر بعد (ما - أين - من)، وإما أن تثبت لنا أن ما لم يرد ذكره في القرآن الكريم لا يجوز لنا قوله.
ومن ناحية أخرى ما زلت أرى أنه يجوز قولنا: (مَنْ هو بسام) كما يجوز قولنا: (مَنْ بسام)، لا بل أنني أرى فرقاً في المعنى بين القولين، فللقول الأول معانٍ ودلالات وللقول الثاني معانٍ ودلالات، ولا أعتقد أن قولنا الثاني: (مَن بسام) أصح من قولنا الأول: (مَن هو بسام) إذا أردنا وضع عنوان لبحث نُعرف به على (بسام).

(َّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
المائدة، الآية 17

(ذَلِكَ مَبْلَغُهُم مِّنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن
سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى)
النجم، الآية 30

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ)
لقمان، الآية 33

هذا والله أعلم.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي بسام،

أشكرك على تلطفك بالتطفل، وأنا أرحب برأيك وبكل الآراء حتى لو لم يكن أصحابها من أهل الذكر أو من أصحاب الاختصاص.

أولا: هذه المسألة مسألة قديمة، وقد أصبحت عادة مستفحلة، حتى اعتادها الناس، واعتادت عليها آذانهم، إلى درجة أنهم أصبحوا أكثر اعتيادا على هذا الأسلوب الشاذ من اعتيادهم على الأسلوب القرآني! بل أصبحوا يفضلونه وينتصرون له دون مسوغ أو أساس لغوي. وهذه المسألة أو الظاهرة اللغوية المرضية حذر منها النحاة واللغويون في أكثر من مناسبة، ولم يتردد أحد منهم عندما كان يقول بأنها خطأ شائع، وقناعات العلماء كما تعلم مبنية على العلم، وليست مبنية على مجرد الذوق أو الحدس أو التخمين، ولا حتى على مجرد الانتصار لأسلوب متكرر واضح ومعتمد في كلام الله (القرآن الكريم)، أعني أن هذا الرأي ليس رأيا شخصيا خاصا بي، وليس رأيي وحدي، وإنما هناك مناصرون له من علماء ونحاة ولغويين مشهود لهم.

ثانيا: بناء على ذلك أنا لم آت بشيء جديد أو ادعاء فريد، وكل ما فعلته أنني قدمت صياغة جديدة تضبط هذا الرأي الذي يؤيده كثير من النحاة، ويسنده الدليل من القرآن الكريم المحفوظ من التغيير والتحريف والتصحيف.

ثالثا: أنا قمت بصياغة هذه القاعدة ولم أخترعها ولم أبنيها، ولم تكن الآيات والأمثلة القرآنية وحدها هي الدليل (وحسبي بها دليلا)، لكنني قدمت دليلا آخر حين لفت الانتباه إلى الإشكال الأخرى لهذا التركيب الغريب، فإن كان الناس قد اعتادوا على قول (من هو أحمد؟) و (ما هو الحج؟) و (أين هو العدل؟)، فإنهم لم يعتادوا (لعدم الضرورة) على أن يقولوا (من أنا منذر؟) و (من أنت بسام؟) و (من نحن الطلاب؟) المبنية على نفس الأساس الذي جاءت عليه (من هو أحمد؟) فلماذا يا ترى، هل فكرت في ذلك، وما رأيك في هذا التركيب الشاذ والنشاز، فإن كان هذا شاذا فذاك شاذ، وإن كان هذا خطأ فذلك خطأ. إنه نفس التركيب وإنها نفس الصيغة أيها العقلاء!

إذن فأنا لم أعتمد ببساطة وسذاجة على وجود ذلك الأسلوب في القرآن الكريم مع أنه لوحده سبب وجيه وكبير، وإنما قمت في الوقت نفسه بلفت الانتباه إلى شذوذ ونشاز هذه التركيبة المقيتة من خلال الأمثلة التي لم تتعود عليها الأذن العربية، ولا أعتقد أنها تستسيغها لشذوذها ونشازها الذي خفي عليهم ومنعهم عن إدراكه تعودهم وجهلهم، وربما بعدهم عن قرآنهم.

وأرجو أن لا ينسى أحد أنني لست الوحيد الذي يحذر من هذه الظاهرة التي لو لم تكن خطأ شائعا لما حذر منها قبلي شيوخ علماء وأساتيذ أجلاء.

أنا لم أعمم، ولم أقل بعدم جواز الكلام بما لم يرد مثله في كتاب الله الكريم، وإنما قمت بعمل صياغة جديدة لما دعا إليه أهل الذكر من العلماء الأجلاء، وما زالوا.

الأمور لا تؤخذ بهذه البساطة وبهذه السطحية، لكنني رغم كل شيء أحترم آرائكم وأقدرها، ومع أنني أعرف مسبقا رأي الكثير من العلماء في هذه المسألة، إلا أنني أنتظر من أساتذتي أصحاب الاختصاص في اللغة العربية أن يدلوا بدلوهم، ويقولوا كلمتهم، وأنا على أتم الاستعداد إن شاء الله لمناقشة من يعترض منهم، وأهلا وسهلا ومرحبا بهم.

لنترك أمر الحسم في هذه الأمور لأصحاب الاختصاص، فلا تقع فيما كنت تحذر منه، ولا تقل في اللغة ما لست متأكدا منه.

القاعدة تتعلق فقط بالجمل الاستفهامية المبتدئة بـ (ما) أو (من) أو (أين)، ولا أعلم ما غايتك من الاستشهاد بالآيات التي استشهدت بها، إذ لا علاقة لها بموضوعنا من قريب أو من بعيد.

فهل هذه الجمل:

إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ

إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ

وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِه

جمل استفهامية؟

شكرا لك على اهتمامك وتعليقك،
وعلى هذه الفرصة الجميلة التي قدمتها لي.
والله الموفق

منذر أبو هواش

هلال الفارع
24/03/2007, 03:42 PM
القاعدة تتعلق فقط بالجمل الاستفهامية المبتدئة بـ (ما) أو (من) أو (أين)، ولا أعلم ما غايتك من الاستشهاد بالآيات التي استشهدت بها، إذ لا علاقة لها بموضوعنا من قريب أو من بعيد.

فهل هذه الجمل:

إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ

إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ

وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِه

جمل استفهامية؟
ــــــــ
أخي منذر.
تحية طيبة.
أليست الجمل الاستفهامية جملاً إسمية؟
والجملة الإسمية تتكون من مبتدأ وخبر؟
أليس بعض ما جاء به الأخ بسام من الآيات أصلها جمل إسمية، وتتكون مما أصله مبتدأ وخبر؟:
( إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ

إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ )
........
أنا أريد أن أسألك:
هل يجوز أن نقول: ربُّك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله؟
سأفترض جواز ذلك، إن لم يكن ذلك غير وارد عندك في القبول،
إن كان هذا جائزًا، فلماذا لا يجوز قولنا: من هو ربُّك؟!
لم يقل لك أحدُ إن قولك: من محمد؟ خطأ..
ولم يقل لك أحد إنك في هذا تخالف قاعدة،
أنا أقول لك بجواز أن يتوسط ضمير الفصل بين المبتدأ والخبر المعرفتين.
أريد منك إجابةً صريحةً على هذا السؤال:
هل يجوز أن يأتي ضمير الفصل بين المبتدأ والخبر المعرفتين؟
أرجو أن تجيب بنعم أو لا، لأن إجابتك الصريحة هي التي ستحدد القاعدة.
ألم تقل أنت بنفسك: ضمير الفصل لا يأتي إلا بين مبتدأ معرفة، وخبر معرفة؟
أرجو أن تجيب على هذا أيضًا، لعلنا ننتهي إلى شيء!!
في انتظار إجابتك دون الدخول في متاهات أخرى،
لك تحيتي.
أخوك هلال.

منذر أبو هواش
24/03/2007, 04:40 PM
لا أدري لماذا أشعر أحيانا أننا في بيزنطة!
أخي هلال،

لا أدري لماذا يصر الأستاذ هلال على أن يسوي بين الجمل الاسمية الاستفهامية والجمل الاسمية غير الاستفهامية؟ فهي لا تستوي! هذه فيها استفهام، وتلك ليس فيها استفهام، وهذه يراد منها الاستفهام، وتلك يراد بها شيء آخر غير الاستفهام!

وأعتقد أن النقاش الذي كنا قد بدأناه في مسألة (جواز أن يأتي ضمير الفصل بين المبتدأ والخبر المعرفتين) قد انتهى، ولا أرى مبررا للعودة إليه، وأنا قد عدلت عن الاستناد إليه، والمحاججة فيه.

لدي الآن ادعاء جديد، وأنا أدعي الآن بأن العرب قد انتهجت أسلوبا معينا في الاستفهام، وأن هذا الأسلوب قد تم التأكيد عليه في القرآن الكريم بشكل واضح بين، في أكثر من موضع، وبشكل لا يحتمل أي شك وأي تأويل.

وأنا أرى أيضا أن المنطق يؤيد هذا الادعاء المستند إلى هذا الأسلوب القرآني بشكل لا يدع أي مجال للشك أو التأويل. إذ لا يوجد أي مبرر منطقي للمباعدة بين أداة الاستفهام والمستفهم عنه، لأن المباشرة والبعد عن الحشو والزيادة في اللغة ضرورة من ضرورات البلاغة والفصاحة وشرط من شروطها.

وذلك لأن ضمير الفصل في هذه الصيغة يحول دون مبرر منطقي بين أداة الاستفهام والمستفهم عنه، مما يضفي على العبارة جوا من الشك وعدم التأكد، وكأن المستفهم يتردد في سؤاله تردد غير المتأكد ويقول: من هو ... ثم يكمل ... أقصد أحمد ... ، وهذا شبيه بقول الجاحظ: (لو كنت أعلم أنك هكذا أحمق ...) يعني (لو كنت أعلم أنك هكذا ... أي أحمق ...).

هذه إجابتي، وهذا دليلي على ركاكة، وعدم صواب، وعدم أصالة، وعدم صلاحية هذا القالب اللغوي في الاستفهام، وادعي بأن هذا هو السبب الحقيقي وراء عدم وقوع القرآن الكريم فيه، وابتعاد الفصحاء عن استخدامه، وتأذيهم منه.

ولك تحية وسلام،

منذر أبو هواش

بسام نزال
24/03/2007, 04:40 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي بسام،

أشكرك على تلطفك بالتطفل، وأنا أرحب برأيك وبكل الآراء حتى لو لم يكن أصحابها من أهل الذكر أو من أصحاب الاختصاص.

..........
القاعدة تتعلق فقط بالجمل الاستفهامية المبتدئة بـ (ما) أو (من) أو (أين)، ولا أعلم ما غايتك من الاستشهاد بالآيات التي استشهدت بها، إذ لا علاقة لها بموضوعنا من قريب أو من بعيد.
فهل هذه الجمل:

إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ

إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ

وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِه

جمل استفهامية؟

شكرا لك على اهتمامك وتعليقك،
وعلى هذه الفرصة الجميلة التي قدمتها لي.
والله الموفق

منذر أبو هواش


أخي الحبيب الأستاذ منذر
أشكرك على تقبل تطفلي في هذا النقاش، وعلى سعة صدرك وجميل ردك، واسمح لي أيضاً أن أوضح لك وللأخوة والأخوات سبب ذكري لتلكم الآيات الكريمة، وهو أنني أقصد من ذلك جواز القول على أوجه غير التي وردت في الآيات الكريمة، ولنأخذ على سبيل المثال قوله تعالى:
(إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ)، ولنأت بمثال مشابه فنقول: (إن أخاك هو أدرى بحاله)، أفلا يجوز أن نقول: (إن أخاك أدرى بحاله) ؟؟ بالتأكيد يجوز. لكن قولنا (إن أخاك هو أدرى) فيه تأكيد وجزم على أن أخاك هو الأدرى، ولا أطيل أو أزيد في أمر أخشى الخوض فيه حتى لا يُظن أنني أتطرق إلى تفسير آيات الله البينات باجتهاد مني. لكن ما أعنيه هو جواز القول بأسلوب غير الذي جاء في القرآن الكريم، وهو ما لم تختلف فيه معي أو مع غيري.
ودمتم بخير

منذر أبو هواش
24/03/2007, 05:01 PM
أخي الحبيب الأستاذ منذر
أشكرك على تقبل تطفلي في هذا النقاش، وعلى سعة صدرك وجميل ردك، واسمح لي أيضاً أن أوضح لك وللأخوة والأخوات سبب ذكري لتلكم الآيات الكريمة، وهو أنني أقصد من ذلك جواز القول على أوجه غير التي وردت في الآيات الكريمة، ولنأخذ على سبيل المثال قوله تعالى:
(إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ)، ولنأت بمثال مشابه فنقول: (إن أخاك هو أدرى بحاله)، أفلا يجوز أن نقول: (إن أخاك أدرى بحاله) ؟؟ بالتأكيد يجوز. لكن قولنا (إن أخاك هو أدرى) فيه تأكيد وجزم على أن أخاك هو الأدرى، ولا أطيل أو أزيد في أمر أخشى الخوض فيه حتى لا يُظن أنني أتطرق إلى تفسير آيات الله البينات باجتهاد مني. لكن ما أعنيه هو جواز القول بأسلوب غير الذي جاء في القرآن الكريم، وهو ما لم تختلف فيه معي أو مع غيري.
ودمتم بخير

أخي الحبيب الأستاذ بسام،

نحن نتناقش هنا في مسألة واضحة محددة، لذلك لا أرى أي منفعة في الخروج من دائرتها وحدودها إلى مسائل أخرى لا يمكن تصنيفها ضمن هذا الإطار. والجواز والقياس لا يتم بهذه البساطة، لأن للجواز والقياس شروطا، ويمكن لمن يريد الإفتاء بجواز شيء، أو بالقياس إلى شيء أن يفعل ذلك استنادا إلى القواعد التي وضعها النحاة إن كان عالما وملما بها، عارفا بدقائقها وأسرارها.

ولو كان هذا الأمر جائزا كما تقول لكان أجمع عليه جمهور العلماء، ولما كانوا اختلفوا فيه، ولما كان أنكره قسم منهم. وعلينا أن لا ننسى أبدا أن المصدر الأول للقواعد هو القرآن الكريم، فمنه تستمد قواعد اللغة، وعلى أساسه تبني، ولذلك فالأصل في القواعد أن تكون موافقة لما جاء في القرآن الكريم، فما وافقه أخذ به، وما خالفه ترك وتخلي عنه، وهذا هو العرف السائد عند جمهور العلماء والنحاة، منذ أن قاموا بتثبيت قواعد اللغة بعد نزول القرآن الكريم بقرنين من الزمان، ولغاية الآن.

المسألة واضحة، والدليل واضح، وليس هناك بديل.

ولك تحية،

منذر أبو هواش

هلال الفارع
24/03/2007, 08:37 PM
أرسل أصلا بواسطة منذر أبو هواش
ضمائر الفصل

الصواب أن نقول (من أول شهيد) والخطأ أن نقول (من هو أول شهيد)، إذ يشترط نحاة اللغة العربية أن ضمير الفصل يتوسط بين معرفتين، ولا يتوسط بين معرفة ونكرة، وهذه قاعدة ينبغي اتباعها، وبناء على ذلك فإن إقحام أو استخدام ضمائر الفصل خلافا للقاعدة المذكورة، وخاصة في العبارات الاستفهامية التي تبدأ بـ (ما – أين – من) ليس صوابا وهو غير جائز وغير مستساغ ولا مبرر له في اللغة العربية. أما الهدف من ضمير الفصل فهو الفصل بين الخبر وغيره وكذلك تأكيد الخبر. وأما سبب استخدام هذا الأسلوب الخاطئ في الاستفهام فيعود إلى المترجمين الأوائل الذين عمدوا إلى صياغة عباراتهم بشكل حرفي، والتزموا بالأساليب اللغوية الأجنبية، فكانوا إذا أرادوا ترجمة (is) مثلا أقحموا ضمائر الفصل (هو أو هي). وذلك أن المترجم الحرفي حين يترجم عبارة (The boy is tall) فإنه يقول (الولد هو طويل)، بينما الصواب أن يقول (الولد طويل) طبقا لقواعد اللغة العربية الفصيحة الصحيحة.
ــــــــــــ
أخي هلال،

لا أدري لماذا يصر الأستاذ هلال على أن يسوي بين الجمل الاسمية الاستفهامية والجمل الاسمية غير الاستفهامية؟ فهي لا تستوي! هذه فيها استفهام، وتلك ليس فيها استفهام، وهذه يراد منها الاستفهام، وتلك يراد بها شيء آخر غير الاستفهام!

