المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : والنبي تستر عليَّ



حورية العربي
20/02/2011, 08:59 AM
هل كان محمود عباس وكل المسؤولين في السلطة الفلسطينية ، من يعمل منهم لصالح ذاته ومن يعمل لصالح القوى الأجنبية يعتقد أن أمريكا ستوافق أو ستغض الطرف عن مشروع القرار الذي يدين الاستيطان الإسرائيلي ويدعو إلى وقفه، عندما تم طرحه أمام مجلس الأمن يوم الجمعة الماضية؟
هل يمكننا القول إن محمود عباس وشلَّته كانوا يريدون أن يسبقوا الوقت فبادروا بتقديم هذا المشروع ليتجنبوا غضب شعبهم الفلسطيني ـ المتوقع من امتداد الثورات الشعبية الغاضبة التي تنطلق شراراتها على مدى الخريطة العربية كل يوم ـ والذي تقضم أراضيه يوميا من قبل المستوطنين اليهود، وتقطع أشجار زيتونه وتهدم منازله ومحاله؟
هل يعقل أن يكون الدم العربي بقداسته وثورانه قد جرى في السلطة الفلسطينية مجرى المصل في الجسد العليل، حتى ترفض اقتراح الادارة الأمريكية بسحب المشروع مقابل بيان رئاسي يصدر عن المجلس ينتقد الاستيطان بعبارات ملطفة؟
إن كانت هذه التوقعات سليمة فلماذا تأخرت حتى اللحظة؟
لماذا لم ترفض اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني، فكرة المفاوضات من أساسها، واكتفت بالوقوف في وجه المحتل بدلا من عناقه والطبطبة عليه تطمينا وتأمينا لمصالحه وحدوده التوسعية؟
لماذا لم يقل محمود عباس وكل من يقف معه ويساند قراراته الخاطئة والمشينة كلمة " لا " حين كان لهذه الكلمة وزن ودور وأثر على الشعب الفلسطيني وعلى العلاقات الفلسطينية الاسرائيلية، والعلاقات الفلسطينية الغربية؟
ما يحدث مع القيادة الفلسطينة يذكرني كثيرا بالأفلام المصرية التي كنت أدمن مشاهدتها في سن المراهقة، والتي كانت تروي قصة فتاة عديمة الذكاء قصيرة النظر، تقع في براثن رغبتها حين تسلم نفسها لشاب يدعي أنه يهواها ويطلب ودها، وحين تقع الفأس في الرأس، تبدأ هذه الفتاة في التوسل إلى من كان حبيبها بأن يصلح خطأه ويستر عليها.. وكنت دوما أتساءل: ماهو هذا الذي يجب على الشاب أن يستره؟ غباء فتاته أم ضعفها الذي استغله، أم براءتها التي فقدتها حين فقدت بكارتها، أم احترامها لنفسها واحترام المجتمع لها؟