المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة المناضلة الجزائرية جميلة بوحريد



محرز شلبي
29/12/2010, 10:42 PM
قصة المناضلة الجزائرية جميلة بوحريد
كثير من الإخوة والأخوات لم يسمعوا عن تلك المناضلة الجزائرية ،لأنها اندثرت أخبارها بعد تحرير الجزائر والاستقلال وبعد زواجها من المحامي الفرنسي الذي دافع عن قضيتها في الجهاد لتحرير بلادها من الاستعمار الفرنسي.
جميلة بوحريد هي مجاهدة جزائرية تعد الأولى عربياً،إبّان الثورة الجزائرية على الاستعمار الفرنسي لها، في منتصف القرن الماضي. ولدت في حي القصبة بالجزائر العاصمة عام 1935 كانت البنت الوحيدة بين أفراد أسرتها فقد أنجبت والدتها 7 شبان، واصلت تعليمها المدرسي ومن ثم التحقت بمعهد للخياطة والتفصيل فقد كانت تهوى تصميم الأزياء. مارست الرقص الكلاسيكي وكانت بارعة في ركوب الخيل إلى أن اندلعت الثورة الجزائرية. انضمت إلى جبهة التحرير الجزائرية للنضال ضد الاحتلال الفرنسي وهي في العشرين من عمرها ثم التحقت بصفوف الفدائيين وكانت أول المتطوعات لزرع القنابل في طريق الاستعمار الفرنسي، ونظراً لبطولاتها أصبحت المطاردة رقم 1. تم القبض عليها عام 1957 عندما سقطت على الأرض تنزف دماً بعد إصابتها برصاصة في الكتف والقي القبض عليها وبدأت رحلتها القاسية من التعذيب من صعق كهربائي لمدة ثلاثة أيام بأسلاك كهربائية ربطت على حلمتي الثديين وعلى الأنف والأذنين. تحملت التعذيب ولم تعترف على زملائها ثم تقرر محاكمتها صورياً وصدر ضدها حكم بالإعدام وجملتها الشهيرة التي قالتها آنذاك" أعرف إنكم سوف تحكمون علي بالإعدام لكن لا تنسوا إنكم بقتلي تغتالون تقاليد الحرية في بلدكم ولكنكم لن تمنعوا الجزائر من أن تصبح حرة مستقلة". بعد 3 سنوات من السجن تم ترحيلها إلى فرنسا وقضت هناك مدة ثلاث سنوات ليطلق سراحها مع بقية الزملاء سنة 1962
- التفاصيل :
جميلة بوحريد فتاة جزائرية مناضلة ضد الاستعمار الفرنسي إبان استعماره الجزائر .
تدرك الفتاة الجزائرية جميلة منذ شبابها بوعي مأساة وطنها ويتكشف لها عالم الكفاح والنضال وعن طريق (يوسف)قائد الكفاح المسلح في المنطقة يتخلق الوعي عند جميلة بضرورة المشاركة فتنضم إلى المجاهدين ويتم القبض على عمها ويقتل بيد الفرقة الأجنبية وتنضم جميلة إلى معسكرات الثورة في جبال الجزائر ويقبض على جميلة وتعذب عذابا شديدا لكي تعترف على زملائها .
فما مصير جميلة بعد كل هذا العذاب؟هل تعترف على أصدقائها في مشوار الكفاح؟ هذا ما سنعرفه في الأتي :
جميلة بوحريد :فتاة لايتجاوز سنها الثانية والعشرين عام جزائرية الجنسية لها خمسة أشقاء، هي أكبرهم سنا، علمها الفداء عمها مصطفى،لأنه رأى حبها لوطنها ورغبتها في أن تؤدي دورا لبلدها الجزائر،وكان عمها مصطفى عضوا بجبهة التحرير الجزائرية ، وتم إلقاء القبض على عمها مصطفى وإعدامه ، كما تم إلقاء القبض على أخيها الذي لم يتجاوز الخامسة عشر سنة وتعذيبه فاستشهد أثناء التعذيب.
كان دور جميلة النضالي يتمثل في كونها حلقة الوصل بين قائد الجبل في جبهة التحرير الجزائرية ومندوب القيادة في المدينة (يوسف السعدي) والذي كانت المنشورات الفرنسية في المدينة تعلن عن مائة ألف فرنك ثمنا لرأسه.
وفي احد الأيام كانت جميلة متوجهة (ليوسف السعدي)برسالة جديدة ،لكنها أحست أن ثمة من يتبعها؟
