المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أزمة الإنفصال القادمة في السودان : هل سيكون هناك حرب ؟؟؟.



فتحي الحمود
09/01/2011, 01:44 AM
أزمة الإنفصال القادمة في السودان : هل سيكون هناك حرب ؟؟؟

* أندرو ناتيسيوس & ريتشارد ويليامسون/معهد واشنطن*
في 17 ديسمبر قام أندرو ناتيسيوس و ريتشارد ويليامسون بعقد منتدى خاص في معهد
واشنطن لمناقشة نتائج الإستفتاء العام القادم في السودان. السيد ناتيسيوس مبعوث
خاص للولايات المتحدة في السودان وهو يعمل حاليا في جامعة جورج تاون في كلية
إدموند والش للخدمة الخارجية. و السيد ويليامسون زميل بارز في مجلس شيكاغو
للشئون الخارجية و زميل غير مقيم في معهد بروكنغز وقد عمل سابقا كمبعوث خاص
للولايات المتحدة في السودان. و فيما يلي خلاصة ما قدموه:
أندرو ناتيسيوس:
إن الحرب الأهلية التي دارت في السودان و التي امتدت لاثنين و عشرين عاما ونتج
عنها وفاة 2 مليون شخص في جنوب السودان أدت إلى التوقيع على اتقاقية سلام شاملة
في عام 2005. و قد جاءت الاتفاقية نتيجة للدبلوماسية النشطة لإدارة جورج دبليو
بوش, حيث تم الكثير منها تحت الوساطة الشخصة من قبل الرئيس بوش و الرئيس
السوداني عمر البشير. إن أجزاء هذه الإتفاقية تنص على منح الجنوب حكما ذاتيا
لمدة 6 سنوات, تبدأ من العام 2005 و تنتهي في 9 يناير 2011, أي مع حلول موعد
الإستفتاء العام لجنوب السودان. ومع تسجيل الغالبية من سكان الجنوب في
الإستفتاء فإن نتائج الإستطلاع الأخيرة تشير إلى أن ما يزيد عن 90% منهم سوف
يصوتون لصالح الانفصال. لقد سارت عملية التسجيل بسلاسة و أفضل مما كان متصورا ,
و دون أي محاولة من قبل الخرطوم للتدخل في هذه العملية. إن الاستفتاء يتقدم
بصورة جيدة, على الرغم من جهود الخرطوم لتعقيد طباعة أوراق الاستفتاء و إثارة
الشكوك حول أهلية الناخبين, لأنه و من هذه المرحلة فسوف يكون الاستفتاء في يد
حكومة الجنوب. في 9 يناير المقبل سوف يصوت الجنوب للإنفصال.
لقد أدى هذا الإستفتاء إلى ظهور العديد من المفاهيم غير الصحيحة. أولى هذه
المفاهيم هي الفكرة القائلة بأن هناك دولة واحدة سوف تنشأ. إنه لمن الضروري جدا
بأن يعترف المجتمع الدولي بأن التصويت سوف يؤدي إلى ظهور دولتين. إن الحركة
الإقتصادية في الشمال سوف تتأثر بشكل كبير, لأن الجنوب -الغني بالنفط و الذهب
و النحاس و المصادر المائية و أكثر الأراضي خصوبة في أفريقيا- هو المصدر الرئيس
للمصادر الطبيعية لعدة عقود للشمال. و بعيدا عن الإعتبارات الإقتصادية فإن جنوب
السودان كان مستقلا عمليا لمدة 6 سنوات, وسوف لن يكون داخلا في حسابات الشمال
السياسية وهو ما سيخلق فجوات عميقة داخل النخبة السياسية الحاكمة في الخرطوم.
و المفهوم غير الصحيح الآخر هو أن جنوب السودان سوف يكون دولة فاشلة من أول يوم
من الإستقلال. إن الواقع ينافي هذه الأمر: في السنوات الثلاث الأخيرة , تحولت
جوبا إلى مدينة منظمة تعج بالصخب مع وجود الكثير من الفنادق فيها و الشوارع
المعبدة و نظام توصيل المياه شامل. علاوة على ذلك, فإن جوبا قادرة وبصورة مطردة
على إخراج المصادر خارج المحافظة. إن هناك مجتمع مدني نام و قطاع خاص فعال و
بناء على رغبة الحكومة فقد حصل هناك تدفق إفريقي للمشاريع من الدول المجاورة
مثل تنزانيا و أوغندا من أجل المساعدة في رفع سوية الإقتصاد. إن هذه الدول
لديها مصالح شخصية في نجاح الجنوب , كما أنهم ياملون في تأمين منطقة آمنة ما
بينهم و بين ما يعتبرون أنه نظام عدواني يقوده الإسلاميون في الشمال. و على
الرغم من وجود قلق بأن الإتجاه الأوتوقراطي و الإستبدادي موجود في جنوب
السودان, إلا أن البرلمان لا زال يسمح بوجود معارضة نشطة.
