المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لاتحاكموا مبارك



محمد فؤاد منصور
14/04/2011, 02:46 AM
لاتحاكموا مبارك
بالرغم من إيماني العميق بضرورة المحاسبة والمراجعة ورد المظالم واسترجاع الأموال المسلوبة بغير حق إلا أنني لست من المتحمسين لمحاكمة الرئيس السابق أو إهانته بأي صورة من الصور مع تسليمي بأنه كان الراعي الأول للفساد والمفسدين سواء قصد ذلك أو لم يقصده .
أما لماذا أدعو لعدم محاكمته فلأن هذا الرجل ظل رمزا لمصر بل ربما الرمز الأوحد علي مدي ثلاثة عقود حتي أن مالايقل عن سبعين بالمائة من شعب مصر لم يعرفوا رئيساً غيره ، ونحن جميعا وبلا استثناء مسؤولون بشكل ما عن بقائه ونظامه كل هذه السنين بالرضا والموافقة أحياناً وبالهتاف والتشجيع أحياناً أخرى أو بالصمت والسكوت في أحايين كثيرة.
ومع ذلك فأنا مع محاسبته ماليا والكشف عن مصادر ثروته وقيمتها ومصادرة مايثبت أنه قد حصل عليه دون وجه حق ورد الأموال المنهوبة منه أو من غيره إلي الخزانة العامة.
سبب ثان يعزز فكرة عدم محاكمته هو أن شباب الثورة وجموع المصريين قد طالبوه بالرحيل والتخلي عن السلطة في مقابل الخروج الآمن وهو مايعتبر عهداً قطعه الثوار علي أنفسهم ولاينبغي أن يسجل التاريخ أن الثوار قد نقضوا عهدا قطعوه خاصة وأننا قد صرنا ندرك أن مبارك قد حقن دماء المصريين حين تخلي عن السلطة قبل أن تجري دماء المصريين أنهاراً وأن جيوش الأمن لديه قد قاومت الثوار في البداية بالوسائل المتعارف عليها ، فلما تجلى إصرارهم وسقط منهم الشهداء أدرك خطورة الموقف وعبثية المقاومة وشرعية الثورة والثوار .
ولعل نظرة سريعة لما يجري حولنا شرقاً وغرباً توضح لنا بجلاء أن شهوة البقاء في السلطة لاتأبه بحجم مايسيل من دماء الشعوب المقهورة .
وسبب آخر هو أن سماحة المصريين وتحضرهم تشهدان بأن الشعب المصري العريق لم يسمح طوال تاريخه بإهانة حاكمه حتي بعد عزله من السلطة وابتعاده عن حصنه الحصين ، ولعل التاريخ القريب يدلنا علي عمق تحضر المصريين ومبلغ تسامحهم بل وإحسانهم لمن كانوا رموزاً لذلك الشعب العظيم ومهما صدر عنهم من أخطاء أو خطايا ، فالملك فاروق الذي قامت ثورة يوليو ضد إفساده للحياة السياسية وزجه للجيش المصري في حرب خاسرة بأسلحة معطوبة ، ذلك الملك الفاسد قام الجيش بعزله وإبعاده هو وأسرته وسط مظاهر احتفالية تليق بملك حكم مصر ردحا من الزمن ، بل ولم ينس الثوار الغاضبون أن يطلقوا طلقات المدفعية توديعاً له ، بل وأن يؤدوا له التحية العسكرية كمايليق بملك وإن كان معزولاً ، إنها روح الحضارة المصرية العريقة حين تتجلي في أصعب الظروف وأحلك المواقف .
ولم يسلم سجل الزعيم الخالد جمال عبد الناصر من مثالب جمة لعل أبرزها تلك الهزيمة النكراء في يونيو ١٩٦٧ لحد تبعثر الجيش المصري وضياع أسلحته كلها في صحراء سيناء وسقوط آلاف الشهداء غير الأسرى والمفقودين ، إلي جانب الحكم بدولة المخابرات والتنكيل بالخصوم السياسيين وتعذيبهم ، وقد تنحي الرجل طواعية بعد الهزيمة النكراء ، لكن الشعب العظيم قرر في لحظة صدق أن يغفر له وأن يهبه فرصة ثانية لتصحيح الأخطاء بل وأن يودعه بعد موته وداعاً أسطورياً لم يحظ بمثله حاكم في التاريخ.
أما الرئيس السادات فقد أحدث في السياسة المصرية ماكان يُعد في السابق خيانة عظمي توجب إعدام صاحبها حين قرر وحده ودون مشورة من أحد أن يصالح العدو وأن يعلن نهاية الحروب بيننا وبينه، بل وأن يأخذ قادته بالأحضان ويتبادل معهم الأنخاب، صحيح أنه قد دفع حياته ثمنا لإحدي حماقاته الكثيرة لكن الشعب الطيب سرعان ماتجاوز عن سيئاته ولم يعد يذكر إلا أنه كان بطلاً للحرب كما كان بطلاً للسلام.
هذه هي مصر ، وتلك هي أخلاقياتها ، المهم أن نستوعب دروس التاريخ وأن نبني مصر بناءً جديداً يقوم علي ديمقراطية حقيقية لاتزيف إرادة الناس وبها آليات واضحة لمحاسبة المخطيء قبل أن يستفحل خطؤه هذا هو الواجب الأهم الآن ، فحسني مبارك ليس أسوأ من حكامها السابقين الذين عاملتهم مصر بالفضل والإحسان وبالروح المصرية السمحة التي تمتد جذورها وسماحتها وتحضرها في عمق التاريخ ، ولايليق اليوم بمصر وشعبها العظيم أن يكتب تاريخها أنها نكلت يوماً أوأهانت حاكماً لها حاول أن يجتهد فأخطأ وأصاب ، إنها لو فعلت فلن تكون مصر التي نعرفها والتي تعطي بقية الأمم دروس الأخلاق والتسامح والارتفاع فوق الصغائر.

د. محمد فؤاد منصور
أمريكا
13/4/2011

مجدي عبد الواحد عنبة
14/04/2011, 02:56 AM
السلام عليكم

لا فض فوك أستاذي. ما شاء الله مقال رائع وتحليل ممتع. أتفق معك تماما في كل ما قلت جملة وتفصيلا. وياليت الجميع يفهم ماذا يعني "رمز مصر" بالصورة التي وضحتها أستاذي. بارك الله فيك فرأيك هذا من الذين نحسبهم، ولا نزكي على الله أحدا، من الأراء التي يستأنس بها عند الشدائد والفتن. وما أشد ما تمر به مصر من فتن الآن! وقانا الله وحفظ مصر دائما أبية قوية مرفوعة الرأس.