وأعتقد أن النقاش الذي كنا قد بدأناه في مسألة (جواز أن يأتي ضمير الفصل بين المبتدأ والخبر المعرفتين) قد انتهى، ولا أرى مبررا للعودة إليه، وأنا قد عدلت عن الاستناد إليه، والمحاججة فيه.

لدي الآن ادعاء جديد، وأنا أدعي الآن بأن العرب قد انتهجت أسلوبا معينا في الاستفهام، وأن هذا الأسلوب قد تم التأكيد عليه في القرآن الكريم بشكل واضح بين، في أكثر من موضع، وبشكل لا يحتمل أي شك وأي تأويل.
ــــــــــــــ
أخي منذر.
تحية طيبة.
أنت الذي بدأت النقاش حول ضمير الفصل وشروط مجيئه، (وقد لوّنت لك ذلك باللون الأحمر) فكيف عَدَلْتَ عن المحاججة في مجيء ضمير الفصل بين معرفتين، وانتقلت إلى محاججة جديدة، وهي أن أسلوب الاستفهام لا يقع فيه ضمير الفصل، لأنه لم يرد في القرآن ما يؤكد مجيئه على هذه الصورة؟!
أنت تعدل عن قاعدة صحيحة 100% إلى تصوّر قد يكون صحيحًا، وقد يكون غير صحيح.
أفإن لم يرد في القرآن أسلوب تعبيري، فإنه دخيل على اللغة العربية؟! من يقول هذا؟ وهل القواعد العربية مستندة كلها إلى ما جاء في القرآن الكريم؟! أعتقد أننا تعلمنا أن الشواهد في القرآن وفي الشعر وفي كلام العرب، حتى وإن لم يرد مثلها في القرآن.
أنا سألتك سؤالاً صريحًا، وانتظرت الإجابة عليه، لكنك لم تجبني.. مرة أخرى أسألك:
هل يجوز القول: الله هو خالق السماوات والأرض.. بناء على إجابتك يمكننا مواصلة الحوار. ثم من قال قبلك إن الجملة الإسمية تختلف نحويًا عنها إن كانت مبدوءةً باسم استفهام؟! أليست الجملتان:
من أنت؟ و أنت منذر، جملتين إسميتين لهما الخواص نفسها إعرابًا، من حيث إن كلتيهما تتكونان من مبتدأ وخبر؟ أين الاختلاف النحوي إذًا؟ أفإن كان بينهما اختلاف في التعبير، أو الأسلوب، فإنه ينسحب اختلافًا في النحو؟! من يقول هذا؟!
أعيد القول:
أخي منذر:
إن كان لديك دليل بأن اسم الاستفهام الذي وقع مبتدأً، وله خبر معرفة، لا يجوز أن يتوسط بينهما ضمير فصل فأبرزه، ولا تقل لي إن ذلك لم يرد في القرآن، لأن عدم وروده في القرآن الكريم لا يجعل مجيئه حرامًا، أو خروجًا على قواعد اللغة. هل أغفل عتاة اللغة وعلماؤها الأمر، فلم يوردوا منع مجيء هذا الضمير على النحو الذي أقوله عبثًا.. مات الكسائيّ وفي نفسه شيء من ( حتّى ) فلماذا يغفل عن تقعيد مهم في اللغة مثل هذا الذي نتحاور فيه.. وكذلك لم يفعل الفراء، أما سيبويه فقد أوردت لك مثالاً على استخدامه ضمير الفصل بعد اسم الاستفهام، وأوردت لك عدة أمثلة قديمة، وإذا أردت التحقق منها، عليك بمصادرها. أما في الحديث من كتب الشرّاح، فقد وردت آلاف العبارات التي تحوي هذا النمط من التعبير.. ثم تأتي أنت، فتضع القاعدة المنذرية!!!
الأمر ليس في حاجة إلى قاعدة يا أخي منذر.. فما تقوله أنت صحيح، وما أقوله أنا وغيري صحيح، الخطأ هو في نفي الصحة عن منطق الآخرين، وليس عن منطقي فقط.
تحياتي لك.. وحياك الله.
هلال.

غالب ياسين
24/03/2007, 09:21 PM
تحيه عطره لكل من أدلى بدلوه
ألجميع حريص على ألمعلومه المفيده وأعتقد أن ألاستاذ الدكتور منذر والشاعر الكبير الاستاذ هلال واخي الحبيب ألاستاذ بسام وجميع من شارك قد حققوا الهدف من النقاش والذي كان مثمرا ومفيدا جدا
مارأيكم ان ننتقل لموضوع اخر اخوتي وسادتي الكرام:) ؟

هلال الفارع
24/03/2007, 09:32 PM
تحيه عطره لكل من أدلى بدلوه
ألجميع حريص على ألمعلومه المفيده وأعتقد أن ألاستاذ الدكتور منذر والشاعر الكبير الاستاذ هلال واخي الحبيب ألاستاذ بسام وجميع من شارك قد حققوا الهدف من النقاش والذي كان مثمرا ومفيدا جدا
مارأيكم ان ننتقل لموضوع اخر اخوتي وسادتي الكرام:) ؟
ــــــــ
أشكرك أخي العزيز غالب على هذه الدعوة، ولكن اتسمح لي بسؤال:
ما الهدف الذي حققه هذا النقاش من وجهة نظرك؟
لك التحية والشكر.
هلال

منذر أبو هواش
24/03/2007, 11:07 PM
أخي هلال،

تحية طيبة.

لا حبذا السفسطة الكلامية طريقة للحوار! لا تقولني يا أخي! فأنا لم أعدل عن تلك القاعدة بذاتها لذاتها، وإنما عدلت - لأمر في نفسي - عن المحاججة بها، هذه طريقتي، وهذا أسلوبي، وأنا حر في اختيار الطريقة التي أتبعها، والأسلوب الذي أتبعه في استخدام القواعد والأدوات والسياسات في حواري كما أسلفت لك، وهي استرتيجية أو قل سياسة خاصة ارتأيت أن أطبقها أو أن ألجأ إليها في حواري معك، فما الضير من ذلك؟

لست أنا أول من يدعي هذا الإدعاء، هذا أمر ثابت وأكيد، لكنني لست متأكدا بعد إن كان هناك أحد غيرك من النحويين سبق له وأن عارض هذا الإدعاء بهذه الصراحة، وبهذه الشراسة، بل يبدو لي ويغلب علي الظن أنك أنت وحدك النحوي الجديد الوحيد المعارض لهذا الإدعاء النحوي القديم. لقد عرفنا الكثير الكثير من النحويين الذين عارضوا هذا الاستخدام الخاطئ بمختلف التبريرات، لكننا لم نسمع أن أحدا من النحويين اعترض على هذا الاعتراض أو تصدى له غيرك، فهل أنت وحيد عصرك وأوانك؟

لا يوجد مجال للشك في أن هذا الاستخدام الخاطئ دخيل على اللغة العربية، لأنه من ناحية المنطق اللغوي استخدام غير سليم قلبا وقالبا، فالأصل في الاستفهام الفصيح السليم أن تقول: من هو؟ أو أن تقول: من أحمد؟ أما قولك من هو ... أحمد؟ أو ماهو ... الحج؟ أو أين هي ... الطريق ففيه استدراك وتردد لا يقع فيه الفصحاء، وهو إن حصل فإن حصوله لا يكون دليلا على صحته، وإنما يكون دليلا على علة أو اعتلال في لسان المتكلم، أو في لغته أو في حالته أو في صحته!

قد لا يكون هناك اختلاف نحوي بين الجمل الاسمية الاستفهامية وغير الاستفهامية من الناحية النظرية المجردة، لكن هناك اختلافا أكيدا في المعنى وفي الهدف، وذلك لأن الهدف من ضمير الفصل هو تأكيد الخبر والفصل بينه وبين غيره، لكن ضمير الفصل ليس له مكان في الجملة الاسمية الاستفهامية بسبب التعارض الجوهري في الأهداف، وذلك لأن هدف التوكيد والفصل تنتفي الحاجة إليه في وجود الهدف الأهم ألا وهو الاستفهام. والعرب البلغاء لا يستخدمون ما لزوم له، وما لا فائدة منه!

لقد قلنا لك سابقا أن الفرضيات الرياضية لا تصلح للتطبيق والتعميم في الأمور النحوية، فالهدف البلاغي له السيادة وله السيطرة المطلقة على النحو في الكلام، لا توجد في النحو معادلات نونية تصلح للتعميم في كل شيء، بل هناك حالات وهناك ضرورات وهناك استثناءات من الواجب مراعاتها والانتباه إليها.

لقد جاء القرآن بلغة العرب وبأسلوبهم، وقد احتوى المصحف الكريم على كثير من الجمل الاستفهامية، فلماذا تجنب القرآن الكريم في رأيك استخدام ضمير الفصل في أي من تلك الجمل الاستفهامية على كثرتها؟ وهل تريد دليلا أفضل من هذا الدليل؟

إن عبارة واحدة في القرآن الكريم المحفوظ الذي لا يتغير لا تعدلها في القيمة كل العبارات اللغوية التي وردت في أي مرجع آخر قابل للتصحيف أثناء النقل، وإن كانت بعض الأحاديث النبوية الشريفة قد تعرضت للتصحيف، فما الذي يمنع أن يكون غيرها من النصوص الأخرى قد تعرض للتصحيف؟ لا أريد هنا أن أشكك في سيبوية وفي أصله الأعجمي، ولا أريد التشكيك في أصحاب النصوص القديمة المحتوية على هذا الخطأ اللغوي البلاغي، لكنني لا يمكن أن أرد الأخطاء البلاغية أو النحوية المكتشفة في النصوص المنسوبة إلى سيبويه وإلى غيره إلا إلى التصحيف، وإلى الأخطاء الإنسانية المرتكبة أثناء النقل، والتي قد تحدث عن غير قصد أو عن مجرد الجهل!

لقد كفيت ووفيت، وفهمنا رأيك ووجهة نظرك، ونحن الآن لا ننتظر رأيا جديدا يؤيدنا بقدر ما نتوق ونتشوق إلى قراءة وسماع رأي مرجعي جديد يؤيدك ويؤيد رأيك ويشد على يدك!

ودمت بكل خير،

منذر أبو هواش

غالب ياسين
24/03/2007, 11:13 PM
ــــــــ
أشكرك أخي العزيز غالب على هذه الدعوة، ولكن اتسمح لي بسؤال:
ما الهدف الذي حققه هذا النقاش من وجهة نظرك؟
لك التحية والشكر.
هلال
بكل صدق وصراحه أشعر بأن هناك سوء فهم بين الاخوة ولا اريد ان يتطور سوء الفهم الى سوء فهم أكبر خاصه انني احبكم واجلكم جميعا وارغب الاستفادة من ردودكم في الموضيع الجديده الكثيره:)
( هذا من وجهة نظري الشخصيه ) وربما كنت مخطئا .
وارجوك اخي الحبيب لا تسيء فهمي ..... والله لا اريد الا الخير لكم جميعا .
وصدقني اذا قلت لك انني اشعر وكانني السبب في سوء الفهم لانني انا الذي وضعت السؤال.
والله من وراء القصد:)

منذر أبو هواش
24/03/2007, 11:24 PM
أخي غالب الحبيب،

لا عليك أخي غالب، هل تريد أن تحرمنا من هذا الحوار الممتع (من ناحيتي على الأقل)؟ لقد تحاورنا في السابق، ونتحاور اليوم، وسوف نتحاور في المستقبل. قد يبدو لك الحوار وكأنه مشاجرة، لكنه ليس كذلك، فهو مجرد حوار، وأنا أعتقد أنه مفيد، وليس بيني وبين أخي هلال أية مسائل، وليس بيننا إلا كل ود، وهذا الود بيننا لن تغيره خلافات في الرأي!

تحيتي لك، ولأخي هلال، وأشكرك لصبرك، ولأنك كنت سببا في هذا الحوار المفيد الممتع، وكثر الله من أمثالك.

وللجميع تحية :fl:

منذر أبو هواش

هلال الفارع
24/03/2007, 11:27 PM
أخي غالب.
تحية طيبة.
أنا أعتقد أن أي حوار هدفه الوصول إلى الحقيقة،
أما الحوار الذي هدفه إثبات الذات بأي طريقة، فهو ليس حوارًا، إنما تعصبًا للرأي الواحد.
لا أعني هنا الأخ منذر.. أنا قرأت رده الأخير، ولست أدري أيشكك في لسان سيبويه، أم في التصحيف الذي طرأ على ما قاله.
إذا كنا سنقول مثل هذا القول، فإن كل قول - عدا كلام الله مشكوك فيه - وهذا لن يوصلنا إلى نتيجة.
ليس لك ذنب في طرح السؤال.. أنت في سؤالك محق، وليت كل الحوار كان محقًّا.
تحياتي... سأتوجه إلى إعراب ( واسروا النجوى الذين.. )
هلال.

غالب ياسين
24/03/2007, 11:28 PM
أخي غالب الحبيب،

لا عليك أخي غالب، هل تريد أن تحرمنا من هذا الحوار الممتع (من ناحيتي على الأقل)؟ لقد تحاورنا في السابق، ونتحاور اليوم، وسوف نتحاور في المستقبل. قد يبدو لك الحوار وكأنه مشاجرة، لكنه ليس كذلك، فهو مجرد حوار، وأنا أعتقد أنه مفيد، وليس بيني وبين أخي هلال أية مسائل، وليس بيننا إلا كل ود، وهذا الود بيننا لن تغيره خلافات في الرأي!

تحيتي لك، ولأخي هلال، وأشكرك لصبرك، ولأنك كنت سببا في هذا الحوار المفيد الممتع، وكثر الله من أمثالك.

وللجميع تحية :fl:

منذر أبو هواش
اللهم لك الحمد والشكر
اثابك الله اخي د. منذر:fl:
واسال الله ان يوفق الجميع
اللهم امين

هلال الفارع
25/03/2007, 12:05 AM
أخي غالب الحبيب،

لا عليك أخي غالب، هل تريد أن تحرمنا من هذا الحوار الممتع (من ناحيتي على الأقل)؟ لقد تحاورنا في السابق، ونتحاور اليوم، وسوف نتحاور في المستقبل. قد يبدو لك الحوار وكأنه مشاجرة، لكنه ليس كذلك، فهو مجرد حوار، وأنا أعتقد أنه مفيد، وليس بيني وبين أخي هلال أية مسائل، وليس بيننا إلا كل ود، وهذا الود بيننا لن تغيره خلافات في الرأي!

تحيتي لك، ولأخي هلال، وأشكرك لصبرك، ولأنك كنت سببا في هذا الحوار المفيد الممتع، وكثر الله من أمثالك.

وللجميع تحية :fl:

منذر أبو هواش
ــــــــ
أخي منذر.
تبقى أخًا وجارًا وحبيبًا... (ويجوز الفصل بين المبتدأ والخبر في الجملة الاستفهامية بضمير الفصل!!)
أنت رجل خلوق.. بورك فيك.
هلال.

