المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يوميات شاعر فلسطيني ...بقلم فتحي فوراني



صلاح محاميد
25/03/2007, 09:20 AM
"يوميات شاعر فلسطيني يعيش في إيطاليا" فتحي فوراني
الجمعة 23/3/2007

أشعر بالاعتزاز كلما أرى وأعلم أن أحد طلابي يشق طريقه ويجد مكانه في أعلى المراتب والمواقع المؤثرة على الأصعدة المختلفة والذي يوظف علمه ومعرفته لخدمة مجتمعه وشعبه ودفع المسيرة نحو الأفضل.
أشعر بالاعتزاز وأقول في نفسي: هذا الطبيب أو المحامي أو الشاعر أو ألأديب أو الطبيب تخرج من معطفي..وأذكره عندما كان طالبا في الصف التاسع!
وأزداد ثقة وإيمانا وإصرارا على التمسك بالرسالة والتمسك بالجمرة..رغم الرياح السموم..ورغم الألغام المزروعة في الطريق نحو الأفضل..ورغم الغيوم التي تملأ الآفاق!

* * *
كان طالبا دمثا..وكان مع مجموعة من الطلاب القرويين يتردد إليّ ويزورني دائما..
كنا أصدقاء..وكان بيتي بيتا دافئا للذين أحببتهم طلابا وأصدقاء وأحبة وإخوة..
كان يعرض عليّ مغامراته الإبداعية..من شعر ونثر ومقالة..وكانت بيننا حوارات ممتعة..وخلافات أمتع!
وفي نفسي يتخلّق حلم..إني أراهن على هذا الفارس..وأراه ممتطيا صهوة الإبداع..وممتشقا سيفا مرصعا ذهبا..


* * *

د. صلاح محاميد هو الفارس..وأرض الطليان هي الحلبة التي يصول فيها الفارس..وهي الميدان الأدبي الذي طيّر فيه عصافيره في سماء الإبداع..


* * *
بطاقة شخصية ولد صلاح محاميد عام 1960 في أم الفحم. أتم دراسته الثانوية في الكلية الارثوذكسية العربية في حيفا. طار إلى إيطاليا وتخرج في الطب والجراحه- قسم الطب النفسي في جامعة بادوفا. في عام 1992 أنشأ جمعية "الزيتونة" في بلدة سان فيتو دي كادوري. بدأ يرسم عام 1993. شارك في العديد من المعارض في إيطاليا. وفي عام 1994 نشر ديوانه الأول بالإيطالية "ساسي دا جيروزاليمي" مع لوحات ميكيلي بيرتون من المركز العالمي للغرافيك- فينيتسيا, بإدارة ميلينا ميلاني. وفي عام 1997 أصدر أسطورة "إل بامبينو كي بورتو لا باتشي " مع لوحات باولا بالمانو- منشورات "الزيتونة".
في ربيع 2004 عام أصدر رواية " بسيكياتروزي - رحلة طبيب فلسطيني في شوارع العالم وطوايا الروح"
وله في العربية الإصدارات التالية:
شظايا الروح , 2003, (قصائد).
ألطفل الذي جلب السلام, 2003 , ( أسطورة).
فصيح كلام الأطباء في الفن ونهج الشعراء ,2005, (نقد في الفن وألأدب).
حجارة من القدس,2005, (قصائد).
حسام من أشعار , 2006, (قصائد).

وقد تُرجم العديد من مؤلفاته إلى الإنجليزية والفرنسية والإيطالية, كما تَرجم العديد من مؤلفاته من الإيطالية إلى العربية.
تحتل نشاطاته متعددة الألوان مساحة بارزة ولافتة في الحلبة الثقافية الإيطالية, وتربطه علاقات متشعبة مع شخصيات أدبية وثقافية إيطالية مرموقة.


* * *

ومؤخرا أصدر صلاح كتابه الجديد "الإسلام والغرب- يوميات شاعرفلسطيني يعيش في إيطاليا".
قدم لهذا الكتاب شخصيات أدبية وثقافية إيطالية معروفة: الأديبة ميلينا ميلاني. رينسو أرتورو فنان, وبروفسور اينيو روسينيولي.
لن أقوم بدراسة أدبية أكاديمية للكتاب, بل سأكتفي بإشارات موجزة وسريعة إلى مضمون "يوميات فلسطيني".


