المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لكي لا تحول الانتفاضات الوطنية الى فوضى كوندي (الخلاقة)!صلاح المختار



د. فخر الدين نجم العامر
11/03/2011, 07:51 AM
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

لكي لا تحول الانتفاضات الوطنية الى فوضى كوندي (الخلاقة) 5
صلاح المختار
ما قيمة ان نستبدل الشيطان بابليس؟
أستنتاج ثمرة تجربة منذ قابيل وهابيل وحتى كونداليزا



6 - تعاقب وتزامن الانتفاضات العربية : من يتابع ما يجري الان يدهش لحصول امر لا يمكن ان يتم بدون وجود قوة مركزية تنظم عمليات تفجير الاحداث والتحكم في عمليات التفجير مثلما يفعل المختصون بتفجير العمارات التي يراد التخلص منها، فتوضع اصابع الديناميت في اماكن ارتكازية وتفجر بطريقة محسوبة بدقة لضمان انهيار العمارة بالصورة المطلوبة. ان تفجر انتفاضة تونس كان عفويا كما ارجح، اما انتفاضة مصر وما يحدث في اليمن وليبيا والبحرين والجزائر، ومع اعترافنا الكامل بان من قام بها بغالبيتهم عناصر وطنية لها الحق في الرفض والاحتجاج، فهي تفجيرات منظمة بدقة استغلت فورة الجماهير العربية وتطلعها الحميم للثورة على انظمة الفساد والتبعية لاحداث التفجيرات المنضبطة والتحكم في مسارها ليصل الى الهدف المركزي الامريكي- الصهيوني وهو شرذمة وتقسيم الاقطار العربية وليس الى التحرر الحقيقي.

لماذا برزت ظاهرة التعاقب او التزامن في تفجيرات الوضع العربي؟ ومن هي الجهة التي تنظم ذلك والتي يجب ان تكون منظمة مقتدرة وموجودة في كل هذه الاقطار العربية؟ بديهيا وكما هو معروف لا يوجد حزب او تنظيم سياسي موحد في الوطن العربي يملك القدرة على تنسيق اعمال ضخمة وكبيرة كالتي تجري في الاقطار العربية باستثناء البعث و(الاخوان المسلمون) الذين يملكون تنظيمات في الوطن العربي لكن البعث والاخوان لم يصل تنظيمهما لمستوى تفجير انتفاضات والتحكم فيها كما يجري الان، وهذه حقيقة معروفة تماما، والدليل هو ان الانتفاضات والتظاهرات بتنظيمها وتواترها وتناغم شعاراتها كالتي تحدث الان لم تحدث في ذروة الغضب الشعبي العربي الذي برز عند الاعداد لغزو العراق واثناءه، وتكرر ذلك الغضب عند شن الكيان الصهيوني الحرب العداونية ضد غزة، رغم ان القوى الوطنية العربية كلها والشخصيات الوطنية العربية كلها شاركت بفعالية كبيرة في رفض الغزو والعدوان ونسقت فيما بينها واجتمعت واتخذت قرارات بتصعيد العمل التضامني مع العراق وغزة، ولكن ماذا حصل؟ المظاهرات الملايينية حدثت ولكن التغيير لم يحدث والجماهير رغم اصرارها من المحيط الى الخليج العربي على دعم العراق وغزة لم تصل ما تريد.



