المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : منتدى علم اللغة يدعوكم إلى مناقشة "لغات دون أصوات"



Prof. Ahmed Shafik Elkhatib
24/03/2007, 11:18 PM
يحين الدور هذا الأسبوع على موضوع لكاتب هذه السطور، وهو:

لغات دون أصوات

الذي يؤدي إليه الرابط التالي:

http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=1806

رجاء قراءة الموضوع قراءة متعمقة، ثم التفضل بالتعليق عليه في موعد أقصاه يوم السبت 31 مارس الجاري إن شاء الله.

وشكرا جزيلا لكم على تعاونكم البنَّاء

ريمه الخاني
25/03/2007, 10:08 AM
الف شكر سيتم الاطلاع

سامي دادي
25/03/2007, 12:04 PM
شكرا على التناول القيمو النحتوى الجدي لكنني لا أرى إشكالية للنقاش فيما طرحت. كل ما في الأمر هو طرح علمي لمجمل ما يمكن أن يقال عن لغة الأشارة.
فقط ما يمكن أن يطرح موضوعا للنقاش هو مدىفاعلية الأشارة في التعويض عن اللغة المنطوقة لأنجاز الجانب الدلالي لصيغ النطق كالتمتمة، المهمهة، التكرار، الشد على مقاطع أو حروف (صواتم) معينة في النص\الخطاب. يمكن رسم كل هذا باللغة المكتوبة لكن لا علم لي إن كانت اللغة الأشارية قادرة على توصيل هذا البعد الذي يعتبر جانب مهما في تحليل الخطاب.

Prof. Ahmed Shafik Elkhatib
25/03/2007, 04:40 PM
الف شكر سيتم الاطلاع
في انتظار اطلاعكم وتعليقكم.

Prof. Ahmed Shafik Elkhatib
26/03/2007, 08:15 PM
شكرا على التناول القيمو النحتوى الجدي لكنني لا أرى إشكالية للنقاش فيما طرحت. كل ما في الأمر هو طرح علمي لمجمل ما يمكن أن يقال عن لغة الأشارة.
فقط ما يمكن أن يطرح موضوعا للنقاش هو مدىفاعلية الأشارة في التعويض عن اللغة المنطوقة لأنجاز الجانب الدلالي لصيغ النطق كالتمتمة، المهمهة، التكرار، الشد على مقاطع أو حروف (صواتم) معينة في النص\الخطاب. يمكن رسم كل هذا باللغة المكتوبة لكن لا علم لي إن كانت اللغة الأشارية قادرة على توصيل هذا البعد الذي يعتبر جانب مهما في تحليل الخطاب.
أسئلة مهمة أرجو أن يشترك في مناقشتها المهتمون بالموضوع.

وثيق الصلة بموضوع النقاش مقالي المترجم بعنوان "لغة الإشارة" الذي يؤدى إليه الرابط التالي:

http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=1250&highlight=%E1%DB%C9+%C7%E1%C5%D4%C7%D1%C9

سمير الشناوي
26/03/2007, 10:04 PM
استاذي الدكتور احمد شفيق
لدي بعض الاسئلة في هذا المجال، فاسمح لي بطرحها عليك:
1- مالذي يجمع بين اللغة المنطوقة وغير المنطوقة non-verbal من منظور علم اللغة ، و مالفرق : الصوت فقط ؟؟؟
2- في لغتنا المنطوقة ( التي نتكلمها) عادة مايختلف المعنى حسب السياق ، فهل لغة الاشارة تكون context-free ، وكيف يعبرون عن الكلمات التي تاخذ دلالات مختلفة حسب الموقف.
( بيني وبينك انا بحلم بحكاية لغة context-free زي لغة الحاسب كده - كان دمغتا استريحت / وجلسنا ندعو لعمنا تشومسكي مثلما يدعو له اصحاب لغات برمجة الحاسب - لغة ليس عليها خلاف)
3- هل لغة الاشارة هذه يمكن الابداع بها بشكل مستقل- ام هي مجرد مرايا للغة المنطوقة.
4- هل نسمي لغة الصم هذه artificial language ؟

مع خالص تقديري
سمير الشناوي

محمد السمري
28/03/2007, 06:59 AM
مشكوور اخي الكريم

Prof. Ahmed Shafik Elkhatib
29/03/2007, 05:06 PM
الشكر لك أنت على الاطلاع، يا أخي المكرَّم.

