المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مشروع تركيب إيقاعي من الطويل والبسيط



محمد المهدي السقال
18/10/2006, 04:30 AM
مشروع تركيب إيقاعي



من الطويل والبسيط


ورقة إطار :


هل نحن بحاجة إلى زيادة وزن شعري ؟



بعيداَ عن الحوار العقيم حول فاعلية العودة إلى أصول موسيقى المتن الشعري العربي ,



بين القائلين بتبنيها قواعدَ لتأليف الجملة الشعرية ,



والداعين إلى رفضها تحرراً من سلطتها على التعبير الوجداني .



و تجاوزاً للأحكام المسبقة ,



حول خلفيات الصدام المفتعل بين القبول والرفض ,



أعود إلى مشروع الوزن الشعري العربي القديم ,



لتقديم اجتهاد متواضع ,



يحاول طرح تصور إمكانية صياغة وزن عروضي تركيبي ,



يستند إلى المتداول في بحري الطويل والبسيط ,



باعتبارهما مهيمنين موسيقيين على الخطاب الشعري العربي قديمه وحديثه ,



كما تثبت ذلك إحصاءات الاستعمال عند المقلين أو المكثرين ,



على امتداد التاريخ الشعري العربي الذي تم مسحه إلى الآن .



لماذا المحاولة ؟



لقد تم استبعاد القول بوجود علاقة ما بين الوزن والغرض ,



أو ما يمكن اعتباره تلازما بالضرورة ,



بين المبنى الإيقاعي والمعنى الشعوري ,



بحيث تم الاشتغال على البنية العروضية للوزنين ,



على أساس ما يجمع بينهما من عناصر الاتصال ,



أو يؤلف بينهما من مكونات التجاور النغمي .



وفي البدء وفي الختام ,



فكما أن امتلاك زمام العروض لا يخلق شاعرا ,



مع الافتقار إلى حاسة الشاعرية ,



فإن امتلاك الحاسة الشاعرية لا يخلق شاعرا ,



مع الافتقار إلى المعرفة بالدربة العروضية .



موجز التصور:



يمكن تركيب وزن شعري عربي ,



يستند إلى الرصيد العروضي القديم ,



دون أدنى تعارض مع الإيقاع النغمي للجملة الشعرية العربية ,



ومبرر المحاولة ,



السعي إلى الإضافة النوعية من الداخل ,



لما يمكن اعتباره حاجة تقتضيها ضرورة التحول في الذائقة الشعرية العربية ,



والمنطلق في ذلك ,



وجود خصوصية التعدد والتنوع الممكن استثمارهما في التوسع ,



دون التضييق على الإيقاع بالتكرار المحكوم بالانضباط القسري للازمة ثابتة , يمكن أن تؤدي إلى النفور و التبرم ,



ولعل في المحاولة ,



ما يمكن أن يعيد الاعتبار للوزن الشعري في النص العربي الحديث ,



بتوفير هامش من الحرية في حركة الجملة الشعرية ,



ضمن الإطار الكلاسيكي المحدود بالبيت بشطريه صدراً وعجزاً والمقفى بوحدة روي عمودياً ,



والوزنان المعنيان بالتركيب هما :



الطويل والبسيط .



بحيث يتشكل البيت الشعري في صدره من الطويل :



فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن



بينما يكون عجزه من البسيط :



مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن



والنتيجة :


فـعـولن مـفـاعـيـلن فـعـولن مـفـاعـيـلن


مـسـتـفـعـلن فـاعـلن مـسـتـفـعـلن فـاعـلن



*********************



قبل التفصيل في دواعي محاولة التركيب ,



لا بأس من التذكير بالقواسم المشتركة بين الوزنين ,



وما يتصل بهما من جوازات مجمع عليها ,



زحافا في الحشو أو علة في العروض والضرب ,



*********


الطويل

فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن

البسيط

مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن


وهما ثمانيان من حيث عدد التفاعيل فعولن مفاعيلن أربع مرات ,



ثنائيان من حيث قيامهما على تفعيلتين فعولن مفاعيلن و مستفعلن فاعلن, ضمن البحورالمزدوجة التفعيلة ,



يتساويان في حساب مجموع الحركات والسكنات , بأربع وعشرين ,



على قاعدة عامة قوامها عشر سكنات والباقي حركات .



