سفير فرنسا الجديد بتونس يعتذر

[هشام بالرايس]

قدم سفير فرنسا بوريس بوايون اعتذاراته للشعب التونسي عما صدر منه خلال ندوة صحفية عقدها يوم الخميس في أول لقاء له مع الصحافيين حيث رفض الاجابة عن أسئلة بعض الصحفيين بأسلوب وقح و نعت البعض منها بالغبية. ذلك أن إحدى صحفيات إذاعة "موزاييك" توجهت بسؤال للسفير الفرنسي قائلة: "أنت شاب فهل تخشى الفشل في مهمتك مع الظرف الحالي في تونس خاصة وان التونسيين قد عبروا عن تخوفهم؟ ولكن إجابة السيد "بوريس بواين" كانت عنيفة حيث أجاب قائلا: "هذه ليست تخوفات إنما هي أحكام مسبقة يحملونها عني، إنها إهانة، دعوني أشرع في مهمتي أولا، أنا سفير، توقفي، انتهي إنه أمر محزن وأنا لن أجيب عن سؤالك" ثم انسحب.
و في مقابلة مع التلفزة الوطنية حاول أن يبين أنه يحمل الود و التقدير و الاحترام للشعب و لتونس و أن ما وقع منه خطأ لفرط تحمسه و أنه لم يقصد الإهانة لأنه قليل الخبرة و أنه عازم على اصلاح خطئه و تجاوز هذه الغلطة و العمل بكل جهد لتطوير العلاقات و مزيد بحث سبل الاستثمار و دفع الاقتصاد و تنمية السياحة.
هذا الاعتذار جاء بعد التظاهر يوم السبت أمام السفارة الفرنسية بتونس فقد وقف أمامها عدة مئات من التونسيين مطالبين برحيله.
لست أدري هل أن هذا السفير ملم بالقواعد الأخلاقية الدبلوماسية و إلا كيف يسمح لنفسه بدفع مصدح صحفية و يتهم الصحافيين بتهم تمس من كرامتهم و تحتقرهم و يخرج من الندوة الصحفية مقاطعا إياهم و يعبر عن سخطه و غضبه بطريقة وقحة هل كان بإمكانه أن يقوم بما قام به مع الصحافة الفرنسية؟ ثم ماهي المبررات التي قدمها في اعتذاره يبدو أن ما وقع من هذا الرجل واضح و بين حقيقته فقد جاء بعقلية استعمارية و تصور أننا شعب يسكت عن الاهانة و قد فاته أننا لم نعد نقبل من يحاول مجرد خدش كرامتنا حتى و لو اعتذر و قدم مبررات و حاول كسب ودنا بالقول يجب البحث في الطرق الكفيلة لتبادل الصحافيين و الأساتذة و الطلبة لزيارة فرنسا أنت لا تستطيع شراء الصحافيين في تونس و لا الأساتذة و لا الطلبة مقابل الفيزا أنت في تونس أهنت الشعب و أخطأت في حقه و نحن اليوم لن نقبل من يدوس على كرامتنا فلهذا نقول لك dégage ارحل