و الوهم الأخير – وهو الأكثر حساسية- هو أن الشمال يزداد قوة يوما بعد يوم. إن
الخرطوم تواجه أزمة إنشقاق وشيكة , وفي الواقع فإنه يبدو أن الشمال هو الأكثر
ضعفا من الجنوب. إن حزب المؤتمر الوطني يقاتل من أجل بقائه في العديد من
المناطق , ولا يقتصر الأمر على دارفور فقط و التي اعترفت حكومة البشير بشكل خاص
بأنها لن تسيطر عليها. في النيل الأعلى فإن حزب المؤتمر لم يخسر السيطرة فقط و
لكنه خسر السيطرة على المزيد من الأراضي بما فيها جبال النوبة.
ضمن شمال السودان, فإن قوى التمرد قد أعادت الإصطفاف مع جوبا كما أن الجيش
يواجه تهديدات بالإنقلاب من قبل الإسلاميين التابعين للزعيم الإسلامي حسن
الترابي. إن الجيش الشمالي قد تعرض للضعف بسبب عمليات التطهير التي يقوم بها من
أجل منع حصول الإنقلابات, مما أدى إلى حصر عدد الجنود الموجودين في الخرطوم إلى
4000 جندي فقط. علاوة على ذلك, ومع وجود مناطق التجنيد في أماكن بعيد عن
السيطرة القوية, فإن قدرة الخرطوم على تجنيد مزيد من الجنود أصبحت محدودة, كما
أن قواتها الجوية تدار من قبل الأجانب. إن الشمال, و مع وجود عدد أقل من الجنود
المسلحين مما هو عليه الحال في الجنوب لم يعد قادرا على إجتياح الجنوب. أضف إلى
ذلك, فإن عودة ما يقرب من 1.5 مليون من 2.5 مليون جنوبي نزحوا إلى الشمال يحرم
الشمال من رافعة مهمة في استخدام هؤلاء اللاجئين كرهائن.
ومن أجل تجنب الحسابات الخاطئة من قبل الخرطوم, فإن على واشنطن أن تتحرك بسرعة
و استراتيجية من أجل ضمان إستقرار المنطقة. أولا, على الولايات المتحدة أن تقدم
مباشرة ضمانات أمنية للجنوب. إن هذا الأمر لن يكون مجرد رادع للشمال و لكنه سوف
يكون فهما للأمن المتزايد في جنوب السودان والذي من الممكن ان يساعد جوبا في
تقديم التنازلات الضرورية لإتفاقية تقاسم العائدات مع الشمال. ثانيا, على
الولايات المتحدة أن تدخل في اتفاقية تجارة حرة مع جنوب السودان و التسهيل
لإستثمارات الأمريكان في الجنوب. ثالثا, يتوجب على واشنطن أن تقيم سفارة في
جوبا, و أن ترسل رسالة بأن الولايات المتحدة – مع وجود مصالح أمنية و إقتصادية
و دبلوماسية في الجوب- تعد العدة للبقاء أمدا طويلا. و آخر أمر هو أن على
الولايات المتحدة أن تزيد من جهودها من أجل زيادة القدرة العسكرية لجنوب
السودان, من أجل تخفيض مخاطر نشوب حرب في المستقبل ومن أجل المساعدة في الحفاظ
على إستقرار المنطقة.
ريتشارد ويليامسون:
إن السياق التاريخي للصعوبات التي واجهتها السودان مع التهميش مهم لفهم
ديناميكيات الحالة الراهنة. لقد تم تفضيل مجموعة صغيرة من المسلمين العرب
القادمين من شمال النيل خلال فترة حكم الإمبراطورية العثمانية و مرة أخرى خلال
الإمبراطورية البريطانية المصرية, مما ساهم في نشر حالة الكراهية للحكومة
الحالية في الخرطوم. إن انتهاء الحالة العدائية يؤشر إلى الإنجاز الذي حققته
إتفاقية السلام, و لكن كحال العديد من الإتفاقيات المماثلة فإنها تؤجل و تهمل
الكثير من القضايا. و مع إقتراب النهاية, فإنه من المهم النظر في الدروس
المستقاة من إتفاقيات الجيش الشعبي لتحرير السودان و حزب المؤتمر الشعبي خلال
السنوات الست الأخيرة:
*إن الشمال لم يجعل من الوحدة هدفا جذابا
* لقد استمر الشمال في استخدام أساليب قطاع الطرق و الطرق الوحشية و استخدام
الوكلاء مثل الميليشيات الإسلامية.
