المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرجل العبوس



مهند المشهداني
04/01/2011, 07:17 PM
الساعة خرساء كالحائط تماما .. والبندول يرقص معلنا الخامسة بالضبط .. لا شيء ههنا يستدعي طول البال .. أو الرقص على الهواء ..
الوحدة خرساء أيضا .. تقتل بصمت .. وتمكث في جزيئات الفكر .. الخلايا الرمادية تنهش الذكرى .. لتسرق الخيالات إلى ابعد نقطة كونية .. الحلم أيضا أحمق لا يفقه غير النحيب .. الى اين تسوقني اللغة .. سوى الى مستنقع من التيه واللاشيء ..
استدار الى نفسه .. وغمز بمكر .. ايقن انه سوف يقدم على شيء اخرق .. اذ كما يتصور عنه الناس .. وكما عرفوه من صغره .. لا يعرف سوى الصمت .. واشياء اخرى .. هكذا هو يقول عن نفسه .. اما الاشياء الاخرى فلم يصرح بها لاحد .. تركها لنفسه في مكان ما .. يتداولها بشغف .. بعيدا كل البعد عن العالم ..
راح يذرف الخطوات هنا وهناك .. يمعن في حالة من وجودية لا نهائية الامتداد .. نظر الى المرآة وهلة .. فاصابه جنون الضحك .. كان يضحك على نفسه المعجونة بالبلادة .. ثم يفكر وهالة اخرى بجدية منحوتة من الصخر .. سأكون ..
عبر الى الرصيف الاخر مسرعا .. وبيده جريدة اليوم .. وبضعة من جسد ينهشه الكلل .. نظر الى الشارع الممتد امامه كجسد مسجى .. اخبر نفسه انه يشبهه تماما .. الكل تسحقه بنظرات الاستهزاء .. او حتى الفارغة منها .. وهي اشد قسوة ..
- الى اين تمضي في هذه الساعة ايها العبوس .. \ رمى بسؤاله الانكاري ذلك البائع المتجول .. وهو يعرفه كل المعرفة .. ثم ادار وجهه صوب الجهة الاخرى ومضى دون ان ينتظر الاجابة ...
- ايها العبوس ... رنت في خاطره تلكم الكلمة .. ووقعها كأزيز النحل في دورة لا تمل من اللانهائية المديدة .. هو ذا لقبه يرقص على شفاه المارة الذين عرفوه متشردا ما عرف الابتسامة يوما .. اجاب هو وكأنه يحدث نفسه : - الى اللامكان حيث امتزاج الليل بغجرية ملعونة الخاطر ..
جلس على الرصيف يراقب المارة .. وكأنه يسجل مجريات المساء في ذاكرته الرمادية ..
اصبح على فراغ لامسي في قاع زجاجة ممتلئة بالهواء وبعض من فودكا ..
هنا امتزاج الواقع بحلم يتجلى بكينونة الهشاشة .. كل شيء ههنا منقطع اليباب ..
كأنني اعتلي خيبتي مرة اخرى .. لارقد في جحود لا ينكر سوى روحي المعذبة ..
دعني اكمل جملتي ولتعقب على ما تشاء من حماقاتي فلقد بت لا احصيها ..
اما انا فسأرقص الفالس على قبري .. واترجم لدانتي .. ففي قاع الجحيم تتجلى الرؤيا .
الرؤيا عبقرية السواد كحظي الملعون .. هل اشرب نخب ضلالتي ..
لن اغني للصباح الباهت عندما يقبل مجرجرا تفاهته مرة اخرى .. فكلي ميل للمساء
لن اشتاق لها بعد الان .. تلك التي تنحت ابتسامتها في قلبي .. اوصدت الابواب ..
كل هذه الصراعات لها مكان في عقله الان .. تستحوذ عليه كما المساء .. اطرق مستمعا لهتافات الباعة ومستمتعا بكرنفال لا يعرفه سواه ...
( الساعه الواحدة صباحا ) والشارع ما يزال يعمل على تهريب الخلق .. الشارع يفرغ شيئا فشيئا .. وما زال العبوس يجلس على حافة الرصيف .. يمعن في فضاء يحمله الى البعيد .. ( هل اصبح على خير )) قالها وضحك من صميم قلبه .. اذ ليس هنالك من يلقي عليه تلك المجاملة الحنونة .. هل اصبح على خير .. هز رأسه بوقار الحكيم الاعمى وهو يخفي ابتسامته الساخرة .. ( هل اصبح اصلا ) ..
