المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غاوية...



ضحى عبدالرؤوف المل
12/04/2011, 01:12 PM
غاوية...

ضحى عبدالرؤوف المل

أين البقية يا تُرى؟.. لا أرى سواك هنا!.. وحيدة أنت ستكونين بين أناملي.. لامَسَها بأصابعه التي امتدت اليها وهي صامتة تنتظر شعلة من نار كي تنطلق في الأجواء

برقصة كونية لا خلل فيها إلاّ أنها صُنعت لتكون مومساً بين الشفاه..

يبدو كل شيء سهلاً، كي يبدأ ثورة جنونه التي لا تنتهي إلاّ حين ينتهي من إغوائها كي يربح الرهان ويستريح من توتر أعصابه، بفقدان رجولة لا يعي أنها رهان نفس

أمّارة بالسوء، ولكنه يرافقها برغبة قوية واشتهاء، لكنه اشتهاء عابر مُتنقّل من طبيعة الانسان التي امتلكها بسلوكيات مشوّهة جعلته يطوف عكس خليقته..

على خوف وضعها أمامه تأمّلها!.. تساءل!.. لماذا تغار منها زوجتي؟.. لا أفهم غيرتها هذه، فقد أصبحت بعمر لا يقبل النصائح والجنون، ربما جنون النساء يتخطى

حدود العقل..

بدأت تَشتعل، فلونها الأرجواني المثير بدأ يُشعرني بالسعادة، وهي تُلامس شفاهي بقوة!.. برغبة!.. بدفء غريب تجعلني أستريح هذه «الملعونة»، فأهدأ من توتر

أصابني، اسمعِ لحظات وسأعود إليكِ..

سأفتح النافذة كي لا تشعر زوجتي بعطرك الأخّاذ الذي يشدّني إليكِ كل مرة، لا تخافي حبيبتي لن يجرؤ أحداً ان يأخذك مني ولو صرخ بنا عالياً، هيا تعالي إليّ

صغيرتي، يُعجبني صمتك، يثير عطرك حواسّي فأنتِ في كل مرة تشتعلين أشعر أنك مختلفة عن كل مَنْ عرفت...

حين ترتعشين!.. تتراقصين!.. ترتفعين وتتمايلين بطيفك الذي أتأمله فيغريني، وأنا أشعر بشفاهي مُخدّرة كلما أحاطت شفاهي بقوامك الطويل...

رافقيني قليلاً لأكتب ما بي من شغف واشتياق لها، لحبيبتي التي دائماً تجعلينني أشعر بغيابها أشعر باشتياق لها يخنقني!.. يحرقني كما تحترقين أمامي، عطّريني أرجوك

ماذا حدث؟.. سأجعلك تستريحين هنا أمامي، لكن أرجوك لا تتراقصي بعطرك أمامي.. لست مُنافقاً أحبّك لا تخافي!. لكن هي لامست قلبي وأنت تلامسين شفاهي، هي

حاضرة بغيابها عني وأنت غائبة بحضورك الدائم معي، هي تملؤني حبّاً وأنتِ تمتلكين فن الغواية، فتغويني!.. وترافقيني في كل مكان وفي خلوتي. أعرف أنك تثقين بي،

أشعر أنك ستنتهين.. ستصبحين رماداً عما قريب سأكتب برمادك لحبيبتي رسالة أجعلها تعشقني أكثر. ما رأيك؟؟.

جميل صمتك هذا!.. حبيبتي تعالي إليّ لأضمّك بين شفاهي وأقبّلك قبل ان تنتهي، لكن أعدك سأضع البقايا في منفضة سيارتي لتصبحي في ذكرياتي أجمل من راقصني

وأجمل من اهتز بين أناملي وجعل الوحي يأتيني فأكتب أجمل كلمات الحبّ لحبيبتي...

تغارُ منكِ؟ نعم هي تغار منك إن رأتكِ بين شفاهي، ستقتلك، ستنفيك، سترميكِ، ستنتقم منك لن تسامحك أبداً..

لهذا سيكارتي حبيبتي سأخفيك بمنفضة سيارتي فسامحيني...