منذر أبو هواش
25/03/2007, 12:21 AM
ــــــــ
أخي منذر.
تبقى أخًا وجارًا وحبيبًا... (ويجوز الفصل بين المبتدأ والخبر في الجملة الاستفهامية بضمير الفصل!!)
أنت رجل خلوق.. بورك فيك.
هلال.

أخي هلال،

وأنت كذلك والله، تبقى أخًا وجارًا وحبيبًا، وصديقا عزيزا، وكلما زاد اتصالنا ازدادت هذه المحبة، وأنا شخصيا من المعجبين بشخصك وأخلاقك وعلمك وأشعارك ...

لكن ...

لا يجوز الفصل بين المبتدأ والخبر في الجملة الاستفهامية بضمير الفصل!!!
فهو في الجملة الاستفهامية يشكل حشوا وزيادة لا تقرهما البلاغة!!!
ولأن الهدف من ضمير الفصل يتناقض مع الهدف من الاستفهام !!!
وهو لذلك كله فاصل لا ضرورة له!! ولا فائدة منه!!!

تحيتي واحترامي :fl:

منذر أبو هواش

هلال الفارع
25/03/2007, 12:26 AM
أخي هلال.
وأنت كذلك والله، تبقى أخًا وجارًا وحبيبًا، وصديقا عزيزا، وكلما زاد اتصالنا ازدادت هذه المحبة، وأنا شخصيا من المعجبين بشخصك وأخلاقك وعلمك وأشعارك ... لكن (لا يجوز الفصل بين المبتدأ والخبر في الجملة الاستفهامية بضمير الفصل!! ولا ضرورة له!!)

تحيتي واحترامي :fl:

منذر أبو هواش
ــــــــــ
أخي منذر.
لك مودتي.
أقبل منك الـ ( لا ضرورة ) وهذا قول حق.. لكن لا أقبل الـ ( لا يجوز ) لأن هذا تعسّف.
تحياتي لك.:fl: :fl: :fl: :fl: :fl: :hi: :hi: :hi: :hi:

منذر أبو هواش
25/03/2007, 12:45 AM
ــــــــــ
أخي منذر.
لك مودتي.
أقبل منك الـ ( لا ضرورة ) وهذا قول حق.. لكن لا أقبل الـ ( لا يجوز ) لأن هذا تعسّف.
تحياتي لك.:fl: :fl: :fl: :fl: :fl: :hi: :hi: :hi: :hi:

فضلا عن كون هذا الاستخدام
مشبوه ومعيب ومشكوك في أصله وفصله ومخالف للأسلوب القرآني
فإن (عدم ضرورته) يبرر (عدم جوازه)

:fl: :fl: :fl: :fl: :fl:

منذر أبو هواش
25/03/2007, 12:41 PM
أخي هلال،

إضافة جديدة على هذا الرابط:

القاعدة المنذرية صياغة جديدة لتقعيد قديم (http://arabswata.org/forums/showthread.php?p=59397#post59397)

ولك تحيتي وسلامي :fl:

منذر أبو هواش

نزار الكعبي النجفي
27/03/2007, 11:57 AM
السلام عليكم ورحمة الله

أخويَ الكريمين

الأستاذ منذر أبو هواش
الأستاذ هلال الفارع

قرأتُ مادار بينكما حول هذهِ المسألة هنا في هذا الباب
وفي الباب الذي فَتَحَهُ الأستاذ غالب ياسين بسؤالهِ عن
إقتباس: (هل نقول من هو أول شهيد في الإسلام؟
أم :-من أول شهيد في الإسلام؟) إنتهى الإقتباس
هنا على هذا الرابط:
http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=8565

ولأنَّ أخينا المُكرم الأستاذ منذر أبو هواش خَرَجَ على إسلوب الخلاف
المعروف بينَ البصريين والكوفيين حينَ قَطَعَ بقولهِ لايجوز ثم جَعَلَ مِنَ
القرآن الكريم الأصل لا الفرع! بمعنى:أنَّ اللغةَ فرعٌ من القرآن والحق أنَّ
القرآنَ فرعٌ مِنَ اللغة،وإلا لما استشهدَ العلماء بشعرٍ ولابنثر،ومعروفٌ
أن القرآنَ دينٌ وَهُوَ مُعجزٌ،هذا يعني أنَّ حُجتهُ ظاهرة على سواه!وهنا أقولُ
هنا حق لي أن أخاف،لأنَّ هذا سَيُخْضِعُ مَن لاخبرةَ لَهُ باللغة بعد أنَّ قَيَّدَ أستاذنا
الفاضل منذر الأخذ بغيرهِ،أنا أفهمُ أنهُ يَنشُدُ مسالكَ البلاغة ويريدُ مِنَّا الأخذ بأسبابها
لكنها ليست قاعدة كما يُريد،ولو أننا أدركنا بلاغة القرآن الكريم لَمَا كان ومازال
وسيبقى مُعجِز!،ولأَنَّ مسائل الخلاف بينَ العلماء من المدرستين رحمهم الله لايعرفهُ
السواد الأكبر منا هذا اليوم

جئتُ أستأذنكم في فتحِ بابٍ جديد في هذا المكان أُبَيِّنُ فيهِ أحَقِّية رأييكما على
أنَّ كلاكما على حق،لكن الباطل في طريقة الاحتجاج،وهذا يَحتاجُ مني التفصيل
فإن أذنتما لي فعلت.

بارك الله لكما

الكعبي

منذر أبو هواش
27/03/2007, 01:30 PM
أحاديث الاجتهاد والقياس
أخرج البخاري ومسلم عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص عن عمرو بن العاص أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

{ إذا حكم الحاكم فاجتهد , فأصاب فله أجران , وإذا حكم وأخطأ فله أجر } انتهى .

وأخرج أبو داود , والترمذي عن الحارث بن عمرو
عن أناس من أهل حمص من أصحاب معاذ
{ عن معاذ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعثه إلى اليمن

قال له : كيف تقضي إذا عرض لك قضاء ؟
قال : أقضي بكتاب الله ,
قال : فإن لم تجد في كتاب الله ؟
قال : فبسنة رسول الله ,
قال : فإن لم تجد في سنة رسول الله , ولا في كتاب الله ؟
قال : أجتهد رأيي , ولا آلو
فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره ,
وقال : الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله } انتهى .

وقال البخاري في " تاريخه الكبير " : الحارث بن عمرو ابن أخي المغيرة بن شعبة الثقفي عن أصحاب معاذ عن معاذ روى عنه أبو عون , ولا يصح , ولا يعرف إلا بهذا مرسل انتهى . وفيه كتاب عمر إلى أبي موسى رواه الدارقطني ثم البيهقي في [ ص: 40 ] سننهما " , وفيه :

الفهم فيما يختلع في صدرك مما لم يبلغك في الكتاب والسنة اعرف الأشباه والأمثال , ثم قس الأمور عند ذلك فاعمل إلى أحبها إلى الله , وأشبهها بالحق فيما ترى الحديث , وسيأتي بتمامه قريبا , قال البيهقي : والاجتهاد هو القياس، وأخرج عن جماعة من الصحابة أنهم اجتهدوا وقاسوا فأخرج عن سفيان حدثني عبد الله بن أبي يزيد

قال : سمعت ابن عباس إذا سئل عن الشيء , فإن كان في كتاب الله قال به، وإن لم يجد وكان في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال به , فإن لم يجد , وكان عن أبي بكر , أو عمر قال به , فإن لم يجد اجتهد رأيه . انتهى .

وأخرج حديث ابن مسعود قال : { لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت الأنصار : منا أمير , ومنكم أمير فبلغ ذلك عمر فأتاهم فقال لهم : يا معشر الأنصار ألستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : مروا أبا بكر أن يصلي بالناس ؟ قالوا : نعم قال : فأيكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر ؟ فقالت الأنصار : نعوذ بالله أن نتقدم أبا بكر } قال البيهقي : فقد قاس عمر الإمامة في سائر الأمور على إمامة الصلاة وقبله منه جميع الصحابة المهاجرون والأنصار

وأخرج حديث ابن مسعود في قصة بروع بنت واشق أقول فيها برأيي , فإن كان صوابا فمن الله , وإن كان خطأ فمني وحديث أبي بكر في " الكلالة " أقول فيها برأيي فإن يك صوابا فمن الله , وإن يك خطأ فمني ومن الشيطان .

وعن مالك بن أنس قال : أنزل الله كتابه وترك فيه موضعا لسنة نبيه وسن نبيه صلى الله عليه وسلم السنن , وترك فيها موضعا للرأي والقياس انتهى .

ومن هذا يتبين أن المسألة ليست مسألة أصل وفرع
وأن المرجع الأول في كافة المسائل هو القرآن الكريم وبه يؤخذ،
فإن لم يوجد في كتاب الله يرجع إلى ما صح وتأكد عن سنة رسول الله،
فإن لم يوجد في سنة رسول الله، ولا في كتاب الله يجتهد الرأي.

هدانا الله وإياكم إلى ما يحب ويرضى.

منذر أبو هواش

نبيل عبد القادر البرادعي
29/03/2007, 02:11 AM
لقد استفدنا كثيراً من هذا الحوار القيم الذي نشكر عليه كل من شاركوا به.
وبما أن أستاذنا الكبير منذر أبو هواش حريص جداً على الأسلوب القرآني في اللغة واستخدامها، وبما أنه قد دعا الآخرين إلى تصويب اعوجاجه إن وجدوا فيه اعوجاجاً، فقد رأيت من الفائدة تنبيهه إلى بعض السقطات التي وقع فيها ولا وجود لها في الأسلوب القرآني المبين.
فقد جاءت العبارات التالية في مداخلاته أعلاه (باللون الأزرق)، وسأشرح الخطأ في كل منها باللون الأخضر:

(أليس بإمكانك أن تنتقد رأيي باستخدام أدواتك ومعرفتك اللغوية بدون أن تلجأ إلى أسلوب هو أقرب إلى التجريح والتسفيه ...؟)

والحقيقة أن القرآن الكريم لم يُدخل حرف الباء إلى كلمة "دون" أبداً.. ولذلك نرجو من أستاذنا تركها لأنها ليست من العربية في شيء.

(وهذه المسألة أو الظاهرة اللغوية المرضية حذر منها النحاة واللغويون في أكثر من مناسبة، ولم يتردد أحد منهم عندما كان يقول بأنها خطأ شائع..)

(لقد قلنا لك سابقا أن الفرضيات الرياضية لا تصلح للتطبيق والتعميم في الأمور النحوية)

إن إتباع فعل القول بحرف "أن" ذات الألف المنصوبة، أو إدخال الباء عليها خطأ شائع في لغتنا العربية، ولكنه لم يرد أبداً في القرآن الكريم، على كثرة ورود التعبير في حالات مثل: قال إني عبد الله، آتاني الكتاب.. قالوا إنا تطيرنا بكم.. قال إنك لن تستطيع معي صبرا.. قال إن معي ربي سيهدين.. إلخ..

(أنا قمت بصياغة هذه القاعدة ولم أخترعها ولم أبنيها..)
أحسب أن هذا خطأ أوضح من أن أسوق عليه الأمثلة، لوجوب حذف الياء علامة للجزم.

(الأمور لا تؤخذ بهذه البساطة وبهذه السطحية، لكنني رغم كل شيء أحترم آرائكم وأقدرها..)

لا أحسب أن هذا هو الأسلوب القرآني واللغوي الصحيح في كتابة الهمزة المفتوحة، فالصحيح أن نقول (أحترم آراءكم)

مع فائق تقديري..

نبيل عبد القادر البرادعي

منذر أبو هواش
29/03/2007, 07:54 AM
لقد استفدنا كثيراً من هذا الحوار القيم الذي نشكر عليه كل من شاركوا به.
وبما أن أستاذنا الكبير منذر أبو هواش حريص جداً على الأسلوب القرآني في اللغة واستخدامها، وبما أنه قد دعا الآخرين إلى تصويب اعوجاجه إن وجدوا فيه اعوجاجاً، فقد رأيت من الفائدة تنبيهه إلى بعض السقطات التي وقع فيها ولا وجود لها في الأسلوب القرآني المبين.
فقد جاءت العبارات التالية في مداخلاته أعلاه (باللون الأزرق)، وسأشرح الخطأ في كل منها باللون الأخضر:

(أليس بإمكانك أن تنتقد رأيي باستخدام أدواتك ومعرفتك اللغوية بدون أن تلجأ إلى أسلوب هو أقرب إلى التجريح والتسفيه ...؟)

والحقيقة أن القرآن الكريم لم يُدخل حرف الباء إلى كلمة "دون" أبداً.. ولذلك نرجو من أستاذنا تركها لأنها ليست من العربية في شيء.

(وهذه المسألة أو الظاهرة اللغوية المرضية حذر منها النحاة واللغويون في أكثر من مناسبة، ولم يتردد أحد منهم عندما كان يقول بأنها خطأ شائع..)

(لقد قلنا لك سابقا أن الفرضيات الرياضية لا تصلح للتطبيق والتعميم في الأمور النحوية)

إن إتباع فعل القول بحرف "أن" ذات الألف المنصوبة، أو إدخال الباء عليها خطأ شائع في لغتنا العربية، ولكنه لم يرد أبداً في القرآن الكريم، على كثرة ورود التعبير في حالات مثل: قال إني عبد الله، آتاني الكتاب.. قالوا إنا تطيرنا بكم.. قال إنك لن تستطيع معي صبرا.. قال إن معي ربي سيهدين.. إلخ..

(أنا قمت بصياغة هذه القاعدة ولم أخترعها ولم أبنيها..)
أحسب أن هذا خطأ أوضح من أن أسوق عليه الأمثلة، لوجوب حذف الياء علامة للجزم.

(الأمور لا تؤخذ بهذه البساطة وبهذه السطحية، لكنني رغم كل شيء أحترم آرائكم وأقدرها..)

لا أحسب أن هذا هو الأسلوب القرآني واللغوي الصحيح في كتابة الهمزة المفتوحة، فالصحيح أن نقول (أحترم آراءكم)

مع فائق تقديري..

نبيل عبد القادر البرادعي


الاحتكام إلى القرآن الكريم في الخلافات أمر أساسي

إقحام ضمائر الفصل في الجمل الاسمية الاستفهامية هي المسألة
أما أخطاء منذر أبو هواش الإملائية واللغوية فمسألة أخرى
الأستاذ نبيل عبد القادر البرادعي حفظه الله،

أشكرك كثيرا على هذا الإهداء، وعلى هذه الملاحظات التي أتحفظ على بعضها، لكن هذا لا يمنع من أن أشكرك، وأعتذر إليك، وإلى القراء عما صح منها.

وأعتقد أن تناولك للمسألة وتفسيرك لها على هذا الشكل هو بحد ذاته مقايسة خاطئة ومغالطة كبيرة لأن مسألة إقحام ضمائر الفصل في الجمل الاسمية الاستفهامية التي تبدأ بـ (ما) أو (من) أو (أين) مسألة خلافية مزمنة، وكل ما فعلته أنني اقترحت الاحتكام في هذا الخلاف إلى القرآن الكريم، وبينت أن القرآن الكريم (ومن خلال الأمثلة الكثيرة) لم يدخل ضمائر الفصل في الجمل الاسمية الاستفهامية التي تبدأ بـ (ما) أو (من) أو (أين).

وبسبب عدم اختصاصي لم أتناول المسألة من ناحية المنطق النحوي كما فعل أخي الأستاذ المتخصص البارع هلال الفارع، لكنني تناولت المسألة من ناحية صرفية منطقية تاريخية وثائقية. قد يخالفني الكثير من الناس في ادعائي هذا، لكن القرآن الكريم يؤيدني، وحسبي ذلك.