لماذا؟ هذه ال(لماذا) ربما تساعدنا على فهم ما يجري الان، اذ ان انتفاضات عام 1991 لدعم العراق ضد حرب ذلك العام عليه وانتفاضات دعم العراق اثناء الغزو وانتفاضات دعم غزة لم تكن مدعومة من قبل امريكا ولا الكيان الصهيوني لانها كانت موجهة اساسا ضدهما، ولذلك عملت امريكا ومن خلال النظم العربية التابعة لها على منع وقوع تغييرات عميقة او هز النظم العربية التي تساعد على غزو العراق والدفاع عن امريكا، اما الان فان امريكا تستثمر كل ما لديها من احتياطات الردة المضادة في الوطن العربي ابقتها لمرحلة الحسم وكسر العظم، وهي المرحلة الحالية، فكل من جندته امريكا للعمل في مخابراتها منذ سنين، وكل من اعجب بامريكا تأثر بنمط حياتها، وكل من يأس من محاربتها بعد انهيار الاتحاد السوفيتي واخماد المقاومة الفلسطينية، وكل ما احدثه الانترنيت والفضائيات العربية، خصوصا الجزيرة، من تأثير شعبي في ظل التغييب المتعمد لصوت المقاومة العراقية والقوى الوطنية والقومية الفاعلة وخنق صوتها، وكل من يفكر بقلبه وليس بعقله فيثور دون معرفة طريق يوصل الثورة الى النجاح، كل ذلك يستخدم الان ويطلق الان. لقد اوقظت المناجذ – جمع خلد وهو الجاسوس النائم - وبدأت تعمل ليس باسم امريكا ودفاعا عنها بل دفاعا عن انتفاضات جماهيرية وطنية طاهرة لم يسبق لها مثيل في تاريخنا المعاصر ولكن لا تتحكم بها الجماهير او الشباب ولا القوى الوطنية بل القوى التي وضعت الديناميتات في اسس كل قطر عربي من اجل تقسيمه تحت غطاء دعم انتفاضت وطنية.

المناجذ التي كانت نائمة واستيقظت الان لتعمل تتبرقع بالوطنية والمطالبة باسقاط النظم الفاسدة وتعد ذلك هو المطلب الوحيد لها، مع التعتيم على تبعية الانظمة لامريكا وصلاتها بالكيان الصهيوني ودور امريكا في الافساد المنظم واقامة ودعم الديكتاتوريات العربية، وهذا ما لاحظناه في غياب الشعارات المعادية لامريكا من اغلب التظاهرات في مصر، فتجر الجماهير الرافضة للاستبداد والعمالة والفساد جرا الى الفوضى المدمرة لايصال الاوضاع الى حالة الفزع وتركز الهدف على البقاء واتباع غزيرة البقاء فقط ونسيان كل ما عداها من مبادئ وطنية وقومية واخلاقية. ولذلك لم يكن غريبا ابدا ان نرى ان اتباع ايران يندمجون مع اتباع امريكا واسرائيل في المطالبة باسقاط الانظمة التي اقامها الغرب ودعمها وافسدها، لان الهدف ليس اسقاط النظم فقط، فتلك خطوة اولية وتمهيدية، بل الهدف الرئيس هو الوحدة الوطنية لكل قطر عربي حيث يجب ان تمزق وتقسم كل الاقطار العربية او تقزم. وفي ضوء ما تقدم فان التزامن والتتابع في تفجير الالغام امر مقصود وله وظيفة محددة.

ما هو هدف التتابع والتزامن؟ التتابع او التزامن هدفهما افقاد الجماهير العربية القدرة على التحليل الموضوعي للاحداث وجعلها اسيرة عاطفة وطنية وقومية تتفجر وتتدفق باستمرار بفعل رؤية انظمة مستبدو وفاسدة قهرت الجماهير واذلتها لعقود تتداعى امام نواظرها بعد ان يأست من اسقاطها، فتغلبت عاطفة دعم التغيير على ضرورة التفكير واصبح شعارها هو (التغيير ثم التفكير)، وهنا يكمن الفخ الامريكي القاتل الذي يجهض الثورات الوطنية، فالثورة ليست محض عواطف لاترى ابعد من انف الثائر بل هي في المقام الاول مشروع عقلاني منظم وستراتيجي للتغيير يحدد البديل وطريقة الوصول اليه وهي لذلك ليست هبة عاطفية. وتعمد ايصال التوتر النفسي لمرحلة عالية جدا يقصد به الطرق على الحديد وهو ساخن، اي من الضروري تغيير النظم باسرع وقت من خلال استثمار زخم فوران الجماهير وعواطفها المشتعلة عندما تصل الذروة التي تغيّب التحسب الستراتيجي خصوصا حينما تتدفق الهومونات في عروق الشباب وهو يتحدى النظم فيصبح الانسان مشروع استشهاد حقيقي، تماما كما يطوع شكل الحديد وهو حار اما اذا برد فمن المستحيل تطويع شكله، فيندفع لتغيير النظام بلا تردد او خوف وبقناعة تامة بانه يفعل الواجب الوطني المقدس.

