المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الوشاية



صبيحة شبر
27/09/2006, 08:29 PM
الوشاية

أسرعت إلى سيارتها ، جلست خلف المقود ، راحت تنهب الأرض نهبا ، أيقظها من أفكارها أمر تلوح به يد شرطي المرور
_ سيدتي ، خففي من السرعة ، تسيرين فوق المائة في شارع مزدحم ، ولكن هاتي أولا أوراقك
أعادها الصوت إلى الواقع ، سنين طويلة غاشتها ، وهي مخدوعة ، تجهل الحقيقة ، أمور كثيرة تجري في الخفاء ، ولكن كيف استطاع أن يخفي الأمر كل هذه الفترة ، وكيف يمكن أن تنطلي عليها الحيلة ؟ وهي الذكية حسب ما تظن نفسها ، كيف يمكن ألا تفيق من المهزلة إلا بواسطة الهاتف ؟
- السيدة هدى ؟ ماذا ؟ هل تسألين من أكون ؟ أنت لا تعرفينني ولم تسمعي بي قبل اليوم ، لكنني أعرفك جيدا ، أنت موظفة حكومية ، راتبك جيد تحبين عملك ، يقدرك زملاؤك وأصدقاؤك كثيرا ، تملكين منزلا جميلا ، لك ثلاثة أولاد وبنت واحدة
- -هلا أخبرتني من تكونين ؟
شوارع كثيرة قطعتها ، وهي نهب لمشاعر متباينة عنيفة ، تتقاذفها أفكار متضاربة ، ودت لو تهديء أعصابها ، وأن تسكن من ثورتها ، ولكن إرادتها القوية خانتها هذه المرة
- زوجك رجل أعمال ناجح ، له معارف كثيرون ، وأصدقاء وصديقات
- - نعم ؟
- ها ها ها ها
الشوارع جميلة ، نظيفة ، ذات أشجار باسقة ، رائعة الجمال ، أثارت في نفسها الإعجاب في الأيام الماضية ، لكنها اليوم تكاد لاترى شيئا
- أنت تثقين بزوجك ،تستقبلين صديقاته في منزلك ، ترحبين بقدومهن
- وما الضير في هذا ؟
- لا أحب إخبارك والإجابة عن تساؤلاتك ، أنا أهوى الحالة التي أنت فيها ، فهي تناسبني ، وتخلق في نفسي الفرح ، أردت فقط أن أعلمك بأنك لست بالشكل الذي تظنين .
- وما أدراك ماذا أظن ؟
- الشوارع خالية ، لم تجد أناسا ، ترى تماثيل من مختلف الأحجام ، يرتدون ملابس ذات ألوان لاتعلم حقيقتها ، بعض الناس يقف منفردا ، وبعضهم ضمن مجموعة من التماثيل
- - أنت غافلة يا امرأة ، سأصف لك بيتك ، انه كبير ، فيه أربع غرف ، ومطبخان وحمام ومكتبة كبيرة ، هل تحبين أن أصف لك غرفة نومك يا سيدتي؟
- - لابد أنك قد دخلت منزلي ، وقد استقبلتك فيه ، فمن تكونين ؟ لم أتذكر صوتك
- -لم أزرك ولم تستقبليني أنت ، لكني أعرف الكثير عنك ، في غرفة نومك مكتب صغير ، وسرير مزدوج ، أمام السرير صورة مرسومة لامرأة جميلة ، تبتسم بسخرية لاذعة ، فهل تعرفين من تكون تلك المرآة ؟ إنها أنا أيتها المصون ، زوجك يحيا معي ، يراني كل ليلة ، كل يوم ، هل تفهمين ما أعني أيتها المرأة ؟ أ،ت تثيرين شفقتي وأنا أهزأ بك ، أنت وسيلة للعيش والإنجاب لاغبر
- - أ،ت كاذبة ، لاشك في هذا
- ها ها ها ها ، تقولين كاذبة ، إذن ابحثي عن الحقيقة أيتها الغبية
جف حلقها ، تيبس لسانها ، نظرت في المرآة فهالها حالها ، توقفت قليلا ، شربت جرعة من الماء وعاودت سيرها
-ابحثي عن الحقيقة ، وأنا سأستمر على ابتسامتي ، وأداوم على سخريتي ، اريني ما ستفعلين ؟
دخلت فندقا صغيرا ، طلبت غرفة ، أرشدت إلى مكان ما طلبته ، وقفت أمام النافذة ، فكرت قليلا ، طلبت فنجانا من القهوة ، أخرجت دفترها ، كتبت فيه بعض الملاحظات ، أمعنت النظر بصورة طفل يبتسم ، قررت شيئا وقفلت راجعة إلى منزلها