لا مجال للزوغان هنا ..او ان يرائي بقليل من الشكوى .. هنا محض ارتال من النزوات تعبره الى شاطئ الذكرى .. فليست سوى الذكرى ههنا تسرقه من وحدته .. وفي لمحة ولجت باله فكرة مجنونة .. ( لماذا الجلوس على عتبات هذا الجاحد ) الرصيف ( وهل غيري من يسامره .. ولست ارى سوى وجعي ههنا .. يلوذ بغييه وجعي .. سوف اصر هذه المرة على الدخول الى صومعة ابليس .. ذلك الاحمق الذي لا يعرف الا الضلالة .. سوف اريه الهداية بأم عينيه .. واخذ انا مكانه ..)
دخل الحانة يجرجر انفاسه الاهثة .. ويسحب جسده الى مقعد في الزاوية المظلمة (( هنا استراتيجية المكر .. الكأس هنا اشد مرارة وانعتاقا .. )) مسح رأسه بمنديله الشقي الذي ما فارقه على مدى سنين طويلة .. ونظر الى الزجاجة بحنان .. ود لو يقبلها .. فقبلها بشغف .. ورشف من ضياعها ما حمله الى عنفوان الدوار .. فبدأ يتخبط في عقله ويفتح ابوابا لا محالة مغلقة ..
هنالك طالبان في الأمام .. يسكران بهدوء ..أو ربما حتى موظفان محترمان .. الصورة غير واضحة امامي .. وفي اليمين يجلس ذلك البغل يعانق زجاجته ببربرية لا يعرفها الغجر ذاتهم .. وتلك العاهرة وهي تومئ من على عتبة الباب علها تعود بشيء من الظفر .. وايضا لا اغفل الساقي العجوز .. يالله كم احبه .. وددت الان لو اقبله واحضنه الى صميم قلبي .. لا لا .. وزوجته ايضا .. لله كم هي صبية وفاتنة .. علي اغفلت ايضا تلك المجموعة التي ما تزال في الزاوية الاخرى واصواتهم تملئ المكان .. يقول احدهم (( لو اننا لم نتخاذل .. ولم نولي عقولنا بتجهم صوب الفرار .. وهل نصلح نحن الكسالى سوى للفراش .. خنازير او اسوء .. ويعلم الله كم حاولت ان اقتل روحي .. ولكن الخطيئة جليلة .. تلكم الرداءة .. وذلك الجبن الذي يلفنا الى اخمص عقولنا .. )) يرد عليه الاخر بمزيد من الالم والانفعال ( اكيد .. ولعل الادراك بات يدرك تراجيديا الزمن البخس .. او قل النحس .. وهو يسيطر على مجالات شتى من حياتنا .. انا نفسي لم ادرك الواقع الا بالكثير من الانحلال والسقوط .. يقولون انك لن تعرف الجمال الا اذا اوغلت في القبح .. دعني اوغل في قبحي .. لتعرفوا معيار الفتنة ايها الحمقى )) وضحك هو الاخرون بهستيريا ..
انا عن نفسي اكاد اترنح من الجهل .. عن ماذا يتكلم اولئك الحمقى .. يتابع الكلام احدهم (( لا ليس هذا فقط .. ولكن خذ مثلا تلك الحيوانية التي ترقص في مساماتنا .. ونتنفسها عنوة .. او حتى رغبة منا في الجنون في بعض الاحيان .. ههنا كأس وفانية .. والانين يتبع امتزاج الروح بشرارة العشق .. نحن محض فحول لا تأبه الا لرغبة الانحلال في الخطيئة .. وماذا بعد .. اليس ذلك ممتع .. دعني اضحك على تفاهتنا .. وصب لي كأسا اخرا ايهذا الفتى .. )) ثم راح يميل وقد غلبه الدوار وهو في موجة من الضحك .. او قل الزعيق ..
لم افهم شيئا من هؤلاء الحشرات .. انهم يلوحون لي وكأنهم يحملون انفسهم الضلالة .. ويعتذرون عنها بشيء من الغباء العقلاني !!.. أي غباء فاحش يلوح في خراب عقولهم .. على كل حال .. قد تصور لي الكأس ما لا يلوح في افق الواقع .. ولكنني جد متأكد من امر لا محالة موجود .. هو انني لا بد ان ادلي دلوي في هذا الحوار الاحمق الذي سمعته قبل وهلة ..
حاول ان يتكلم فغلبه التلعثم .. واحس ان شفتيه قد تحجرتا ولم تعد تسعفه تلك الحشرجات التي تتغلغل في احشاءه .. لملم انفاسه الثقيلة .. وحاول ان يزفرها فتصلبت في رئتيه .
هز ظله المترامي على الارض رأسه بشيء من الاسف .. وغاب عن الوعي ....
في الصباح .. وجد نفسه على احد الارصفة .. معانقا اياه بأخوية محمومة .. كان الضوء كأزميل يحفر مقلتيه .. حاول القيام .. لف رأسه بصداع تعود عليه منذ زمن .. ابتسم .. هز رأسه بمزيد من الثقة .. قطب حاجبيه .. ومضى

