المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مدينة من وطني العربي الكبير : - اللاذقية- (الجمهورية العربية السوريّة) علي الكرية (تونس)



علي الكرية
08/01/2011, 04:36 PM
مدينة اللاذقية
http://www.wata.cc/up/2011/1/images/w-a37ba21b48.jpg
اللاذقية (باليوناني:Λαοδικεία تلفظ laodikeia,laodiceia، باللاتيني:Laodicea ad Mare)
مدينة سوريّة، تعتبر الرابعة في الجمهورية من حيث عدد السكان، بعد دمشق، حلب وحمص، تقع على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، ضمن شبه جزيرة بحرية، على بعد حوالي 385كم من الشمال الغربي للعاصمة السورية دمشق، وهي المنفذ الأول لسوريا على البحر المتوسط، ما أكسبها موقعًا تجاريًا فريدًا، وأغناها بالعديد من المرافق الحيوية، الصناعية والتجاريّة؛ فضلاً عن ذلك فإن المدينة هي المركز الإداري لمحافظة اللاذقية.
http://www.wata.cc/up/2011/1/images/w-e598662d3f.jpg
تعتبر اللاذقية مركزًا سياحيًا هامًا لغناها بالمواقع الأثريّة التي يرقى بعضها إلى العصر الفينيقي، فضلاً عن المناخ المعتدل وتوفر خدمات الصناعة السياحية، وتعتبر أيضًا، مدينة قديمة وعريقة إذ تشير الآثار أنّ هذه المنطقة كانت آهلة بالسكن البشري منذ العصور الحجرية.
شهدت اللاذقية في العصور القديمة ازدهارًا فنيًا واقتصاديًا وثقافيًا نادرًا وظهرت من أوغاريت الأبحدية الأولى، كما كانت مركزًا هامًا في العصرين الهليني والبيزنطي، إلا أن وقوعها على الحدود بين الدولة العربية والإمبراطورية البيزنطيّة، وتحولها لما يشبه دول الثغور، قد أدى إلى تراجع أهميتها ودورها، في العصرين الأموي والعباسي، وما ساهم في تردي الوضع الكوارث الطبيعية والزلازل التي مرت على على المدينة، والإهمال الإداري خصوصًا في الحقبة العثمانية، بيد أن اللاذقية قد أخذت أهميتها في التنامي بدءًا من بدايات القرن العشرين، واستطاعت أن تصبح مركزًا تجاريًا، صناعيًا، ثقافيًا وسياحيًا هامًا، حتى غدت مقصد أغلب السيّاح في سوريا، ويبلغ عدد سكانها التقريبي نصف مليون نسمة، أي حوالي نصف سكان محافظة اللاذقية.
اختيرت قلعة صلاح الدين الأيوبي، على بعد 3كم من المدينة، كواحدة من مواقع التراث العالمي، المحمي من قبل اليونيسكو.
اللاذقية اليوم كما تبدو من الجو.اكتسبت اللاذقية عددًا كبيرًا من الأسماء، بتطور المراحل والحقب التاريخية التي مرت عليها، ففي العصور الفنيقية الأولى أطلق عليها اسم أوغاريت وكذلك شمرا ويعتبر اسم ياريموتا من أقدم هذه الأسماء المعروفة، وهو يرقى إلى الحقبة الكنعانية الفينيقية، كما يظهر في مراسلات العمارنة، ثم حوّل الاسم إلى راميتا، ومعناه المرتفعة ثمّ حول الاسم مجددًا إلى راماثوس وهو اسم أحد الآلهة الساميّة في العصر الفنيقي، أما الإغريق فقد أطلقوا عليها اسم الرأس الأبيض، ودعاها السكان المحليون من الصيادين مزبدا المشتقة في اللغة العربية اليوم من "زبد البحر"، أما الإمبراطور جوستيان أطلق عليها اسم تيودوريارس، في حين أسماها الصليبيون لاليش؛ وعندما جدد بنائها الإمبرطور سلوقس نيكاتور، أطلق عليها اسم لاوديكيا على اسم أمه، كما سمى أنطاكية على اسم زوجته، وهو أصل المصطلح حتى يومنا هذا، إذ إن كلمة لاوديكيا قد حرفت على نحو ما لتصبح اللاذقية، ثم أعاد يوليوس قيصر في القرن الأول قبل الميلاد بتسميتها جوليا، ودعاها الإمبرطور سبيتيموس ساديروس، سبيتما السافريّة؛ وإبان الحكم الأموي وفتح المدينة أطلق عليها اسم لاذقية الشام تمييزًا لها من بين عدد من المدن يحمل الاسم نفسه، ووصفها الفاتحون بأنها عروس الساحل، وهو الاسم الذي لا يزال متعارفًا عليه حتى اليوم.