فحاولت الهروب،غير أن جنود الاحتلال طاردوها وأطلقوا عليها الرصاصات التي استقرت إحداها في كتفها الأيسر وحاولت المناضلة الاستمرار في الانفلات غير أن ابنة الثانية والعشرين سقطت بجسدها النحيل الجريح.
أفاقت في المستشفى العسكري حيث كانت محاولة الاستجواب الأولى لإجبارها على الإفصاح عن مكان يوسف السعدي ،أو حسب التسمية (ياسيف السعدي) غير أنها تمسكت بموقفها ،فادخلها جنود الاحتلال في نوبة تعذيب استمرت سبعة عشر يوما متواصلة وصلت إلى حد أن أوصل التيار الكهربائي بجميع أنحاء جسدها ،وإطفاء أعقاب السجائر في صدرها وأنحاء كثيرة من جسدها الضعيف المنهك حيث لم يحتمل الجسد النحيل المزيد وأصيبت بنزيف استمر خمسة عشر يوما .
لكن لسان جميلة وجسدها كان أقوى من كل محاولات معذبيها ،بعدها انتقلت جميلة لسجن (بار بدوس) أشهر مؤسسات التعذيب في العصر الحديث "حيث بدأت نوبات أخرى من التعذيب استمرت إحدى جلساتها إلى ثماني عشر ساعة متواصلة حتى أغمى عليها وأصيبت بالهذيان ،ثم بعدها السماح لها بوجود تحقيق رسمي ، حيث حضر هذا التحقيق المحامي الفرنسي (ميسو قرجيه) الذي قال لجميلة بمجرد توليه الدفاع عنها (لست وحدك ،فكل شرفاء العالم معك)ورغم أن القاضي المشرف على التحقيق رفض منحه ساعة واحدة للجلوس معها للاطلاع على ملابسات القضية ؟ولم يستجب الابعد أن هدد بالانسحاب من القضية وأيدت جميلة التهديد بأنها لن تجيب عن أية أسئلة في غير وجود محاميها واستمر التحقيق معها قرابة الشهر.
بدأت المحكمة في يوم 11 يوليو 1957 بعد انتهاء التحقيق وبعد أن رفض عديد من المحامين الفرنسيين الاشتراك في الدفاع عن جميلة بوحريد لرفض المحكمة اطلاعهم على ملف القضية ولرفضها أيضا استبعاد التحقيقات التي أخذت خلال جلسات التعذيب .
وكانت اعترافات زميلتها (جميلة بوعزة )19 سنة تقول :انه بناء على إشارة من جميلة بوحريد وضعت قنبلة في سلة المهملات يوم 9 نوفمبر 1956 وفي يوم 26 يناير 1957 وضعت قنبلة ثانية انفجرت في مقهى آخر نتج عنه قتل شخصين .
وانتهت المحكمة بتوجيه التهم التالية لجميلة بوحريد (إحراز مفرقعات والشروع في القتل والاشتراك في حوادث قتل وفي حوادث شروع في قتل وتدمير مبان بالمفرقعات والاشتراك في حوادث مماثلة والانضمام إلى جماعة مسلحة من القتلة ) وخمس من هذه التهم عقوبتها الإعدام (وحكمت بالإعدام ) .
غير أنها وقفت وقالت بثبات (أيها السادة إنني اعلم أنكم ستحكمون علي بالإعدام ،لان أولئك الذين تخدمونهم يتشوقون لرؤية الدماء ومع ذلك فانا بريئة ،ولقد استندتم في ذلك إلى أقوال فتاة مريضة وتقصد زميلتها جميلة بوعزة ورفضتم عرضها على طبيب الأمراض العقلية بسبب مفهوم والى محضر تحقيق وضعه البوليس ورجال المظلات وأخفيتم أصله الحقيقي إلى اليوم ،والحقيقة أنني أحب بلدي وأريد له الحرية ولهذا أؤيد كفاح جبهة التحرير الوطني... بعد ذلك خفف الحكم للمؤبد وبعدها أعلن استقلال الجزائر .
بعد الاستقلال، تولت جميلة رئاسة اتحاد المرأة الجزائري، لكنها اضطرت للنضال في سبيل كل قرار وإجراء تتخذه بسبب خلافها مع الرئيس آنذاك، أحمد بن بلة. وقبل مرور عامين، قررت أنها لم تعد قادرة على احتمال المزيد، فاستقالت وأخلت الساحة السياسية. وهي ما تزال تعيش في العاصمة الفرنسية حتى الآن، متوارية عن الأنظار. لكن المرات القليلة التي ظهرت فيها أمام الناس أثبتت أن العالم ما زال يعتبرها رمزاً للتحرر الوطني.
محرزشلبي