أريج عبد الله
04/01/2011, 08:45 PM
الله الله يامهند !
..لقد أذهلني هذا الإبداع تبحر بنا من الشعر إلى السرد القصصي
قابلية منقطعة النظير .. تصوير رائع للزمان والمكان
رمزية عالية ... تحرك الشخصيات بخطوات فنية!
أتمنى لك المزيد من التالق والإبداع ،
أسعدني أن أكون هنا في ربوع هذا الألق.
وربما لي عودة أخرى !
مودتي
أريج العراق

مهند المشهداني
05/01/2011, 05:30 PM
الله الله يامهند !
..لقد أذهلني هذا الإبداع تبحر بنا من الشعر إلى السرد القصصي
قابلية منقطعة النظير .. تصوير رائع للزمان والمكان
رمزية عالية ... تحرك الشخصيات بخطوات فنية!
أتمنى لك المزيد من التالق والإبداع ،
أسعدني أن أكون هنا في ربوع هذا الألق.
وربما لي عودة أخرى !
مودتي
أريج العراق

اهلا بأريج العراق وروعته
اشرقت بقراءة اعتز بها
وبحرف ماسي يضيء في عتمة السطور
نورت المكان باطلالتك البهية
لك مني كل الشكر والامتنان
تحياتي اديبتنا الراقية
دمت مشرقة كعادتك