خالص الود

مجدي

محمد فؤاد منصور
15/04/2011, 07:20 PM
أخي العزيز مجدي عبد الواحد عنبة
بل أنا مدين لك بالشكر على حسن استقبالك ، وتشجيعك لهذا الاتجاه الذي يدعو لعودة الروح المصرية وتعزيز قيمها النبيلة التي تحاسب لكنها لاتهين ، وتهاجم ولكنها لاتمثل ولاتنكل بالخصوم ، فالأهم اليوم هو أن نضع أساساً نبني عليه دولة حديثة بحيث يحكمنا بشر وليس أنصاف آلهة بدل أن يشغلنا الانتقام ثم نفيق على حاكم جديد سرعان مانهتف له بالروح والدم وساعتها ستكون الثورة ماضياً سعيداً لكنه لم يترك لنا دروساً ولم يحرك فينا قيمة ..
لك الود كمايليق.

منى حسن محمد الحاج
15/04/2011, 07:50 PM
صدقت وأحسنت أستاذي د. محمد فؤاد منصور، أحييك على هذه الرؤية السليمة واسعة الافق، وهذه من أعظم أخلاق الإسلام التي كان صلى الله عليه وسلم وهو القائل " إرحموا عزيز قوم ذل" ، فنحن كما أسلفت لسنا ضد أن تعاد الأموال إلى أصحابها، لكننا ضد المحاكمات والإذلال، وقديما ساد الرجال بالعفو عند المقدرة، وقد استفز الكثيرين منا منظر رئيس ساحل العاج السابق وقد جره جندي من ياقته على الأرض كما تُجر البهائم، وعزاؤنا أن هذا الجندي كما علمنا من القوات الفرنسية، فلا هذه أخلاق الإسلام، ولا هذا ما دعانا إليه، لذا حق للثورات التي سالت لها دماء الشهداء، أن تفي بوعودها، خالص الشكر لك أستاذنا محمد وأثبت الموضوع للفائدة.

أسامه على
15/04/2011, 08:11 PM
أسمح لي أستاذي
مبارك لم يكن يوما رمزا للمصريين الا بالتزوير والحديد والنار
فرموز مصر الحقيقيين كثر وليس مبارك وأعوانه ويعرفهم العالم كله
أيضا لم يعد الثوار أحد بخروج أمن
حسنا
لو أردتم التحدث بالدين
سأقول أن سيد الخلق قال لو سرقت فاطمة لقطعت يدها
وقال الفاروق عمر وهو يبكي لو تعثرت دابة في العراق لسئل عنها عمر يوم القيامة
فما بالنا بقاتل سارق، فما بالنا بمن عاش الصعب المصري كله أيام عمره في خوف ورعب

عبد الرحمان الخرشي
15/04/2011, 10:07 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الدكتور المكرم : (( محمد فؤاد منصور ))


حفظكم الله ورعاكم

لاشك في أن ماتدعون إإليه هنا منسجم تماما مع موقفكم الذي كنا قد اطلعنا عليه هنا وفي غير هنا قبل سقوط نظام الرئيس السابق مبارك منه ومن نظامه الذي اتفق جل أهلنا في مصر على مافيه من سلبيات وانتهاكات ، وذلك بالمظاهرات المليونية ، والمشاهد البطولية فوق الجسر ، وفي ساحة التحرير ، وحتى في الأزقة الضيقة من مدن مصر جميعها و...

شخصيا أكبر فيكم روح إيمانكم (( العميق بضرورة المحاسبة والمراجعة ورد المظالم واسترجاع الأموال المسلوبة بغير حق )) ، وإن كنت أعتب عليكم أنكم لاتنظرون إلى الأمر من منظور أنه لكل ذنب عقوبة ؛ وأنتم من أكد على أنها مظالم ، وأنها أموال مسلوبة بغير حق !!! . . لكنني أقبل أن يكون دافعكم إلى قول هذا الوفاء للإنسان - أيا كان لا أن يكون رئيسا أوغيره - وهو ما أراه لا يتعارض مع الوفاء للعدالة السماوية الإلهية ، والعدالة الأرضية الوضعية . وهو وإن كان منكم من صفاء الذهن في التقييم لأمورمفصلية في بناء الدول بعامة ، فهو منا مما لانقبل تصديقه ، أو جعله امتيازا يجب أن يحظى به الحاكم أيا كان .

لكن الشئ الذي ربما لن تجد من يوافقكم عليه أو التصديق بحقيقته هو قولكم : (( إلا أنني لست من المتحمسين لمحاكمة الرئيس السابق أو إهانته )) . فهو لن يوافقكم لا لحماستكم التي تقفز على ثوابت من الشرع والقانون ، بل لاعتبار المحاكمة ؛ محاكمة الرئيس السابق مبارك هي من الإهانة . إذا كان الأمر كذلك . فهل كل من وقف أمام العدالة مهان ؟!!! لا أظن ذلك صحيحا أو حتى قريبا من الصواب !!! .. إنني ومن خلال متابعتي للأمر بتفاصيله المعلومة للجميع - ويعضدني في هذا خروج الرئيس مبارك أخيرا من منبر إعلامي عربي لتبرئة نفسه - أرى أن الرئيس السابق مبارك في حاجة لمحاكمة ؛ محاكمة عادلة بعد هذا التصريح الذي يبدو فيه واثقا مما قال حتى يبرأ من بعض ما نسب إليه - الثراء الفاحش - وحتى يبرأ من الدماء الزكية التي أريقت بغير وجه حق ؛ دماء الشهداء التي أراك مطوقا بها قبل غيرك مادمت من النخبة الواعية المثقفة في المجتمع المصري .

