المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قراءة في دماغ-قصة - نزار ب. الزين



نزار ب. الزين
17/10/2006, 09:54 PM
قراءة في دماغ
قصة قصيرة
نزار ب. الزين*

<< خبر علمي هام : تمكن العلماء لأول مرة في التاريخ من قراءة ما يحويه الدماغ من معلومات حتى بعد الموت ؛ و ذلك باستخدام عدة أجهزة صوتية و مغناطيسية تعمل معاً بالاستعانة بالحاسوب ، و تتضمن القراءة تكوين الشخصية و ترجمة المشاعر و عرض الأحداث التي مرت بصاحبها >>

*****
ما هذا ؟
قضيب حديدي يمتد ؟!
رأس القضيب معكوف ، تذكرته الآن ، نفس القضيب الذي اعتقل به زعيمنا السابق !
جَرّوه من بين رعيته المسكين ، و السبب لا زال مجهولا !
و عيَّنوني بدلا عنه ..
رضيت ، لا لأنني أحب السلطة و لكن حرصا على مصالح رعيتي ..
لا يجوز أن تترك أمة بدون زعيم ....
إنهم سادتنا على أي حال !
أعتقد ...
أنه نفس القضيب الذي اعتقلوا به إثنين من أبنائي في الشهر الماضي ؛ و السبب لا زال مجهولا أيضا !
إختفت أخبارهما منذئذ .
و لكن لا بأس فنحن نتكاثر و نعوض !
كلما فقدنا فردا منا ، عوضناه بعشرة !
تكاثرنا سلاحنا في هذا الزمن الرديء ...
*****
لا بد أن عائلتي تذكرت القضيب سيء الذكر ايضا ...
فالفوضى تعم
صياح .. ضجيج .. رعب ...
بعضهن يتنططن فوق بعض ..
الصغار يحاولون الاحتماء بأمهاتهم و لكن الأمهات يتجاهلنهم ...
الخوف أيقظ فيهن غريزة التشبث بالبقاء فأنساهن حتى صغارهن ..
عدا القلة التي تحاول المقاومة ...
*****
أحاول التهدئة و السيطرة على هذه الفوضى ...
و لكن صوتي يضيع وسط الضجيج ...
القضيب يتحرك يمينا و يسارا ...
و نحن عُزَّل ، لا نملك من سلاح ندافع به غير أظافرنا و أصواتنا ..
يزداد الذعر ....
يزداد الفزع ...
يزداد النواح ...
يزداد العويل ...
يا للهول !
القضيب يقترب مني ...
مني أنا ؟
من زعيم هذه الأمة ؟
يقترب القضيب مني أكثر فأكثر
أحاول الفرار دون جدوى
إنه يكبل قدميَّ الإثنتين الآن ، و يشلهما تماماً...
أحاول الفكاك ..
أصرخ .. أستغيث . . و لات من مغيث ...
فهنَّ لا زلن يتنططن فوق بعضهن بعضا ، رعباً و هلعاً ، متجاهلات حتى صغارهن !
فالخوف أيقظ فيهن غريزة التشبث بالبقاء فأنساهن حتى صغارهن ..
و لكن بعض أبنائي دبت فيهم النخوة ، و بكل شجاعة حاولوا الإنقضاض عليه و لكن دون جدوى .....
فهو قضيب من الحديد ، و لا يفل الحديد إلا الحديد !

*****
القضيب يجرني ...
سيدي يجرني بالقضيب ...
يجرني إليه ..
ماذا يريد مني سيدي ؟
ترى ، لِمَ سيدي يرغب في اعتقالي ؟
يزداد صياحي ...
أطلب النجدة بأعلى صوتي ...
و لكنهن لا زلن يتنططن – رعباً و هلعاً - فوق بعضهن بعضا ، متجاهلات حتى صغارهن !
فالخوف أيقظ فيهن غريزة التشبث بالبقاء فأنساهن حتى صغارهن ..
و مع ذلك ، بعض أبنائي دبت فيهم النخوة ، و بكل شجاعة حاولوا الإنقضاض عليه و لكن دون جدوى .....
فهو قضيب من الحديد ، و لا يفل الحديد إلا الحديد !