وقبل أن أشرع في الرد على النقاط المثارة في مداخلتك أخي الكريم أرجو أن تعلم أنني درست الهندسة المدنية، وأنني لست متخصصا في أي فرع من فروع اللغة العربية، وأن هذا أمر يعرفه القاصي والداني في واتا، لأنني أكرره وأعيده على الدوام، وفي كل مناسبة. لكن هذا أيضا لا يمنع من أن أبدي حرصي وغيرتي على الأسلوب القرآني في اللغة واستخدامها حيثما أمكنني ذلك.

لست متخصصا في اللغة العربية، لكنني والحمد لله متمكن من ناصيتها إلى حد كاف، فضلا عن تمكني من ناصية بعض اللغات الأجنبية الأخرى.

1- (أليس بإمكانك أن تنتقد رأيي باستخدام أدواتك ومعرفتك اللغوية – بدون - أن تلجأ إلى أسلوب هو أقرب إلى التجريح والتسفيه ...؟)

تنتقدني هنا وتلومني على استخدامي للفظة (بدون) رغم (حقيقة أن القرآن الكريم لم يُدخل حرف الباء إلى كلمة "دون" أبداً)، وتضيف بشيء من السخرية الضمنية: (ولذلك نرجو من أستاذنا تركها لأنها ليست من العربية في شيء).

لقد استخدمتُ لفظة (بدون) هنا في سياق لا يوجد مثله في القرآن الكريم، أي أن سياق (بدون) هنا يختلف بشكل كلي عن السياقات التي جاءت في القرآن الكريم إذ لم ترد كلمة (دون) وحيدة أو مسبوقة بالباء في القرآن الكريم، وإنما وردت في عدة مواضع منه بعد (مِن) وبعد (ما) نحو قوله (من دون الله) و (من دون الناس) و (من دون المؤمنين) و (ما دون ذلك)، وقد جاءت في كل هذه السياقات بمعنى (غير) أو (عدا) أو (باستثناء)، ولم ترد لفظة (دون) في أي سياق من سياقات القرآن الكريم مسبوقة بالباء أي بمعنى (بلا) المختلف، والذي استخدمته لاختلاف السياق أولا، ولأنه استخدام صحيح في سياقه، وتجده مستخدما بكثرة في كتب الأوائل ومنها (الفائق في غريب الحديث والأثر) و (النهاية في غريب الأثر) و (الصحاح في اللغة) و (مختار الصحاح) و (تاج العروس) وفي مراجع أخرى كثيرة لا يتسع المقام لذكرها. لذلك فادعاؤك هذا باطل لا أساس له، وهو مرفوض جملة وتفصيلا.

2- (وهذه المسألة أو الظاهرة اللغوية المرضية حذر منها النحاة واللغويون في أكثر من مناسبة، ولم يتردد أحد منهم عندما كان - يقول بأنها - خطأ شائع) (لقد - قلنا لك - سابقا أن الفرضيات الرياضية لا تصلح للتطبيق والتعميم في الأمور النحوية) (يقول بـ - يقول أن)

إن إتباع فعل (القول) بحرف (أن) ذات الألف المنصوبة، أو إدخال (الباء) عليها خطأ شائع في لغتنا العربية، ولكنه لم يرد أبداً في القرآن الكريم، على كثرة ورود التعبير في حالات مثل: قال إني عبد الله، آتاني الكتاب.. قالوا إنا تطيرنا بكم.. قال إنك لن تستطيع معي صبرا.. قال إن معي ربي سيهدين.. إلخ..

(القول بأن) إتباع القول بحرف (أن) ذات الألف المنصوبة خطأ شائع في لغتنا العربية قول جميل وملاحظة جيدة، وإن بدا لي وكأنه خطأ إملائي، فبدل أن تكتب (إن) وهو الصحيح كتبت (أن) وهو خطأ. والأولى أن ننتبه إلى مثل هذا الخطأ وأن نحاول تفاديه وتفادي أمثاله من الأخطاء الشائعة، وأن نحاول قدر الإمكان أن نصحح من اعوجاج ألسنتنا من خلال النظر والتأمل في القرآن الكريم والاقتداء بلغته وأسلوبه وصرفه ونحوه، ولا يمكن أن يكون وقوعنا في الأخطاء الشائعة مبررا لاستمرارنا فيها إلى ما شاء الله.

وأما (قولك بأن) إدخال (الباء) على (أن) خطأ شائع، فهو ادعاء باطل وليس له أساس في لغتنا العربية، وإن إتباع فعل (القول) بـ (بأن) كما قلت هناك، وكما أقول هنا فإنه استخدام صحيح في سياقه، ولم يرد في القرآن الكريم لعدم وجود سياق مماثل، إلا أن هذا لا ينفي بالضرورة أنه صحيح وأنه مستخدم من قبل العرب الأوائل. وتجده في (تاج العروس – باب الهاء) إذ يقول ما نصه: (وقال السهيلي في الروض السنة أطول من العام والعام يطلق على الشهور العربية بخلاف السنة وقد تقدم في ع وم وذكر المصنف السنة هنا بناء على ((القول بأن)) لامها هاء ويعيدها في المعتل على أن لامها واو وكلاهما صحيح وان رجح بعض الثاني فان التصريف شاهد لكل منهما). لذلك فادعاؤك هذا أيضا باطل لا أساس له، وهو مرفوض كذلك جملة وتفصيلا.

3- (أنا قمت بصياغة هذه القاعدة ولم أخترعها ولم أبنيها..)

معك كل الحق فهذا خطأ أوضح من أن تساق عليه الأمثلة، لوجوب حذف الياء علامة للجزم، وهو للأسف يحدث سهوا لأنني مدرك للقاعدة. أمر بديهي ومسلمة لا نقاش ولا جدال فيها. لذلك أعتذر عن هذا الخطأ، وأمر عنه مرور الكرام.

4- (الأمور لا تؤخذ بهذه البساطة وبهذه السطحية، لكنني رغم كل شيء أحترم آرائكم وأقدرها..)

لا أحسب أن هذا هو الأسلوب القرآني واللغوي الصحيح في كتابة الهمزة المفتوحة، فالصحيح أن نقول (أحترم آراءكم)

نعم هذا خطأ إملائي آخر محالف للقاعدة التي تقول (تكتب الهمزة على السطر: إذا كانت مفتوحة بعد ألف مدٍّ. مثل: تساءَل، قراءة، إجراءات، أو واو مدٍّ. مثل مُرُوءَة، وضُوءَك). ولو أن المدقق الإملائي الموجود على حاسوبي الشخصي لم يعترض في حينه ولسبب ما على هذا الخطأ، ولم يشر إليه.

لكنني لم أفهم يا أخي ما تقصده بالأسلوب القرآني في كتابة الهمزة الصحيحة، وذلك لأن قواعد كتابة الهمزة على الطريقة المصرية أو الشامية وضعت بعد نزول القرآن بكثير، ولا علاقة لها بكتابته، لأن كتابة القرآن الكريم توفيقية. علما بأن العرب الأوائل لم يكونوا يكتبون إلا قليلا، بدليل قوله سبحانه وتعالى فيهم: (هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم)، وكانوا يحفظون القرآن في صدورهم، وقليل منهم كان يكتب بعض آيات أو سور على الجلود والحجارة الرقاق ونحو ذلك.

فضلا عن أن الخط أو الرسم العثماني هو الأصل في كتابة القرآن الكريم زمن الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه, وكان هو الخط السائد في عهد الصحابة رضي الله عنهم, والمتفق مع ما يكتب في عهدهم من مراسلات أو مداينات أو غير ذلك. وهذه الطريقة القديمة لا يدخل فيها الهمز مثلما لا تدخل فيها أشياء كثيرة مثل: نقط الإعجام والحركات والتنوين والتشديد والروم والإشمام وعلامات ختم الآية، وكتابة الأعشار والأخماس وأسماء السور وعدد الآيات, وعلامة السجدة وعلامات التجويد وعلامات الوصل والوقف والتجزئة والتحزيب. علما بأن العلماء اختلفوا في كتابة المصحف على أربعة أقوال.

وكتابة كلمات القرآن تكون بحروفها كما وردت بالمصحف لا برسمها, فمثلاً كلمة (غيابت) تكتب وفق الرسم العثماني برمز التاء المفتوحة, بينما تكتب بالخط الإملائي برمز التاء المربوطة, وكلمة (قرآن) تكتب بالرسم العثماني بهمزة على السطر بعدها ألف, بينما تكتب بالخط الإملائي ألفاً ممدودة. ومثل الهمزة على المتسع مثل (ماب) (الرعد 29 ). و(مارب) (طه 18 ). و(شنان) (المائدة 8). و(أسوا) (النجم 31(

وبناء على ذلك يتضح أنه ليس لكتابة الهمزة أية علاقة بأسلوب الكتابة في القرآن الكريم خلافا لما ذكرتم. وليس وقوعي في مثل هذه السقطات مبررا لوقوع غيري فيها، كما أنها ليست مبررا وجيها لأن أكف عن التحذير منها ومن استخدامها.

ودمتم بكل خير،

منذر أبو هواش

نبيل عبد القادر البرادعي
29/03/2007, 09:47 AM
الأخ منذر هواش حفظه الله،
لقد حرتُ والله في معرفة منهجك في القياس والحكم في مسائل اللغة. فتارة تقول إن القرآن الكريم هو المرجع النهائي في مسائل اللغة الذي يجب ألاّ يُعتد بغيره في حال وجود شواهد منه. وعندما نأتي بشواهد منه تقول إنك تستخدم المفردة المقصودة بسياق لم يرد في القرآن الكريم، أو تحتج بمصادر أخرى بوجود عشرات الأمثلة المغايرة في القرآن الكريم.
إن إدخال حرف الباء على (إن) بعد فعل القول خطأ خطأ خطأ.. وهو ممجوج سماعياً لذوي الذائقة اللغوية القرآنية، ولا يُعتد بمثال شارد متأخر ورد هنا أو هناك..

كما لا وجود في القرآن الكريم، ولا في العربية القديمة - التي يجب أن تكون مرجعاً آخر - لكلمة (بدون)، وهذا استخدام محرف متأخر لا يُعتد بمن يستخدمه.

أما الاعتماد على المصحح اللغوي والإملائي الموجود في جهاز الكومبيوتر فلا أحسب أن مثلك - أيها الأستاذ - يعتمد عليه.

إن (مرور الكرام) على الأخطاء وتبريرها بسرعة، ثم إدخال الناس في متاهات طويلة ومعقدة لتبرير أخطاء أخرى وإكثار الجدل حولها، إنما هي سياسة لا تجدي نفعاً.

إن ما أردت قوله بشكل غير مباشر في مداخلتي السابقة هو أننا جميعاً بحاجة إلى جرعات كبيرة من التواضع وعدم تضخيم ذواتنا.. فلا يصح ان نبدأ بتسمية القواعد اللغوية بأسمائنا ونحن نرتكب الكثير من الأخطاء التي ندعو إلى عدم ارتكابها.

ولما كنتُ قد لاحظتُ حساسية الأستاذ منذر المفرطة تجاه أي نقد، فإنني حرصت في تلك المداخلة على بيان الأخطاء بكل احترام وموضوعية. ومع ذلك فقد اكتشف الأستاذ منذر في كلامي سخرية لم أقصدها.. ويقول العامة عندنا إن من يخاف من الدب يظهر له!

ورحم الله الإمام الشافعي الذي قال عبارة مفادها أنه ما جادل أحداً إلاّ وهو يرجو أن يكون الحق معه، أي مع خصمه. وذلك من أدب الحوار..

وتحية محبة منذرية لأخي العزيز..

نبيل عبد القادر البرادعي

منذر أبو هواش
29/03/2007, 04:32 PM
الأخ منذر هواش حفظه الله،
لقد حرتُ والله في معرفة منهجك في القياس والحكم في مسائل اللغة. فتارة تقول إن القرآن الكريم هو المرجع النهائي في مسائل اللغة الذي يجب ألاّ يُعتد بغيره في حال وجود شواهد منه. وعندما نأتي بشواهد منه تقول إنك تستخدم المفردة المقصودة بسياق لم يرد في القرآن الكريم، أو تحتج بمصادر أخرى بوجود عشرات الأمثلة المغايرة في القرآن الكريم.
إن إدخال حرف الباء على (إن) بعد فعل القول خطأ خطأ خطأ.. وهو ممجوج سماعياً لذوي الذائقة اللغوية القرآنية، ولا يُعتد بمثال شارد متأخر ورد هنا أو هناك..

كما لا وجود في القرآن الكريم، ولا في العربية القديمة - التي يجب أن تكون مرجعاً آخر - لكلمة (بدون)، وهذا استخدام محرف متأخر لا يُعتد بمن يستخدمه.

أما الاعتماد على المصحح اللغوي والإملائي الموجود في جهاز الكومبيوتر فلا أحسب أن مثلك - أيها الأستاذ - يعتمد عليه.

إن (مرور الكرام) على الأخطاء وتبريرها بسرعة، ثم إدخال الناس في متاهات طويلة ومعقدة لتبرير أخطاء أخرى وإكثار الجدل حولها، إنما هي سياسة لا تجدي نفعاً.

إن ما أردت قوله بشكل غير مباشر في مداخلتي السابقة هو أننا جميعاً بحاجة إلى جرعات كبيرة من التواضع وعدم تضخيم ذواتنا.. فلا يصح ان نبدأ بتسمية القواعد اللغوية بأسمائنا ونحن نرتكب الكثير من الأخطاء التي ندعو إلى عدم ارتكابها.

ولما كنتُ قد لاحظتُ حساسية الأستاذ منذر المفرطة تجاه أي نقد، فإنني حرصت في تلك المداخلة على بيان الأخطاء بكل احترام وموضوعية. ومع ذلك فقد اكتشف الأستاذ منذر في كلامي سخرية لم أقصدها.. ويقول العامة عندنا إن من يخاف من الدب يظهر له!

ورحم الله الإمام الشافعي الذي قال عبارة مفادها أنه ما جادل أحداً إلاّ وهو يرجو أن يكون الحق معه، أي مع خصمه. وذلك من أدب الحوار..

وتحية محبة منذرية لأخي العزيز..

نبيل عبد القادر البرادعي


لا أدري لماذا يهاجم بعض الناس الدعوة إلى استخدام بعض الصور النحوية أو البلاغية في القرآن الكريم؟
ولا أرى حالهم إلا مثل حال الذي يريد أن يخبأ نور الشمس بمنديل يمسكه في يديه
الأخ نبيل عبد القادر البرادعي حفظه الله،

يبدو أن تضخيم الأحرف هذه الأيام قد أصبح من ضروريات تضخيم الأمور، ويبدوا أن بعض المضخمين يأملون أن تساعد ضخامة أحرفهم في سد الفراغ الكامن في أفكارهم، وفي تقوية ما ضعف من حججهم.

يبدو أنك محتار ومشوش حقا، لكنني سأبذل ما بوسعي لكي أساعدك على الفهم، وسأشرح لك ما التبس عليك من منهجي في القياس والحكم في مسائل اللغة وفي غيرها من المسائل. وذلك لأن ما تعاني منه من حيرة وتشويش يتجسد بوضوح من خلال الخلل الظاهر في فهمك والمنعكس على عباراتك، فأنا لا أقول (إن القرآن الكريم هو المرجع النهائي في مسائل اللغة الذي يجب ألاّ يُعتد بغيره في حال وجود شواهد منه)، ولكن أقول (إن القرآن الكريم هو المرجع الأول في مسائل اللغة الذي يجب أن يرجع إليه في البداية وقبل كل شيء، ويجب ألاّ يُعتد بغيره مما اختلف في أمره، واشتبه في صحته في حال وجود شواهد منه، ثم يرجع بعده إلى غيره) وهذا غير ذلك يا أخي الكريم.