أما من حيث بنيتهما العروضية الكلية ,



فإنهما قد يبدوان متفاوتين نبرا على التقابل ,



لأن الأول يبدأ بما ينتهي به الثاني ,



فبينما تتصدر فعولن وزن الطويل , تأتي فاعلن في عروض البسيط أو ضربه ,



ويحدث العكس مع وضعيتي مفاعلن و مستفعلن ,



إذ يأخذ التصدر بالثانية موقع الحشو في الأولى .



وبالتقطيع العروضي , لتلك البنية ,



يتبين أن ثمة أصلا يجمع بينهما على أكثر من مستوى ,



يرتبط بذلك أيضا , ما يتصل بالبنية الجزئية ,



سواء على مستوى التوازي بالقلب , إذ تعتبر فعولن مقلوبة فاعلن , بينما تعتبر مفاعيلن مقلوبة مستفعلن .



أو على مستوى ما تم الإجماع عليه من جوازات الوزنين , إذ



يحذف ثاني مستفعلن في الحشو زحافا بالخبن



يحذف ثاني السبب الخفيف أو يسكن في فاعلن زحافا في الحشو الخبن و علة في الضرب



ويحذف آخر فعولن زحافا في الحشو القبض.



كما يقبل حذف الخامس في مفاعيلن زحافا في الحشو بالقبض أو علة في الضرب.



الزحاف طارئ متغير في السبب صدرا وعجزا عروضا وضربا.



العلة لاحقة ثابتة في السبب عروضا وضربا على الالتزام.



يشتركان في الخبن والقبض دون سواهما .



من اللافت للنظر في شأن العلاقة بين الوزنين ,



أنهما بأصلهما الثابت في العروض النظري كما تقر به تصنيفات الأوزان التعليمية,



يظلان منسجمين في تحولاتهما الممكنة وفق ما يصطلح عليه بالجوازات في التطبيق ,



بحيث يحافظان على نفس التوازن الإيقاعي كما وكيفا , بعد استنفاذ إمكانيات التجوز العروضي في كل من الوزنين ,


الطويل :

ـ ـ 0 ـ 0 ـ ـ 0 ـ 0 ـ 0 ـ ـ 0 ـ 0 ـ 0 ـ 0 ـ ـ 0

يـؤول إلى :

ـ ـ 0 ـ ـ ـ 0 ـ ـ 0 ـ ـ 0 ـ ـ ـ 0 ـ ـ 0

بعد قبول إمكانية التجوز بالحذف في أربع سكنات.

و البسيط :

ـ 0 ـ 0 ـ ـ 0 ـ 0 ـ ـ 0 ـ 0 ـ 0 ـ ـ 0 ـ 0 ـ ـ 0

يـؤول إلى :

ـ ـ 0 ـ ـ 0 ـ ـ ـ 0 ـ ـ 0 ـ ـ 0 ـ ـ ـ 0


بعد إمكانية سقوط نفس العدد .



مع ملاحظة الحفاظ على نفس الحركات فيهما معا ,



مما يقوى الاعتقاد بأن البحرين العروضيين ,



يقبلان التجاور على التكامل بين متقابليهما في التفاعيل .



هل في ذلك ,



ما يقرب الشاعر الباحث عن تيسيير الإيقاع من التعاطي مع البنية الموسيقيةالشعرية العربية



*********



لعل الذي سيختار شعر التفعيلة بالمراوحة بين التفاعيل في البحر الواحد ,



على أساس السطر الشعري دون البيت ,



قد يجد في الانتقال من صدر الطويل إلى عجز البسيط ,



استجابة للحاجة إلى التقابل بين المقلوبات من التفاعيل ,



كأنه يصل أول تفعيلة بمقلوبها كسرا لرتابة التوالي في الأعاريض أو الأضرب , وهو ما يمكن أن يسهل أمر الاستئناس بوحدة الروي ,



بالميل إلى استعادة الاستدارة الحلزونية المطلوبة في التناغم الإيقاعي للجملة الشعرية .



أما بعد ,



فلست أدعي ابتداعا حين أحاول الجمع بين البحرين ,



ولكني أستطيع ادعاء الاجتراء على التطبيق , في إطار المحاولة القابلة لكل نقد بناء .



