المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الزعيم الذي «يطهّر الثورة» من شعبه/زهير قصيباتي



نبيل الجلبي
24/02/2011, 11:04 AM
الزعيم الذي «يطهّر الثورة» من شعبه

زهير قصيباتي

يملك الأرض وثرواتها، الشعب وعقوله وقلوبه... يملك الثورة ولا يعترف بالدولة لكنها «ترضية» لمواطني الثورة الأبدية التي أنجبت «مجده».

مؤمن بأن أبسط واجبات المواطن أن يحبه، لمجرد أنه القائد الذي ارتضى أن يكون زعيماً للرعية... فما عليها إلا الصمت لإسعاده في الجمهورية التي فاضت سمعتها بـ «جنّة القائد» الأبدي.

حين يرفع إصبعه، فالويل والثبور لمن لا يهتف بحبه في الشارع. الهتاف ذاته أليس فعل حرية؟ بغير ذلك، إذا تنفست الرعية بغير مشيئة الزعيم، فهي تنفخ في رئتي المؤامرة.

إنه القائد الذي خيّر شعبه، ولم يصادر إرادته: إما أنا وإما جهنم.

الخيار بين جهنم والجحيم الذي إذا انتصر على «المجانين»، فاز برضوخ جماهيرية العقيد لعقود من نار، يتدرّب عليها سيف الإسلام وخميس وأشقاؤهما، ما داموا «يتعلمون» دروس «جمعة الغضب» عند العرب.

يتذكر «معمر المجد» عمر المختار... انزلوا الى الشوارع، العقيد غاضب. لا يحب الأكاذيب، فكل الشاشات «تفبرك» ملحمة الزعيم مع المتمردين، الليبيون أصابهم مسّ بن لادن.

شعب بكامله يخدعه «حشاشون»! هكذا تفوّه الزعيم، الليبيون ارتكبوا الخطيئة، فوجب القصاص: الإبادة. الجماهيرية وما عليها، بشر وحجر، ملك للزعيم، وبعدما عانى ما عاناه مع شعبه، ورضي بقيادته لأربعة عقود، لم يعد «التسامح» مبرراً. سيقاتل حتى آخر ليبي.

مطلوب لجمهورية الدم شعب آخر، لا يكون جاحداً مع الزعيم... انه معمر الذي شغل المعمورة بـ «حكمته» حتى بزّ عظماء التاريخ... وهل هناك من يجهل مآثر قائد يكره شعبه؟

من بنغازي الى طبرق ودرنة وطرابلس، والبيضاء، روايات المجازر والرعب، وقبضات الأمن التي تستبيح إنسانية الليبيين وأرواحهم، لا تشي إلا بشجاعتهم التي تصدت لأبشع الجرائم. وكما سيحفظ التاريخ للتونسيين أنهم في طليعة العرب الذين أسقطوا جدار الخوف في جمهوريات الدم، سيحفظ لهم أيضاً أنهم أول من بادر الى إطلاق نداء التضامن الإنساني – لا السياسي – مع الليبيين المنكوبين بـ «الثورة الأبدية» الذين هددهم الزعيم بالزحف «المقدّس» على أعناقهم.

بالمجازر تكتمل فضيحة أخلاقية وإنسانية في دنيا العرب التي ظلت أسيرة عقيدة العدو الوحيد، إسرائيل. وللفضيحة فضائح تتناسل في غيبة وعي أُريدَ له الخمول، حتى إذا حانت ساعة الميثاق، لا يكون بين الزعيم وشعبه، بل بين «المجد» العامر في الجماهيرية قبعات صفراً، والغرب الذي كان «عرّاباً» لتأهيل العقيد بعد صفقة لوكربي.

إنه الغرب الذي باع الزعيم ما يلزم من أدوات لتثبيت «الثورة»، فلا تهددها مؤامرات «المتطرفين»... واستقبله فاتحاً لعواصم حقوق الإنسان والديموقراطيات، بلا خجل. تجدد شباب «الثورة» وجماهيريتها، صار لها رعاة في واشنطن ولندن، فتحول الشعب إذ ذاك الى «رعاع» لدى صاحب الكتاب المخضّب.

الوزيرة هيلاري كلينتون «توبخ» الزعيم على خطابه، ومجلس الأمن الذي يجنده الكبار في مواجهة «المارقين» لا يخجل من بيان يمس الإنسانية. أي فارق بين مجازر رواندا أو حتى دارفور وبنغازي والبيضاء؟

لن يفوت الزعيم هامش سماح بملايين البشر! من شأنه ان يلعن غدر الغرب الذي باشر نزع «الشرعية» عن نظامه، باستحياء ايضاً، وأن يشتم الجامعة العربية التي لم تخيّب ظنه، هو الذي طلّق العروبة العاجزة عن التعلم من ثورته.

