سميح خلف
05/02/2011, 04:29 PM
"الثورة المصرية تفتقر إلى التجربة والابداع الثوري"
تراوحت التحركات الشعبية التي وصفت بالشبابية في مصر بين عوامل الإنتفاضة وارهاصات الثورة.
لم تكن التحركات الشعبية هي الكفيلة بإشعال المدن والقرى المصرية بصيحات الغضب والشعارات التي يرددها المتظاهرون، فتلك التحركات هي خليط من القوى السياسية التي تتخبط في مكانها وغير قادرة على خلق طليعة ثورية تقود العمل الخلاق الذي ابتدعه الشباب بل بادر به لتغيير وجه التاريخ السياسي والإقتصادي والأمني، ربما كان يمكن أن يكون لمنطقة الشرق الأوسط.
استخدم النظام عوامل التجربة الطويلة في تصديه لمعارضيه و لقلة الخبرة والتجربة سواء للشباب أو للأحزاب المعارضة في مصر، لم تبخل جماهير الشعب المصري في حشد كل إمكانياتها لخدمة قرار وطني مبني على الخيار القومي التقدمي أو الإسلامي الذي تعلم عليه حركة الإخوان المسلمين في مصر، فبعد أيام من نضوج بعض المواقف المختلطة في التظاهرات قامت حركة الإخوان المسلمين في الإسكندرية بإعطاء شعار إعلامي سواء لنظام الحكم في مصر أو لقوى خارجية مثل أميركا وأوروبا وإيران من خلال مسيرة منفصلة سيرها الإخوان المسلمين وصلاة منفصلة عن صلاة عموم الشعب المصري في الإسكندرية، ومرددين بعض الهتافات الخاصة بهم وبتنظيمهم وهو إشعار بأننا نحن القادرين على تحريك البوصلة في المجتمع المصري، أو أي أبعاد أخرى تأتي من وراء إنهيار نظام حسني مبارك، وربما تصريحات حسني مبارك قد أعطت فرصة شعبية وإعلامية لتحرك من هذا النوع للإخوان المسلمين في مصر عندما قال حسني مبارك: "إنني أتردد في ترك السلطة لكي لا يأخذها الإخوان المسلمين"، وهذا في حد ذاته خدم الإخوان المسلمين سواء في داخل مصر أو حركة الإخوان المسلمين العالمية التي لها عجلة رأس مال يمكن أن تملأ الفراغ الإقتصادي في داخل مصر بعد إنهيار النظام.
تجربة حماس تحت الأنظار
ربما تكون تجربة حماس في قطاع غزة هي دليل منهجي لحركة الإخوان المسلمين في مصر، تلك التجربة التي بنتها حماس في مضمونها الإجتماعي لصغار الشباب والمضمون التنظيمي والأمني ونجاح حماس في ابتداع المناورات التنظيمية والسياسية والأمنية لكسب الوقت وفرض أجندتها على الساحة في غزة.
حركة الإخوان المسلمين في مصر ربما تخطو نفس الخطوات التي خطتها حماس في قطاع غزة، المهم الخلاص من حسني مبارك ونظامه ثم تأتي عملية الحسم مع القوى الأخرى وخاصة الوطنية منها، حيث تمتلك حركة الإخوان المسلمين رصيد مادي يجعلها قادرة على السيطرة على الشارع المصري بالإضافة إلى العامل الموضوعي حيث قامت قيادات للإخوان المسلمين بالتحاور مع أميركا في الشهور الماضية وربما تحبذ الإدارة الأمريكية الآن استبدال نظام حسني مبارك بتيار إسلامي معتدل لعوامل متعددة:
1-قدم النظام المصري وعدم استحواذه على رضى الشارع المصري.
2- ربما أصبح النظام المصري لا يحقق شروط المعادلة الأمريكية والغربية في المنطقة الآن.
3- حاجة أميركا لنظام حكم في مصر قادرة على صنع قرار مستقل نسبيا وخاصة بخصوص الصراع العربي الصهيوني بعد أن أصبحت السياسة الإسرائيلية ومواقفها عبء على السياسة الأمريكية والضغوط القائمة على النظام السياسي الأمريكي من اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأمريكية.
