المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من السـجون والمعتقـلات الإسـرائيلية



شاكر عبد العزيز
25/12/2010, 01:23 AM
من السـجون والمعتقـلات الإسـرائيلية

• نفحـة
• بئر السـبع
• أنصار3 ( تم إعادة افتتاحه خلال انتفاضة الأقصى )
• عوفر ( تم إعادة افتتاحه خلال انتفاضة الأقصى )
• عسقلان
• كفاريونا
• شـطة
• عتليت
• الدامون ( تم إعادة افتتاحه خلال انتفاضة الأقصى )
• المسكوبية ( مركز تحقيق وتوقبف ) أعيد افتتاحه خلال انتفاضة الأقصى
• الصـرفند ( مركز إعتقال وتوقيف )
• الجلمة ( تم إعادة افتتاحه خلال انتفاضة الأقصى )
• الرملة
• أيالون
• نيتسان
• نفي تريستا
• مستشفى سجن الرملة
• هشارون
• هداريم
• تلموند
• أوهلي كيدار
• حوارة
• مجدو
وأشير في الختام بأن هناك عدداً من السجون والمعتقلات كانت تستخدم في الماضي (سجن غزة المركزي – سجن جنيد – سجن الخليل – أنصار 2 ) ولكنها أغلقت لأنها تقع في المناطق الفلسطينية التي انسحبت منها إسرائيل وتم تسليمها للسلطة الوطنية الفلسطينية .
ودخل هذه السجون والمعتقلات أكثر من نصف مليون فلسطيني ، ولم تقتصر المعاناة عليهم فحسب ، بل طالت أضعاف هذا الرقم ، لتشمل الأب والأم ، الأخت والزوجة والأبناء .. وحتى الأقرباء والأصدقاء والجيران لم يسلموا من معاناة السجون والاعتقالات ، فغدى الاعتقال والسجن والتعذيب مفردات ثابتة في قاموس الشعب الفلسطيني ، وغدت قضية الأسرى والمعتقلين قضية شعب بأكمله بل قضية أمة بأكملها … لهذا من واجبنا كشعب فلسطيني وكأمة عربية أن نتحمل مسؤولياتنا التاريخية تجاه أسرانا ومعتقلينا وقضاياهم العادلة .