علما بأنك أنت من يثير حيرتي حينما أرى لديك هذا الحماس الشديد في معارضة دعوتي (المتواضعة) للاحتكام إلى القرآن الكريم في مسألة خلافية مزمنة محددة ومستعصية على الحل، وذلك لأن كلامي هنا محدد بهذه المسألة، ومنهج الاجتهاد والقياس الإسلامي واضح ولا يثير أي حيرة إلا لدى المناهضين المخالفين له الذين يخفون مخالفتهم ومناهضتهم فيفضحها كلامهم وادعاءاتهم، بل ويصل بهم الأمر إلى تقديم أمثلة سخيفة مضحكة باطلة ولا علاقة لها بالموضوع من أجل التدليل على ما ذهبوا إليه من فهم خاطئ سقيم وباطل،

لذلك لا أعتقد أن يكون الهدف من مثل هذه الاعتراضات غير المنطقية سوى الأمل الخفي في إسقاط حجية القرآن الكريم في نهاية الأمر أو التوطئة لاتهامه بالغلط والركاكة والوقوع في الهفوات على أقل تقدير كما يفعل العلمانيون والملاحدة. وكأن ما عرفه هؤلاء بعبقريتهم الفذة، وبذكائهم الثاقب قد غاب عن الفطاحل الأوائل من أمثال ابن كثير والطبري والشوكاني والسمرقندي والثعالبي والبغوي والثعلبي والنسفي والرازي وابن السعود والبيضاوي. وكأن التراكيب اللغوية الشاذة والمثيرة للخلاف قد غابت عن هؤلاء الفطاحل الأوائل.

الأمثال التي سقتها إليك وجرحت أو خدشت أذنك أو ذائقتك اللغوية العربية (القرآنية؟!!!) يا أخي ليست أمثلة شاردة متأخرة هنا وهناك، وإذا كان القول خطأ، ولا وجود له في القرآن الكريم ولا في العربية القديمة (المرجع الآخر) كما تقول، فما هو البديل الذي يقدم نفس المعنى في رأيك؟ أقول وأكرر: إن كان إدخال حرف (الباء) على (إن) خطأ، وإن كان ممجوجا سماعيا لدى ذائقتك المرهفة فما هو البديل؟ وما هو دليلك العلمي التأريخي على أن هذا الاستخدام لـ (بدون)، استخدام محرف متأخر، ولا يُعتد بمن يستخدمه!!!

لقد أوضحت أكثر من مرة، وفي أكثر من مناسبة أن ما أسميته (تندرا) بالقاعدة المنذرية ليس بالأمر الجديد، وليس بالأمر الهام أو الخطير إلى درجة أن يثير حفيظة بعض الناس، وإنما هو صياغة جديدة خاصة لقاعدة عامة قديمة، وليس في الأمر أي تضخيم للذات كما قد يخيل إلى من لا يعرفونني على حقيقتي، فليست لدي أية طموحات، ولا أسعى إلى أية أمجاد، وكل همي هو أن أساهم في رفع درجة التحسس والوعي لدى القارئ بخصوص الحرص على الاستخدام الصحيح لهذا القالب وهذا الأسلوب اللغوي القرآني.

أعتقد أنني لم أبد أي تحسس مفرط تجاه أي نقد، وإنما هي ردود أفعال على أفعال، وهي أفكار ضد أفكار، وكلام مقابل كلام. وأنا والحمد لله إنسان عربي مسلم حر وعاقل ومتواضع بشهادة من يعرفونني، وأدرك أن لي كامل الحرية في التصرف وفي الحوار، وفي قول رأيي وإن خالف الآخرين، وأعرف آداب الحوار، وأعرف أن الكمال لله، وأعترف بخطئي حين أخطئ، لكنني لا أقبل وصاية من أحد، والله الموفق، والله هو الهادي إلى سواء السبيل.

تحيتي واحترامي :fl:

منذر أبو هواش

منذر أبو هواش
30/03/2007, 12:08 AM
إن إدخال حرف الباء على (إن) بعد فعل القول
خطأ خطأ خطأ..
وهو ممجوج سماعياً لذوي الذائقة اللغوية القرآنية،
ولا يُعتد بمثال شارد متأخر ورد هنا أو هناك..

نبيل عبد القادر البرادعي

البحتري
يَقولُ لِيَ العَذولُ وَلَيسَ يَدري
بِأَنَّ اللَومَ مِن شِيَعِ الخَناءِ

صفي الدين الحلي
أَخَذتُ بِثَأرِ الدَهرِ مِن كُلِّ كاشِحٍ
يَقولُ بِأَنَّ الغَدرَ مِن شِيَمِ الدَهرِ

ابن قلاقس
من ذا يقولُ بأن قل
بَك يا شجاع الى انقلابِ

عيس بن فاتك
يَقولُ بَصيرُهُم لَمّا رَآهُم
بِأَنَّ القَومَ وَلّوا هارِبينا

زكي مبارك
يقول الغافلون ولست منهم
بأن الخيل ينجدها الحران

الأمير الصنعاني
ولكنهم فارقوا جهماً الذي
يقول بأن العبد كالشجر التي

المفتي فتح الله
وَراحَ وَلا إِدراكَ حَتّى إِنِ اِغتَدي
يَقولُ بِأَنّ القَولَ عينُ المَقيلِ

يوسف النبهاني
وَهَل أحَدٌ فيه أقلُّ بصيرةٍ
يَقولُ بِأنَّ التبنَ قَد يفضلُ التبرا

نبيل عبد القادر البرادعي
30/03/2007, 02:44 AM
بسم الله الرحمن الرحيم..

رب اشرح لي صدري، ويسر لي أمري، واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي..

تعللت رحمك الله بالقرآن، واتهمتنا بأننا نريد حرف الناس عن استخدام لغته في القياس.. فانظر - رحمك الله - إلى فعل القول في القرآن الكريم ولا تكابر، فالرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل.. وقد بدأتُ بإحصاء أفعال القول في القرآن الكريم بدءاً بالفعل الماضي (قال)، ووصلتُ إلى صورة الكهف فقط.. فانظر رحمك الله ماذا تجد أدناه..

وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة..
قال إني أعلم ما لا تعلمون..
قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السموات والأرض..
وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم..
قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض..
قال إنه يقول إنها بقرة صفراء...
قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول..
قال إني جاعلك للناس إماماً..
وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكاً..
قال إن الله اصطفاه..
وقال لهم نبيهم إن آية ملكه..
فلما فصل طالوت بالجنود قال إن الله مبتليكم..
الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم..
حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبتُ الآن..
وقال الله إني معكم..
قال ربي إني لا أملك إلاّ نفسي وأخي..
فقال الذين كفروا منهم إن هذا إلاّ سحر مبين..
قال الله إني منزلها عليكم..
.. فلمسوه بأيديهم لقال الكافرون إن هذا إلاّ سحر مبين..
فلما أفلت قال يا قوم إني برئ مما تشركون..
قال إنك من المنظرين..
قال الملأ الذين كفروا من قومه إنا لنراك في سفاهة..
قال الذين استكبروا إنا بالذي آمنتم به كافرون..
قال الملأ من قوم فرعون إن هذا لساحر عليم..
قال إنكم قوم تجهلون..
قال يا موسى إني اصطفيتك..
قال ابنَ أُم إن القوم استضعفوني..
فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إني بريء منكم..
قال الكافرون إن هذا لساحر مبين..
قال إنما يأتيكم به الله..
قال يا نوح إنه ليس من أهلك..
قال ربي إني أعوذ بك أن أسألك..
قال إني أشهد الله..
قال إني ليحزنني أن تذهبوا به..
قال إنه من كيدكن..
قال أحدهما إني أراني أعصر خمراً..
وقال الآخر إني أراني أحمل فوق رأسي خبزاًً...
وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان..
فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين أمين..
قال إني أنا أخوك فلا تبتئس...
قال إنما أشكو بثي وحزني إلى الله..
قال أبوهم إني لأجد ريح يوسف..
فقال الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعاً...
وقال الشيطان لما قُضي الأمر إن الله وعدكم..
وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشراً..
إذ دخلوا عليه فقالوا سلاماً قال إنا منكم وجلون..
قال إنكم قوم منكرون..
قال إن هؤلاء ضيفي..
قال الذين أوتوا العلم إن الخزي اليوم..
فقال له فرعون إني لأظنك يا موسى مسحوراً..
قال إنك لن تستطيع معي صبرا..
قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا.. (مرتان)
...........................

وبعد ذلك كله تعلل استخدامك بالقول إن إدخال حرف الباء على (إن) بعد فعل القول ورد بسياقات لم ترد في القرآن الكريم!! فهل بقي سياق لفعل القول بعد الأمثلة الواردة أعلاه؟ وهي أقل من نصف ما هو موجود في القرآن الكريم من أمثلة على فعل القول المتبوع بـ (إن).. فمن الذي يدعو إلى اتباع منهج القرآن ومن الذي يبحث عن شواهد من عصر الانحطاط؟؟؟ هذه واحدة..

الأمر الآخر أنك اعترفت في أول رد لك على مداخلتي الأولى أن وضع (أن) منصوبة الهمزة بعد فعل القول هو خطأ شائع، وأيدتني في ذلك، وعزوت ورودها في كلامك إلى خطأ غير مقصود في الطباعة.. فهل يكون ذكر (أن) بعد فعل القول خطأً، ولكنه يصبح فصيحاً لا عيب فيه إذا أدخلنا الباء على (أن)؟؟؟ وهل هذه الباء هي التي (حلّلَت) الخطأ السابق وجعلته صحيحاً مستساغاً؟ هذه الثانية..

والثالثة أن الشواهد التي أوردتها كانت لأشخاص لا يُعتد بهم، باستثناء البحتري.. ولأنه كذلك فقد أوردتَ قوله على مبدأ (لا تقربوا الصلاة..) فهو عندما قال:
يَقولُ لِيَ العَذولُ وَلَيسَ يَدري بِأَنَّ اللَومَ مِن شِيَعِ الخَناءِ
لم يجعل (بأن) تابعة لفعل القول، بل لعبارة (ليس يدري) .. أي (ليس يدري بأن).. أما جواب فعل القول، فهو في صدر البيت الثاني الذي أسقطتَهُ أنت، وفيما يليه من الأبيات، وهي تقول:

يَقولُ لِيَ العَذولُ وَلَيسَ يَدري بِأَنَّ اللَومَ مِن شِيَعِ الخَناءِ
أَجِدَّكَ كَم تُغَرِّرُكَ الأَماني وَتَطرَحُكَ المَطامِعُ بِالعَراءِ
وَأَنتَ مُشَرِّقٌ في غَيرِ عَزمٍ وَأَنتَ مُغَرِّبٌ عَن غَيرِ راءِ
فَقُلتُ الدَهرُ يَطلِبُني بِثَأرٍ وَأَيّامُ الحَوادِثِ بِالدِماءِ

بمعنى (إن العذول الذي لا يدري أن اللوم من شيع الخناء يقول أجدَّكَ كم تغررك الأماني..) إلخ..

أما الأشخاص الآخرون الذين استشهدت بهم فهم أخمل وأصغر من أن يُحتج بهم مقابل القرآن العظيم الذي تتهمنا بتنكُّب سبيله..

وأقول أخيراً.. إن مستوى هذا الحوار يُزهد المرء في الدخول فيه.. لأن هدفه - فيما يبدو - ليس السعي إلى الحقيقة بل التباهي واستعراض القدرة على الهمز واللمز والسفسطة..

فسلام عليكم جميعاً.. واسمحوا لي ألاّ أنجر إلى معارك طواحين لا وقت لدي لها..

نبيل عبد القادر البرادعي..

منذر أبو هواش
30/03/2007, 11:34 AM
فَلا يَنطِقَن مِنكَ اللِسانُ بِسَوأَةٍ
فَكُلُّكَ سَوءاتٌ وَلِلناسِ أَلسُنُ
الأستاذ نبيل عبد القادر البرادعي حفظه الله،

كثرت الأقوال فيما أكتب، فهذا يصوبني ويشكرني، وذاك يخطئني ويتهمني بالتباهي واستعراض القدرة على الهمز واللمز والسفسطة فما هو الحق في ذلك؟

أعدائي كثيرون والحمد لله، وربما اتفق هؤلاء المعادون في أسلوب النقد وأهدافه والغايات منه، لكنهم يتـفـقون في مصالح مشتركة، فلماذا هذا التجريح والطعن والاستهداف يا ترى؟ ومن المستفيد من هذا الاستهداف؟

إن لي والحمد لله منهجا في مقارعة الظلم والظالمين والخطأ والخطائين، وفي دعوة الناس إلى التمسك بلغتهم ودينهم والمدافعة عن أوطانهم، فلا ينزعج مني سوى أعداء الله ورسوله والمسلمين، وما يفرح لهفواتي أو انتقاد أعمالي الخالصة لوجه الله سوى هؤلاء وأمثال هؤلاء.

ربما يظن هؤلاء وأمثال هؤلاء من المثبطين أنهم ينالون مني، لكن تهجماتهم وانتقاداتهم لا تزيدني والله إلا حماسا وإصرارا، ولا تزيد دعواتي إلا قبولا بين القراء، وهيهات لأحد أن ينال من إقدامي وإصراري على هذا الأمر. لن يردعني انتقاد منتقد، ولا طعن طاعن شارد هنا أو هناك.

لست الكاتب الوحيد الذي توجد له عثرات، فلدي أخطاء لا أنكرها، لكن طعن الطاعنين ليس محاولة لتشويه صورتي فقط، فهذا أمر ليس في واردي ولا في حسابي لأن عملي خالص لوجه الله سبحانه وتعالى، ولا أنتظر من أحد حمدا ولا شكورا، ولكن الذي ما زال يقلق خصومي هو منهجي في الدفاع عن الاسلام والمسلمين وعن لغتهم وعن قضاياهم.

وإني إذ اسمع طعنكم في لا أستغرب ذلك، لأن المدافعين المنافحين عن الحق لهم دائما أعداء من أهل الباطل بقدر نشاطهم وإصرارهم على هذا الأمر. فما يضيرني طعن الطاعنين، بل هو رفعة لي وزيادة في حسناتي.

لا أدعي العصمة من الخطأ، بل قد تكون لدي أخطاء ليس هذا المنتدى مجال تفصيلها، لكن أخطائي لا تخل بأصل منهجي، كما أن عند غيري من الأخطاء التي لم تؤثر على منزلتهم.

وعلى سبيل المثال هناك كثير من العلماء أخطئوا إلا أن أخطاءهم لم تجعل أحدا يمتـنع من الاستفادة منهم أو ينكر فضائلهم. وهذه الأخطاء التي تتسقطها (وكأنك أنت نفسك منزه عن الخطأ) أخطاء مغمورة في جانب دفاعي عن العربية وعن الإسلام والمسلمين.

أنظر إلى نفسك وإلى أخطاءك التي لا تعد ولا تحصى في ترجماتك لولا جهود من دققوا لك، ورغم الجهود العظيمة التي بذلها وقدمها ناشر كتاب أغاثا كريستي (ذاكرة الأفيال) الذي قمت بترجمته، إلا أن بعضها بقي دليلا موثقا على درجة معرفتك باللغة العربية.

وعلى سبيل المثال لا الحصر أدعوك إلى فتح الصفحة 165 من ذلك الكتاب السخيف، وإلى قراءة ما جاء في السطر الثالث قبل الأخير إذ إنك تقول (لا فض فوك): (إننا لا ننظر إلى الأمور بنفس الطريقة)، لأنك ارتكبت في هذه الجملة خطأ شائعا لا يرتكبه طالب في الإعدادية، ولأن الصواب أن تقول (بالطريقة نفسها) توكيدا معنويا.

