المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التضييق على حرية المدونين في العالم



عز الدين بن محمد الغزاوي
09/04/2011, 11:20 PM
السلام عليكم و رحمته تعالى و بركاته
* الموضوع: اصدار قانون في فرنسا، من شأنه التعرف على هوية المدونين في العالم.
وافقت الحكومة الفرنسية على قانون من شأنه التضييق على الحريات العامة، و هو سيعى التعرف على هوية كل مدون أدرج مشاركة عن طريق الشبكة العنكبوثية.
و قد بررت الحكومة هذا القرار بكونه يسعى للحد من أخطار الجماعات الارهابية، التي ما فتأت تستعمل هذه الشبكة في التواصل و ادراج الرسائل التي تخطط للعمليات الارهابية.
و قد خلف هذا القرار، خاصة في بلد يدعي الديموقراطية و حرية التعبير أصداء من طرف المثقفين و أصحاب المدونات، تدين هذا القرار و تدعو كل الفعاليات المتنورة و الهيئات الثقافية إلى شجب هذا القرار و التنديد به في كل المنتديات.
و الأسئلة التي تطرح نفسها:
- ما هي الآليات التي يمكن استعمالها للتعرف فعلا على هوية أصحاب المدونات؟
- و حتى إن تمكنت الحكومات من التعرف على هؤلاء المدونين، فكيف يمكن حجب مشاركاتهم التي لا تصب في سياق السياسات المتبعة؟، علما بأن هذه الفئة اكتسبت تجارب و تقنيات تسمح لها بالتخفي بطرق مختلفة.
- ثم لنضع اسقاطا لهذا القرار على مستوى المجتمعات العربية، ما هي ردود الأفعال المرتقبة ؟
فقد أجاب أحد المدونين المصريين بأن الدول العربية تفتقر للامكانيات المادية لتطبيق مثل هذه القرارات، ناهيك أن مستوى التقنيات المستعملة لا يزال بعيدا عن المستوى الذي وصلت إليه الدول المتقدمة في ميدان التكنولوجيا الحديثة.
* إننا و نحن نشهد هذا التصدع في المشهد الاعلامي بما في ذلك: التضييق على حرية الصحافيين بل السعي لتصفيتهم جسديا، اصدار قرارات تحد من نشاط المدونين، التشويش المقصود على أجهزة البث و الاستقبال، كل هذا و غيره لم يثن اصحاب المدونات على المضي في مسيرات التحرية و التحرر و لعل ما وقع في كل من تونس و مصر و يقع في بلدان أخرى، لهو خير دليل على أن حرية الانسان هي مكتسب لا يمكن لأي سلطة الحد منها أو توقيفها.
* أيها الأخوة الأباجل، أتمنى أن يجد هذا المقال حيزا للتفاعل و الحوار، و أنتظر ردود أفعالكم قريبا إن شاء الله / الغزاوي.
:mh78:

عبد الرحيم لبوزيدي
10/04/2011, 02:04 AM
السلام عليكم الاخ العزيز سيدي عز الدين بن محمد الغزاوي
امنكم الله ورعاكم ،قرات الموضوع واستوعبت مضمونه وخلصت الى مجموعة من الحقائق ،والتي تكشف لمن لايزال يراهن على حرية الغرب وديمقراطيته على ان هذا الاخير يعطيك من طرف اللسان حلاوة ...ويروغ عنك كما يروغ الثعلب.
فرنسا هي ام الحرية ،وهي التي تعتبر نموذجا يقتدى به في عدم تكميم الافواه ومصادرة حرية التعبير ،استحالت الى دولة لم تعد تستطيع تحمل ما قامت عليه ثورتها من دعه يعمل دعه يمر ،واضحت وحشا مكشرا عن انيابه يترقب لحظة انقضاضه على فريسته،لم تعد فرنسا بلد الحرية منذ مجيئ سيئ الذكر ساركوزي ،حيث دشن عهده بمنع الحجاب داخل المدارس الفرنسية ،مختزلا الارهاب في لحية تم سدلها ،وفي فتاة وضعت غطاء الرأس على شعرها ،وكانه بهذه القوانين سيغلق ابواب فرنسا عن كل من يهدد امنها،ويستبيح دماء ساكنيها ،ناسيا ان العقيدة في القلوب لا تحت اللحى والجيوب ،وهاهي الحرية في فرنسا على شفا حفرة فزادت خطوة الى الامام بمثل هذه التشريعات الظالمة في حق كل من راى في التدوين ملاذا لتفجير غضبه ،ومكانا لتفريغ افكاره ومتنفسا يلوذ اليه ،ليشارك الاخرين همومهم وآمالهم ومسراتهم واحزانهم،وفرنسا بمثل هذه القوانين سوف لن تتمكن من تحقيق اهدافها ،ولن تتمكن من تضييق الخناق عن من تعتبرهم افرادا خطرين يجب اقتلاعهم من جذورهم قبل ينعهم،ذلك ان هؤلاء بدورهم سيبحثون عن وسائل اخرى لايصال رسائلهم ،دون ان تتمكن اجهزة الرصد من مراقبتهم ،فكما ان للدولة اخصائيوها وخبراؤها في المعلوميات ،فللطرف الاخر ارادة وصبر جميل على تجاوز جميع العوائق والمشوشات ،واضعا نصب عينيه مقولة القائل :من عرف ما قصد هان عليه ما وجد.
ان الهدف الذي تسعى فرنسا الى تحقيقه من خلال هذا القانون سوف لن يتحقق ،وسوف لن تكون مثل هذه القوانين الا محفزا ومشجعا للمودونين على ابتكار طرق لايصال رسائلهم الى الذين يتجاوبون مع دعواتهم،وبالتالي سترى الدولة ان الامر تجاوزها ،ولن يبقى امامها غير التعاطي بصورة ايجابية مع اراء المعارضين لطروحاتها ومواقفها وسياستها.