المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : موقف الشارع العربي من قمة بغداد



الناصر خشيني
15/02/2011, 03:36 PM
حسب ما اتفق عليه عربيا رسميا طبعا فان انعقاد القمة العربية القادمة سيكون بداية من يوم 29 مارس 2011 والمكان بغداد المحتلة أمريكيا وفيها حكومة عميلة غير مشروعة تحتمي بقوات الاحتلال الأمريكي اضافة الى كونها قد جاءت نتيجة لانتخابات في ظل الاحتلال المزدوج للعراق أمريكيا وصهيونيا وفارسيا واصطفافا طائفيا وأمام هذه الحالة الواضحة من السقوط السياسي والاخلاقي والتاريخي لحكام بغداد المنكوبة تأتي هذه القمة في ظرف تاريخي معاكس تماما لما يجري في الشارع العربي من حراك ثوري أدى الى حد الآن الى اسقاط ديكتاتورين من أعتى و أقوى الديكتاتوريين العرب ليس عبر انقلاب عسكري أو غزو أجنبي كما حصل في العراق ودمر كل معاني الحياة لشعبنا في العراق بتعلات واهية أثبتت الوقائع زيفها وكذبها وانما عبر ثورتين شعبيتين عظيمتين في كل من تونس ومصر وخلع الرئيسين هناك بحكم الضغط الشعبي الجماهيري ولذا فان حضور هذه القمة ترفضه الجماهير العربية جملة وتفصيلا اذ الجماهير لا تزال تحتل الميادين وتنادي بسقوط أنظمة لم تصل في سقوطها السياسي والأخلاقي الى المستوى الذي وصل اليه حكام بغداد المحتلة لذا فان الجماهير العربية تعتبر أن مجرد حضور هذه القمة اعتراف بالاحتلال الأمريكي لبغداد وتشريع من النظام العربي الرسمي له وهو أمر مرفوض من الجماهير العربية التي أصبحت حساسة جدا تجاه أي عمل مشبوه أو غير مقبول تقوم به الأنظمة العربية للانقضاض عليها واسقاطها لذا فانه في هذه الظروف بالذات لا يحسن بالأنظمة العربية المجازفة بما بقي لديها من حد أدنى من الكرامة أو رغبة في المحافظة على كراسيها المرتعشة في كل الساحات والميادين العربية فعليها أن لا تغامر وتحضر مثل هذه القمة الفضيحة بكل المقاييس.
ان الشارع العربي المنتفض والذي نزع رداء الخوف وأحاله نهائيا والى الأبد على التقاعد الوجوبي لم يعد يقبل بأقل من مواقف مشرفة في الحد الأدنى والا فان السقوط المدوي ينتظر الحكام الذين يخرجون عن ارادة الجماهير العربية ومثال بن علي ومبارك لا يزال شاهدا على قدرة الشعوب على احداث تغيير نوعي وجذري والذي أصبح أكثر من ممكن في أي ساحة عربية لذا فان الجماهير العربية تقرر ثوريا حرمة وتجريم انعقاد تلك القمة في بغداد حتى تكون حرة وليست تحت الحراب الامريكية فامريكا قد سقطت لها كل هيبة عسكرية واقتصادية واعلامية واصبحت مجرد تاريخ قديم ما كان لها من قوة مهابة اذ سقطت تلك المهابة في كل المدن والبلدات العراقية وايضا في جبال افغانستان وما على القوى الاستعمارية الآن الا احترام هذا الانسان العربي الذي اخذ يقرر مباشرة وعبر ثورات شعبية في منتهى الرقي الحضاري والسلمي وغير المسبوقة في التاريخ.
ان الحضور الى بغداد في هذا الوقت خيانة لملايين العراقيين من الشهداء والجرحى والمشوهين واليتامى والارامل وتشريع للنهب والسرقة وكل الدمار الذي حصل للعراق سواء من المحتلين أو أذنابهم وكذلك اهانة كبرى للشارع العربي الذي وقف الى جانب الشعب العراقي منذ 1990 والى الآن وكذلك اهانة لكل الشهداء العرب الذين سقطوا في مختلف الميادين العربية في مواجهة أنظمة الحكم العربية الصامته ازاء أكبر جريمة في هذا العصر ترتكب في العراق فلم يعد مجديا السكوت بعد أن انطلق قطار الثورة العربية في كل من تونس ومصر.
الناصر خشيني
Naceur.khechini@gmail.com