ولتفكر في قول الشافعي رحمه الله:

إِذا رُمتَ أَن تَحيا سَليماً مِنَ الرَدى
وَدينُكَ مَوفورٌ وَعِرضُكَ صَيِّنُ

فَلا يَنطِقَن مِنكَ اللِسانُ بِسَوأَةٍ
فَكُلُّكَ سَوءاتٌ وَلِلناسِ أَلسُنُ

وَعَيناكَ إِن أَبدَت إِلَيكَ مَعائِباً
فَدَعها وَقُل يا عَينُ لِلناسِ أَعيُنُ

وَعاشِر بِمَعروفٍ وَسامِح مَنِ اِعتَدى
وَدافِع وَلَكِن بِالَّتي هِيَ أَحسَنُ

نسأل الله أن يرحمنا ويعفو عنا،
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

منذر أبو هواش

نبيل عبد القادر البرادعي
30/03/2007, 12:43 PM
أنظر إلى نفسك وإلى أخطاءك التي لا تعد ولا تحصى في ترجماتك لولا جهود من دققوا لك، ورغم الجهود العظيمة التي بذلها وقدمها ناشر كتاب أغاثا كريستي (ذاكرة الأفيال) الذي قمت بترجمته، إلا أن بعضها بقي دليلا موثقا على درجة معرفتك باللغة العربية.

وعلى سبيل المثال لا الحصر أدعوك إلى فتح الصفحة 165 من ذلك الكتاب السخيف، وإلى قراءة ما جاء في السطر الثالث قبل الأخير إذ إنك تقول (لا فض فوك): (إننا لا ننظر إلى الأمور بنفس الطريقة)، لأنك ارتكبت في هذه الجملة خطأ شائعا لا يرتكبه طالب في الإعدادية، ولأن الصواب أن تقول (بالطريقة نفسها) توكيدا معنويا.

يبدو يا سيدي أن لديك مشكلة حقيقية في تعلم كيفية كتابة الهمزة.. فهذه هي المرة الثانية التي تقع فيها في هذا الخطأ الشنيع في كتابتها.. في أول سطر لك أعلاه..

ومع ذلك فإني أشكرك على اهتمامك وبحثك عن أعمالي وتسقط أخطائها التي لم تجد فيها سوى هذا المثال الواحد على كثرتها.. فالحقيقة أن ذاكرة الأفيال ليس كتابي المترجم الوحيد، بل إن لدي أربعة وستين كتاباً من ترجمتي أو مراجعتي وتدقيقي وتحريري، بالإضافة إلى الألوف المؤلفة من الدراسات والبحوث والمحاضرات وغيرها.. ولقد عملتُ في أعلى المراكز، ولدى رؤساء الدول، كبيراً للمترجمين والمحررين، وواضعاً للضوابط اللغوية ومعايير الجودة، وكاتباً بالإنابة (Ghostwriter) لرؤساء الدول.. ولم أكن أدري عندما دخلتُ لتصويب بعض أخطائك أنني سأنجر إلى معارك خيالية أنا أكبر منها. ولعلك لاحظت - إذ راجعت أعمالي - أن أحداً لم يكن يراجع ترجماتي، بينما كنتُ أنا أراجع ترجمات الآخرين..

وأكبر دليل على عجزك أنك تناسيت الحجج الدامغة التي أوردتها لك أعلاه، وسارعت إلى تحويل الموضوع إلى موضوع شخصي رغم أننا لم نعرف بعضنا مسبقاً..

وقد حذر الشاعر الإنجليزي أليكزاندر بوب قديماً من تجرع القليل من نبع الفكر والثقافة، لأن قليلهما مُسكر، بينما يتواضع من ينهل منهما ويصبح أقدر على رؤية نقصه وجهله..

وصدق الله تعالى إذ وصف عباده العالمين المُخبتين قائلاً.. (وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما)

كما صدق شاعر العربية الخالد أبو الطيب المتنبي إذ وصف يوماً متنطعاً فقال:

صَغُرتَ عن المديح فقلتَ أُهجى ***** كأنك ما صغرتَ عن الهجاءِ!

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نبيل عبد القادر البرادعي

منذر أبو هواش
30/03/2007, 01:53 PM
بسم الله الرحمن الرحيم..

رب اشرح لي صدري، ويسر لي أمري، واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي..

ومن الذي يبحث عن شواهد من عصر الانحطاط؟؟؟

فهل يكون ذكر (أن) بعد فعل القول خطأً، ولكنه يصبح فصيحاً لا عيب فيه إذا أدخلنا الباء على (أن)؟؟؟ وهل هذه الباء هي التي (حلّلَت) الخطأ السابق وجعلته صحيحاً مستساغاً؟

الشواهد التي أوردتها كانت لأشخاص لا يُعتد بهم

نبيل عبد القادر البرادعي..


:laugh: :laugh: :laugh:

الأستاذ نبيل عبد القادر البرادعي

سلاما سلاما،

لي عودة إلى هذا التطاول،

لكن إليك في الأثناء بعض الأمثلة الشاردة من أمهات الكتب العربية:

قول الشيء والقول بـالشيء

جاء في (تاج العروس باب اللام):

قال ابنُ سِيدَه : وليس هذا بمعروفٍ والضَّميرُ عائدٌ إلى الخائلِ لأنه أقربُ مَذكُورٍ ويجوز إعادَتُه للخَيلِ بِناءً على أنه اسمُ جَمعٍ أمّا على القولِ بأنـه مُؤنثٌ كما نَصُّوا عليه فيتعينُّ عَودُه للخائِل

جاء في (تاج العروس – باب الهاء):

وذكر المصنف السنة هنا بناء على القول بأن لامها هاء ويعيدها في المعتل على ان لامها واو وكلاهما صحيح

جاء في (النهاية في غريب الأثر – حرف الخاء):

وفي التراجع دليلٌ على أن الخُلْطة تصحُّ مع تمييز أعْيان الأموال عند مَن يقول بـه

جاء في (النهاية في غريب الأثر – حرف الكاف):

قال الهروي : سُئل الأزهري عمَّن يقول بـخَلْق القُرآن : أتُسَمِّيه كافراً ؟


جاء في (النهاية في غريب الأثر – حرف العين):

وذهب إسحاق إلى القول بـظاهر هذا القول.

وجاء في (الصحاح في اللغة – حرف الخاء):

التخمين: القول بـالحدس

وجاء في (لسان العرب – الواو والياء):

والأَخذ بقوله المُعَلَّل أَقوى من القول بـقوله المُغْفَل المُرْسَل

وجاء في (لسان العرب - الميم):

والرَّجْمُ القول بـالظن والحَدْسِ وفي الصحاح أَن يتكلم الرجل بالظن ومنه قوله رجْماً بالغيب

وجاء في (لسان العرب - الفاء):

ولا أَقْطَعُ القول بـشيء قبل أَن أَتَأَمَّله

وجاء في (لسان العرب - الراء):

وقيل للجَبْرِيَّةِ جَبْرِيَّةٌ لأَنهم نسبوا إِلى القول بـالجَبْرِ

منذر أبو هواش

نبيل عبد القادر البرادعي
30/03/2007, 04:21 PM
هناك أمور عدة قبل أن توغل في الاستشهادات الخاطئة:
1- إن (القول بالشيء) أمر و(القول بأن الشيء) أمر آخر.. إننا نناقش هنا الحرف الذي يجب استخدامه بعد فعل القول: هل هو إن، أم أن، أم بأنَّ.. ولا نناقش جواز دخول الباء على اسمٍ بعد فعل القول مثل (القول بالجبرية) و(القول بالاستنساخ) إلى غير ذلك، فلا تحرف النقاش إلى أمور أخرى خارج نطاق نقاشنا!

2- إنني أجادلك بمنطقك الذي زعمته.. فقد زعمت أن القرآن هو الدليل الأول لديك، وألاّ حُجية لغيره إذا كانت الأمثلة قد تواترت فيه على استخدام معين (وهذا بالمناسبة ما أؤمن به أنا أيضاً).. غير أنك في هذا النقاش بالذات لا تجد في القرآن كله - بمئات حالات فعل القول المتبوعة بحرف (إن) - دليلاً واحداً يؤيد قولك.. ولذلك فإنك تبتلع منطقك الأول، وتتناسى دفاعك عن لغة القرآن، وتبدأ الاستشهاد بعصور الانحطاط اللغوي التي كنت ترفضها بادئ ذي بدء.. فمن منا الذي يمثل منطق القرآن ويدافع عن استخداماته الآن؟

وإني لأحبذ الكف عن طرح الأمور الشخصية، فنحن في النهاية أخوة ننشد الحقيقة، ولا نتبارى في الطعن والتشويه ومحاولات تصغير الآخرين..

ولعل من نافلة القول التأكيد على أن ما يجمعني بك هو أكبر وأمتن بكثير مما يجمعني بأي امرئ آخر لا يتقن لغته ولا يدافع عنها.. وبالتالي فإني أحسبك أخاً وناصحاً، وأدعوك إلى عدم التحسس من النقد.. فكلنا خطاء، والعصمة لله وحده..

والسلام عليك في المحاورين..

نبيل عبد القادر البرادعي

منذر أبو هواش
30/03/2007, 06:47 PM
يبدو يا سيدي أن لديك مشكلة حقيقية في تعلم كيفية كتابة الهمزة.. فهذه هي المرة الثانية التي تقع فيها في هذا الخطأ الشنيع في كتابتها.. في أول سطر لك أعلاه..

ما شاء الله تبارك الله! :vg: ما هذا الذكاء؟! وما هذه الفطنة وهذه البراعة؟! والله إنني أغبطك يا رجل! براعتك في كتابة الهمزة لا تعدلها براعتك في الهمز! أنت والله تستحق شهادة الدكتوراه في كتابة الهمزة! أما أنا فلي الله، إذ يظهر أنني أصبحت أعاني من تخلف عقلي أو ربما من مرض الزهايمر رغم عشرات المقالات التي كنت كتبتها في موضوع الكتابة الصحيحة للهمزة خلال السنوات الماضية!


ومع ذلك فإني أشكرك على اهتمامك وبحثك عن أعمالي وتسقط أخطائها التي لم تجد فيها سوى هذا المثال الواحد على كثرتها.. فالحقيقة أن ذاكرة الأفيال ليس كتابي المترجم الوحيد، بل إن لدي أربعة وستين كتاباً من ترجمتي أو مراجعتي وتدقيقي وتحريري، بالإضافة إلى الألوف المؤلفة من الدراسات والبحوث والمحاضرات وغيرها.. ولقد عملتُ في أعلى المراكز، ولدى رؤساء الدول، كبيراً للمترجمين والمحررين، وواضعاً للضوابط اللغوية ومعايير الجودة، وكاتباً بالإنابة (Ghostwriter) لرؤساء الدول.. ولم أكن أدري عندما دخلتُ لتصويب بعض أخطائك أنني سأنجر إلى معارك خيالية أنا أكبر منها. ولعلك لاحظت - إذ راجعت أعمالي - أن أحداً لم يكن يراجع ترجماتي، بينما كنتُ أنا أراجع ترجمات الآخرين..

ما شاء الله تبارك الله! :vg: أربعة وستون كتاباً من ترجمتك أو مراجعتك وتدقيقك وتحريرك! وألوف مؤلفة من الدراسات والبحوث والمحاضرات وغيرها.. وعملت في أعلى المراكز، ولدى رؤساء الدول، كبيراً للمترجمين والمحررين، وواضعاً للضوابط اللغوية ومعايير الجودة، وكاتباً بالإنابة (Ghostwriter) لرؤساء الدول .. ولم تكن تدري عندما دخلت لتصويب بعض أخطائي أنك ستنجر إلى معارك خيالية أنت أكبر منها! ما هذه العظمة؟! هذا والله شأن عظيم يبرر بالفعل هذا التعالم وهذا التكلف وهذا التعالي.


هناك أمور عدة قبل أن توغل في الاستشهادات الخاطئة:
1- إن (القول بالشيء) أمر و(القول بأن الشيء) أمر آخر.. إننا نناقش هنا الحرف الذي يجب استخدامه بعد فعل القول: هل هو إن، أم أن، أم بأنَّ.. ولا نناقش جواز دخول الباء على اسمٍ بعد فعل القول مثل (القول بالجبرية) و(القول بالاستنساخ) إلى غير ذلك، فلا تحرف النقاش إلى أمور أخرى خارج نطاق نقاشنا!

إذن حسبك ما جاء في (تاج العروس باب اللام) من قول ابن سيدة، فقد قال ابنُ سِيدَه (ولا أظنك تتهمه وتطعن فيه هو الآخر): وليس هذا بمعروفٍ والضَّميرُ عائدٌ إلى الخائلِ لأنه أقربُ مَذكُورٍ ويجوز إعادَتُه للخَيلِ بِناءً على أنه اسمُ جَمعٍ أمّا على القولِ بأنـه مُؤنثٌ كما نَصُّوا عليه فيتعينُّ عَودُه للخائِل

وأذكرك بما قلته لك سابقا في هذا الشأن:


وأما (قولك بأن) إدخال (الباء) على (أن) خطأ شائع، فهو ادعاء باطل وليس له أساس في لغتنا العربية، وإن إتباع فعل (القول) بـ (بأن) كما قلت هناك، وكما أقول هنا فإنه استخدام صحيح في سياقه، ولم يرد في القرآن الكريم لعدم وجود سياق مماثل، إلا أن هذا لا ينفي بالضرورة أنه صحيح وأنه مستخدم من قبل العرب الأوائل. وتجده في (تاج العروس – باب الهاء) إذ يقول ما نصه: (وقال السهيلي في الروض السنة أطول من العام والعام يطلق على الشهور العربية بخلاف السنة وقد تقدم في ع وم وذكر المصنف السنة هنا بناء على ((القول بأن)) لامها هاء ويعيدها في المعتل على أن لامها واو وكلاهما صحيح وان رجح بعض الثاني فان التصريف شاهد لكل منهما). لذلك فادعاؤك هذا أيضا باطل لا أساس له، وهو مرفوض كذلك جملة وتفصيلا.

وأعتذر عن حرف النقاش والخروج من نطاقه، وأرجو الاكتفاء بأمثلتي المتعلقة بـجواز دخول الباء على (أن)، وإن كان بإمكاني أن أزودك بأمثلة أخرى لولا ضيق الوقت.!


2- إنني أجادلك بمنطقك الذي زعمته.. فقد زعمت أن القرآن هو الدليل الأول لديك، وألاّ حُجية لغيره إذا كانت الأمثلة قد تواترت فيه على استخدام معين (وهذا بالمناسبة ما أؤمن به أنا أيضاً).. غير أنك في هذا النقاش بالذات لا تجد في القرآن كله - بمئات حالات فعل القول المتبوعة بحرف (إن) - دليلاً واحداً يؤيد قولك.. ولذلك فإنك تبتلع منطقك الأول، وتتناسى دفاعك عن لغة القرآن، وتبدأ الاستشهاد بعصور الانحطاط اللغوي التي كنت ترفضها بادئ ذي بدء.. فمن منا الذي يمثل منطق القرآن ويدافع عن استخداماته الآن؟

هذا أمر آخر، وقد سبق أن أقررتك عليه، وسلمت بصحته وشكرتك عليه في البداية، ولا أدري لماذا تصر على تكرار ذكر هذا الأمر والاستشهاد عليه، ولا أدري ما الداعي إلى ذلك؟ وأقتبس هنا ما سبق أن قلته لتذكيرك:


(القول بأن) إتباع القول بحرف (أن) ذات الألف المنصوبة خطأ شائع في لغتنا العربية قول جميل وملاحظة جيدة، وإن بدا لي وكأنه خطأ إملائي، فبدل أن تكتب (إن) وهو الصحيح كتبت (أن) وهو خطأ. والأولى أن ننتبه إلى مثل هذا الخطأ وأن نحاول تفاديه وتفادي أمثاله من الأخطاء الشائعة، وأن نحاول قدر الإمكان أن نصحح من اعوجاج ألسنتنا من خلال النظر والتأمل في القرآن الكريم والاقتداء بلغته وأسلوبه وصرفه ونحوه، ولا يمكن أن يكون وقوعنا في الأخطاء الشائعة مبررا لاستمرارنا فيها إلى ما شاء الله.