*****
يخرجني سيدي من بين رعيتي عنوة ؛
يغل جناحيّ بيد و يفك أسار قدميَّ باليد الأخرى ؛
أصرخ ...
أستغيث ...
أنتفض محاولا الخلاص ...
و عندما أعجز ، يعلو صراخي أكثر فأكثر ..
أصبحت أصوات أفراد عائلتي ، بعيدة الآن ..
أصبحت بعيدا الآن عن رعيتي ..
ينتفض جسدي مجدداً ...
أنتفض أكثر محاولا الخلاص ...
أصرخ أكثر لعجزي و فشلي ...
" دعني يا سيدي أرجوك ! "
و لكن سيدي يزداد قسوة ؛
يضع قدمه الآن فوق جناحيّ ؛
يشل حركتي تماماً ...
يؤلمني ...
أتوسل أن يتركني لشأني ..
(!!! لم يعد أمامي غير التوسل !!!! )
و لكنه – وا أسفاه - لا يفهمني ..و لا يدرك مشاعري ....
قلب سيدي قُدَّ من حجر صوان ، هذا اليوم !
سيدي الذي غمرني و غمر عائلتي بأفضاله ،
سيدي هذا يقسو عليَّ اليوم لذنب لم أدركه بعد ..

*****
" ماذا جنيت يا سيدي كي تعتقلني و تعذبني ؟
ماذا جنيت يا سيدي حتى تبعدني عن رعيتي ؟
ألم اؤذن لك صباح كل يوم لصلاة الفجر ؟؟
هل قصرت يوما في ذلك ؟؟؟
ألم أحث زوجاتي على الإنتاج الغزير يقدمنه لك صباح كل يوم ؟
ألم أجعلهن ينجبن لك أجيالاً بعد أجيال ؟
هل قصرت يوماً في ذلك ؟؟
هل جزائي أن تهينني تحت حذائك يا سيدي ؟ "
أصرخ و أصرخ و أصرخ ....محتجا تارة .. و مستغيثا تارة أخرى ...
و سيدي ماضٍ في غيِّه متجاهلا عذاباتي دون أن أفهم السبب ...
" أتستغل ضعفي ياسيدي أمام جبروتك ؟
أتستغل عدم قدرتي على الخطاب أمام فصاحتك ؟
لِمَ تبعدني قسراً عن رعيتي يا سيدي ؟
و هم الذين انتخبوني أكثر من مرة و بنسبة 99% !
لِمَ لا تُقِم وزنا لمشاعري يا سيدي ؟
أو لإرادة شعبي ؟
ألست صنيعتك و أثيرك يا سيدي ؟ "
أصرخ مجدداً و أصرخ و أصرخ ...
بُح صوتي من الصراخ ...
و لكن حريمي هدأن الآن ..
و أطفالي كذلك هدؤوا و عادوا جميعاً إلى حياتهم المعتادة ..
عدا القلة الذين حاولوا الدفاع عني ، لا زالوا يحتجون ...
لم يعد أمامهم غير الإحتجاج !

*****
وا فجيعتاه !
سيدتي ، بليره ؛ تحمل سكينا !
كبيرة هي هذه السكين....
نصلها يلمع ....يخطف الأبصار.....
تقدمها لسيدي ، جريج ؛ و هي تبتسم ...
يا لضياعك يا أبا صياح
يا حسرتي عليك يا أبا صياح ....
الآن فقط أدركت حقيقة نواياك يا سيدي ...
يبدو أن لديك ضيفا عزيزا يا سيدي على الغداء ...
دعني أخمن ، أليس هو السيد زيون ، كم هو عزيز عليك زيون هذا !
أما أنا ؟ فمن أنا ؟!!!!!
أواه ثم أواه !!
لقد حان أجلك يا أبا صياح ..
لقد انتهيت يا أبا صياح ...
" و لكن صبراً سيدي ؛
أليس ( الطلب الأخير ) من حق المحكوم بالإعدام ؟
طلبي الأخير ياسيدي ...
ألا تطهوني سيدتي مع البصل ..
فانا أكره البصل .. أكرهه !
و أكرهك ! و أكره بليرة ! و أكره زيون !!!!
و أكره كل من لا يعرف معنى الوفاء ! "
<< هذا ما تمكن العلماء من قراءته حتى الآن ، في مخ ديك ذُبِح حديثا ، و القراءة مستمرة ......
من قال أن الطيور غبية ؟!!!! >>

