المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : - دورة المرحوم عثمان سناجقي- شهيد الكلمة و القلم



علجية عيش
25/01/2011, 05:05 PM
إسماعيل معراف و ماشطي يشخصان واقع الصحافة الوطنية و يؤكدان :
الإعلام الجزائري اليوم في حاجة إلى قوانين مشجعة

أكد الدكتور إسماعيل معراف الكاتب الصحفي و المحلل السياسي على ضرورة تفعيل الأداء الإعلامي و دعمه بكل الإمكانيات و فتح مجال التكوين المتواصل للصحافيين و إتاحة لهم فرص البحث، و اقترح الدكتور إسماعيل معراف مشروع إنشاء مدرسة عليا للصحافة، و هذا من شانه ترقية العمل الصحفي و دخول باب الاحترافية الإعلامية


ناقش الدكتور إسماعيل معراف بمعية الأستاذة شريفة ماشطي إشكالية أخلاقية المهنة الإعلامية خلال الندوة التكوينية لصحفيي الشرق تناولت موضوع "أخلاقية المهنة الصحفية"، التي نظمتها الجمعية الجزائرية للثقافة و الإعلام لولاية قسنطينة - دورة المرحوم عثمان سناجقي- فقيد الكلمة الحرة ، حضرها صحفيو و مراسلو 15 ولاية للشرق، و عائلة المرحوم و كذا السلطات المحلية ، و أرجع الدكتور معراف غياب هذا الجانب عند الكثير من الصحفيين إلى الفراغ الكبير الموجود في كل جوانبه الحضارية الثقافية و حتى الإستراتيجية و غياب كذلك " الحركية" كون الجزائر ما تزال في مرحلة انتقالية في المجال الإعلامي الذي يبحث له عن بيئة إعلامية .
و يقف الدكتور معراف إلى جانب الجيل الجديد من الصحفيين مصنفا إياهم في زمرة " المقاومين " وبعبارة أوضح قال الدكتور معراف يوجد اليوم صحفي " متسوّل" ، وهذا بسبب افتقارهم إلى وسائل العمل، لأن السلطة مشغولة بالجانب الاقتصادي و لها أولويات و ما تزال تـُسَيَّر المواطن وفق منظور ثوري و بخلفيات ثورية ، و لأنها تخشى من الانفتاح الإعلامي كما تخشى من تأسيسي إعلام حقيقي و موضوعي ، فهي ترفض السير إلى مجتمع مؤسساتي، وتطرق الأستاذ معراف في سياق متصل إلى واقع الصحافة الوطنية في جزائر التعددية و تحول بعض الصحف إلى تجارة من أجل الربح السريع، مشيرا في ذلك أن الصحف الإشهارية أبخست حق المواطن في الإعلام، و هذا يتنافى مع أبجديات المهنة الإعلامية كون المؤسسات الإعلامية هي التي تنتج القيم و هي بذلك تعد مخبرا للمجتمع.
و ربما الدكتور إسماعيل معراف لا يتفق مع الأستاذة شريفة ماشطي أستاذة الإعلام و الاتصال بجامعة منتوري قسنطينة عندما تناولت إحدى الإشكاليات التي تخص مهنة الصحافة والتي بها يستطيع الصحفي أو الإعلامي تقويم مجتمع ما و بنائه، حيث عالجت الأستاذة ماشطي مشكلة أخلاقة المهنة الصحفية من منظور أكاديمي ، أي من خلال مجموعة من النظريات الأخلاقية و كيف تنحرف هذه المهنة عن القيم عندما تصطدم بالواقع، بحيث لم تتوانى في محاضرتها انتقاد بعض الصحفيين ، خاصة الجيل الجديد منهم الذين وصفتهم بالجيل "المستعجل" لأنه يطالب بحقوقه قبل واجباته، كما انتقدت المحاضرة الصحفيين الذين لا يطلعون على بنود ميثاق الشرف في الأداء الإعلامي، موضحة أن التزام الصحفي بالمعايير الخلقية مثل (النزاهة، الصدق و الحرية و الموضوعية) تمكنه من اتخاذ بعض القرارات، و من وجهة نظرها لابد أن يكون للصحفي " فكرا تحرريا" و أن يخلق له قراءً يتواصل معهم، و تحقيق هذا المطلب في اعتقادها مرهون بالتزام المعايير و القيم الأخلاقية (المذكورة آنفا ) في طرح قضايا المجتمع..
و صنفت المحاضرة في ذلك أنواع الصحفيين ( الصحفي الشعبي أو "الجماهيري" الذي له قدرة على التأثير في الجمهور و يأخذ بعين الاعتبار أحاسيسه، الصحفي "الأناني" و الصحف "الموضوعي" الذي يدرك مسبقا ما يكتبه )، وبالمقارنة مع الدول الأوروبية التي أعطت للصحافة حريتها في التعبير و انتهت كما قالت المحاضرة من قانون "الزجر" و من مسألة "الترخيص" لفتح عناوين صحفية في القرن التاسع عشر، و بالرغم من التطور التكنولوجي و ظهور الصحافة الإلكترونية و المواقع، ما يزال التضييق على الإعلاميين إلى اليوم و بخاصة في الجزائر ، لأن الحرية في الجزائر كما تقول - نسبية- و مورست بمختلف الأشكال و الطقوس، من قبل ما وصفتهم بـ: أعداء الحرية ، و لهذا ترى الأستاذة ماشطي لا بد من الانتقال إلى حريات أكثر فاعلية..
اللقاء كان فرصة لطرح الصحافيين انشغالاتهم، و مشاكلهم المهنية لاسيما فيما تعلق بالرواتب الشهرية للصحافيين و المراسلين التي لا تتجاوز الحد الأدنى للأجور، و غياب إمكانيات العمل، و النشر و غيرها من المسائل التي تعرقل مهام الصحفي في تغطية الأخبار و نقلها إلى المواطن بأمانة، و للتذكير فقط فإن دورة المرحوم عثمان سناجقي تختتم اليوم الأربعاء أين ستقام تأبينية المرحوم و تكريم عائلته بالمسرح الجهوي قسنطينة