المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أحلام وراء أحلام ... بقلم : محمد ملوك



محمد ملوك
16/03/2011, 08:28 PM
رأى في منامه أن كلابا لا تعد ولا تحصى تنهش لحمه ، وتتلذذ بتمزيق عظامه الواحد تلو الآخر ، استيقظ فزعا مفكك الأوصال مهموما ، حاول أن يفسر حلمه بنفسه فاستبد به العجز وضاقت به الحيل ، فأيقظ بمكالمات هاتفية كل المستشارين ودعاهم إلى الحضور على جناح السرعة إلى قصر الرئاسة ، حضر الجميع بلا استثناء ، و قص عليهم كابوسه المخيف ، وطالبهم بإيجاد تفسير مقنع له .
قال المستشار الأول : الكلاب حيوانات أليفة ووفية ، وما هذا الحلم إلا مس من الشيطان فلا تفزعن منه فإنك أقوى من كل شيطان .
وقال المستشار الثاني : هؤلاء متكلمون يغتابونك فلا تلقي لهم بالا .
وقال آخر : الكلب كلب وإن قلدته الذهب ، والكلب هنا إنسان من دمك ولحمك يتربص بك الدوائر ,
وقال الأخير : الكلاب معارضة وإن لم تتعشى بهم فستكون لهم فطورا سهلا .
صمت الرئيس قليلا وقد بدا عليه أنه اطمأن لتفسير المستشار الأخير ، ثم أمر المستشارين بسن مرسوم يقتل به جميع الكلاب ببلده ويعتقل كل من قال لا في يوم من الأيام ، وبسرعة البرق نفذ الأمر ، فقتلت الجراء والكلاب وامتلأت السجون والمعتقلات وتعالت في أرجاء بلده الأصوات تسبح بحمده وآلائه .
وفي ليلة أخرى رأى الرئيس في منامه قططا تخدش وجهه ، فاستفاق على وقع الخدش فزعا مرعوبا ، ونادى على المستشار الذي اطمأن لتفسيره الأول ، فشحب وجه المفسر ، وقال للرئيس بصوت مبحوح :
ـ الرؤيا تقول أن هؤلاء الذين يسبحون بحمدك آناء الليل وأطراف النهار، منافقون متلونون حربائيون وصوليون ، يشتغلون في الخفاء على صنع نهايتك ونعشك ، وإني أرى أن تتغذى بهم قبل أن يتعشوا بك .
صمت الرئيس قليلا ، ثم أمر الجيش بسحق كل والد وما ولد ، وقتل كل أنثى وما حملت ، ففاضت الوديان دما ، وانقسم الجيش على نفسه بين مؤيد لقرار الرئيس ورافض له .، فشاع القتل بينهم ولم يبقى إلا الرئيس والمستشار .
ونام الرئيس مجددا ، ورأى في منامه أن فأرا يقضم أنفه ، ويأكل عينه ، فاستفاق على وقع المضغ مهموما حزينا ، وقال لنفسه :
ـ هذا الفأر مستشار خبيث ، وقد خاب من استشار فأرا ، ولئن لم أفز به الآن لأكونن عما قريب خبرا لكان .
وقتل الرئيس المستشار .
وعاش لوحده عمرا مديدا يحكم شعبا عظيما في الأحلام .
http://www.goulha.com/