**************************************
* نزار بهاء الدين الزين
سوري مغترب
عضو إتحاد كتاب الأنترنيت العرب
عضو جمعية المترجمين العرب
الموقع : www.FreeArabi.com
البريد : nizar_zain@yahoo.com

محمد فؤاد منصور
28/07/2007, 10:43 PM
الأستاذ المبدع نزار ب. الزين
لاأستطيع أن أصف لك كم أعجبنى هذا العمل الذى وجدته ضمن النصوص المنسية التى ألتقطها بين الحين والحين ..ألا ماأروعه ! ماأروع مافيه من تورية جميلة وإسقاط خفى ولكنه على مايبدو مر فى زحام أحداث تلك الفترة التى نشر فيها فلم يعلق عليه أحد وهاأنا أعيد طرحه من جديد لعل نقادنا الأعزاء يلتفتون إلى جمالياته التى تأخذ اللب ..سلمت أخى المبدع القدير وسلمت يمينك وتقبل تحياتى.
دكتور/ محمد فؤاد منصور
الأسكندرية :fl: :fl: :fl:

Nadeen Shibl
29/07/2007, 07:09 PM
http://arabswata.org/forums/showthread.php?t=1183

نزار ب. الزين
31/07/2007, 06:11 PM
الأستاذ المبدع نزار ب. الزين
لاأستطيع أن أصف لك كم أعجبنى هذا العمل الذى وجدته ضمن النصوص المنسية التى ألتقطها بين الحين والحين ..ألا ماأروعه ! ماأروع مافيه من تورية جميلة وإسقاط خفى ولكنه على مايبدو مر فى زحام أحداث تلك الفترة التى نشر فيها فلم يعلق عليه أحد وهاأنا أعيد طرحه من جديد لعل نقادنا الأعزاء يلتفتون إلى جمالياته التى تأخذ اللب ..سلمت أخى المبدع القدير وسلمت يمينك وتقبل تحياتى.
دكتور/ محمد فؤاد منصور
الأسكندرية :fl: :fl: :fl:
================================================== =============
أخي الحبيب الدكتور فؤاد
شهادتك وسام شرف يزين سطوري و صدري .
كثير من نصوصي و نصوص الزملاء الآخرين يصيبها الإهمال فمثلا نصي ( رحلة إلى الأعماق ) لم يلتفت إليه أحد ، و لا أدري سبب ذلك ، إلا أن شهادة واحدة كشهادتك تعوض كل خيبات الأمل .
هذا النص بالذات ( قراءة في دماغ ) عقبت عليه شعرا الشاعرة المغمورة هبه أبو سحله ، تجد الرابط في التعقيب التالي لتعقيبك ..
ألف شكر لإطرائك الحافز و مشاعرك الطيِّبة :good:
و لك مني عميق المودة و الإحترام
نزار

نزار ب. الزين
31/07/2007, 06:15 PM
http://arabswata.org/forums/showthread.php?t=1183

==============
أختي الكريمة نادين شبل
تحية شكر و امتنان للتذكير بنص الشاعرة هبه أبو سحله ، حول قصة قراءة في دماغ
عميق المودة
نزار

بديعة بنمراح
27/08/2008, 06:40 PM
العزيز نزار
نص يستحق القراءة أكثر من مرة.
تابعته بكل مشاعري، و تألمت للمصيرالذي آل إليه بطلك.
ذبح رغم وفائه و تضحياته، و لم تقف جنبه حتى حبيباته.
شكرا لهذه المتعة و رسالة قرأتها بين السطور.

عبدالقادربوميدونة
27/08/2008, 11:34 PM
هل الديك كان ديكا حقا

الأديب الكبير المحترم نزاربهاء الدين الزين:

تحية متطاولة على النقد وبعد :
القصة عالية الجودة الفنية ..والشكل الذي صبت فيه شكل ليس بالسهل نسجه أو بناء أجنحته وتشييد جدرانه ..تفصيل الأحداث على مقاس هذا الشكل مهمة صعبة لكنك نجحت في نظري ..
للقصة ثلاثة قراءات متوازية إحداها:
1* القراءة العادية:
تعتمد على تقنية شد القاريء بفخامة وجزالة اللغة وسلاستها ..وبتكرار بعض الجمل عمدا دون أن يمجها القاريء أوينفر من وقع تكرارها وذلك للتوكيد ومحاولة ربط القاريء بالحدث الأساسي ..والمتمثل في النسوة والأبناء ومصادرالخوف والذعر والضررالناجم عن اكتساح خطر داهم... لأسرة آمنة..
2* القراءة الثانية:
هي الجانب السياسي المتعلق بنهاية مطاف رجل مستبد مغرور..أومغرربه.. وقد صعد إلى آخر غصن في نهاية الشجرة.. فانتهى به المسار..ولم يعد أمامه من أمل للمواصلة في الصعود فلا يمكن أن ينتظر سوى العودة لا غير
3* القراءة الثالثة:
وهي الأهم والتي ترمز إلى حادثة واقعية معينة جرت وقائعها منذ سنة تقريبا وشاهد العالم كله فصول مسرحيتها ونهاية بطلها الدامية المؤسفة ..وهي ذبح الديك أوشنق الحاكم الظالم أوالمظلوم لا حكم نهائيا حول هذه المسألة ..
غيرأن الملفت لنظر القاريء المتفحص المراقب لتطور شكل القصة الحديثة هو كيفية إلباس بعض القاصين الكبارألبسة خاصة لبعض موضوعات وأشكال قصصهم ألبسة حديثة لكنها شفافة جدا يمكن لمن أراد النظر من خلال تلك الألبسة أن يشاهد أثناء القراءة أبطال القصة وهم يتزاحمون على شاشة كبيرة تعرضهم بصورملونة جذابة.
وبالنهاية اسمح لي أن أقول أن القصة كانت تدورحول نهاية رئيس جمهورية عربية مع الأسف ..فالقاص من الناحية الفنية قد نجح إلى أبعد الحدود.. ومن ناحية الموقف فلا سلطة لأحد عليه ..وشكرا لكم ومعذرة إن أنا لم أوفق في قراءتي للقصة.

باسين بلعباس
29/08/2008, 11:21 AM
قصة:قراءة في دماغ..أو نهاية ديك آسرة.. تأخذ بالألباب..وتشد إليها القراء والكتاب..
إنها رحلة في متخيل لا يفصله عن الحقيقي فاصل..الخيط الفاصل بينهما جعله القاص: حبلا يشدك الى النص شدا قويا..
وتستمر ..وتعتقد غير الذي كنت تظن.. ما تفك به الرمز..ولكن ليمتّعك..ثم يقول لك :قراءة في دماغ ديك..
من هو الديك..؟..طائر..جميل ..يصيح .. جناحان لا تحملانه في الجو..يسيطر على الدجاجات..وفوق كل هذا :لحمه شهيّ..
من السيد ؟: الوصيّ المتغطرس..الرجل المستبد..أم الرجل العادي ..
القراءة البسيطة تقول إنّ الرجل اشتهى الديك ..فأراد ذبحه..وكثر صياح الديك..ولكن رغبة السيد ،غلبت صياح الديك والدجاجات والكتاكيت..
القراءة المتأنية..تقول إن الديك ضحية تسلطه على الدجاجات..فلم يجد منهن المساعدة عندما اقتربت السكين من رقبته..
القراءة الواعية تقول :إن السيد جريج( تصغير جورج..ولا يكون إلا بوش اللعين)..أخذ السكين من يد تابعه(بليرة: ولا يكون الا طوني بلير..اللعين..) ليذبح أبا صياح( المرحوم:صدام حسين..)..وسط لغط وبكاء الكتاكيت...
. وأما السيد زيون : فهو أحد العراقيين الأذلاّء ، الذين نصبتهم ادارة بول بريمر لحكم العراق....