عادل سلطاني
06/01/2011, 03:11 PM
الساعة خرساء كالحائط تماما .. والبندول يرقص معلنا الخامسة بالضبط .. لا شيء ههنا يستدعي طول البال .. أو الرقص على الهواء ..
الوحدة خرساء أيضا .. تقتل بصمت .. وتمكث في جزيئات الفكر .. الخلايا الرمادية تنهش الذكرى .. لتسرق الخيالات إلى ابعد نقطة كونية .. الحلم أيضا أحمق لا يفقه غير النحيب .. الى اين تسوقني اللغة .. سوى الى مستنقع من التيه واللاشيء ..
استدار الى نفسه .. وغمز بمكر .. ايقن انه سوف يقدم على شيء اخرق .. اذ كما يتصور عنه الناس .. وكما عرفوه من صغره .. لا يعرف سوى الصمت .. واشياء اخرى .. هكذا هو يقول عن نفسه .. اما الاشياء الاخرى فلم يصرح بها لاحد .. تركها لنفسه في مكان ما .. يتداولها بشغف .. بعيدا كل البعد عن العالم ..
راح يذرف الخطوات هنا وهناك .. يمعن في حالة من وجودية لا نهائية الامتداد .. نظر الى المرآة وهلة .. فاصابه جنون الضحك .. كان يضحك على نفسه المعجونة بالبلادة .. ثم يفكر وهالة اخرى بجدية منحوتة من الصخر .. سأكون ..
عبر الى الرصيف الاخر مسرعا .. وبيده جريدة اليوم .. وبضعة من جسد ينهشه الكلل .. نظر الى الشارع الممتد امامه كجسد مسجى .. اخبر نفسه انه يشبهه تماما .. الكل تسحقه بنظرات الاستهزاء .. او حتى الفارغة منها .. وهي اشد قسوة ..
- الى اين تمضي في هذه الساعة ايها العبوس .. \ رمى بسؤاله الانكاري ذلك البائع المتجول .. وهو يعرفه كل المعرفة .. ثم ادار وجهه صوب الجهة الاخرى ومضى دون ان ينتظر الاجابة ...
- ايها العبوس ... رنت في خاطره تلكم الكلمة .. ووقعها كأزيز النحل في دورة لا تمل من اللانهائية المديدة .. هو ذا لقبه يرقص على شفاه المارة الذين عرفوه متشردا ما عرف الابتسامة يوما .. اجاب هو وكأنه يحدث نفسه : - الى اللامكان حيث امتزاج الليل بغجرية ملعونة الخاطر ..
جلس على الرصيف يراقب المارة .. وكأنه يسجل مجريات المساء في ذاكرته الرمادية ..
اصبح على فراغ لامسي في قاع زجاجة ممتلئة بالهواء وبعض من فودكا ..
هنا امتزاج الواقع بحلم يتجلى بكينونة الهشاشة .. كل شيء ههنا منقطع اليباب ..
كأنني اعتلي خيبتي مرة اخرى .. لارقد في جحود لا ينكر سوى روحي المعذبة ..
دعني اكمل جملتي ولتعقب على ما تشاء من حماقاتي فلقد بت لا احصيها ..
اما انا فسأرقص الفالس على قبري .. واترجم لدانتي .. ففي قاع الجحيم تتجلى الرؤيا .
الرؤيا عبقرية السواد كحظي الملعون .. هل اشرب نخب ضلالتي ..
لن اغني للصباح الباهت عندما يقبل مجرجرا تفاهته مرة اخرى .. فكلي ميل للمساء
لن اشتاق لها بعد الان .. تلك التي تنحت ابتسامتها في قلبي .. اوصدت الابواب ..
كل هذه الصراعات لها مكان في عقله الان .. تستحوذ عليه كما المساء .. اطرق مستمعا لهتافات الباعة ومستمتعا بكرنفال لا يعرفه سواه ...
( الساعه الواحدة صباحا ) والشارع ما يزال يعمل على تهريب الخلق .. الشارع يفرغ شيئا فشيئا .. وما زال العبوس يجلس على حافة الرصيف .. يمعن في فضاء يحمله الى البعيد .. ( هل اصبح على خير )) قالها وضحك من صميم قلبه .. اذ ليس هنالك من يلقي عليه تلك المجاملة الحنونة .. هل اصبح على خير .. هز رأسه بوقار الحكيم الاعمى وهو يخفي ابتسامته الساخرة .. ( هل اصبح اصلا ) ..
لا مجال للزوغان هنا ..او ان يرائي بقليل من الشكوى .. هنا محض ارتال من النزوات تعبره الى شاطئ الذكرى .. فليست سوى الذكرى ههنا تسرقه من وحدته .. وفي لمحة ولجت باله فكرة مجنونة .. ( لماذا الجلوس على عتبات هذا الجاحد ) الرصيف ( وهل غيري من يسامره .. ولست ارى سوى وجعي ههنا .. يلوذ بغييه وجعي .. سوف اصر هذه المرة على الدخول الى صومعة ابليس .. ذلك الاحمق الذي لا يعرف الا الضلالة .. سوف اريه الهداية بأم عينيه .. واخذ انا مكانه ..)
دخل الحانة يجرجر انفاسه الاهثة .. ويسحب جسده الى مقعد في الزاوية المظلمة (( هنا استراتيجية المكر .. الكأس هنا اشد مرارة وانعتاقا .. )) مسح رأسه بمنديله الشقي الذي ما فارقه على مدى سنين طويلة .. ونظر الى الزجاجة بحنان .. ود لو يقبلها .. فقبلها بشغف .. ورشف من ضياعها ما حمله الى عنفوان الدوار .. فبدأ يتخبط في عقله ويفتح ابوابا لا محالة مغلقة ..
هنالك طالبان في الأمام .. يسكران بهدوء ..أو ربما حتى موظفان محترمان .. الصورة غير واضحة امامي .. وفي اليمين يجلس ذلك البغل يعانق زجاجته ببربرية لا يعرفها الغجر ذاتهم .. وتلك العاهرة وهي تومئ من على عتبة الباب علها تعود بشيء من الظفر .. وايضا لا اغفل الساقي العجوز .. يالله كم احبه .. وددت الان لو اقبله واحضنه الى صميم قلبي .. لا لا .. وزوجته ايضا .. لله كم هي صبية وفاتنة .. علي اغفلت ايضا تلك المجموعة التي ما تزال في الزاوية الاخرى واصواتهم تملئ المكان .. يقول احدهم (( لو اننا لم نتخاذل .. ولم نولي عقولنا بتجهم صوب الفرار .. وهل نصلح نحن الكسالى سوى للفراش .. خنازير او اسوء .. ويعلم الله كم حاولت ان اقتل روحي .. ولكن الخطيئة جليلة .. تلكم الرداءة .. وذلك الجبن الذي يلفنا الى اخمص عقولنا .. )) يرد عليه الاخر بمزيد من الالم والانفعال ( اكيد .. ولعل الادراك بات يدرك تراجيديا الزمن البخس .. او قل النحس .. وهو يسيطر على مجالات شتى من حياتنا .. انا نفسي لم ادرك الواقع الا بالكثير من الانحلال والسقوط .. يقولون انك لن تعرف الجمال الا اذا اوغلت في القبح .. دعني اوغل في قبحي .. لتعرفوا معيار الفتنة ايها الحمقى )) وضحك هو الاخرون بهستيريا ..
انا عن نفسي اكاد اترنح من الجهل .. عن ماذا يتكلم اولئك الحمقى .. يتابع الكلام احدهم (( لا ليس هذا فقط .. ولكن خذ مثلا تلك الحيوانية التي ترقص في مساماتنا .. ونتنفسها عنوة .. او حتى رغبة منا في الجنون في بعض الاحيان .. ههنا كأس وفانية .. والانين يتبع امتزاج الروح بشرارة العشق .. نحن محض فحول لا تأبه الا لرغبة الانحلال في الخطيئة .. وماذا بعد .. اليس ذلك ممتع .. دعني اضحك على تفاهتنا .. وصب لي كأسا اخرا ايهذا الفتى .. )) ثم راح يميل وقد غلبه الدوار وهو في موجة من الضحك .. او قل الزعيق ..
لم افهم شيئا من هؤلاء الحشرات .. انهم يلوحون لي وكأنهم يحملون انفسهم الضلالة .. ويعتذرون عنها بشيء من الغباء العقلاني !!.. أي غباء فاحش يلوح في خراب عقولهم .. على كل حال .. قد تصور لي الكأس ما لا يلوح في افق الواقع .. ولكنني جد متأكد من امر لا محالة موجود .. هو انني لا بد ان ادلي دلوي في هذا الحوار الاحمق الذي سمعته قبل وهلة ..
حاول ان يتكلم فغلبه التلعثم .. واحس ان شفتيه قد تحجرتا ولم تعد تسعفه تلك الحشرجات التي تتغلغل في احشاءه .. لملم انفاسه الثقيلة .. وحاول ان يزفرها فتصلبت في رئتيه .
هز ظله المترامي على الارض رأسه بشيء من الاسف .. وغاب عن الوعي ....
في الصباح .. وجد نفسه على احد الارصفة .. معانقا اياه بأخوية محمومة .. كان الضوء كأزميل يحفر مقلتيه .. حاول القيام .. لف رأسه بصداع تعود عليه منذ زمن .. ابتسم .. هز رأسه بمزيد من الثقة .. قطب حاجبيه .. ومضى

