المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماذا تنتظر لجنة نوبل لسحب جائزة السلام من أوباما؟



معتصم الحارث الضوّي
15/12/2010, 01:16 PM
خضير بوقايلة
القدس العربي اللندنية- 15 ديسمبر 2010


مثلما اتخذت لجنة حكماء نوبل قرارا غير مسبوق بمنح الرئيس الأمريكي باراك أوباما جائزة نوبل للسلام اعتمادا على خطاب نوايا، أرى أن عليها الآن أن تتخذ قرارا آخر استثنائيا بسحب الجائزة منه أو على الأقل توجيه إنذار له تبرئ به ذمتها.

والحق أن لجنة نوبل لم تكن وحدها منبهرة بظاهرة أوباما وخطابه الذي غزا به العالم وحقق به المعجزة في بلده، بل إن قلة قليلة فقط من الرأي العام العالمي لم يبتهج لفوز أوباما وصعود نجمه بتلك السرعة الفائقة، لولا أن الأفول كان أيضا مدهشا وبنفس الوتيرة تقريبا، ولعل الهزيمة التي تلقاها حزبه في الانتخابات النصفية لمجلس النواب قبل أشهر قليلة كانت دليلا ساطعا على أن مفعول خطاب أوباما الساحر ظهر ضعيفا أو أن للحكم منطقا آخر غير الذي أراده أوباما ووعد باتخاذه منهجا.

لن أتوقف هنا عند الأسباب التي جعلت الأمريكيين ينقلبون جذريا على عاداتهم الانتخابية ويختارون رئيسا من طينة مختلفة فهذا ليس شأننا، بل أحاول أن أنتقل إلى تلك الأسباب والدوافع التي جعلت السواد الأعظم من الرأي العام العربي والإسلامي يتمنى من أعماق قلبه أن يصعد أوباما على عرش البيت الأبيض مع أن الأمر لا يعنيهم لا من قريب ولا من بعيد.

والدليل على ذلك أن تلك الفرحة العارمة بإعلان باراك حسين أوباما رئيسا لأمريكا سرعان ما خفت في قلوب تلك الجموع العربية والإسلامية عندما استيقظوا في الصباح الموالي واكتشفوا أن أوضاعهم بقيت هي نفسها وأن حكامهم لا يزالون جاثمين فوق صدور الشعوب المغلوبة والمقهورة بالظلم والفساد والانتخابات المزورة.

أوباما حمل في خطابه الانتخابي السحري عددا من الوعود والبشارات التي تهم العرب والمسلمين بعضها كان قبل الانتخابات والآخر جاء بعد توليه الحكم لعل أهمها كان وقف الحرب في أفغانستان وسحب قوات الجيش الأمريكي من الأراضي العراقية وإيجاد حل عادل لقضية العرب والمسلمين المحورية ومعضلة الشرق الأوسط أي القضية الفلسطينية والقائمة لا تزال طويلة. والأعجب في كل ذلك أن أوباما لم يكتف بوعود معسولة مفتوحة بل كان واثقا من نفسه وقدم لكل وعد أجلا مسمى أنذر أن لا يخلفه.

فماذا تحقق من كل هذا لحد الآن؟ هل توقفت الحرب في أفغانستان؟ وهل بات العراق خاليا من الوجود الأمريكي (الظاهر على الأقل، لأن الخفي موجود في كل العالم)؟ وهل فتح أهل فلسطين أعينهم على واقع غير واقع القهر والاغتصاب والعنصرية والتجبر وغيرها من الشعارات التي فرضتها إسرائيل على الأراضي المحتلة وسكانها؟ أفغانستان لا تزال تحمل لنا كل صباح أخبار الدمار والقتل والتفجيرات والخسائر تطال الأمريكيين وحلفاءهم والأفغانيين بكل أطيافهم على السواء، لا شيء تغير في الحقيقة بين عهد أوباما وعهد سلفه صانع الحرب جورج دبليو بوش هناك في أفغانستان ولا حتى في العراق الذي لا يزال يرزح تحت أخبار الدمار وفوضى القتل، وليت الأمر توقف عند هذا الحد، ففي نفس البلد الذي أوهم بوش رأيه العام والعالم أنه أرسل إليه جنودا يحملون مفاتيح الحرية والديمقراطية لا زلنا نرى فيه أبشع صور الحكم الدكتاتوري. صحيح أن قناع صدام زال لكن خلفاءه يتحركون ويحكمون وفق نفس المنطق الذي تداعوا يوما ودعوا أمريكا لمساعدتهم على اجتثاثه، ولعل الأخزى في كل ذلك أن أوباما صاحب الوعد الصادق بالتغيير وقف وإدارته دون حراك وهو يرى البلد يعيش أزيد من ثمانية أشهر من الفراغ لأن رجلا واحدا أراد أن يخلد في الحكم رغم الإرادة الشعبية وكان له ما أراد بمباركة أمريكية وعربية أيضا لأننا بعد أشهر قليلة سنرى حكامنا الأشاوس يتوافدون على المنطقة الخضراء لعقد قمتهم السنوية وكأن شيئا لم يكن، بل حتى إذا قررت حكومة تلك المنطقة أن تحفظ ماء وجه القادة العرب وطلبت نقل مكان انعقاد القمة إلى دولة المقر أو إلى أي مكان آخر فإن ذلك لن يغير في الود شيئا لأن الموافقة على عقدها في بغداد قد اتخذ بالإجماع.

