المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مسامير وأزاهير 218 ... الغوغاء والمولوتوف في نصرة مبارك!!!.



سماك العبوشي
04/02/2011, 08:10 AM
مسامير وأزاهير 218 ...

الغوغاء والمولوتوف في نصرة مبارك!!!.


في وصف غريب للسيد رئيس الوزراء المصري الجديد الفريق أحمد شفيق في مؤتمره الصحفي الذي أجراه يوم الخميس 3 /2/2011 على خلفيات المجزرة البشعة التي جرت في ميدان التحرير بحق المعتصمين المسالمين من أبناء مصر، وتعقيبا منه على حادث التراشق بالحجارة بين المتظاهرين المعتصمين المرابطين المناوئين لنظام مبارك وبين "مناصريه!!"، حيث استهجن ما كان قد جرى بين "الطرفين!!"، واصفاً إياه بالمظهر غير الحضاري المؤسف له، دون أن يحدد الجهة التي مارست تلك الممارسة النكراء، وبطريقة قد ساوى بها بين الجلاد والضحية، بين المجرم والبريء!!.

وأتساءل إزاء عبارة السيد رئيس الوزراء المصري الجديد: ألا يملك السيد رئيس الوزراء المصري الشجاعة الأدبية ليحدد الجهة التي ابتدأت ممارسة ذاك الفعل غير الحضاري!؟، أم أنه حقاً لا يعرف من البادئ أولاً بذاك الانحراف غير الحضاري بالتعامل والممارسة، المعتصمون المسالمون المرابطون في ميدان التحرير، أم أولئك الغوغاء ممن مارسوا مهنة "البلطجة" والتي طالما امتهنوها في مصر وأبدعوا فيها وتفننوا!؟.

ليعد السيد رئيس الوزراء المصري بذاكرته إلى الوراء قليلاً، إلى يوم 25 كانون الثاني / يناير، حين انتفض أولئك الشباب المصري على واقع فاسد فضرب أروع أمثلة الحضارة وشفافية الأداء طيلة أيام التظاهر والاعتصام، فلم تبدر منهم أي ممارسة تحسب ضدهم، والتزموا بأدب التظاهر والاحتجاج السلمي المنضبط، حتى مرحلة الاعتصام والمبيت في ميدان التحرير، حيث كان سلاحهم الوحيد الكلمة الحرة والاستنكار الشفوي ضد الواقع الفاسد للنظام!!، هكذا قد رأيناهم من على شاشات التلفاز، وهذا ما سمعناه من وجهات نظرهم وتبيان أسباب انتفاضتهم تلك، فبدا عليهم الإصرار وقوة الشكيمة على إكمال شوط التغيير إلى آخره، فكان منهم المهندس، الطبيب، الصحفي، رجل القانون والقضاء، رجل الدين، الأستاذ الجامعي وطالب الجامعة، وكان منهم أيضاً العامل والكاسب الشريف والفلاح، قد رأينا أسراً مصرية كاملة وبأطفالها وهم يشاركون بصنع تاريخ مصر الجديد بمنتهى الحضارة، حتى ظهرت فلول الغوغاء والرعاع فجأة في مشهد الأحداث بجمالهم وبغالهم وخيولهم وقد اقتحموا ميدان التحرير من أحد منافذه، وهم يلوحون بسيوفهم وخناجرهم وسكاكينهم في وجوه المعتصمين المسالمين المرابطين في ميدان التحرير، في مشهد كان أقرب وصفاً بغزوة من غزوات الجاهلية حين كانت تجري بقصد السلب والنهب والأسر، لينتشر بعدها تراشق بالحجارة وإلقاء زجاجات المولوتوف وإطلاق للرصاص والقنص من أسطح البنايات العالية المطلة على ميدان التحرير!!.

