المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإسلام، الدين الرئيس في العالم



محمد إسماعيل بطرش
19/10/2006, 01:13 PM
الإسلام، الدين الرئيس في العالم

يقول الله في قرآنه الكريم: " قل آمنا بالله و ما أنزل علينا و ما أنزل على إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب و الأسباط و ما أوتي موسى و عيسى و ما أوتي النبيون من ربهم لا تفرّق بين أحد منهم و نحن له مسلمون. و من يبتغ غير الإسلام دينا فلن يُقبل منه و هو في الآخرة من الخاسرين." (آل عمران 80-81)، " لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغيّ " و يقول الحديث : لا فضل لعربي على أعجمي و لا لأبيض على أسود إلا بالتقوى. هذا هو الإسلام الدين الحق للناس أجمعين.
أورد فيما يلي ترجمة عن الإنكليزية لما أوردته موسوعة (الإنكارتا) نسخة 1998 تحت هذا العنوان:
تعني كلمة الإسلام حرفيا الاستسلام، الإذعان أو الرضوخ و تفهم كاسم للدين على أنها الاستسلام أو الرضوخ لله. و يسمى الشخص الذي استسلم لله مسلما. و كل ما يلزم المرء كي يصبح مسلما ترديد عبارة الإيمان القصيرة التالية المعروفة بالشهادتين: " أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا رسول الله".
رغم أن المسلمين يعتبرون أن دينهم يرجع تاريخيا إلى زمن محمد في القرن السابع الميلادي، إلا أنهم يرونه بالمعنى الديني دينا يمتاز بالتوحيد الحقيقي الذي كان الأنبياء قبل محمد كإبراهيم و موسى و عيسى يدعون إليه؛ غير أن أتباع هؤلاء و رسل آخرين غيرهم كانوا قد أفسدوا تعاليم أنبيائهم إلى أن بعث الله محمدا برحمته ليرد الناس ثانية إلى الدين الحق.
يعتبر الإسلام من قبل أتباعه شاملا كل مجالات الحياة و ليس تلك التي تتعلق بالإيمان و العبادة فقط و التي ينظر إليها حاليا على أنها مجال الدين و بذلك يفضل كثير من المسلمين أن يعتبروا الإسلام طريقا للحياة أكثر من كونه مجرد دين و حسب. و لهذا السبب أيضا تستعمل كلمة الإسلام عندما تشير إلى الماضي بخاصة لتدلل على مجتمع و حضارة و تراث بالإضافة إلى الدين. و بينما يشمل تاريخ المسيحية عادة الأمور المتعلقة بالدين بمعناه الضيق نجد تاريخ الإسلام يبحث مثلا التطورات السياسية و الأدبية و الحياة الفنية و فرض الضرائب و ملكية الأرض و الهجرات القبلية و العرقية و الخ...، و يكون الإسلام بمعناه الأوسع معادلا ليس فقط للمسيحية و لكن أيضا لما يسمى غالبا بعالم المسيحية.
قد يختلف معتنقو دين ما فيما بينهم باعتبار ما يشكل جوهر الدين و هو أمر على قدر كبير من الأهمية و كذلك فيما يكون عليه الاعتقاد الصحيح أو ما يكون هرطقة و الخ... و قد يحاول دارسو الأديان من المحدثين عندما يصفون دينا خاصا بالالتفاف حول هذه المسألة بقبول التعاريف التي تقدمها لهم بعض الهيئات المسؤولة أو الأفراد كمجلس الكنيسة أو البابا في الكاثوليكية الرومانية؛ غير أن أمورا كهذه لا تكون ممكنة لدارس يرغب أن يبحث في الإسلام، و على كل حال و على الأقل قبل العصر الحديث لم تكن هنالك هيئة تدعي لنفسها سلطة مركزية لكل المسلمين إذ كانت المرجعية منتشرة على مستوى محلي بين عدد لا يحصى من الفقهاء و الرسميين الدينيين الذين تنقصهم السلطة الواضحة التحديد أو التنظيم. فالفرد يحصل على المرجعية الدينية نتيجة للشورى و بحسب علمه و ورعه. و نظريا كانت معظم المناصب على الأقل لسلطة كهذه تبقى مفتوحة للجميع.
كانت هنالك في العصور الحديثة محاولات لترقية فكرة المجالس الخاصة أو الأفراد الذين لهم سلطة مرجعية خاصة في الإسلام. فلإسلام السنة مثلا يعتبر مجلس جامعة الأزهر في القاهرة أحيانا أن له مرجعية خاصة بينما للشيعة في إيران كان مجلس علماء الدين قد تطور و اعترف به من قبل الدولة و لكن برغم ذلك فما من فرد أو هيئة استطاعت أن تقيم من نفسها سلطة مرجعية لكل المسلمين و تستطيع أن تدعي أنها موضع الاستشارة دائما.
لذلك فمن الممكن صوغ تعابير عامة عما هو الإسلام و ما هو ليس إسلاما دون أن يكون معرضا للاعتراض من قبل مجموعات أو أفراد لديهم وجهة نظر مغايرة عن الدين. و ثمة أفكار معينة و بخاصة ممارسات قد أصبحت مقبولة بشكل واسع بين المسلمين عموما و قد ينظر إليها على أنها سمات مميزة للإسلام، غير أنه برغم ذلك ستكون هنالك مجموعات من الأفراد الذين ينبذونها و رغم ذلك يعتبرون أنفسهم مسلمين. و يبقى على المرء عموما أن يتجنب استعمال مصطلحات مثل الأصوليين أو المهرطقين عند بحث الإسلام.
الظهور و الانتشار المبكر للإسلام:
تؤكد التقارير التقليدية عن ظهور الإسلام دور محمد الذي عاش في غربي جزيرة العرب بالحجاز في بداية القرن السابع الميلادي، و قد عانى سلسلة من الإيحاءات من الله، و من بين أشياء أخرى أكدت هذه الإيحاءات وحدانية الله و دعوة البشرية لعبادته و وعد الله بمكافأة الناس أو عقابهم حسب سلوكهم في الحياة الدنيا. و كان على محمد أن يبلّغ رسالة الله للناس الذين كان يعيش بين ظهرانيهم و الذين كان معظمهم يمارس تعدد الآلهة.
