المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عملية التحرير والمراجعة والتنقيح - المحاضرة الأولى



سعيد حزام
01/04/2007, 09:37 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على رسول الله الصادق الأمين... وبعد :

بدايةً مرحباً بكم إخواني وأخواتي الأعزاء في أولى حلقات هذه الدروس. والتي أرجو من الله العزيز القدير أن يكللها بالتوفيق والنجاح.

ملاحظة :

1. المستهدف من هذه الدروس بالدرجة الأولى هو طالب الترجمة المبتدئ الذي لا يزال يتلقى تعليمه في الجامعات أو المعاهد المتخصصة في هذا المجال.

2. اخترت هذا الموضوع لأهميته البالغة، وهو موضوع لا يستغني عنه أي طالب من طلاب الترجمة، على افتراض أن هذا الطالب سيصبح في المستقبل إما مترجماً، أو محرراً, أو مراجعاً ومنقحاً لأعماله وأعمال غيره.

مقدمة :

ما هي الحاجة لعملية التحرير والمراجعة والتنقيح؟
لا يختلف اثنان على أن الوقوع في الأخطاء أثناء الترجمة أو الكتابة أمر وارد لا ينكره أحد. والمترجم بالتأكيد حريص جداً على أن لا يقع في الأخطاء، ويعمل ما بوسعه حتى يخرج عمله بشكل مقبولٍ حسن، ولكنه مع هذا، يخطئ إما لعدم وضوح الأفكار الرئيسية أو لبّ الموضوع في النص المصدر، أو سوء فهم المترجم للنصوص، أو لوجود مصطلحات لا يعلمها المترجم، أو... أو... الخ.

وعليه فعملية المراجعة والتعديل أو التنقيح نشاط مهم ومتميز.

من هنا جاءت الحاجة إلى (التحرير والمراجعة والتنقيح)، وهي تعتبر أهم أداة بالنسبة للمترجم. لهذا ولأسباب أخرى، قال حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم : (المؤمن مرآة أخيه)، وقال الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، إن لم أكن مخطئً (رحم الله امرئٍ أهدى إلي عيوبي).[/align]

وهنا أوجه سؤالاً لجميع المشاركين وهو:

هل يقوم المترجم أو الكاتب بتحرير ومراجعة وتنقيح عمله بنفسه؟؟؟؟؟؟

إن كانت الإجابة بنعم فلماذا؟ وإن كانت بـ لا أيضاً لماذا؟

هذا سؤال أود الإجابة عليه من الجميع....لأنه مدخلنا للموضوع إن شاء الله تعالى.

وفّقنا الله جميعاً لما يحبه ويرضاه.

ياسمين مسلم
01/04/2007, 11:37 AM
السلام عليكم
نعم أخي الكريم، سعيد، تمسّ الحاجة كما تفضلتَ لمراجعة وتنقيح الترجمة، إلا أن الأمر غير مرتبط بالخطأ، ذلك الناجم تحديدا عن الجهل، وحسب. إنما قد يكون الخطأ سهوا غير مقصود كذلك، لا تفطنه سوى "عين أخرى"، نتَجَ عن الإرهاق أو الغفلة أو غيرهما. أضف إلى ذلك أن الترجمة باعتبارها عملا إبداعيا، تحتاج إلى "إعادة قراءة"؛ لتحقيق أقصى درجات الإبداع الممكنة، هذا طبعا بعد تحقيق شرط المقروئية في الأساس.

أما من يقوم بالمراجعة والتنقيح، فأعتبر لذلك مرحلتان مبدئيتان لا غنى عنهما، قد يزيدان مع احترافية جهة الترجمة، ألا وهما: المراجعة الذاتية (التي يقوم بها المترجم لعمله قبل تسليمه)، و"العين الأخرى" (المثمثلة في مراجعة آخر مشهود له بالكفاءة)، وهذا كما أشرتُ أضعفُ الإيمان. وفي المراكز المحترفة، تتعدد مراحل المراجعة (التالية للمراجعة الذاتية)، ما بين تدقيق لغوي، ومراجعة للترجمة، وأحيانا، ترجمة راجعة (وما يتبعها من مراحل المقارنة والمراجعة)، حتى تخرج الترجمة في النهاية على خير وجه ممكن.