لاأحد أخي ينكر رمزية شخص مبارك ، ولا رمزية من سبقوه ، ولا رمزية من هم مدانون معه اليوم . كما لاينكر أحد ماقابل به الشعب المصري الجميع - قديما كما قلتم - من مغفرة وتسامح و ... لكنني شخصيا أرى الوضع جد مختلف كثيرا ؛ فنحن أمام وضعية فيها رئيس يـُدّعَى عليه وهو يصرح من قعر جب بأنه برئ . فمن يستطيع أن يقدمه للتاريخ نقيا صافيا بريئا ؟ ومن يستطيع أن يقدمه لشعبه وللأجيال اللاحقة كذلك إن لم تكن المحاكمة العادلة ؟ !!!. لن أستحضر هنا سياسة الرجل ومواقفه في أمور مفصلية كان لها التأثير المباشر على الحياة المعيشة للمواطن المصري ، وأيضا على العلاقة بين الشعب المصري وأشقائه العرب ، فتلك أمور لو تم تقييمها لاستصحبت واستلزمت محاكمة لوحدها ، والفاعل - دائما - الشعب المصري الذي حملتموه مسؤولية السكوت على اختيار حكم مبارك له ، بل وتكريسه في الواقع . وهذا غير صحيح !!! .

أتمنى منكم أخي أن تأخذوا هذا الرأي بالاعتبار .. فأنا لم أقتنع بطرحكم هنا لأنه يتعارض مع حكم أراده الله في ميثاق بين الحاكم والمحكوم . كما أراه يتعارض مع حكم ربط الشعوب بمن يحكمها ضمن منظومات قانونية حديثة أظنكم مطلعين عليها .


تحياتي الصادقة


http://www.wata.cc/up/2011/4/images/w-36183b40a2.jpg (http://www.wata.cc/up/2011/4/images/w-36183b40a2.jpg)



***


.

عبد الرحيم لبوزيدي
16/04/2011, 01:30 AM
باسم الله الرحمان الرحيم
الاستاذ الفاضل محمد فؤاد منصور ،بعد اذنك اسمح لي بالدخول على الخط لمناقشة الفكرة التي تفضلت بها بخصوص محاكمة رئيس مصر السابق حسني مبارك،وفي اعتقادي البسيط فمحاكمة الرئيس امر حسن ،لما قد تفرزه هذه المحاكمة من نتائج ايجابية تعود على الشعب المصري اولا وعلى الشعوب العربية ثانيا.
فقد عودنا القضاء المصري بنزاهته ،واستقلاله وافضليته عن القضاء في بعض البلاد العربية الاخرى ،واذا ما تلكأ هذا القضاء في رد الحقوق الى اصحابها من الرئيس السابق فقد يخرم هذا العمل في شخصية هذالقضاء ،ويسقط عنه الصورة التي تكونت لدينا عنه.
ومادمت قد سلمت بان راس الفساد في مصر كان هو الرئيس مبارك فان اي سكوت عن هذا الفساد فيه اهانة بالشعب المصري واستخفاف بالعقول التي فجرت الثورة ،لقد اذاق مبارك الشعب المصري اصناف العذاب والتنكيل ،ولم يجرأ احد عن فتح فمه لان جهاز امن الدولة سيحطم اسنانه قبل ان يظهرها،وعندما تحطم جدار الخوف خرج الشعب المصري الى الشارع ليصنع ثورته ،ويروي شجرة حريته بالدم،ولم يستطع مبارك وجلاوزته تكميم هذه الافواه ،ولم يستطع ان يطفئ نار هذه الثورة،نعم قد يقبل الشعب المصري ان يتجاوز عن اخطاء رئيسه لو ان الامر يتعلق به بمفرده اما وان الرئيس كان يعد العدة لتقليد ابنه رئاسة الجمهورية ،فهذا يدل على ان مبارك كان راعيا للفساد السياسي والمالي والاخلاقي والاجتماعي ....قد يقبل الشعب المصري ان يتجاوز عن الرئيس لو انه قدم استقالته في اول خطاب له ،بعد الاحداث التي عرفها الشارع المصري ،الا انه لم يفعل ،وبقي متشبثا بمنصبه بالرغم من خروج المصريين بالملايين يطالبونه بالرحيل ،ولو لم يكن الجيش المصري الى صف الشعب لفعل مبارك في الشعب المصري ما يفعله القدافي الآن بالشعب الليبي،ولذا فمحاكمة الرئيس مبارك فيها رد الاعتبار لارواح الشهداء الذين دفعوا حياتهم في سبيل ان ينعتق الشعب المصري ويتحرر من الظلم والطغيان.
اورد الدكتور مواقف الشعب المصري من حكامه قبل مبارك لكنه لم يذكرنا بالمدة الزمنية التي بقي فيها كل واحد منهم بسدة الحكم ،ولعل تسامح الشعب المصري مع حكامه السابقين هو الذي دفع مبارك لان يترك الحبل على الغارب ،بل وليكون الخادم الوفي لاعداء مصر باخضاعه للشعب المصري بالحديد والنار ،ويصبح سفير الاعداء في بلده ويحقق الامن والسلام للكيان الصهيوني ،ويعمل على تجويع اهل غزة باقامة الجدار العازل ،فهذه المواقف كلها كافية لجر زعيم مصر الى العدالة المصرية لتقول فيه كلمتها.
ان محاكمة الرئيس المصري السابق ليس فيها اخلافا بالوعد من قبل شباب الثورة ،وكما سبق لي وان اشرت لو ان مبارك قدم استقالته في اول يوم لاحظ فيه ان غالبية الشعب المصري تنادي برحيله لامكن مناقشة هذا الامر ،اما وانه لم يكلف نفسه حتى مخاطبة شعبه مباشرة بتقديمه لاستقالته وارسل نائبه للقيام بهذا العمل فهذا يشير الى ان السيد الرئيس لم يغادركرسيه الا مكرها.
اذا كان مبارك قد صرح بمجرد انتقاله الى شرم الشيخ انه بريئ مما يتهمه به اعدائه وهو واثق من نفسه ،فان محاكمته ستزكي هذا الطرح وبالتالي سيخرج امام شعبه مرفوع الهامة ،محترم المكانة .
ان محاكمة مبارك ستعتبر ثاني محاكمة في الوطن العربي بعد صدام حسين بالرغم من وجود فارق كبير بين الاول والاخير ،وهذا سيضع كل حاكم نصب عينيه هذا الامر ،وبالتالي لن يتقدم لتسيير شوؤون البلاد الا من راى في نفسه القدرة الكاملة في تحمله للمسؤولية كاملة امام شعبه.

