المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أنا عميل



د. نزيه بريك
17/04/2011, 01:37 AM
أنـا عـميـل
أنا يا أسد الشام
أنا للغرب، أنا للشرق
أنا للشمال، أنا للجنوب من وطني،
أنا لوطني عميلْ
يَعبُرُني كما العين يَعبُرُها الميلْ
جغرافيته، في جداول دمي تَسيلْ
ومن عشقي، أنا لسواه لا أميلْ
* * *
أنا مُندسٌ عميلْ
فقل ما شئت، لن يقالَ
أكثر مما قيلْ
لأنك تخشى نشر الغسيلْ
لأنك تخشى وجه الدليلْ
والقاتل يخاف عيون القتيلْ
* * *
أطفأتَ الشمس في عيون البلاد
وفقأت النور في وجه القوانين
لتُشعلَ البسمة في ثغر
الجولان وفلسطين
وتطرد المُغتصبَ الدخيلْ
تجلّلتَ الكرسي عقودا وما أنت الجليلْ
تجلّلتَ الشعب وفرس الجولان بلا تجليلْ
ماتت أجيال... وعاشت إسرائيل
فكم من جيل وجيل...!!!؟
قل ما شئت... وما تشاء
سئمنا الغيم، سئمنا سُحُب التضليل
فما أمطرت،
ولن تمطر ولو القليلْ
فلا أسقيتنا بالغَيْلِ ولا شربنا بالدَلوِ
أطلقتَ أسراب الخفافيش وجراد التنكيلْ
واستباحتْ قبورنا
أصنام التماثيلْ
فحسبتنا قوما في عداد الرماد
وحسبك أخضعت جيناتنا للتعديلْ
سئمنا... هَرِمنا
فلن تمطر ولو القليلْ
ولا عُرسٌ ولا مواويلْ
* * *
قل ما شئت، وما تشاء
تساقطت أوراق الغِيل
وأنا صحوت من موتي
صحوت، وإن ظنّك ذاك
على الموتى يستحيلْ
فما كان موتي ثلاثي الأبعاد
والريح بالأشجار إن عصفت،
أفنانٌ تتكسر، وأفنانٌ تميلْ
* * *
قل ما شئت وما تشاء...
سجّل اسمي في قائمة المطلوبينْ
ارسم وجهي في أقبية الزنازينْ
كفى ما تناولته من مضادات الاكتئاب،
ومن شعارات عالية التركيز بالكحولْ
ختمتَ حواسي بالشمع الأحمر
قتلتَ حاسة الوطن
أطفأتَ جهازي العصبي
وضعتَ لساني تحت الإقامة الجبريه
أسقطتَ إنسانيتي من سوق التداولْ
بأجهزة الإنذار المبكر لرصد الزلازلْ
وضَبَطَّت إحداثيات النظام
بجهاز التهويلْ
***
قل ما شئت وما تشاء ...
أنا الذاكرة...، أمشي زقاق حزني الطويلْ
وفي يدي حقيبة من دمي
وجرحي الهرم
أبحث عن صعاليك الضوء، وخلفي
ألف ليلة وليلة من الرحيلْ
ألف ليلة وليلة من العويلْ
لكني ما عدت،أنا ذاك الذليلْ
على دمعي كم تعاتبني المناديلْ
فسبات اللسان قطعا للموت خليلْ
وكل جسد بلا حراك مقعدٌ،عليلْ
***
قل ما شئت وما تشاء...
غرقت في صمتي حتى شربت صوتي
في سباتي أغمدت الخنجر،
فدوى الصهيلْ
امتطي خيول جوعي نحو
شمس الأصيلْ
وحولي هنود غضبي تدور
وتنشد التراتيلْ
قادم أنا، نحو الشمس وإن
دمي هو السبيلْ
فالشمس تصدح إذا الغيم
من عينيها يستقيلْ
والفراشة لا تأبه الظلام في حضرة القناديلْ
ومن الورد، ما ينبت بين الصخر هو الجميلْ
***
يا شام كفى...،
في الظلّ أنتِ، ما دام الضَّلّيلْ
ليتك للمظلومين، لا للظالمين ظِلٌّ ظَليلْ
صاح الجنوب...،
فتَبَلَّلَ الأسَدُ من صدى البَليلْ
أيا شام احملي شيئا من دمي
واشفي الغليلْ
فالنهار يتكور، بل يولد من
النور الضئيلْ
أيا شام لن تترك الظباء ظلّها،
فلا بديلْ
هذا القيظ سوى اشتعال النار،
لا يستميلْ
أما سئمتِ كل هذا الزئير وحولك الهديلْ
ما بك لا تقتلين الظمأ، فتتبعي هذا الثّليلْ
أيا شام،إنما كل شيء بعد الكرامة، هزيلْ
***
لا هكذا يا أسد...
لا هكذا بالنّار من النّار يُنّزعُ الفتيلْ
ما الوطن عبأ، أنت الذي عليه ثقيلْ
سترحل كحريق فقد كيمياء الاشتعالْ
في حضور التفاصيلْ
فينتصب شعبي شامخا كالنخيلْ
يعانق ما شاء والقرآن والإنجيلْ [/SIZE]
د. نـزيـه بـريـك / مجدل شمس الجولان المحتل
البريد الالكتروني: drbn56@gmail.com