* لقد كان الجنوب مجتمعا مع بعضه أيام جون قرنق بوجود الكارزما و الصفات
القيادية التي كان يحملها, و قد نجح بشكل كبير من خلال قيادة الرئيس سلفا كير
ميارديت و لكن هذا النجاح قد لايكون دائما.
* لقد كان الشمال متعجرفا في خرق الإلتزامات و هو أسلوب من غير المحتمل أن
يتغير.
إن الإستفتاء و على الرغم من أنه ينهي إحدى مراحل العملية, و لكنه يبدأ بأخرى.
فمن أجل تعكير الوضع الدبلوماسي, فإن الشمال سوف يتحدى الإستفتاء من أجل العديد
من الأسباب, مثل محاولته التفاوض على تعريف مفهوم الإنفصال. إن الكثير مما
يفعله الشمال قبل الأستفتاء سوف يتضمن عنصرا قويا مصمم من أجل كسب رافعة له.
على الرغم من أن الاتفاقية يجب أن تعالج قضايا مثل الحدود و تقاسم عائدات النفط
, إلا أن توجه الشمال لم يكن تاريخيا متمثلا في قول "لا" و لكنه يتجنب قول
"نعم". إن هذه الطرق من المناقشة و التي تتضمن الدراسة و التأجيل و في النهاية
الإنكار سوف يميز المفاوضات هذا الربيع و يمكن أن يكون أمرا خطيرا في نهاية
المطاف. في هذه اللحظة فإن تحركات القوات على امتداد المناطق المتنازع عليها لن
يؤدي على الأرجح إلى حرب شاملة.
و بينما ركزت وسائل الإعلام على الاستقرار في جنوب السودان, فإن الخطر الحقيقي
في الواقع هو فوضى محتملة في الشمال. إن الشمال لن يخسر ما يقرب من 70% من
عائدات النفط لصالح الجنوب فقط و لكن وجود الحكومة مهدد من قبل التطرف المتنامي
في المنطقة. إن على حكومة الشمال التعامل مع التشدد الإسلامي الذي يمتلك حضورا
قويا في الشمال أصلا و الذي من الممكن أن ينتصر في النهاية مشكلا منطقة إرهابية
من الصومال إلى السودان إلى ليبيا. كما أن علاقات إيران القوية مع الخرطوم تمثل
مشكلة كبيرة.
وبسبب الأخطار المرتبطة بالانفصال, فإن على الولايات المتحدة و المجتمع الدولي
أن يقوموا بما في وسعهم من أجل ضمان إستفتاء بحد أدنى من المصداقية بحيث يعكس
النتائج رغبة السواد الأعظم. إن جيوب العنف سوف تحاصر عمليات التصويت , حيث
سوف يقوم الشمال باستخدام هذا الأمر كذريعة على عدم وجود الشرعية . و إذا
اكتسبت مثل هذه الأمور موطئ قدم فإن الشمال قد يسير باتجاه فرض الحقائق على
الأرض. مثل هذه الحسابات الخاطئة الكبيرة يمكن أن تؤدي إلى عنف كبير أو حتى إلى
عودة الحرب.
إن جيران السودان و المجتمع الدولي يراقبون الإستفتاء القادم بشيئ من التخوف.
إن دول شرق إفريقيا و القرن الإفريقي لديهم مصالحهم الخاصة, و تتمثل بشكل أساسي
برؤية الجنوب مستقرا مع وجود حدود يمكن الدفاع عنها بحيث تشكل منطقة عازلة مما
قد يحد من التواجد الإسلامي المتطرف من الشمال. إن الدول العربية تخشى من مثل
هذا الشمال المتطرف إضافة إلى الخشية من أن يصبح الشمال دولة فاشلة بسبب تدفق
اللاجئين. إن مصر قد تكون متضررة جدا: إن التطور في الجنوب يمكن أن يؤثر سلبا
على تدفق نهر النيل, على سبيل المثال إذا استخدمت المزيد من المياه في الزراعة.