ولعل آخر عورات عهد أوباما صاحب وعد التغيير كانت الاعتراف الأخير من إدارة البيت الأبيض وكتابة الدولة باستحالة التوصل إلى إقناع حكومة نتنياهو بتجميد مشروع الاستيطان ريثما تسير المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين شبرا جديدا آخر.

أوباما حامل رسالة السلام وأمل ملايين العرب والمسلمين توقف فجأة وقرر أن يتعامل مع المعضلة الفلسطينية بنفس المهزلة التي دأبت عليها الحكومات الأمريكية المتعاقبة، ليس هناك أبسط من قرار تجميد بناء وتوسيع المستوطنات ومع ذلك أخفقت فيه شلة أوباما وها هي الآن تتخلى عن وعدها وتحاول الاهتمام بدلا عن تحقيق سلام شامل وعادل بعظمة وقف الاستيطان والمفاوضات غير المباشرة، وأنا هنا لست ألوم أوباما وإدارته على عجزهما في تحقيق اختراق حقيقي في قضية السلام في الشرق الأوسط بل على إخلاف الوعد، فالمعضلة حقيقية فعلا والإسرائيليون ليسوا وحدهم العقبة في تحقيق هذا الهدف ولا حتى الفلسطينيون معهم، بل العرب أيضا بتواطئهم ونفاقهم مساهمون في هذه النكسة، ولعل الأجدر بإدارة أوباما بعد الاعتراف بالإخفاق أن تغسل يديها من الموضوع تماما وتترك الأمر بين يدي أصحاب الحق وحدهم وهم الأقدر على حله بالطرق التي يرونها مناسبة وفعالة إن كانوا يريدون فعلا تحقيق ذلك وإلا فلننتظر اليوم الذين يؤمنون فيه فعلا بالآية الكريمة التي تقول (إن الله لا يغيِّرُ ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).
أوباما الذي حصل على جائزة نوبل للسلام وقف داعيا في القاهرة واسطنبول إلى تقارب بين الإسلام والغرب ووعد بالعمل من أجل ذلك ومن أجل ذلك كان له الحظ الأوفر في اختياره فائزا بتلك الجائزة العالمية، فلنسأله ماذا حقق في هذا المسار وماذا تحسن من صورة المسلمين والعرب لدى الغرب؟

دعونا من الغرب ولنبق في أمريكا فقط، ماذا يحصل للمسلم والعربي منذ أن يقرر التقدم للحصول على تأشيرة لزيارة الولايات المتحدة إلى أن تطأ قدماه مطارات وموانئ أو الحدود البرية لهذا البلد؟ قبل أيام حكى لي أخ عزيز قصة مواطن عربي مسلم لا علاقة له لا بالإرهاب ولا بالتطرف بذل المستحيل من أجل الحصول على تأشيرة إلى أمريكا من أجل علاج أحد أولاده هناك، لكن رعاة حقوق الإنسان ودعاة التقارب بين الحضارات أوصدوا كل الأبواب أمامه حتى بلغ الولد أجله وتوفي.

المساحة لا تكفي للتوسع في تفاصيل إخفاقات أوباما في النصف الأول من عهدته، لكن لا بد من المرور على بعض النقاط سريعا منها مصير معتقل غوانتانامو الذي وعد بغلقه قبل عام من الآن، وكذلك المراوحة في الفصل في ملف إيران النووي الذي تركه بين أيدي المساومين والخائضين حتى بقي بعبعا جاثما على أنفاس أهل المنطقة فلا الحرب اندلعت ولا حالة الضغط والابتزاز اندثرت.

هناك أيضا الملف النووي الإسرائيلي الذي لم يتخذ أوباما بشأنه أي موقف جدير بأمل الناس فيه، بحيث لم تتعد تصريحاته في هذا الخصوص حدود التمني والرجاء مع الحرص الشديد على التأكيد أنه لا يريد أن يتدخل في أمر إسرائيلي خاص مع أنه يدرك أنه ليس خاصا بل قضية يحملها كل سكان المنطقة، لكن ماذا يزن سكان كل تلك المنطقة برجالها وثرواتها وحجمها أمام إسرائيل؟!