*************



للتـمـثــيــل فقط :


مضيـتُ الهُـوَيْـنى أسـأل العـمر نـازفـاً


بالمُـرِّ مـن شـجـن الأحـزان فـي الخِـرَبِ



فـتحـتُ عـيـوني ليـتـني ما فـتحـتُـها



والقـلـبُ مُـنْـفَـرِطُ الأحْـشـاء بالـكُـرَبِ


يُـعَـيِّــرُنـي ظِـلِّـي هـــزيــمَ إِرادةٍ


ما انْفـكَّ يُحْـبِـطـها مـيْـل إلى الـهـربِ



إلى آخر القصيدة / التجربة :



أَمَـا عَـلِــمَـتْ أنَّ الـتَّــزَلُّـفَ زَائِــلُ ُ



كَالنَّـقْـشِ في جُـرُفِ الأنْـهَـارِ بالْـقَـصَبِ



*****************



محمد المهدي السقال

سليمان أبو ستة
21/10/2006, 02:49 AM
تندرج محاولة الأستاذ/ محمد السقال هذه في إطار المحاولات التي ميزت أعمال مجموعة شعراء أبوللو وطبعتها بطابع من التجديد لم يألفه الشعراء منذ انقضاء ثورة الموشحات في الإبداع الشعري . ويمكن لمن يريد أن يلمح مدى الصلة التي لهذا العمل بما سبقته من محاولات أن يرجع لكتاب د. سيد البحراوي " موسيقى الشعر عند شعراء أبوللو" ويتأمل قصيدة سيد قطب التي جمع في كل بيت منها بين وزن جديد لم يذكره الخليل (سمته نازك الملائكة) الموفور ، وآخر هو المجتث وذلك على النحو التالي :
مستفعلن فاعلن فاعلان=====مستفعلن فاعلاتن
كما في قوله :
إلى الثلاثين تمضي الركابْ========حثيثة ياليالِ
مضى من العمر أغلى اللبابْ=====فلست آسى لغال
مضى من العمر ما يستطابْ=====من بهجة أو جمالِ
وقد تطورت هذه المحاولات التي تأثرت بنظام الموشحات إلى نوع جديد من الشعر الحر ( وهو غير شعر التفعيلة الذي توقفت عنده هذه المحاولات) يعتمد على فكرة مزج البحور وذلك نحو قول أحمد زكي أبو شادي :
تفتش في لب الحياة معبرا عن الفكرة العظمى به لألباء ( الطويل)
تترجم أسمى معاني البقاء (مشطور المتقارب)
وتثبت بالفن سر الحياه (مشطور المتقارب)
وكل معنى يرفّ لديك في الفن حيّ (المجتث)
وهكذا يتنقل الشاعر بين البحور ومجزوءاتها يؤلف من لبناتها إيقاعا جديدا لقصيدته .
قلت، إذن، إن محاولة الشاعر محمد السقال في قصيدته التي أورد بعض أبياتها تندرج في هذا الإطار وتعتبر إضافة إليه لو أنه عاش في زمنهم . ولست هنا الآن في مقام تقييم هذه المحاولة وبيان مزاياها أو معايبها؛ وإن كنت أعتقد أن نجاح أي محاولة جديدة لا يأتي عبر التنظير لها وإنما مناط الأمر على قدرة الشاعر على جعلها نموذجا يُقتدى .
هل ستلحق قصيدة السقال هذه بأخواتها من قصائد شعراء أبوللو التي لا نكاد نجد أحدا من الشعراء يتمثل نماذجها اليوم، أم سيكتب لها البقاء . إن نظرة عجلى إلى النموذجين السابقين تدلنا على أن قصيدة سيد قطب تبدو أوفر حظا من حيث اتساقها الإيقاعي مقارنة بقصيدة أبي شادي . بينما تبقى قصيدة السقال أعجز من أن تقنعنا بسلاسة التركيب الإيقاعي لبحرين مختلفين تمام الاختلاف ( وإن كانا من دائرة واحدة ) اللهم إلا إذا استطاع أن يشرح لنا المقصود من قوله بالميل إلى "استعادة الاستدارة الحلزونية المطلوبة في التناغم الإيقاعي للجملة الشعرية".

