سماك العبوشي
14/01/2011, 09:02 AM
مسامير وأزاهير 208 ...
انتفض التونسي فطأطأ النظام رأسه!!.
سبحان الله تعالى، فما أن أقدم الشاب التونسي محمد البوعزيري على إحراق نفسه احتجاجاً لسوء أحواله الاقتصادية، وانطلق مارد الغضب الشعبي التونسي من قمقمه مستنكراً ومطالباً بحقوقه بكرامة العيش، حتى استيقظ الرئيس التونسي من سباته الذي طال ثلاثة وعشرين عاماً (هي فترة حكمه الميمونة!!) ليفطن إلى حقوق شعبه، ومعترفاً بسلبيات إدارته التي لطالما وصفت بالحكيمة ليسارع باتخاذ قرارات لتغيير واقع شعبه المعاش!!.
تساؤل باستغراب وعجب ...
ما الذي دفع الشاب التونسي محمد البوعزيري إلى إحراق نفسه!؟.
وما الذي دفع شاباً تونسياً آخر لتسلق عمود كهرباء ليمسك بأسلاك الضغط العالي فيحترق ليلقى حتفه!؟.
وما الذي دفع بمارد الغضب التونسي أن يخرج من قمقم صمته الطويل متفجراً غاضباً غير آبه لرصاص قوات الأمن وهراواتهم ليشمل مدن: سيدي بوزيد، منزل بوزيان، أرديف، بن غردان، صفاقص، القيروان، سوسة، تونس العاصمة!؟.
الإجابة لعمري جد بسيطة تتلخص بالعبارات التالية:
1. إنه انفجار الجوع والفاقة والعوز والذي جاء تحصيل حاصل لسوء تدبير الدولة وعبث وفشل تخطيطها!!.
2. إنها انتفاضة الجياع والمحرومين من أبناء تونس ضد المتخمين المترفهين الفاسدين من حكام وبطانة ومحضيين!!.
3. إنها قطاف ما كان قد زرعه النظام التونسي منذ عقود عدة، من فساد ورشوة وغياب تخطيط وتنمية واستثمار!!.
وسبحان الله كثيراً، وكثيراً جداً لسرعة ردة فعل رئيس تونس حيال ما جرى وغرابة وسخف تبريره فيما سأذكره أدناه:
أولاً ...لقد تبنى رئيس تونس في تبريره لأحداث تونس الدامية - وكما اعتادت أنظمتنا العربية في تبرير إخفاقات وفشل حكامها وسوء إدارتها – بوجود "تدخلات خارجية" كانت السبب وراء انفجار الأوضاع وغضبة أبناء شعبهم جراء سوء إداراتهم وتخبطهم واستئثارهم بالسلطة والنوم في العسل لعقود من الزمن، وهي تهمة لعمري جاهزة موضوعة في درج مكاتبهم سرعان ما يخرجونها لتبرير فشلهم في إدارة بلدانهم ورخاء شعوبهم!!.
ثانياً ... وإنني وبالمقابل لأتساءل، فمادامت "التدخلات الخارجية" كانت السبب في تفجر أوضاع الشارع التونسي مؤخراً، ألا يعد رضوخاً من النظام الحاكم في تونس لتلك التدخلات الخارجية و طأطأة لرأسها حين يعلن:
1- عن إقالة وزير داخليته بين ليلة وضحاها!!.
2- عن تنحية محافظ مدينة سيدي بوزيد في ليلة مكفهرة بنيران غضب الشارع!!.
3- عن تشكيل لجان تحقيق بالفساد وسوء الأوضاع الاقتصادية وغير الاقتصادية!!.
4- عن خطط تنمية فورية وتوفير فرص للعمل وقضاء على البطالة!!.
5- عن دعوة لمجلسي النواب والمستشارين لإجراء حوار مفتوح لمناقشة الأحداث الطارئة!!.
إنها تالله لكذبة طالما يبررها النظام العربي الرسمي بترديده نغمة "التدخلات الخارجية" إذا ما انفجرت الأوضاع في بلدانهم نتيجة سوء قيادتهم لها!!.
وإنها تالله لرضوخ منهم وطأطأة للرأس لإرادة الشعب ورغبته بالتغيير الجذري للوضع الفاسد في تونس!!.
وإنها تالله لدروس عظيمة مستقاة من صبر شعب يونس "العربي" على جوع وفاقة وحرمان وكبت للحريات، وإنها تالله لصورة مشرقة حين انطلق شعب تونس من قمقمه غاضباً ساعياً مطالباً بالتغيير الحتمي لنيل كرامته!!.
فتحية لأبناء تونس بانتفاضة الجياع والبحث عن الحياة الحرة الكريمة.
وتحية لأبناء تونس بانتفاضتهم ضد الفساد وقلة الضمير.
ورحم الله شهداء تونس الخضراء بانتفاضتهم المباركة هذه.
وصدق شاعر تونس الكبير أبو القاسم الشابي حين قال يوماً:
إذا الشّعْبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ فَلا بُدَّ أنْ يَسْتَجِيبَ القَـدَر
وَلا بُـدَّ لِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِــي وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَـنْكَسِـر
وَمَنْ لَمْ يُعَانِقْهُ شَوْقُ الْحَيَـاةِ تَبَخَّـرَ في جَوِّهَـا وَانْدَثَـر
سماك العبوشي
13 / 1 / 2011
انتفض التونسي فطأطأ النظام رأسه!!.
