المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خلّيِكَ في منفاك - للشاعر يحيى السماوي



عادل العاني
25/03/2007, 12:12 PM
خلّيِكَ في منفاك
"إلى أخي وأستاذي الشاعر الدكتور زكي الجابر"
يحيى السماوي


لا تَنْشر ِ الأشرعة َ
البحر ُ بلا موج ٍ
ولا ريح سوى الآهات ِ ...
أَم تُراك صََدَّقْت َ خطابات ِ الدراويش ِ
عن الكرامة ِ ... الحرية ِ ...
العدالة ِ ... الوئامْ ؟
مررت ُ بالبصرة ِ لكن لم أَجِدْها
فَقَفَلت ُ هاربا ً
ولم أُبَلِّغْ أحداً سلامَك َ الحميم َ
خفت ُ أنْ يصادر َ الغزاة ُ صُرَّة َ التراب ِ
ألقيت ُ بها
وضعت ُ في الزحام ْ
لا "الحسن ُ البصري ُّ" في مسجِدِه ِ
ولا "الفراهيديُّ" في مجلسِه ِ
ولا الفتى "عليُّ" في المقام ْ ...
خَلِّيك َ في منفاك َ ...
لو كان يجيد ُ الهرب َ التراب ُ
ما أقام ْ
في الوطن المحكوم ِ بالإعدام
كل ُّ الذئاب ِ اتَّحَدَت ْ
واختلفَت ْ ما بينها الأنعام ْ
على بقايا الزاد ِ في مائدة ِ اللئام ْ
دماؤها مهدورة ٌ
فمرَّة ً تُذْبَح ُ باسم ِ جَنَّة ِ السلام ْ
ومرَّة ً باسم فتاوى حُجَّة ِ الإسلام ْ
ومرَّة ً تُسْلَخ ُ
تنفيذا ً لما رآه في منامِه ِ
سماحة ُ المفتي
وما فَسَّرَه ُ وكيلُه ُ الغلام ْ ..
ومرَّة ً لأنها
ترفض ُ أَن ْ تُهادن َ المحتل َّ
أو تكفر ُ بالحرية ِ التي بها بَشَّرَنا
مستعبد الشعوب ...
جاحد الهدى ...
موزع الأرزاق في بيادر الأجرام
ومرَّة ً لأنها
تكفر ُ بالحاشية ِ المخصيَّة ِ الإرادة ِ ...
الدمى التي شُدَّت ْ خيوطُها
إلى فضيلة "الحاخام ْ"
***
يحدث ُ أّن ْ يُقتَل َ عصفور ٌ
لأن َّ ريشَه ُ
ليس بلون ِ جُبَّة ِ الإمام ْ
يحدث ُ أّن يُصْفَع َ ظبي ٌ في الطريق العام ْ
لأنه
لم يُطِل ِ اللحية َ ...
أَن ْ تُطْرَد ً من ملعبِها غزالة
ٌلأنها
لا ترتدي عباءة ً طويلة َ الأكمام ْ
يحدث ُ أّن يُدَكَّ حي ٌّ كامل ٌ
وربما مدينة ٌ كاملة ٌ
بِمِعْول ِ انتقام ْ
بزعم ِ أن َّ مارقا ً
أقام َ في بيت ٍ من البيوت ِ
قبل عام ْ
هل دولة ٌ
تلك التي تُقاد ُ من سفارة ٍ
إن ْ عَطَس َ السفير ُ في مَخْبئِه ِ
أُصيبَت البلاد ُ بالزكام ْ !
خَلِّيك َ في منفاك َ ...
حتى ينجلي الظلام ْ
***