بقلم ضحى عبدالرؤوف المل
حقوق النشر محفوظة للأديبة ولجريدة الأنشاء طرابلس

محمد علي الهاني
12/04/2011, 03:03 PM
المبدعة المتميّزة الأستاذة ضحى عبدالرؤوف المل

قصّة فيها جمال ورمزية وانسياب وعذوبة أبعدتها أديبة تملك قلما ذهبيّا...

دام عطاؤك وتألقك...

تحياتي وإعجابي وتقديري.

أبو نضــــــــال

ضحى عبدالرؤوف المل
12/04/2011, 04:01 PM
المبدعة المتميّزة الأستاذة ضحى عبدالرؤوف المل
قصّة فيها جمال ورمزية وانسياب وعذوبة أبعدتها أديبة تملك قلما ذهبيّا...
دام عطاؤك وتألقك...
تحياتي وإعجابي وتقديري.

أبو نضــــــــال


شكرا لمرورك اخي الكريم يسعدني رأيك هذا تحياتي

رهيف شعبان
17/04/2011, 09:13 PM
ألأخت الكريمة ضحى عبدالؤوف المل
قرأت هذه القصة وأعجبتني طريقة طرحك , وطريقة سردك للأحداث
حيث تبدو القصة وكأنها حوار مع عشيقة ما , لنكتشف في النهاية أنها مجرد سيجارة .
فسلمت يداك أيتها الكاتبة الرائعة .

منير الرقي
17/04/2011, 09:44 PM
كثيرة هي النصوص التي تستلهم من السيجارة دخان الإبداع
وهنا التبغ بطعم أنثوي نجح في اكتناه عالم الرجال و إن ببعض متعلقاته
قلم جميل ربما يجد في غير هذا الموضع مجالا أرحب للكتابة و الإبداع
الأخت ضحى تقبلي احترامي و تقديري

مختار عبد العليم
24/04/2011, 06:05 PM
الأستاذة ضحى: تحية تقدير.
أنا الآن أمام مبدعة بكل معنى الحرف.
فالقصة مكتملة الأركان بشكل جيد.
" غاوية " عنوان متسق إلى حد كبير ومتناغم بشكل سيمتري متوافق مع النص.
اللغة معبرة ومتمركزة حول الحدث بشكل متنامي.
إلا أنني آخذ على الجمل في بعض المواضع من النص بعض التطويل، والذي لم أجد له مبرراً فنياً. مما أصابني في بعض الأحوال بشيء من لا أقول الملل، ولكن أقصد ربما بعض التأفف.
الحدث رائع بتوحد الشخصية مع ما يحب، فالسيجارة هي إحساس خاص بالتوحد والتواصل الحُر بين الشخصية وبين حرية تواصله مع إبداعه بصديقته التي تعطي له لذة اللإهام في إبداعه.
لكنني رأيت الحضور في السيجارة وليس الغياب أبداً، كما أنني لاحظت الغياب المحقق للحبيب على مستوى واقع الشخصية ومشاعرها الأكيدة.
الزمان في النص دقيق ومتحرك حتى ولو كان على مستوى وصف المشاعر داخل الزمن، في فوارق الدقائق بين إشعاله لسيجارته ونفضها بمنفضة سيارته.
وداخل هذه الدقائق أحسست بزمن طويل لخصت فيه الشخصية ما تعانيه مشاعرها من فقدان التواصل الحي والحُر مع العشيق الغائب.
وحتى المكان في النص، مكان واسع على ضيقه وهو السيارة، فقد أحسست أن الشخصية أرادت توضيح سجن مشاعرها داخل صندوق، كانت تتمنى أن تكون منطلقة بانطلاقة الدخان.
وقد صورت لي حالة فتح النافذة لانطلاق الدخان، إن هي إلا رغبة في الانطلاق المرغوب والمفقود في آن واحد.
وأخيراً كنت أتمنى أن تكون الجمل أكثر سرعة في الإيقاع، لتواكب زخم الإحساس المتمنى.
وتفضلي بفائق احترامي.

ضحى عبدالرؤوف المل
13/08/2011, 02:24 AM
اعتذر من كل الأحبة لدخولي البطىء الى واتا تحياتي لكم دمتم بمودة ومحبة اختكم ضحى المل