المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في ذكري مولد المصطفي ... دعوة للإقتداء بالأسوة الحسنة



أمل عبدالحميد علي
17/02/2011, 01:48 PM
في ذكري مولد المصطفي ... دعوة للإقتداء بالأسوة الحسنة
ولد النبي صلي الله عليه وسلم في شهر ربيع الأول وفي ذات الشهر كانت هجرته وكانت وفاته ، تعد هذه الأحداث ذات قيمة عظيمة ليست في حياة المسلمين وحدها ولكن في مسيرة التاريخ البشري كله وأعظم ما قدمته لنا هذه الأحداث صورة الإنسان في ذروة مثالية ، فلم تجتمع قبل سيدنا محمد(ص) ما إجتمع له من صفات وسجايا فقد كان محمد رسول الله قائدا عسكريا فذا ومقاتلا شجاعا وسياسيا خبيرا ، كما كان رسولا وداعيا هاديا وسراجا منيرا ومربيا ومعلما وعابدا متهجدا وخطيبا بليغا وشارعا ومنفذا وزوجا وأبا محبا ورحيما.
كرم الله رسوله بأن جعل أمته خير الأمم ورسالته الخالدة خير الرسالات فبعث محمد (ص) إلي الخلق كافة قال تعالي (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)وختم به النبيون فأغلق باب الوحي وكانت معجزته القرآن الكريم قال تعالي (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) وجعل الله طاعة رسوله طاعة له في قوله سبحانه (ومن يطع الرسول فقد أطاع الله) وتكريما له جعل محبته لله في قوله إن كنتم تحبون الله فإتبعوني يحببكم الله ) كما جعل سنته مرجعا في كل أمر فقال سبحانه (فإن تنازعتم في شئ فردوه إلي الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر).
وجعل مبايعته مبايعة له سبحانه فقال (إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله)، وقد أثني الله تعالي علي النبي المصطفي بقوله (وإنك لعلي خلق عظيم) ووصفته السيدة عائشة – أم المؤمنين – بقولها (كان خلقه القرآن) .
إن من ينظر إلي تاريخ الأمم والحضارات التي سادت ثم بادت يستقين قانون الله الكوني في الإبدال والإحلال إلا أن أمة محمد (ص) وجدت لتبقي وتسود فهي أمة الميراث، قال تعالي ( كنتم خير أمة أخرجت للناس) . إلا أن تخلي المسلمون عن دورهم الريادي وإستلابهم حضاريا عبر العولمة ومؤثراتها الإقتصادية والأخلاقية والثقافية ، والقيمية يتطلب إعادة الأمة النظر إلي حالها والتعجيل بعودتها إلي مكانها الطبيعي في القيادة والريادة .
وتعد ذكري مولد المصطفي (ص) مناسبة هامة ينبغي أن تسترجع أمة الإسلام فيها وعيها لتقف علي تاريخ الإسلام ومسيرة الرسول الكريم من الدروس والعبر والإقتداء بهديه لتستمد منه القوة والعزم لمعالجة الجراح وجمع الصفوف لتحقيق العزة والمنعة ، وهذه دعوة للإقتداء بنبي الرحمة عقيدة وفكرا وسيرة وخلقا.