والتعاقب والتزامن يوفران، بالاضافة لما تقدم، فرصا كبرى لاستثمار ظاهرة الدومينو – اي ان سقوط حجر سيسهل سقوط حجر او اجحار خلفه او امامه بسرعة - وقبل ان تستيقظ ملكة التدقيق والتساؤل لدى الانسان العربي ليرى من يشاركه هدف اسقاط الانظمة وهم كثر، ومنهم امريكا واسرائيل وايران والاتحاد الاوربي وتلك قوى لا يمكن ان تكون متعاطفة مع العرب او داعمة لقضاياهم العادلة باي شكل وصورة، ومنع التفكير في مغزى دعم هؤلاء احد اهم اهداف التوتير النفسي المتعمد، وقبل ان يستطيع جمع الضحية قواه ليرد على من يهاجمه.

في تونس ومصر اسقط النظام في فورة الغضب ولكن ماذا حصل بعد ثلاثة اسابيع؟ تراجعت العواطف الثورية وبردت نسبيا واصبح طرق الجماهير على الحديد بعد ان برد واصبح دافئا غير كاف لتطويعه، وهنا راينا المؤسسة العسكرية في مصر التي غير بنيتها السادات وعززها مبارك، ورأينا المؤسسة العسكرية في تونس التي بنى صلاتها بامريكا بن علي بعد ان كانت فرنسية (المرجعية) تمسكان بزمام المبادرة. لقد اختطفت الانتفاضة من الثوار!



7 – فوضى ولكن مسيطر عليها : ان نشر الفوضى، كهدف رئيس لاسقاط نظام ما عبر افقاده القدرة على مواصلة السيطرة التامة او حتى الجزئية على الدولة والمجتمع وجعل الفوضى مسيطرا عليها لمنع خروجها عن خطة العدو الذي ينفذها، هو من ضرورات ستراتيجية الفوضى الخلاقة ومن يسيطر عليها ويضبط حركتها العامة هو المخطط الواقف خلف الستار، والهدف هو منع الاستقرار في المكان الذي تحدث فيه حتى تصل الحالة الى فقدان الدولة سيطرتها الامنية، وعندها تبدأ كل انواع التجاوزات بالظهور ويتحول الشارع الى مجرد صوت عال يصرخ بهستيريا تمنع الفهم الصحيح وتزيل التفكير الموضوعي عند حلقات ادارة الانتفاضة. وحينما تدخل الدولة او النظام للدفاع عن نفسها تتحول الى صدامات بين ابناء البلد وتجري الدماء والدموع وعندها تصبح هزيمة العدو الداخلي وهو النظام او معارضيه اهم من اي اعتبار بما في ذلك العدو الخارجي، بعد ان اصبحت المسألة مسالة حياة او موت بالنسبة للطرفين المتصارعين وهذا ما نراه في ليبيا الان حيث يطالب الطرف الرافض للنظام بالدعم الامريكي والاوربي العسكري والدبلوماسي بصراحة. لقد اشتعلت الفوضى وانتهى العقل والتبصر وبدأت الاهداف والمصالح الوطنية والقيم الانسانية تسحق تحت وطأة نيران الاحقاد والشعور الغريزي بضرورة الانتصار في صراع اما ان تكون فيه قاتلا او مقتولا، وهذا هو بالضبط احد اهم ركائز نشر الفوضى.



8- منع التوحد حول موقف مشترك ومستمر حتى يتحقق الحسم : وهذا المطلب الامريكي يتحقق فقط في حالة تعدد من يشارك في التظاهرات او الانتفاضات ووجود خطوط فصل ايديولوجية وغيرها بين الرافضين، لذلك فان وجود خليط متناقض يفتقر لعنصر الجذب والتوحيد تحت راية وطنية حقيقية ووجود عناصر مرتبطة بمخابرات اجنبية تستغل الحدث الدامي يسهل تفتيت الرافضين عندما يحين الوقت. كما ان عناصر الجريمة والنهب تسوق الالاف نحو تخريب الدولة والمجتمع فتضيع الخطوط الفاصلة بين انتفاضة وطنية وبين عمليات نهب وتخريب متعمدين. ان غياب القوة المركزية التي تنظم الانتفاضة وتمنع الفوضى والاعمال التخريبية وتحدد للجماهير طريقها الصحيح الذي يركز اهداف انتفاضتها على النظام فقط دون التخريب الذي يحولها تلقائيا الى محض احتجاج فوضوي ممزوج بعمليات تدمير للدولة ليس للانتفاضة مصلحة فيه بالاصل، هو المدخل المفضي لفقدان السيطرة على الحدث.