و بات محمد منبوذا مبدئيا في مدينته مكة، غير أنه استطاع أن يؤسس فيما بعد مجتمعا و دولة يترأسها في يثرب التي أصبحت تسمى بالمدينة المنورة. و قبيل وفاته عام 632م أصبح عديد من القبائل العربية و عدد من المدن بما فيها مكة قد استسلمت لمحمد و قبلت الإسلام. و تأسست الخلافة عقب وفاته و كان الخلفاء يؤدون دوره في رئاسة المجتمع غير أن النبوة كإيحاءات كلامية مباشرة من الله كانت قد انقطعت بعد محمد.
و بعد فترة قصيرة من وفاته جُمع الوحي الذي كان قد تلقاه في حياته. أما العرف فلم يكن عليه إجماع رغم قبوله على نطاق واسع، و كان هذا العمل قد اكتمل تحت الخلفاء العثمانيين من عام 644 – 658 و أنه في زمانهم قد جمع الوحي ليشكل تص القرآن كما نعرفه.( و هنا تبرز مغالطة الدس عن قصد أو عن غير قصد عندما يخلط بين عثمان بن عفان الذي صدرت في عهده النسخ المخطوطة الموحدة لنص القرآن كما أنزل و عهد الخلفاء العثمانيون الذين صدرت في عهدهم أحكام المجلة في الفقه على المذهب الحنفي.)
ينظر تقليديا إلى أكثر المعتقدات أهمية و المؤسسات و الممارسات الطقسية أنها تأصلت في عهد محمد و غالبا ما تفهم على أنها كانت نتيجة وحي إلهي. و ينظر أحيانا إلى المقطع القرآني على أنه مصدر لتبرير الممارسة أو الاعتقاد. و هي على كل حال لا يمكن ربطها كلها بنص قرآني مناسب و غالبا ما ينظر إليها على أنها نشأت من ممارسات الرسول محمد نفسه. و لكن بما أنه كان نبيا فإن كثيرا مما قاله و عمله لا يؤخذ على أنه مجرد نتيجة لقرارات شخصية أو قرارات عرفية يل إنما هي نتيجة توجيه إلهي. ( وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى). و بذلك فإن ممارسات محمد أصبحت تعرف بالسنة و تؤخذ على أنها مثال يحتذى و مصدر لهداية المسلمين إلى جانب القرآن.
و في عهد الخلفاء الذين حكموا المجتمع و الدولة بعد محمد بدأت فترة التوسع في مناطق الجزيرة العربية أولا و من بعدها إلى ما وراء حدودها و فبل العام 650 إلى مصر و سورية و العراق و الأقسام الغربية من إيران التي فتحت من قبل القوات العربية التي اعترفت بقيادة الخلفاء في المدينة و بعد قرابة العام 660 انتقلت سيطرة الخلافة إلى الحكم الأموي الذي تركز في سورية. و تحت الأمويين حدثت موجة ثانية من التوسع، و قبل الإطاحة بذلك العهد، سيطرت الدولة على المناطق الممتدة من أسبانية و مراكش غربا إلى أفغانستان و وسط آسية شرقا.
تميل الدراسة الحديثة إلى إبراز ظهور الإسلام و انتشاره على أنه كان عملية أكثر تدرجا و تعقيدا مما يبدو من التقارير التقليدية. و بالتأكيد على تخلف التقارير المسلمة عن أوائل التأريخ الإسلامي (إذ لا يوجد شيء يمكن تحديد تاريخ شكله الموجود لدينا الآن إلى ما قبل عام 800م)، نشأ احتمال أن التقارير التقليدية ينبغي فهمها على أنها تعكس وجهات نظر متأخرة. و قد اقترح أن الفترة التي كان الإسلام فيها يتطور خارج جزيرة العرب و عقب الفتوحات العربية للشرق الأوسط ذات أهمية جوهرية. و قد أكدت، كما هو واضح من المصادر التقليدية ذاتها أن الفتوحات العربية قد تكون قد وسعت المنطقة التي كانت تحت سيطرة الخلفاء، غير أن انتشار الإسلام على المستوى الشخصي كان أكثر بطئا. فالفاتحون لم يجبروا الشعوب التي قهروها على اعتناق الإسلام، و ربما أنهم حتى لم يقصدوا إلى إلزامهم بذلك. إن قبول الإسلام كدين من قبل الشعوب غير المسلمة كان تحت حكم الخلفاء بطيئا أو غير مستو و عمليته لم تكتمل أبدا إذ كانت بواعثها أمور متعددة، و لعل بعضها غير مفهوم بشكل مناسب. و من الأحسن أن نفهم الآن أن هؤلاء الشعوب غير المسلمة و المتقبلة للإسلام تدريجيا ( و كانوا يسمون أنفسهم عربا في نفس الوقت) أمر له علاقة كبيرة بظهور الإسلام كما نعرفه الآن.
المعتقدات الرئيسية:
يؤمن المسلمون جميعا أن هنالك إلها واحدا هو الله و أن محمدا كان الرسول المرسل من قبل الله إلى البشرية جميعا و أن القرآن هو مجموعة الوحي التي أنزلها الله على محمد. و يحتوي القرآن كلمات الله بشكل حرفي و غالبا ما يشار إلى القرآن بأنه كلام الله.
تقبل الغالبية الأوسع من المسلمين أن محمدا هو الأخير في سلسلة الأنبياء و المرسلين من الله و أنه لا يمكن وجود نبي بعده. و العبارة القرآنية أنه خاتم الأنبياء تفهم من قبل المسلمين بهذا المعنى. و تعتبر بعض الفئات نفسها مسلمة بينما هم يقدّرون أنبياء أو ما يشبههم بعد محمد غير أن اعتبارهم مسلمين قد اعترض عليها أغلبية المسلمين.