أعتقد أن النظام المصري فهم الرسالة الأمريكية وفهم أن دوره قد انتهى ليكون عنصرا من عناصر المعادلة السياسية في المنطقة والأمنية كذلك، ولذلك عندما اختار حسني مبارك عمر سليمان فهو الممسك بالملف الفلسطيني وربما يكون له موقف متآلف مع الملف الإسرائيلي وخاصة بخصوص إيجاد أنصاف المربعات المتصارع عليها بين الوفد المتفاوض في رام الله والوفد المتفاوض في الحكومة الصهيونية، تميل الرياح في اتجاه تحالف النظام المصري وبقاياه مع إسرائيل ضد الحسابات الأمريكية أو إجتنابها، لم يسعى حسني مبارك أن يضع أي دور للواء عنان الأمريكي التوجه بما يربطه من علاقات واتفاقيات تربط الجيش المصري بوزارة الدفاع الأمريكية.
ولكن هل مازالت ثورة الشعب المصري قائمة أم أن هناك عمليات قم عمليات للإحتواء أتت في متسلسل زمني مضطرد من إشاعة الفوضى وإخلاء المؤسسات إلى إعادة التنظيم السري لملفاتها الأمنية وعناصرها حيث يلعب النظام الأمني بورقتين:
1الورقة الأولى ورقة الحكومة المصرية المشكلة حديثا وطرحها في الإصلاحات لبنود الميثاق وخاصة ما يمت بالرئاسة مع الإبتعاد عن قانون الطوارئ وعدم المساس به.
2- الأسلوب الناعم الذي يمارسه عمر سليمان ورئيس الوزراء نحو إحداث استقطابات في الأحزاب المصرية والحركة الوطنية المصرية وبمنهجية العاطفة والأصالة المصرية التي لا تتنكر لأبطالها!!
أي إخراج البوادر الأولية للثورة من مضمونها تحت المنحى العاطفي وإثبات ذلك للعالم بأن هناك من المؤيدين لحسني مبارك ونظامه.
3- الورقة الثانية هي ورقة الفوضى الأمنية والإنقضاض المركز في المستقبل على طلائع التحرك لبعض الطلائع والقيادات من خلال تصفيتهم من خلال ما يسمى الفوضى الأمنية ومن خلال الترتيبات الأمنية التي تعدها وزارة الداخلية من عناصر للإغتيالات وغيره، وربما يطال ذلك قيادات في حركة الإخوان المسلمين في خلال ما يسموه السقف الزمني للتغيير الذي يبدأ من سبتمبر القادم.
ربما يحاول النظام الآن بل الأكيد عملية جزر وحصر حركة الجماهير وتظاهراتها التي كان أهمها في ميدان التحرير فلم يكن دور الجيش إيجابيا بالنسبة لمتطلبات الثورة بل يحسب عليه الموقف السلبي ضد حركة الجماهير، ولكن بالأيدي الناعمة وليس بالحركة الغليظة التي تحركها دبابة أو رشاش فهو أتاح لأنصار حسني مبارك ممارسة الإرهاب عليهم في ميدان التحرير وفي مناطق أخرى ويزحف الآن الجيش على تقليل المساحات الجغرافية في ميدان التحرير لحصر هؤلاء يف حين أعلن عن رجوع الحياة الآمنة في أحياء القاهرة وفي مدن مصر الأخرى، وبقي حسني مبارك ليرأس آخر إجتماع للوزارة اليوم السبت الموافق 5-2-2011 رغم وجود ملايين الأفراد في ميدان التحرير والإسكندرية وباقي المدن المصرية التي تطالب بإنهاء النظام ككل.
الثورة عاجزة عن تحقيق أهدافها :
عندما يرفع شعار مثل انهاء النظام واندحاره ومحاسبة مرتكبي الجرائم به لا تكفي المظاهرات المحددة جغرافيا بتحقيق هذه الآمال، فلابد من خطوات مبادرة بحيث تتطور الثورة وتجمعاتها من الجماهير إلى عمل تنظيمي وائتلاف بين القوى المختلفة لإنشاء قيادة طوارئ ومجموعات أمن ونظام والسيطرة على مرافق هامة وكان من الممكن بعد أن تبلورت الخطوة الأولى في إتجاه الثورة وهي اللجان الشعبية ومهامها أن تلجأ لرجال الشرطة بما فيهم من خبرات من رجال أمن وطنيون ومؤسسات إعلامية أخرى وأفراد اقتصاديون لإدارة الأمور.