نص مدهش بديع ينفتح على التأويل المتعدد يذكرنا بسرديات " هنري ميلر " في كتابه الرائع " مدار الجدي" وتهويمات " دانتي " في كتابه الرائع" جحيم الكوميديا" سردية مبتكرة مبدعة محلقة مخالفة للمألوف تطل على عوالم الدهشة نص يتعانق فيه المقدس والمدنس في رحم ذات " العبوس" من طفولته المحرومة إلى كهولته المحرومة أيضا ليبصر القارئ تداعيات هذه الشخصية المحورية في هذه القصة الراقية ليعانق بوعي وجودية عبثية سارترية الملامح في واقع اجتماعي مفترض يحيل بدوره إلى الاجتماعي الواقعي الصادم ، وها يشكل نصك " العبوس" علامة صادمة فارقة في واقعنا الممارساتي الإبداعي الموصوم بالرداءة وها فلذتك الرائعة دون مجاملة تطل على العذاب الوجودي بين ثنائيتي المدنس والمقدس المتصارعتين في أنا العبوس لتبرز لنا هذا التشكيل الرائع فنيا وصوريا ودلاليا في محاولة إبداعية تتجاوز الواقع .
تحياتي أيها القاص المتميز " مهند المشهداني" دون مجاملة مخادعة مزيفة للوعي والواقع لأنك باختصار مبدع حقيقي جدير بأن تقرأ نصوصك