إن مفهوم النبي في الإسلام يشارك كثيرا فكرة كانت قد تطورت في اليهودية و المسيحية في القرون الأولى من العصر المسيحي. و إن كلمة النبي العربية التي هي أكثر الكلمات تردادا للرسول في الإسلام ترجع إلى الكلمة العبرية نبي و هي الكلمة الأكثر ما تستعمل عادة للرسول في العهد القديم. و هي الفكرة الرئيسية عن شخص أعطي رسالة من الله ليسلمها إما إلى البشرية ككل أو إلى مجموعة خاصة. و يعترف التراث الإسلامي بالعديد من الأنبياء أرسلهم الله قبل محمد و معظمهم معروفون في التراث اليهودي و المسيحي من الكتاب المقدس و الكتابات الأخرى.
و في المعتقد الإسلامي أن بعضا من الأنبياء السابقين كانوا قد منحوا وحيا كالذي منحه محمد في القرآن و أن ما أوحي إليهم كان في جوهره متماثلا. فقد أنزلت التوراة على موسى و الإنجيل على عيسى ( و لفظة الإنجيل من اليونانية) و بحسب هذا المفهوم يوجد إنجيل واحد فقط و هو الكتاب الذي أنزل على عيسى و ليس أي واحد من الأناجيل الأربعة المعروفة في العهد الجديد و التي هي تقارير مختلفة عن حياة يسوع. و يشار في القرآن و في كتابات أخرى إلى يسوع على أنه المسيح و أنه كلمة الله. و كان أن حملت به مريم العذراء كمعجزة و أن حياته ارتبطت بكثير من المعجزات، غير أنه على كل حال لم يكن ابن الله و هو مفهوم ينبذه الإسلام كاستحالة جسدية و منطقية. كما أنه لم يمت على الصليب رغم أن ذلك كان قد شبِّه لمن كان حاضرا، و إنما من مات على الصليب كان شخصا آخر بينما رفعه الله إليه.
إن بعض الأفكار الإسلامية عن الأنبياء و النبوة و عن عيسى تماثل ما ارتبط بالمجموعات المسيحية اليهودية التي كان وجودها مصدقا في القرون الأولى من العصر المسيحي. و قد اقترح بعض الفقهاء أن أتباع تلك المجموعات كان لها تأثير في ظهور الإسلام.
بالإضافة إلى العالم الطبيعي، خلق الله الملائكة أيضا و الأرواح. و للملائكة أدوار متنوعة و من بينها إيصال وحي الله إلى أنبيائه. و تعرف الأرواح عموما بأنها الجن. و هم يسكنون هذا العالم و قد يؤثرون بالكائنات البشرية بطرق شتى و أن منهم الصالحون الذين يمكنهم بلوغ الخلاص بينما يوجد منهم شريرون و يعرفون أحيانا بالشياطين.و إن الشيطان الأكبر إبليس و يعرف أحيانا بأنه الملاك العاصي و أحيانا على أنه جنيّ و قد أذن الله له أن يجوب العالم و أن يعمل الأعمال الشريرة.
و سينتهي العالم أخيرا و في الإسلام تراث غني من الوحي عن الحشر و النشر. و قبل أن ينتهي العالم سيظهر المهدي و هو شكل من المسيح ليسود فترة قصيرة يملأ فيها العالم بالعدل و الصلاح. و تكون فكرة المهدي أكثر بروزا لدى مسلمي الشيعة غير أنها ليست محددة في التراث الشيعي. و سيحاسب كل أنسان من البشر بعد موته فإما يبلغ الخلاص أو تقدّر عليه الإدانة، كل بحسب اعتقاده و عمله من ذكر و أنثى خلال حياته الدنيا.
القانون الإسلامي أو الشريعة:
رغم أن الأصل في الإسلام هو القبول بإله واحد و بنبوة محمد غير أن الالتزام بالإسلام قد أظهر تقليديا بالعيش طبقا للقانون الإسلامي ضمن مجتمع مسلم. و يعتبر القانون ذا منشأ إلهي رغم أنه يدار و يفسر من قبل بشر ( و كما في معظم الديانات يعني ذلك أن المديرين و المفسرين يكونوا رجالا أكثر منهم نساء) و إنه يفهم على أنه قانون الله. و يعرف القانون على أنه الشريعة. و إطاعة القانون من إطاعة الله. و لا ينبغي على المرء أن يقلل من تقدير أهمية قضايا الإيمان و التعاليم في الإسلام, غير أن الكلام بشكل عام كان الإسلام بالنسبة للمسلمين قضية سلوك صحيح منه اهتمام بلطائف الإيمان.
قد تمسّك المسلمون تقليديا بفكرة أن القانون أو الشيعة قد أنزلها الله في القرآن و في السّنّة و بالإضافة إلى تلكم المصدرين النظريين توجد مجموعات مختلفة ضمن السّنّة و إسلام الشيعة من يقبلون أن القانون قد يكون مشتقا من مصادر جانبية معينة كالإجماع و التفسير المعلل للمجتهدين (الاجتهاد) و أشكال أكثر تخصصا و تنوعا لأشكال محددة من الإجماع و الاجتهاد.
قبل كثير من الفقهاء المحدثين وجهة نظر يوسف شاخت الذي ناقش أن فكرة السنة و نظرية مصادر القانون الإسلامي لم تتطور حقيقة حتى القرن التاسع و أن تطورها كان تدريجيا من مصادر متنوعة ( كالأنظمة الشرعية الأسبق و القرارات الموضوعية التي اتخذها الحكام العرب الأوائل) و أن نظرية الإسلام التقليدي لمصادر القانون الإسلامي كانت قد تطورت على يد الفقهاء المسلمين الأوائل ( و التي بلغت أقصاها في مؤلف الشافعي) لتضع القانون الإيجابي الذي كان قد تطور في القرون الأولى من الإسلام على أساس إسلامي مناسب. و إن هؤلاء الفقهاء في نظره اعتبروا أن القانون كان موضوعا في عصرهم و أنهم أصلحوه و تبنوه و قبلوه ثم بحثوه في عرفه على أنه مشتق من القرآن ثم من السنة أو من أحد المصادر التقليدية الأخرى. و ربما كان هنالك حد لما يمكن نسبه إلى القرآن (الذي هو قصير و يختص جزئيا بإنشاء قوانين شرعية في عدد قليل من المسائل) و قد كانت السنة (كما وردت في الحديث) و التي كانت الأكثر أهمية. و بما أنه لم يكن هنالك حد حقيقي للطريقة التي أمكن فيها للأحاديث أن تؤوّل أو يعاد صياغتها أو توضع أحاديث جديدة منحولة توضع قيد التداول، كان من الأسهل عادة أن نجد حديثا يدعم قاعدة شرعية خاصة أكثر من أن نجد نصا قرآنيا.
