المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل من سبيل إلى الكمال !؟



ياسر سليم
27/12/2010, 04:27 PM
دوماً ما يشغل حيزاً من تفكيري وقدراً من كتاباتي وكلمات من رؤيتي ورسالتي و أهدافي وجانباً من حواراتي ومناقشاتي .. الكمال الإنساني .. الذي قد يحط من احتمالية تحقيقه النفر الكثير .. بأنه لا سبيل إلى هذا الكمال .. فالكل يُخطئ ويصيب .. والكل يؤخذ منه ويُرد إلا الحبيب صلوات الله وسلامه عليه .. وكما هو شائع ( مافيش حد كامل ) و ( الكمال لله وحده ) وهذه خصوصاً خارجة عن موضوعنا .. فلست بصدد الحديث عن الكمال المطلق .. وإنما أقيدها بالإنساني .. البشري .. الذي قد حصله بالفعل بشر مثلنا تماماً .. ففي الصحيح قول الرسول صلى الله عليه وسلم (كمًل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون ومريم وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على الطعام). أي أنهم بالفعل حصلوا الكمال الإنساني كما أن رسولنا الكريم لم يقفل باب الكمال لمن سيأتي في الأزمان التي من بعده .. وهذه في حد ذاتها نعمة لابد لكل عاقل أن يزاحم عليها وإن لم يستطع الوصول فكفى به شرف المحاولة .. وأنه لقي الله وهو ناوٍ على تحقيق هذا الكمال .. وأن الأجر سيكون أعظم في زماننا هذا الذي هو زمن القبض على الجمر .. فكل ما حولنا من ملهيات وقلة الصحبة الصالحة .. وصعوبة تحقيق المثالية في التعامل .. خصوصاً فى تعاملاتنا مع من هم ليسوا بملتزمين أو يستشعرون مراقبة الله فى معاملاتهم .. وحتى فى التعامل مع من نحسبهم على خير أصبحت في تعاملاتهم صعوبة وجفاف إلا من رحم الله .. فما سبق وغيره يجعل تحقيق المثالية والكمال في الصفات الإنسانية .. طلب صعب المنال .. ولا بد من المحاولة بالرقي بأنفسنا وأخلاقنا وصفاتنا وإن كانت وعرة .. والساعي إلى هذا الكمال يضع أمامه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه صلوات الله وسلامه عليه كان خلقه القرآن كما قالت عنه السيدة عائشة – رضى الله عنها .. كما أن الصحبة الصالحة عامل مهم فى الإرتقاء بالذات وحتى فى هذه الصحبة .. نبحث عن الخير فيهم ونقتدي به .. ونترك منهم التقصير .. كما أنوه عن أهمية طلب النصح ممن نرى فيهم الخير .. لأننا لن نرى كل ما بأنفسنا من عيوب ونحتاج إلي من ينظرون إلينا من الخارج .. ولا أنسى في هذا المقام .. التوبة ثم التوبة ثم التوبة .. هناك من يحاول ترك التقصير والسيء من الأخلاق ثم يعود لما كان عليه .. وإذ به يمل من المحاولة والوقوع .. فيترك ويستسلم لما كان عليه .. فإن الله لا يمل حتى نمل .. فتذكر أنها متوقفة عليك أنت إذا بدأت ومللت .. فأنا أمثل التوبة بغسيل الثياب .. هل منا أحد يمل ويقول كلما نظفت ثيابي أتسخ مرة أخرى فلن أعاود التنظيف !؟
والنقطة الأخيرة التي لابد من البداية بها .. هي الاستعانة والتوكل على الله .. فمن استعان به وتوكل عليه فلن يخذله .
أسأل الله أن ينفع بها .. وأن يجعلها خالصة لوجهه في ميزان الحسنات .. وأصلي و اسلم على أكمل الخلق صلوات الله وسلامه عليه

أحمد المدهون
27/12/2010, 04:43 PM
الأستاذ ياسر سليم،
حياك الله، وبارك الله فيك

"كمُل من الرجال الكثير" ... فهو إذن قابلٌ للتحقق إذا توافرت شروطه.
صعب المنال... لكنه ليس مستحيلاً، لطالما تحقق في مجموعة من البشر.