لقد أدرك نظام مبارك حجم الإصرار الشعبي على ضرورة التغيير وحتميته، فتفنن النظام بإتباع وسيلتين من أجل احتواء الأمر في محاولة يائسة بائسة منه للتشبث بتلابيب حكم كان قد أحس بفلتانه من بين أصابعه، تلك الوسيلتان المتمثلتان بتلبية نزر يسير من مطالب المتظاهرين مع انتظار وترقب لجس ردة فعلهم، ليتبعها فعل بلطجي دموي تارة أخرى يتخلله انتظار وجس لنبض الشارع ومعرفة ردة فعله أيضاً، وذاك لعمري ما كنا قد رأيناه وتلمسناه بمسلسل الأحداث منذ بدء ثورة الشارع المصري وانتهاءً بآخر ما رأيناه ليلة أمس في ميدان التحرير، في مراهنة من النظام المصري على فت عضد شباب مصر المنتفض والمطالب بحريته وكرامته، وكدليل على صحة ما طرحناه من وجهة نظر، فإننا نتساءل مجدداً:
1. كيف نفسر اختفاء الأجهزة الأمنية المصرية مع ظهور سريع فلتان أمني نتيجة خروج رجال البلطجة والسراق والمجرمين من المطلق سراحهم من سجون مصر في شوارع مصر ليعيثوا فساداً وإرهاباً وتعكيراً للأجواء في مصر!!؟.
2. كيف سنفسر هذا التزامن بين خطاب مبارك الأخير وما أظهره من ليونة وقبول ببعض مطالب المتظاهرين والمعتصمين في ميدان لتحرير ومدن مصر الأخرى، وبين ظهور جحافل المرتزقة والبلطجية على مشهد الأحداث في ميدان التحرير!!؟.
3. كيف سنفسر ذاك التوقيت والتزامن بين دعوات كانت قد صدرت من قيادة الجيش للمعتصمين الشباب المرابطين في ميدان التحرير وضرورة عودتهم إلى منازلهم، والدخول الوحشي غير المسبوق لتلك الجحافل من المرتزقة والبلطجية على ظهور الجمال والبغال والأحصنة، في الليلة التي سبقت "جمعة الرحيل"!!؟.

قد كذب النظام المصري القائم عندما ادعى وتظاهر بأنه قد خضع لإرادة الشعب المصري، وأنه سيعمل على تصحيح الأوضاع، فما جرى بالأمس في ميدان التحرير من أحداث مروعة، إنما يعطي الدليل على كذبه ذلك، كما هو برهان ساطع على العجز الكامل للنظام المصري عن فهم إرادة شباب مصر وتطلعاته ورغبته الجامحة بالتغيير، ولجوئه في مجابهة ومعالجة تلك المطالب النبيلة بوسائل القوة وسبل البلطجة على غرار ما حدث في ميدان التحرير!!. ،

ختاماً أقول...
هنيئاً لشعب مصر العربي الأبي بثورة أبنائه لما اتسمت به من وجه حضاري مشرق تمثل بالكلمة الحرة والهتاف الصادق والصبر على الأذى، وسحقاً لنظام استبدادي كان مناصروه ومؤازره يتمثلون بحفنة من الرعاع والغوغاء والمرتزقة قد اقتحمت ميدان التحرير بجمالها وبغالها وخيولها، وسيلتهم الفكرية وطريقة تعبيرهم ونصرته له تنحصر بإلقاء قنابل المولوتوف والحجارة على رؤوس معارضيه المسالمين المتحضرين، أو كما وصفها روبرت فيسك على صفحات الاندبندنت بأنها وابل من الحجارة والهراوات والقضبان الحديدية التي انهالت على رؤوس معارضيه في ميدان التحرير!!.

ومن هذا المنطلق تحديداً، فإن القناعة قد ازدادت الآن بضرورة وحتمية التغيير الحتمي لذاك النظام الفاسد واستبداله بنظام آخر يؤمن بلغة الحوار ويحترم رغبات أبناء شعبه ويحقق لهم كرامتهم!!.

سماك العبوشي
simakali@yahoo.com
3 / 2 / 2011

كمال الرَّباعي
04/02/2011, 10:18 AM
كلُّنا كان يعلم أنَّ مبارك كغيره من رؤساء العرب لصّ يكنز مليارات الدولارات و يُجوّع شعبه
ولكنَّه أثبت الآن أنَّه مجرم لا رحمة في قلبه و أنَّه على استعداد لأن يذبّح الشعب المصريَّ كلَّه
من أجل البقاء على كرسيّ السُّلطة . لم نر أبشع من هذه السَّيارات التي تنطلق بسرعة جنونيَّة
بين جموع المتظاهرين لتحصد الأرواح البريئة. كان الله في عون المصريين.