محمد فؤاد منصور
16/04/2011, 08:56 PM
عزيزتي منى
أشكرك على حضورك ودعمك الذي أعتز به وعلى تثبيت الموضوع وأنا جد سعيد بالتواصل معك من جديد ..هذه القضية خلافية جداً ولعل هذا المقال قدجلب لي الكثير من وجع الدماغ والاتهامات من كل نوع ، لكنني مع ذلك لم أندم على كتابته لأنني أفرق فيه بين المحاسبة التي هي نوع من التحقيق والبحث وبين الإهانة وإصدار الأحكام المسبقة والتصرف على أساسها ..
شكراً لحضورك الجميل.

محمد فؤاد منصور
16/04/2011, 10:23 PM
عزيزي أسامة علي ..
أشكرك على اهتمامك بالرد علي .. وأقول ياأخي مبارك ظل رئيسا لمصر ثلاثين عاما فهو أحد رموزها شئنا أم أبينا .. قد لايصلح كقدوة لنا نعم وفي هذه معك حق لكنه كان يمثل مصر طوال الوقت هل تنكر ذلك ؟
واسمح لي.. أنا لست ممن يتحدثون بالدين في قضايا السياسة وإن شئت لأقنعتك بماأشاء على الفور ..
وسأحيلك على تصرف رسولنا الكريم مع مسلمي الفتح .. بل ومع أبي سفيان ألد أعداء المسلمين .. كيف اكرمه ورفع منزلته وهو الذي ذهب إليه يرتجف فرقاً وهلعاً يطلب الصفح..
بل سأحيلك إلى سلوكه عليه الصلاة والسلام مع حاطب بن أبي بلتعة الذي أفشى سر المسلمين وأراد عمر رضي الله عنه أن يقتله وماذا قال فيه وكلها مواقف أهم وأقرب لما نحن فيه وأجدر بالاستشهاد بها لكنني لن أفعل لأنني لست ممن يخلطون أمور الدين بالسياسة وتلك قضية أخرى ليس هذا زمانها ولامكانها .
ومع ذلك فالكل هنا يعرف أنني احترم قناعات الجميع فلكل دوافعه وأسبابه التي يبني عليها مواقفه ..
لك الود الدائم.

محمد فؤاد منصور
17/04/2011, 02:19 AM
الأخ العزيز عبد الرحمان الخرشي
أشكرك بداية على مداخلتك القيمة .. وأصارحك بأن المقال بشكل عام قديكون صادماً لكثيرين خاصة ذلك العنوان الصادم نوعاً ما .. الأمر بالنسبة لي لاشأن له بأشخاص أبداً ، وقد كنت دائماً أنتقد بقاء الرؤساء في سدة الحكم للأبد حتى لو كانوا من ذوي الانجازات الباهرة ، فالبقاء لفترات طويلة وإلى مابعد سن النشاط العقلي المتقد هو إعلان عن عجز شعوبنا عن إفراز قادة جدد ، فضلاً عن أن السلطة المطلقة مفسدة مطلقة..
ماتفضلت بالإشارة إليه من مواقفي السابقة كانت في سياق مختلف ، فأنا كنت ومازلت ضد شخصنة أي خلاف ، ولعلك تذكر تلك المناقشات التي وقفت فيها هاهنا في معسكر الرئيس ليس بصفته رئيساً ولكن بصفته مواطناً عربياً تتعرض شخصيته للاغتيال ، قد نتفق حول سياساته ونختلف ، لكن أن يقال ذات يوم هو صهيوني أومعه جنسية اسرائيلية ، وأن يقال عن امين الجامعة العربية بالرغم من نفوري منه ومن سياساته في سياق آخر إن أمه يهودية وانه كذا او كذا .. مثل هذه الأقوال المرسلة التي تعكس قصوراً عقلياً فيمن يقول بها ومن يتعاطى معها هو ماكنت أتصدى له على الدوام وهو ماكان يظهرني ظلماً من معسكر هؤلاء الذين أهاجمهم لكنني لاأقبل أن يتعرضوا لتشويه سيرتهم أوتلويثهم لمجرد إحراز نصر رخيص في ساحة لايتواجد فيها من نغتال شخصه ونشوه صورته وقد كان هناك نفر لايتورعون عن اتهامي شخصياً بأنني من أدوات النظام بل وأنني أقبض راتباً خاصاً للدفاع عنه .. كلام لايقول به حتى الحمقى وكان ذلك يحزنني ويضحكني معاً من عبثية التحاور مع من يملكون مثل هذه العقليات .. إنها مواقف مبدأية كماترى لم أندم على أي منها قط لأنها تتسق مع مكارم الأخلاق والمثل العليا التي أؤمن بها.
وقريب من هذا مايثار حول هذا المقال الصادم .. فأنا لااتعاطف مع الرئيس السابق ، ولاأريده أن ينجو بالثروات المنهوبة - إن كان ثمة ثروات منهوبة وقد سمعنا أرقاماً عنها تقشعر لها الأبدان - دون أن نملك دليلاً واحداً يؤكد صحتها ويسلم للمحكمة لتسأله عنه - .
بل أنا من أكثر الذين طالبوه بأن يدخل التاريخ من أوسع أبوابه إن امتلك شجاعة أن يؤسس لدولة حديثة تضمن تداول السلطة وتمنع بقاء الرئيس للأبد ، - راجع مقالاتي القديمة إن أحببت - لكنه شاء أن يدخل التاريخ من مزابله .
ودعوتي اليوم لعدم محاكمته في هذه الظروف لاتصدر عن رغبة في العفو عنه أو التنازل أو التسامح معه نهائياً وإنما تصدر عن معرفة عميقة بنفسية الإنسان المصري ، ذلك الإنـسان الطيب الذي عفا عن جمال عبد الناصر حين شهد انكساره بعد أكبر هزيمة عسكرية في تاريخ العرب الحديث ومنحه صك غفران فوري دون مبالاة بضياع الأرض وسقوط الشهداء وتشتت الجيش وضياع السمعة والكرامة وأجلسه على كرسيه من جديد بعد أن تخلى عنه طواعية وأعلن مسؤوليته عما حدث و استعداده للمحاكمة ، ثم معرفة كذلك بطرق وآليات المحاكمات القضائية التي قد توصلنا إلى تشجيع الثورة المضادة وإجهاض الثورة العظيمة لاقدر الله إذا ماظهر الرئيس السابق للشعب في صورة الشخص البريء الذي انتزع من عرشه ثم تبينت المحكمة أنه لم يسرق وانه ليس لديه أموال مهربة .. ومن ثم تمنحه براءة تعيدنا للمربع رقم صفر إذا ماتصور الشعب الطيب ان الرجل يتعرض لظلم ما والشك في المحاكمات كمالايخفى عليك يفسر لصالح المتهم ..
أرجو أن تكون فكرتي واضحة لاتحتاج لكثير بيان وفي النهاية هو رأي شخصي ككل رأي شخصي لم يمنع محاكمة ولم يوقف إجراءً.. والأيام بيننا لنعرف إلى أين ستوصلنا محاكمة مبارك ، وساعتها نتبين وجه الصواب والخطأ ولايصح إلا الصحيح.