سـجن نفحـه الصحراوي
يعد هذا المعتقل والذي يقع في صحراء النقب و يبعد 100كم عن مدينة بئر السبع و200كم عن مدينة القدس من أشد السجون الصهيونية وأقساها ولا غرابة في ذلك إذا عرفنا أنه استحدث خصيصاً للقيادات الفلسطينية من المعتقلين في مختلف السجون لإخضاعهم للموت التدريجي، وعزلهم عن بقية السجون الأخرى .
ولقد أنشىء وافتتح هذا السجن منتصف عام 1980م وكان يتسع لـ 120 أسير ومع مرور السنوات تم توسيعه وبناء أقسام جديدة والآن يتسع لحوالي 700 سجيناً ، ومن الوهلة الأولى تبرز واضحة جلية حقيقة العقليات الحاقدة التي صممت وساهمت في تشييد هذا المعتقل وكما قالت المحامية فلتسيا لانغر في وصف هذا المعتقل " بأنه لا يمكن إلا لعقل شيطاني أن يفكر في إقامة سجن كهذا في هذا المكان المقفر البعيد حيث لا يوجد بداخله هواء أو ضوء كافيان بل ضغط وحر قاتلان إذ يقضي المعتقلون 22 ساعة يومياً داخل الزنازين ".
وللتعريف أكثر نورد جزءاً من رسالة الأسرى في سجن نفحة بعد أشهر قليلة من افتتاحه ( يا أهلنا .. يا ربعنا .. يا شعبنا في الوطن المحتل .. يا أيها الإنسان أيما كنت في كل مكان .. أنقذوا أرواحنا فنحن نقتل عمدا مع سبق الإصرار بحربة ما يسمى بالقانون ، هذا هو وضعنا بلا زيادة أو نقصان .. ها نحن نعاني و نضطهد 13 عاما كاملة ندفع من صحتنا كل يوم ضريبة تعسفية جديدة ، ولا من ذنب جنيناه اللهم .. إلا أنكم أهلنا ، هذه هي جريرتنا .. و بناء عليها لابد أن ندفع ثمن رابطة صلتنا معكم ثلاثة عشر عاما ، و نحن نطلب و نطلب و نطلب تحسين شروط حياتنا ، و أن نعامل بنفس الشروط التي ينالها أي سجين يهودي عادي مهما كانت تهمته أو الجريمة التي ارتكبها.
فمن يستطيع أن يصدق أننا في قلب الصحراء بعيدا عن كل عمران .. إلا أن كمية الهواء الذي يشاء حظه التعس أن يدخل الزنزانة .. ليس له منفذ كما يجب للخروج ! حيث لا توجد نوافذ للزنزانة التي يعيش فيها 8-10 فلسطينيين .
لقد استعاضوا عن النوافذ بستة خروم في كل زنزانة مساحتها مجتمعة لا تزيد عن النصف متر مربع ،وهي تقع بالقرب من السقف .. أي لا نستطيع أن نرى من خلالها أي شيء.. كما أنها لا تسمح بإدخال الضوء الطبيعي مما يستلزم الإنارة بالكهرباء طيلة النهار ، كما أن باب الزنزانة هو من الصفيح 0 مغلق بالكامل ، و بالباب طاقة صغيرة 20×20 سم ثلاثة قضبان سمك كل منها 2سم وهذه الطاقة لا تفتح إلا في النهار و تغلق في الليل .. حتى في أيام الحر الخانق حيث تنقلب الزنزانة إلى حيز ضغط عنيف .. و تصبح أتونا ملتهبا ، لا تفتح هذه الطاقة الصغيرة .. و السبب كما يدعون .. أمني ! و عملية فتحها 12 ساعة قد تمت بعد – طلوع الروح – و تدخل هيئة محايدة ..
إننا هنا نسرد هذه القضية لتكونوا على علم و دراية بما يدور هنا .. إن لنا سؤالا نطرحه على الإنسان أينما وجد .. في أرباع الدنيا الأربعة : ٍأين تعطى شروط تهوية شبيهة بما لدينا .. لأناس أغلبيتهم الساحقة ، حوالي 90% منهم ، لديهم أحكام مؤبدة مدى الحياة ؟ أبواب صفيح و زنازين بلا نوافذ ، و ازدحام مؤلم ، و معاملة لا إنسانية من كل وجوهها .. إننا نخاطب الإنسان كل إنسان في مكانه .. إننا نخاطبكم يا أهلنا و يا ربعنا .. و يا شعبنا .. أينما كنتم أن تعرفوا هذه الحقائق .. و أن تقوموا بواجبكم تجاهنا .. من أجل تخفيف معاناتنا ما أمكن في هذه الظروف القاسية .. جد القسوة ..
نريد هواء .. نريد أن نتنفس .. نريد أن نرى لون رمال النقب .. نريد أن نشم و لو رائحة زوابعه ، إن هذا المعتقل قد ابتنى ضمن مدرسة خاصة
نناشدكم أن لا تخذلونا فنحن بضعة منكم يا أهلنا … نحن أبناؤكم … لا تتركونا نواجه الموت في الصحراء … ونحن عزل إلا من إرادتنا ، لم نخذلكم يوماً ولن نخذلكم ، فلا تخذلونا اليوم ما نريده اليوم هو … هواء .. هواء .. نعم هواء .. ما نريده هو أن نعطى نفس الشروط التي تعطى للسجين اليهودي للسجين اليهودي ، ثلاثة عشر عاما و نحن نطالب .. ولكن بلا طائل ، أوضاعنا تسير من سيء إلى أسوأ .
بعد رحلة العذاب في المعتقلات منذ 1967 .. تكون " نفحه " مقرا لنا .. قبرا جماعيا .. قبرا لأبنائكم .. " نفحة " المقر .. بلا هواء .. بلا تهوية .. بلا إضاءة طبيعية .. بلا أي مجال للرؤية .. من يصدق أن القانون هنا هو أن من يخرج منا للإدارة عليه أن يكبل بالحديد و أن يعصب عينيه .. مأساة .. مؤامرة تفوح منها رائحة الحقد على الإنسان .. عملية قتل بأسلوب جديد .. إلا أننا لا يمكن أن نضع مصير حياتنا في أيدي الجلادين و نسلمهم أقدارنا . )

