المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العرض لا زال قائما



خالد ساحلي
24/03/2007, 11:57 PM
"يجب عليك التفكير في نفسك ، مشكلتك أنك لا تحب نفسك ، يرق قلبك للآخرين، تصدق ما يـقال تـؤمن بكل الوعـود ، سـاذج أنـت حتى التفاهة ، اعذرني على صراحتي هذه لكنها الحقيقة " لم تكن لترد عليه ، كانت عينيك تحدق في عينيه ، أردت التـأكد مـن صدقهما ، للعـيون لـغة سـحرية راقـية صادقة تكاد تتجلى ، رأيت حدقتا عينيه تركبان الفرار، يدثران ما يخفي في قلبه ، يكلمك ، بكلام لم تعهده منه ، أسلوب الملقن للتلميذ درسه الأول ، يتخيل نفسه في مائدة مستديرة لحزب سياسي ، ينتقل من موضوع لآخر كخشبة في اليم يعبث بها الموج ليتركها لموج آخر ، سطحي هو في حديثه يرغي هو كزبد البحر ، يلف و يدور لم تكن لتلقاه هذا اليوم لولم يطلب منك ذلك ، جئت للموعد كما السابق ، لم تستعد بحلق ذقنك مرتين و ترطب بشرتك بعطر فوّاح ، لباسك كما العادة بالرغم أن أهل بيتك اقترحوا عليك التهندم بأحسن الثياب و الاهتمام بتسريحة الشعر ، راح كل واحد يحثك ويشجعك على استغلال هذه الفرصة ، أغتنمها في تحقيق مآربك الشخصية، نظراتك الحادة المؤنبة لكل واحد منهم ألجمتهم ، يعرفونك بمطارق الحديد لن يغيروا من سيرتك شيء طبعت أنت على الإيمان بالمقدّر. قبل الجلوس إليه لاحظت حراسه ببذل سوداء النظارات السوداء على عيونهم تحجب نظرهم أحسست أنهم يراقبونك أنت لا غير ، لم تصطنع ابتسامتك كما اصطنعها هو اللحظة ، حتى حينما أخذته بالأحضان شعرت بيديه باردتين كما صدره ، ابتسامته صفراء كورقة خريف .
ــ تفضل أجلس
جلست و دون أن تلفظ ببت شفة رأيت أصبعه راحت على الخاتم الذهبي يديره بأصابعه ، الساعة الذهبية ينظر إليها يعلن دون تصريح ارتباطاته الكثيرة
ــ كيف حالك ؟
راح يسأل عن أخبارك و أحوالك ، و هو يتابع سكناتك و حركاتك أول بأول يتجاهل و يتغابى ، أنت تعلم م الذي جاء به إلى هنا ، و لما ضرب لك موعدا ، بدون أن تتركه يكمل سألته عن منصبه الجديد ، وجد الفرصة سانحة ليعرض عليك الأمر : " لقد أرسلوني خصيصا لأجلك و لأنك صديقي كلفوني بالمهمة ". لم تشأ إخباره بأنهم ساوموك ، هددوك ، حذروك ، نفذوا تهديدهم كذا مرة ، خوّفوك ، سيارة كادت تدهسك ، شعرت في السوق الشعبي بماسورة مسدس في ظهرك ، أشخاص يتبعونك ، استسلمت لإيمانك بالمقدّر، باء أسلوب تهديدهم بالفشل ، هم مهتمون لأمرك و ليس من صالحهم قتلك، لم يفلحوا و الآن يرسلون صديقك الذي لم تراه من سنين نظرت في عينيه ، ذكـّرته بالأيام الخوالي :" أتذكر يا جمال بركة الماء التي كنا نسبح فيها ، كانت دائما صافية ما إن ندخلها نلعب و نسبح حتى نعكر صفوها ، ثم نخرج لتعود لسالف حالها صافية يظهر قعرها كذلك الشيء الذي جئتني به يشبه ذاك المكان " وقفت ، أمسك بيدك ، رأيت في عينيه توسلا خوفا و رجاءا ، تُمَلصُ معصمك من يده ، تمضي إلى الشارع لمحت من بعيد سيارة سوداء بسرعة جنونية تتجه نحوك ، في اللحظة ذاتها تذكرت العالم ، مهما صار قرية صغيرة تظل الوجوه كما هي في قلوبها تضمر الشر،أنت ترفض العرض لأنك تأبى أن تتسخا يداك بخيانة لا تغسلها محيطات و بحار الأرض ، مكابح السيارة أحدثت صوتا مفزعا ، توقفت ، من نافذتها رأيت وجه شيخ يدخن سيجارا كوبيا : " لا نريد منك غير تزوير محاضر....... و العرض لا زال قائما كما وعدناك"

ريمه الخاني
25/03/2007, 10:45 AM
هو الواقع بابشع صورة ولامهرب منه الا ان نحاول
تحيتي لك

خالد ساحلي
27/03/2007, 11:36 PM
هو الواقع بابشع صورة ولامهرب منه الا ان نحاول
تحيتي لك

السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
الفاضلة أم فراس : الواقع لم يخلق نفسه إنما الواقع شعب و سلط ...:fl:
تحياتي