بعد النظرية التقليدية لمصادر القانون أنتجت كثير من كتب الحديث الكبيرة الحجم و جوامع الأحاديث و أصبح القانون تعبيرا سائدا في الإسلام. و يتناول القانون الإسلامي مجالات أوسع كثيرا من الحياة الخاصة و العامة بحيث أصبح التعبير السائد للإسلام. و يخص القانون الإسلامي نفسه بمجالات أوسع من الحياة الخاصة و العامة أكثر مما يهتم بالنظام القانوني الدنيوي الحديث. فالقضايا الاقتصادية و السياسية و قضايا المأكل و الملبس و قانون العقوبات و حالات الحرب و السلم و نواحي عديدة أخرى من الحياة الخاصة و الاجتماعية تكون نظريا على الأقل منظمة بالقانون الإسلامي.و أن يعيش المرء حياته طبقا للقانون ربما كان المثل الأعلى الديني الرئيسي لمعظم المسلمين رغم أن على المرء أن يضمّن أن الإسلام هو مجرد دين شرعي.
غالبا ما تبنت الدول الإسلامية الحديثة دساتير قانونية مرتكزة على الغرب و كانت قد حددت المجال الذي يحكّم القانون الإسلامي بالقضايا الشخصية و الأسرية و الميراث و الزواج و الطلاق و الخ.. و حتى في هذه الأمور أجريت إصلاحات في القانون الإسلامي التقليدي غير أن هذه الإصلاحات تكون مبررة عادة بالرجوع إلى المبدأ التقليدي للمصادر.
ممارسات الإسلام:
هنالك خمسة واجبات تعتبر تقليديا فروضا على كل المسلمين رغم أن بعض المتصوفين كانوا قد استعاروا لها كما أن عديد من المسلمين يلتزمون بها جزئيا فقط. و هذه الفروض هي ما تسمى أعمدة الإسلام الخمس و هي شهادة و حدانية الله و تفرده و نبوة مجمد، ثم الصلاة في الأوقات الموصوفة كل يوم و الصيام في شهر رمضان و الحج إلى مكة و أداء طقوس معينة داخل مكة و حولها في وقت مخصص من العام و دفع كمية محددة من مال المرء كزكاة للفقراء و بعض فئات أخرى من المسلمين. و أول هذه الأعمدة يوازن الأعمال الخارجية فبذكر الشهادة مع الاقتناع الداخلي ( رغم أن مجموعات مختلفة ضمن الإسلام قد تمسكت بوجهات نظر مختلفة عن الأهمية النسبية لذكر الشهادة و الإيمان بها, أما الأربعة الأخرى فرغم أنها تعتبر الإيمان أمرا مسلما به فإنها تصر بشكل قاطع على الأفعال الخارجية.
و هنالك واجبات أخرى و ممارسات تعتبر إلزامية. فكما في اليهودية أكل لحم الخنزير محرم. و شرب المسكرات ممنوع و ختان الذكور لازم غير أنه غير مذكور في القرآن و يجب أن يكون اللحم مذبوحا و فق الطريقة المستحسنة و إلا لا يكون حلالا.
و في بعض المجتمعات الإسلامية توجد بعض الممارسات التي كانت في الأصل تقاليد محلية إلا أنها أصبحت مميزة على أنها إسلامية كلبس الصاري مثلا و غطاء الرأس و الوجه للنساء بين الأغراب. و يفسر النص القرآني من قبل البعض ليعني كامل الرأس و الوجه بينما يراه البعض نوعا من المنديل أو الوشاح، بينما يحاول آخرون أن يروا أن القرآن لا يتطلب أي نمط كهذا.
الأماكن المقدسة، و الحج إلى مكة:
المسجد هو مركز الحياة الإسلامية خارج المنزل و اسمه يدل على مكان السجود في الصلاة حيث نؤدى الصلوات المفروضة الخمس ( و لدى بعض مجموعات الشيعة تكون ثلاثا) و تؤدى الصلوات باستقبال مكة حيث ولد الرسول و يكون في جدار المسجد الأقرب إلى مكة محراب يبين اتجاه المدينة المقدسة.
و في مكة توجد الكعبة و هي بناء مكعب صغير نسبيا غالبا ما يشار إليه على أنه بيت الله رغم أنه بدون أي تضمين أن الله موجود فيه أكثر من وجوده في أي مكان آخر. و يفسر على أنه كان قد بني قبلا من قبل إبراهيم بأمر من الله و عند بنائه لها دعا إبراهيم كل الشعوب وفي كل الأزمنة إلى القدوم إلى الكعبة لأداء مناسك الحج. و في الركن الجنوبي الشرقي من الكعبة و في الجدار الخارجي منه قد ثبت حجر أسود له احترام خاص و غالبا ما يقال إن أصله من الجنة و كان قد أرسل إلى آدم لمواساته في حزنه عندما كان مطرودا منها. و كانت الوحدانية قد تأصلت في مكة من قبل إبراهيم غير أنها أفسدت بالوثنية و تعدد الآلهة و كانت مهمة محمد استعادة الدين الخالص و إعادة ممارسة العبادة التوحيدية. و عند الكعبة و حولها بني مسجد فسيح يدعى بالمسجد الحرام أي المسجد المقدس.