د. حسان الشناوي
31/03/2007, 09:59 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف غفلنا عن هذه الرسالة الباكية ،
التي تدمي القلوب برجائها الحار أن يبقى من أرسلت إليه في منفاه ؟؟؟
إنها ليست رسالة بين صديق وصديقه ، فحسب ،
تبث فيها الأشواق ، وتطرح فيها أمنيات اللقاء الحار المرتقب .
إنما هي رسالة إلى كل عربي حر :
أن يغيب عن واقعه مادام الوضع مجبرا على البقاء في المنفى .
وتمتزج فيها مرارة الواقع باستسلام ذكي لا ينم عن خنوع ولا هوان ،
بقدر ما يثير في نفوس ذوي الإباء بحثا عن دروب ينبغي أن تسلك لتغيير هذا الواقع المؤلم ، وعودة المنفيين - طوعا أو كرها - كراما إلى أوطانهم .
وكأنما تعمد السماوي العملاق هذه النبرة الشجية التي راح يرصد من خلالها أحداث الواقع بريشة رسام لاتخطيء عينه تفاصيل الوقائع ، ولا تحتجب عنه أمور ندعي كثيرا أن لاشأن لنا بها ، وهي التي توجه واقعنا كما يريد الكبار .
ومع أن الواقع بآلامه هو الذي يكاد يستأثر بالرسالة ،
يأبي السماوي – على عادته الفريدة – إلا أن ينعطف إلى التاريخ لا ليوشح شعره بصبغ من أمجاده الزاهية فحسب ، بل – أبضا – ليوقظ العقول بوعي فني راق كي تلتفت إلى ما في تراث هذه الأمة من دعائم لا غنى لنا عنها في بناء نهضتها المأمولة ، في جوانب الحياة كافة .
وأبى السماوي إلا أن يتكيء على تفعيلة الرجز ، وأحسبه قصدها قصدا ، لأن بين ما يحدث فيها من تغييرات بالزحاف أو العلة ، وما يحدث في واقعنا من تغيييرات بزحاف السياسة وعللها توافقا يوشك أن يكون تطابقا أو تكاملا .
فلم يستسهل السماوي " مستفعلن " بل ركب متنها ؛ ليدل على عبقريته الشعرية في الوزن كما تدل الرسالة على عبقريته الشعرية في المحتوى والتصوير والتعبير .
ولعلي لا أبالغ في شيء إذا قررت – إن جاز لمبتديء مثلي أن يقول مثل هذا في حضرة عملاق بحجم السماوي – أن الرجز من مقاييس الشاعرية المرهفة ، ودليل على الاقتدار المتفرد .
صحيح أن شعراء سابقين حاولوا ذلك ونجحوا نجاحا كبيرا،
كشوقي وحمود غنيم ، ومحمود حسن إسماعيل ،
لكن السماوي أضاف بعد جديدا إلى عبقريته هنا ، وهو البعد العربي العام ؛ حيث خرج من إطار العلاقة بين صديق وصديقه ، إلى مستوى العلاقات بين الأحرار في أرض العروبة ، حتى ولو انطلق من العراق الحبيب .
واعذر - استاذي الجليل - قلمي إن تجاسر فخط بعض التساؤلات :
خَلِّيك َ في منفاك َ ...
لو كان يجيد ُ الهرب َ التراب ُ
(ربما كان الصواب : " لو كان يجدي " حتى يتسق المعنى والوزن )
ما أقام ْ
في الوطن المحكوم ِ بالإعدام



دماؤها مهدورة ٌ
( ربما كان الصواب "دماؤها مهدرة "
؛ لأن الفعل المتعدي أهدر ،
أما هدر فقد يكون لازما ، ولشيخنا الجليل محمد الغزالي ( رحمه الله ) عبارة : " الباب المغلوق كالدم المهدور كلا هما خطأ" ، ولعل في جعبة شاعرنا العملاق السماوي ما يصيب به كبد الحقيقة حول "هدر" لازما أو متعديا )
"إلى فضيلة "الحاخام ْ"
) ساخرة فضيلة الحاخام أيما سخرية ؛ لأن من المتداول أن يقال نيافة الحاخام أما فضيلة الحاخام فهي صفعة ذكية على وجوه من لا يعقلون ، وتناقض متعمد يكشف تناقض التصرفات عند هذه الحاشية)
أكرم الله هذا القلب الحر ، وتلك النفس الكريمة ، وهذا القلم المفكر الأبي .
ولك سيدي الكريم كل تحية ، وكل تجلة .
وتقدير للشاعر الكبير أ. عادل العاني

