المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حجر شطرنج



عبدالله الطليان
07/02/2011, 04:47 PM
أطلق ذخيرته اللفظية وراح يرسم معالم بطولته المعتادة في ثرثرة مملة تجلب الخمول والكسل والبلادة , يقطفها دائما من سيرة والده الذي جرعه الاعتزاز والفخر في رمزيته العسكرية التي تبقى في دائرة الشكل الخارجي لمظهر لباسه وسلاحه .
كان والدي رحمه الله , عبارة تخرج من فمه متقنة التلقين يحرس هذا المكان , يقف من الساعة السادسة صباحا وحتى العاشرة مساء , كبله الصمت لحظات عندما تسرب إليه الحزن وسمر بصره إلى صورته التي يحملها معه في جيبه , ثم صدر من صدره زفره حارقه آه .... يا أبي سرقك الموت وأنت في عز شبابك, إنني الآن البس الزى العسكري قالها بحده الذي كنت تلبسه وتهتم بنظافته وترتيبه ... وهذا سلاحي قبض عليه بشده ورفعه في السماء تعال وانظر يا أبي إنني أمسكه بشكل جيد , أجهز عليه الانفعال فراح يصوب سلاحه في كل اتجاه وأرتفع صوته الأجش ..... تعال يا أبي وهو في شدة انفعاله انطلقت فجأة رصاصة من سلاحه , فغمره الرعب وارتعدت فرائصه فراماه جانباً .
وقال : الحمد لله أنها لم تصبني .. لبث في سكون ..أبي رحمك الله إن الرصاصة إصابة الجدار ... أنها استقرت في الجدار .. الحمد لله ليت تلك الرصاصة التي قتلتك كانت في هذا الجدار .. نظر إلى سلاحه والخوف يتملكه , أعتقد أنه شبيه في الذي كان معك انه سلاح قديم .
عاود مسكه من جديد في تردد إنني لن اهتم بك مثلما فعل أبي الذي دفع حياته ثمن ذلك الاهتمام , كان يعتني بنظافته دائماً لكنه غدر به قالها بحسرة وألم , تحرر من حاله وتجلد ونظر إلى كتفيه فتدفق الغرور إليه هذه إشارة الجندية التي طالما حلمت بها إنني في شوق إلى الترقية التي حرم منها أبي رغم سجله النظيف . غرق في التمني , سوف أحصل على إشارة أخرى لن أبقى بإشارة واحدة قالها وهو يضرب سلاحه بيده .
جال ببصره في المكان كمن يبحث عن شيء ضائع , سوف أترقى وأغادر من هنا من هذه البوابة اللعينة أقف كل يوم بلا حراك أعاني من الحرارة صيفا ومن البرود شتاء , إنني هنا منذ عشر سنوات , وبينما انفعاله مشتعل في جسده خمد فجأة على صوت رنين الهاتف .
أنت إيه الجندي في البوابة رقم أربعة لقد صدر أمر بغلق تلك البوابة وإحالتك إلى التقاعد .