بالإضافة إلى مكة، توجد أماكن متنوعة أخرى لها تقدير خاص في الإسلام. ففي المدينة التي كان قد انتقل إليها محمد عندما أثار وعظه في مكة معارضة شديدة، يوجد ثاني أقدس مسجد في الإسلام حول قبر محمد. و القدس هي المكان الثالث لارتباطها بالأنبياء قبل محمد و بسبب التراث أن محمدا كان قد نقل إليها بأعجوبة ليلا و منها عرج به إلى السماء و أعيد إلى المكان الذي كان نائما فيه بمكة. و فوق الصخرة العظيمة في القدس و التي تعتبر المكان الذي انطلق منه محمد في المعراج ، بني مسجد قبة الصخرة و هو واحد من أقدم و أجمل الأبنية في الإسلام و أول ما أنشئ كان عام 690 بأمر من الخليفة عبا الملك بن مروان.
و يوجد بالنسبة لمسلمي الشيعة مدن أخرى يعتبر أئمتهم أن لها خصوصية أيضا كالنجف و كربلاء في العراق و مشهد و قم في إيران و هي الأكثر لأهمية.
السنة الإسلامية و الأعياد:
يعتبر العصر الإسلامي الهجرة كنقطة بدء منذ السنة التي انتقل فيها محمد من مكة إلى المدينة عام 622للميلاد وهي الحادثة التي تعرف في التراث على أنها الهجرة و التي تترجم بأشكال متنوعة على أنها الهروب أو الهجرة أو الخروج. و يرتكز التقويم الهجري على القمر أكثر منه على الشمس. و تتألف السنة من 12 شهرا قمريا و يحسب كل شهر منذ ظهور هلال الشهر إلى ظهوره في الشهر الذي يليه، و تدوم السنة يذلك 354 يوما أي أقل ب 11 يوما من السنة الشمسية المستعملة في التقويم الشائع و بما أن إضافة يوم يمنعه القانون فإن السنة لا تحمل علاقة ثابتة بالفصول. و بالنسبة للسنة الشمسية يقع كل يوم أسبق ب 11 يوما كل عام و بذلك فإن الأعياد و الأحداث الكبرى في السنة الإسلامية تدور بذلك عبر كل الفصول.
تبدأ السنة الهجرية بشهر المحرم و لا توجد دلالة خاصة مرتبطة برأس السنة الجديدة. و في الشهر التاسع من العام يكون شهر الصوم الإجباري رمضان. و على كل مسلم واجب الصيام ( و يخلّص منه البعض بسبب المرض أو سبب آخر.) و ينبغي في الصيام الانقطاع عن الطعام و الشراب و المتع الجنسية أثناء ساعات النهار. و أول يوم من الشهر العاشر شوال يعلِّم نهاية الصوم و هو يوم الفرح الأكبر أو العيد الكبير في السنة ( و هذا خطأ بل هو عيد الفطر أو العيد الصغير) و آخر شهر من السنة هو ذو الحجة و النصف الأول منه هو وقت الاحتفالات السنوية المتعلقة بالحج في مكة. و جوهر الحج عندما يلتقي جميع الحجيج للمشاركة بطقوس معينة بين الثامن و العاشر من الشهر و في اليوم العاشر يضحي الحجاج عددا كبيرا من الحيوانات في منى قرب مكة و كذلك في أقسام كثيرة من العالم الإسلامي تؤدى الأضاحي في هذا اليوم و هذا ما يعرف بالعيد الأصغر ( خطأ بل هو العيد الكبير و يعرف أيضا بعيد الأضحية أو عيد الأضحى.
و اليوم العاشر من الشهر الأول المحرم يسمى عاشوراء و هي كلمة آرامية تعني العاشر و لهذا اليوم أهمية كبيرة للمسلمين الشيعة. ففيه يحيون ذكرى ما كان في نظرهم شهادة إمامهم الثالث الحسن بن علي بن أبي طالب إذ قتل يوم عاشوراء عام 680م في كربلاء بالعراق حيث كان يقاتل ضد الحاكم المسلم الذي تعتبره الشيعة مغتصبا للسلطة و سفاحا. و يكون اليوم بالنسبة للشيعة يوما حزيتا و يحتفل بذكراه في بعض الأماكن بمواكب نواح عام و حتى أحيانا بجلد النفس.
و هنالك أعياد أخرى و مناسبات يحتفل بها في أوقات متنوعة من العام رغم أنه ليس لها دلالة دينية رسمية كالتي ذكرناها توا. مثلا عيد مولد النبي محمد الذي يحتفل به على نطاق واسع في الشهر الخامس من العام و في بعض الأماكن يحتفل به بتلاوة الأشعار في مدحه، غير أن الاحتفال به على كل حال يبدو أنه أتى متأخرا فى أصوله لأن الموعد الدقيق لولادة محمد غير معروفة و ربما اختير الشهر الأول لأنه التاريخ الأكثر قبولا بشكل عام لوفاته و الموازاة بين وفاته وولادته كانت مفترضة. و بالنسبة للشيعة يحتفلون أيضا بمولد علي و زوجته فاطمة.
و أحد الأيام الخاصة في شهر رمضان ( و يناقش في تحديد ذلك اليوم) و يعرف باحترام أنه ليلة القدر و هي الليلة التي يعتقد عموما أن الله يقدّر فيها الأحكام على كل شيء سيحدث في العام القادم.
و يوم الجمعة هو كيوم السبت لليهود و يوم الأحد للمسيحيين رغم أنه لدى المسلمين لا يعتبر يوم راحة إذ تتم فيه صلاة الظهر و هي الأكثر أهمية من الأسبوع و يجب الحفاظ على أدائها إن أمكن في مسجد جامع كبير، و لها شكل أكثر وضوحا مما يؤدى في الصلاة العادية، إذ تتضمن طقوسها خطبة خاصة يؤديها الواعظ الذي يقف على المنبر المقام في مكان بارز من أثاث المسجد.
الفرق الرئيسية في الإسلام:
تطورت في الإسلام خلال فترة تطوره ثلاثة أقسام رئيسية هي السنة و الشيعة و الخوارج. و يرجع التقسيم فيما بينها تاريخيا كما يقال إلى فترة الحرب الأهلية بين العرب ما بين 656 و 661 عقب انتصارهم على قلب الشرق الأوسط. و تعتبر كمجموعات دينية بالشكل الذي نفرقها فيه ، و على كل حال فإن التقاليد الثلاث كانت قد أخذت فترة أطول في ظهورها. و الاثنتان الأكثر أهمية منها و هما السنة و الشيعة لم تتبلورا قبل القرن الثالث إلى السادس. و الإصدار الرئيسي الذي يقسم المجموعات الثلاث هو من السلطة التي ينبغي أن تكون مصدرا السلطة في الإسلام و أي نوع من السلطة التي ينبغي أن تكون له.