تقول:


وإني لأحبذ الكف عن طرح الأمور الشخصية، فنحن في النهاية أخوة ننشد الحقيقة، ولا نتبارى في الطعن والتشويه ومحاولات تصغير الآخرين..

وأقول: حسنا تفعل!


ولعل من نافلة القول التأكيد على أن ما يجمعني بك هو أكبر وأمتن بكثير مما يجمعني بأي امرئ آخر لا يتقن لغته ولا يدافع عنها.. وبالتالي فإني أحسبك أخاً وناصحاً، وأدعوك إلى عدم التحسس من النقد.. فكلنا خطاء، والعصمة لله وحده..

هذا كلام يبشر بالخير، ويمنعني عن كيل الصاع بمثله!

والسلام :fl:

منذر أبو هواش

د . يحيى مير علم
31/03/2007, 03:34 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد :
فقد سعدت بالاطلاع على هذا النقاش الطويل المثمر في قضية شائكة، وأحب أن أسجل بدءاً إعجابي وتقديري للأستاذ الفاضل منذر أبو هواش على حبه للعربية، وغيرته عليها من أن تشوبها أوضار الخطأ، وحرصه على السلامة اللغوية، وتطلّعه إلى الكمال، ودقة تتبعه لمسائلها وقضاياها، وشرف الغاية التي يسعى إليها . كما يسعدني أن أسجل تقديري للأستاذ هلال الفارع على مداخلته، واستدراكه، وحرصه على جلاء الحقيقة العلمية، على أن لي ملاحظات أحبّ أن أسجلها دون أن أخوض في تفاصيل ذلكم النقاش راجياً أن يتسع صدر الجميع لها :
1 - لا يشك عاقل، ولا يختلف اثنان، أن القرآن الكريم أعلى نموذج للفصاحة والبلاغة والبيان، لذلك كان الأصل الأول في الاحتجاج على قواعد العربية على اختلاف علومها، ومعلوم أن الإشارة إلى هذا تُعدّ من نافلة القول وفضوله، على أن ذلك لا يلزم عنه أن يكون ما لم يرد في القرآن الكريم من التراكيب أو الكلمات هو خطأ، يلزم تحاشيه واجتنابه، إذ كان في أساسه كتاب هداية وتوحيد وشريعة ودستور حياة، وليس معجماً أو موسوعة أو ذخيرة لغوية، يحوي كل ما تفوّهت به العرب. لذلك كان ما ورد فيه هو الأعلى والأفصح من لغات العرب ولهجاتهم، وأما ما قالته العرب مما لم يرد في القرآن الكريم فلا ينبغي أن يخطّأ، ما لم يخالف سنن العربية وقواعدها وثوابتها، كما أنه ليس في إجازة استعماله ما يسيء إلى القرآن الكريم، ولا في منعه ما يدل على التدين، أو الغيرة عليه، أو على العربية .
2 - لغة العرب واسعة، ليس في مقدور أحد أن يدّعي أنه أحاط بها علماً أو استقصاءً في المفردات والتراكيب والمعاني، يدلّ على هذا ما قاله الإمام الشافعي رحمه الله : " لسان العرب أوسع الألسنة مذهباً، وأكثرها ألفاظاً، ولا نعلمه يحيط بجميع علمه إنسان غير نبي " . لذا أرى أن نتريث قبل التقعيد والتخطئة والتصحيح، فلا نقتصر على الاحتكام إلى معاجم العربية وقواعدها، بل يجب العودة كذلك إلى المدونات التراثية المحوسبة في العلوم العربية والإسلامية وغيرها، فقد نظفر بمئات الاستعمالات لهذه المسألة المختلف فيها، ممن يحتج بكلامهم من المتقدمين وأعلام اللغة والأدب وغيرهم، ولا يجوز التخطئة إلا إذا كان ثمة خطأ محض، وأما منع الفصيح استغناءً بالأفصح، فذلك ما لا يقرّه أهل العربية، قال ابن هشام : " وإذا كان في الكلمة لغتان ، وكانت إحداهما أفصح من الأخرى، فكيف تلحن بها العامة، وقد نطقت بها العرب، وإنما تلحن العامة بما لم يُتكلم به " . وأعتقد أن من الخير لنا أن يسعنا ما وسع المتقدمين من الاحتراز من التخطئة، فَهُم أعلم منا بالعربية، وأقرب من مواردها وينابيعها، وأرسخ قدماً، وإليهم يرجع الفضل في جمعها وتقعيدها، قال الأصمعي : " مَنْ عرف لغة العرب لم يكد يلحّن أحداً " .
وظاهر أن هذا الكلام يفهم منه بالاستنتاج أن قلّة الدراية بلغة العرب وأسرارها ولهجاتها وراء كثير من التضييق والحجر والتخطئة، ولبعض المتقدمين من أعلام الأمة كلام صريح في هذا، يطول الحديث بإيراده.
3 - اللغة ظاهرة اجتماعية، ليس فيها قوانين فيزيائية أو رياضية قاطعة، لا تنقض أو تتخلف، فالاختلاف في العربية كبير جداً، وهو من الشهرة بمكان، على تفاوت فيما بين علومها، وأوضح ما يكون في اللغة والنحو وقواعد الكتابة والدلالة، وهو في الصرف أقرب إلى المعيارية، لذلك أمكن حوسبة الصرف العربي، وتوليد كثير من المشتقات والصور الفرعية عن الأصل الواحد أو الجذر، وكذلك التعرف عليها وتجريدها من الزيادات والسوابق واللواحق، والخاصة من ذوي الاختصاص يعلمون أن كثيراً مما نعلّمه من قواعد العربية فيه قدر غير قليل من الخلاف، يشهد لذلك أدنى مراجعة للمطولات النحوية وكتب الخلاف النحوي . من هنا كان العالِم بالعربية كالفقيه، كلّما اتسع علمه واطلاعه وتمكّنه كان أكثر حذراً، وأقلّ تخطئة، وأوسع صدراً، وأكثر رخصة . وفي كلمة الأصمعي وأمثالها غُنية علن التدليل والإطالة .
4 - قلّة المختصين المتمكنين من ذوي الاختصاص في العربية، وأقل منهم مَن يجمع بين التمكّن من القديم والاطلاع على الحديث، لذلك لا عبرة بكثرة المعجبين والموافقين - أياً كانوا - ماداموا من غير أهل الاختصاص، ولا قيمة للاستظهار بهم في الاحتجاج على الخصم، ومثله الاحتجاج بعدم وجود المخالفين، لأن أكثر من يدخل هذه المنتديات والمواقع من غير أهل العربية، وربما كان بينهم من آثر عدم الدخول في نقاش غير مجد، لقناعة له في أطرافه أو في بعضهم أو أحدهم، حفظاً على الوقت والجهد خصوصاً إذا تشبث كل فريق لرأيه قبل الحقيقة، وإن قال خلاف ذلك . وإذا أردت أخي الكريم مثالاً بيّناً على عدم قيمة رأي غير المختصين في الاحتجاج للصواب وبيان الحقيقة - مع تقديرهم واحترامهم - فاقرأ مقالي
( نظرات في قواعد الإملاء ) في العدد الرابع من المجلد الثامن من مجلة الدراسات اللغوية التي تصدر عن مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية = تَرَ بجلاء أن إجماع السادة أعضاء مجمع اللغة العربية بدمشق الذي أصدر كتاب ( قواعد الإملاء ) سنة 2004م في 39 صفحة = على ما ورد فيه من قواعد ليس له قيمة، على جلالة أقدارهم في اختصاصاتهم العلمية، إذ كان جلّهم من غير المختصين بالعربية، ولذلك جاء الكتاب يغصّ بالأخطاء اللغوية والإملائية والعلمية والمنهجية والزيادة والنقص والحشو والتكرار وغيرها، مما لا يدخل في دائرة الخلاف. ومَنْ تعذّر عليه الاطلاع على المجلة يمكنه قراءة المقال على موقع الألوكة، ليقف على الأدلة القاطعة والتفصيل .
أكرر شكري وتقديري للجميع، وأعتذر لهم من الإطالة، والله أعلم .
د . يحيى مير علم
قسم اللغة العربية وآدابها - كلية التربية الأساسية
دولة الكويت

د . يحيى مير علم
31/03/2007, 04:54 AM
الأخ الفاضل الحبيب الأستاذ منذر أبوهواش :
أقدّر عالياً شرف الغاية التي تسعى إليها، وتحتسبها عند الله، ولكنك لست الوحيد في هذا السعي الحميد، كما أنه لا يجوز بحال من الأحوال أن تتهم كلّ مخالف في قضية علمية بأنه عدو لك ولمنهجك وللدين ولله ولرسوله، يؤسفني أنني لم أتشرف بمعرفتك ولا بمعرفة الأستاذ نبيل عبد القادر البرادعي، بيد أنني عجبت من ردّك عليه كيف أخذ منحى شخصياً، وتنكّب الموضوعية والمنهج العلمي، أرجو أن يتسع صدرك للرأي الآخر، أياً كان صاحبه، فقديماً قالوا : مَنْ ألّف فقد استهدف . أي نصب نفسه هدفاً للآخرين، فمن الطبيعي إذا كتب الإنسان شيئاً، وأخرجه للآخرين أصبح من حقهم إبداء رأيهم فيه إيجاباً أو سلباً، وجلّ مَنْ لا يسهو، إذ كان : قارئ الكتاب أبصر بمواقع الخلل من منشئه، كما قالت العرب، ولو كان دونه علماً، فكيف بمن يخطّئ ويقعّد، في منتدى عامّ دولي للنخبة من أهل العلم والخاصة واللغويين والمترجمين، ولايريد أن يسمع رأياً مخالفاً . لا أعتقد أن الأستاذ البرادعي - مع أني لا أعرفه - يستحقّ هذا الردّ غير الموضوعي . أخشى أن أقول لك إن تخطئتك له في عبارة ( إننا لا ننظر إلى الأمور بنفس الطريقة ) موضع نظر، فهي بالرغم من ورودها في بعض كتب الأخطاء الشائعة، ومن نص النحاة عليها في بحث التوكيد، من وجوب أن يتأخر التوكيد عن المؤكد، ومن أني لا أقرّها، ولا أستعملها، ولا أقبلها من ذوي الاختصاص، قد وردت في كلام المتقدمين من النحاة وغيرهم بدءاً من سيبويه وابن جني ومن تلاهم، ولا ريب أن لها توجيهاً، وإن كانت خلاف المشهور من قواعد العربية، لقد كان الأصمعي حكيماً في مقولته : مَنْ عرف لغة العرب لم يكد يلحّن أحدا ً. لا أعتقد أبداً أن المشكلة في الآخرين الذين يبدون رأياً مخالفاً في أيّ موضوع تطرحه، لأن الفكرة هي ملكك ما تخرج منك حديثاً أو كتابةً، فإذا خرجت أصبحت ملكاً للجميع، من حيث حقهم في نقدها . هذه قناعتي والله أعلم .

هلال الفارع
31/03/2007, 10:55 AM
الإخوة الكرام:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد
فإنني سعدت كثيرًا بما قرأته هنا من جميل الكلم، وفصيح اللفظ، وعميق المعرفة، وشديد الاعتداد بالنفس من كلّ، وما نغّص علي سعادتي تلك إلا ( خصخصة ) المعرفة، و ( شخصنة ) الخلاف.
وكم كنت أتمنى أن يكون النقاش على قدر أهله، فالجميع - ولله الحمد - من أهل المعرفة، وأقل هذا الجميع من أهل الحرص على اللغة، وعلى التراث، وعلى الموروث.
أخي الأستاذ منذر أبو هواش.
يبدو أن الخلاف خرج إلى ( العالمية ) بعدما كان ( إقليميًا ) بيني وبينك. ولعلّ في ذلك فائدة كبرى، لأن الآراء تغلب مفردها، ولأن الوقفات خير من واحدتها.
وأجدني مدفوعًا بالحب والحرص؛ بحبي لك، وحرصي عليك، إلى القول: إن في الوقوف على الحق خيرًا كثيرًا، ولقد وجدت فيما أورده الأستاذ نبيل البرادعي حقًّا جليًّا فيما يتعلق بزيادة الباء - خطأً - على ( إنّ ) بعد القول، ليس في كون ذلك حشوًا لا طائل من ورائه، لكن لأن هذا الحشو يغيّر في بناء الجملة الإسمية، فبدلاً من مجيء مقول القول جملة، تحيل الباء هذه الجملة إلى مصدر مؤول، وبينهما فرق كبير في علم اللغة.
لن أعود إلى ما تنازعتماه من ردود أخذت منحًى انتقائيًا، فانتقاميًّا، لكنني أعود فأذكّرك بأن القطع في أمر لغوي، أو نحوي مشتبه، هو في مثل الجزم بالآتي.. لأن المشتبه قابل للتأويل، ولأن التأويل حق لا يستطيع أحد مصادرته، خاصة إذا كان ذلك في اللغة، حيث لم يرد تحريم في تخريج لغوي، ولم يقل أحد من قبل بأحادية النظرة في المسألة الخلافية.
لن أتداخل في خلاف كاد ينتهي، لكنني أوجه لك شكري وتقديري، ومثله للأستاذ البرادعي، وللإخوة؛ د. يحيى، والأستاذ نزار، وأذكّر بما سبق وقلت: إن ( التمترس ) وراء قناعات لا ينسجم مع مبدأ الحوار، مثلما الانطلاق من مسلمات لا يوصل إلى نتيجة في الخلاف.
لكم جميعًا التحية.
هلال.

الشاعر : ضياء الجبالي
18/07/2007, 07:56 PM
الإخوة الأفاضل / رواد هذا النقاش الراقي و الرائع ..

ورد ت لي الرسالة التي دعتني لتصفح تلك المناقشة الإيجابية ..
ولما كنت من دعاة وجوب تدعيم وتأصيل سبل الحوار العربي الهادف والمناقشة العلمية الإيجابية ..
فإن مجرد إجراء النقاش في موضوع ما بأسلوب علمي وودي لإحقاق الحق .. يـُعـدُّ وفي حد ذاته هدفاً سامياً جديراً بالإشادة ..

أما من حيث ما ورد من مضمون .. فإحقاقاً للحق , وتقديراً لحق قول الشهادة .. فأقول وبالله التوفيق :
إن الأستاذ منذر لم يصب فيما تقدم اليه .. وذلك للأسباب الآتية :
أولاً : من حيث الإسترشاد بالقرآن الكريم ..
فقد وردت آيات كثيرة في القرآن تتبع النهج الذي نهى الأستاذ الفاضل منذر عن استخدامه ..
وإن كانت الآيات غير مطابقة تماماً لما أورده الأستاذ منذر .. إلا أنها يمكن الإستدلال بها , وعلى سبيل القياس ..
ومن تلك الآيات الكريمة قوله تعالى " من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً " الآية’ ,, والآية " كمن هو خالد ٌ في النار " الآية ,,
والآية " الذي هو أدنى بالذي هو خير " ,, وصدق العزيز الحكيم ,, وبما يؤكد أن العديد من الآيات القرآنية قد وردت على نفس النسق ..

