المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صدام ومبارك بين نهايتين



اعيان القيسي
16/02/2011, 07:12 PM
صدام ومبارك بين نهايتين


بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


صدام ومبارك بيننهايتين

شبكة البصرة

د. فايز أبوشمالة

كلاهماكان رئيساً لدولة عربية عريقة، وكلاهما أصرّت أمريكا على إسقاطه، الأول عن طريقالغزو العسكري، وإعداد الجيوش لتدمير العراق، بينما الثاني فقد تم إسقاطه احتقاراً،وتخلصاً من بضاعة انتهت صلاحيتها، وفاحت رائحتها. صدام ومبارك فقدا أولادهما، فصدامفقد ولديه في معارك الشرف ضد الغزو الأمريكي، حين تطهرا من دنس الرئاسة، واخترقالرصاص أجسادهما، فكتبا بالدم حروف الكرامة العربية. بينما مبارك فقد ولديه فيالشوارع، بلا وطن، يتسكعان بلا كرامة، وبلا شهية للحياة، إنهما الأحياء الموتى،والموتى الذين يتقلبون في حياتهم على نار الحسرةوالخسران. كلاهما خرج من الرئاسة خاسراً دنياه، ولكن أحدهماتخفى بين أفراد شعبه من عيون الجيش الأمريكي سنوات، وأوقف ما ظل من أيامه لمرضاةالله، بينما الثاني يتخفى عن عيون شعبه بعد أن فر مذعوراً من غضبهم، لتغمضالمخابرات الأمريكية عينها عن سوءته. في الحالتين تعرضت العراق للقصف المدمر، وتعرضتالقاهرة للغضب المزلزل، وتعرضت أثار العراق للنهب، وتعرض المتحف المصري للحرق، وكأنالذي يقف وراء تدمير التراث الحضاري في منطقة الشرق عدو واحد، وكأن الذي يقومبتدمير العراق؛ هو نسفه الذي دمر حياة المصريين وأجبر الملايين للخروج ضده فيالشوارع غاضبين. لو خرج صدام حسين من تحت التراب، وأطل على القاهرةوهي ترتش بعطر الثورة، وتطارد فلول حسني مبارك، الذي فر منها مذعوراً، لقال: حصصالحق وزهق الباطل، وجاء اليوم الذي يعاقب فيه الشعب العربي كل من تآمر على العراق. ولا فرق بين نهايتي ونهايتك يا مبارك، غير الطريقة التي سار فيها كل منا إلى حتفه،لقد سرت مرفوع الرأس حتى ارتقيت عربياً على أعواد المشانق، دون مال وذهب ودولارات،بينما تسير أنت يا مبارك، إلى حتفك ذليلاً مكفناً بلعنة المصريين، دون المال والذهبوالدولارات. بضع سنوات من حياة مريضة قد يكون ربحها مبارك،زيادة على حياة صدام، ولكن النتيجة هي الموت؛ رغم ما يمارسه مبارك من وظائفبيولوجية، لقد فهم صدام ذلك، وهو يصر على أن يكون عدواً لأمريكا، وهذا ما لم يفهمهمبارك، ومحبيه، وأصدقاؤه، الذين ما زالوا يصرون على ركوب نفس المركب الذي أودىبمبارك التهلكة. مثلي كمثل غيري من العرب الذين بكوا دمعتين؛ الأولىحزناً وغضباً، ونحن نرى العربي صدام حسين معلقاً بيد أمريكا على أعواد المشانق،والثانية فرحاً ومقتاً، ونحن نرى حسني مبارك مطروداً من أرض الكنانة، تبكيه عيونالصهاينة. شبكة البصرة