Prof. Ahmed Shafik Elkhatib
30/03/2007, 07:34 PM
استاذي الدكتور احمد شفيق
لدي بعض الاسئلة في هذا المجال، فاسمح لي بطرحها عليك:
1- مالذي يجمع بين اللغة المنطوقة وغير المنطوقة non-verbal من منظور علم اللغة ، و مالفرق : الصوت فقط ؟؟؟
2- في لغتنا المنطوقة ( التي نتكلمها) عادة مايختلف المعنى حسب السياق ، فهل لغة الاشارة تكون context-free ، وكيف يعبرون عن الكلمات التي تاخذ دلالات مختلفة حسب الموقف.
( بيني وبينك انا بحلم بحكاية لغة context-free زي لغة الحاسب كده - كان دمغتا استريحت / وجلسنا ندعو لعمنا تشومسكي مثلما يدعو له اصحاب لغات برمجة الحاسب - لغة ليس عليها خلاف)
3- هل لغة الاشارة هذه يمكن الابداع بها بشكل مستقل- ام هي مجرد مرايا للغة المنطوقة.
4- هل نسمي لغة الصم هذه artificial language ؟

مع خالص تقديري
سمير الشناوي
الأخ الأستاذ سمير

معذرة لتأخري في الرد لأسباب خارجة عن إرادتي.

1- الذي يجمع بينهما أنهما وسيلتان للتواصل, وأيضا استخدام اللغة المنطوقة أحيانا بعض ملامح اللغة غير المنطوقة مثل الإشارات والإيماءات، باعتبارها ملمحا مصاحبا للتعبير الصوتي.
أما الفرق فهو الصوت كما تفضلتَ.
وبالمناسبة، هل تعرف مدلول المصطلحات اللغوية التالية، والفرق بينها: paralinguistic ، extralinguistic ، metalanguage؟
في انتظار ردك! وأرجو ألا يكون سؤالي سببا في ألا تسألني مرة أخرى!!
وربما وجدت في المقارنة بين اللغة المنطوقة واللغة المكتوبة ما له صلة بالموضوع. وإليك الرابط:

http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=1458&highlight=%C7%E1%E6%D3%ED%D8


2- في لغة الإشارة هناك لكل دلالة إشارة مختلفة، وليست هناك إشارة تدل على أكثر من دلالة.

3- لدى البكم هي وسيلة للإبداع فيمكنهم الحكاية أو الوصف أو التعبير عن المشاعر مثلا، ولا علاقة لها باللغة المنطوقة، ربما باستثناء هجاء أسماء الأعلام بالأصابع.


4- لا، فاللغة الاصطناعية خليط من مفردات اللغات الطبيعية وتراكيبها، وتستخدم الصوت منطوقة، والحروف الهجائية مكتوبة, وهو ما لا نجده في لغة الإشارة.
وربما أحببت أن تطلع على مقالي عن لغة الإسبرانتو الاصطناعية على هذا الرابط:

http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=1246&highlight=%C7%E1%C5%D3%C8%D1%C7%E4%CA%E6

تحياتي.

سمير الشناوي
30/03/2007, 07:43 PM
لا يابروفسير اسئلتك تسعدني
سابحث في الموضوع وارد عليك قريبا جدا
وشكرا على كافة الامتحانات oops اقصد كافة المعلومات:laugh:
مع خالص تقديري واحترامي لشخصكم الكريم

