المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ذات الجلباب الأسود ..!



مهنا أبو سلطان
14/12/2010, 06:38 PM
تسير في أحد شوارع القدس العتيقة .. تلبس جلبابها الأسود .. وحجاباً بلونه أسودً .. وتحمل بيدها كيساً صغيراً .. تتلمس الأشياء من حولها .. غريبةً في المدينة التي تتعطر بالتاريخ .. وتعبق بالرسالات وآثار خطوات الأنبياء .. مدينةٌ غريبةٌ عليها في الجغرافيا والطرقات الغامضة .. ووجوه " حرس الحدود " من الشرطة الإسرائيلية .. التي تزيد الشوارع وحشةً وغرابةً وغُربة .. يحملقون بالمارّة بعيونٍ نارية .. يخترقون العابرين بنظراتٍ حمراء .. تقرأ النّيّات وتثقب القلوب .. يدققون النظر بالسكون .. ويتشمّمون الصمت .. رأوا ذلك الجلباب الأسود يسير بشيء من السرعة .. والحجاب يلتفت يمنةً ويسرةً مستطلعاً وجلاً .. هتف بها جنديٌّ ذو سحنةٍ " حبشيةٍ " سوداء مثل جلبابها .. تسانده من خلفه نظراتٌ لها معانيها من عيونٍ زرقاء وخضراء .. وقُبّعاتٍ تخفي تحتها أكثر من نوعٍ من العدوانية .. هتف بها بلهجته الآمرة المعتادة أن تتوقف ..!! .. يبدو أنه بحدسه الأمني وحسّه الوحشي قد عرف أنها ليست من سكان القدس .. وكانت التفاتاتها المرتبكة تشي بذلك أيضاً .. وهيأتها المحافظة جداً .. تشير لها ببنان الشك أنها من سكان " الضفّة الغربية " ..
وقفت منصاعةً للأمر .. ترتعش أوصالها .. وترجف بوصلة الوجهات في فؤادها .. لم تكن تتوقع أن يوقفوها .. فهم – حسب توقعاتها - نادراً جداً ما يقدمون على اعتراض امرأة .. قال الجندي الحبشي بنظراته الجامدة :
- " سنفتشك " ..!!
ارتعدت أكثر .. ازدادت دقات قلبها تسارعاً مع كل نظرة .. وبدأ العرق ينساب بارداً فوق جبينها الذي لا يبين إلا قليلاً بسبب ذلك الحجاب الداكن .. وتسللت قوافل من العرق عمودياً على أنحاء جسدها .. افتقدت ريقها الذي جف .. ثم استطاعت أن تلمّ بعضاً من شجاعتها الغائبة .. وقالت بهمسٍ مهزوم وصوتٍ أجش بدا خشناً :
- لكني امرأةٌ .. وأنتم رجال .. كيف تفتشوني ؟؟
صرخ بها ذو العينين الزرقاوين من خلف الحبشي :
- هذا إجراءٌ أمنيّ .. نحن نحدده ولستِ أنتِ ..
وبعد أخْذٍ وردّ .. وغضبٍ آخِذٍ بالتنامي والوضوح فوق الوجوه الكالحة .. والملامح الغريبة .. خضعت منكسرةً للأمر ..
خلعوا عنها جلبابها الأسود .. وحجابها .. وكانت المفاجأة أكبر من توقعاتهم .. اتّسعت حدقاتهم .. وقطبوا ما بين حواجبهم .. اتخذوا وضع الاستعداد .. وصوّبوا بنادقهم نحوها .. إنها ليست امرأة .. إنه شاب يتخفى بزيّ امرأة .. فتّشوه تفتيشاً دقيقاً .. وأخذوا ذاك الكيس الصغير من يده المرتعدة .. ثم قادوه إلى جهة مجهولة معلومة .. للتحقيق .. وهناك .. اكتشف رجال الأمن وبعد أن شاهدوا الكيس الصغير الذي يحتوي بعض الأدوية والأقراص الطبية .. وبعد الرجوع إلى المستشفى وسجلات الأمن .. أن الشابّ مرافقٌ لوالده المريض الذي هو بحاجةٍ ماسّةٍ للاستشفاء في مستشفيات القدس المتطورة .. نظراً لخطورة حالته الصحيّة .. ولأن الشاب لم يستطع الحصول على تصريح بدخول المدينة .. كونه من سكان الضفة الغربية .. ولأن تواجده مع والده المريض أكثر من ضروري .. فقد احتال للتنكر بزي المرأة .. ذات الجلباب الأسود ..!!

الحاج بونيف
16/12/2010, 10:29 AM
الأسلوب التقريري القريب من نقل خبر أفسد جمالية القصة. أقترح إعادة صياغتها. فموضوعها جميل ويعالج قضية جوهرية تتكرر كثيرا عند حواجز الصهاينة.
كل التقدير.