صبيحة شبر

محمد فؤاد منصور
16/06/2007, 01:18 PM
الأخت العزيزة صبيحة
هذه قصة مرّت حتى وصلت للصف الأخير دون تعليق من أحد وهو مما أثار دهشتى حتى أننى أصبحت أبدأ من الصف الأخير لعلى أرد بعض الحق للأعمال التى مرّت مرور الكرام ،نحن بصدد عمل أنثوى مئة بالمئة وهو وصف دقيق لمشاعر إمرأة مطعونة لحد النزف فمن أين أتت الوشاية بالضبط ؟ هل من الممكن أن تكون من داخل عقلها الباطن؟ ربما..أعترف أن النهاية المبتسرة لم تسعفنى فلو أوضحت قليلاً لكان خيراً لى ولك وللعمل جميعاً ..تقبلى تحياتى.
دكتور/ محمد فؤاد منصور
الأسكندرية :fl:

زاهية بنت البحر
16/06/2007, 10:27 PM
دكتور محمد فؤاد منصور أخي المكرم ..أظن هي تكلم نفسها من عقلها الباطن كما تفضلت. هي غير راضية عما هي فيه وتحس بازدواج شخصيتها ربما ..لم أقرأ هذه القصة سابقًا فشكرًا لك أن تعيد لنا كنوزًا كنت أفعل ذلك عندما دخلت واتا خاصة بالنسبة لقصص الغالية أستاذة صبيحة ففيها الكثير من الجمال والواقع.
أختك
بنت البحر

صبيحة شبر
16/06/2007, 10:36 PM
الأخت العزيزة صبيحة
هذه قصة مرّت حتى وصلت للصف الأخير دون تعليق من أحد وهو مما أثار دهشتى حتى أننى أصبحت أبدأ من الصف الأخير لعلى أرد بعض الحق للأعمال التى مرّت مرور الكرام ،نحن بصدد عمل أنثوى مئة بالمئة وهو وصف دقيق لمشاعر إمرأة مطعونة لحد النزف فمن أين أتت الوشاية بالضبط ؟ هل من الممكن أن تكون من داخل عقلها الباطن؟ ربما..أعترف أن النهاية المبتسرة لم تسعفنى فلو أوضحت قليلاً لكان خيراً لى ولك وللعمل جميعاً ..تقبلى تحياتى.
دكتور/ محمد فؤاد منصور
الأسكندرية :fl:
الأخ العزيز دكتور محمد فؤاد منصور
اشكرك اولا ان اخرجت قصتي من الاهمال الذي تعرضت له
البطلة يأتيها خبر على الهاتف ان زوجها يخونها
فتخرج من المنزل غاضبة
وحين تنظر الى صورة طفلها الصغير تقرر العودة
من اجل البقاء قربه

صبيحة شبر
16/06/2007, 10:53 PM
الأخت العزيزة والصديقة الأديبة زاهية بنت البحر
تقييمك الجميل أسعدني وكلماتك العابقة بالأريج
غمرتني بالبهجة
لك شكري الجزيل
دمت بخير وتوفيق

عبدالجواد خفاجى
16/06/2007, 11:57 PM
[QUOTE=صبيحة شبر;152]الوشاية

[size=6] الأديبة الجادة الواعية / صبيحة شبر
لك التحية
قصتك جيدة البناء ، تكشف عن عالم مخصوص لذات مطعونة ، غير أنها بدت لى كل النساء
صورة اضحت اعتيادية لكثرة تكرارها فى الواقع غير أنها ستظل بحاجة دائمة لمن يصورها أدبيًا ليظل الكشف عن دواخل هذه المرأة قائمًا ، لقد نجحت القصة فى كسب تعاطفنا مع هذه الحالة المطعونة المهملة التى يشيئها الجناة من الرجال... وإن بدت بأمومتها وتمسكها ببيتها كبيرة القلب عظيمة الانسانية
تقبلى مودة عبدالجواد خفاجى

جمال عبد القادر الجلاصي
17/06/2007, 12:31 PM
المبدعة المقتدرة صبيحة

لا أملّ أبدا من قراءة إبداعاتك فأنت تعزفين دوما على وتر نشاز

حارق، يستولي على الدهشة والإعجاب

ليست اللغة أو الأسلوب أو رشاقة الحوار

إنها هذا الكل المتكامل...

تقبلي احتارمي لقلمك المبدع

صبيحة شبر
17/06/2007, 10:58 PM
الأخ العزيز والأديب المبدع عبدالجواد خفاجي
قراءة جميلة للنص اسعدتني
من قيمنا التي لابد ان نحافظ عليها
محافظة الام على بيتها وحدبها المستمر على الاولاد
الشكر الجزيل على الثناء الجميل
دمت بخير

صبيحة شبر
17/06/2007, 11:02 PM
الأخ العزيز والأديب المبدع جمال عبد القادر الجلاصي
تسعدني دائما ملاحظاتك التي تدل على دراية وثقافة
ودربة في مجالي الأدب والنقد
لك الشكر الجزيل أخي العزيز
دمت مبدعا