المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسائل اجتماعية من بوح القلوب المفتوحة



عز الدين بن محمد الغزاوي
03/04/2011, 03:47 PM
السلام عليكم و رحمته تعالى و بركاته
* الموضوع: صور من الحياة الاجتماعية، من بوح القلوب المفتوحة
اخوتي رواد واتا، من خلال تتبعي لبرنامج إذاعي يعرض لمجموعة من القضايا الاجتماعية، ارتأيت أن أجمع لكم هذه القضايا على شكل رسائل أو صور من بوح القلوب المفتوحة.
و للتذكير فقط، فإن هذا البوح صادق لا مراء فيه، كما أنني التزمت الصدق في نقله من أجل الاطلاع و ابداء الرأي و المشورة، و من أجل ذلك أهيب برواد الجمعية بان يقرأوا هذه الرسائل بأهمية و تدقيق، محاولين اخراج أصحابها من ضيق و كدر جاء نتيجة معاناة من خلال تعاملهم مع أحذاث و وقائع اجتماعية.
أتمنى أن تلقى منكم هذه الرسائل حسن القراءة و التتبع، و كذلك اسداء النصح و المشورة، تقبلوا تشكراتي و تشكرات أصحاب الرسائل، و الله ولي التوفيق.
-
الرسالة الأولى:"رسالة من حائرة"
إنها لفتاة في مقتبل العمر، تحلم بفارس أحلامها الذي يأتي على جواد أبيض ليأخذها إلى عالم أحلام المراهقة، أي العروسة المتالقة في لباس الفرح و هي بين قريناتها في اوج المسرة و الفرحة.
و في صباح هذا اليوم، كان ينتابها شعور من الغبطة و السرور حتى أنها افضت لصديقتها بهذا الشعور الذي ينتباها باقتراب الموعد أي التقاءها بفارس أحلامها.
و هما ينتظران الحافلة، و قف بجوارهما ثلاثة من الشبان تعتلي ملامحهم القوة و الشباب، و يميز سحنتهم العربية تقاسيم الأنفة و الكبرياء.
حاول الشباب الثلاثة الاقتراب من الفتاتين علهما يبادلانهم الحديث بل و التعارف، لكن الفتاتين اللتان ينتميان لأسر محافظة، سلكا مسلكا آخر و تركا الشباب في حيرة من أمرهم.
انصرف شابين من الثلاثة، و بقي شاب تعلقت نظراته بهذه الفتاة، و بقي يتبعهما و هو يحاول عبثا الحديث معهما، لكن اصراره لم يزد الفتاتين إلا نفورا و ابتعادا، و في لحظة من اللحظات استوقف صديقة الفتاة ليخبرها بأنه قد تعلق قلبه بصديقتها و بأن غرضه شريف و الله على ما يقول شهيد.
و عند عودتهما إلى المنزل، فاتحت الفتاة صديقتها في الموضوع، و أخبرتها بصدق نوايا هذا الشاب، بل أكثر من ذلك ففي اليوم الموالي و فور خروجهما من المنزل وجدا الشاب في انتظارهما، علما بأنه رافقهما من بعيد حتى تعرف على محل سكناهما، تقدم هذا الشاب الوسيم من الفتاة و كلمها بكل صراحة مقدما نفسه:
- أنا شاب فلسطيني أسكن في اسرائيل، و قد جئنا في رحلة سياحية أنا و رفيقاي، و كما أخبرت صديقتك فأنا قصدي شريف و أريد التعرف على أسرتك لخطبتك منهم
ترى، ما رأيك؟
أطرقت الفتاة مليا و هي لا تكاد تدقق النظر في ملامح الشاب، لكن و بطريقة عفوية و سريعة قالت له:
- إن كان قصدك شريف، فتقدم لخطبتي من عائلتي.
و في اليوم الموالي، حضر الشاب الفلسطيني يحمل هدية ثمينة و باقة ورد و تقدم لخطبتها.
لم يجد الشاب اية معارضة من الوالدين، لكن بقية أفراد عائلة الفتاة عارضوا و بشدة هذا الارتباط، خاصة و أن الأمر يتعلق بشاب يسكن في اسرائيل.
و بعد أخد و رد، و ارضاء لرغبة الشابة التى رأت أمنيتها تتحقق و في لحظة، وافق الجميع على هذا الزواج و من أجل التعارف أكثر فأكثر، بداءا في الخروج و الالتقاء مرات و مرات.
استمرت هذه الفترة بضعة أيام، و فضل الشاب البقاء في المدينة التي تقطن فيها الفتاة، في حين رجعا الشابين الآخرين إلى بلدهما.
و بدأت الفتاة تكتشف عن قرب محاسن و مساوئ هذا الشاب الذي وعدها و منذ البداية بأنه سيمهد الطريق و الاجراءات لها و لوالديها بزيارة اسرائيل، حتى يطلعا على بيت الزوجية، كما أنه أظهر لها سخاء و كرما فائقين و أكثر من ذلك فقد أسرع في اعداد أوراق السفر من جواز و تأشيرة إلخ ...
لكنها اكتشفت بعضا من سلبياته، فعندما فاتحته في آفاق مستقبلها و قد كانت عاقدة العزم على اتمام دراستها، أجابها و بشكل قاطع:
- أنت لم تحققي مسقبلك المهني مدة عشرون سنة، و الآن و عندما هممت بالزواج منك وضعت لي كشرط اتمام دراستك ...
كما أنها أصبحت كلما كلمته عن عائلتها، شعرت باشمئزاز ظاهر من جهته، فأقلقها هذا السلوك المباغث.
و الأدهى و الأمر، هو اصراره على اتمام مراسيم الزواج في أقرب وقت بل و السفر فورا إلى اسرائيل، فخلق هذا السلوك جوا من الشك و التساؤل اللذان شكلا عائقا و حاجزا، جعل الفتاة تعيد النظر في عواطفها تجاه هذا الشاب.
و اليوم، تقول الفتاة:
- لقد ضاق بي الأمر و ملأ الشك و الارتباك قلبي مما جعلني أعدل عن فكرة الارتباط به، إنني بين نارين: نار العاطفة التي جعلت حبه يسكن قلبي، و نار العقل و أنا أستعرض كل الأفكار السوداء، إنه لا محالة سيسمح في و يتركني كالمعلقة ساعة الظفر بي بعد الزواج، كما أن عدم استجابته لتحقيق رغبتي في المستقبل و ارتباطي بعائلتي، كل هذا جعلني في حيرة من أمري.
- بالله عليكم، افتوني في أمري و ارشدوني في ضياعي هذا مشتتة بين العاطفة و الواقع ...
- انصحوني في مسيرتي هذه، هل ارتبط به و أترك النتائج إلى إبانها؟ أم أبتعد عنه و ابحث عن ارتباط أكثر واقعية، و من شاب من بلدي لا أخشى عواقبه؟ (علما بأنه ليس لي أي موقف من شاب من وطن آخر)
- أرجوكم، لقد فتحت لكم قلبي و بحت بعواطفي فلا تتركوني في عالم من التشتت و الضياع، اسدوا لي و لو نصيحة، جزاكم الله كل الخير / المحتارة
* أيها الأخوة الأكارم، أريدكم أن تعطروا صفحتي بمروركم، و أن تثروا مناقشة هذه القضايا بآرائكم، دمتم في حفظ الله و رعايته، صديقكم الغزاوي.