نكبة الليبيين قدرهم مع «المجد» الذي اغتال عشرة آلاف شهيد في أيام قليلة... لعل في ذلك مبالغة، فلا طرف محايداً يحصي الجثث. لا يهم، دقت ساعة «الزحف المقدس».

ومن طبرق الى بنغازي وطرابلس، فظاعات الإبادة تجعلها أكبر وصمة انكسار وخداع للغرب الذي ما زال يتعامل مع إنسانية العرب بمعيار المصالح.

في مواجهة «معمر المجد» وسفك الدماء، ألا يحق لشباب العرب المطالبة بميثاق للدفاع المشترك عن شعوب العرب، كلما اختار زعيم «تطهير» بلده من شعبه؟

تعلمنا التصفيق أو الصراخ، وراء جدران العزلة. شعب ليبيا ضحيتنا جميعاً.

عن صحيفة الحياة

عبد الرحيم لبوزيدي
24/02/2011, 12:13 PM
السلام عليكم
من تعلم التصفيق لايمكنه ان يتعلم الرماية وفي الرماية حماية،والمصفق يداه مشغولتان وفمه تعبان بترديد الهتاف للزعيم،زعيم ثورة كذلك قال ،صدقه الغرب في ثورته لانه يمتلك وقود حضارته،فحضارة الغرب مبنية على خيرات الشرق ومادام الامر كذلك فما على هذا الغرب الا ان يسلم القياد لحاكم الجماهيرية الاولى في التاريخ كما يحب الزعيم ان يردد ذلك في كل لحظة صعد فيها المنبر يوزع ما افاء به عليه جنون العظمة من تفسير للقرآن والتاريخ،تراقب زعيمة الديمقراطية -في عصر كن امريكيا قلبا وقالبا والا ارحل عن الكوكب-ما يجري في ارض الجماهيرية ظنا منها ان الزعيم سيتغلب على الشعب فيجهض التغيير غير المرغوب فيه الى ان تبين لها بان هذا الرهان رهان خاسر ،فبدات تتلمس طريق الوصول الى قلب الزعماء الجدد عبر إطلاق جملة من التصريحات ،فدعت في البداية الى ضرورة ضبط النفس والاستجابة لمطالب الشعب،متماهية في ذلك مع العرض الذي قدمه سيف الاسلام للمعارضة في خطابه الذي نم عن رعونته ووصول الامور عند نظام ابيه حد اللاعودة ،وفي خطوة موالية عبرت رئيسة الديبلوماسية الامريكية عن فقدان امريكا لما يمكن ان تجبر به القدافي على الاستجابة لمطالب الشعب ،وفي رسالتها دعوة الى العقيد بالسير قدما في ابادة شعبه،وبعد هذا اطلع علينا القدافي بخطاب يمكن لاي محلل نفسي ان يجعله منطلقا للتنبئ بنظام القدافي ،لاحظ معي اخي القارئ ان العقيد وفي خطابه ذلك طريقة كلامه،فانه يلتقط انفاسه ليستانف كلامه مما يشبر الى ان القائد المغوار بين قوسين قد بلغ به الامر مبلغه وان القدافي قد احس بقرب اجله ،وانه قد فقد صوابه ،فاعلن بانه لم يستعمل القوة بعد،وأنه سيطهر ليبيا بيتا بيتا ،وان المتظاهرين جرذان ،وانه سيحكم بالاعدام على كل متمرد وخارج عن سلطته ،وكان الذين خرجوا عن سلطته عبارة عن عشرة او مائة.....كما كان القدافي يتحدث بنرفزة وكان احد يطارده،ذالك هو القائد ،الذي حارب الاستعمار وحرر البلد منه،وحل محل الاستعمار ،فبدل ان تكون ليبيا مستعمرة لبلد اصبحت مستعمرة لاسرة القدافي،انه الغرور الذي يدفع بصاحبه الى الهلاك،ان قوة الشحن التي كانت للقدافي قد انتهت ،فالرجل يتهاذى ولايدرك معنى ما يقول ،فقد نصح الشعب التونسي البارحة بضرورة الصبر على بنعلي ،والذي لايمكنهم ان يجدوا له شبيها من بينهم ،فمن ينصح الآن الشعب الليبي من قادة العالم بضرورة البقاء على صمودهم حتى ازالة هذا الضرس من فكهم .تحيتي للاستاذ نبيل على هذا الاقتباس .