كرم زعرور
06/01/2011, 09:58 PM
أخي الفاضل محرز
..وأعدتَ لي ذكريات الصبا في المدرسة ،
وثورة ُالجزائر العظيمة في ذروتها ،
وجميلة بوحريد إسمٌ نحفظه عن ظهر قلب ،
ونغني للثورة :
قسماً بالنازلات الماحقات ،
والدماء الذاكيات الطاهرات،
والبنود اللامعات الخافقات ،
في الجبال الشاهقات الشامخات ،
نحن ثرنا فحياة أوممات ،
وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر ،
فاشهدوا فاشهدوا فاشهدوا .
كرم زعرور

محرز شلبي
06/01/2011, 10:09 PM
وشهد الكل لجميلة ..شهد التاريخ ..شهدت الأجيال التي واكبت الثورة ..لكن مع الأسف لم يتم توريث بنات اليوم ما يجب حتى يقتدين بها..مع الأسف حتى الحجاب بدأ يتبرج...طبعا لأسباب منها منظوماتنا التربوية والإعلامية ...
للشعوب العربية كلها آلام وآمال مشتركة لكن دمى الكراسي هم الحواجز والجدران العازلة...
محبتي وودي أخي كرم..

مغربي سعاد
06/01/2011, 10:26 PM
السلام عليكم أخي المحترم محرز شلبي

قصيدة كتبها الشاعر الكبير نزار قباني عن عظيمة الجزائر والعرب البطلة جميلة بوحيرد


الاسم جميلة بوحيرد
رقم الزنزانة تسعونا
في السجن الحربي بوهران
والعمر اثنان وعشرونا
عينان كقنديلي معبد
والشعر العربي الاسود
كالصيف ... كشلال الاحزان
اربعة للماء وسجان
ويد تنضم على القرآن
وامرأة في ضوء الصبح
تسترجع في مثل البوح
آيات مزقت الاوثان
من سورة مريم والفتح
اسم مكتوب باللهب
مغموس في جرح السحب
في ادب بلادي في ادبي
العمر اثنان وعشرونا
في الصدر استوطن زوج حمام
والثغر الراقد غصن سلام
امرأة من قسطنطينة
لم تعرف شفتاها الزينة
لم تدخل حجرتها الاحلام
لم تلعب ابدا كالاطفال
لم تغرم في عقد أو شال
لم تعرف كنساء فرنسا
أقبية اللذة في "بيغال"
***************
أجمل أغنية في المغرب
أجمل طفلة أتعبت الشمس ولم تتعب
يا ربي هل تحت الكوكب
يوجد إنسان
يرضى أن ياكل أن يشرب
من لحم مجاهدة تصلب
***
أضواء "الباستيل" ضئيلة
وسعال امرأة مسعولة
أكلت من نهديها الاغلال
أكل الانذال
"لوكوسف" وآلاف الانذال
من جيش فرنسا المغلوبة
انتصروا الان على انثى
انثى كالشمعة مصلوبة
القيد يعض على القدمين
وسجائر تطفأ في النهدين
ودم في الانف والشفتين
وجراح جميلة بوحيرد
هي والتحرير على موعد
ومقصلة تنصب والاشرار
يلهون بانثى دون إزار
وجميلة بين بنادقهم
عصفور وسط الامطار
الجسد الخمري الاسمر
تنفضه لمسات التيار
وحروق في الثدي الايسر
في الحلمة
في...
في..ياللعار
الاسم جميلة بوحيرد
تاريخ قرون بلادي
يحفظه بعدي اولادي
تاريخ امراة من وطني
جلدت مقصلة الجلاد
امرأة دوخت الشمس
جرحت أبعاد الابعاد
ثائرة من جبل الاطلس
يذكرها الليلك والنرجس
يذكرها زهر الكباد


نزار قباني

محرز شلبي
06/01/2011, 11:32 PM
الله الله يا سعاد ربي يخليك ويحفظك ..ورحم الله نزار قباني ..
جميلة إسم على مسمى..
لك الشكر كل الشكر ياأخت سعاد ابنة الأمجاد ..من بلدي الجزائر رمز العزة والأسياد..مودتي وتقديري

مغربي سعاد
08/01/2011, 09:03 AM
المرأة التي صفق لها العالم طويلاً محبة واعتزازاً وتقديراً، هي المرأة التي سيستيقظ الشهداء من مقابرهم إذا ما تكلمت، أما التاريخ فسيركع تحت قدميها إجلالاً وإنصاتاً، هي الشخصية التي اختارها التاريخ لتكون بين أبرز خمس شخصيات سياسية طبعت القرن العشرين· هي ليست مجرد اسم رنان في التاريخ العربي الجزائري، إنها رمز مضيء من رموز الكرامة العربية والحرية الإنسانية، هي تجسيد للنزوع المقدس نحو كل ما هو جميل في الحياة البشرية، إنها قصيدة في تراب الوجدان الجزائري والعربي والإنساني، إنها شجرة مثمرة وخالدة في تربة الروح وفي ماء الحلم ودم التحرر القومي والوطني والإنساني·