محمد المهدي السقال
21/10/2006, 05:12 AM
تندرج محاولة الأستاذ/ محمد السقال هذه في إطار المحاولات التي ميزت أعمال مجموعة شعراء أبوللو وطبعتها بطابع من التجديد لم يألفه الشعراء منذ انقضاء ثورة الموشحات في الإبداع الشعري . ويمكن لمن يريد أن يلمح مدى الصلة التي لهذا العمل بما سبقته من محاولات أن يرجع لكتاب د. سيد البحراوي " موسيقى الشعر عند شعراء أبوللو" ويتأمل قصيدة سيد قطب التي جمع في كل بيت منها بين وزن جديد لم يذكره الخليل (سمته نازك الملائكة) الموفور ، وآخر هو المجتث وذلك على النحو التالي :
مستفعلن فاعلن فاعلان=====مستفعلن فاعلاتن
كما في قوله :
إلى الثلاثين تمضي الركابْ========حثيثة ياليالِ
مضى من العمر أغلى اللبابْ=====فلست آسى لغال
مضى من العمر ما يستطابْ=====من بهجة أو جمالِ
وقد تطورت هذه المحاولات التي تأثرت بنظام الموشحات إلى نوع جديد من الشعر الحر ( وهو غير شعر التفعيلة الذي توقفت عنده هذه المحاولات) يعتمد على فكرة مزج البحور وذلك نحو قول أحمد زكي أبو شادي :
تفتش في لب الحياة معبرا عن الفكرة العظمى به لألباء ( الطويل)
تترجم أسمى معاني البقاء (مشطور المتقارب)
وتثبت بالفن سر الحياه (مشطور المتقارب)
وكل معنى يرفّ لديك في الفن حيّ (المجتث)
وهكذا يتنقل الشاعر بين البحور ومجزوءاتها يؤلف من لبناتها إيقاعا جديدا لقصيدته .
قلت، إذن، إن محاولة الشاعر محمد السقال في قصيدته التي أورد بعض أبياتها تندرج في هذا الإطار وتعتبر إضافة إليه لو أنه عاش في زمنهم . ولست هنا الآن في مقام تقييم هذه المحاولة وبيان مزاياها أو معايبها؛ وإن كنت أعتقد أن نجاح أي محاولة جديدة لا يأتي عبر التنظير لها وإنما مناط الأمر على قدرة الشاعر على جعلها نموذجا يُقتدى .
هل ستلحق قصيدة السقال هذه بأخواتها من قصائد شعراء أبوللو التي لا نكاد نجد أحدا من الشعراء يتمثل نماذجها اليوم، أم سيكتب لها البقاء . إن نظرة عجلى إلى النموذجين السابقين تدلنا على أن قصيدة سيد قطب تبدو أوفر حظا من حيث اتساقها الإيقاعي مقارنة بقصيدة أبي شادي . بينما تبقى قصيدة السقال أعجز من أن تقنعنا بسلاسة التركيب الإيقاعي لبحرين مختلفين تمام الاختلاف ( وإن كانا من دائرة واحدة ) اللهم إلا إذا استطاع أن يشرح لنا المقصود من قوله بالميل إلى "استعادة الاستدارة الحلزونية المطلوبة في التناغم الإيقاعي للجملة الشعرية".



أستاذي سليمان أبوستة
أولا , أحيي فيك هذا الاهتمام بما يبدو أنه أصبح من ذاكرة " قصائد شعراء أبوللو التي لا نكاد نجد أحدا من الشعراء يتمثل نماذجها اليوم " , على افتراض أن محاولتي " تندرج في هذا الإطار وتعتبر إضافة إليه لو أنه عاش في زمنهم "
لن أحاول تبرير طرحي لمشروع تركيب إيقاعي من الطويل والبسيط , لأن الغاية أبعد ما تكون عن الرغبة في التنظير , بل لست أدعي حتى المحاولة , لأني أخجل من ذلك , حين أقف أمام ما قرأته من تراكم التراث العروضي , فأجده قد أوفى إن لم يكن قد استوفى , ما يمكن احتمال تصوره في أفق ما هو موجود مؤصل , بحيث لا نحتاج إلا إلى المراجعة والمدارسة , لاكتشاف ما غاب عنا , ونحن نحفظ تعقيدات تلك المصطلحات العروضية التي ما أنزل الله بها من سلطان .
أما ترتيب المفاضلة بوفرة الحظ بين سيد قطب وأبي شادي , فلست هنا لأخوض فيه , رغم اختلافي معك في تقييم تجربة كل من الرجلين على مستوى الإبداع الشعري ,
غير أني وقد حشرتُ لأكون الأعجز عن الإقناع " بسلاسة التركيب الإيقاعي لبحرين مختلفين تمام الاختلاف "
فلا بأس من إيضاح شيء على سبيل الاستئناس , مفاده أن محاولتي تنطلق من صميم العلاقة الإيقاعية المحتملة في الأصل بين وزني الطويل والبسيط , لما بينهما من قواسم مشتركة كما وكيفا , ترتكز أساسا على تحويلات كل من السبب الخفيف والوتد المجموع ,
بعد ذلك , إن بدا أن التركيب ممكن الاستثمار في بناء الجملة الشعرية العربية , باعتبار ما يسمح به من إمكانيات إيقاعية , حتى لا أقول عروضية , فبه ونعم , و إلا فإن المشروع يبقى مشروعا في حدود الاجتهاد المتواضع ,
أما ما اقترحت شرحه من المقصود بالميل إلى " استعادة الاستدارة الحلزونية المطلوبة في التناغم الإيقاعي للجملة الشعرية".
فأظن أني قد أوضحته في نفس السياق الذي اقتطعت منه العبارة , حين قلت :