9 - منع الرؤية الصحيحة لما يحدث من اجل استبعاد الخيار الصحيح الذي لا يخدم القوى الخارجية، فتحت ضغط عدم اليقين من النصر لدى الطرفين، ووجود تناقضات كبيرة داخل معسكر الرافضين، تتدحرج كرة ثلج خطيرة تجبر الطرفين الى التخلي عن اي ضابط ومنطق من اجل تحقيق الاهداف، بما في ذلك اللجوء لاشد انواع القسوة والاستقواء بالاجنبي. انظروا لما يحدث في ليبيا ستعرفون مصير بقية الاقطار العربية اذا اشتعلت نيران الصراعات الداخلية المسلحة، فاليمن اذا اشتعل صراع عنيف سوف يجره الى حرب اهلية ستكون هي الاقسى والاخطر على الشعب اليمني حتى من حرب عام 1962 وستستمر سنوات يحرق فيها الاخضر واليابس ويموت مئات الالاف وتدمر الدولة والمجتمع ثم تنتهي بلا غالب او مغلوب نتيجة التخندق القبلي القوي جدا، وعندها لا يبرز منتصر ومستفيد سوى امريكا واسرائيل وايران.



10 – لا يجوز ابدا اهمال المغزى العميق والخطير لبيانات صدرت ونسبت الى (شباب الثورة في العراق) مع قناعتنا بانها من المخابرات، تقول بان الاحزاب والنظم كافة في العراق منذ عام 1958 وحتى فشلت ولذلك فان الشباب يرفضها ويقوم بانتفاضته بمعزل عنهم وبعزلهم! ان هذا المنطق لا يصدر الا عن ثقافة الفيس بوك وبفضلها لان اي طفل صغير وفي العام الثامن لغزو العراق يعرف تماما ان تحرير العراق لا يمكن ان يحدث الا ببندقية المقاومة المسلحة وداعمها المقاومة السلمية، وبوجود ضمانات قوية بعدم سقوط العراق في مستنقع الحرب الاهلية اثناء وبعد التحرير، وهذا غير ممكن الا بوجود قوة مركزية تضبط الاوضاع وهي فصائل المقاومة كلها والقوى الوطنية كلها صغيرها وكبيرها وليس احد غير هؤلاء، لذلك فان من شروط نشر الفوضى الخلاقة استبعاد او التشكيك بالمقاومة والقوى الوطنية المجربة صاحبة القوة القادرة على الحسم وترتيب اوضاع ما بعد الحسم وطرح البديل من شباب تربوا في بيئة امريكية معروفة (الفيس بوك وغيره) واغترب الكثير منهم عن وطنيتهم ووطنهم وشعبهم ومقاومتهم ولذلك فان مصير (انتفاضتهم) - وهم لاصلة لهم بالانتفاضة العراقية الحالية باي شكل سوى الاندساس في صفوفها - لن يكون سوى العمل لتسليمها للمخابرات الامريكية في العراق، وهذا امر لم يعد سرا منذ بدات المظاهرات في العراق تتخذ طابعا وطنيا وتبتعد تدريجيا عن الموقف المطلبي المقتصر على تحقيق اصلاحات بدون تغيير النظام مع انه نظام اقامه الاحتلال ويحميه الاحتلال ويقوم على الفساد التام والذي لم يسبق له مثيل بالاضافة لارتكابه جرائم بشعة بحق الشعب العراقي.