http://www.wata.cc/up/2011/1/images/w-dcab9bbfa4.jpg
أما شعار المدينة، فقد تمّ اعتماده العام 1975 من قبل مجلس مدينة اللاذقية، وهو يمثل مرساة سفينة يحيط بها دلفينان، تعتبر نسخة لإحدى الآثار المكتشفة والتي تعود للقرن الثاني قبل الميلاد في المدينة، كذلك فهي تتواجد على عدد كبير من القطع النقدية التي تعود للفترة السلوقية، وتعتبر اللاذقية المدينة الوحيدة في الشرق الأوسط التي استعملت حيوان الدلفين كأحد رموزها، أما المرساة أو الياطر فهو يشير إلى الملاحة، النشاط الاقتصادي الأول في المدينة، وقد وضع اسم لاذقية العرب لكونه الاسم الذي أطلقه عليها المسلمون عند دخولهم المدينة في القرن السابع، تمييزًا لها عن ثمانية مدن أخرى تحمل الاسم نفسه؛ وقد وضع هذا الشعار جبرائيل سعادة.
شاطئ صخري في منطقة الكورنيش الجنوبيتقع اللاذقية ضمن شبه جزيرة طبيعية على الشاطئ الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، وتعرف إحداثيتها الجغرافية بأنها شمالاً 31° شمالاً و41°شرقًا، يحد المدينة من الغرب البحر الأبيض المتوسط، ومن الشمال البحر أيضًا ومنطقة دمسرخو التي باتت تعتبر من التوسع الطبيعي للمدينة، أما من الجنوب تحدها مجموعة من القرى والسهول الزراعيّة قبل أن تصل إلى مدينة جبلة التابعة لمحافظة اللاذقية أيضًا، أما من ناحية الشرق فتحدها سلسلة جبال اللاذقية، المرتفعة والتي تشكل حاجزًا طبيعيًا بين منطقة اللاذقية ومنطقة سهل
الغاب.
ولكونها تقع ضمن شبه جزيرة، فتتخذ المدينة شكل مثلث، لكن التوسعات العمرانية بدءًا من النصف الثاني للقرن العشرين، أخذت من خلالها المدينة بالزحف نحو الداخل خارج شبه الجزيرة الطبيعية التي نشأت فيها، وتبلغ مساحتها 2437 كم²؛ أما شاطئ المدينة يعتبر متنوعًا للغاية، فهو رملي في شمال المدينة، ثم يتحول إلى صخري في وسطها وجنوبها، ويعود رمليًا في ضواحيها
الجنوبية، كمنطقة برج سلام مثلاً.
يعتبر مناخ مدينة اللاذقية بشكل عام، مناخًا معتدلاً، شبيهًا بسائر الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط المتميز بفصول، الصيف الحار والجاف، ربيع وخريف معتدلان، ثم شتاء بارد وممطر؛ يعتبر شهري تموز وآب أكثر أشهر السنة حرارة حيث تصل درجات الحرارة إلى 30° على مقياس السيلسيوس، وكذلك يعتبر شهري كانون الثاني وشباط، أكثر أشهر السنة بردًا حيث لا تتجاوز درجات الحرارة 8° على مقياس سيلسيوس؛ ولا تتساقط الثلوج في المدينة، إلا أنها تتساقط بغزارة في المناطق القريبة منها والجبال المحيطة بها، كصلنفة مثلاً. لقد ساعد مناخ اللاذقية المتوسط، على أن تكون منطقة زراعيّة بإمتياز، فاشتهرت في العصور القديمة بريف خصب وغني خصوصًا بالحمضيات وكروم العنب، ومنها كان يصنع النبيذ اللاذقي ويصدر إلى اليونان ومصر، وقد اشتهر هذا النبيذ بجودته وشهرته، إلا أن صناعته تراجعت بشكل كبير، في أعقاب الفتح الإسلامي للمنطقة، وأخذت زراعة الحمضيات تتوسع على حسابه، كذلك ظهرت زراعة التبغ في المدينة، وهي مستمرة حتى اليوم، أما النبيذ فقد فقدت اللاذقية حظوتها السابقة، حتى في داخل الجمهورية إذ تعتبر محافظة السويداء هي الأولى في إنتاجه داخل الجمهوريّة.
http://www.wata.cc/up/2011/1/images/w-aa47c2c11b.jpg

منقول

صخرالمالح
08/01/2011, 06:30 PM
المبدع علي الكرية

جهودك رائعة تشكر عليها...

تحياتي.

علي الكرية
09/01/2011, 02:18 AM
الأستاذ الفاضل صخر المالح:
مرورك أسعدني وعطّر متصفحي،بالفلّ و الياسمين.
لك ألف شكر والتقدير والاحترام والسلام الدّائم.

علي الكرية
11/01/2011, 03:49 PM
مدينة اللاذقية العربية السوريّة