ثانياً : من حيث البلاغة :
فإن من هو أحمد .. تعد أبلغ بكثير من أن نقول : من أحمد ..
حيث أن كلمة هــو في المثال الأول ترد على سبيل التأكيد ,, ثم تدل على من معنى الكينونة .. بمعنى ومن يكون ..
في حين أن قولنا : من أحمد تعني الإستفهام عن أي شخص إسمه أحمد .. وكلاهما من الجمل الاستفاهمية ..
حتى أنه يمكن القول : ومن هــو هــذا الــذي يـدعى أحمد ؟ دون أي اعتراض ..
وبالمثل يمكن استخدام ما , و أين ..

هذا والله أعلم ..

ثم أولستم معي في ضرورة مناصرة الدعوة لإنشاء : مجمع النحاة والعروضين العرب ..
تلك الدعوة التي قدمتها في منتدى الشعر الفصيح ولم تلق أي إستجابة ؟؟؟

و ياليت أن الإختلاف في الرأي لا يفسد للود العربي قضية ..

مع خالص الشكر والتقدير ..

ضياء الجبالي

منذر أبو هواش
18/07/2007, 09:00 PM
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على حبيبنا رسول الله.

إقحام ضمير الفصل في الجمل الاسمية الاستفهامية ...

أخي ضياء،

الصيغة أو الأسلوب الذي دعوت إلى تجنبه هو إقحام ضمير الفصل بين أداة الاستفهام (ما) أو (أين) أو (من) والمستفهم عنه في الجمل الاسمية الاستفهامية نحو (من هو أحمد؟)، وذلك لأن جمهور العلماء لم يجوزها بسبب القاعدة العامة التي تقول بأن شرط دخول ضمير الفصل في الجمل الاسمية هو أن يتوسط بين معرفتين، وأن لا يتوسط بين معرفة ونكرة، ويقصدون بذلك (ما) و (أين) لأن (من) معرفة، إذ تستخدم للسؤال عن معرفة، لكنهم سحبوا عدم جواز الإقحام على الجمل الاسمية الاستفهامية التي تبدأ بـ (من) أيضا قياسا على الجمل الاسمية الاستفهامية التي تبدأ بـ (ما) أو (أين). وكان ادعائهم هذا ادعاءا قويا لأنه كان يستند في الوقت نفسه إلى الأسلوب المتبع في القرآن الكريم الذي تجنب بشكل قطعي إقحام ضمائر الفصل في الجمل القرآنية الاسمية الاستفهامية التي تبدأ بـ (ما) أو (من) أو (أين) على كثرتها.

لذلك يبدو لي أنك قد تسرعت في استنتاجاتك، وفي أمثلتك، ففي قوله تعالى: مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (البقرة 245)، وقوله تعالى: مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ (الحديد 11)، لم يقل سبحانه وتعالى: من هو ذا، بل قال من ذا، علما بأن (ذا) ليست ضمير فصل بل اسم إشارة للمفرد المذكر بدون هاء التنبيه، وهذا: إذا سبقه الهاء.

كذلك فإن الجملة في قوله (كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ) (محمد 15)، والجملة في قوله (قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ) (البقرة 61) ليستا من الجمل الاستفهامية.

من ناحية أخرى فإن البلاغة تكون في البعد عن الحشو وعما لا لزوم له، لذلك فأنا لا أفهم ما الحاجة إلى التوكيد في جملة استفهامية هدفها الاستفهام ولا شيء غير الاستفهام. ولو كان الأسلوب الذي تتحدث عنه بليغا لكان من الأولى أن يكون مستخدما في القرآن الكريم.

هذا ما لزم، ولك تحيتي واحترامي،

منذر أبو هواش

:fl:

سرجون محمد
18/07/2007, 11:40 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الاستاذ الكريم منذر ابو هواش ..
جزاك الله عنا كل الخير ..
وفقك الله
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

د. محمد اياد فضلون
18/07/2007, 11:43 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أعتذر عن مقاطعتكم

أسجل حضوري هنا مبديا إعجابي بما دار هنا من نقاش حول أخطاء شائعة في اللغة العربية

إستفدت كثيرا من مداخلاتكم

~*¤ô§ô¤*~*¤ô§ô¤*~جزاكم الله خيرا ~*¤ô§ô¤*~*¤ô§ô¤*~





.

منذر أبو هواش
18/07/2007, 11:49 PM
أخي سرجون
أخي فضلون
شكرا لمروركما

:fl:

عقيلة علي اللواتي
13/09/2007, 08:26 PM
الأستاذان الفاضلان: منذر أبو هواش, هلال الفارع,,,

استمتعتُ بحواركما أيّما استمتاع.

شكراً لكما.

عبدالله العريني
13/09/2007, 11:25 PM
جهد مشكور، فشكر الله جهدك !!

الحاج بونيف
14/09/2007, 08:22 AM
السلام عليكم
بكل محبة أشد على يدي أخي منذر الذي أجاد وهو على صواب في كل الذي قال وبخاصة وأنه يعود إلى المصدر الأول .. أما بعض محاوريه فلا سند لهم، ولا أظن أن ما قالوه كان يستحق هذا العنت.. فالأمور واضحة حين يعارضون تركيبا قرآنيا مثل قوله تعالى.. الحاقة ما الحاقة.. أين الفصل هنا بين اسم الاستفهام والمستفهم عنه؟ إن الذي لا يريد أن يجادل هذه تكفيه.. اللهم إلا إذا كان من باب أنه لا يثق في أسلوب القرآن.. تحيتي

KHALID Mostafa
14/09/2007, 02:05 PM
أستاذي الكبير منذر أبو هواش
تحية تقدير ومودة
اسمح لابنك وتلميذك أن يقدم لك نصيحة، أو قل تذكير من عهد العقلاء، من عهد الحكماء.. أرجوك سيدي الفاضل أن تقتصر دروسك وتلميحاتك لأي أخ أو مشارك أو زائر يحمل الصفات التالية: أولا تعلم قدرا كبيرا من أدب الحوار. ثانيا يتحلى بالعقل، والعقل بل العبقرية في الموضوعية. وما عدا ذلك فلتكن من سيادتكم لهم (إن أردت) كلمة (شكرا) للرد عليهم. أما ما تفعله من محاولات إفهامهم فهو جهد فوق الجهد مما لم يلزمك به أحد. فأرجو منك أستاذي الكبير أن ترأف بنفسك، وتتحاشى نقاشات (تنفع بعض القراء) تضر بحالة الحوار التي ترتجيها، ويرتجيها كل منتسب لجمهورية ((واتا))، والتي انتسب إليها للأسف أناس غير موضوعيين بالمرة.
تلميذك المخلص: خالد مصطفى

الحاج بونيف
15/09/2007, 08:23 AM
:fl: :fl: :fl:

منذر أبو هواش
15/09/2007, 08:55 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

أخي الحاج بونيف،

أرسلت إليك رسالة على الخاص،

تحيتي واحترامي

منذر أبو هواش

:fl:

منذر أبو هواش
15/09/2007, 08:58 AM
الإخوة المداخلون الأحباء،

أشكركم جميعا، وأرجو قبول هذه الكلمة بمثابة شكر خاص لكل منكم.

تحيتي واحترامي

منذر أبو هواش

:fl:

محمودزكارنة
18/09/2007, 11:13 AM
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد واله عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك
جزاك الله خيرا د.منذر
هل تسمح بنقل مواضيعك

منذر أبو هواش
18/09/2007, 12:03 PM
أخي محمود،

شكرا لمرورك، ويسعدني أن أخبرك بأنه لا مانع لدي من نقل أو نشر مواضيعي أو استخدامها والتصرف بها بأي شكل من الأشكال ...

لا لحقوق الطبع والنشر ... :)

ودمتم،

منذر أبو هواش

:fl:

امال عابدين حيدر
05/03/2008, 06:41 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأستاذ القدير منذر أبو هواش
هل معنى كلامكم أن القرآن الكريم قد حوى كل الأساليب اللغوية للعرب، على اختلاف قبائلهم، ولهجاتهم، وتعبيراتهم؟

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أبو مسلم العرابلي
07/03/2008, 12:25 PM
أشكر الأخ منذر أبو هواش على هذا الطرح المفيد
وشكري لجميع الأخوة الذين شاركوا في إثراء هذا النقاش
في تعريف الضمير اسم ينوب عن غائب أو مخاطب أو متكلم
وعلى ذلك فإن هذه الإنابة هي عن معلوم محدد
والاستفهام يكون عن شيء مجهول .... فكيف يؤتى بضمير الغائب (هو) الدال على أنه معلوم لديك ومحدد بذكرك له ؟
أي عندما تستفهم وتقول : من هو أحمد ؟؟ هذا تضارب واضح وبين .. ولا يصح القول به
وعذرًا للأخ منذر في قوله : القرآن الكريم تجنب هذا الاستخدام الخاطئ ... وفي قولك هذا أثبت استخدام العرب له .. ولكن القرآن تجنبه .. ودفاعك كان على خلاف ذلك ..
وكل الأساليب المستخدمة في القرآن الكريم هي الأساليب الأمثل والأعلى بلاغة، والأصح لغة، وجد غيرها في أساليب العرب أم لم يوجد؟
وفي قولك أخي الكريم """وبناء على ذلك فإن إقحام أو استخدام حروف التوكيد أو الضمائر أو ضمائر الفصل (هو أو هي أو غير ذلك) خلافا للقاعدة القرآنية المذكورة، وخاصة في العبارات والجمل الاستفهامية التي تبدأ بـ (ما – أين – من) ليس صوابا، ويعد نشازا، وهو غير جائز، وغير مستساغ، ولا مبرر ولا مسوغ بلاغي له في اللغة العربية."""
فالعبارة الملونة بالأحمر هي التي أثارت نقاشًا طويلا ... فما خصصته صحيحًا ... وغير ذلك يجوز إحضار ذلك فيه ...
والقرآن الكريم لم يستعمل (بأن) على كثرة ورود (أن) في القرآن، ولم يدخل عليها الباء ... دليلا على علو هذا الاستعمال، وتصحيحًا لمن خرج عنه واستعمل خلافة..
والتنبيه من الأخ البرادعي تنبيه يشكر عليه
وكذلك عدم إدخال الباء على دون هو الأفصح
وكلنا خطاؤون .......... والخطأ يأتي من سرعة الكتابة .. من عدم استحضار القاعدة ... من فوات المعلومة .. والأسباب كثير ... وكلنا يزداد علمًا بطرح هذه المواضيع المفيدة، وما يثار حولها ويثريها من نقاش.
شكري لكم جميعًا وأعتذر مسبقًا .... لأنني بهذا الرد سيطول الأمر .. ويزيد وقت من يطلع عليه، كما حدث معي وأنا أقرأ الموضوع بكل الردود عليه ... وكان بودي أشير إلى سبب اختيار حرف الواو والهاء لتكون ضميرًا للغائب المفرد الذكر، واختيار الواو والياء لتكون ضميرًا للغائب الفرد المؤنث ......... فهو يدعم ما قال به الأخ منذر
فبارك الله في الجميع وتحية للجميع وخاصة للأخ منذر أبو هواش.
وأرجو أن أسلم من الخطأ فيما كتبت حتى لا أتعب الآخرين

منذر أبو هواش
07/03/2008, 12:39 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأستاذ القدير منذر أبو هواش
هل معنى كلامكم أن القرآن الكريم قد حوى كل الأساليب اللغوية للعرب، على اختلاف قبائلهم، ولهجاتهم، وتعبيراتهم؟

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

القرآن الكريم ضابط بما فيه ... والأولى أن نعمل بما فيه ...

الأخت الفاضلة آمال عابدين حيدر

القرآن الكريم معجزة، وهو معجزة لغوية قبل كل شيء، نزل بلغة العرب لكنه كلام رب العالمين وليس بكلام بشر، لذلك لا يمكن أن يضاهيه كلام بشر، وقد اعترف أفصح فصحاء اللغة العربية في أوج ازدهارها بهذه الحقيقة، وما زال علماء اللغة حتى يومنا هذا يقرون ويعترفون بكمال وتفوق لغة القرآن الكريم وعبقرية أساليبه.

لم ينزل القرآن الكريم حتى يكون موسوعة أو معجما للغة العرب، ولم ينزل لكي يكون سجلا لأساليب اللغة العربية وطرائقها ومفرداتها، لكن العرب لم يعرفوا (ولن يعرفوا) بعده كتابا أفضل منه لتعلم اللغة، ولم يعرفوا (ولن يعرفوا) مقياسا أفضل منه لقياس الفصاحة.

نزل القرآن الكريم بأفصح ما يكون عليه لسان العرب ولغتهم، لذلك ينبغي عدم الالتفات عما فيه إلى غيره، فهو ضابط بما ورد فيه من أساليب لغوية ينبغي الالتزام بها، وإعطاء الأولوية لها، وعدم الخروج عليها لأن الخروج عليها من شأنه أن يكون خروجا عن لغة العرب القياسية، ومن شأنه أن يكون خروجا عن الفصاحة المطلوبة في كل اللغات في جميع الأوقات.

القرآن الكريم أصدق كلام عربي (ومن أصدق من الله حديثا) (النساء:87)، نزل وفق لسان العرب ولغتهم، وعلى هذا لا مطعن لطاعن فيه، فلا يطعن في لغة القرآن الكريم إلا مشرك أو ملحد أو أحمق جاهل بلغة العرب وبأساليبهم في نظم الكلام وسبكه، وكفى بالمرء عيبًا أن يقول ما لا يعلم، فكيف إذا كان يطعن فيما لا علم له به ؟!

والأصل عدم اعتبار أي اعتراض يوجَّه إلى لغة القرآن الكريم، لأنه كما ذكرنا كلام رب العالمين، وليس كلام بشر، ولا يخضع لمعايير النقد اللغوي، ولا يصح فيه ما يصح في كلام الناس، بل هو الحَكَم والقاعدة في كلام الناس. والأسلوب القرآني لا مأخذ عليه (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) (فصلت:42).

نسأل الله أن يبصِّرنا الحق ويرزقنا اتباعه، ويجنبنا الزلل والخطأ.

منذر أبو هواش

:fl:

منذر أبو هواش
07/03/2008, 05:39 PM
أخي الفاضل الشيخ أبو مسلم العرابلي،

أعتقد أننا متفقان على حقيقة أن الاستفهام يكون عن شيء مجهول، والدليل عنوان هذه المقالة "لا تفصلوا (ما-أين-من) عن المستفهم عنه"، أي أنني أقول: "لا تقولوا ما هو فلان أو أين هو فلان أو من هو فلان" بل قولوا: "ما فلان و أين فلان و من فلان". وقد قلت في أحد أمثلتي: " لو جاز لي أن أقول من أنا منذر؟ لجاز لي أن أقول من هو أحمد ؟"، أي أنني أشير إلى عدم جواز ذلك، وليس هناك تضارب إن كان ذلك ما تقصده.

وأما قولي إن "القرآن الكريم تجنب هذا الاستخدام الخاطئ" فإنما أعني به أن القرآن خلا منه ... ولم يقع فيه ... علما بأنني لم أشر من قريب أو من بعيد إلى استخدام الصيغة الخاطئة من قبل العرب ... وبالتالي لم أثبتها، ولو ثبت ورود هذه الصيغة بشكل أو بآخر – وهذا ما أشك فيه - لكان استخداما خاطئا أو ضعيفا، فأنا أتحدث عن الصيغة الخاطئة في لغة هذه الأيام، وأشكرك على دقتك وانتباهك وحسن قراءتك. كما أشكر لك التماس العذر لي بسبب بعض أخطائي للأسباب التي ذكرت.

أرحب بك دائما يا أخي أبو مسلم، وأكون ممتنا لو تفضلت مشكورا بالكتابة (في موضوع منفصل) عن سبب اختيار حرف الواو والهاء لتكون ضميرًا للغائب المفرد الذكر، واختيار الواو والياء لتكون ضميرًا للغائب الفرد المؤنث.

شكرا لك على هذه المداخلة المفيدة، ودمت بكل خير.

منذر أبو هواش

:emo_m1: