المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أم مريم !



أحمد مليجي
29/03/2011, 12:16 PM
أم مريم !

في ليلة شتاء قارص ، قمت من نومي مفزوعاً على صوت استغاثة جارتي أم مريم , نظرت في ساعتي وجدتها تشير إلى الخامسة صباحا ، حاولت أستكمل نومي فوضعت الوسادة على أذني، لكن عندما تذكرت حنان هذه المرأة ورعايتها لي عندما كنت صغيرا هرب النوم مني، خاصة ما فعلته معي بعد وفاة أمي ، فكثيرا ما كنت أعود من المدرسة ولا أجد أحدا في بيتنا ، فكانت أم مريم تمسك بيدي وتأخذنني إلى بيتها لتغذيني وترعاني حتى يعود والدي من عمله , بل كانت تربت على كتفي مثلما كانت تفعل أمي معي عند بكائي وحاجتي إلى حنانها ، فكانت أم مريم تخاف عليَّ وكأنني أبنها، تذكرت أيضا كيف كانت أم مريم تترك المذياع يتلوا الآيات القرآنية والأذان يؤذن من محطة الشرق الأوسط حتى النهاية دون تغيير المؤشر إلى أي إذاعة أخرى، كانت تفعل ذلك احتراما وتقديرا لنا ولبقية جيرانها المسلمين.
بعد استرجاعي لشريط ذكرياتي مع جارتي أم مريم في عجالة ، نفضت فراشي بسرعة ، وتركت دفء المكان .. فلم أهتم ببرودة الشارع .. كان كل همي تلبية استغاثة جارتي أم مريم.

فلما وصلت إليها قالت وهي ترتعش من الخوف : حرامي حرامي وأشارت بأصابعها إلى مكانه ، أمسكت به بكل ما آتاني الله من قوة ، وطرحته على وجهه أرضا ، ساعدني على ذلك نحافة جسده وضعف بنيانه ، ثم ربطت يديه ورجليه بحبل جاموسة أم مريم التي كان ينوي سرقتها ، اقتربت أم مريم مني وتربت على كتفي كما كانت تفعل معي في الماضي وهي تقول : ( ربنا يبارك في شبابك يا ولدي ... شكرا لك يا ولدي ) لا أعلم ماذا كنت فاعلة لولا شهامتك
قلت : ما فعلته هو واجب الجار نحو جاره ، وأنني لم أنسى ما كنت تفعلينه معي وأنا صغيرا .
ظل هذا الموقف معلقا سنوات طويلة في أذهان أم مريم أيضا ، حتى إلى ما بعد رحيلها إلى بيت أبنتها مريم ، فقد أشتد عليها المرض وفقدت بصرها وهذا ما جعلها عاجزة على خدمة نفسها ، فأغلق بيتها وأصبح خاويا سنوات حتى قررت عرضه للبيع ، تقدم لشرائه شخصا كان ينوي دفع مبلغ أكبر مما عرضته عليها ، ولكنها رفضت وقالت أبارك لك بيع بيتي يا جاري العزيز .
أحمد محمد أحمد مليجي
الرجاء ابداء رأيكم في هذا العمل
جزاكم الله كل خير

أريج عبد الله
29/03/2011, 03:23 PM
الأستاذ القاص أحمد مليجي

.. تبدو أنها قصة واقعية لاعلاقة لها بالخيال
لكنها تنطوي على الحكمة والعبرة في حق الجار
قال الله تعالى :
( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى
وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ ) [النساء: 36] .
الجار ذي القربى : يعني الجار القريب .
والجار الجنب : يعني الجار البعيد الأجنبي منك .
القصة خالية من الرمزية والدهشة في الأحداث..
القفلة هنا هي تفسير لقوله تعالى والوصية في حق الجار على جاره !
لغة السرد بسيطة تشد القارئ على المتابعة ..
ملاحظة بسيطة : النص يحتاج إلى إعادة ترتيب
لتداخل بعض الحروف .
أستاذيّ الفاضل أسعدتني قراءة القصة
امنياتي الطيبة لكَ واحترامي
أريج عبد الله

أحمد مليجي
29/03/2011, 04:00 PM
الأستاذ القاص أحمد مليجي
.. تبدو أنها قصة واقعية لاعلاقة لها بالخيال
لكنها تنطوي على الحكمة والعبرة في حق الجار
قال الله تعالى :
( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى
وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ ) [النساء: 36] .
الجار ذي القربى : يعني الجار القريب .
والجار الجنب : يعني الجار البعيد الأجنبي منك .
القصة خالية من الرمزية والدهشة في الأحداث..
القفلة هنا هي تفسير لقوله تعالى والوصية في حق الجار على جاره !
لغة السرد بسيطة تشد القارئ على المتابعة ..
ملاحظة بسيطة : النص يحتاج إلى إعادة ترتيب
لتداخل بعض الحروف .
أستاذيّ الفاضل أسعدتني قراءة القصة
امنياتي الطيبة لكَ واحترامي
أريج عبد الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اشكركم شكرا جزيلا على حضوركم وتعليقكم الرائع

جزاكم الله كل خير

تم فصل الحروف المتشابكة وتكبير الخط

تحياتي وتقديري لشخصكم الكريم

كرم زعرور
29/03/2011, 05:06 PM
أخي الفاضل أحمد مليجي
أعجبتني القصَّة ُ، ببساطتها ، ونبل ِغايتها ،
أرجو أن أقرأ لك دائما ،
ولك تحيّاتي - كرم زعرور

أحمد مليجي
29/03/2011, 05:40 PM
أخي الفاضل أحمد مليجي
أعجبتني القصَّة ُ، ببساطتها ، ونبل ِغايتها ،
أرجو أن أقرأ لك دائما ،
ولك تحيّاتي - كرم زعرور

السلام عليكم

شكرا جزيلا لحضرتك

جزاك الله عنا كل خير

تحياتي وتقديري لشخصك الكريم

أحمد مليجي

أحمد مليجي
30/03/2011, 06:09 AM
Um Mariam – A short Story
By Ahmad Miligi
Translated by: Mahmoud Abbas Masoud

On a cold wintry night, I awoke at dawn, frightened by the voice of my neighbor, Um Mariam, who was pleading for help. I looked at my watch, it was five o'clock. I tried to go back to sleep, placing the pillow over my ear; but when I remembered the kindness of that woman, and how she lovingly cared for me when I was a child, sleep left me at once.

When my mother died, often I returned to an empty home. Um Mariam would then hold my hand and take me to her home to feed and look after me until my father came back from work. She would gently pat my shoulder exactly the same way my mother used to do whenever I cried and was in need of her motherly tenderness. Um Mariam was so protective of me, as if I were her own son. I also remembered how Um Mariam would leave the radio on the Middle East Station when it was time for recitation from the Koran or the call for prayer, without changing to another station. She did that out of respect for us and for the rest of her Muslim neighbors.

After a quick review of those past memories with Um Mariam, I threw the quilt off me and left my warm spot. I did not mind the cold street, all I wanted was to offer Um Mariam the help she was so desperately asking for.

When I reached her home, she screamed, shaking with fright, "The robber! the robber!" pointing her finger in his direction. I grabbed him with all my might and pinned him, face down, on the floor. His emaciated and frail body made the task easier for me. I then bound him, hand and foot, with the tether that Um Mariam used for restraining her moose that he was planning to steal. At that moment Um Mariam walked to me and patted my shoulder as she always did in the past and said, " Thank you, son and may God bless you! What would I have done without your large-hearted spirit?"
I answered, "I did only what a neighbor is expected to do for his neighbor. Furthermore, I haven't forgotten how you treated me when I was a child."

This incident long persisted in Um Mariam's memory, even after she went to live with her daughter. Later she became increasingly ill, her conditioned worsened when she lost her eyesight and was no longer able to look after her own basic needs. Her house was shut down and remained vacant for several years. One day she decided to sell the house. A prospective buyer offered her a price higher than the one I had offered her. She, however, declined the offer and said to me: I would rather sell it to you, dear neighbor, enjoy it with my blessings



في ليلة شتاء قارص ، قمت من نومي مفزوعاً على صوت استغاثة جارتي أم مريم , نظرت في ساعتي وجدتها تشير إلى الخامسة صباحا ، حاولت أستكمل نومي فوضعت الوسادة على أذني، لكن عندما تذكرت حنان هذه المرأة ورعايتها لي عندما كنت صغيرا هرب النوم مني، خاصة ما فعلته معي بعد وفاة أمي ، فكثيرا ما كنت أعود من المدرسة ولا أجد أحدا في بيتنا ، فكانت أم مريم تمسك بيدي وتأخذنني إلى بيتها لتغذيني وترعاني حتى يعود والدي من عمله , بل كانت تربت على كتفي مثلما كانت تفعل أمي معي عند بكائي وحاجتي إلى حنانها ، فكانت أم مريم تخاف عليَّ وكأنني أبنها، تذكرت أيضا كيف كانت أم مريم تترك المذياع يتلوا الآيات القرآنية والأذان يؤذن من محطة الشرق الأوسط حتى النهاية دون تغيير المؤشر إلى أي إذاعة أخرى، كانت تفعل ذلك احتراما وتقديرا لنا ولبقية جيرانها المسلمين.
بعد استرجاعي لشريط ذكرياتي مع جارتي أم مريم في عجالة ، نفضت فراشي بسرعة ، وتركت دفء المكان .. فلم أهتم ببرودة الشارع .. كان كل همي تلبية استغاثة جارتي أم مريم.

فلما وصلت إليها قالت وهي ترتعش من الخوف : حرامي حرامي وأشارت بأصابعها إلى مكانه ، أمسكت به بكل ما آتاني الله من قوة ، وطرحته على وجهه أرضا ، ساعدني على ذلك نحافة جسده وضعف بنيانه ، ثم ربطت يديه ورجليه بحبل جاموسة أم مريم التي كان ينوي سرقتها ، اقتربت أم مريم مني وتربت على كتفي كما كانت تفعل معي في الماضي وهي تقول : ( ربنا يبارك في شبابك يا ولدي ... شكرا لك يا ولدي ) لا أعلم ماذا كنت فاعلة لولا شهامتك
قلت : ما فعلته هو واجب الجار نحو جاره ، وأنني لم أنسى ما كنت تفعلينه معي وأنا صغيرا .
ظل هذا الموقف معلقا سنوات طويلة في أذهان أم مريم أيضا ، حتى إلى ما بعد رحيلها إلى بيت أبنتها مريم ، فقد أشتد عليها المرض وفقدت بصرها وهذا ما جعلها عاجزة على خدمة نفسها ، فأغلق بيتها وأصبح خاويا سنوات حتى قررت عرضه للبيع ، تقدم لشرائه شخصا كان ينوي دفع مبلغ أكبر مما عرضته عليها ، ولكنها رفضت وقالت أبارك لك بيع بيتي يا جاري العزيز .
أحمد محمد أحمد مليجي