وعلى الرغم من أنها سوف تقوم بكل ما في وسعها من أجل تسهيل مفاوضات سلمية نسبية
على الإستقتاء , فإن على الولايات المتحدة أن تظهر تهديدا حقيقيا للعواقب. بعد
التواصل الجيد مع الحكومة الشمالية للسودان, فإن واشنطن تعلم تماما بأن الحوافز
ليست كافية من أجل دفع و تشجيع التعاون. إن الإتفاقية الأمنية الأمريكية مع
الجنوب يجب أن تدعم بإجراءات ذات مصداقية من أجل جعل الإتفاقية فعالة .إن
الجنوب القوي قد يعني إيذاء أقل للشمال. و لكن إمكانية إيجاد توازن و عدالة ما
بين الدولتين مع وجود مثل هذه العلاقة الطويلة من انعدام الثقة أمر خاضع
للتساؤل.
*The Coming Secession Crisis in Sudan : Will There Be War?*
Featuring Andrew Natsios and Richard Williamson
December 21, 2010
On December 17, 2010, Andrew Natsios and Richard Williamson addressed a
special Policy Forum at The Washington Institute discussing the
ramifications of the upcoming Sudanese referendum. Mr. Natsios, a
formerU.S. special envoy to Sudan , is currently on the faculty
of GeorgetownUniversity 's Edmund A. Walsh School of Foreign Service. Mr.
Williamson, a senior fellow at the Chicago Council on Global Affairs and a
nonresident senior fellow at the Brookings Institution, also served
previously as a U.S.special envoy to Sudan . The following is a rapporteur's
summary of their remarks.
Andrew Natsios
The two-part Sudanese Civil War -- a war lasting twenty-two years and
resulting in two million deaths in southern Sudan -- concluded with the
signing of the Comprehensive Peace Agreement (CPA) in 2005. The agreement
came as a result of energetic George W. Bush administration diplomacy, much
of it brokered personally by President Bush and Sudanese president Omar
Hassan al-Bashir. The provisions of this agreement included southern
autonomy for six years, to begin in 2005 and conclude on January 9, 2011,
with a referendum on the secession of southern Sudan . With the vast
majority of voters registered in the south, recent polling indicates that
more than 90 percent will vote in favor of secession. Registration has gone
smoothly -- much better than expected, and without any attempt byKhartoum to
manipulate the process. The referendum will go forward, despite Khartoum 's
efforts to complicate ballot printing and raise questions about voter
eligibility, because from this point, the conduct of the referendum is in
the hands of the southern government. Come January 9, the south will vote to
secede.
This referendum has given rise to a number of misconceptions. First is the
notion that a single new state will be created. It is vitally important that
the international community recognize that the vote will create two new
states. The economic dynamics of the north will be profoundly affected,
since the south -- rich in oil, gold, copper, water sources, and the most
fertile soil inAfrica -- has been the main provider of natural resources for
decades. And apart from economic considerations, southern Sudan , already
functionally autonomous for six years, will no longer figure in the north's
political calculations, potentially exposing deep rifts within Khartoum 's
ruling elites.
Another misconception is that southern Sudan will be a failed state on the
first day of independence. The reality says otherwise: in the past three
years, Jubahas been transformed into a well-functioning, bustling city, with
more than six dozen hotels, paved streets, and a comprehensive water
delivery system. Furthermore, Juba is increasingly able to push resources
out to the provinces. There is a growing civil society and functioning
private sector, and at the government's behest, the south has seen an influx
of entrepreneurial Africans from neighboring countries such
as Tanzania and Uganda to help drive the economy. These countries have a
vested interest in seeing the south succeed, as they hope to secure a buffer
between themselves and what they perceive to be an aggressive, Islamist
north. And although there is concern that an autocratic trend exists in the
southern Sudan , the parliament still allows for a functional opposition.
The final -- and critical -- misconception is that the north is growing
stronger by the day. Khartoum , facing an impending secession crisis, is
rife with division; indeed, it is much more likely that the north will
dissolve than the south. The National Congress Party (NCP) is fighting for
its survival in a number of regions, not just Darfur , which Bashir's
government privately admits it will never control. In the Upper Nile, the
NCP has lost not only the governorship but also control of additional
territories on the periphery, including the Nuba Mountains .