مازلت أتابع، إن شاء الله

سعيد حزام
02/04/2007, 09:11 AM
لماذا لا يقوم الكاتب أو المترجم بمراجعة ما كتبه بنفسه؟
إضافة إلى ما تفضلتِ به أختي الفاضلة، ياسمين، هنا بعض الأسباب التي تحول بين الكاتب أو المترجم وأن يراجع ما كتبه (أقصد المراجعة النهائية) :
أولاً : من السهل على أي إنسان كتابة جمل لا يفهمها إلاّ هو، حتى أن البعض يسيء فهمها فيحملها على غير ما تحتمل، والبعض لا يدري ما يريد الكاتب قوله من كتابته لتلك الجمل.
ثانياً : من السهل نسيان أمر القراء أثناء الكتابة، فيقوم بكتابة نصوص لا تتلاءم معهم.
ثالثاً : قد يفشل النص في التوافق مع القواعد اللغوية ، أو قواعد الترجمة، أو قواعد الكتابة في اللغة الهدف.

وللتعامل مع هذه المشكلات، يقوم كل من المراجع والمحرر بإجراء التعديلات على تلك النصوص وذلك بطريقتين هي: التصحيح والتحسين.
فالمحرر أو المراجع هو بمثابة البواب أو الحارس الأمين، فهو يقوم بتصحيح النص, ثم تحسينه حتى يصبح متوافقاً مع القواعد اللغوية والنصية، فيحقق بذلك أهداف الناشر. وكذلك فإن المحرر أو المراجع هو معالج اللغة الذي يحسّن النص وذلك لضمان سهولة العملية الذهنية وملائمة النص لقرائها في المستقبل.
لهذا، فإن عملية التحرير أو المراجعة ليست مسألة مبهمة. فهناك أشياء محددة يبحث عنها المحرر أو المراجع. وهنا بعض العيوب التي تتخلل النصوص أو الكتابة من ركاكة وضعف منها على سبيل المثال لا الحصر : وجود العديد من الأخطاء الناتجة عن عملية الطباعة.
 كتابة العناوين الرئيسية أحياناً بالخط العريض وفي أحيان أخرى بالخط المائل.
 وجود كلمات أو عبارات ليست تعبيرية.
 قيام المترجم بترجمة نصوص لا يفهمها الفهم الصحيح إلا أنه يجد نفسه مضطراً لترجمتها كيفما كانت.
 غالباً ما يصادف المحرر أو المراجع كلمة مثل (it) أو (they) ولا يستطيع أن يحدد بالضبط إلى ماذا تشير إليه هذه الضمائر.
 احتواء النص على الكم الهائل من الكلمات التي لا يفهمها القراء لكونهم إما محدودي التعليم، أو ليس لهم أدنى فكرة عن الموضوع الذي يتحدث عنه هذا النص.
 كتابة النص بطريقة لا تتناسب مع النوع أو الجنس. على سبيل المثال، كتابة وصفة من الوصفات في (كيفية إعداد الكبسة السعودية المشهورة)، فيتجاهل الكاتب قائمة المقادير ويرى عدم أهمية إدراجها في الوصفة، مع أنها أهم ما في الموضوع، وبدلاً من ذلك يسهب في سرد قصة طويلة عريضة عن تاريخ الكبسة ونشأتها والطباخين المشهورين بطباختها. فعنوان الموضوع هنا وهو (كيفية إعداد الكبسة السعودية المشهورة) لا يتناسب مع ما كتبه الكاتب عن تاريخها...الخ.
 صعوبة متابعة الأحداث المتتالية للنص لاسيما إذا كان نصاً روائياً، وصعوبة متابعة الخطوات إذا كان النص عبارة عن مناقشة.
 وأخيراً وجود كتابات أو عبارات تتعارض مع بعضها البعض.
إذن من خلال هذه الأطروحات يتضح لنا بما لا شك فيه صعوبة الكتابة، وأنه ليس كل من أمسك بالقلم أصبح كاتباً... لا لا لا لا!!!!

وللحديث بقية...