سمير الشناوي

سليمان أبو ستة
31/03/2007, 01:40 AM
أستاذنا البروفيسور/ أحمد شفيق الخطيب لا فض فوه
لقد وجه لنا بحثك الموجز عن لغات الإشارة أنظارنا إلى مجالات عديدة من المعرفة لم نكن نأبه لها من قبل، أو لأقل إن هذا الأمر ربما انطبق علي وحدي، غير أن الخواطر التي أثارها هذا البحث عندي، والأسئلة التي لم أجد لها إجابة كانت عديدة ، فاسمح لي بطرحها علّي ألقى لها ردا يكون وافيا وكافيا لإزالة اللبس وما يكتنفه من الغموض.
وأول هذه الأسئلة: لم لا يكون تعلم لغات الإشارة موجهاً إلى كافة الناس سواء منهم الأصحاء والذين يعانون من الصمم والبكم؟ وما دامت اللغة وسيلة متبادلة للتفاهم فلماذا يراد للغة الإشارة أن تظل مقتصرة على هذا المجتمع الذي لا يتجاوز عدده الواحد من الألف وبالتالي نعمل على الزيادة من عزلتهم أوعزلتنا عنهم. صحيح أن الأصحاء إذا واجهوا مثل هذه الحالات من وجود الصم والبكم بين ظهرانيهم فإنهم يجدون أنفسهم مضطرين لتعلم لغة الإشارة للتعامل معهم ، ولكن ماذا عن قطاعات أخرى من الناس معرضين للتعامل مع هذا المجتمع من الصم والبكم في مختلف نواحي الحياة.. هل يطلب من هؤلاء استخدام مترجمين يرافقونهم دوماً؟
والسؤال الثاني أني فهمت من مقالك أنه ثمةعدة لغات للإشارة ، بل إن منها اثنتين، كما تقول، تستعملان في الولايات المتحدة هما اللغة الأمريكية للإشارة واللغة الإنجليزية الإشارية فهل يتوجب على الأمريكي الأصم أن يتقن اللغتين معا، ولم لا تكون هناك لغة عالمية للإشارة، وإن لم يمكن ذلك ( ولم لا يمكن؟ ) فهل إن اختلاف لغات الإشارة بين الدول يتبع الاختلاف في لغاتهم المنطوقة، وإن كان ذلك صحيحا فهل يمكننا استنتاج تعدد لغات الإشارة في وطننا العربي مثلا تبعا لتعدد لهجاته المحكية؟
وثالث هذه الأسئلة، وآمل ألا أكثر من أسئلتي التي تنم عن مدى جهلي بهذا الموضوع الذي نبهتنا إليه، هو هل إن الإشارات التي يستخدمها الأصحاء في حديثهم تصلح لأن تكون محلا للبحث ( اللاصوتي ) ، وماذا أيضا عن الإشارات التي يسبب بعضها اضطرابا في الفهم بين الشعوب المختلفة كتلك الإشارة من هز الرأس يمينا وشمالا وهي تعني عندنا نحن العرب الرفض بينما تعني بين الهنود القبول ، وقد كادت هذه الإشارة أن تسبب لي يوما مشكلة ما ولم تكن هذه المشكلة إذ ذاك أن تحل لولا أني سرعان ما انتبهت إلى معناها المألوف عندهم . بل ماذا تقول عن الإشارات التي تستخدم في أدائها أعضاء النطق وهي ليست من الكلام ومنها واحدة في عاميتنا الشامية وهي إشارة تؤدى بقرع جانب اللسان بأحد جانبي الشدق فتصدر صوتا يشبه صوت القطعة من العجين تنزعها من الوعاء نزعا، وهي تغني عن نطقنا لكلمة (لا)، غير أني صادفت هذه الإشارة ( الصوتية) في ليبيا ووجدتها تعني عندهم عكس ما تعنيه عندنا؛ أي الموافقة والقبول!
وأخيرا فماذا نسمي هذه الإشارات في قافية أبيات أبي نواس التالية:
ولقد قلت للمليحة قولي ** من بعيد لمن يحبك... ( صوت قبلة مرتين)
فأشارت بحاجبيها وقالت ** من بعيد خلاف ما قلت...( صوت رفض مرتين)
فتنفست ساعة ثم إني ** قلت للعير عن ذلك ( صوت جانبي يعني: إمشِ)
وما دمنا تعرضنا للغة الإشارة في الشعر، وكنت ذكرت في مقالك أن هناك شعرا يتم نظمه باستخدام لغة الإشارة ، فهل لي أن أسأل عن وجود عروض لهذا الشعر! أعني هل يتوفر له أي نوع من أنواع الإيقاع ولو كان من المرجح أن يكون هذا الإيقاع حركياً صرفاً؟
آملاً ألا يحول مقدار الجهل الذي تشي به أسئلتي وخواطري المتناثرة من ألا أتلقى الجواب الكافي عنها، ودمتم،،،،،

Prof. Ahmed Shafik Elkhatib
01/04/2007, 05:19 PM
الأخ الكريم الأستاذ سليمان أبو ستة

سعدت بمشاركتكم القيِّمة وبأسلوبكم الراقي في طرح الأسئلة وبدعائكم لي. ولست أدَّعي الإلمام الكامل بالإجابة عن كل ما تفضلت بالسؤال عنه، وأرجو أن يدلي اللغويون الآخرون بالجمعية بدلوهم في استكمال الإجابات.

فيما يتعلق بسؤالكم الأول، فإنني أضم صوتي إلى صوتكم في دعوتكم الإنسانية إلى أن يتعلم كافة الناس لغة الإشارة، أو على الأقل أن يلموا ببعض أساسياتها. غير أنه ربما يحول دون تحقيق هذا الهدف ضعف إدراك الأصحاء لأهمية هذا التعلم، ومن ثم اقتصاره –كما تفضلتم- على من يضطرون إلى التعامل مع البكم مثل آبائهم وإخوتهم من غير البكم. كما يحول دونه القلة النسبية التي يتعرض فيها الناس للتعامل مع هذه الفئة من البشر (هل هذا سبب أم نتيجة؟! سؤال مشروع) مثلما يحدث عندما يكون الأبكم شاهدا أو متهما في قضية منظورة أمام المحكمة، وهنا لا بد من انتداب "مترجم" للغة الإشارة يكون وسيطا بين الأبكم والمتكلمين.

وبخصوص سؤالكم الثاني أقول: كما أن للغات الطبيعية لهجات فإننا يمكن أن نقول أيضا إن للغة الإشارة "لهجات"، غير أن الجوانب المشتركة بينها تفوق جوانب الاختلاف، مما يسمح بشيء من التفاهم في معظم الحالات.

أما فيما يتعلق بسؤالكم الثالث، فإن الإجابة بالإيجاب، حيث إن إشارات الأصحاء هي بالفعل محل للبحث، ولربما ألقت الإجابة المنتظرة من الأستاذ سمير الشناوي عن السؤال الذي وجهته إليه بخصوص بعض المصطلحات اللغوية الضوء على هذه النقطة، وبخاصة الحالات التي يمكن أن تتسبب فيها الإشارات الحركية أو الصوتية في سوء تفاهم بين من ينتمون إلى ثقافات و/أو لغات مختلفة. أما "الإشارات" في قافية أبي نواس فهي أصوات غير لغوية، تحاكي فقط المواقف التي تستخدم فيها في الحياة.