Within northern Sudan , rebel forces have realigned with Juba and the
military faces threats of a coup by Islamists hand-selected by Sudanese
Islamist leader, Hassan al-Turabi. The northern army has been severely
weakened by frequent purges intended to prevent a coup, limiting the north
to only 4,000 troops in Khartoum . Moreover, with its recruiting areas no
longer under solid control, Khartoum 's ability to enlist new soldiers is
limited, and its air force is manned by foreigners. The north, with fewer
soldiers under arms than the south, is in no position to launch an invasion
of the south. Furthermore, the return of at least 1.5 million of the 2.5
million southerners who had been internally displaced to the north deprives
the north of the potential leverage from using such people as hostages.
To avoid serious miscalculations by Khartoum , Washington must act quickly
and strategically to ensure the region's stability. First, the United
States must immediately provide a security guarantee for the south. Not only
would this serve as a deterrent to the north, but the perception of
increased security in southern Sudan could help Juba provide the necessary
concessions for a revenue-sharing deal with the north. Second, the United
States should enter into a free trade agreement with southern Sudan ,
facilitating American investment in the south. Third, the Washington should
establish an embassy in Juba, sending the message that the United States --
with security, economic, and diplomatic interests in the south -- is
prepared to stay for a long time. And finally, the United States should
expand efforts to increase southernSudan 's military power, both to reduce
the risk of future war and to help stabilize the region.
Richard Williamson
The historic context of Sudan 's difficulty with marginalization is
important in understanding the dynamics of the present situation. A small
group of Arab Muslims from the northern Nile were favored during the Ottoman
Egyptian empire and again during the British Egyptian empire, contributing
to the widespread dislike of the current government in Khartoum . The end of
hostilities underscores the great achievement of the CPA, but like other
such agreements it kicked many of the core issues down the road. As the
endgame approaches, it is important to consider the lessons learned from the
dealings of the Sudan People's Liberation Army (SPLA) and the NCP in the
past six years:
• The north has not made unity an attractive goal.
• The north has continued to engage in thuggish, brutal methods, using
proxies such as Islamist militias.
• The south that was held together by John Darang, with his charisma and
leadership, has succeeded largely through the leadership of President Salva
Kiir Mayardit -- but this success may not be permanent.
• The north has been cavalier about breaking commitments, a pattern that is
not likely to change.
The referendum, though ending one stage of the process, begins another. In
order to muddy the situation diplomatically, the north will challenge the
referendum on any number of grounds, such as its attempt to negotiate the
definition of secession. Much of what the north does post referendum will
include a strong element of theater designed to gain leverage. Although
agreements must be struck on issues such as the border and oil revenue
sharing, the tendency of the north, historically, has been not to say no,
but to avoid saying yes. These tactics of debate, deliberate, delay, and,
finally, deny will characterize the run-up to negotiations this spring and
could ultimately prove dangerous. For the moment, however, troop movements
along the disputed areas are unlikely to lead to full-scale war.
While recent press attention has centered on the stability of
southern Sudan , the real threat, in fact, is potential disarray in the
north. Not only can the north ill afford to lose 70 percent of its oil
revenue to the south, the government's very existence is threatened by the
region's growing radicalism. Should the government in the north dissolve,
radical Islamists, who already have a significant presence in
northern Sudan , could take over, creating a terrorist band extending
from Somalia through Sudan and into Libya . Iran 's close ties
with Khartoum are also deeply problematic.
Because of the dangers associated with secession, the United States and the
international community must do their utmost to ensure a minimally credible
referendum process so that the results are seen to reflect the majority
view. Pockets of violence will likely surround the vote, which the north
will try to exploit as a claim to lack of legitimacy. Should such ploys gain
a foothold, the north might be emboldened to probe the border to create
"facts on the ground." Such border miscalculations could risk broader
violence and even a return to war.
Sudan 's neighbors and the international community are watching the upcoming
referendum with apprehension. The states of East Africa and the Horn of
Africa have their own interests, principally to see a stable south with a
defensible border that creates a buffer from what could become an even more
radical Islamist north. The Arab states fear such an extremist north as well
as the possibility that the north will become a failed state with the
resultant flow of refugees. Instability in Sudan could morph into regional
instability that spills over into several neighboring countries. Egypt might
be particularly hard hit: developments in the south could negatively impact
the flow of the Nile , for instance, if more water is used for agriculture.
Although it will do its best to facilitate a relatively peaceful referendum
and negotiations, the United States must demonstrate a credible threat of
consequences. After considerable interaction with the northern Sudanese
government, Washington knows that incentives are not enough to encourage
cooperation. A U.S. security agreement with the south must be backed by
credible measures in order to make it effective. A stronger south could mean
less mischief with the north. But whether an equitable, workable equilibrium
can be engineered between two countries with such a long relationship of
deep mistrust is subject to question.