الجزائر سيدتها العظيمة، تخشى عليها ومستعدة لأن تفديها بما تبقى لديها من عمر وجسد نحيل وبصر ضعيف·
وحدهم العظماء يعرفون معنى الصمت، لذلك انسحبت ببساطة وفي سكون تام كأي كائن جريح، هربت داخل مرايا النسيان واختارت الصمت الصادق، المخيف، الجبار، والجليل سنوات طويلة··· ولأنها تعرف متى يجب أن يشق الصمت فإنها في اللحظة المناسبة تصرخ صرختها المهيبة: يا جزائر، يا وطني يا أنا يا نحن يا شهداء أحياء وأحياء أموات اطلقوا سبيل الحياة حتى لا نظل في السرداب المظلم ما دام هناك من يصر على سرقة شمس الفقراء والكادحين ومادام المسروق يبارك سارقه·



كثيرون يعتبرون أن جميلة بو حيرد هي أبرز المناضلات من أجل الحرية في القرن العشرين. لكن المعلومات المتوفرة عن هذه البطلة التي دخلت التاريخ من أوسع أبوابه في خمسينيات وستينيات القرن الماضي قليلة إلى حد كبير، ولأسباب غامضة للغاية. وفي الواقع، يبدو وكأن ستاراً يلقى عمداً عليها وحولها في محاولة لطمس اسمها ودفعها إلى زوايا النسيان.

المعلومات حول دورها – على الرغم من أهميته – في ثورة التحرير الجزائرية تتكون في معظمها من سطور قليلة متناثرة هنا وهناك. ولربما يكون من السهل جداً على المرء أن يعثر على مصادر معلومات غزيرة ومفصلة عن الكثير من رفاق جميلة في النضال ممن لعبوا أدواراً أقل أهمية من دورها. وذلك في النتيجة يثير العديد من التساؤلات عن الأسباب والدوافع، وخصوصاً أنه لا تكاد مدينة أو بلدة عربية تخلو من شارع أو مدرسة يحملان اسم هذه المناضلة.

وقد يكون من السهل علينا أن ندرك أسباب محاولات تجاهلها لو أخذنا في اعتبارنا حجم ما قدمته جميلة للثورة الجزائرية، حتى بعد اعتقالها، أو خلال محاكمتها أو سجنها، ومدى إسهامها في نجاح الثورة، وفي وقت لاحق في ترسيخ أهمية النضال الوطني ضد الاستعمار. لكن ما يحزن في الأمر أن الدوائر الرسمية في البلاد التي قاتلت من أجل تحررها تعتذر، وبأدب مبالغ فيه، عن عدم توفر معلومات عن جميلة بو حيرد، لتعرض بدلاً عنها معلومات عن شخصيات أخرى. وقد زاد الطين بلةً أن مسؤولاً في إحدى سفارات الجزائر أبلغني أن الشيء الوحيد المتوفر عن جميلة هو أن اسمها ورد لديهم في قوائم شهداء الثورة، علماً بأن جميلة بو حيرد مازالت حية ترزق حتى هذه اللحظة.



قصة جميلة لا تبدأ مع اندلاع الثورة عام 1954، بل تعود في الواقع إلى عام 1830، عندما غزت فرنسا الجزائر واحتلتها بعد أن تعرض قنصلها للإهانة على يد الحاكم الجزائري الذي كان يحمل لقب الداي. وقد حارب الجزائريون قوات الاحتلال بضراوة، لكن عدوهم كان يتفوق عليهم عدة وعدداً. وعلى مدى العقود الخمسة اللاحقة، كانت معظم أراضي الجزائر الخصبة قد صودرت ومنحت لمستوطنين فرنسيين وصل عددهم إلى ربع مليون في الوقت الذي كان فيه عدد الشعب الجزائري يتناقص باطراد.

وقبل سنوات من اندلاع نيران الحرب العالمية الثانية، قامت فرنسا رسمياً بضم الجزائر إليها لتصبح مقاطعة فرنسية في أفريقيا. وعلى الرغم من رفض الشعب الجزائري للإجراء الفرنسي، فقد قامت قوات الاحتلال بتجنيد شباب الجزائر للقتال دفاعاً عن فرنسا خلال الحرب. إلا أن الفترة التي أعقبت الحرب كانت أكثر دموية للجزائريين من الحرب نفسها.