نجد أن الثورة يتم اجهاضها الآن من خلال العناصر التي قدمناها سابقا، ولذلك نقول أن الثورة لم تحقق أهدافها ونعتقد أن هناك خطوات قادمة للنظام سيقوم بتنفيذها على الأرض في أيام قادمة بعد أن عبر حسني مبارك عن التصاقه بتاريخه وبالأرض ووالتصاقه بالنظام الجديد من خلال القيادات العسكرية المجاورة له ورغبته في الموت على أرض مصر، فالمشكلة أصبحت معقدة أمام الوطنيون والثائرون وكل فئات الإنتفاضة، فهل يلجأ الإخوان المسلمون الآن كتنظيم يمتلك بعض الإمكانيات من تفجير خطوات أخرى أكثر احتكاكا بالنظام أم يكتفي ببعض تجاربه مع الأنظمة السابقة في مصر التي خسر فيها دائما، فربما يطرح على الإخوان المسلمين ربع الكعكة في الطبخة القادمة وربما يلجأ النظام وهم أخف خطرا على وجوده لتقريب الاحزاب الوطنية من خلال معادلة تجد لها تلك الأحزاب كيانا في تلك السلطة وعلى حساب الإخوان المسلمين وبالتالي لن تتغير صورة النظام من قانون الطوارئ إلى حالات القمع إلى الملف الأمني المرتبط مع الأجندة الصهيونية وهذا أثبت من خلال تجربة تونس التي تشابهها التجربة المصرية أن ثورة الجماهير في تونس لم ترفع شعارات وطنية أو قومية ولم ترفع أي ملفات أمنية في شعاراتها وعلاقاتها الأمنية وخاصة مع العدو الصهيوني.
بقلم/ سميح خلف
تراوحت التحركات الشعبية التي وصفت بالشبابية في مصر بين عوامل الإنتفاضة وارهاصات الثورة.
لم تكن التحركات الشعبية هي الكفيلة بإشعال المدن والقرى المصرية بصيحات الغضب والشعارات التي يرددها المتظاهرون، فتلك التحركات هي خليط من القوى السياسية التي تتخبط في مكانها وغير قادرة على خلق طليعة ثورية تقود العمل الخلاق الذي ابتدعه الشباب بل بادر به لتغيير وجه التاريخ السياسي والإقتصادي والأمني، ربما كان يمكن أن يكون لمنطقة الشرق الأوسط.
استخدم النظام عوامل التجربة الطويلة في تصديه لمعارضيه و لقلة الخبرة والتجربة سواء للشباب أو للأحزاب المعارضة في مصر، لم تبخل جماهير الشعب المصري في حشد كل إمكانياتها لخدمة قرار وطني مبني على الخيار القومي التقدمي أو الإسلامي الذي تعلم عليه حركة الإخوان المسلمين في مصر، فبعد أيام من نضوج بعض المواقف المختلطة في التظاهرات قامت حركة الإخوان المسلمين في الإسكندرية بإعطاء شعار إعلامي سواء لنظام الحكم في مصر أو لقوى خارجية مثل أميركا وأوروبا وإيران من خلال مسيرة منفصلة سيرها الإخوان المسلمين وصلاة منفصلة عن صلاة عموم الشعب المصري في الإسكندرية، ومرددين بعض الهتافات الخاصة بهم وبتنظيمهم وهو إشعار بأننا نحن القادرين على تحريك البوصلة في المجتمع المصري، أو أي أبعاد أخرى تأتي من وراء إنهيار نظام حسني مبارك، وربما تصريحات حسني مبارك قد أعطت فرصة شعبية وإعلامية لتحرك من هذا النوع للإخوان المسلمين في مصر عندما قال حسني مبارك: "إنني أتردد في ترك السلطة لكي لا يأخذها الإخوان المسلمين"، وهذا في حد ذاته خدم الإخوان المسلمين سواء في داخل مصر أو حركة الإخوان المسلمين العالمية التي لها عجلة رأس مال يمكن أن تملأ الفراغ الإقتصادي في داخل مصر بعد إنهيار النظام.