محمد فؤاد منصور
17/04/2011, 10:44 PM
أخي العزيز عبد الرحيم البوزيدي
أشكرك على مداخلتك القيمة .. وثق انني لاأختلف معك في أي جزئية منها .. ثناؤك على القضاء المصري شيء عظيم وهو مايسيبب مخاوفي إن هو بحث وفتش وتبين له مثلاً أن مبارك لم يصدر أوامر بالقتل وإنما أصدرها أعوانه ، هنا ستكون مسؤوليته أقل ، والطامة الكبرى لو تبين أنه لايملك أرصدة مالية كالتي سمعنا عنها .. هنا سيصدر حكماً بالبراءة لامحالة قبل أن نكون قد استكملنا بناء الدولة الحديثة التي نرجوها .. لأن قطاعات عريضة من الشعب وقتها ستخرج علينا وتقول قد ظلمتم الرجل خاصة وقد أثبتت الأحداث الجارية في عالمنا العربي أنه كان أسرع الجميع للنزول عن عرشه وأنه لم يهرب خارج البلاد وقال ولدت هنا وعشت هنا وسأموت هنا .. ولو تعرفت على قلوب المصريين عن قرب لأدركت كم تؤثر فيها مثل هذه العبارات العاطفية . لذلك كنت أتمنى فقط لو تؤجل المحاكمة حتى نرسي أسس الدولة التي نحلم بها القائمة على توازن الحقوق والواجبات ..
مودتي وشكري بلاحدود.

وليد عبدالكريم علي
03/05/2011, 11:16 PM
الأستاذ محمد منصور
محاكمة مبارك ليست لشخصه
هي محاكمة لرأس الظلم والقهر والإستبداد والفساد
محاكمة لمن سجن الالاف بدون حق
وقتل المئات بدون ذنب

محمد فؤاد منصور
10/05/2011, 06:13 PM
أخي العزيز وليد عبد الكريم
أنا مع ملاحقته مالياً لاسترداد ماقد يكون قد حصل عليه بدون وجه حق هو وكل من معه .. لكن المحاكمة لايجب أن تكون له وحده إن أردت الإنصاف .. لابد أن تعقد محاكمة تاريخية لشعب ظل عشرات القرون يؤله حكامه ويضعهم في مصاف المقدسات التي لاتنطق عن الهوى .. إن أردت الإنصاف فحاكم المصريين جميعاً محاكمة تاريخية تنتشلهم من العته المزمن والبلاهة المقيمة التي تغري الحاكم بالإستبداد والظلم وتملكه مقدرات البلاد والعباد حتى أقل القرارات شأناً.. وحين يسقط تريد أن تحاكمه وحده .. منتهى الإجحاف.

طه خضر
20/05/2011, 02:28 PM
تحية طيبة ..

الحال هنا يستلزم العفو عن الرجل وكل أركان نظامه بمن فيهم من نراهم ورأيناهم في السجون طبعا بعد استرداد ما نهبوه، وإلا فما الفائدة إن تم العفو عن الرجل لأنه كان رمزا ً وحاكما ً بمعزل عن إجرامه والإبقاء على كل حاشيته ورجاله في السجن، بل والتنكيل والتشهير بهم كما حصل ورأينا مع عز والعادلي وسرور والشريف وغيرهم؟!

حينها إن حصل وتم التجاوز عنه هو لذاته فلن تكون هذه إلا زلة لا تـُغتفر للثورة وكل من كان له سهم ٌ فيها، ولا أدري أين سيكون القوم من قوله رسول الله صلى الله عليه وسلم عن إقامة الحد على الصغار والتجاوز عن الكبار؟!

امنية جاد
20/05/2011, 06:10 PM
الاستاذ الكريم د.محمد فؤاد منصور
احييك اولا علي اسلوبك الراق ورؤيتك التي اتفق مع بعض منها
فقد راعني بعد نجاح الثورة عدم وفاء الثوار بوعدهم في عدم محاكمة الرئيس السابق وان ما يريدونة هو تركة للسلطة
لكني يا سيدي ما زال يمثل امام ناظري الايام الاولي للثورة وكيف تركنا الرئيس المخلوع عرضة للفوضي والسرقات غير مبال برغبات الثوار في ان يخرج عليهم احد بالرد عليهم ....فقط بالرد عليهم وقد خربت مدينتي الحبيبة السويس خلال هذة الساعات وحل بنا الرعب الذي لن انساة طوال حياتي وقد علمنا باستشهاد جارنا الشاب الورداني وكيف نالة عيار ناري وهو خارج من المسجد بعد آداء الصلاة فسقط قتيلا وتحت جناحة طفلية وسقط بهما ارضا .... وكل هذا جناة تاخيرة بصرف النظر عن ما حدث من امور البلطجة واطلاق سراح السجناء التي قاموا بها رجالة ... في هذة اللحظات دخلت الينا الغازات المسيلة في البيوت الي النساء والاطفال في ميدان الاربعين واغشي علي اصدقائي من الفتيات وامهاتهن في مدينتي ... سيدي اذا كان مبارك رمزا لمصر طوال العقود الاخيرة فقد كان رمزا ايضا لخبزنا الاسود ومياهنا الملوثة وغذاءنا المسرطن والشباب من قتلي حلم العمل في ايطاليا واليونان ... كان الرئيس السابق يصم اذنية عن كل شيء ويتركنا نموت ونرحل ويظل هو ... ولكن من يظل هو اللة سبحانة هو الباقي الذي يعز من يشاء ويذل من يشاء ... واذكر كلام شاعرنا بيرم التونسي :
الارض بتدور والملك للة حاكم ومحكوم
ان قرار العفو عن الرئيس السابق ليس من حقنا بل يسأل عنة امهات الشهداء وآباءهم واطفالهم واهالي اسري حروبنا مع العدو الذين هم مسؤوليتة في المقام الاول والذين خان فيهم الامانة ...