لعل الذي سيختار شعر التفعيلة بالمراوحة بين التفاعيل في البحر الواحد ,
على أساس السطر الشعري دون البيت ,
قد يجد في الانتقال من صدر الطويل إلى عجز البسيط ,
استجابة للحاجة إلى التقابل بين المقلوبات من التفاعيل ,
كأنه يصل أول تفعيلة بمقلوبها كسرا لرتابة التوالي في الأعاريض أو الأضرب , وهو ما يمكن أن يسهل أمر الاستئناس بوحدة الروي ,
بالميل إلى استعادة الاستدارة الحلزونية المطلوبة في التناغم الإيقاعي للجملة الشعرية .
أخي سليمان أبوستة :
صادقا أشكرك على قراءتك , متمنيا ألا أكون في ردي قد جاوزت حجمي ,
دمت الأخ والأستاذ

أخوك
محمد المهدي السقال

د.عمرخلوف
27/10/2006, 10:49 PM
محاولة جديرة بالتقدير والثناء

أذكر أنني اطلعتُ على عدة محاولات من هذا النوع، بعضها معجب، وبعضها يصعب على الأذن الشاعرة أن تقبله.
أقول: إن الأوزان العربية هي أوزان فطرية، ليس للشاعر في اختراعها يد تذكر، ولو لم تكن الأوزان الشعرية فطريةً لما استطاع الشاعر العربي الأمي الأول الكتابةَ عليها بيتاً واحداً، ولما استطاع المتذوق العربي إلى اليوم تقبلها. ولا يزال الشاعر العربي يكتب هذا الشعر بتلك العفوية والفطرة.
ومن جهة أخرى؛ فإن مسيرة الألفي عام، التي قطعتها هذه الأوزان توحي بهذه الفطرية، وتشير إلى ميلها إلى الاكتمال والكمال.
وأنا كشاعرٍ خبَرَ الأوزان، ومارس شيئاً من الشعر، لا أشعرُ أبداً بالحاجة إلى النظر في وزن ما أكتب، حال ما أكتب، ولكنني بمثل هذا التركيب المقترَح أحتاج إلى أن تبقى جميع حواسي متنبهةً يقظةً، مراعاةً لمثل هذا الانتقال بين الوزنين، مما سيفقد الشعر شيئاً من عفويته، ويحمّله الكثير من أثر الصنعة.

ومع ذلك، نحن بحاجة ماسة إلى مثل هذه الدراسات الجادة التي لا بد أن تلقي الضوء على الكثير من خصائص الشعر العربي.

محمد المهدي السقال
27/10/2006, 11:27 PM
محاولة جديرة بالتقدير والثناء

أذكر أنني اطلعتُ على عدة محاولات من هذا النوع، بعضها معجب، وبعضها يصعب على الأذن الشاعرة أن تقبله.
أقول: إن الأوزان العربية هي أوزان فطرية، ليس للشاعر في اختراعها يد تذكر، ولو لم تكن الأوزان الشعرية فطريةً لما استطاع الشاعر العربي الأمي الأول الكتابةَ عليها بيتاً واحداً، ولما استطاع المتذوق العربي إلى اليوم تقبلها. ولا يزال الشاعر العربي يكتب هذا الشعر بتلك العفوية والفطرة.
ومن جهة أخرى؛ فإن مسيرة الألفي عام، التي قطعتها هذه الأوزان توحي بهذه الفطرية، وتشير إلى ميلها إلى الاكتمال والكمال.
وأنا كشاعرٍ خبَرَ الأوزان، ومارس شيئاً من الشعر، لا أشعرُ أبداً بالحاجة إلى النظر في وزن ما أكتب، حال ما أكتب، ولكنني بمثل هذا التركيب المقترَح أحتاج إلى أن تبقى جميع حواسي متنبهةً يقظةً، مراعاةً لمثل هذا الانتقال بين الوزنين، مما سيفقد الشعر شيئاً من عفويته، ويحمّله الكثير من أثر الصنعة.