ولغة القاص راقية في سرد الحدث..وتصوير النفس..وإرباك القارئ..عن طريق ضخ كم من المألوف السياسي العفن..والمغطى بالحرير..مثل قوله:: قضيب حديدي يمتد ؟!
رأس القضيب معكوف ، تذكرته الآن ، نفس القضيب الذي اعتقل به زعيمنا السابق !
جَرّوه من بين رعيته المسكين ، و السبب لا زال مجهولا !
و عيَّنوني بدلا عنه ..
المتحكم في تعيين الحكام هو الغرب..ويزيد القاص استهزاء بقول الحاكم: لِمَ تبعدني قسراً عن رعيتي يا سيدي ؟
و هم الذين انتخبوني أكثر من مرة و بنسبة 99% !
وفي لمحة من الدقة والروعة يبعث القاص فينا الصورة التي أصبحت عليها الرعية:بين مؤيد..وغير آبه..وبين قلة حملت شرف الدفاع عن الديك..: فالفوضى تعم
صياح .. ضجيج .. رعب ...
بعضهن يتنططن فوق بعض ..
الصغار يحاولون الاحتماء بأمهاتهم و لكن الأمهات يتجاهلنهم ...
الخوف أيقظ فيهن غريزة التشبث بالبقاء فأنساهن حتى صغارهن ..
عدا القلة التي تحاول المقاومة ...
ومن الطبيعي ان الشرفاء قلة في كل مكان وزمان..
كان الحدث يأخذ منحنى تصاعديا، يراقب حالات النفس المتأثرة بالوضع الجديد ..أنطلاقا من رؤية القضيب الحديدي المعقوف..الى إبعاده عن رعيته..وسط الصياح والفوضى..والارتباك..الى وضع رجله على جناحه و..وضع الاغلال..ثم..(وهذا الاهم:في وصول الحالة الى قمتها) إخراج السكين..لينحدر الخط البياني قليلا ..عندما أدرك أن العملية ستنفذ ..ولات حين توسّل..ليطلب : ألا تطهوني سيدتي مع البصل ..
فانا أكره البصل .. أكرهه !
نعم ..رائحة البصل كريهة..وعدم رؤية تنفيذ الجريمة جبن..
لذلك لا داعي أن تعصب عينيه ..لانه يكره رائحة البصل..ويكره:جريج..وبليرة..وزيون(ولزيون امتداد في الاساطير )
شكرا للقاص الاديب نزار ب.الزين على النص الممتع الفاضح لأخلاقيات الممارسات السياسوية في البلاد العربية التي في النهاية :قتل للانسان العربي ..بأيد عربية..وأوامر صهيونية

مصطفى ابووافيه
29/08/2008, 07:05 PM
استاذى / نزار
لا يملك احد غير الثناء على هذا النص الرائع -- اسلوب سلس يشد القارىء -- رمزيه متقنه عالية الجوده
لكن يبدوا ان الاجهزه التى وضعت فى دماغ صاحبنا تحتاج الى التطوير -- فمثلا -- سجلت الاجهزه انه فاز فى الانتخابات بنسبة 99% ولم تسجل انه زور تلك الانتخابات -- سجلت الاجهزه فرار الزوجات وباقى الابناء بالذعر الذى اصابهم وخوفهم على حياتهم -- ولم تسجل الاجهزه هل هذه هى الاسباب فقط -- ام انهم يروا ان صاحبنا لا يستحق التضحيه -- سجلت الاجهزه انه يرى ان الذى امسك به قاسى القلب -- ولم تسجل كم كان هو قاسى القلب على غيره --- ربما فى الالفيه القادمه نجد اجهزه اكثر كفائه
دمت لنا مبدعا ولك تحياتى
مصطفى ابووافيه

نزار ب. الزين
30/08/2008, 06:20 PM
العزيز نزار
نص يستحق القراءة أكثر من مرة.
تابعته بكل مشاعري، و تألمت للمصيرالذي آل إليه بطلك.
ذبح رغم وفائه و تضحياته، و لم تقف جنبه حتى حبيباته.
شكرا لهذه المتعة و رسالة قرأتها بين السطور.


******

أختي المبدعة بديعة


أسعدتني قراءتك لسطوري و ما بين السطور


أما ثناؤك فهو وسام شرف يزينها و يثلج صدري


كل الإمتنان لك و الإعتزاز بك


نزار

نزار ب. الزين
30/08/2008, 06:23 PM
هل الديك كان ديكا حقا

الأديب الكبير المحترم نزاربهاء الدين الزين:

تحية متطاولة على النقد وبعد :
القصة عالية الجودة الفنية ..والشكل الذي صبت فيه شكل ليس بالسهل نسجه أو بناء أجنحته وتشييد جدرانه ..تفصيل الأحداث على مقاس هذا الشكل مهمة صعبة لكنك نجحت في نظري ..
للقصة ثلاثة قراءات متوازية إحداها:
1* القراءة العادية:
تعتمد على تقنية شد القاريء بفخامة وجزالة اللغة وسلاستها ..وبتكرار بعض الجمل عمدا دون أن يمجها القاريء أوينفر من وقع تكرارها وذلك للتوكيد ومحاولة ربط القاريء بالحدث الأساسي ..والمتمثل في النسوة والأبناء ومصادرالخوف والذعر والضررالناجم عن اكتساح خطر داهم... لأسرة آمنة..
2* القراءة الثانية:
هي الجانب السياسي المتعلق بنهاية مطاف رجل مستبد مغرور..أومغرربه.. وقد صعد إلى آخر غصن في نهاية الشجرة.. فانتهى به المسار..ولم يعد أمامه من أمل للمواصلة في الصعود فلا يمكن أن ينتظر سوى العودة لا غير
3* القراءة الثالثة:
وهي الأهم والتي ترمز إلى حادثة واقعية معينة جرت وقائعها منذ سنة تقريبا وشاهد العالم كله فصول مسرحيتها ونهاية بطلها الدامية المؤسفة ..وهي ذبح الديك أوشنق الحاكم الظالم أوالمظلوم لا حكم نهائيا حول هذه المسألة ..
غيرأن الملفت لنظر القاريء المتفحص المراقب لتطور شكل القصة الحديثة هو كيفية إلباس بعض القاصين الكبارألبسة خاصة لبعض موضوعات وأشكال قصصهم ألبسة حديثة لكنها شفافة جدا يمكن لمن أراد النظر من خلال تلك الألبسة أن يشاهد أثناء القراءة أبطال القصة وهم يتزاحمون على شاشة كبيرة تعرضهم بصورملونة جذابة.
وبالنهاية اسمح لي أن أقول أن القصة كانت تدورحول نهاية رئيس جمهورية عربية مع الأسف ..فالقاص من الناحية الفنية قد نجح إلى أبعد الحدود.. ومن ناحية الموقف فلا سلطة لأحد عليه ..وشكرا لكم ومعذرة إن أنا لم أوفق في قراءتي للقصة.


*************

أخي المبدع و الناقد الرائع عبد القادر بو ميدونه


لله درك ، فقد أصبت في تحليلك المعمق أهداف و مرامي النص ، فخرج من بين يديك عملا نقديا متكاملا أضاء ما ظهر منه و ما بطن .


كل الإمتنان لهذا الجهد الراقي ، أما ثناؤك عليه ، فهو وشاح شرف يطوق عنقي .


و على الخير معا نلتقي ، لنرتقي


نزار

نزار ب. الزين
30/08/2008, 06:28 PM
قصة:قراءة في دماغ..أو نهاية ديك آسرة.. تأخذ بالألباب..وتشد إليها القراء والكتاب..
إنها رحلة في متخيل لا يفصله عن الحقيقي فاصل..الخيط الفاصل بينهما جعله القاص: حبلا يشدك الى النص شدا قويا..
وتستمر ..وتعتقد غير الذي كنت تظن.. ما تفك به الرمز..ولكن ليمتّعك..ثم يقول لك :قراءة في دماغ ديك..
من هو الديك..؟..طائر..جميل ..يصيح .. جناحان لا تحملانه في الجو..يسيطر على الدجاجات..وفوق كل هذا :لحمه شهيّ..
من السيد ؟: الوصيّ المتغطرس..الرجل المستبد..أم الرجل العادي ..
القراءة البسيطة تقول إنّ الرجل اشتهى الديك ..فأراد ذبحه..وكثر صياح الديك..ولكن رغبة السيد ،غلبت صياح الديك والدجاجات والكتاكيت..
القراءة المتأنية..تقول إن الديك ضحية تسلطه على الدجاجات..فلم يجد منهن المساعدة عندما اقتربت السكين من رقبته..
القراءة الواعية تقول :إن السيد جريج( تصغير جورج..ولا يكون إلا بوش اللعين)..أخذ السكين من يد تابعه(بليرة: ولا يكون الا طوني بلير..اللعين..) ليذبح أبا صياح( المرحوم:صدام حسين..)..وسط لغط وبكاء الكتاكيت...
ولكن لا دجاجات(أعوان الدبابة الامريكية)..
ولغة القاص راقية في سرد الحدث..وتصوير النفس..وإرباك القارئ..عن طريق ضخ كم من المألوف السياسي العفن..والمغطى بالحرير..مثل قوله:: قضيب حديدي يمتد ؟!
رأس القضيب معكوف ، تذكرته الآن ، نفس القضيب الذي اعتقل به زعيمنا السابق !
جَرّوه من بين رعيته المسكين ، و السبب لا زال مجهولا !
و عيَّنوني بدلا عنه ..
المتحكم في تعيين الحكام هو الغرب..ويزيد القاص استهزاء بقول الحاكم: لِمَ تبعدني قسراً عن رعيتي يا سيدي ؟
و هم الذين انتخبوني أكثر من مرة و بنسبة 99% !
وفي لمحة من الدقة والروعة يبعث القاص فينا الصورة التي أصبحت عليها الرعية:بين مؤيد..وغير آبه..وبين قلة حملت شرف الدفاع عن الديك..: فالفوضى تعم
صياح .. ضجيج .. رعب ...
بعضهن يتنططن فوق بعض ..
الصغار يحاولون الاحتماء بأمهاتهم و لكن الأمهات يتجاهلنهم ...
الخوف أيقظ فيهن غريزة التشبث بالبقاء فأنساهن حتى صغارهن ..
عدا القلة التي تحاول المقاومة ...
ومن الطبيعي ان الشرفاء قلة في كل مكان وزمان..
كان الحدث يأخذ منحنى تصاعديا، يراقب حالات النفس المتأثرة بالوضع الجديد ..أنطلاقا من رؤية القضيب الحديدي المعقوف..الى إبعاده عن رعيته..وسط الصياح والفوضى..والارتباك..الى وضع رجله على جناحه و..وضع الاغلال..ثم..(وهذا الاهم:في وصول الحالة الى قمتها) إخراج السكين..لينحدر الخط البياني قليلا ..عندما أدرك أن العملية ستنفذ ..ولات حين توسّل..ليطلب : ألا تطهوني سيدتي مع البصل ..
فانا أكره البصل .. أكرهه !
نعم ..رائحة البصل كريهة..وعدم رؤية تنفيذ الجريمة جبن..
لذلك لا داعي أن تعصب عينيه ..لانه يكره رائحة البصل..ويكره:جريج..وبليرة..وزيون(ولزيون امتداد في الاساطير )
شكرا للقاص الاديب نزار ب.الزين على النص الممتع الفاضح لأخلاقيات الممارسات السياسوية في البلاد العربية التي في النهاية :قتل للانسان العربي ..بأيد عربية..وأوامر صهيونية