وتحياتي لشخصكم الكريم.

سمير الشناوي
02/04/2007, 12:16 AM
استاذي الجليل احمد شفيق

ساحاول الاجابة على الامتحان ، والحمد لله انه open book
1- اجابة السؤال الثالث: metalanguage ( اللغة الفوقية) هي اللغة التي نستخدمها للحديث عن اللغة مثل النحو التوليدي generative grammar وكل مدارس النحو الاخرى فكلها metalanguage
2-Paralanguage هو استخدام مثلا ايقاع الصوت لاعطاء ظلال المعنى ، و احيانا fonts , و smileys في النصوص المكتوبة. اما الترجمة مش عارف . نقدر نقول " اشباه اللغة" - :confused:
3- اما extralingustic فهي خارج اطار للغة تماما مثل استخدام set of symbols والامر محتاج توضيح

واخيرا ارجو استعمال الرافة عند تصحيح الاوراق:)
مع خالص تقديري
سمير الشناوي

Prof. Ahmed Shafik Elkhatib
03/04/2007, 06:27 PM
الأستاذ سمير

Well done!

وإليك المزيد، دون اختبارات هذه المرة!

1- للمصطلح metalanguage معنيان، أحدهما لا علاقة له بموضوع لغة الإشارة، وهو المعنى الذي أشرت إليه أنت. وربما يمكن ترجمته في هذه الحالة إلى "اللغة الشارحة".
أما المعنى الثاني ذو الصلة فيشير إلى العلاقة بين النظام اللغوي والجوانب الأخرى للسلوك. ويشبه هذا المعنى مفهوم سياق الموقف context of situation/situational context. ويمكن ترجمته بهذا المعنى إلى "ما وراء اللغة".

2- ما رأيك في "شبه اللغة" اسما، و "شبه لغوي" صفة؟

3- يشير مصطلح extralinguistic إلى أي شيء في العالم (عدا اللغة) تُستخدم اللغة في علاقتها به. ولهذا المصطلح استخدام عام للإشارة إلى أية خصائص لمثل هذه المواقف.
كما أن له استخداما محددا للإشارة إلى خصائص التواصل التي لا يمكن تحليلها لغويا، مثل الإشارات (أو لغة الإشارة بأعضاء الجسم) gestures ، ومثل نغمة الصوت tone of voice التي تميز شخصا ما عن غيره.
ويشير بعض اللغويين إلى الاستخدام الأول بالمصطلح metalanguage ، في حين يشير بعضهم إلى الاستخدام الثاني بالمصطلح paralanguage.

تحياتي.

سمير الشناوي
04/04/2007, 01:07 AM
دكتور شفيق
الحوار معك متعة كبيرة ، ومعلومات مفيدة.
في الحقيقة ان كل مشاركة لي مع حضرتك تضيف الي الكثير
ولاجل الامانة احيانا احاول الاشتراك في مواضيعك الاخرى التي تطرحها- والتي نسلم باهميتها- اجد صعوبة كبيرة - يمكن لان المناقشة تحتاج الى قراءة كتاب قد لا يسمح الوقت لي بقرائته او فهمه حتى اتمكن من المناقشة.
اما بالنسبة لشبه اللغة فهي ترجمة جميلة.
واخيرا
مع بالغ تقديري واحترامي الكبير
سمير الشناوي

سليمان أبو ستة
04/04/2007, 01:17 AM
أستاذنا العلامة الدكتور / أحمد شفيق الخطيب حفظه الله

أشكرك على تفضلك بالإجابات الوافية على تساؤلاتي، وبقي عندي سؤالان واجهاني في الفترة التي قضيتها في انتظار ردك الكريم، الأول : قرأت على هذا الرابط :
http://www.aun.edu.eg/fac_wadi/mg2b1.htm
قول الباحث الدكتور/ سري الشريف : " ومن ثم استوقفتني بلاغة الإشارات الحسية ومدى أهميتها عند الإنسان كأداة للتعبير عن أفكاره ومعانيه وكوسيلة مهمة لتبليغ المعاني ، وكلغة مفهومة بين بني الإنسان فلقد دفعني ذلك إلى الدراسة في هذا البحث الذي جعلته بعنوان ( الوظيفة الدلالية للإشارات الحسية ) ". وقوله أيضا: "أما الوسائل التي تقوم بأداء الإشارات الحسية فهي كالغمز واللمز والهمز والإيماء والحركة والرمز والعلامة ، أما أنواع الإشارات الحسية فهي تندرج تحت الإشارات الطبيعية و الصوتية و الضوئية و المرسومة و الحركية ، و تستخدم هذه الإشارات كلغة مهمة للذين يخاطبون الصم و البكم أو كلغة مهمة للمتحابين العشاق الذين يلجئون إليها ليأمن سرهم".
وسؤالي هو : هل لهذا العلم ( وهو كما يبدو لي يؤصل لفرع جديد من فروع البلاغة ) أصل سبق عند غيره من القدماء والمعاصرين ، أو تأثر به الباحث عن طريق الثقافة الغربية، فيما يعرف بمصطلحات من نحو metalanguage و extralinguistic أم هو اختراع توصل إليه وحده أم ترى فيه أخيرا محض افتراء .
والثاني : قرأت خبرا عن أن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف سيصدر ترجمة بلغة الإِشارة لمعاني بعض سور القرآن الكريم للصم والبكم. وقرأت في موضع آخر أن بعضم الصم والبكم يشكون من أن الأفلام العربية التي تعرض لا تترجم كتابة أسوة بما يعرض من أفلام أجنبية. وإذا كان الحال كذلك، ألم يكن في إمكان الصم والبكم تلقي القرآن عن طريق الكتابة بدلا من لغة الإِشارة ؟
مع شكري على التفضل بالإجابة عما تقدم من أسئلتي وما تأخر،،،،،