تجربة حماس تحت الأنظار
ربما تكون تجربة حماس في قطاع غزة هي دليل منهجي لحركة الإخوان المسلمين في مصر، تلك التجربة التي بنتها حماس في مضمونها الإجتماعي لصغار الشباب والمضمون التنظيمي والأمني ونجاح حماس في ابتداع المناورات التنظيمية والسياسية والأمنية لكسب الوقت وفرض أجندتها على الساحة في غزة.
حركة الإخوان المسلمين في مصر ربما تخطو نفس الخطوات التي خطتها حماس في قطاع غزة، المهم الخلاص من حسني مبارك ونظامه ثم تأتي عملية الحسم مع القوى الأخرى وخاصة الوطنية منها، حيث تمتلك حركة الإخوان المسلمين رصيد مادي يجعلها قادرة على السيطرة على الشارع المصري بالإضافة إلى العامل الموضوعي حيث قامت قيادات للإخوان المسلمين بالتحاور مع أميركا في الشهور الماضية وربما تحبذ الإدارة الأمريكية الآن استبدال نظام حسني مبارك بتيار إسلامي معتدل لعوامل متعددة:
1-قدم النظام المصري وعدم استحواذه على رضى الشارع المصري.
2- ربما أصبح النظام المصري لا يحقق شروط المعادلة الأمريكية والغربية في المنطقة الآن.
3- حاجة أميركا لنظام حكم في مصر قادرة على صنع قرار مستقل نسبيا وخاصة بخصوص الصراع العربي الصهيوني بعد أن أصبحت السياسة الإسرائيلية ومواقفها عبء على السياسة الأمريكية والضغوط القائمة على النظام السياسي الأمريكي من اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأمريكية.
أعتقد أن النظام المصري فهم الرسالة الأمريكية وفهم أن دوره قد انتهى ليكون عنصرا من عناصر المعادلة السياسية في المنطقة والأمنية كذلك، ولذلك عندما اختار حسني مبارك عمر سليمان فهو الممسك بالملف الفلسطيني وربما يكون له موقف متآلف مع الملف الإسرائيلي وخاصة بخصوص إيجاد أنصاف المربعات المتصارع عليها بين الوفد المتفاوض في رام الله والوفد المتفاوض في الحكومة الصهيونية، تميل الرياح في اتجاه تحالف النظام المصري وبقاياه مع إسرائيل ضد الحسابات الأمريكية أو إجتنابها، لم يسعى حسني مبارك أن يضع أي دور للواء عنان الأمريكي التوجه بما يربطه من علاقات واتفاقيات تربط الجيش المصري بوزارة الدفاع الأمريكية.
ولكن هل مازالت ثورة الشعب المصري قائمة أم أن هناك عمليات قم عمليات للإحتواء أتت في متسلسل زمني مضطرد من إشاعة الفوضى وإخلاء المؤسسات إلى إعادة التنظيم السري لملفاتها الأمنية وعناصرها حيث يلعب النظام الأمني بورقتين:
1الورقة الأولى ورقة الحكومة المصرية المشكلة حديثا وطرحها في الإصلاحات لبنود الميثاق وخاصة ما يمت بالرئاسة مع الإبتعاد عن قانون الطوارئ وعدم المساس به.
2- الأسلوب الناعم الذي يمارسه عمر سليمان ورئيس الوزراء نحو إحداث استقطابات في الأحزاب المصرية والحركة الوطنية المصرية وبمنهجية العاطفة والأصالة المصرية التي لا تتنكر لأبطالها!!
أي إخراج البوادر الأولية للثورة من مضمونها تحت المنحى العاطفي وإثبات ذلك للعالم بأن هناك من المؤيدين لحسني مبارك ونظامه.