سبحان الله تعالى، فما أن أقدم الشاب التونسي محمد البوعزيري على إحراق نفسه احتجاجاً لسوء أحواله الاقتصادية، وانطلق مارد الغضب الشعبي التونسي من قمقمه مستنكراً ومطالباً بحقوقه بكرامة العيش، حتى استيقظ الرئيس التونسي من سباته الذي طال ثلاثة وعشرين عاماً (هي فترة حكمه الميمونة!!) ليفطن إلى حقوق شعبه، ومعترفاً بسلبيات إدارته التي لطالما وصفت بالحكيمة ليسارع باتخاذ قرارات لتغيير واقع شعبه المعاش!!.
تساؤل باستغراب وعجب ...
ما الذي دفع الشاب التونسي محمد البوعزيري إلى إحراق نفسه!؟.
وما الذي دفع شاباً تونسياً آخر لتسلق عمود كهرباء ليمسك بأسلاك الضغط العالي فيحترق ليلقى حتفه!؟.
وما الذي دفع بمارد الغضب التونسي أن يخرج من قمقم صمته الطويل متفجراً غاضباً غير آبه لرصاص قوات الأمن وهراواتهم ليشمل مدن: سيدي بوزيد، منزل بوزيان، أرديف، بن غردان، صفاقص، القيروان، سوسة، تونس العاصمة!؟.
الإجابة لعمري جد بسيطة تتلخص بالعبارات التالية:
1. إنه انفجار الجوع والفاقة والعوز والذي جاء تحصيل حاصل لسوء تدبير الدولة وعبث وفشل تخطيطها!!.
2. إنها انتفاضة الجياع والمحرومين من أبناء تونس ضد المتخمين المترفهين الفاسدين من حكام وبطانة ومحضيين!!.
3. إنها قطاف ما كان قد زرعه النظام التونسي منذ عقود عدة، من فساد ورشوة وغياب تخطيط وتنمية واستثمار!!.
وسبحان الله كثيراً، وكثيراً جداً لسرعة ردة فعل رئيس تونس حيال ما جرى وغرابة وسخف تبريره فيما سأذكره أدناه:
أولاً ...لقد تبنى رئيس تونس في تبريره لأحداث تونس الدامية - وكما اعتادت أنظمتنا العربية في تبرير إخفاقات وفشل حكامها وسوء إدارتها – بوجود "تدخلات خارجية" كانت السبب وراء انفجار الأوضاع وغضبة أبناء شعبهم جراء سوء إداراتهم وتخبطهم واستئثارهم بالسلطة والنوم في العسل لعقود من الزمن، وهي تهمة لعمري جاهزة موضوعة في درج مكاتبهم سرعان ما يخرجونها لتبرير فشلهم في إدارة بلدانهم ورخاء شعوبهم!!.
ثانياً ... وإنني وبالمقابل لأتساءل، فمادامت "التدخلات الخارجية" كانت السبب في تفجر أوضاع الشارع التونسي مؤخراً، ألا يعد رضوخاً من النظام الحاكم في تونس لتلك التدخلات الخارجية و طأطأة لرأسها حين يعلن:
1- عن إقالة وزير داخليته بين ليلة وضحاها!!.
2- عن تنحية محافظ مدينة سيدي بوزيد في ليلة مكفهرة بنيران غضب الشارع!!.
3- عن تشكيل لجان تحقيق بالفساد وسوء الأوضاع الاقتصادية وغير الاقتصادية!!.
4- عن خطط تنمية فورية وتوفير فرص للعمل وقضاء على البطالة!!.
5- عن دعوة لمجلسي النواب والمستشارين لإجراء حوار مفتوح لمناقشة الأحداث الطارئة!!.
إنها تالله لكذبة طالما يبررها النظام العربي الرسمي بترديده نغمة "التدخلات الخارجية" إذا ما انفجرت الأوضاع في بلدانهم نتيجة سوء قيادتهم لها!!.
وإنها تالله لرضوخ منهم وطأطأة للرأس لإرادة الشعب ورغبته بالتغيير الجذري للوضع الفاسد في تونس!!.
وإنها تالله لدروس عظيمة مستقاة من صبر شعب يونس "العربي" على جوع وفاقة وحرمان وكبت للحريات، وإنها تالله لصورة مشرقة حين انطلق شعب تونس من قمقمه غاضباً ساعياً مطالباً بالتغيير الحتمي لنيل كرامته!!.
فتحية لأبناء تونس بانتفاضة الجياع والبحث عن الحياة الحرة الكريمة.
وتحية لأبناء تونس بانتفاضتهم ضد الفساد وقلة الضمير.
ورحم الله شهداء تونس الخضراء بانتفاضتهم المباركة هذه.
وصدق شاعر تونس الكبير أبو القاسم الشابي حين قال يوماً:
إذا الشّعْبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ فَلا بُدَّ أنْ يَسْتَجِيبَ القَـدَر
وَلا بُـدَّ لِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِــي وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَـنْكَسِـر
وَمَنْ لَمْ يُعَانِقْهُ شَوْقُ الْحَيَـاةِ تَبَخَّـرَ في جَوِّهَـا وَانْدَثَـر
سماك العبوشي
13 / 1 / 2011