ريمه الخاني
31/03/2007, 10:15 AM
لله د ر قلمك
تحياتي

يحيى السماوي
04/04/2007, 05:32 PM
العزيز العزيز الشاعر المبدع د .حسان الشناوي : يا نديم السكيت وسيبويه والأخفش ، أصدقك القول ، ان قنديل رأيك بخصوص الفعل المتعدي " أهدر " قد أضاء عتمة استخدامي غير الصحيح لاسم الفعول ، فالصواب هو رأيك يا صديقي، وأشهد الله ، انني كنت في غفلة عنه ، فجزاك الله خيرا ، وسآخذ بتصويبك عند طبعي مجموعتي القادمة بإذن الله .

أما استخدامي للفعل يجيد دون سواه ، فذلك لانني اردت ان يكون التراب هو الفاعل في حين سيكون مفعولا به في حال استخدامي الفعل " يجدي " ، فالباحث عن الخلاص في هذا المقطع هو الوطن ... ما تراه هومصيب ايها العزيز ، لولا انه سيجعل " التراب " دونما ارادة ، لان الإرادة ستكون للهرب باعتباره الفاعل . وأما بخصوص استخدامي لكلمة فضيلة وليس النيافة ، فإن فطنتك قد قالت ما كنت سأقول...ثمة بيننا رجال دين ـ وأن كانوا يرتدون لبوس المسلمين ، إلآ أن كلمة " فضيلة " تبدو طارئة عليهم ، فهم حاخامات ـ وإلآ ما تفسيرنا لأولئك الذين تظاهروا بالعمى وهم يرون البسط الحمراء تفرش تحت أقدام شيمون بيريس في اكثر من عاصمة عربية ، في وقت مازال فيه دم ضحاياه طريا سلخنا ؟

لك مني شكر الممتن ، فقد أيقظتني من غفلتي ايها العزيز العزيز ... دمت مبدعا ومعلما .


الفاضلة ريمة الخافي : اسمحي للشاكر فضلك ، أن ينيخ عند شرفات قلبك ، قافلته المحملة بيواقيت الشكر والامتنان ...بلل الله مساءاتك بندى الرفاهية والسرور ، وأضاء صباحاتك بشموس العافية والتوفيق .

يحيى السماوي
04/04/2007, 05:32 PM
العزيز العزيز الشاعر المبدع د .حسان الشناوي : يا نديم السكيت وسيبويه والأخفش ، أصدقك القول ، ان قنديل رأيك بخصوص الفعل المتعدي " أهدر " قد أضاء عتمة استخدامي غير الصحيح لاسم الفعول ، فالصواب هو رأيك يا صديقي، وأشهد الله ، انني كنت في غفلة عنه ، فجزاك الله خيرا ، وسآخذ بتصويبك عند طبعي مجموعتي القادمة بإذن الله .

أما استخدامي للفعل يجيد دون سواه ، فذلك لانني اردت ان يكون التراب هو الفاعل في حين سيكون مفعولا به في حال استخدامي الفعل " يجدي " ، فالباحث عن الخلاص في هذا المقطع هو الوطن ... ما تراه هومصيب ايها العزيز ، لولا انه سيجعل " التراب " دونما ارادة ، لان الإرادة ستكون للهرب باعتباره الفاعل . وأما بخصوص استخدامي لكلمة فضيلة وليس النيافة ، فإن فطنتك قد قالت ما كنت سأقول...ثمة بيننا رجال دين ـ وأن كانوا يرتدون لبوس المسلمين ، إلآ أن كلمة " فضيلة " تبدو طارئة عليهم ، فهم حاخامات ـ وإلآ ما تفسيرنا لأولئك الذين تظاهروا بالعمى وهم يرون البسط الحمراء تفرش تحت أقدام شيمون بيريس في اكثر من عاصمة عربية ، في وقت مازال فيه دم ضحاياه طريا سلخنا ؟