سـجن بئر السـبع المركزي

تم إنشاء سجن " إيشل " بئر السبع، في بداية عام 1970 وهو السجن الأول في إسرائيل الذي تم بناؤه ليستعمل كسجن ويقع جنوب مدينة بئر السبع على طريق إيلات ، وفي البداية تم إنشاء قسم أ، و هو عبارة عن 4 غرف كبيرة ( تتسع لحوالي 100 سجين ) مساحة الغرفة الواحدة 32م × 8م، و داخل كل غرفة تم عمل قسم حمامات، و قسم دورات مياه، حيث يوجد في داخل كل غرفة 4 حمامات، و 4 دورات مياه، إضافة إلى مغسلة تحتوي على مجموعة من صنابير المياه.
كذلك تم مع إنشاء السجن، عمل قسم زنازين انفرادية، في الجزء الغربي من السجن, و من ثم جرى توسيع السجن، حيث تم بناء عدة أقسام داخل السجن، ب ،ج ، الاكسات، و القسم الجديد وأصبح يتألف السجن من 14 قسم من أنواع مختلفة ويتسع لأكثر من 1000 سجين.
لم تختلف إدارة سجن بئر السبع، عن باقي الإدارات الصهيونية، من حيث فاشيتها، لكن الشيء الملفت للنظر أن إدارة سجن بئر السبع، حاولت إجراء جملة من التجارب على الأسرى، من خلال طرح برامج حوارية، مع بعض الأدباء الصهاينة، أمثال ساسون تسوميخ. لكن الأسرى، بحسهم الوطني و الأمني، أفشلوا الأهداف الدنيئة لتلك الحوارات، مما دفع مديرية السجون لوقفها.
رحل كافة السجناء الأمنيين عام 1984 إلى باقي السجون و المعتقلات و بقى السجن للجنائيين فقط ، وبعد عام 1985 خصص قسم للأسرى الفلسطينيين الأشبال و بعد عام 1987 تم إنشاء قسم عزل بئر السبع من خلال تحويل قسمي 7 + 8 إلى قسم العزل.
الأسرى الفلسطينيون، يتواجدون الآن فقط في قسم العزل، وباقي أقسام السجن، تستخدم للسجناء الجنائيين اليهود و العرب.

الطاقم :يعمل في السجن 300 شرطياً من إدارة مصلحة السجون من القطاعات المختلفة: الأمن, الإدارة والعلاج.


أنصـار 3… معتقـل الموت البطيء

ليس مهماً أن تعاصر حقبة زمنية ، أو أن تعيش تجربة لتتعرف على جوهرها وتفاصيلها ..فقد تتعرف عليها من خلال الوسائل المرئية و المسموعة أو المقروءة … أو قد يحكى لك عنها من جيل عاصرها .. والكل منا سمع وقرأ ورأى العديد من المظاهر النازية والتي مر عليه عقود من الزمن تضاهي أضعاف أعمار البعض منا ..وإحدى تجليات تلك الحقبة كانت معسكرات الاعتقال التي تفتقر لأدنى الحقوق الإنسانية ، وإسرائيل سهلت على جيلنا معرفة واستيعاب تلك التجربة حينما طبقتها فعلياً من خلال معسكر الاعتقال الذي يقع في صحراء النقب وسميّ " كيتسعوت " والفلسطينيون أسموه أنصار 3 …هذا يشبه معسكرات الاعتقال والإبادة أبان النازية ولم نقل صورة طبق الأصل ، لأنه أضيف عليه ما ابتكرته العقلية الصهيونية من انتهاكات لحقوق الإنسان وقمع لحريته.
الاسم : كيتسعوت
الموقع : في صحراء النقب
المساحة : يتسع لأكثر من عشرة آلاف معتقل
نزلائه : أكثر من مائة ألف حالة اعتقال ( 1988- 1996 )
ولسنا هنا بصدد الحديث عن دوافع الاعتقال وأهدافه ،فهذه السياسة القديمة الجديدة مورست ولازالت تمارس من قبل قوات الاحتلال منذ احتلاله للأراضي الفلسطينية وفي هذا الإطار افتتح العديد من السجون والمعتقلات وعلى سبيل المثال لا الحصر نفحة و عسقلان ،شطة و مجدو، بئر السبع و هشارون ،عتليت وعوفر وأنصار 2 ..إلخ، لكننا بصدد الحديث عن هذا المعتق الرهيب الذي أضيف للمعتقلات والسجون القائمة .