3- الورقة الثانية هي ورقة الفوضى الأمنية والإنقضاض المركز في المستقبل على طلائع التحرك لبعض الطلائع والقيادات من خلال تصفيتهم من خلال ما يسمى الفوضى الأمنية ومن خلال الترتيبات الأمنية التي تعدها وزارة الداخلية من عناصر للإغتيالات وغيره، وربما يطال ذلك قيادات في حركة الإخوان المسلمين في خلال ما يسموه السقف الزمني للتغيير الذي يبدأ من سبتمبر القادم.
ربما يحاول النظام الآن بل الأكيد عملية جزر وحصر حركة الجماهير وتظاهراتها التي كان أهمها في ميدان التحرير فلم يكن دور الجيش إيجابيا بالنسبة لمتطلبات الثورة بل يحسب عليه الموقف السلبي ضد حركة الجماهير، ولكن بالأيدي الناعمة وليس بالحركة الغليظة التي تحركها دبابة أو رشاش فهو أتاح لأنصار حسني مبارك ممارسة الإرهاب عليهم في ميدان التحرير وفي مناطق أخرى ويزحف الآن الجيش على تقليل المساحات الجغرافية في ميدان التحرير لحصر هؤلاء يف حين أعلن عن رجوع الحياة الآمنة في أحياء القاهرة وفي مدن مصر الأخرى، وبقي حسني مبارك ليرأس آخر إجتماع للوزارة اليوم السبت الموافق 5-2-2011 رغم وجود ملايين الأفراد في ميدان التحرير والإسكندرية وباقي المدن المصرية التي تطالب بإنهاء النظام ككل.
الثورة عاجزة عن تحقيق أهدافها :
عندما يرفع شعار مثل انهاء النظام واندحاره ومحاسبة مرتكبي الجرائم به لا تكفي المظاهرات المحددة جغرافيا بتحقيق هذه الآمال، فلابد من خطوات مبادرة بحيث تتطور الثورة وتجمعاتها من الجماهير إلى عمل تنظيمي وائتلاف بين القوى المختلفة لإنشاء قيادة طوارئ ومجموعات أمن ونظام والسيطرة على مرافق هامة وكان من الممكن بعد أن تبلورت الخطوة الأولى في إتجاه الثورة وهي اللجان الشعبية ومهامها أن تلجأ لرجال الشرطة بما فيهم من خبرات من رجال أمن وطنيون ومؤسسات إعلامية أخرى وأفراد اقتصاديون لإدارة الأمور.
نجد أن الثورة يتم اجهاضها الآن من خلال العناصر التي قدمناها سابقا، ولذلك نقول أن الثورة لم تحقق أهدافها ونعتقد أن هناك خطوات قادمة للنظام سيقوم بتنفيذها على الأرض في أيام قادمة بعد أن عبر حسني مبارك عن التصاقه بتاريخه وبالأرض ووالتصاقه بالنظام الجديد من خلال القيادات العسكرية المجاورة له ورغبته في الموت على أرض مصر، فالمشكلة أصبحت معقدة أمام الوطنيون والثائرون وكل فئات الإنتفاضة، فهل يلجأ الإخوان المسلمون الآن كتنظيم يمتلك بعض الإمكانيات من تفجير خطوات أخرى أكثر احتكاكا بالنظام أم يكتفي ببعض تجاربه مع الأنظمة السابقة في مصر التي خسر فيها دائما، فربما يطرح على الإخوان المسلمين ربع الكعكة في الطبخة القادمة وربما يلجأ النظام وهم أخف خطرا على وجوده لتقريب الاحزاب الوطنية من خلال معادلة تجد لها تلك الأحزاب كيانا في تلك السلطة وعلى حساب الإخوان المسلمين وبالتالي لن تتغير صورة النظام من قانون الطوارئ إلى حالات القمع إلى الملف الأمني المرتبط مع الأجندة الصهيونية وهذا أثبت من خلال تجربة تونس التي تشابهها التجربة المصرية أن ثورة الجماهير في تونس لم ترفع شعارات وطنية أو قومية ولم ترفع أي ملفات أمنية في شعاراتها وعلاقاتها الأمنية وخاصة مع العدو الصهيوني.
بقلم/ سميح خلف