*********

و ها أنا أمام ناقد موفق آخر ، يسلط الأضواء على ما خفي بين سطوري ، فيكشف أهداف النص البعيدة ، بكل يسر و براعة


أخي المبدع ياسين بلعباس


أجدت و أفضت فشكري لك بلا حدود ، أما ثناؤك فهو إكليل غار يتوج هامتي


و على الخير دوما نلتقي ، لنرتقي


نزار

نزار ب. الزين
30/08/2008, 07:03 PM
استاذى / نزار
لا يملك احد غير الثناء على هذا النص الرائع -- اسلوب سلس يشد القارىء -- رمزيه متقنه عالية الجوده
لكن يبدوا ان الاجهزه التى وضعت فى دماغ صاحبنا تحتاج الى التطوير -- فمثلا -- سجلت الاجهزه انه فاز فى الانتخابات بنسبة 99% ولم تسجل انه زور تلك الانتخابات -- سجلت الاجهزه فرار الزوجات وباقى الابناء بالذعر الذى اصابهم وخوفهم على حياتهم -- ولم تسجل الاجهزه هل هذه هى الاسباب فقط -- ام انهم يروا ان صاحبنا لا يستحق التضحيه -- سجلت الاجهزه انه يرى ان الذى امسك به قاسى القلب -- ولم تسجل كم كان هو قاسى القلب على غيره --- ربما فى الالفيه القادمه نجد اجهزه اكثر كفائه
دمت لنا مبدعا ولك تحياتى
مصطفى ابووافيه


*****
أخي المبدع مصطفى

إضافاتك المتهكمة ، أصابت كبد الحقيقة ،


و رفعت من قيمة النص و أثرته


أما إطراؤك الدافئ


فهو وشاح شرف


يزينه و يطوق عنقي


مع خالص الود ، بلا حد


نزار

نزار ب. الزين
11/09/2008, 04:16 PM
الأحبة :
د. محمد فؤاد منصور
نادين شبل
بديعة بنمراح
عبد القادر بو ميدونه
ياسين بلعباس
مصطفى أبو وافيه
بمناسبة رمضان الكريم
كل عام و أنتم و كل من يلوذ بكم بخير
راجيا لكم صياما مقبولا
نزار ب. الزين