في السابع عشر من مارس عام 1988 افتتحت سلطات الاحتلال معتقل كيتسعوت في صحراء النقب والذي أسماه المناضلون الفلسطينيون أنصار 3 ،هذا المعتقل الذي يخضع لإدارة الجيش العسكرية وليس لإدارة السجون كما هو الحال في باقي السجون الإسرائيلية.
ويفتقر معتقل أنصار 3 لأدنى حقوق الإنسان ويتنافى مع الاتفاقيات والأعراف الدولية من حيث موقعه الجغرافي حيث نصت المادة 83 من الفصل الثاني في اتفاقية جنيف ( لا يجوز للدولة الحاجزة أن تقيم المعتقلات في مناطق معرضة بشكل خاص لأخطار الحرب ) وهذا المعتقل يقع في جنوب البلاد في منطقة عسكرية بالقرب من الحدود المصرية وهو بالأساس معسكر للجيش الإسرائيلي وتم إنشاء المعتقل بداخله .
كما ويتنافى مع أبسط الحقوق الدنيا للإنسان من حيث الشروط الحياتية بكافة جوانبها من مسكن ومأكل ومشرب ومعامله لا إنسانية الخ وعلاوة على ذلك الظروف الطبيعية القاسية حيث البرد القارص شتاءاً والحر الشديد صيفاً وباختصار جو الصحراء غني عن التعريف .
وإذا ما حاولنا رسم صورة خطية لشكله نجده عبارة عن معسكر مقام على مساحة كبيرة ومقسم إلى أقسام وفي كل قسم عدة خيام يحيطها أسلاك شائكة وسياج مرتفعة وبين كل قسم وآخر ممرات للجيش وأبراج مراقبة أيضاً ويتجول الجنود بين الأقسام وهم مدججين بالسلاح .. وكل خيمة تتسع ل 26 " مشطاح " أي باللغة العربية برشاً وهو اسم السرير الذي ينام عليه المعتقل وهو عبارة عن برش من الخشب طوله 180سم وعرضه 80 سم ومكون من 5 ألواح وعرض الواحدة 12 سم وبالتالي يوجد فراغ بين كل لوحة وأخرى ومعها فرشة إسفنج بسمك 5 سم الأمر الذي يؤدى الى العديد من الأمراض وخاصة أمراض الظهر ، وبمجرد أن يصل المعتقل تبدأ رحلة الألف ميل من المعاناة بدءا من محو اسمه وتسليمه رقماً يتم التعامل به حتى يوم تحريره ومن ثم يتسلم الحاجيات الأساسية من برش و5 بطانيات وصينية بلاستيك للأكل ويوضع داخل الأقسام ..فلا زيارات للأهل ( وبعد سنوات بدأت بالتحسن التدريجي ) ، ولا علاج متوفر والأمراض منتشرة خاصة الجلدية وآلام الظهر ،وزيارات المحامين شحيحة وبحراسة ومراقبة جنود الاحتلال ،وهذه تتناقض مع أبسط حقوق السجين وفق اتفاقية جنيف ( السماح للمحامي بزيارة الأسير بحرية والتحدث معه دون وجود رقيب )…وانعدام آليات الاتصال بالخارج المرئية منها والمسموعة والمقروءة والأخيرة كانت تتوفر بين كل فترات متباعدة مع الصليب الأحمر أو المحامين أحياناً .. ووجبات الطعام سيئة كماً ونوعاً الخ علاوة على كل ذلك الاستفزازات المستمرة من قبل الجيش من احتكاك مباشر وتفتيشات مستمرة تحت ذرائع واهية وفرض العقوبات الفردية والجماعية لأتفه الأسباب …الخ وآنذاك طالبت العديد من الجهات القانونية والحقوقية المحلية والدولية وحتى الإسرائيلية منها بإغلاق هذا المعتقل،إلا أن السلطات الإسرائيلية لم تعير اهتمام لكل هذه الضغوط ،ومع تطور الانتفاضة الباسلة ازدادت الهجمة الإسرائيلية الشرسة في محاولة يائسة لقمعها واعتقل المزيد وافتتح أقسام جديدة وأصبح النقب يتسع لأكثر من 10 آلاف معتقل وفي تطور آخر وتحديداً في مارس 1990 ابتكرت العقلية الإسرائيلية " الأقفاص " وهي عبارة عن أقسام يحيطها الجدران من كل الاتجاهات وسقفها من الأسلاك ذو الفتحات الصغيرة وبدأت تضع بهم من تعتقد أنهم قيادات أو من تحضرهم من السجون المركزية ممن تبقى لهم فترات قصيرة ،وهدفت