مهند المشهداني
06/01/2011, 07:57 PM
نص مدهش بديع ينفتح على التأويل المتعدد يذكرنا بسرديات " هنري ميلر " في كتابه الرائع " مدار الجدي" وتهويمات " دانتي " في كتابه الرائع" ححيم الكوميديا" سردية مبتكرة مبدعة محلقة مخالفة للمألوف تطل على عوالم الدهشة نص يتعانق فيه المقدس والمدنس في رحم ذات " العبوس" من طفولته المحرومة إلى كهولته المحرومة أيضا ليبصر القارئ تداعيات هذه الشخصية المحورية في هذه القصة الراقية ليعانق بوعي وجودية عبثية سارترية الملامح في واقع اجتماعي مفترض يحيل بدوره إلى الاجتماعي الواقعي الصادم ، وها يشكل نصك " العبوس" علامة صادمة فارقة في واقعنا الممارساتي الإبداعي الموصوم بالرداءة وها فلذتك الرائعة دون مجاملة تطل على العذاب الوجودي بين ثنائيتي المدنس والمقدس المتصارعتين في أنا العبوس لتبرز لنا هذا التشكيل الرائع فنيا وصوريا ودلاليا في محاولة إبداعية تتجاوز الواقع .
تحياتي أيها القاص المتميز " مهند المشهداني" دون مجاملة مخادعة مزيفة للوعي والواقع لأنك باختصار مبدع حقيقي جدير بأن تقرأ نصوصك

وههنا قراءة واعية وافية تستل من قلب المعنى رؤيا تطل على حقيقة الاشياء وتميط الحجاب عما يستتر في مكنون القصد
وههنا حرف يرحل بعيدا بروعته وجماله لينثر البهجة في صدر المكان .. وليشرق باشراقة العارف الملم بأفق رحيب
اخي الاديب الحبيب عادل سلطاني
اشراقتك لها في القلب مكانها
وقراءتك تعلق وساما على صدر الصفحة لتزيدها القا
لك كل الشكر والامتنان على الحضور الجميل الجميل
دمت اخي ودام لك الالق

محرز شلبي
13/01/2011, 11:54 PM
نص فرض الشهادة له بالإبداع والإتقان النابع من أعماق شاب له مستقبل زاهر في التألق أكثر فأكثر...
قطب حاجبيه ومضى ..خاتمة أكدت العنوان وتلك قمة التنسيق التعبيري والتناسق الوصفي...
دمت مبدعا نحو الشموخ..محبتي واحترامي

مهند المشهداني
14/01/2011, 12:32 AM
نص فرض الشهادة له بالإبداع والإتقان النابع من أعماق شاب له مستقبل زاهر في التألق أكثر فأكثر...
قطب حاجبيه ومضى ..خاتمة أكدت العنوان وتلك قمة التنسيق التعبيري والتناسق الوصفي...
دمت مبدعا نحو الشموخ..محبتي واحترامي


وهذه شهادة افخر بها وقراءة اعتز بسموها من استاذ اديب قدير
نثر جمال حرفه ههنا فازدهى المكان بالحضور البهي .. والاشراقة المميزة
الاستاذ الاديب محرز شلبي
لك شكري وامتناني واعطر التحايا والود
دمت ودام لك الالق

محمد علي الهاني
14/01/2011, 12:44 AM
أخي المبدع المتميّز مهنّد

ماذا اقول وقد أتى أخي العزيز الناقد عادل سلطاني بكل جميل وطريف ورائع ومفيد يتعلّق برائعتك التي جمعت المحاسن كلّها وسعت بيننا تختال في حلة قشيبة نسجتها أصابعك الذهبية بإتقان وحرفيّة...

أسجّل إعجابي...

مودتي الخالصة.

محمد علي الهاني.

مهند المشهداني
14/01/2011, 11:38 AM
أخي المبدع المتميّز مهنّد
ماذا اقول وقد أتى أخي العزيز الناقد عادل سلطاني بكل جميل وطريف ورائع ومفيد يتعلّق برائعتك التي جمعت المحاسن كلّها وسعت بيننا تختال في حلة قشيبة نسجتها أصابعك الذهبية بإتقان وحرفيّة...
أسجّل إعجابي...
مودتي الخالصة.
محمد علي الهاني.


جمال حضورك يكفي ليوضع وساما على صدر الصفحة
سعدت بالحرف المضيء والاشراقة الربيعة البهية
اخي الاديب الشاعر محمد علي الهاني
لك امتناني وشكري الذي لا يحده الافق
لك من قلب اخيك اعطر التحايا والود
دمت واشراقة لا تغيب