Prof. Ahmed Shafik Elkhatib
05/04/2007, 05:11 PM
الأخ الكريم الأستاذ سليمان أبو ستة

الشكر الجزيل لكم على اهتمامكم وعلى كلماتكم الطيبة.

فيما يتعلق بسؤالكم المهم: هل لهذا العلم ( وهو كما يبدو لي يؤصل لفرع جديد من فروع البلاغة ) أصل سبق عند غيره من القدماء والمعاصرين ، أو تأثر به الباحث عن طريق الثقافة الغربية، فيما يعرف بمصطلحات من نحو metalanguage و extralinguistic أم هو اختراع توصل إليه وحده أم ترى فيه أخيرا محض افتراء .

أبدأ بالإجابة عن الشقين الأخيرين، فأقول إن هذا العلم (أو ما يمكن أن نطلق عليه الفرع من فروع البلاغة، كما تفضلتم) ليس اختراعا توصل إليه الكاتب وحده، كما أنه ليس محض افتراء.

فقد بدأ الاهتمام به في منتصف القرن العشرين حين ابتكر اللغوي الأمريكي المعروف أ. أ. هِلْ A. A. Hill المصطلحين paralanguage ، paralinguistics اللذين استعملهما للمرة الأولى في كتابه (مقدمة في التراكيب اللغوية) Introduction to Linguistic Structures الصادر سنة 1958. كما اهتم به اللغويان الأمريكيان تريجر، و سميث Trager and Smith. وكان المصطلحان يشيران إلى كل من التعبيرات الجسمية والصوتية المصاحبة للكلام.

غير أن بعض اللغويين يستبعدون التعبيرات الجسمية ويقصرون استخدام المصطلحين على الإشارة إلى السمات الصوتية وحدها مثل التنغيم والنبر وارتفاع الصوت وانخفاضه، والأصوات غير الكلامية مثل الصفير والهمس والغمغمة والقهقهة، وذلك في مقابل مصطلح parakinesics الذي يعني المظاهر الأخرى المصاحبة للكلام مثل هيئة الجسم في الوقوف والقعود والمشي، والتغيرات التي تطرأ على البشرة مثل الاصفرار والاحمرار، وارتعاش الأطراف، وتصبب العرق، وذلك إلى جانب الحركات والإيماءات الجسمية المصاحبة للكلام، التي يشير إليها المصطلحان "الحركات الجسمية" kinesics ، "التواصل غير اللفظي"nonverbal communication. وربما ذكرت شيئا عنهما فيما بعد.

وبالرغم من أنه منذ استخدام هِلْ، وتريجر، وسميث للمصطلحين زاد الاهتمام بدراسة السمات شبه اللسانية من خلال الدراسات السيميائية، فإننا نجد فريقا ثالثا من اللغويين يرى أن هذه السمات تخرج عن نطاق الدرس اللغوي.

ومن هنا نخلص إلى أن الباحث الذي أشرتم إليه ربما يكون قد اطلع على بعض هذه الدراسات، وربما يكون قد أضاف إليها.

أما بخصوص سؤالكم الثاني: ألم يكن في إمكان الصم والبكم تلقي القرآن عن طريق الكتابة بدلا من لغة الإِشارة؟
فأقول إن هذا ممكن لمن يعرف منهم القراءة، ولكن لمن لا يعرفونها فإن الحل يكمن في أن يروا الإشارات التي يستخدمونها مطبوعة فيفهمونها.

تحياتي.

Prof. Ahmed Shafik Elkhatib
05/04/2007, 05:11 PM
الأخ الكريم الأستاذ سليمان أبو ستة

الشكر الجزيل لكم على اهتمامكم وعلى كلماتكم الطيبة.

فيما يتعلق بسؤالكم المهم: هل لهذا العلم ( وهو كما يبدو لي يؤصل لفرع جديد من فروع البلاغة ) أصل سبق عند غيره من القدماء والمعاصرين ، أو تأثر به الباحث عن طريق الثقافة الغربية، فيما يعرف بمصطلحات من نحو metalanguage و extralinguistic أم هو اختراع توصل إليه وحده أم ترى فيه أخيرا محض افتراء .