كان من الواضح أن فرنسا التي خرجت منتصرة من الحرب، ستأكل وعوداً أطلقتها بمنح الحرية للجزائريين لو قاتلوا معها. وكان من الطبيعي أن يؤدي ذلك إلى اندلاع مظاهرات سلمية لأشهر متتالية احتجاجاً على المعاملة السيئة لقوات الاحتلال بعد الحرب (من الأمثلة الشهيرة على ذلك حصر توزيع الخبر على الأوروبيين فقط، أما غيرهم فحصتهم كانت من خبز الشعير). وكان أكثر من 15.000 شخص قد تظاهروا في مستغانم دونما حادث يذكر. لكن ذلك سرعان ما تغير عندما قام الجيش الفرنسي بارتكاب مذبحة مريعة في شوارع بلدة سطيف وجوارها علة مدى أيام قليلة رداً على المظاهرات السلمية.

ففي الثامن من مايو 1945، وهو اليوم الذي اختاره الحلفاء للاحتفال بانتصارهم على النازية، تجمع آلاف الجزائريين قرب أحد مساجد البلدة للقيام بمسيرة سلمية سبق لمنظميها أن حصلوا على موافقة السلطات عليها. لكن القوات الفرنسية التي جيء بها من قسنطينة لم تمهل الجماهير كثيراً، حيث فتحات عليها نيران رشاشاتها.

وخلال دقائق كانت الجثث تملأ شوارع الحي. وتحدث الشهود عن مناظر مرعبة. فقد كان مرتزقة الفرقة الأجنبية الشهيرة بقسوتها في الجيش الفرنسي يمسكون الأطفال من أرجلهم ويضربون برؤوسهم الجدران والصخور، ويبقرون بطون الحوامل ويلقون بالقنابل اليدوية في مداخن المنازل لقتل قاطنيها. كما تعرض من حاولوا دفن القتلى إلى مجازر مماثلة بنيران الرشاشات وسط المقابر.

وتشير السجلات العامة إلى أن المستوطنين الأوروبيين أفزعتهم بادرة التظاهر إلى درجة أنهم كانوا يشجعون جنودهم على قتل الجميع. وهكذا توسعت المذبحة على مدى الأيام القليلة التالية، فقصفت المزارع القرى القريبة بالمدفعية، فيما استخدم الطيران لدك كل ما لم يطله مدى المدفعية. وقد سقط في تلك المجزرة الشنعاء أكثر من 45.000 شهيد جزائري.

ومن الروايات التي تبين بشاعة الحدث، أن عقيداً مسؤولاً عن دفن القتلى تعرض للوم بسبب بطئه في العمل، فأجاب قائلاً "أنتم تقتلون بأسرع من طاقتنا على الدفن."!!

كانت لمذبحة سطيف وغيرها من الأحداث المماثلة أبلغ الأثر في تلقين الجزائريين درساً بالغ الأهمية: الفرنسيون لن يمنحوهم حريتهم أبداً إذا لم يقاتلوا من أجلها.

في ذلك المناخ العام ولدت جميلة بو حيرد وترعرعت في عائلة متوسطة الحال. وقد تلقت تعليمها في مدرسة فرنسية، لكنها سرعان ما انضمت لحركة المقاومة السرية عن طريق شقيقها. وكانت آنذاك فتاة باهرة الجمال وجريئة للغاية.

وقد عملت خلال أعوام انطلاقة الثورة كمسؤولة ارتباط مع القائد سعدي ياصف. كما أن تقارير غير مؤكدة تتحدث عن أنها تولت لبعض الوقت مسؤولية العمليات المسلحة في العاصمة، الجزائر.

كانت الثورة الجزائرية 1954-1965 واحدة من أقوى حركات النضال ضد الاستعمار، والتي اجتاحت في تلك العقود آسيا وأفريقيا. وقد انطلقن العملية الأولى للثورة في الأول من نوفمبر 1954، عندما هاجم فدائيو جبهة التحرير الوطني قوة جزائرية في جبال الأوراس الشرقية. وكانت المعنويات الفرنسية آنذاك تعاني الكثير بعد الهزيمة المذلة التي لحقت بقواتهم في معركة ديان بيان فو الشهيرة، والتي خطت سطور نهاية الاحتلال الفرنسي للهند الصينية، وبالتالي نهاية الإمبراطورية الاستعمارية الفرنسية.

وقد لقي الكفاح المسلح دعماً كبيراً، خصوصاً في المناطق الريفية وبين القرويين. أما في المدن، فإن الأحياء الشعبية مثل حي القصبة في العاصمة، وفرت دعماً ممتازاً للمقاتلين، وأصبحت مناطق شبه محظور دخولها على قوات الاحتلال. وكانت المظاهرات العارمة تندلع في المدن الجزائرية حيث كان المتظاهرون يتصدون لقوات الاحتلال بصدورهم العارية غير عابئين بالموت.