بندر الهميلي
03/08/2011, 03:24 PM
لو ان لك شهداء ماتوا تحت عجلات سيارت أبناء حسني مبارك ومؤيديه هل ستدافع عنه بهذه الطريقه ؟؟
الموساد اليهودي فقط من يحق له الدفاع عن حسني مبارك للخدمات الجليله التي قدمها له في عهد .

مصر بلد يحكمها الشرفاء فقط لأنها الأهمفي المنطقه .

وتقبل وجهة نظري .

عبد الرحيم لبوزيدي
04/08/2011, 08:21 AM
باسم الله الرحمان الرحيم
عود على بدأ،هاهو مبارك يحاكم نزولا عند رغبة الشعب واحقاقا للحق ليميز القضاء المصري الخبيث من الطيب ،والظالم من المظلوم،ولتهنأ ارواح شهداء الحرية في مصر،ولتطيب خواطر الثكالى والمكلومين من ابناء الشعب المصري،وليعتبر من سياتي بعد مبارك ويتاكد لديه ان القصاص مآله عند الاستحقاق ،وان المذلة والمهانة نهايته عند استخفافه بقيم شعبه وتطلعاته بل وقيم دينه ونخوته،وان العدو سوف لن يحمي عرشه او يوقف محاكمته .
ان من ايجابيات هذه المحاكمة انها تتم على يد ابناء الشعب المصري ،وتحت حراسة رجل الامن المصري ،وفي ظل قيادة الجيش المصري ،ولو كانت من جهة ستشفع للرئيس المصري وتاخذ بعين الاعتبار جميع الحيثيات التي اوردها استاذي محمد فؤاد منصور لكانت هي الجيش المصري ،الا ان الجيش المصري راى ورايه صائب ان لابديل عن العدالة للفصل بين الشعب المصري وبين رئيسه المخلوع،فهناك طرفان في كل قضية يتم عرضها على انظار العدالة ظالم ومظلوم ،مدعي ومدعى عليه فمن الجهة المخولة للفصل بين الطرفين ان لم يكن القضاء.
يبدو في البداية ان الجيش المصري كان يميل الى جانب مما اشار اليه ذ منصور لكن ضغط الشارع ،لم يترك المجال امامه للمناورة والا ستؤول الامور الى ما لاتحمد عقباه،وان كفة الاحتكام الى القضاء كانت هي الوازنة لاغلاق هذا الملف بصفة نهائية حتى يفتح الطريق لبناء دولة مصرية يكون القانون فيها هو سيد الموقف ،ولتهدأ انفس سبعين في المائة من الشعب المصري من الذين يسمعون عن الحرية وحكم الشعب دون ان تتاح امامهم الفرصة حتى لرفع عقيرتهم بالنداء ليعيشوا هذه الحقائق، لان الامن المركزي كان لهم بالمرصاد في ظل الاحكام العرفية التي عاشت تحتها مصر طوال حكم مبارك،فصعب على المرء ان يرى من كان في القمة يوما ان يراه في الحضيض محملا على سرير المرض ليمثل امام عدسات الكاميرا تحت طائلة الاتهام بقتل الابرياء ،واهدار المال العام ،ولكن هذه سنة الحياة ،دوام الحال من المحال ،ومن سره زمن ساءته ازمان،وفي النهاية اقول للاستاذ محمد فؤاد منصور اختلاف الراي لايفسد للود قضية.حياك الله مرة اخرى.

فيصل كريم
04/08/2011, 10:19 AM
العالم الفاضل والأخ الكبير د. محمد فؤاد منصور. أشكرك يا سيدي على ما تفضلت به من رأي وحرص على شعبك وأمتك من مخاطر ما تكتنفه الأيام والوقائع. وإني لمقدر لك أكبر التقدير هذا الشعور النبيل والإحساس السامي بتقدير خطورة الموقف والمرحلة.

ولتسمح لأخيك الصغير الذي يقل عنك سنا وشأنا ومكانة بأن يفصح عن رأيه المخالف بلا شك لرأيكم الكريم.