التصوف الإسلامي:
من فترة مبكرة من تطور الإسلام، بدأ بعض الأفراد و الجماعات يشعرون أنه لبلوغ الخلاص لا يكفيهم أن يعيشوا ببساطة بحسب القانون و الأمل. و لذلك رغبوا بتجربة دينية أقوى و بحثوا أن يصبحوا قريبا من الله عبر أنواع من الممارسات التكريسية و التأملية و أحيانا خلال طريقة زهد غريبة في الحياة، و أولئك الذين انخرطوا في ممارسات كهذه أصبحوا يسمون بالصوفيين. و الهدف المميز للصوفية كان الحصول على تجربة مباشرة مع الله. و هذا نمط من الروحانية التي لها تشابهات في الأديان الأخرى أكثر منها في الإسلام، و يشار إليها عادة بأنها التنسك. و قد كان في الغالب ينظر إليه بشك من قبل السلطات الدينية غير المتنسكة ممن يرون فيه تهديدا للدين المؤسساتي. و ممارسات و معتقدات الصوفيين باتت يخشى منها كمنافسات ممكنة لتلك التي تتبعها غالبية المسلمين العاديين.
في عام 922م أعدم الناسك القيادي المسلم الحلاج من قبل السلطة الحاكمة لادعائه كما أشيع عنه أن تجربته مع الله كانت مباشرة إلى حد الاتحاد معه. و وصف هذا بأنه شرك من قبل معارضيه. و على كل حال فإن الأفكار الصوفية بقيت تجتذب الكثيرين و كان الغزالي أحد المحاور في تاريخ إسلام السنة و الذي أوكل إليه إجراء توفيق أدى إلى اعتبار الصوفية منذ ذلك الوقت مشروعة و أنها تعبير هام عن الإسلام. و جادل الغزالي في أن المهم فهم المعنى الأعمق للقانون و ليس مجرد التمسك به على العمياء.
في القرون التي تلت الغزالي أصبح تأثير الصوفية في الإسلام أكثر انتشارا إذ وجدت رتب متعددة من الطرق. و هذه الأخوات الصوفية تميزت بالولاء لسيد الطريقة الصوفية و تشمل عملية البدء و لاقت قبولا من طبقات اجتماعية متنوعة. و كان لبعضها أساس محلي، بينما كان بعضها الآخر يشمل مناطق واسعة من العالم الإسلامي، و أنها لم تزود بوسيلة هامة للتعبير عن روحانية الإسلام و حسب بل كانت بؤرة للولاء ضمن الدين العالمي.
الإسلام في العالم الحديث:
منذ نهاية القرن الثامن عشر فما بعد، بدأ العالم الإسلامي يعاني ضغطا متزايدا من القدرة السياسية و العسكرية و التقدمات التقنية من الغرب الحديث. فبعد قرون من القوة الثقافية و السياسية للإسلام و الثقة بالنفس أصبح واضحا أنه على المستوى الاقتصادي و التقني على الأقل كان العالم الإسلامي متخلفا. و لعل جزءا من الصدمة أتي من الحقيقة أن البلدان القريبة كانت على الأقل إسميا مسيحية، و مع ذلك كان المسلمون يعتبرون الإسلام على أنه آخر ما أوحى الله به و هو الذي حل محل المسيحية.
كان خلق دولة إسرائيل في القرن العشرين في منطقة كانت تعتبر من أراضي القلب في الإسلام ما قوى الشعور لدى العديد من المسلمين أن هنالك أزمة تواجههم و أنها تتضمن دينهم.
و كان أحد الاستجابات أن الإسلام بحاجة لتحديث و إصلاح، و قد تمسك بوجهة النظر هذه العديد من ذوي العقول الراجحة و قدمت اقتراحات متنوعة لإصلاح الدين فيما فهم على أنه اتجاه تحديثي قد جرى.
الأصولية الإسلامية:
شاهد النصف الثاني من القرن العشرين نهوض و سيطرة ما يمكن اعتباره الطريقة المعاكسة لاكتشاف حل لما اعتبر أنه "أزمة الإسلام"و كان الكثيرون قد جادلوا ان الأزمة التي تواجه المسلمين إنما كانت نتيجة رغبة العديد من المسلمين أن يتبنوا أفكارا زائفة و قيما من الغرب الدنيوي الحديث و يرون أن ما يلزم إنما هو إعادة تقويم القيم التقليدية. و من وجهة النظر هذه كانت أزمة الإسلام ترى على أنها نتيجة فساد الحكومات المسماة (إسلامية) و نمو زحف العلمنة و التأثير الغربي في العالم الإسلامي. و غالبا إن لم يكن دائما كان أولئك الذين يجادلون بهذه الطريقة يستصوبون استعمال العنف في سبيل قلب الحكومات الفاسدة و الظالمة. و غالبا ما يشار إلى هذه الطريقة على أنها الأصولية الإسلامية.
إن مشروعية هذا التعبير مفتوحة للسؤال و غالبا ما تنبذ من قبل المسلمين أنفسهم. و فكرة الأصولية الإسلامية تبدو أنها نشأت في مناقشات المسيحية إذ من المعتاد استعمالها بالإشارة إلى تلك المجموعات من المسيحيين الذين يصرون على أن الكتاب المقدس هو حرفيا كلمة الله و أنه وحده يجب اعتباره من قبل المسيحيين. و بهذا المضمون التقليدي يعتبر عادة سلبيا لأن شيئا ما كان قد أفسد الشكل الصحيح الأصلي للمسيحية التي علمها يسوع.