ألقى الفرنسيون بكل قوتهم في وجه الثورة، واستخدموا كامل جيشهم المزود بأحدث ما لدى حلف الناتو من سلاح. وقد شارك ما ينوف على 400.000 جندي فرنسي في المعارك على مدى سبع سنوات ونصف السنة، بالإضافة إلى أكثر من ثلثي سلاح الجو ونصف البحرية. كما استخدم الفرنسيون آخر ما أبدعوه في مجال مكافحة النضال الوطني. ففضلاً عن الدبابات والطائرات، والحصار البحري، استخدموا الأسيجة المكهربة لإقفال الحدود مع تونس والمغرب، وأقاموا شبكات متصلة في شتى الأنحاء لعزل واصطياد المناضلين، ومسحوا عن وجه الأرض أكثر من 8.000 قرية في إطار سياسة الأرض المحروقة. ولم يقصروا في اللجوء إلى شتى السبل المعقدة والشيطانية بما فيها الإرهاب والتجسس والتعذيب لقمع الثورة.

قدم الشعب الجزائري ضحايا بالآلاف يومياً، وبلغ عدد شهدائه أكثر من مليون، كما أن ما يزيد عن مليونين ونصف فقدوا منازلهم. وامتلأت شوارع المدن بأكثر من 300.000 طفل يتيم، فيما اضطر 300.000 جزائري للفرار إلى المغرب وتونس حيث شكلوا هناك قواعد إضافية ترفد الثورة.


كانت جميلة بو حيرد واحدة من الآلاف المؤلفة من المناضلين الذين كتب لهم سوء الحظ أن يسقطوا في قبضة العدو. فقد ألقي القبض عليها أثناء غارة شنتها القوات الفرنسية الخاصة، واتهمت بزرع الكثير من المتفجرات والعبوات الناسفة في العاصمة، مما أودى بحياة الكثير من الفرنسيين. وبعد عمليات تعذيب يصعب تصورها، قدمت للمحاكمة في يوليو 1957، فحكم عليها بالإعدام.


لكن محاميها الفرنسي، وهو مؤمن بقوة بحق الشعوب في تقرير مصيرها، لم يكن مستعداً لتقبل الهزيمة في قضيتها. وهكذا قام المحامي، وهو جاك فيرجيس، بحملة علاقات عامة واسعة غطت العالم بزواياه الأربع، واكتسب من وراء هذه القضية، وما تبعها من قضايا مماثلة، شهرة عالمية. وكان من نتائج الضغط الكبير الذي مارسه الرأي العام العالمي تأييداً للبطلة جميلة بو حيرد أثر حاسم في إجبار الفرنسيين على تأجيل تنفيذ الحكم بإعدامها. وفي عام 1958، نقلت إلى سجن ريمس.

وعلى الصعيد السياسي، وبعد خسائر بشرية باهظة للجانبين، تم في مايو 1962 توقيع اتفاقيات إيفيان وإعلان استقلال الجزائر. وكانت فرنسا قد بدأت قبل أشهر، ومع تقدم سير المفاوضات، بإطلاق سراح الأسرى الجزائريين تدريجياً. وعندما أطلق سراح جميلة، تزوجت بعد أشهر من محاميها الذي أشهر إسلامه واتخذ اسم منصور.

بعد الاستقلال، تولت جميلة رئاسة اتحاد المرأة الجزائري، لكنها اضطرت للنضال في سبيل كل قرار وإجراء تتخذه بسبب خلافها مع الرئيس آنذاك، أحمد بن بلة. وقبل مرور عامين، قررت أنها لم تعد قادرة على احتمال المزيد، فاستقالت وأخلت الساحة السياسية. وهي ما تزال تعيش في العاصمة الفرنسية حتى الآن، متوارية عن الأنظار. لكن المرات القليلة التي ظهرت فيها أمام الناس أثبتت أن العالم ما زال يعتبرها رمزاً للتحرر الوطني.

مغربي سعاد
08/01/2011, 09:19 AM
محاكمة متواطئة ,, للمناضلة الجزائرية جميلة بو حريد!!

قصة المناضلة الجزائرية (جميلة بو حريد),, واحدة من مليون قصة لشهداء ثورة الجزائر,, وهي قصة لا تقل في بطولتها عما قدمه المليون شهيد,, لكنها بما احتوته من مآس وصمود ترتفع الى مستوى الرمز,, لتعبر عن كفاح الجزائر,, وتصبح مثلا على التضحية من أجل الاستقلال.
وكان دور جميلة النضالي يتمثل في كونها حلقة الوصل بين قائد الجبل في جبهة التحرير الجزائرية ومندوب القيادة في المدينة (ياسيف السعدي) الذي كانت المنشورات الفرنسية في المدينة تعلن عن مائة الف فرنك ثمنا لرأسه!!