أريج عبد الله
03/04/2011, 05:04 PM
الأستاذ الفاضل عز الدين بن محمد الغزاوي
سيديّ الفاضل بالرغم من غياب تفاصيل كثيرة ..
*أنا شخصياً لاأحبذ زواج الفتاة قبل إنهاء الدراسة وخوض تجربة العمل..
*يجب ملء ذاتها لتتسع مداركها وتقيّم الأمور بالشكل الصحيح ..
لكن هنا لابد لنا من معرفة الأسباب التي حالت دون إكمالها للدراسة !
*أي علاقة يسودها الشك في بدايتها وعدم الإطمئنان للطرف الآخر .. تكون في طريقها إلى فشل أكيد !
*لاأعتقد أنه فرصة ذهبية بالنسبة لها إلا إذا بقيت ضمن إطار الأحلام الوردية..
*هي لم ترَ منه غير الهدية الثمينة وباقة الورد وهذا غير كافٍ من شخص غريب عنها بكل تفاصيله !
*بمجرد كتب كتابها من هذا الشاب تكون ملزمة بطاعته حتى وإن ظهر لها عكس ماوعد وإلا ستتحول حياتها إلى خراب أكيد !
*عليها أن تفهم ماهو الحب الحقيقي وكيف يتحقق ؟؟
*عليها أن تفهم ماهو الزواج وماهي المسؤولية التي تترتب عليها من هذه ِ الزيجة !
*أهم من كل هذه الأمور القسمة والنصيب ..
الله سبحانه وتعالى يختبرنا وينبهنا في مواقف كثيرة !
أستاذنا الرائع شكراً لكَ على مشاركتنا بهذا الطرح المفيد ..
لكَ أجمل التحايا واحترامي
أريج عبد الله

عز الدين بن محمد الغزاوي
03/04/2011, 09:12 PM
السلام عليكم و رحمته تعالى و بركاته
أولا، أشكرك أختي الفاضلة على مرورك و تعليقك الذي فيه الخير الكثير
أما عن التفاصيل، فإنني لا أتوفر على أكثر مما قلت
أظن بأنني قد نجحت في إثارة فضولك فتفاعلت مع الموضوع، و في هذا إفادة و استفادة
و بهذه المناسبة، أجدد تساؤلاتي المتكررة عن عدم تفعيل هذه المنتديات بالمشاركة الفعالة، لأن هذا هو العنصر المحرك و المحفز للبحث و إثراء منتديات الجمعية
* تشكراتي و تحياتي الصادقة - الغزاوي