حتى الشعوب العربية استفاقت لخيبتها وهي ترى أوباما صاحب وعد التغيير واحترام إرادة الشعوب وهو يداهن الحكام العرب ويتغاضى عن المناكر التي يقترفونها في حق شعوبهم ولم يتحرك ضميره يوما ليقول كلمة حق ويفعل شيئا ليس حبا في الشعوب المقهورة والمغلوبة التي فرحت يوما لمقدمه بل على الأقل اعتبارا لتلك الجائزة العالمية التي نالها وما تحمله من مقاصد وغايات ظاهرية على الأقل. وما فضائح وثائق ويكيليكس عنا ببعيدة ولعل أبرزها ما ظهر من أعمال تجسس أمرت بها وزيرة خارجية أوباما موظفيها.

ولعل آخر إخفاقات داعية التقارب والسلام العالمي ما صرح به عندما اختار الاتحاد الدولي لكرة القدم دولة قطر لاستضافة كأس العالم 2022، حيث أعرب عن استيائه لهذا الاختيار وقال إن الفيفا اتخذت (قرارا خاطئا) وليته أوضح لنا هل كان الخطأ في إسقاط ملف الولايات المتحدة أم في اختيار قطر، وكان الأجدر بأوباما أن يكون أول المهنئين لقيادة وشعب قطر لأن ذلك يسير في نفس خط خطاباته التي ملأ بها الدنيا ذات يوم.

لأجل كل هذا أرى أن على لجنة نوبل للسلام أن تفكر في اتخاذ موقف تاريخي واستثنائي كذلك الذي اتخذته عندما اختارت أوباما فائزا بجائزة نوبل. موقف تعبر فيه عن خيبتها في الانتكاسة التي حلت برجل التغيير وفي تراخيه في تحقيق وعوده الكثيرة والكبيرة التي أطلقها ونوّم بها العالم. ليس عيبا أن تعترف لجنة نوبل بخطئها أو خيبتها أو أن تذكر الرجل أنه لم ينل الجائزة مسبقا ليبقى عاجزا عن تحقيق وعوده، بل العيب في أن تسكت عن ذلك، ولن نستغرب بعد ذلك أن يأتي يوم نرى فيه اللجنة الموقرة تمنح جائزة السلام لرئيس عربي بمجرد أنه وعد بتحقيق السلم في بلده وباحترام حرية اختيار شعبه مع أن الواقع مخالف لذلك تماما.

نجيب بنشريفة
15/12/2010, 03:50 PM
.
.
.
أخي الفاضل الأستاذ الفطن معتصم الحارث الضوّي
انه التعويض المسبق
كأنهم يقولون له سنكفيك الجدال ونتحمل عنك كل شيء ونجازيك خير الجزاء على القول فدع عنك التطبيق
الى أجل غير مسمى وذالك من أجل أمن قومنا..
كل شيء أضحى يباع ويشتري وقد نجحوا لربح الوقت حتى يجدوا بديلا حقيقيا من أصلهم ومرتبتهم يرضون عنه ويطلب ودهم....
اذا صفق الغرب وأمريكا رمزه يرقص الشرق من شدة الاحتضار ويموت الأحرار وهم في غمرة الانتظار
انها أوراق تلعب والخصم فاقد الوعي والتقة يتحمل الخسارة بروح رياضية
انه يومهم وهو علينا شؤم قابع على القلوب لدرجة يستعصى فيها الافلات منه
ويومنا... متى يعود...
.
.
يقول الله سبحانه تعالى جل شأنه : { قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ -137- هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ -138- وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ -139- إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ -140- ) آل عمران .
.
.
.
يقول الله سبحانه تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ -1- إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ -2- ) الممتحنة .
.
.
.
أدام الله يراعكم للعطاء
مودتي احترامي وتقديري
.
.
.
.
.

معتصم الحارث الضوّي
15/12/2010, 07:52 PM
أخي الكريم الأستاذ نجيب بنشريفة
هم يعزفون وحكوماتنا ترقص!
أصبت كبد الحقيقة يا سيدي بقولك "يومنا.. متى نعود".
أنا أيضا أطرحُ ذات التساؤل. ما العمل؟ كيف ننعتق من ربقة الاستعباد للقطب الأوحد؟

تقديري الفائق

نجيب بنشريفة
15/12/2010, 08:06 PM
.
.
.
صدقت والله قلت : يومنا....متى يعود
.
.
ولكن عبارتك كانت أبلغ
.
.
"يومنا.. متى نعود"

تقبل فائق احترامي وتقديري.
.
.