الدكتور محمود حمد سليمان
09/01/2011, 03:15 AM
الصيفَ ضيَّعنا اللبن..
هذا أول ما قد يخطر على البال بعد قراءة هذا الموضوع أخي الفاضل فتحي الحمود المحترم
ومع ذلك لابد من قول كلمة الحق حتى ولو كانت عند حكام جائرين أو ملوك لاهين أو رؤساء جاهلين أو كل منْ هم في عداد النائمين الذين لا يعدون مع المعدودين.. وبعد:
.. عندما ظهر إلى العلن مشروع الشرق الأوسط الجديد أو "الكبير" بفوضاه الخلاقة.. كان علينا أحزاباً وأنظمة وحكاماً ومحكومين، وباختصار شديد، ما يلي:
- إعادة النظر بعقولنا المبرمجة وأفكارنا المدبلجة وتوجيه الأسئلة القاسية إلى أنفسنا قبل غيرها ومنها: لماذا رحل الإستعمار عن الأرض العربية في فترة المد القومي في الخمسينات والستينات من القرن الماضي؟ ولماذا هو يعود اليوم ويفعل ما كان يفعله في القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين؟ ماذا أفادنا الصراع البعثي/
الناصري.. والناصري/ الإخواني.. والإخواني/الإخواني.. والبعثي/البعثي.. والبعض مع البعض .. والكل مع الكل؟؟! ماذا أفادنا الإنصراف إلى التوحيد مع نسيان الوحدة أو الإنصراف إلى الوحدة ونسيان التوحيد؟؟! لماذا لم يكن أحد منا يظن أن حسن الترابي قد يتحول إلى ما هو عليه الآن وأمثال حسن الترابي كثيرون؟؟! أتعرفون لماذا لم نكن نظن لآننا لم نكن نشغل عقولنا الآنفة الذكر.. وكأننا لم نسمع بالنقد ..فكيف سنتعود عليه؟؟!
- ماذا فعلنا نحن بعد أن غاب جمال عبد الناصر.. والفراغ الكبير الذي تركه ؟ وسواء أكنا نحب الرجل أو نكرهه؟ وربما يقول البعض ما كنتُ أنا أيضاً أقوله يوماً عن سلبيات وقعت وأخطاء حصلت وممارسات قام بها أعضاء من داخل الثورة نفسها ثم تبين لاحقاً أن هؤلاء كانوا من أعدى أعداء الناصرية نفسها؟! وهل هناك أبله وأحمق من شخص يركض وراء الثعلب لاهثاً لأن الماكر هرب بدجاجة تبيض.. تاركاً عدواً مدججاً بالسلاح قادماً على أحر من الجمر لإحتلال الأرض والعِرض وزهق الأرواح والنفوس.. بينما صاحبنا ، ورغم التحذير والإنذار.. يبقى وراء الثعلب حتى يعيد الحق المسلوب إلى قنِّه المصون؟؟!
القضية قضية منهج ؟ نعم ببساطة. والمنهج ، برأيي القابل للتغير والمناقشة، المنهج الصالح لهذا العصر بكل وسائله وظروفه وأوضاعه الداخلية والدولية ومن كل النواحي والحقول والأوضاع: هو منهج التكامل بين العروبة والإسلام.. فقط لا غير.. أقول ذلك وفي ذهني صورة جمال عبدالناصر وجعفر النميري والقذافي وهم على منبر متواضع في الخرطوم وفي يد عبد الناصر " كلاشنكوف" يلوِّح به ويتحدى الغرب كله ويرعب إسرائيل معه.. وحوله ملايين السودانيين الذين كانوا جياعاً ولكنهم لا يبحثون عن طعام بل عن العزة والكرامة والحرية والوحدة الشاملة .. لا غير. والمنبر والبندقية الخفيفة والجماهير الفقيرة ما كانت هي لترعب الإستعمار بل كان المُرعب الحقيقي هو ما خلف ذلك : النهج والمنهج : العروبة والإيمان الديني ، كل الأديان، بدون تعصب وبدون تحزب .. وبدون عمى . فتّح الله أذهاننا جميعاً .. وتصبحون على تقسيم جديد.. لا سمح الله أيها الوحدوييون العروبييون المتسامحون مع أنفسكم فقط. حيث لا يجب أن يكون التسامح..
مع خالص ودي وتقديري