وفي أحد الايام كانت جميلة متوجهة (لياسيف السعدي) برسالة جديدة,, لكنها احست ان ثمة من يراقبها فحاولت الهروب,, غير ان جنود الاحتلال طاردوها وأطلقوا عليها الرصاصات التي استقرت احداها في كتفها الايسر وحاولت المناضلة الاستمرار في الانفلات غير ان ابنة الثانية والعشرين سقطت بجسدها النحيل الجريح,,وافاقت في المستشفى العسكري حيث كانت محاولة الاستجواب الاولىلإجبارها على الإفصاح عن مكان (ياسيف السعدي) ,, غير انها تمسكت بموقفها,, فادخلها جنود الاحتلال في نوبة تعذيب استمرت سبعة عشر يوما متواصلة,, وصلت الى حد ان اوصل جنود الاحتلال التيار الكهربائي بجميع انحاء جسدها حيث لم يحتمل الجسد النحيل المزيد واصيب بنزيف استمر خمسة عشر يوما,, لكن لسان جميلة بوحريد وجسدها كان اقوى من كل محاولات معذبيها بعدها انتقلت (جميلة) لسجن (بار بروس) اشهر مؤسسات التعذيب في العصر الحديث,, حيث بدأت نوبات اخرى من التعذيب استمرت احدى جلساتها الى ثماني عشرة متواصلة حتى اغشي عليها واصيبت بالهذيان,, ثم بعدها السماح لها بوجود تحقيق رسمي,, حيث حضر هذاالتحقيق المحامي الفرنسي (ميسو قرجيه) الذي قال لجميلة بمجرد توليه الدفاع عنها (لست وحدك,, فكل شرفاء العالم معك) ورغم ان القاضي المشرف على التحقيق رفض منحه ساعة واحدة للجلوس معها للاطلاع على ملابسات القضية,, ولم يستجب الا بعد ان هدد بالانسحاب من القضية وايدت (جميلة) التهديد بأنها لن تجيب عن اية اسئلة في غير وجود محاميها,, واستمر التحقيق معها قرابة الشهر وقع خلالها حادث القاء مفرقعات بأحد المحال الجزائرية.



المحاكمة المتواطئة

بدأت المحكمة يوم 11 (يوليو 1957,, بعد انتهاء التحقيق,, وبعد ان رفض عديد من المحامين الفرنسيين الاشتراك في الدفاع عن (جميلة بوحديد) لرفض المحكمة اطلاعهم على ملف القضية ولرفضها ايضا استبعاد التحقيقات التي اخذت خلال جلسات التعذيب.
وكانت جلسة المحاكمة الاولى مجرد سجال عقيم بين المحكمة و(جميلة بوعزة) زميلة (جميلة بوحريد) في الاتهام واعترفت فيها (بوعزة) بان (بوحريد) هي التي حرضتها على إلقاء المتفجرات وكانت تتحدث بصوت عال وبشكل غير طبيعي الامر الذي دعا (مسيو فرجية) لتقديم طلب للمحكمة لعرض (بو عزة) على طبيب أمراض عقلية فرفضت المحكمة طلبه,, ورغم ذلك استمر في الدفاع عن (جميلة بو حريد) وزملائها,.
غير ان تشدد المحكمة وانحيازها الواضح دفعه لابلاغ المحكمة بأنه احترامه للعدالة واحترامه لنفسه يضطرانه الى الانسحاب والى ابلاغ نقيبهم في باريس.


وفي اليوم الثالث تم استجواب المتهمين الاربعة (جميلة بو حديد) و(جميلة بوعزة) و(طالب) و(حافيد) ,, وكذا الاستماع الى الشهود والى ثلاثة من الاطباء العقليين بشأن الحالة العقلية ل(بوعزة) الذين رفضوا الافصاح عن حالتها بحجة سر المهنة.

وكانت اعترافات (جميلة بو عزة) 19 سنة تقول: انه بناء على اشارة من جميلة بو حريد وضعت بو عزة قنبلة في سلة المهملات يوم 9 نوفمبر 1956 وفي يوم 26 يناير 1957 وضعت قنبلة ثانية انفجرت في مقهى آخر نتج عنه قتل شخصين.

وايضا تم تضمين ملف القضية صورة من تحقيق ادعت المحكمة ان (جميلة بو حريد) قد أدلت به غير انها انكرت ذلك وانتهت المحكمة الى توجيه التهم التالية لجميلة بو حريد (احراز مفرقعات والشروع في قتل والاشتراك في حوادث قتل وفي حوادث شروع في قتل وتدمير مبان بالمفرقعات والاشتراك في حوادث مماثلة,, الانضمام الى جماعة من القتلة) وخمس من هذه التهم عقوبتها الاعدام.