من وراء ذلك قمعهم والحد من تأثيرهم على المعتقلين وأيضاً لمنع نقل الرسائل بين الأقسام ، ورغم كل ذلك ورغم أن المعاناة الحقيقية هي إضعاف ما يوصف عبر كتابتنا هذه لأن القلم لا يجرؤ على رسم تلك المعاناة خاصة في فتراتها الأولى …إلا أن أسرانا ومعتقلينا استطاعوا ورغم الجراح أن يجعلوا من المعاناة حافزاً للتطور والتقدم …فعملوا على ترتيب أمورهم التنظيمية والثقافية والنضالية وخاضوا العديد من الإضرابات عن الطعام والخطوات الاحتجاجية والنضالية وقدم معتقل أنصار 3 العديد من الشهداء وبدأت قافلة الشهداء بعد أقل من 6 شهور من افتتاح النقب وتحديداً بتاريخ 16/8/1988م حيث سقط الشهيدان أسعد جبرا الشوا وبسام إبراهيم الصمودي برصاص حراس المعتقل خلال احتجاج المعتقلين على ظروف اعتقالهم وضمن استحقاقات أوسلو كان لا بد من الإفراجات السياسية وعلى دفعات واستمرت هذه الحملات إلى ما بعد قدوم السلطة الوطنية بعدة شهور حتى أغلق في عام 1996 لكن ذكراه المريرة بقيت محفورة لدى كل نزلائه ، وفي سياق هذه الذكرى المريرة هنالك من المحطات التي هي محط اعتزاز وافتخار لهؤلاء المناضلين وحينما يتحدثون عن تلك التجربة تلمس لدى حديثهم نشوة الانتصار خاصة إذا ما قورن وضعه لحظة الافتتاح ووضعه لحظة الإغلاق من حيث الشروط الحياتية المعيشية والتنظيمية وكيف أراده الاحتلال معسكر قمع وتحول الى مدرسة نضالية تخرج الأفواج والروافد النضالية والتنظيمية التي قادت الانتفاضة الباسلة
وخلال انتفاضة الأقصى شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة من على المعابر والحواجز العسكرية التي تقيمها قوات الاحتلال على الطرق الرئيسية والفرعية ومداخل المدن والقرى …ومن خلال اقتحام القرى والبلدات ومداهمة المنازل واعتراض مراكب الصيد الفلسطينية واعتقال الصيادين ، ومن ثم التوغل في مناطق خاضعة للسيطرة الفلسطينية واختطاف الأفراد من داخلها ،ولم تكتفي بهذا الحد وفي تطور غير مسبوق منذ اتفاق أوسلو أقدمت قوات الاحتلال على اجتياح عدة مناطق بدأتها بطولكرم والبيرة وتطورت بشكل أكثر شراسة لتجتاح وتعيد احتلال مدن أخرى كرام الله وجنين ونابلس ضاربة بعرض الحائط كافة الأعراف والقوانين والاتفاقيات الدولية ، وخلال هذه الإجتياحات أقدمت على حملة اعتقالات تعسفية وعشوائية طالت الآلاف من المواطنين وزجهم في السجون والمعتقلات والتي لم تتسع لهذه الأعداد الهائلة ( حينها وصل عدد المعتقلين أكثر من 9000 معتقل ) فأعادت في نيسان عام 2002 إعادة افتتاح معتقل كيتسعوت وزجت به المئات من المعتقلين و عددهم الآن تجاوز الألف معتقل وبنفس الظروف التي كان عليه قبل أكثر من عشرة سنوات وفيه يواجه المعتقلون ظروفاً صعبة للغاية وظروف لا إنسانية ، وهذا دليل على أن العقلية الإسرائيلية هي نفسها إن لم تتغير للأسوأ رغم الاتفاقيات الموقعة مع السلطة الوطنية الفلسطينية كما أنها دليل على النوايا الحقيقية لقوات الاحتلال لاعتقال المزيد من أبناء شعبنا ، غير مستفيدة من التجربة السابقة ….…ومن هنا نوجه دعوة لكافة المؤسسات الحقوقية والدولية والإنسانية وفي مقدمتها الأمم المتحدة والصليب الأحمر بتحمل مسؤولياتها القانونية والإنسانية والضغط على الحكومة الإسرائيلية من أجل إغلاق معتقل كيتسعوت ومن أجل إطلاق سراح كافة الأسرى من السجون والمعتقلات الإسرائيلية.


المصدر : الملتقى المقدسي