المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ميوعة المفهوم ، وغياب الاقتداء



حسان داودي
21/03/2011, 10:18 PM
ان ما يجري على الصعيد العربي من تظاهرات واحتجاجات الجماهير ومطالبها بالحرية عبر الاعتصامات والشعارات المتنوعة والمعبرة عن نهج الهيئات المكونة لها،
لا يدل الا عن صحوة بضرورة النهوض بالفرد العربي وتوعيته للتطور مثل الآخرين ، إن ما يجري على الساحة ما هو الا نتيجة الاستبداد واحتكار الإمتياز من طرف قئة دون غيرها كأنها الوصية الأبدية على خلق الله، نحن ، لا شك أن كل واحد يؤيد هذه المطالب من صميمه رغم مكانته في مجتمعه سواء كان عسكريا أو موظفا أو حتى وزيرا أو حاكما، وفيما يخص مظاهرات المغرب التي يشوبها نوع من التذبذب في الاستمرار وابداء التمسك بالمطالب عند البعض ، فإن التوافق العام غير متوفر بالشكل المطلوب، لأنه على ما يبدو هناك انقضاض على هذه المظاهرات السلمية ، والتي اصبحث دثار بعض التيارات الفكرية بغية الإ ستحواذ على الحق الذي يراد من وراءه باطل
واقصد بالذكر تلك الاحزاب التي تتحرك دون الأحزاب الفاعلة على الساحة السياسية بالمغرب ـ واقصد عدم الجدية للاصلاح الذي يصبو اليه الشان العام ، فبالرغم من التجمعات التي تلتقي فيها هذه المكونات الا ان نوعا من الحذر واتخاذ الجمود في التحاور يشوب المنظمين، وعن رأيي الشخصي فإن مكونات اليسار ، تفتقر الى العامل الاخلاقي في توجهها ولست هنا اعني الكل وانتقص من مميزاتهم وإنما عادة يعرف بها كل من يدعون الثوري ويتشدقون بالنضال لأجل الشعوب أو رفع الحيف عن العمال ، إن الثوريين القاعديين معروفون بأنانيتهم حسب ما تبين لي عبر الوقائع التاريخية ، فبداية من لينين الذي يحسب على تيارهم والذي ناصر العمال وقاد الحملة
الإنقلابية لأجلهم حتى إذا كسب تأييدهم تراه ينقلب الى دكتاتور لا يحب حتى من يخالفه كما انه ارتكب مجازر فظيعة ضد الشعب الروسي نفسه، ومن جيله حتى جيل عبد الناصر الذي خلص الشعب من دكتاتورية الملك فاروق مع رفاقه الضباط الأحرار الذين تحولوا فيم بعد الى اشرار وآخرهم مبارك ، ومنه الى كاسترو الذي بقي في الحكم حتى هرم رغم أن حسنته تكمن في تخليه الطوعي عن الحكم ونهجه الممانع للهيمنة الإمبريالية، وهناك من اتخذوا نفس نهجهم ونمط توجهاتهم عير أحزاب أصلها من ثورية لا تحكمها مرجعية أخلاقية يمكن أن تستند الى حقيقة العدل والصلاح في السلوك، وهكذا دواليك فالتوجه يحتال به الموجه ، واكرر هنا أني لا انتقص من وجود الصالحين في ذلك التيار الفكري.