لك مني شكر الممتن ، فقد أيقظتني من غفلتي ايها العزيز العزيز ... دمت مبدعا ومعلما .


الفاضلة ريمة الخافي : اسمحي للشاكر فضلك ، أن ينيخ عند شرفات قلبك ، قافلته المحملة بيواقيت الشكر والامتنان ...بلل الله مساءاتك بندى الرفاهية والسرور ، وأضاء صباحاتك بشموس العافية والتوفيق .

يحيى السماوي
04/04/2007, 05:41 PM
الأخ الشاعر عادل العاني : يا صاحبي المبدع العذب ، سأبقى اردد معك : حتى متى نحدق بالجرح الفاغر على أمل أن يشفى من تلقاء نفسه ؟

فكما أن الأوتار بحاجة للأنامل التي توقظ فيها الرنيم ، فإن الفؤوس لن تهوي من تلقاء نفسها على أصنام الوثنية الجديدة .

شكرا لك لإكرامي بانتقائك قصيدتي ليكون لها شرف الجلوس مع قصيدتك تحت ظلال خيمة واحدة .

يحيى السماوي
04/04/2007, 05:41 PM
الأخ الشاعر عادل العاني : يا صاحبي المبدع العذب ، سأبقى اردد معك : حتى متى نحدق بالجرح الفاغر على أمل أن يشفى من تلقاء نفسه ؟

فكما أن الأوتار بحاجة للأنامل التي توقظ فيها الرنيم ، فإن الفؤوس لن تهوي من تلقاء نفسها على أصنام الوثنية الجديدة .

شكرا لك لإكرامي بانتقائك قصيدتي ليكون لها شرف الجلوس مع قصيدتك تحت ظلال خيمة واحدة .

حاتم عبد الواحد
04/04/2007, 05:45 PM
الى يحيى ابن سماوة المتنبي
بحواف الجرح يبري قلمه
كلما شيد حلما هدمه
ختموا بالشمع عينيه وقد
حاول الافصاح فاستلوا فمه
مثل موسى انما بارئه
بكلام الشعر دوما كلمه
اضرب البحر يتامى كلنا
لاتسل عن امريء من يتمه

حاتم عبد الواحد
04/04/2007, 05:45 PM
الى يحيى ابن سماوة المتنبي
بحواف الجرح يبري قلمه
كلما شيد حلما هدمه
ختموا بالشمع عينيه وقد
حاول الافصاح فاستلوا فمه
مثل موسى انما بارئه
بكلام الشعر دوما كلمه
اضرب البحر يتامى كلنا
لاتسل عن امريء من يتمه

ريمه الخاني
04/04/2007, 05:52 PM
ممتنة ردك واهتمامك

ريمه الخاني
04/04/2007, 05:52 PM
ممتنة ردك واهتمامك

يحيى السماوي
07/04/2007, 12:17 PM
الحبيب المبدع حاتم عبد الواحد : انا متأكد ان اجمل قصائدنا ، سنكتبها حين يعود العراق وطنا للمحبة ، لا كما هو اليوم : تابوت على شكل وطن ، أو مسلخ بشري ومختبر تجرب فيه معامل البنتاغون آخر مبتكراتها الشيطانية ...

دمت نخلة باسقة في بستان الشعر يا صيقي العذب .


الفاضلة ريمة الحاني : أنا من يتوجب عليه شكرك ، لأنك قد أنبضت بحسن ظنك ، زهوري الخشبية .