ومع ذلك، نحن بحاجة ماسة إلى مثل هذه الدراسات الجادة التي لا بد أن تلقي الضوء على الكثير من خصائص الشعر العربي.


إلى
أستاذي
د عمر خلوف

تحية مودة
وبعد

فإن الحافز على المشروع في الأصل ,

رغبة في تجاوز هيمنة التنبه اليقظ ,

لمراعاة الانضباط للعروض الخليلي ,

أثناء إقدامي على محاولة التعبير بالشعر عن حالات لا يحتملها النثر ,

بل أستطيع الاعتراف بكل صدق ,

أن منطلق التجربة ,

لم يكن تفكيرا مسبقا في مقاربة إمكانية التركيب بين الوزنين ,

إذ تدخلت الصدفة في البحث عن توازن إيقاعي لجملة تعبيرية ,

أحببتها صدرا لبيت شعري في نص أساسه بحر الطويل ,

فوجدتني قد بنيت جملة العجز على البسيط دون تفكير ,

وعاودت المحاولة مع عجز لاحق ,

فوجدت أنه أكثر انسيابية مع صدر الطويل ,

عندها ,

انتقل الاشتغال على النص ,

إلى الانشغال بالبنية العروضية التركيبية الممكنة , بين الطويل والبسيط ,

وكان المشروع ,

أما بعد

فإني أشكر لك ملاحظاتك ,

وأتمنى أن أستفيد من التواصل بيننا ,

أخوك
محمد المهدي السقال

محمد المختار زادني
02/11/2006, 06:42 PM
أخي الكريم محمد المهدي السقال

رغم ما تم تدوينه في باب الأوزان الشعرية فإني أرى هذه البادرة طيبة تستحق التنويه .
قد يرى البعض أن التجديد على هذا النحو سيستدعي إعادة النظر في الدوائر العروضية، وإعادة صياغة بحور شعرية جديدة مما سيتطلب جهودا من علماء اللغة ...
عموما فشعراء العصر - وهم قلة - سيجدون في تجربتك ما قد يحل عقدة الرتابة والتقيد .

شكرا لك
مع خالص تقديري ومحبتي

محمد المهدي السقال
02/11/2006, 09:54 PM
أخي الكريم محمد المهدي السقال

رغم ما تم تدوينه في باب الأوزان الشعرية فإني أرى هذه البادرة طيبة تستحق التنويه .
قد يرى البعض أن التجديد على هذا النحو سيستدعي إعادة النظر في الدوائر العروضية، وإعادة صياغة بحور شعرية جديدة مما سيتطلب جهودا من علماء اللغة ...
عموما فشعراء العصر - وهم قلة - سيجدون في تجربتك ما قد يحل عقدة الرتابة والتقيد .

شكرا لك
مع خالص تقديري ومحبتي

أخي
محمد المختار زادني
تحية طيبة
وبعد ,
فإني أشكر لك تشجيعك على المحاولة ,
وأغتنم الفرصة للتأكيد على المنطلق في التجربة ,
فقد وجدت نفسي بالصدفة ,
أمام عجُز بيتٍ شعري ألح علي بصيغة البسيط ,
رغم أنني كنت بصدد الاشتغال على الطويل ,
وحين أعدت قراءة البيت مركبا من الوزنين , تساءلت عن هذه الإمكانية , على أساس البحث فيما يصلهما إيقاعيا ثم عروضيا ,
وكانت المحاولة ,
ولي نص مطول أحاول من خلاله تبرير المشروع ,
ليس على أساس زيادة وزن ,
ولكن على خلفية الحاجة إلى التبسيط والتناسب مع حاجات النفس إلى إيقاع أكثر يسرا .
مرة أخرى , أشكر لك التفاتتك .
أخوك
محمد المهدي السقال