الحقيقة أن محاكمة الرئيس المخلوع حسني مبارك جديرة بكل ظروفها وثناياها بالتأمل والدراسة لما فيها من تأثيرات ليس على تاريخ مصر المعاصر فحسب بل تمتد لتقدم نبراسا يهتدي به بقية العرب. ولكن لا بد لي أولا من التوقف عند مسألة "الرمز" التي طرحتها حضرتك. فالحقيقة أن هذه الفكرة بحد ذاتها قد تمثل أحد أسباب تدهور حالنا العربية بالسياسة وباقي مناحي الحياة. فما هي هذه الفكرة الدخيلة علينا من الأساس بحيث أن كل رئيس أو قائد يتوج خلال ليلة وضحاها إلى رمز؟ وتعلق صوره وجدارياته وتماثيله ونصبه بكل مكان حتى نراها بكل مكان بل وحتى في أبشع كوابيسنا. نعم، توجد رموز ولكنها لا يجب أن تكون في مسائل الحكم، فالرموز يهتدى بها ويستلهم منها أما الحكام فلا بد أن يخضعوا لرقابة الشعب ومحاسبته بكل ما يفعلون. وفيما عدا رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كان نبيا ملهما وقائدا ورئيسا بنفس الوقت، فإن الرموز لا يحكمون إلا بميزان ومعيار، بمن فيهم الصحابة المقربين والخلفاء الراشدين عليهم رضوان الله الذين حاسبهم المسلمين على الدوام. فكيف يصبح مثلا السيد حسني مبارك "رمزا" بعد يوم أسود اغتيل فيه سلفه، وما هي انجازاته لكي يكون رمزا من رموز مصر العظيمة. ما أعرفه على سبيل المثال أن محمد كريم هو رمز الصمود والمقاومة بوجه الغزاة، وكذلك سعد زغلول رمز الاستقلال، وعبد المنعم رياض رمز للتضحية والشهادة بوجه الصهاينة. أما الرئيس السابق فلا نفهم سبب رمزيته الفجائية، فهل أصبح هكذا لدوره في حرب سيناء 1973؟ إذن فهل نصدق أن كل من اشترك بالحرب هم رموز كما هي حال السيد مبارك ويأخذون ما أخذ ويتنعمون بما يتنعم؟ اعتقد أنا جميعا نعلم تماما ما وصل إليه حال بطل الحرب الفعلي ومخططها الفريق الراحل سعد الدين الشاذلي لأنه قال كلمة "لا" أمام سلطان جائر، وهو يستحق أن يكون رمزا للشعوب العربية والإسلامية جمعاء. وهناك شخصية أخرى تستحق أن تكون رمزا للذكاء والعبقرية بالحرب وقد لا يعرفه الكثيرين ألا وهو اللواء باقي يوسف زكي الذي ضرب الصهاينة بمقتل عندما اقترح فكرة التخلص من الساتر الترابي عبر استخدام رشاشات ماء سريعة وهو ما نجح نجاحا باهرا وصعق منه ابناء جولدا مائير المقبورة. وغيرهم الكثير الذين استحقوا شرف الرمزية. وهي لا تكون مرتبطة بالزعماء والحكام إلا عند العرب، فيا سبحان الله! وآخرهم هذا المجرم الذي سجد له بعض السفهاء وجعلوه رمزا وزعيما مخلدا وهو الذي يدك المدن السورية ويحرقها واحدة تلو الأخرى، إلى درجة أن نيرون ينحني له احتقارا وإذلالا. وأتمنى أن أرى اليوم الذي لا أرى به صور ولا تماثيل لزعماء حاليين إلا بعد أن تتضح أعمالهم الجليلة بخدمة شعوبهم ورقيها ويطلق عليه وصف "الرمز" عن جدارة واستحقاق. وأتمنى كذلك أن نترك فكرة وضع هالة الرمزية -ولا سيما للحكام- إلا بعد أن تتفق الشعوب على من هم الرموز الحقيقيون.

أما يا دكتورنا الفاضل فيما يخص أن شباب الثورة أعطوا عهدا للرئيس المخلوع بألا يحاكموه إن هو خرج عن السلطة مبكرا، فهذا صحيح. ولكن التوقيت هنا مهم يا سيدي الفاضل. فقد قدموا هذا الوعد قبيل موقعة الجمل المشؤومة، أما وأن وقعت الجريمة بإيعاز منه فقد أقسم الناس جميعا على محاكمته وعدم التهاون بهذا المسعى ولو استغرق الدهر كله. واتذكر يومها أن سقف الشعارات قد ارتفع من "الشعب يريد اسقاط النظام" إلى "الشعب يريد محاكمة السفاح" وقيل كذلك "الشعب يريد إعدام الرئيس".

واسمح لي يا استاذي الفاضل أنني لا أخالك تقيس الأمور بالكم، أو كما نقولها بالعامية "بالكيلو". فهل سنظن مثلا أن الرئيس السابق حسني مبارك أفضل لأنه قتل أعدادا أقل من الناس (قيل أكثر من ألف شهيد خلال 18 يوم) عن "ملك ملوك أفريقيا" الملهم الذي حول ليبيا إلى ساحة حرب أهلية ليشرب من دماء الأبرياء، أو أن مبارك أفضل من مجرم النظام السوري الذي حرق الأخضر واليابس بسورية العزيزة وأهلك حرثها ونسلها. لا يا سيدي الفاضل، الأمور لا تقاس هكذا. ناهيك عن الحقيقة التي لا تخفى على أحد وهي أن مبارك لم يرد حقن الدماء بل أمر الجيش بإخلاء ميدان التحرير بالقوة، لكن الجيش الوطني المصري (وللأسف على خلاف الجيش السوري) استشعر الرغبة الشعبية الهائلة ولم يحنِ رأسه للطاغية.

واتفق مع حضرتك تماما بأن الشعب المصري الصبور والمجاهد هو شعب متحضر لأبعد الحدود. وسيسطر صفحة خالدة من صفحات حضارته المتجددة عبر محاكمته للرئيس المخلوع محاكمة عادلة ومنصفة ومن عمق الشعب، لا كما رأينا لمحاكمات هزلية سقيمة جرت لرؤساء سابقين. وهذه المحاكمة يا دكتورنا الفاضل إن قدر لها أن تفتح جميع الملفات وتحقق بها وتمحصها بشفافية فإن ذلك سيقدم دفعة هائلة لمستقبل مصر لأنها ستكون مراجعة تاريخية لواقع مصر خلال حقبة الثلاثين سنة بعهد محمد حسني مبارك، والشعوب التي تراجع تاريخها وتدققه هي التي ستحظى بمستقبل مثمر وزاهر.

ويجب علينا كشعوب ألا تأخذنا الظواهر والعطف الزائد، ولا بد علينا أن نسعى للعدل بكل قوة حتى ننال منه جانبا. فإن كنا عطوفين ورحومين فعلا فلماذا لا نذهب لأمهات الشهداء لنرى حالهن كل ليلة وهن يبكين فلذات أكبادهن اللذين غـُدر بهم وهم في عمر الزهور، لا أن نعطف على رجل متهم بسفك دمائهم البريئة بعد أن بلغ به العمر عتيا، وجيء به لقاعة المحكمة وهو ممدد بسرير، الله وحده أعلم هل هو لاستدرار العطف أم ماذا؟ اللهم لا شماتة يا رب العالمين. فعلينا أيها الأخوة والأخوات أن نتجنب الوقوع بالسذاجة والسطحية حتى لا يستغفلنا بعض الحكام لا الآن ولا مستقبلا. وليعلموا جميعا أن الوصول لسدة الحكم ليس لعبا أو من أمور الاستغفال، فعليهم واجب إقامة العدل والشرعية وترسيخ الديمقراطية وتداول السلطة والارتقاء ببلدانهم حضاريا وثقافيا. أما من يريد استدرار العطف بعد أن شاخ وهرم فعليه أن يجلس في بيته معززا مكرما وبلا تجريح.