أبدأ بالإجابة عن الشقين الأخيرين، فأقول إن هذا العلم (أو ما يمكن أن نطلق عليه الفرع من فروع البلاغة، كما تفضلتم) ليس اختراعا توصل إليه الكاتب وحده، كما أنه ليس محض افتراء.

فقد بدأ الاهتمام به في منتصف القرن العشرين حين ابتكر اللغوي الأمريكي المعروف أ. أ. هِلْ A. A. Hill المصطلحين paralanguage ، paralinguistics اللذين استعملهما للمرة الأولى في كتابه (مقدمة في التراكيب اللغوية) Introduction to Linguistic Structures الصادر سنة 1958. كما اهتم به اللغويان الأمريكيان تريجر، و سميث Trager and Smith. وكان المصطلحان يشيران إلى كل من التعبيرات الجسمية والصوتية المصاحبة للكلام.

غير أن بعض اللغويين يستبعدون التعبيرات الجسمية ويقصرون استخدام المصطلحين على الإشارة إلى السمات الصوتية وحدها مثل التنغيم والنبر وارتفاع الصوت وانخفاضه، والأصوات غير الكلامية مثل الصفير والهمس والغمغمة والقهقهة، وذلك في مقابل مصطلح parakinesics الذي يعني المظاهر الأخرى المصاحبة للكلام مثل هيئة الجسم في الوقوف والقعود والمشي، والتغيرات التي تطرأ على البشرة مثل الاصفرار والاحمرار، وارتعاش الأطراف، وتصبب العرق، وذلك إلى جانب الحركات والإيماءات الجسمية المصاحبة للكلام، التي يشير إليها المصطلحان "الحركات الجسمية" kinesics ، "التواصل غير اللفظي"nonverbal communication. وربما ذكرت شيئا عنهما فيما بعد.

وبالرغم من أنه منذ استخدام هِلْ، وتريجر، وسميث للمصطلحين زاد الاهتمام بدراسة السمات شبه اللسانية من خلال الدراسات السيميائية، فإننا نجد فريقا ثالثا من اللغويين يرى أن هذه السمات تخرج عن نطاق الدرس اللغوي.

ومن هنا نخلص إلى أن الباحث الذي أشرتم إليه ربما يكون قد اطلع على بعض هذه الدراسات، وربما يكون قد أضاف إليها.

أما بخصوص سؤالكم الثاني: ألم يكن في إمكان الصم والبكم تلقي القرآن عن طريق الكتابة بدلا من لغة الإِشارة؟
فأقول إن هذا ممكن لمن يعرف منهم القراءة، ولكن لمن لا يعرفونها فإن الحل يكمن في أن يروا الإشارات التي يستخدمونها مطبوعة فيفهمونها.

تحياتي.