بهذا المعنى فان من بين اهم اهداف الانتفاضات الحالية الوصول الى عزل القيادات الوطنية المقتدرة والمجربة والتي تخوض المعركة الرئيسة في العالم وليس في الوطن العربي فقط، وتقاتل امريكا منذ عام 1991 وحتى الان وهي قيادات المقاومة العراقية بكافة فصائلها والقوى الوطنية العراقية الداعمة للمقاومة والساعية لتحرير العراق، بتأثير الحماس والعواطف الفائرة المترتبة على اسقاط نظامي بن علي ومبارك وهما هدفان قديمان وحبيبان على نفوس الجماهير من المحيط الى الخليج، فتظهر عناصر وكتل في اقطار عربية تستطيع تحدي المقاومة والادعاء بانها تستطيع منافستها في القيادة بل وتشكك بالمقاومة والقوى الوطنية، مستخدمة تكتيك سحب الحالة السلبية لاغلب القوى الوطنية العربية خارج العراق وتشرذمها وعجزها ونخبويتها على العراق ومقاومته وقواه الوطنية مع ان الفرق جوهري بين المقاومة والقوى الوطنية العراقية من جهة والاحزاب والكتل العربية خارج العراق والتي فشلت في تحقيق حتى الاهداف الثانوية من جهة ثانية.



علينا ان نتذكر الواقع المهم الحالي : في حين تفتقر كل الاقطار العربية الى وجود تنظيم سياسي عقائدي موحد ومجرب وقوي مدعوم بذراع عسكري فعال فان اهم ما يميز العراق عن باقي الاقطار العربية هو انه توجد فيه حركة وطنية حزبية قوية جدا وجماهيرية ومنظمة تنظيما عالي الدقة وتملك خبرات ممتازة في بناء الدولة وتسيير المجتمع ومدعومة بذراع عسكري عظيم هو المقاومة المسلحة بشكل خاص والجيش الوطني بشكل عام، والذي يقاتل بشراسة ضد الاحتلال ويوفر لكافة الفصائل المقاتلة المدد العسكري البشري - اي العسكر - الذين يشكلون راس الحربة في مواجهة الاحتلال. ومما زاد في عظمة هذه الميزة العراقية الفريدة في الوطن العربي الذي تسود فيه ظاهرة احزاب الفرد الواحد او تكتلات النخب الفوقية هو ان التنظيم الوطني الجماهيري المسلح والمقاتل نجح في احباط المخطط الامريكي المسمى (اجتثاث البعث) والذي قام على تصفية القوة المركزية وفرض حالة تشرذم سياسي واسع النطاق بحيث لا يبقى حزب جماهيري وطني واحد وتسود احزاب الفرد الواحد او الاحزاب الطائفية والعرقية وهذا احد اهم شروط تقسيم العراق، لذلك فان اجتثاث البعث اريد به اخلاء الساحة العراقية من القوة القادرة على دحر مخططات الاحتلال، ففشلت سياسة الاجتثاث كليا رغم ان البعث قدم اكثر من 150 الف شهيد منذ الغزو، وبقي البعث ونحن في العام الثامن للغزو هو القوة المركزية عسكريا وشعبيا والعمود الفقري للحركة الوطنية العراقية المناهضة للاحتلال، بل ان الاعوام الثلاثة الاخيرة من الاحتلال شهدت تعاظم قوة البعث الجهادية والسياسية بطريقة ارعبت الاحتلال. من هنا اصبح التخلص من البعث الان واكثر من فترة ما قبل الغزو هو الشرط المسبق لنجاح امريكا في احتواء المقاومة والحركة الوطنية العراقية.

في ضوء ما تقدم فان لعبة استبدال القيادة الوطنية المجربة والمقاومة بكافة فصائلها بقيادات شابة وطنية او غير وطنية لكنها غير مجربة وليس لديها تنظيم جماهيري وذراع عسكري يسهل على امريكا تحقيق اهم هدف لها وهو اما التخلص من قيادة المقاومة والقوى الوطنية العراقية المنظمة او ايجاد منافس لها يزاحمها في التاثير على الجماهير. واذا تحقق هذا الهدف فان عزل او تقسيم المقاومة او وجود من ينافسها في الشارع الوطني يسهل تنفيذ خطط امريكا والتي كانت ومازالت مستحيلة التحقيق بحكم انفراد المقاومة والقوى الوطنية بالتأثير على الجماهير بلا منافس.

يتبع

23/2/2011

Almukhtar44@gmail.com

شبكة البصرة

الخميس 5 ربيع الثاني 1432 / 10 آذار 2011