وعندما قرأت المحكمة المتواطئة الحكم بالاعدام على (جميلة بو حريد) انطلقت فجأة (جميلة) في الضحك في قوة وعصبية جعلت القاضي يصرخ بها (لا تضحكي في موقف الجد) ,, وكأن الموقف بالفعل كان جاديا.

غير انها قالت في قوة وثبات (ايها السادة,, انني أعلم انكم ستحكمون على بالاعدام ,, لأن أولئك الذين تخدمونهم يتشوقون لرؤية الدماء,, ومع ذلك فأنا بريئة,, ولقد استندتم في محاولتكم إدانتي الى اقوال فتاة مريضة رفضتم عرضها على طبيب الامراض العقلية بسبب مفهوم,, والى محضر تحقيق وضعه البوليس ورجال المظلات وأخفيتم اصله الحقيقي الى اليوم,, والحقيقة انني احب بلدي واريد له الحرية,, ولهذا أؤيد كفاح جبهة التحرير الوطني، انكم ستحكمون علي بالاعدام لهذا السبب وحده بعد ان عذبتموني ولهذا السبب قتلتم اخوتي (بن مهيري) و(بو منجل) و(زضور) ولكنكم اذا تقتلونا لا تنسوا أنكم بهذا تقتلون تقاليد الحرية الفرنسية ولا تنسوا انكم بهذا تلطخون شرف بلادكم وتعرضون مستقبلها للخطر,, ولا تنسوا انكم لن تنجحوا ابدا في منع الجزائر من الحصول على استقلالها.

وقد خرجت صرخة جميلة من قاعة المحكمة الى ارجاء العالم,, فقد ثار العالم من اجمل جميلة,, ولم تكن الدول العربية وحدها هي التي شاركت في ابعاد هذا المصير المؤلم عن جميلة فقد انهالت على (داج همرشولد) السكرتير العام للامم المتحدة وقتها البطاقات من كل مكان في العالم,, تقول: (انقذ جميلة) ,, (انقذ جميلة),.

وتمر ايام قليلة ويتقهقر الاستعمار الفرنسي,, ويعلن السفاح (لاكوست) انه طلب من رئيس جمهورية فرنسا وقتئذ العفو عن جميلة,, ثم يتبجح ويقول (ما من امرأة اعدمت على أرض فرنسية منذ خمسين عاما).

وكانت (جميلة) رغم ذلك على بضع خطوات من حتفها وقد تعمدوا اخفاء موعد اعدامها عن الاعلام,, وتواطأت معهم وكالات الابناء الاستعمارية ,, لكن ارادة الشعوب كانت هي الاقوى والابقى فوق ارادة الظلم الاستعمار ,, ولم يتم اعدام جميلة بو حريد كما حكمت المحكمة الظالمة.

محرز شلبي
09/01/2011, 11:26 PM
العزيزة الأخت سعاد لك مني ألف مليار بليون تحية احترام وإجلال على هذه المعلومات القيمة التي أنرت بها قصة المجاهدة جميلة..
فعلا هناك أيادي خفية وأسباب عليها علامات استفهام حول أسباب طمس تاريخ من أمثال هذه البطلة...!!!
تشكراتي ومودتي

مغربي سعاد
10/01/2011, 10:03 AM
العزيزة الأخت سعاد لك مني ألف مليار بليون تحية احترام وإجلال على هذه المعلومات القيمة التي أنرت بها قصة المجاهدة جميلة..
فعلا هناك أيادي خفية وأسباب عليها علامات استفهام حول أسباب طمس تاريخ من أمثال هذه البطلة...!!!
تشكراتي ومودتي
السلام عليكم أخي المحترم محرز شلبي;
سيدي ، لما يخص الامر الجزائر او العروبة او الاسلام تجدني و بدون ادنى تفكير سل سيفي في وجه من يتربص بهم ....و من واجبنا تنوير الناس و تذكيرهم بصفحات بيضاء في تاريخ أمتنا العربية و الاسلامية ...حتى تتثبط الهمم بعد الاحباط الذي لف كل شيء....
تحياتي

محرز شلبي
10/01/2011, 12:36 PM
السلام عليكم أخي المحترم محرز شلبي;
سيدي ، لما يخص الامر الجزائر او العروبة او الاسلام تجدني و بدون ادنى تفكير سل سيفي في وجه من يتربص بهم ....و من واجبنا تنوير الناس و تذكيرهم بصفحات بيضاء في تاريخ أمتنا العربية و الاسلامية ...حتى تتثبط الهمم بعد الاحباط الذي لف كل شيء....
تحياتي


الله الله ما أحوجنا لأمثالك من تحمل بين جنبيها هذا الصدق الوطني العربي الإسلامي...
لك كل الشكر وأعانك الله سيدتي سعاد وأسعدك في الدارين..مودتيييييييييي