سليمان أبو ستة
06/04/2007, 10:00 PM
أستاذي الفاضل الدكتور / أحمد شفيق الخطيب
شكر الله لك جهودك الطيبة في تعريفنا ببدايات هذا الفرع من الدرس اللغوي الذي بدا لي جديدا كأن لم يخط فيه أحد من علمائنا حرفاً لولا أنني وقعت في كتاب البيان والتبيين للجاحظ على مبحث من أحد فصوله يتعرض فيه لهذا الموضوع . ولما لم أكن بعد قد اطلعت على كتاب الدكتور سري الشريف لأعرف ما إذا كان اعتمد في بحثه على كتاب الجاحظ أم لا ، وكذلك لم أجد في عرضه لفصول كتابه ما يشير فيه إلى جهود العلماء الذين سبقوه، فقد أحببت أن أعرض لكم الفقرات التي أفاض فيها الجاحظ بالشرح لما أسماه "باب تتقدم فيه الإشارة الصوت" ، قال :
" وجميعُ أصنافِ الدِلاَّلات على المعاني من لفظ وغير لفظ، خمسة أشياءَ لا تنقُص ولا تَزيد: أولها اللفظ، ثم الإشارة، ثم العَقْد، ثم الخَطّ، ثمَّ الحالُ التي تسمّى نِصْبةً، والنِّصبة هي الحال الدّالةُ، التي تقوم مقامَ تلك الأصنافِ، ولا تقصِّرُ عن تلك الدَّلالات، ولكلِّ واحدٍ من هذه الخمسة صورة بائِنةٌ من صورة صاحبتها، وحليةٌ مخالفةٌ لحِلْية أُختها؛ وهي التي تكشِف لك عن أعيان المعاني في الجملة، ثمَّ عن حقائقها في التَّفسير، وعن أجناسها وأقدارها، وعن خاصِّها وعامِّها، وعن طبقاتها في السارّ والضارّ، وعمّا يكون منها لَغْواً بَهْرَجاً، وساقطاً مُطَّرَحاً".
ثم قال عن الإشارة :
" قد قلنا في الدَّلالة باللفظ، فأمّا الإشارة فباليد، وبالرأس، وبالعين والحاجب والمَنْكِب، إذا تباعَدَ الشخصان، وبالثَّوب وبالسَّيف، وقد يتهدَّد رافعُ السَّيف والسَّوط، فيكون ذلك زاجراً، ومانعاً رادعاً، ويكون وعيداً وتحذيراً، والإشارة واللّفظ شريكان، ونِعْم العونُ هي له، ونعم الترجمانُ هي عنه، وما أكَثرَ ما تنوب عن اللّفُظِ، وما تُغني عن الخطِّ، وبعدُ فهل تَعدو الإشارةُ أن تكون ذاتَ صورةٍ معروفةٍ، وحِلْية موصوفة، على اختلافها في طبقاتها ودلالاتها، وفي الإشارة بالطَّرف والحاجب وغير ذلك من الجوارح، مرفقٌ كبير ومَعُونة حاضرة، في أُمورٍ يستُرها بعضُ النَّاسِ من بعض، ويخفونها من الجليس وغيرِ الجليس، ولولا الإشارةُ لم يَتفاهم النَّاسُ معنَى خاصّ الخاصّ، ولَجَهِلوا هذا الباب البتّة، ولولا أن تفسيرَ هذه الكلمة يَدخل في باب صناعة الكلام لفسَّرتها لكم، وقد قال الشاعر في دَلالات الإشارة:
أشارتْ بطَرْفِ العين خِيفةَ أهلِها ** إشارةَ مذْعورٍ ولم تـتـكَـلَّـمِ
فأيقنْتُ أنَّ الطَّرْفَ قد قال مرحبا ** وأهلاً وسهلاً بالحبيب المـتـيَّمِ
وقال الآخر: من الهزج
وللقلب على القلـب ** دليلٌ حـينَ يلـقـاهُ
وفي النَّاسِ من الناس ** مقاييسُ وأشـبـاهُ
وفي العينِ غنى للمر ** ءِ أنْ تنطقَ أفـواهُ
وقال الآخر في هذا المعنى:
ومَعشرٍ صِيدٍ ذوِي تَجلَّهْ ** ترى عليهم للنّدى أدلّه
وقال الآخر:
ترى عينُها عَيْنِي فتعرف وَحْيَهـا ** وتعْرف عيني ما به الوَحْيُ يرجعُ
وقال آخر:
وعينُ الفتى تُبدي الذي في ضميره ** وتعْرِف بالنجوَى الحديثَ المعَمَّسا
وقال الآخر:
العينُ تُبدِي الذي في نفسِ صاحبها ** من المحبة أو بُغضٍ إذا كـانـا
والعينُ تنطق والأفواهُ صـامـتةٌ ** حتَّى ترى من ضمير القلب تِبْيانا
هذا ومبلغُ الإشارة أبعَدُ من مبلغ الصَّوت".
فهل كان فيما ذكره الجاحظ ما يعد أصلا لهذا العلم ، وهل يجوز لنا القول بأسبقية علماء العربية القدامى في طرح وبحث مواضيع لم يتطرق إليها العلماء الغربيون إلا في منتصف القرن العشرين كما ذكرت، أم أنك ترى أنا كنا نخوض في مجال وكانوا يخوضون في مجال غيره .. أفيدونا ، أفادكم الله.