لا يحب العديد من المسلمين استعمال هذا التعبير فيما يتعلق بالإسلام حيث أنهم يقولون كل المسلمين يقبلون أن القرآن هو كلمة الله بكل معنى حرفي و بذلك يكون كل المسلمين أصوليين. و أكثر من ذلك رغم أن الأصوليين يحاولون أن يجادلوا أن القرآن فقط هو المصدر الصحيح للإسلام إلا أن معظمهم يقبلون أجزاء كثيرة من التراث غير القرآني حتى رغم أن بعضهم قد ينبذون الأقسام الأخرى. فالمجموعات الإسلامية التي غالبا ما تكون متكتلة مع بعضها البعض تحت عنوان الأصولية يكون لديهم فروق عديدة فيما بينهم.
يمكن لأتباع هذا الأسلوب من الإسلام أن يجدوا طلائعهم في القرون الأسبق. فهم غالبا ما يستدلون بما ذكره ابن تيمية عن الحاجة لتنقية الإسلام مما يعتبره تراكمات و فساد كان قد دخله في عصره و كان ابن تيمية قد أثر فيمن أتى بعده من شخصيات كمحمد بن عبد الوهاب أبو الوهابيين و لعله مما يهزأ به أن المملكة السعودية كانت قد تسلمت السلطة نتيجة لقوة الوهابيين في الجزيرة العربية هي الآن واحدة من أكثر الأهداف البارزة لتهمة الفساد و الخدمة كوسيلة للتأثير الغربي في العالم الإسلامي.
و بين مسلمي السنة واحدة من أقدم الحركات الأصولية الحديثة هي جماعة الإخوان المسلمين التي كانت قد تأسست عام 1929 و أكثر منظر لها كان السيد قطب الذي كان قد أعدم من قبل الحكومة المصرية عام 1966. و مجموعات أكثر حداثة كحماس في غزة و فلسطين و الجماعة الإسلامية في مصر و جبهة الخلاص الإسلامية في الجزائر التي ظهرت بأهداف فردية و محلية لكنها تشترك بهدف عام بإقامة ما يرونه حكومة إسلامية خالصة تدير دولة على أساس القانون الإسلامي في البلد التي ينشطون فيها. و في أوربا كان حزب التحرير قد اجتذب بعض الأتباع كما توجد في ماليزيا حركة الأرقم.
و قد لقي هذا الشكل من الإسلام بين مسلمي الشيعة أكبر النجاح في إطاحته بالنظام الحاكم في إيران و إنشاء الجمهورية الإسلامية بإيران عام 1979 و حكمت الجمهورية الإسلامية من قبل آية الله الخميني و أتباعه الذين قدموا الدعم للجماعات مثل حزب الله بلبنان و كذلك لحركات السنة مثل حماس و الجهاد الإسلامي.
إن قدرة جماعات كهؤلاء على استحواذ العناوين و وضعها الصعوبات أمام الحكومات المسلمة و غير المسلمة في أنحاء كثيرة من العالم، قد أدى إلى الادعاء بأن الإسلام في طبيعته أصولي النزعة، مما يعني بمضمونه ( العدوان و التوسع). و يدعم هذا الادعاء أحيانا الرجوع إلى أهمية الجهاد في الإسلام التقليدي، و أهمية الفتوحات العربية في المراحل الأولى في نشر الإسلام.
إير أن المسلمين في الحقيقة شأن أتباع الديانات الأخرى كانوا قد تصرفوا بطرق شتى و عرضوا صورا متنوعة لدينهم حسب المضامين التاريخية المختلفة. و بينما يكون من الخطأ تقليل أهمية قوة الحركات الأصولية كالتي ذكرناها و قدرتها أن تجتذب عطف المسلمين الآخرين، مساويا في الخطأ بزيادة تقدير درجة الوحدة بين الظواهر المتنوعة للأصولية الإسلامية و الوقوع في شراك التفكير بأن كل دين يتصف بروحية خاصة أو نوعية لا تتبدل و هي المسيطرة دائما.
الإسلام كدين عالمي:
لا توجد أرقام دقيقة عن عدد المسلمين في العالم اليوم (و إن كان يقدر عددهم بأكثر من بليون و نصف مسلم أي ما يعادل خمس سكان العالم تقريبا)، و على كل حال ففي عبارة الأرقام على الأقل يوازي عددهم عدد المسيحيين من الدين الآخر الأكثر انتشارا في العالم اليوم.
انتشر الإسلام من قلب الشرق الأوسط و شمال أفريقية قبل العصر الحديث و امتد إلى أقسام كثيرة من أسفل الصحارى الأفريقية إلى أواسط آسية إلى أسفل القارة الهندية و إلى شرق و جنوب شرق آسية و أوربة و صقلية و معظم إسبانية التي كانت قسما من العالم الإسلامي خلال القرون الوسطى، كما أن معظم البلقان باتوا يحكمون من قبل الأمبراطورية العثمانية المسلمة و عاصمتها إسطمبول في عصور متنوعة بين 1300 و نهاية الحرب العالمية الأولى. و في العصر الحديث بنتيجة الهجرة توجد الآن مجتمعات إسلامية كبرى في أقسام عديدة من غرب أوربة و شمال أمريكة و جنوب أفريقية و أوسترالية.
و السُّنَّة من الإسلام سائدة في معظم البلاد عدا إيران غير أنه توجد أعداد كبيرة من الشيعة في العراق و لبنان و البحرين و شرق العربية السعودية و إلى مدى أقل في أواسط و جنوب آسية.
من الخطأ التفكير أن الإسلام كان قد انتشر دائما بالحرب. و رغم أنه قد لوحظ أن ولادته كانت مرتبطة بفتوحات العرب في الشرق الأوسط و شمال أفريقية في القرن السابع الميلادي و رغم أنه دخل البلقان نتيجة التوسع العثماني من عام 1300 فما بعد و انتشر في في غرب أفريقية عقب جهاد في القرن الثامن عشر إلا أن الدين الإسلامي لم يفرض على الناس بالسيف. و كانت فترات الفتح العسكري تهدف عادة إلى توسيع رقعة المناطق تحت الحكم الإسلامي أكثر من إجبار غير المسلمين على اعتناق الإٍسلام.