صقل النفس، وتهذيبها، والسير على هدى وبصيرة، أمور شاقة، ولكن بالفهم الصحيح، والتدرج مع النفس، والمجاهدة، والمصابرة، والإرادة القوية، سيرتقي العبد إلى المدارج العليا.
واقرأ مدارج السالكين، ففيه الخبر اليقين.

أعجبتني مقالتك،
دام عطاؤك،
وطاب المسعى والمراد.

ياسر سليم
16/09/2011, 04:14 PM
الأستاذ : أحمد المدهون

جعلني الله وإياك ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه

جزاك الله خيراً .. للمرور والتعليق

محمد عبد الله عروج
29/10/2012, 07:04 PM
القضية نسبية يا زميلي العزيز

ولكن لا يوجد كمال مطلق _فالكمال المطلق لله وحده لا شريك له :sm_razz:

سعيد نويضي
25/02/2013, 03:26 AM
بسم الله و الحمد لله و سلام الله على الفاضل اللبيب ياسر سليم و على الأحبة الكرام...

تحية صادقة صدق ما ورد في المقالة من دعوة إيجابية إلى التقوى...
فالتقوى هي الكمال الإنساني الذي يرغب فيه السالكين طريق الحق المتبعين لسنة نبيه عليه الصلاة و السلام...و كما تساءل الأديب أحمد المدهون عن صعوبة المنال لم ينف استحالة التحقيق و هذا ما يجعل الإنسان يجتهد من باب الارتقاء العلمي حتى يكون على بينة و يقين مما يقول و يفعله الإنسان من جهة و يجاهد النفس كمرتبة أولى من مراتب الجهاد لتحقيق مجموعة من الصفات...وردت فيها العديد من الآيات الكريمات و العديد من الأحاديث النبوية لسيد الخلق و المرسلين صلى الله عليه و سلم...كصفة المؤمن و صفة المسلم و صفة المحسن...و لا أزكي نفسي و لا أزكي أحدا فالله يزكي من يشاء...و نحمد الله على فضله و منته أن جعلنا من المسلمين...

فهل حققنا الصفات التي ورد ذكرها كصفات أساسية و كشروط لا يصح الإيمان إلا بها...بدليل قوله جل و علا عندما خاطب هذه الفئة...خاطبها بياء النداء...في تسعة و تمانين آية كريمة...(89 آية كريمة) افتتحها الحق جل و علا بــــــ:يا أيها الذين آمنوا...كما يجد الإنسان العديد من الأحاديث الصحيحة التي تضع شروطا لتحقيق صفة الإيمان...فأين نحن من الآيات الكريمات و من الأحاديث النبوية الصحيحة منها...؟

و مع ذلك فالقارئ لكتاب الله جل و علا و لسنة نبيه عليه الصلاة و السلام إن لم يجد الكل يجد الجزء...فالكل لا يتحقق إلا للأنبياء و الرسل صلوات الله و سلامه عليهم و لصحابته الكرام رضوان الله عليهم أجمعين...و ما مقالة الأديب اللبيب ياسر سليم إلا تفعيل على مستوى التذكير لتلك الصفات برمتها و التي جمعها في كلمة الكمال الإنساني و التي جمعها الحق جل و علا في كلمة التقوى في عدة آيات كريمات كسقف أعلى و أفق جميل يرجوه الإنسان (المؤمن المسلم المحسن) من ربه أن يعينه على تحقيقه.. أسوته و قدوته في ذلك سيد الخلق و المرسلين صلوات الله و سلامه عليه...

و من هنا أتساءل كيف يمكن جعل "فعل الكتابة" فعل يعيد للقيم الكبرى قيم الحرية و العدالة و الكرامة و الحق المكانة التي دعا إليها الله جل و علا و طبقها على أرض الواقع المبعوث رحمة للعالمين صلوات الله و سلامه عليه باعتباره مبعوثا للعالمين لكافة الناس أجمعين...؟

وكملاحظة للأديب الفاضل محمد عبد الله عروج الذي أتمنى أن يكون صدره رحب لها... كون الفاضل ياسر سليم لم يتناول في مقاله "الكمال المطلق" بل تناول "الكمال الإنساني" الذي هو حقا نسبي كما أشرت إلى ذلك...لكن نسبيته لا تعني تغيير حقيقة القيم في ذاتها بل تغيير مفاهيم الإنسان حول قيمتها و حول مقدار اكتسابها و درجة الدعوة إليها...

تحيتي و تقديري...