* * *

"اليوميات"تمتد هذه "اليوميات" على مسافة زمنية تستغرق شهرا واحدا.
وفيها يقف الكاتب على أحداث من ملف الطفولة كان لها أكبر الأثر في نفسه. فهو يسلط الأضواء على مرحلة الشباب والحياة المدرسية والمعلمين الذين تركوا بصماتهم على شخصيته وساهموا في بلورة هذه الشخصية. يقدم لنا صورا ومشاهد تربوية تركت في وجدانه حفرا عميقة: الروابط العائلية, العادات والتقاليد الأصيلة والمعتقدات الشرقية الروحية.
ولا يخفي صلاح موقفه من القضايا الفلسفية, فيعرض أفكاره حول الحياة والموت. ويحتل تاريخ وطنه وشعبه والأحداث السياسية التي مر بها مساحة رحبة في هذه "اليوميات", ويكون شاهدا على شعب له حضارته ويستحق أن يعيش مثل باقي شعوب الدنيا.
يتخلل تلك "اليوميات" ملاحظاته حول الشرق والغرب, ويتصدى لما ورد من آراء مفكرين غربيين ومستشرقين في الصحافة الإيطالية خلال الحرب, والتي تعالج المواقف المتباينة من الإسلام.
يستخلص القارئ بأن الديمقراطية, احترام الغير, وأهمية العمل الجماعي, والاستعداد لتفهم الآخر وغيرها من الأمور..تشكل أرضا صلبة عليها تقف المكونات الأساسية لثقافة الكاتب وشخصيته..


* * *
رسالتان..بيانكوني..وجاك شيراكيقول الكاتب والصحفي الإيطالي رينسو أرتورو بيانكوني:
"إن الكاتب طبيب، متعطش للمعرفة، مناضل من أجل العدالة، مشحون بالإنسانية، لكنه أيضاً شاعر.
إن أطروحات محاميد ترتكز في مضمونها على التمرد. وكذلك فإن خصوصية السرد متفاعلة: مُقتضبة..دسمه تختلف عن أي نوع كتابي وفي أية لغة. وفيها خروج على المألوف التقليدي".
يقول جيراد ماركاند من مكتب رئاسة الجمهورية الفرنسية في رسالة وصلت إلى المؤلف: لقد خولني الرئيس جاك شيراك أن أقدم شكره لكم ومباركته لموهبتكم التي تضعونها في خدمة القضية النبيلة في حوار الحضارات.
تقبلوا أطيب الأمنيات
جيراد ماركاند

باريس 15 فبراير 2007-03-03


* * *
لن أسترسل في الوقوف على تقييمات العديد من الكتاب الإيطاليين الذين أشادوا بهذه "اليوميات". وهي تقييمات تثير فضول القارئ العربي, وتجعله يهتم بالاطلاع الكتاب.
وأنا أعتقد أن مثل هذه الإبداعات الأدبية التي تكتب بلغة الآخرين وتصل إلى القارئ الأوروبي بلغته, من شأنها أن تقوم بدور هام ومؤثر في وجه الإعلام المشوّه لصورة الإنسان العربي في نظر الإنسان الأوروبي. ونحن نعلم أن وراء هذا الإعلام تقف قوى تحترف فن التزييف التاريخي وقلب الحقائق رأسا على عقب..وتستمرئ القيام بدور "الضحية"..وتعرف كيف تطلق الرصاص على القتيل وتمشي في جنازته!


* * *

إن أي قلم عربي يسلط الضوء على الجرح الفلسطيني ويخاطب الآخرين بلغتهم..هو "سفير ثقافي" بامتياز.
ونحن نرجو أن يمتلئ فضاء "الآخر" بعصافيرنا الثقافية التي تتقن التغريد والحوار باللغة الحضارية..وتضع نصب عينيها إماطة اللثام عن "الذئاب الجدد" الذين يتمترسون وراء أقنعة الحملان على المنابر الغربية ولا تني تنهمر من عيونهم "بكائيات الضحية"!
وإلى المبدع صلاح محاميد تحية..
نحن لا ننظر إلى دموع عينيها..بل يقتلنا فعل يديها!