إن التحول إلى الإسلام كان يتبع عادة ببطء تماما و أحيانا يكون ضد رغبة الحكام المسلمين بعد أن تصبح المنطقة تحت سيطرتهم. إن اعتناق الإسلام كدين قد نتج عادة عن رغبة و أعمال الناس الذين يريدون أن يصبحوا مسلمين و ليس لأنهم أجبروا عليه ضد إرادتهم. أما لماذا جذب الإسلام بعض الناس إليه و بعضهم لا فذلك أمر معقد يتضمن العديد من العوامل الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية و الدينية. ففي بعض الأقسام من العالم كانت التجارة و الجذب الثقافي للحضارة الإسلامية أمورا هامة في الدعوة إلى انتشار الدين. كما أن أخوة الصوفية كانوا قد عملوا الكثير أيضا في نشر الدين في مناطق خاصة. و يكون الإسلام كالمسيحية و البوذية دينا عالميا مفتوحا بدون تمييز للجنسية أو الجنس أو الحالة الاجتماعية. و بالطبع، فإن التقسيمات الاجتماعية و العرقية الطبيعية موجودة بين المسلمين، غير أن أحد جاذبيات الإسلام إصراره على المساواة الأصولية بين المسلمين أمام الله، كما أن أحد أكبر قوته كانت الطريقة التي تكون فيها شعوب مختلفة و متنوعة قادرة على إيجاد هويتها الخاصة في الإسلام. (جيرالد هاولنغ).

وليد الوهيد
23/08/2008, 01:17 AM
عرض جميل للدين الاسلامي تؤطره الموضوعيه الشديده ..لم يقع في مزالق التحزب والهوى..

:fl:

لبنى المانوزي
12/09/2008, 04:14 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحية طيبة

أرجو من الإخوة المشرفين ترجمة هذه المقالة التعريفية بالدين الإسلامي إلى سائر اللغات حتى يتم نشرها.

جزاكم الله كل الخير

أحمد هزايمة ن
28/07/2009, 02:28 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
مقال موفق , ولكن هناك مسألة مهمة , وهي أن أرى الإخوان المترجمين يعتنون بترجمة ما يكتبه الغرب عن الاسلام على ما فيه من خلط مع تنبيههم على ذلك -ولهم الشكر - .
ونحن والحمد لله مسلمون وقادرون على قراءة الاسلام من مصادره . المهم في القضية هو ترجمة المقالات العربية التي كتبها أهل الاختصاص في شؤون الاسلام الى اللغات الاجنبية . فهذا الامر هو العمل الحقيقي في خدمة الاسلام وإخراج الناس من عبادة العبتد الى عبادة رب العباد .

السعيد ابراهيم الفقي
23/08/2009, 06:59 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاستاذ محمد اسماعيل
كل عام وانتم بخير
بوركت
وبورك عملك

منى مخلص
09/11/2009, 10:02 AM
لقد كان جيرالد في هذا المقال يبحث بحيادية لابأس بها

اعجبني المقال - شكرا لك يااخي:)

علي السعيدالقزاز
14/11/2009, 12:40 AM
“ Mohammad has brought nothing to this world but terror and evil….”
Benedict or John Paul, they are all enviers, and bankrupt hags!
We, as a Muslim community, were shocked by the declaration of that little thing; Benedict the 16th. Who said that our prophet Mohammad has brought nothing, to this world, but terror and evil. Clearly apparent from his manual motions, the dignified Pope has nothing to say, a bankrupt and hackneyed. I firmly believe that he is totally convinced that the 21st century generation he is addressing are enlightened enough not to believe his false fabricated medieval stories. Faked stories like that of the Cross-, or the god Jesus! Or even the Trinity at large!
Is this sham Pope ignorant enough to try to convince such a modern world that Jesus, the claimed god, is the true god? How can that be? A god to come to earth, on any humanitarian mission, and be crucified? Are gods vulnerable like this, unable to defend themselves? Are such civilized peoples naïve enough to believe in the papal claimed custom of celibacy-while they are told daily of the scandalous news about priests committing sex and same-sex offenses! The modern world no longer believes in your naïve claimed customs of Confession or the belief in Purgatory! It is crystal-clear mean Pope, that you are void, bankrupt, misled and misleading and politically motivated.
The Medieval Popes, your sham ancestors, were politically motivated as well; coming under religious pretexts in large swarms of envious Crusades to kill and torture to enslave and destroy everything human in the Middle and far East-was this peace that you brought to us? It is your evils that always reached us. The status quo bears witness of your evil acts in our Islamic world: in Iraq, Afghanistan, and Palestine and everywhere on the face of the globe. This is your evil harm- what harm did Prophet Mohammad bring to you? What evil did he call or prechify for?
Our prophet has brought nothing but the message of peace, fraternity, love and uprightness.
Since his shouldering the message, Mohammad spared no effort to spread the sublime principles of a moral society- a society based on the pillars of virtue and goodness at a time when the whole world has gone astray, leading the vain life of sin and lust-a world that has gone bankrupt morally and spiritually thanks to the forging of the true Testament at the hands of past Popes like you! Popes, who sought nothing but feathering their nests, usurping wealth and attaining worldly pleasures.
While you and your likes are so, our prophet sought nothing personal or secular: his only aim was to convey a message that – if well-applied, will establish peace and happiness on earth, an earth that was stained, throughout history, with your bloody evil deeds; your crusades, your colonial ambitions, past and present.
This is our great prophet, who called for love and peace, who emancipated slaves, who called for human dignity and human rights, a term you falsely claim to call for in the modern time. This is our great prophet who protected women’s rights .A prophet who recognized Christ as Christ recognized Moses, a Prophet while you, out of selfishness and haughtiness denied the recognition of the last prophet who never brought terror and evil to this world.
Ali Al-Kazzaz
Ramadan 1427H
Saudi Arabia

علي السعيدالقزاز
14/11/2009, 12:43 AM
رجاء مراجعة مقالاتي--التي سأرسلها تباعا--ثم نشرها بهدف نصرة الدين والمسلمين //واريد تعليق الزملاء عليها؟//علي القزاز