كل عام وأنتم بخير

أحمد الحاج محمود الحياري
04/08/2011, 12:30 PM
دكتور محمد فؤاد الموقر ، بعد التحية والسلام :

المادة 2 من قانون المرافعات تقول : لا تُقبَلُ دعوى أو دفع ليس لصاحبه مصلحة فيه.

ولك التحية

مريم التيجي
06/08/2011, 11:47 AM
شكرا لك سيدي أجبت عن سؤال حيرني، لم شعرت بعدم الارتياح وأنا أتابع فصول المحاكمة؟ وأنا اتابع تطبيل المطبلين وزهو المنتقمين؟ نعم كان الرجل ككل حكامنا العرب ظالما، لكن لم يكن هناك داع لإذلاله..لننشغل أكثر بصناعة المستقبل، بدل الانشغال بالانتقام من الماضي

عبد الرحيم لبوزيدي
22/09/2011, 01:00 AM
باسم الله الرحمان الرحيم
الاخ الكريم سردوك
يبدو لي انك ضد محاكمة مبارك،بل وضد اي تحرك في وجه من مرغوا انف المصريين وقتلوا ابناءهم شر قتلة ،اعتقد انك بكلامك هذا تعتقد ان اي تغيير سوف لن يتاي بجديد ،ولو كان الامر كما تدعي سيدي الكريم ما تقدمت الشعوب الى الامام ولبيقيت رهينة افكار من احكموا سيطرتهم عليها واستعبدوها وصادروا حريتها في التعبير عن قناعتها والتحكم في مستقبلها ،ان الثورة الفرنسية هي التي كانت وراء تقدم الشعب الفرنسي وتخلصه من هيمنة الاكليروس ،ويمكن سحب الصورة على كافة الشعوب الاروبية ،صحيح ان الثورة تكا ابناءها ولكن هي سنة الله في خلقه،فالشعوب الحديثة العهد بالحرية غالبا ما تحيد عن الطريق في استثمار هذه الحرية على وجه صحيح،لكن سرعان ما تهدأ الاوضاع ويعمل العقلاء على ترتيبيب البيت لينطلق الشعب بنفس جديد وأفكار جديدة ورؤية مغايرة لما كانت عليه الامور قبل ذلك.
فالثورة التي اطاحت بعرش مصر سوف يكون لها اثر كبير في احتلال هذا البلد موقعا يليق بشعبه بين الشعوب العربية والاسلامية ،لقد دنس النظام المصري سمعة شعبه بين الشعوب ،لقد كان النظام المصري عبارة عن دركي يحمى حمى الكيان الصهيوني دون مقابل ،لقد عمل هذا النظام على تجويع الشعب الفلسطيني في غزة بغرض تكثيف الضغط على الفلسطينيين في غزة لرفع الراية البيضاء ،بيد ان هذا الضغط لم يزد اهل غزة الا ثباتا وتمرنا على العيش بالرغم من الحصار المضروب عليهم برا وبحرا وجوا بل وتحت الارض ،وكان ذلك وقودا لهذه الثورة التي القيت بنظام مبارك الى مزبلة التاريخ،جر رموزه الى المحكمة ليذوقوا شيئا مما اذاقوه للاحرار في مصر العروبة ومصر الاسلام ،وبذلك يسجل الشعب المصري سابقة على مستوى العالم العربي والاسلامي.
اما بخصوص ما يجري على ارض ليبيا فليس هناك مسلما تجده يقبل بما يجري ،لكن من كان وراء هذا الوضع اليس هو القدافي ،القدافي هذا حكم ليبيا بالحديد والنار مدة اربعين سنة ،ومكن لابنائه في ارض ليبيا ظنا منه ان الوضع سيبقى على ماهو عليه،وقبل تدشين الناتو لعملياته بليبيا كيف كان خطاب القدافي وابنائه للشعب الليبي،الم يصف العقيد اللبيين بالجرذان ومتعاطي حبوب الهلوسة ،لو كان القدافي محقا في ما يدلي به من تصريحات لكان اول من سيقدم استقالته ويسلم الحكم لابناء ليبيا الاحرار،لكن كعادته بادر المحتجين بآلة القمع فقتل من قتل وسجن من سجن في سبيل الابقاء على سلتطته لا الابقاء على سلطة الشعب.
وهب ان القدافي ديمقراطي وعادل فل جميع ابنائه كذلك؟نظام القدافي افرغ خزينة الدولة بتسليح كتائبه فجعلها تملك احدث الاسلحة وافتكها تاركا الشعب الليبي يواجه الفقر المدقع،نظام القدافي كان هو من مول الحملة الانتخابية لساركوزي من مال الشعب الليبي وهذا ما صرح به سيف الاسلام القدافي ،فهل يحق لهذا الارعن ان يبذر المال الليبي لدعم من صار له خصما،اين هي جماهيرية القدافي؟؟وبعدما تمكن الثوار من طرد الكتائب من اجدابيا وراس لانوف وغيرها من المدن الليبية تمكن النظام من استرداد زمام المبادرة فعاث في هذه المدن فسادا ولولا ضربات الناتو لاباد القدافي الليبيين عن بكرة ابيهم،صحيح لايجوز الاستعانة بالعدو لكن ما البديل؟؟؟ما البديل امام جبروت النظام ....نعم ان حلف الناتو لم يفعل هذا حبا في سواد عيون الليبين ولكن في سبيل الحصول على صفقات البترول الليبي ،واذا اردنا ان نعيب على حكام ليبيا الجدد ما فعلوه فما هو موقفنا من النظام الليبي عندما صرح قادة هذا النظام مغازلين أمريكا واسرائيل ان الامن الاسرائيل سيتعرض للخطر ان تمكن الثوار من الاطاحة به ،الا يشير هذا الى عمالة النظام الليبي وصهيونيته؟؟
نحن مع الشعب الليبي لكن لسنا مع نظام القدافي فالاولى بالقدافي ترك السلطة بمجرد ما ان احس بان الشعب الليبي يرفض نظامه ،ولو فعل القدافي ذلك لكبر مقامه ليس عند الليبيين فقط ولكن عند الشعوب العربية ،ولتمكن من سرقة الاضواء فيريح نفسه ويريح شعبه ،ولكن القدافي ابا الا المكابرة واعتقد ان مصيره ان لم ينتحر سيكون هو نفس مصير مبارك ولله الامر من بعد ومن قبل.