سليمان أبو ستة
06/04/2007, 10:00 PM
أستاذي الفاضل الدكتور / أحمد شفيق الخطيب
شكر الله لك جهودك الطيبة في تعريفنا ببدايات هذا الفرع من الدرس اللغوي الذي بدا لي جديدا كأن لم يخط فيه أحد من علمائنا حرفاً لولا أنني وقعت في كتاب البيان والتبيين للجاحظ على مبحث من أحد فصوله يتعرض فيه لهذا الموضوع . ولما لم أكن بعد قد اطلعت على كتاب الدكتور سري الشريف لأعرف ما إذا كان اعتمد في بحثه على كتاب الجاحظ أم لا ، وكذلك لم أجد في عرضه لفصول كتابه ما يشير فيه إلى جهود العلماء الذين سبقوه، فقد أحببت أن أعرض لكم الفقرات التي أفاض فيها الجاحظ بالشرح لما أسماه "باب تتقدم فيه الإشارة الصوت" ، قال :
" وجميعُ أصنافِ الدِلاَّلات على المعاني من لفظ وغير لفظ، خمسة أشياءَ لا تنقُص ولا تَزيد: أولها اللفظ، ثم الإشارة، ثم العَقْد، ثم الخَطّ، ثمَّ الحالُ التي تسمّى نِصْبةً، والنِّصبة هي الحال الدّالةُ، التي تقوم مقامَ تلك الأصنافِ، ولا تقصِّرُ عن تلك الدَّلالات، ولكلِّ واحدٍ من هذه الخمسة صورة بائِنةٌ من صورة صاحبتها، وحليةٌ مخالفةٌ لحِلْية أُختها؛ وهي التي تكشِف لك عن أعيان المعاني في الجملة، ثمَّ عن حقائقها في التَّفسير، وعن أجناسها وأقدارها، وعن خاصِّها وعامِّها، وعن طبقاتها في السارّ والضارّ، وعمّا يكون منها لَغْواً بَهْرَجاً، وساقطاً مُطَّرَحاً".
ثم قال عن الإشارة :
" قد قلنا في الدَّلالة باللفظ، فأمّا الإشارة فباليد، وبالرأس، وبالعين والحاجب والمَنْكِب، إذا تباعَدَ الشخصان، وبالثَّوب وبالسَّيف، وقد يتهدَّد رافعُ السَّيف والسَّوط، فيكون ذلك زاجراً، ومانعاً رادعاً، ويكون وعيداً وتحذيراً، والإشارة واللّفظ شريكان، ونِعْم العونُ هي له، ونعم الترجمانُ هي عنه، وما أكَثرَ ما تنوب عن اللّفُظِ، وما تُغني عن الخطِّ، وبعدُ فهل تَعدو الإشارةُ أن تكون ذاتَ صورةٍ معروفةٍ، وحِلْية موصوفة، على اختلافها في طبقاتها ودلالاتها، وفي الإشارة بالطَّرف والحاجب وغير ذلك من الجوارح، مرفقٌ كبير ومَعُونة حاضرة، في أُمورٍ يستُرها بعضُ النَّاسِ من بعض، ويخفونها من الجليس وغيرِ الجليس، ولولا الإشارةُ لم يَتفاهم النَّاسُ معنَى خاصّ الخاصّ، ولَجَهِلوا هذا الباب البتّة، ولولا أن تفسيرَ هذه الكلمة يَدخل في باب صناعة الكلام لفسَّرتها لكم، وقد قال الشاعر في دَلالات الإشارة:
أشارتْ بطَرْفِ العين خِيفةَ أهلِها ** إشارةَ مذْعورٍ ولم تـتـكَـلَّـمِ
فأيقنْتُ أنَّ الطَّرْفَ قد قال مرحبا ** وأهلاً وسهلاً بالحبيب المـتـيَّمِ
وقال الآخر: من الهزج
وللقلب على القلـب ** دليلٌ حـينَ يلـقـاهُ
وفي النَّاسِ من الناس ** مقاييسُ وأشـبـاهُ
وفي العينِ غنى للمر ** ءِ أنْ تنطقَ أفـواهُ
وقال الآخر في هذا المعنى:
ومَعشرٍ صِيدٍ ذوِي تَجلَّهْ ** ترى عليهم للنّدى أدلّه
وقال الآخر:
ترى عينُها عَيْنِي فتعرف وَحْيَهـا ** وتعْرف عيني ما به الوَحْيُ يرجعُ
وقال آخر:
وعينُ الفتى تُبدي الذي في ضميره ** وتعْرِف بالنجوَى الحديثَ المعَمَّسا
وقال الآخر:
العينُ تُبدِي الذي في نفسِ صاحبها ** من المحبة أو بُغضٍ إذا كـانـا
والعينُ تنطق والأفواهُ صـامـتةٌ ** حتَّى ترى من ضمير القلب تِبْيانا
هذا ومبلغُ الإشارة أبعَدُ من مبلغ الصَّوت".
فهل كان فيما ذكره الجاحظ ما يعد أصلا لهذا العلم ، وهل يجوز لنا القول بأسبقية علماء العربية القدامى في طرح وبحث مواضيع لم يتطرق إليها العلماء الغربيون إلا في منتصف القرن العشرين كما ذكرت، أم أنك ترى أنا كنا نخوض في مجال وكانوا يخوضون في مجال غيره .. أفيدونا ، أفادكم الله.

Prof. Ahmed Shafik Elkhatib
07/04/2007, 09:51 PM
الأخ الكريم العروضي المتميز الشاعر الكبير الأستاذ سليمان أبو ستة

شكر الله لكم إشارتكم إلى ما جاء في (البيان والتبيين) عن هذا الموضوع، مما يجعلني أزداد اقتناعا بأن تراثنا اللغوي العربي كان أسبق في جوانب كثيرة على علم اللغة الحديث الذي بدأ بوصفه علما مستقلا في ثلاثينيات القرن العشرين، بعد أن كان يندرج تحت علوم أخرى مثل علم الاجتماع والفلسفة وغيرهما.

وأرجو أن تأذنوا لي في الإجابة عن تساؤلكم الذي جاء في نهاية كلمتكم، فأقول:
نعم، أري فيما ذكره الجاحظ ما يعد أصلا لهذا العلم ، ويجوز لنا القول بأسبقية علماء العربية القدامى في طرح وبحث مواضيع لم يتطرق إليها العلماء الغربيون إلا في منتصف القرن العشرين، ولسنا نخوض في مجال وكانوا يخوضون في مجال غيره.

وتبقى الإشارة إلى أن لكم –فيما أعلم- الفضل في التنويه عن أسبقية لغويينا الأوائل في هذا المجال.
كما أشير إلى أن هناك من اللغويين العرب المعاصرين من نذروا أنفسهم لمحاولة رصد جوانب السبق هذه، ومن أمثلتهم اللغوي التونسي المعروف د. عبد السلام المسدِّي.

تحياتي.